هو منطق "جوعي فكرشي، وعنايتي فراسي" الذي جسده متشرد خمسيني ، يتخذ من منطقة اكدال السياحية، فضاءا لاقامته داخل "عشة"، تفنت ظروف الفقر والخصاص في نسج تفاصيل جذرانها، على مشارف مزبلة تتخذها الفنادق المجاورة مجالا للتخلص من نفاياتها وازبالها.
بدات فصول الحكاية، زوال اول امس الجمعة، حين كان المتشرد يقتعد فضاء "عشته"وحيدا دون مؤنس او جليس، يتجرع غصة ظروف الحرمان والخصاص، الذي رمته بها سياسة مغرب القرن الواحد والعشرين، وجعلته يجتر مرارة الوحدة والحرمان من دفء الاسرة والاهل في يوم عيد المولد النبوي الشريف.
فجاة كسر هدوء الفضاء،صوت رنين هاتف تعلو نبرته وتنخفض بين الفينة والاخرى، لتحملها الرياح لمطارق سمع المشرد داخل "العشة". بدأ الرجل يصيخ السمع في انتباه شديد،محاولا تلمس مصدر الصوت وهو لا يكاد يصدق نفسه،خصوصا وان المنطقة كانت خاليا من أي طارق او زائر،ليقرر في عز حيرته قطع دابر الشك باليقين، وحمل نفسه على التوجه صوب مصدر الرنين الهاتفي.
كان الصوت يقوده اتجاه المزبلة التي تتوسط المكان، حين لاحت حقيبة جلدية انيقة يكاد انتفاخها يلفظ ما بجوفها، وقوة الرنين تهز جوانبها، ما اكد للمتشرد بان وراء الاكمة ما وراءها. بتردد كبير اقترب من المكان، وانتشل الحقيبة الجلدية من وسط القمامة،وشرع في تقليب محتوياتها بيدين مرتجفتين، لتلقي في وجهه بكنز صغير بالنسبة لمن هم في وضعه البئيس والفقير.
مصوغات وحلي ذهبية، وبعض ما تيسر مما خف وزنه وغلا ثمنه، وفوق هذا وذاك هاتف محمول من النوع الغالي جدا من النوع الذي يصطلح عليه عادة في عالم التيكنولوجيا ب"الهواتف الذكية".
مغارة علي بابا التي انفتحت في وجه المتشرد،دونما الحاجة للمرور عبر" افتح ياسمسم" كلمة السر"المو دوباس"المشهورة في عالم الاساطير، أدخلت الرجل في حيرة كبيرة، ووقف مشدوها للحظة لا يكاد يصدق ما تراه عيناه،ولسان حاله يردد الحكمة المشهورة"الى عطاك العاطي ،لاتحرث لاتواطي".
لم يطل به التفكير كثيرا، حين قرر وبشكل تلقائي التوجه بحمله صوب الفندق المصنف،الماثل امام عينيه، وبيده الحقيبة وما حوته من "طموع الدنيا"، حيث تقدم من الموظف المسؤول عن الاستقبالات، وناوله الحقيبة التي جادت عليه بها أكوام المزبلة، مخاطبا اياه بلغة لا تخلو من براءة" شوف هاذ الامانة، راه طاحت لشي كليان مسكين".
لم يترك بعدها أي فرصة للمستخدم الذي وقف مشدوها، حين ادار له الدهر وكر راجعا صوب "عشته" مطمئن الخاطر مرتاح البال، وقد اطمأن إلى أنه قد ادى الامانة و"كلع على راقبتو".
غياب اية وثيقة شخصية من شانها تحديد هوية صاحبة الحقيبة، جعل ادارة الفندق تستنجد بالارقام المتضمنة بذاكرة الهاتف الذي كان ضمن المحتويات، وشرعت في ربط الاتصال الى ان اهتدت الى اصحابها الحقيقيين، الذين كانوا من نزلاء فندق مصنف مجاور.
قمة المفاجاة ستحملها تفاصيل الظروف والملابسات المحيطة بتواجد الحقيبة بالمزبلة المذكورة، حين تبين ان زبناء اجانب،قد تعرضوا لسرقة بعض متعلقاتهم من داخل غرفتهم بالفندق،وان عناصر الشرطة القضائية بصدد التحقيق في القضية.
مجريات التحقيق التي اعقبت العثور على الحقيبة،ستقود الى كشف هوية السارق، والذي لم يكن سوى اجنبي آخر من نزلاء ذات الفندق،لا تعوزه الاموال ولا الثروة، تمكن من التسلل للغرفة المجاورة،والاستيلاء على اموال ومتعلقات اصحابها.
امام موجة الخوف الذي المت به، حين مشاهدته لعناصر الشرطة وهم بصدد التحقيق بفضاءات الفندق، لفك لغز السرقة، سيقرر التخلص من الحقيبة ومحتوياتها بالمزبلة المذكورة،حيث عثر عليها المتشرد الفقير،وقام بتسليمها لادارة الفندق المجاور دون ان تحرك لديه أي شعور بالطمع او الرغبة في الاستحواذ على شيء لا يخصه، تحت يافطة الدعاء الماثور"الله يطعمنا حلال" ويؤكد بذلك ان القناعة فعلا"كنز لا يفنى" .
هو منطق "جوعي فكرشي، وعنايتي فراسي" الذي جسده متشرد خمسيني ، يتخذ من منطقة اكدال السياحية، فضاءا لاقامته داخل "عشة"، تفنت ظروف الفقر والخصاص في نسج تفاصيل جذرانها، على مشارف مزبلة تتخذها الفنادق المجاورة مجالا للتخلص من نفاياتها وازبالها.
بدات فصول الحكاية، زوال اول امس الجمعة، حين كان المتشرد يقتعد فضاء "عشته"وحيدا دون مؤنس او جليس، يتجرع غصة ظروف الحرمان والخصاص، الذي رمته بها سياسة مغرب القرن الواحد والعشرين، وجعلته يجتر مرارة الوحدة والحرمان من دفء الاسرة والاهل في يوم عيد المولد النبوي الشريف.
فجاة كسر هدوء الفضاء،صوت رنين هاتف تعلو نبرته وتنخفض بين الفينة والاخرى، لتحملها الرياح لمطارق سمع المشرد داخل "العشة". بدأ الرجل يصيخ السمع في انتباه شديد،محاولا تلمس مصدر الصوت وهو لا يكاد يصدق نفسه،خصوصا وان المنطقة كانت خاليا من أي طارق او زائر،ليقرر في عز حيرته قطع دابر الشك باليقين، وحمل نفسه على التوجه صوب مصدر الرنين الهاتفي.
كان الصوت يقوده اتجاه المزبلة التي تتوسط المكان، حين لاحت حقيبة جلدية انيقة يكاد انتفاخها يلفظ ما بجوفها، وقوة الرنين تهز جوانبها، ما اكد للمتشرد بان وراء الاكمة ما وراءها. بتردد كبير اقترب من المكان، وانتشل الحقيبة الجلدية من وسط القمامة،وشرع في تقليب محتوياتها بيدين مرتجفتين، لتلقي في وجهه بكنز صغير بالنسبة لمن هم في وضعه البئيس والفقير.
مصوغات وحلي ذهبية، وبعض ما تيسر مما خف وزنه وغلا ثمنه، وفوق هذا وذاك هاتف محمول من النوع الغالي جدا من النوع الذي يصطلح عليه عادة في عالم التيكنولوجيا ب"الهواتف الذكية".
مغارة علي بابا التي انفتحت في وجه المتشرد،دونما الحاجة للمرور عبر" افتح ياسمسم" كلمة السر"المو دوباس"المشهورة في عالم الاساطير، أدخلت الرجل في حيرة كبيرة، ووقف مشدوها للحظة لا يكاد يصدق ما تراه عيناه،ولسان حاله يردد الحكمة المشهورة"الى عطاك العاطي ،لاتحرث لاتواطي".
لم يطل به التفكير كثيرا، حين قرر وبشكل تلقائي التوجه بحمله صوب الفندق المصنف،الماثل امام عينيه، وبيده الحقيبة وما حوته من "طموع الدنيا"، حيث تقدم من الموظف المسؤول عن الاستقبالات، وناوله الحقيبة التي جادت عليه بها أكوام المزبلة، مخاطبا اياه بلغة لا تخلو من براءة" شوف هاذ الامانة، راه طاحت لشي كليان مسكين".
لم يترك بعدها أي فرصة للمستخدم الذي وقف مشدوها، حين ادار له الدهر وكر راجعا صوب "عشته" مطمئن الخاطر مرتاح البال، وقد اطمأن إلى أنه قد ادى الامانة و"كلع على راقبتو".
غياب اية وثيقة شخصية من شانها تحديد هوية صاحبة الحقيبة، جعل ادارة الفندق تستنجد بالارقام المتضمنة بذاكرة الهاتف الذي كان ضمن المحتويات، وشرعت في ربط الاتصال الى ان اهتدت الى اصحابها الحقيقيين، الذين كانوا من نزلاء فندق مصنف مجاور.
قمة المفاجاة ستحملها تفاصيل الظروف والملابسات المحيطة بتواجد الحقيبة بالمزبلة المذكورة، حين تبين ان زبناء اجانب،قد تعرضوا لسرقة بعض متعلقاتهم من داخل غرفتهم بالفندق،وان عناصر الشرطة القضائية بصدد التحقيق في القضية.
مجريات التحقيق التي اعقبت العثور على الحقيبة،ستقود الى كشف هوية السارق، والذي لم يكن سوى اجنبي آخر من نزلاء ذات الفندق،لا تعوزه الاموال ولا الثروة، تمكن من التسلل للغرفة المجاورة،والاستيلاء على اموال ومتعلقات اصحابها.
امام موجة الخوف الذي المت به، حين مشاهدته لعناصر الشرطة وهم بصدد التحقيق بفضاءات الفندق، لفك لغز السرقة، سيقرر التخلص من الحقيبة ومحتوياتها بالمزبلة المذكورة،حيث عثر عليها المتشرد الفقير،وقام بتسليمها لادارة الفندق المجاور دون ان تحرك لديه أي شعور بالطمع او الرغبة في الاستحواذ على شيء لا يخصه، تحت يافطة الدعاء الماثور"الله يطعمنا حلال" ويؤكد بذلك ان القناعة فعلا"كنز لا يفنى" .