إقتصاد

قطاعات اقتصادية في الصين تحصي خسائرها بسبب “كورونا”


كشـ24 - وكالات نشر في: 27 يناير 2020

بدأت عدد من القطاعات الاقتصادية في الصين تحصي خسائرها بعد تفشي فيروس الالتهاب الرئوي أو ما يعرف ب"كورونا" الجديد وانتقاله إلى معظم المدن الرئيسية للبلاد، خاصة في ظل تزامن هذا الوضع الصحي مع حلول رأس السنة القمرية الجديدة.ويأتي تفشي المرض مباشرة قبيل حلول السنة القمرية الجديدة، التي تمثل ذروة موسم السفر في الصين وغيرها من البلدان الآسيوية المجاورة، حيث قررت السلطات الصينية إغلاق مدينة ووهان، مصدر تفشي المرض، ومدن أخرى بمقاطعة خوبي، والتي تأوي حوالي 41 مليون نسمة، فيما تم تعليق الرحلات الجوية والبرية والسككية الى المنطقة، كاجراءات احترازية للحد من انتشار المرض على نطاق واسع.وانعكست الآثار الاقتصادية السلبية لفيروس كورونا في الصين على قطاعات حيوية عديدة بعد ارتفاع تكاليف الإجراءات الاحترازية في المطارات والمناطق السياحية ومنع السلطات الصينيين من مغادرة البلاد، وهم الذين دأبوا على إنفاق مليارات الدولارات في الوجهات السياحية المفضلة.وشكل حظر الصين سفر المجموعات السياحية إلى خارج البلاد صفعة قوية للقطاع السياحي المحلي وأيضا في اليابان وتايلاند، إذ مثل السياح الصينيون نحو ثلث حجم السياحة الوافدة إلى اليابان خلال 2019، حيث وصل عددهم إلى 31.9 مليون سائح.وعلى صعيد آخر، تعد صناعة السينما في الصين من بين القطاعات التي تضررت بشكل كبير حيث تلقت صفعة قوية لاسيما في منتصف أكبر عطلة سنوية في البلاد، السنة القمرية الجديدة، والتي غالبا ما تستوعب جزءا كبيرا من إيرادات شباك التذاكر كل عام .وفي الوقت الذي حققت فيه الصناعة السينمائية العام الماضي مداخيل قدرت ب10 مليار دولار، قدرت مصادر في القطاع أن تداعيات هذا المرض قد تكلف هذه الصناعة خسائر بمليار دولار هذا العام.وتتزايد المخاوف بشأن الخسائر الاقتصادية الناجمة عن تفشي الفيروس التاجي القاتل في مدينة ووهان بوسط الصين، وهي مركز محوري للنقل يقطنه أكثر من 11 مليون نسمة، ومحرك رئيسي للنمو في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.وتعد ووهان، عاصمة مقاطعة خوبي، مقر كبار منتجي السيارات والصلب المحلية. وتعرف المدينة باسم "شارع الصين"، وهي بمثابة مركز للنقل والصناعة في وسط الصين، وهي المركز السياسي والاقتصادي والتجاري للمنطقة.وتتجلى الاهمية الاقتصادية لووهان وتأثيرها على مؤشرات النمو بالبلاد ، في كونها تحتضن أكثر من 300 شركة من ضمن 500 أكبر شركة في العالم، بما فيها مايكروسوفت، وشركة البرمجيات "ساب" التي تتخذ من ألمانيا مقرا لها، وشركة تصنيع السيارات الفرنسية "بوجو" .وأظهرت بيانات الحكومة المحلية أن نمو الناتج المحلي الإجمالي في ووهان بلغ 7.8 في المائة في عام 2019، بزيادة قدرها 1.7 نقطة مئوية عن المتوسط الوطني. وبلغت القيمة الإجمالية للواردات والصادرات 244 مليار يوان (35.3 مليار دولار أمريكي) في العام الماضي، وهو رقم قياسي كان أعلى بنسبة 13.7 في المائة من العام السابق، وشكلت المدينة 61.9 في المائة من إجمالي قيمة التجارة الخارجية لمقاطعة خوبي.وفي السنوات الأخيرة، استثمرت المدينة في مجال التكنولوجيا الفائقة، عاقدة العزم على أن تصبح مركزا لصناعة البصريات، ولكن المدينة اكتسبت سمعتها باعتبارها مركزا لوجستيا رئيسيا لصناعة السيارات في الصين.وتعد اجراءات الحجر الصحي التي أقدمت عليها السلطات الصينية استثنائية قياسا الى أنها المرة الاولى التي تقوم فيها بكين باغلاق مدينة لمكافحة مرض معد، مما يؤجج مخاوف الصحة العامة ويثير تساؤلات حول تأثير المرض على النمو الاقتصادي في الصين، والذي بلغ بالفعل أدنى مستوياته.يذكر أنه وفق حصيلة جديدة أصدرتها اللجنة الصحية الصينية، اليوم الإثنين، ارتفع عدد حالات الوفيات بفيروس "كورونا" الى 80 حالة، فيما بلغ عدد المصابين 2744 حالة إصابة مؤكدة، بينما تعافى 51 شخصا.وتشير تقديرات المنتدى الاقتصادي العالمي إلى أن الأوبئة يمكن أن تتسبب في خسائر اقتصادية سنوية تبلغ 570 مليار دولار أمريكي. وفي الفترة من عام 2014 إلى عام 2016، ألحق تفشي فيروس الإيبولا في أفريقيا خسائر تزيد على 2.2 مليار دولار، وفقا لبيانات البنك الدولي.ويرى الاتحاد الصيني للاستعلامات الاقتصادية، في تقرير حديث، أن "استمرار تفشي الفيروس سيؤثر سلبا على الاقتصاد الصيني، وعلى اقتصادات دول عديدة"، متوقعا أن يقلص تفشي الفيروس ما بين 0.5 و1 نقطة مئوية من نمو اجمالي الناتج المحلي للصين هذا العام مقابل توقعات أساسية كانت في حدود 5.9 في المائة .وأضاف أنه اذا انتقل المرض إلى مستوى وباء، فان ارتفاع الانفاق على الرعاية الصحية سيحد من مجال الانفاق في مجالات أخرى ، بما في ذلك الاستثمار في البنية التحتية الاساسية وغيرها من الاجراءات التحفيزية التي تهدف الى دعم الاقتصاد .وفي سياق متصل، توقع محللون اقتصاديون أن يؤدي الفيروس القاتل في الصين إلى عرقلة الطلب العالمي على النفط بمقدار 260 ألف برميل يوميا هذا العام، ولاسيما ما يتعلق بوقود الطائرات على غرار أزمة وباء السارس في 2003.ورجح المحللون استمرار تقلبات أسعار النفط خلال الأسبوع الجاري، بعد أن تهاوت على نحو حاد في الأسبوع الماضي إثر انتشار فيروس كورونا الجديد في الصين، وما ترتب عنه من شلل واسع في قطاع النقل وتوقف العمل في المطارات، ومن ثم تهاوي الطلب على الوقود.غير أن قطاعات استفادت، مع ذلك، من هذا الوضع الصحي كقطاع الصيدلة، خاصة بعد أن فرضت بعض المقاطعات الصينية كغوانغدونغ (جنوب) وهي الأكثر اكتظاظا سكانيا (110 ملايين نسمة) ارتداء الأقنعة الواقية لمنع تفشي الفيروس، فيما أضحى ارتداء الأقنعة إلزاميا في ووهان ومقاطعة جيانغشي (وسط)، وكذلك في عدة مدن كبيرة.لازال الغموض يكتنف آفاق الاقتصادي الصيني بسبب عدم اليقين إزاء تطورات الوضع الراهن وحجم تداعياتها على النمو الاقتصادي، إذ أنه لا يمكن، وفق محللين اقتصاديين، تقييم الظروف الراهنة إلا بعد الاستقرار وتجاوز تأثيرات تفشي فيروس كورونا الذي نال كثيرا من معنويات السوق الصينية والعالمية في الآونة الأخيرة.

بدأت عدد من القطاعات الاقتصادية في الصين تحصي خسائرها بعد تفشي فيروس الالتهاب الرئوي أو ما يعرف ب"كورونا" الجديد وانتقاله إلى معظم المدن الرئيسية للبلاد، خاصة في ظل تزامن هذا الوضع الصحي مع حلول رأس السنة القمرية الجديدة.ويأتي تفشي المرض مباشرة قبيل حلول السنة القمرية الجديدة، التي تمثل ذروة موسم السفر في الصين وغيرها من البلدان الآسيوية المجاورة، حيث قررت السلطات الصينية إغلاق مدينة ووهان، مصدر تفشي المرض، ومدن أخرى بمقاطعة خوبي، والتي تأوي حوالي 41 مليون نسمة، فيما تم تعليق الرحلات الجوية والبرية والسككية الى المنطقة، كاجراءات احترازية للحد من انتشار المرض على نطاق واسع.وانعكست الآثار الاقتصادية السلبية لفيروس كورونا في الصين على قطاعات حيوية عديدة بعد ارتفاع تكاليف الإجراءات الاحترازية في المطارات والمناطق السياحية ومنع السلطات الصينيين من مغادرة البلاد، وهم الذين دأبوا على إنفاق مليارات الدولارات في الوجهات السياحية المفضلة.وشكل حظر الصين سفر المجموعات السياحية إلى خارج البلاد صفعة قوية للقطاع السياحي المحلي وأيضا في اليابان وتايلاند، إذ مثل السياح الصينيون نحو ثلث حجم السياحة الوافدة إلى اليابان خلال 2019، حيث وصل عددهم إلى 31.9 مليون سائح.وعلى صعيد آخر، تعد صناعة السينما في الصين من بين القطاعات التي تضررت بشكل كبير حيث تلقت صفعة قوية لاسيما في منتصف أكبر عطلة سنوية في البلاد، السنة القمرية الجديدة، والتي غالبا ما تستوعب جزءا كبيرا من إيرادات شباك التذاكر كل عام .وفي الوقت الذي حققت فيه الصناعة السينمائية العام الماضي مداخيل قدرت ب10 مليار دولار، قدرت مصادر في القطاع أن تداعيات هذا المرض قد تكلف هذه الصناعة خسائر بمليار دولار هذا العام.وتتزايد المخاوف بشأن الخسائر الاقتصادية الناجمة عن تفشي الفيروس التاجي القاتل في مدينة ووهان بوسط الصين، وهي مركز محوري للنقل يقطنه أكثر من 11 مليون نسمة، ومحرك رئيسي للنمو في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.وتعد ووهان، عاصمة مقاطعة خوبي، مقر كبار منتجي السيارات والصلب المحلية. وتعرف المدينة باسم "شارع الصين"، وهي بمثابة مركز للنقل والصناعة في وسط الصين، وهي المركز السياسي والاقتصادي والتجاري للمنطقة.وتتجلى الاهمية الاقتصادية لووهان وتأثيرها على مؤشرات النمو بالبلاد ، في كونها تحتضن أكثر من 300 شركة من ضمن 500 أكبر شركة في العالم، بما فيها مايكروسوفت، وشركة البرمجيات "ساب" التي تتخذ من ألمانيا مقرا لها، وشركة تصنيع السيارات الفرنسية "بوجو" .وأظهرت بيانات الحكومة المحلية أن نمو الناتج المحلي الإجمالي في ووهان بلغ 7.8 في المائة في عام 2019، بزيادة قدرها 1.7 نقطة مئوية عن المتوسط الوطني. وبلغت القيمة الإجمالية للواردات والصادرات 244 مليار يوان (35.3 مليار دولار أمريكي) في العام الماضي، وهو رقم قياسي كان أعلى بنسبة 13.7 في المائة من العام السابق، وشكلت المدينة 61.9 في المائة من إجمالي قيمة التجارة الخارجية لمقاطعة خوبي.وفي السنوات الأخيرة، استثمرت المدينة في مجال التكنولوجيا الفائقة، عاقدة العزم على أن تصبح مركزا لصناعة البصريات، ولكن المدينة اكتسبت سمعتها باعتبارها مركزا لوجستيا رئيسيا لصناعة السيارات في الصين.وتعد اجراءات الحجر الصحي التي أقدمت عليها السلطات الصينية استثنائية قياسا الى أنها المرة الاولى التي تقوم فيها بكين باغلاق مدينة لمكافحة مرض معد، مما يؤجج مخاوف الصحة العامة ويثير تساؤلات حول تأثير المرض على النمو الاقتصادي في الصين، والذي بلغ بالفعل أدنى مستوياته.يذكر أنه وفق حصيلة جديدة أصدرتها اللجنة الصحية الصينية، اليوم الإثنين، ارتفع عدد حالات الوفيات بفيروس "كورونا" الى 80 حالة، فيما بلغ عدد المصابين 2744 حالة إصابة مؤكدة، بينما تعافى 51 شخصا.وتشير تقديرات المنتدى الاقتصادي العالمي إلى أن الأوبئة يمكن أن تتسبب في خسائر اقتصادية سنوية تبلغ 570 مليار دولار أمريكي. وفي الفترة من عام 2014 إلى عام 2016، ألحق تفشي فيروس الإيبولا في أفريقيا خسائر تزيد على 2.2 مليار دولار، وفقا لبيانات البنك الدولي.ويرى الاتحاد الصيني للاستعلامات الاقتصادية، في تقرير حديث، أن "استمرار تفشي الفيروس سيؤثر سلبا على الاقتصاد الصيني، وعلى اقتصادات دول عديدة"، متوقعا أن يقلص تفشي الفيروس ما بين 0.5 و1 نقطة مئوية من نمو اجمالي الناتج المحلي للصين هذا العام مقابل توقعات أساسية كانت في حدود 5.9 في المائة .وأضاف أنه اذا انتقل المرض إلى مستوى وباء، فان ارتفاع الانفاق على الرعاية الصحية سيحد من مجال الانفاق في مجالات أخرى ، بما في ذلك الاستثمار في البنية التحتية الاساسية وغيرها من الاجراءات التحفيزية التي تهدف الى دعم الاقتصاد .وفي سياق متصل، توقع محللون اقتصاديون أن يؤدي الفيروس القاتل في الصين إلى عرقلة الطلب العالمي على النفط بمقدار 260 ألف برميل يوميا هذا العام، ولاسيما ما يتعلق بوقود الطائرات على غرار أزمة وباء السارس في 2003.ورجح المحللون استمرار تقلبات أسعار النفط خلال الأسبوع الجاري، بعد أن تهاوت على نحو حاد في الأسبوع الماضي إثر انتشار فيروس كورونا الجديد في الصين، وما ترتب عنه من شلل واسع في قطاع النقل وتوقف العمل في المطارات، ومن ثم تهاوي الطلب على الوقود.غير أن قطاعات استفادت، مع ذلك، من هذا الوضع الصحي كقطاع الصيدلة، خاصة بعد أن فرضت بعض المقاطعات الصينية كغوانغدونغ (جنوب) وهي الأكثر اكتظاظا سكانيا (110 ملايين نسمة) ارتداء الأقنعة الواقية لمنع تفشي الفيروس، فيما أضحى ارتداء الأقنعة إلزاميا في ووهان ومقاطعة جيانغشي (وسط)، وكذلك في عدة مدن كبيرة.لازال الغموض يكتنف آفاق الاقتصادي الصيني بسبب عدم اليقين إزاء تطورات الوضع الراهن وحجم تداعياتها على النمو الاقتصادي، إذ أنه لا يمكن، وفق محللين اقتصاديين، تقييم الظروف الراهنة إلا بعد الاستقرار وتجاوز تأثيرات تفشي فيروس كورونا الذي نال كثيرا من معنويات السوق الصينية والعالمية في الآونة الأخيرة.



اقرأ أيضاً
بلحداد لكشـ24: الصحراء المغربية تتحول إلى مركز جذب استراتيجي للاستثمارات العالمية
تشهد الأقاليم الجنوبية للمملكة تطورا لافتا في جاذبيتها الاستثمارية، مدفوعة بالاستقرار السياسي والبنيات التحتية المتقدمة والرؤية الملكية الطموحة لتنمية الصحراء، ومؤخرا، عرفت مدينة العيون زيارة هامة لوفد فرنسي رفيع المستوى، تم خلالها الإعلان عن استثمار ضخم من شأته ان يساهم في تحويل المنطقة إلى قطب اقتصادي صاعد ومحط أنظار شركاء دوليين جدد. وفي هذا السياق، سلط نور الدين بلحداد، أستاذ باحث بمعهد الداراسات الافريقية التابع لجامعة محمد الخامس، خلال تصريح لكش24، الضوء على التداعيات السياسية والاقتصادية للزيارة الأخيرة التي قام بها المدير العام للوكالة الفرنسية للتنمية إلى مدينة العيون، والتي أعلن خلالها عن استثمار فرنسي ضخم بقيمة 150 مليون يورو في الأقاليم الجنوبية للمملكة. واعتبر بلحداد أن هذه الزيارة تحمل في طياتها دلالات استراتيجية، وتؤكد أن الرؤية الملكية السامية، التي بنيت على مبادئ التنمية والوحدة الترابية، قد بدأت تجني ثمارها، كما شدد على أن هذه الخطوة تعد محطة مفصلية في مسار التصالح الفرنسي مع التاريخ والجغرافيا. وفي هذا السياق، أشار المتحدث ذاته، إلى أن فرنسا، التي كانت فاعلا أساسيا في رسم حدود المنطقة خلال الحقبة الاستعمارية، تعود اليوم بثقل اقتصادي ملموس لتؤكد أنها باتت على قناعة راسخة بعدم جدوى تجاهل السيادة المغربية على الصحراء، كما اعتبر أن هذا الاستثمار الضخم سيمثل حافزا لباقي الدول الأوروبية والأجنبية من مختلف القارات، للانخراط في دينامية الاستثمار في الأقاليم الجنوبية، خاصة في ظل الاستقرار السياسي والأمني الذي تنعم به المملكة. وأضاف بلحداد أن هذه المبادرة الفرنسية تتكامل مع الرؤية الملكية الخاصة بالمبادرة الأطلسية، والتي ترمي إلى تحويل الصحراء المغربية إلى بوابة اقتصادية نحو إفريقيا جنوب الصحراء، في إطار شراكات رابح-رابح تعزز مكانة المغرب كجسر للتعاون جنوب-جنوب وشمال-جنوب. وأشار بلحداد، إلى أن حجم الاستثمارات العمومية التي ضخها المغرب في الصحراء على مدى خمسة عقود، إضافة إلى المشاريع المهيكلة والمبادرات الملكية، قد حولت الأقاليم الجنوبية إلى قطب تنموي متكامل يغري رؤوس الأموال الأجنبية بالاستقرار والاستثمار. واعتبر مصرحنا، أن ما يميز هذه الدينامية هو الانخراط الفعلي لأبناء المنطقة في تسيير شؤونهم السياسية والاقتصادية، من خلال المجالس المنتخبة والمؤسسات الدستورية، مما يعكس نضج النموذج الديمقراطي المحلي. وختم بلحداد، تصريحه بالتأكيد على أن هذه الخطوة الفرنسية ستفتح بابا واسعا أمام مبادرات مماثلة من دول أخرى مثل ألمانيا، إيطاليا، بلجيكا، الولايات المتحدة، وبريطانيا، داعيا إلى اعتبار هذا التحول لحظة مفصلية في مسار تأكيد مغربية الصحراء على المستويين السياسي والاقتصادي، ومناسبة لتأكيد وحدة المغرب الترابية والثقة الدولية في مناخه الاستثماري.
إقتصاد

تقرير: المغرب يسعى لجعل وقود الطيران المستدام أصلا صناعيا واستراتيجيا
قال تقرير لمجموعة بوسطن الاستشارية، أن المغرب يسعى لجعل وقود الطيران المستدام أصلا صناعيا واستراتيجيا على المستوى الإقليمي، وذلك بفضل إمكاناته الفريدة في مجال الطاقة ورؤيته الاستراتيجية القادرة على جعله رائدا إقليميا في مجال الطيران النظيف. وبحسب دراسة أجرتها مجموعة بوسطن الاستشارية، يهدف المغرب إلى ترسيخ نفسه كلاعب رئيسي في التحول البيئي للنقل الجوي في سياق تسعى فيه صناعة الطيران العالمية بشكل عاجل إلى تقليل البصمة الكربونية، نقلا عن مجلة أتالايار. وأضاف تقرير شركة الاستشارات الأمريكية، أن المغرب مؤهل للعب هذا الدور بالنظر إلى موارده المتجددة والوفيرة، والبنية التحتية المتقدمة للمطارات، والموقع الجغرافي المتميز القريب من أوروبا، بالإضافة إلى التزامه القوي بالهيدروجين الأخضر. ويقول إميل ديتري، المدير العام والشريك في مجموعة بوسطن الاستشارية، "الاستثمار في الوقود المستدام اليوم لن يساهم في إزالة الكربون من النقل الجوي فحسب، بل سيعزز أيضًا سيادة الدولة المغربية في مجال الطاقة، ويدفع النمو الأخضر المستدام، ويولد فرص العمل الماهرة في قطاعي التكنولوجيا والصناعة". ويسلط التقرير الضوء أيضًا على مفارقة مثيرة للقلق، فعلى الرغم من أن 80% من الشركات تقول إنها واثقة من قدرتها على تحقيق أهداف SAF بحلول عام 2030، فإن 14% فقط تعتبر نفسها مستعدة حقًا. وعلاوة على ذلك، فإن الاستثمارات الحالية غير متوازنة، ففي حين يلتزم المطورون والمصنعون، تظل شركات الطيران والمطارات مترددة. ويفتح هذا التفاوت نافذة من الفرص أمام الاقتصادات المرنة والمتطلعة إلى المستقبل . ومن خلال إنشاء نظام بيئي ملائم يرتكز على الحوافز الضريبية والتمويل الأخضر والشراكات الاستراتيجية، يمكن للمغرب أن يضع نفسه كوجهة مفضلة لاستثمارات مرافق الطاقة المستدامة والاستفادة من التأثير الصناعي. ولتحويل هذه الإمكانات إلى ميزة ملموسة، حددت مجموعة بوسطن الاستشارية ثلاثة روافع عمل أساسية : صياغة خارطة طريق مشتركة بين الجهات الفاعلة في القطاعين العام والخاص، على غرار الالتزامات الأوروبية التي تلزم بدمج الوقود المستدام في مصفوفة الطاقة في القطاع؛ إطلاق مشاريع صناعية رائدة، والاستفادة من مراكز الخدمات اللوجستية في البلاد وبالتعاون مع شركاء التكنولوجيا الدوليين؛ وخلق بيئة استثمارية جذابة من خلال آليات مثل تسعير الكربون، وعقود الشراء طويلة الأجل، والوصول المرن إلى التمويل المناخي. على الرغم من أن إنتاج الوقود المستدام، وخاصة تلك الذي يعتمد على الهيدروجين الأخضر والكربون المعالج، لا يزال مكلفًا، فإن اعتماده سيصبح أمرًا لا مفر منه بمرور الوقت. وبهذا المعنى، فإن البلدان التي تتمكن من وضع نفسها في وقت مبكر سوف تحصل على امتيازات مهمة. وخلصت الدراسة إلى أن المغرب، من خلال وضعه كدولة رائدة في إنتاج وتبني الوقود الحيوي المستدام، يمكنه أيضًا تعزيز استقلاليته في مجال الطاقة في قطاع استراتيجي وإبراز صورة حديثة ملتزمة بمستقبل الكوكب.
إقتصاد

بيفركان لـ”كشـ24″: قطاع المقاهي يواجه الإفلاس بسبب غياب قانون منظم
انتقد أحمد بيفركان، المنسق الوطني للجامعة الوطنية لأرباب المقاهي والمطاعم، بشدة طريقة تدبير ملف استغلال الملك العمومي بالمغرب، محملا المسؤولية في ذلك إلى غياب إطار قانوني واضح ينظم هذا القطاع الحيوي، وتسيب عدد من رؤساء الجماعات الذين يستغلون الصلاحيات الممنوحة لهم لتغذية صناديق جماعاتهم على حساب استقرار المهنيين.وفي تصريح خص به موقع كشـ24، اعتبر بيفركان أن أزمة استغلال الملك العمومي تعكس خللا عميقا في تدبير الشأن المحلي، قائلا إن غياب قانون منظم وواضح يفتح الباب أمام المنتخبين، الذين يفتقدون للخبرة والكفاءة في تدبير الشأن العام، لاتخاذ قرارات تعسفية تمس بشكل مباشر مصالح المهنيين وتدمر القطاع.وأوضح المتحدث ذاته، أن بعض رؤساء الجماعات، عوض العمل على خلق مشاريع تنموية أو البحث عن مستثمرين واستغلال الإمكانات المحلية لتنويع مصادر تمويل الجماعة، يلجؤون إلى الحل الأسهل وهو فرض رسوم مرتفعة على قطاع المقاهي والمطاعم، معتبرا هذا التوجه نوعا من الابتزاز المقنن الذي لا يعقل أن يمارس في دولة المؤسسات. وأشار بيفركان، إلى أن القانون رقم 47.06 يمنح رؤساء الجماعات صلاحيات لإصدار قرارات جبائية دون تسقيف، وهو ما أدى إلى ممارسات عشوائية، مستشهدا بحالة جماعة الهرهورة التي رفعت رسوم استغلال الملك العمومي من 280 درهما إلى 2400 درهم للمتر المربع سنويا، دون تقديم أي وثائق أو تبريرات موضوعية، واصفا هذا القرار بالمجنون الذي لا يستند إلى أي منطق اقتصادي أو اجتماعي.وأضاف المنسق الوطني للجامعة أن هذه الرسوم الباهظة، إضافة إلى الازدواج الضريبي وتعدد الرسوم الجبائية ورفع ضريبة المشروبات إلى 10% من رقم المعاملات، أصبحت تهدد بإفلاس آلاف الوحدات وإغلاق أبوابها، مما سينعكس سلبا على الشغيلة والاقتصاد المحلي.وانتقد بيفركان كذلك تصريحات بعض المسؤولين، وخصوصا نائبة رئيس جماعة أكادير، معتبرا أن تصريحاتها الأخيرة تنم عن احتقار واضح لأرباب المقاهي والمطاعم، الذين يساهمون بشكل كبير في تحريك عجلة الاقتصاد الوطني. وشدد مصرحنا، على أن الطريقة الحالية في تدبير هذا الملف ستؤدي إلى نتائج كارثية، أولها فقدان الجماعات لموارد مالية مهمة، وثانيها إفلاس مستثمرين وطنيين، وثالثها تفاقم البطالة نتيجة فقدان آلاف مناصب الشغل التي يؤمنها القطاع.وختم بيفركان تصريحه بمناشدة والي الجهة للتدخل من أجل مراجعة هذه القرارات الجائرة، وإعادة الاعتبار للمهنيين الذين يساهمون في تنمية الاقتصاد الوطني، ويوفرون خدمات ومناصب شغل لفئات واسعة من المجتمع، بدل أن يعاملوا كأهداف للجباية العشوائية.
إقتصاد

المغرب يتصدر دول العالم في انخفاض تكلفة تصنيع السيارات
أظهر تقرير حديث صادر عن شركة "أوليفر وايمان" للاستشارات الصناعية أن المغرب يحتل المرتبة الأولى عالمياً من حيث انخفاض تكلفة تصنيع السيارات، إذ لا تتعدى تكلفة اليد العاملة لإنتاج سيارة واحدة حوالي 1000 درهم (ما يعادل 106 دولارات أمريكية). ووفقاً للتقرير، فقد تصدّر المغرب قائمة تضم أكثر من 250 مصنعاً تم تحليلها عالمياً، متقدماً على دول مثل رومانيا (273 دولاراً)، والمكسيك (305 دولارات)، وتركيا (414 دولاراً)، والصين (597 دولاراً).وأشار التقرير إلى أن اليد العاملة تمثل ما بين 65 و70% من إجمالي تكلفة التحويل الصناعي، ما يجعل التحكم فيها عاملاً أساسياً لتحقيق الربحية وتعزيز القدرة التنافسية. ويعود هذا التميز المغربي، حسب التقرير، إلى اجتماع عدة عوامل، من بينها انخفاض الأجور، وارتفاع الإنتاجية، وتحديث البنية التحتية الصناعية، مما جعل من المملكة وجهة بديلة ومفضلة لكبرى شركات صناعة السيارات، لا سيما الفرنسية، التي تواجه تحديات داخلية في بلدانها الأم. وسجل قطاع السيارات في المغرب نمواً ملحوظاً بنسبة 29% في الإنتاج بين عامي 2019 و2024، في وقت شهدت فيه دول أوروبية تراجعاً في هذا المجال. كما أرجع التقرير انخفاض التكلفة أيضاً إلى اعتماد المغرب على نماذج إنتاج بسيطة إلى متوسطة، ما يقلل الحاجة إلى عدد كبير من ساعات العمل الهندسي، ويساهم في تقليص الكلفة النهائية لكل مركبة، دون التأثير على الجودة أو التنافسية.
إقتصاد

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الثلاثاء 13 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة