مراكش

قناعة متشرد تقود لفك لغز سرقة حلي ذهبية من فندق مصنف بمراكش


كشـ24 نشر في: 26 يناير 2013

قناعة متشرد تقود لفك لغز سرقة حلي ذهبية من فندق مصنف بمراكش
هو منطق "جوعي فكرشي، وعنايتي فراسي" الذي جسده متشرد خمسيني ، يتخذ من منطقة اكدال السياحية، فضاءا لاقامته داخل "عشة"، تفنت ظروف الفقر والخصاص في نسج تفاصيل جذرانها، على مشارف مزبلة تتخذها الفنادق المجاورة مجالا للتخلص من نفاياتها وازبالها.


بدات فصول الحكاية، زوال اول امس الجمعة، حين كان المتشرد يقتعد فضاء "عشته"وحيدا دون مؤنس او جليس، يتجرع غصة ظروف الحرمان والخصاص، الذي رمته بها سياسة مغرب القرن الواحد والعشرين، وجعلته يجتر مرارة الوحدة والحرمان من دفء الاسرة والاهل في يوم عيد المولد النبوي الشريف.


فجاة كسر هدوء الفضاء،صوت رنين هاتف تعلو نبرته وتنخفض بين الفينة والاخرى، لتحملها الرياح لمطارق سمع المشرد داخل "العشة".
بدأ الرجل يصيخ السمع في انتباه شديد،محاولا تلمس مصدر الصوت وهو لا يكاد يصدق نفسه،خصوصا وان المنطقة كانت خاليا من أي طارق او زائر،ليقرر في عز حيرته قطع دابر الشك باليقين، وحمل نفسه على التوجه صوب مصدر الرنين الهاتفي.


كان الصوت يقوده اتجاه المزبلة التي تتوسط المكان، حين لاحت حقيبة جلدية انيقة يكاد انتفاخها  يلفظ ما بجوفها، وقوة الرنين تهز جوانبها، ما اكد للمتشرد بان وراء الاكمة ما وراءها.
بتردد كبير اقترب من المكان، وانتشل الحقيبة الجلدية من وسط القمامة،وشرع في تقليب  محتوياتها بيدين مرتجفتين، لتلقي في وجهه بكنز صغير بالنسبة لمن هم في وضعه البئيس والفقير.


مصوغات وحلي ذهبية، وبعض ما تيسر مما خف وزنه وغلا ثمنه، وفوق هذا وذاك هاتف محمول من النوع الغالي جدا من النوع الذي يصطلح عليه عادة في عالم التيكنولوجيا ب"الهواتف الذكية".


مغارة علي بابا التي انفتحت في وجه المتشرد،دونما الحاجة للمرور  عبر" افتح ياسمسم" كلمة السر"المو دوباس"المشهورة في عالم الاساطير، أدخلت الرجل في حيرة كبيرة، ووقف مشدوها للحظة لا يكاد يصدق ما تراه عيناه،ولسان حاله يردد الحكمة المشهورة"الى عطاك العاطي ،لاتحرث لاتواطي".


لم يطل به التفكير كثيرا، حين قرر وبشكل تلقائي التوجه بحمله صوب الفندق المصنف،الماثل امام عينيه، وبيده الحقيبة وما حوته من "طموع الدنيا"، حيث تقدم من الموظف المسؤول عن الاستقبالات، وناوله  الحقيبة التي جادت عليه بها أكوام المزبلة، مخاطبا اياه بلغة لا تخلو من براءة" شوف هاذ الامانة، راه طاحت لشي كليان مسكين".


لم يترك بعدها أي فرصة للمستخدم الذي وقف مشدوها، حين ادار له الدهر وكر راجعا صوب "عشته" مطمئن الخاطر مرتاح البال، وقد اطمأن إلى أنه قد ادى الامانة و"كلع على راقبتو".


غياب اية وثيقة شخصية من شانها تحديد هوية صاحبة الحقيبة، جعل ادارة الفندق تستنجد بالارقام المتضمنة بذاكرة الهاتف الذي كان ضمن المحتويات، وشرعت في ربط الاتصال الى ان اهتدت الى اصحابها الحقيقيين، الذين كانوا من نزلاء فندق مصنف مجاور.


قمة المفاجاة ستحملها تفاصيل الظروف والملابسات المحيطة بتواجد الحقيبة بالمزبلة المذكورة، حين تبين ان زبناء اجانب،قد تعرضوا لسرقة بعض متعلقاتهم من داخل غرفتهم بالفندق،وان عناصر الشرطة القضائية بصدد التحقيق في القضية.


مجريات التحقيق التي اعقبت العثور على الحقيبة،ستقود الى كشف هوية السارق، والذي لم يكن سوى اجنبي آخر من نزلاء ذات الفندق،لا تعوزه الاموال ولا الثروة، تمكن من التسلل للغرفة المجاورة،والاستيلاء على اموال ومتعلقات اصحابها.


امام موجة الخوف الذي المت به، حين مشاهدته لعناصر الشرطة وهم بصدد التحقيق بفضاءات الفندق، لفك لغز السرقة، سيقرر التخلص من الحقيبة ومحتوياتها بالمزبلة المذكورة،حيث عثر عليها المتشرد الفقير،وقام بتسليمها لادارة الفندق المجاور دون ان تحرك  لديه أي شعور بالطمع او الرغبة في الاستحواذ على شيء لا يخصه، تحت يافطة الدعاء الماثور"الله يطعمنا حلال" ويؤكد بذلك ان القناعة فعلا"كنز لا يفنى" .

قناعة متشرد تقود لفك لغز سرقة حلي ذهبية من فندق مصنف بمراكش
هو منطق "جوعي فكرشي، وعنايتي فراسي" الذي جسده متشرد خمسيني ، يتخذ من منطقة اكدال السياحية، فضاءا لاقامته داخل "عشة"، تفنت ظروف الفقر والخصاص في نسج تفاصيل جذرانها، على مشارف مزبلة تتخذها الفنادق المجاورة مجالا للتخلص من نفاياتها وازبالها.


بدات فصول الحكاية، زوال اول امس الجمعة، حين كان المتشرد يقتعد فضاء "عشته"وحيدا دون مؤنس او جليس، يتجرع غصة ظروف الحرمان والخصاص، الذي رمته بها سياسة مغرب القرن الواحد والعشرين، وجعلته يجتر مرارة الوحدة والحرمان من دفء الاسرة والاهل في يوم عيد المولد النبوي الشريف.


فجاة كسر هدوء الفضاء،صوت رنين هاتف تعلو نبرته وتنخفض بين الفينة والاخرى، لتحملها الرياح لمطارق سمع المشرد داخل "العشة".
بدأ الرجل يصيخ السمع في انتباه شديد،محاولا تلمس مصدر الصوت وهو لا يكاد يصدق نفسه،خصوصا وان المنطقة كانت خاليا من أي طارق او زائر،ليقرر في عز حيرته قطع دابر الشك باليقين، وحمل نفسه على التوجه صوب مصدر الرنين الهاتفي.


كان الصوت يقوده اتجاه المزبلة التي تتوسط المكان، حين لاحت حقيبة جلدية انيقة يكاد انتفاخها  يلفظ ما بجوفها، وقوة الرنين تهز جوانبها، ما اكد للمتشرد بان وراء الاكمة ما وراءها.
بتردد كبير اقترب من المكان، وانتشل الحقيبة الجلدية من وسط القمامة،وشرع في تقليب  محتوياتها بيدين مرتجفتين، لتلقي في وجهه بكنز صغير بالنسبة لمن هم في وضعه البئيس والفقير.


مصوغات وحلي ذهبية، وبعض ما تيسر مما خف وزنه وغلا ثمنه، وفوق هذا وذاك هاتف محمول من النوع الغالي جدا من النوع الذي يصطلح عليه عادة في عالم التيكنولوجيا ب"الهواتف الذكية".


مغارة علي بابا التي انفتحت في وجه المتشرد،دونما الحاجة للمرور  عبر" افتح ياسمسم" كلمة السر"المو دوباس"المشهورة في عالم الاساطير، أدخلت الرجل في حيرة كبيرة، ووقف مشدوها للحظة لا يكاد يصدق ما تراه عيناه،ولسان حاله يردد الحكمة المشهورة"الى عطاك العاطي ،لاتحرث لاتواطي".


لم يطل به التفكير كثيرا، حين قرر وبشكل تلقائي التوجه بحمله صوب الفندق المصنف،الماثل امام عينيه، وبيده الحقيبة وما حوته من "طموع الدنيا"، حيث تقدم من الموظف المسؤول عن الاستقبالات، وناوله  الحقيبة التي جادت عليه بها أكوام المزبلة، مخاطبا اياه بلغة لا تخلو من براءة" شوف هاذ الامانة، راه طاحت لشي كليان مسكين".


لم يترك بعدها أي فرصة للمستخدم الذي وقف مشدوها، حين ادار له الدهر وكر راجعا صوب "عشته" مطمئن الخاطر مرتاح البال، وقد اطمأن إلى أنه قد ادى الامانة و"كلع على راقبتو".


غياب اية وثيقة شخصية من شانها تحديد هوية صاحبة الحقيبة، جعل ادارة الفندق تستنجد بالارقام المتضمنة بذاكرة الهاتف الذي كان ضمن المحتويات، وشرعت في ربط الاتصال الى ان اهتدت الى اصحابها الحقيقيين، الذين كانوا من نزلاء فندق مصنف مجاور.


قمة المفاجاة ستحملها تفاصيل الظروف والملابسات المحيطة بتواجد الحقيبة بالمزبلة المذكورة، حين تبين ان زبناء اجانب،قد تعرضوا لسرقة بعض متعلقاتهم من داخل غرفتهم بالفندق،وان عناصر الشرطة القضائية بصدد التحقيق في القضية.


مجريات التحقيق التي اعقبت العثور على الحقيبة،ستقود الى كشف هوية السارق، والذي لم يكن سوى اجنبي آخر من نزلاء ذات الفندق،لا تعوزه الاموال ولا الثروة، تمكن من التسلل للغرفة المجاورة،والاستيلاء على اموال ومتعلقات اصحابها.


امام موجة الخوف الذي المت به، حين مشاهدته لعناصر الشرطة وهم بصدد التحقيق بفضاءات الفندق، لفك لغز السرقة، سيقرر التخلص من الحقيبة ومحتوياتها بالمزبلة المذكورة،حيث عثر عليها المتشرد الفقير،وقام بتسليمها لادارة الفندق المجاور دون ان تحرك  لديه أي شعور بالطمع او الرغبة في الاستحواذ على شيء لا يخصه، تحت يافطة الدعاء الماثور"الله يطعمنا حلال" ويؤكد بذلك ان القناعة فعلا"كنز لا يفنى" .


ملصقات


اقرأ أيضاً
ليلة بيضاء للسلطات بمراكش
تواصل سلطة الملحقة الإدارية امرشيش في هذه الأثناء تحت قيادة مباشرة لقائد الملحقة، التصدي لجميع مظاهر الاحتفال بيوم عاشوراء، وحجز كل ما من شأنه أن يمس بالنظام العام.وفي هذا الإطار، تم حجز 60 عجلة مطاطية كانت مخصصة لإشعال "الشعالات"، إلى جانب 5 شاحنات محملة بالحطب تم جمعها من قبل مجموعة من الأطفال والمراهقين في الأحياء المجاورة. ولم تقتصر جهود السلطات المحلية على التدخل الميداني فقط، بل قامت أيضًا بتحسيس الأطفال والمراهقين بمخاطر هذه الاحتفالات غير القانونية.من جهتها، قامت سلطات منطقة جامع الفنا بحملة واسعة لمنع إقامة "الشعالة"، وذلك بالتنسيق مع الحرس الترابي، حيث شارك في الحملة قائد مقاطعة باب دكالة، قائد مقاطعة جامع الفنا، وقائد مقاطعة الباهية، بالإضافة إلى باشا منطقة جامع الفنا.وتم نشر الدوريات الأمنية في المناطق المعروفة بتجمعات الشبان والمراهقين لمنع إشعال النيران، بهدف ضبط الوضع ومنع أي خروقات قد تُعرّض سلامة الأحياء السكنية للخطر.
مراكش

خطير.. انفجار داخل “شعالة” يثير الرعب بحي في مراكش
شهد حي الكدية بمراكش، ليلة السبت/الأحد، لحظات من الهلع والخوف في صفوف الساكنة، إثر انفجار قنينتين صغيرتين من الغاز وسط "شعالة"، أقامها مجموعة من الشبان قرب السوق، احتفالًا بليلة عاشوراء.  وتسبب هذا التصرف الذي يعد واحدا من أخطر مظاهر الاحتفال بعاشوراء، نظرًا لما ينطوي عليه من مخاطر تهدد الأرواح والممتلكات، في حالة من الإستنفار في صفوف المصالح الأمنية والسلطة المحلية. وحلت السلطة المحلية مدعومة بعناصر الشرطة التابعة للدائرة الأمنية 16 بسرعة إلى عين المكان، إلى جانب الوقاية المدنية التي تمكنت من السيطرة على "الشعالة" وإخمادها.  
مراكش

بالصور.. مراهقون يتحدون قرار منع “الشعالة” بمراكش
رغم الحملات الأمنية والسلطات الاستباقية لمنع المظاهر الخطرة المرتبطة باحتفالات ليلة عاشوراء، أقدم عدد من الشبان والمراهقين والأطفال، على إضرام النار بالعديد من المناطق، على غرار تابحيرت، بحي الموقف وباب أيلان وبنصالح بالمدينة العتيقة لمراكش.وقام الشبان بهذه المناطق بالاحتفال بمفرقعات عاشوراء وإشعال "الشعالة"، في تحدٍّ صريح للإجراءات المشددة التي باشرتها السلطات المحلية بمراكش، منذ أيام، لمواجهة سلوكيات قد تُهدد السلامة العامة أو تتسبب في اضطرابات أمنية، خصوصًا مع انتشار ظاهرة "الشعالة" في عدد من الأحياء الشعبية.وعلى مستوى منطقة باب أيلان وبن صالح، تدخلت عناصر الدائرة الأمنية الثالثة تحت إشراف رئيس الدائرة، مدعومة بفرقة الدراجات، والوقاية المدنية والقوات المساعدة، وتمكنت من إخماد "الشعالة" ومنع المراهقين من إكمال الاحتفال بعاشوراء، وهو الشيئ نفسه بالنسبة لمنطقة تابحيرت التي عرفت بدورها تدخلا للسلطات أنهى فوضى "الشعالة"، وهو الأمر الذي لم يستسغه مجموعة من المراهقين الذين انهالوا بالسب والشتم على المصالح المتدخلة.وتواصل السلطات الأمنية والمحلية، مدعومة بعناصر الوقاية المدنية، عملياتها الميدانية والدوريات المتحركة في عدد من مناطق المدينة، في محاولة لتطويق الظاهرة، والتعامل السريع مع أي تجاوزات قد تمسّ بالأمن أو تُعرّض الممتلكات وسلامة المواطنين للخطر.
مراكش

بالصور.. تدخل لإخماد “شعالة” بالعودة السعدية
شرعت السلطات المحلية بمراكش، مدعومة بمصالح الأمن والوقاية المدنية، في حملاتها العاجلة لمنع الاحتفالات الخارجة عن القانون بمناسبة ليلة عاشوراء.وفي هذا الإطار، تدخلت قبل قليل من ليلة يومه السبت 05 يوليوز الجاري عناصر الإطفاء التابعة للوقاية المدنية بمراكش، لاخماد نيران "شعالة" قام شبان مراهقون بإضرامها في منطقة العودة السعدية مستعينين بأغصان الأشجار. واستنفرت "الشعالة" السلطة المحلية بالملحقة الإدارية باب اغمات في شخص قائدة الملحقة، التي حلت بعين المكان إلى جانب عناصر الدائرة الأمنية الثالثة تحت إشراف رئيس الدائرة ورئيس منطقة المدينة.وجرى خلال هذه العملية، حجز كمية كبيرة من اغصان الأشجار والأخشاب والمواد القابلة للاشتعال التي كان يجمعها الشبان والمراهقون في وقت سابق استعدادا لهذه الليلة.
مراكش

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأحد 06 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة