صحة

قصة مريض فقد ذاكرته خلال جراحة لأسنانه


كشـ24 نشر في: 11 يوليو 2015

بعد عملية أسنان بسيطة، فقد وليام قدرته على تذكر الأشياء، فما الذي حدث؟ هذا الغموض الطبي الواقعي ينبغي أن يغير الطريقة التي ننظر بها إلى الدماغ.
توقفت ذاكرة ويليام للأبد في تمام الساعة 01:40 في 4 مارس 2005، خلال زيارته لطبيب الأسنان. كان ويليام الجندي في القوات البريطانية قد عاد إلى قاعدته العسكرية في ألمانيا في الليلة السابقة بعد أن حضر جنازة والده.
وقد مارس الرياضة في الصباح، حيث لعب الكرة الطائرة لمدة 45 دقيقة. ومن ثم دخل إلى مكتبه للاطلاع على ما وصله من بريد أثناء غيابه، قبل أن يتوجه إلى طبيب الأسنان لإجراء جراحة في جذور الأسنان.
حدثني وليام عن تجربته فقال: "أتذكر جلوسي على الكرسي، ووضع الطبيب للمخدر الموضعي، ولكن بعد ذلك لا أتذكر شيئاً".
منذ ذلك الوقت، لم يعد قادرا على تذكر أي شيء لمدة تزيد على ساعة ونصف. وبينما ما زال قادرا على أن يخبرني عن أول مرة يقابل فيها دوق يورك في مؤتمر صحفي في وزارة الدفاع، لم يعد بإمكانه أن يتذكر حتى مكان إقامته. ويستيقظ كل صباح معتقدا أنه مازال في ألمانيا عام 2005 ينتظر زيارة طبيب الأسنان.
مرور الوقت لا يعني شيئا بالنسبة له، لأن عقله لا يحتفظ بأي تجارب يمر بها. كل ما يعرفه اليوم هو أن هناك مشكلة لأنه هو وزوجته كتبا ملاحظات مفصلة على هاتفه الذكي في مجلد أطلقا عليه اسم "اقرأ هذا أولاً".
ويبدو الأمر كما لو أن كل الذكريات الجديدة تكتب بحبر سري وتختفي ببطء مع مرور الوقت. كيف يمكن لعملية أسنان بسيطة أن تؤثر على دماغه بهذه الطريقة القوية؟ هذا الغموض الطبي الواقعي يلقي ضوءاً خاطفاً على خفايا الطريقة التي يعمل بها الدماغ.
حتى الأحداث التي قادت إلى فقد وليام الذاكرة محيرة جداً. فأثناء إجراء الجراحة له، لم يدرك طبيب الأسنان أن هناك شيء خطأ. ولم يدرك وجود شيء غير عادي إلا بعد أن طلب منه نزع نظارته الداكنة، بعد أن لاحظ شحوب وجهه وتمكنه من الوقوف بصعوبة.
عندها قاموا بالاتصال بزوجته، التي تروي ما حدث قائلة: "كان ممدداً على أريكة، وكانت عيناه شاخصتين، وبدت عليه الدهشة عندما رآني، ولم يكن لديه أي معرفة بما كان يدور".
بحلول الساعة الخامسة بعد الظهر، تم نقله إلى المستشفى حيث قضى ثلاثة أيام. حتى بعد تبدد بعض الغموض وعدم الوضوح في ذاكرته، لم يكن يستطيع أن يتذكر أي شيء لمدة تزيد على بضع دقائق.
في البداية، اشتبه الأطباء بأن ذلك نتيجة المخدر الذي حقن به موضعياً، لكنهم لم يتوصلوا إلى دليل على وجود جرح أو إصابة ما. لذا تم إخراجه من المستشفى رغم استمرار الغموض الذي كان يحوم حول حالته، وعاد هو وزوجته إلى انجلترا حيث تم تحويله إلى عيادة "غيرالد بيرغيس" النفسية في ليستر.

المطبعة الدماغية

التفسير الواضح لما حدث سيكون أن وليام لديه نوع من فقدان الذاكرة كالذي حدث لهنري مولايسون الذي تحكي تجربته الكثير مما نعرفه عن الذاكرة.
فأثناء إجراء عملية جراحية لعلاج مولايسون من مرض الصرع، قام الجراح باستئصال قطعة كبيرة من دماغه بما في ذلك الهيبوكامبي، وهي منطقة على شكل حصان البحر تقع في وسط الدماغ.
هذه المنطقة تقوم بعمل المطبعة داخل الدماغ، حيث تحتفظ بما يقع عرضاً من أحداث في مناطق تخزين طويلة الأمد، وبدون هذه المنطقة من الدماغ، لم يكن مولايسون قادراً على الاحتفاظ بأي شيء وقع له بعد العملية الجراحية.
ولكن كما لاحظ أطباء وليام في البداية، أظهرت صور المسح الضوئي للدماغ أن هذه المناطق ما زالت موجودة. كما أن الأعراض التي ظهرت عليه لا تتطابق مع ذلك النوع من مرض فقدان الذاكرة.
فعلى سبيل المثال، لم يكن باستطاعة مولايسون تذكر تفاصيل أحداث مرت به شخصياً، إلا أنه باستطاعته تعلم مهارات إجرائية جديدة، تتحكم بها مناطق أخرى من الدماغ.
وعندما طلب بيرغيس من وليام أن يحل متاهة معقدة، وجد أنه نسي تماما هذه المهارة بعد ثلاثة أيام. ويقول في هذا الصدد: "استغرق نفس الوقت ليتعلم من جديد كيف يقوم بالمهمة مرة أخرى، وبدا الأمر وكأنه نسخة متماثلة من خطأ سبق أن وقع".
أحد الاحتمالات أن فقدان الذاكرة لدى وليام سببه مرض نفسي المنشأ. فبعض المرضى يتحدثون عن فقدهم الذاكرة بعد تعرضهم لصدمات، لكن ذلك يبدو نوعا من التكيف مع الحدث لتجنب التفكير بأحداث ماضية أليمة، وهو ما لا يؤثر في العادة على قدرة الشخص على تذكر ما يحدث في الحاضر.
وتقول زوجة وليام أنه لم يعان في السابق من أي صدمات، وحسب تقدير بيرغيس النفسي المفصل، كان يتمتع بصحة جيدة من الناحية العاطفية.
ويضيف بيرغيس: "لقد كان أباً ناجحاً، وضابطاً في الجيش ذا سجل جيد. لا يوجد سبب للاعتقاد بأنه كان يعاني من أي خلل نفسي".
وبناء على هذا الدليل، يشتبه بيرغيس بأن الجواب يكمن في تلافيف دماغية سميكة يطلق عليها "نقاط الاشتباك العصبي".
عندما تمر بنا أحداث معينة، فإنها تحفظ ببطء في مناطق التخزين طويل الأمد، مما يؤدي إلى تغيير هذه الشبكات المنسوجة بكثافة.
هذه العملية تشمل إنتاج بروتينات جديدة لإعادة بناء نقاط اشتباك عصبي في شكلها الجديد، والتي بدونها تبقى الذاكرة هشة وسهلة الاندثار بمرور الوقت. وقد أدى وقف إفراز ذلك البروتين في تجارب أجريت على فئران إلى نسيانها على الفور كل ما تعلمته للتو.
تعتبر 90 دقيقة وقتا كافيا لكي تحدث هذه العملية التجميعية، وهي المدة الزمنية ذاتها التي بدأ وليام بعدها ينسى تفاصيل الأحداث. وبدلا من فقد الطابعة الدماغية كما حدث مع مولايسون، يبدو أن دماغ وليام استنفد ما فيه من حبر.
حتى مع ذلك، ليس واضحاً لماذا يمكن أن تؤدي عملية قناة الجذر إلى جفاف الدماغ من هذا البروتين وتوقفه عن تسجيل الأحداث. يقول بيرغيس: "هذا هو سؤال المليون جنيه، وليس لدي إجابة عنه".
ولدى مراجعة ما ورد في كتب الطب عن هذا الأمر، وجد بيرغيس خمس حالات مشابهة لفقد الذاكرة الغامض بدون حدوث ضرر للدماغ.
ورغم أن هذه الحالات لم تقع خلال زيارة إلى طبيب الأسنان، إلا أنها تتشابه مع ما حدث مع وليام من فترات القلق النفسي خلال الحالات الطبية الطارئة. يمضي بيرغيس قائلاً: "من الوارد أن يكون السبب هو إعادة ترتيب وراثي يحتاج إلى محفز لبدء عملية هذا الترتيب".
ويأمل بيرغيس في أن يكون بحثه الجديد الذي سينشر في مجلة الأمراض العصبية محفزاً لغيره من الأطباء النفسيين ليتبادلوا فيما بينهم قصصاً وأبحاثاً تؤدي إلى تكون نظريات جديدة.
والحقيقة أن العلماء مهتمون بهذا الموضوع. حيث يقول جون أجلتون الباحث في جامعة كاردف: "إنه أمر يدعو إلى إعمال الفكر. ويأمل في رؤية اختبارات وفحوص أكثر دقة وشمولاً لعلاقة الدماغ بالذاكرة طويلة المدى.
حتى لو لم يكن هناك ضرر قد لحق بخلايا الدماغ ذاتها، فربما يكون قد فقد بعض الوصلات الضرورية حول جزء الهيبوكامبي الدماغي، وغيره من أجزاء وخطوط الأنابيب المفعلة للذاكرة".
تذكرنا حالة وليام في الوقت الحالي بالكم الضئيل المتوفر من المعرفة عن عقولنا. وبمساعدة صور المسح الضوئي للأعصاب، ينظر الكثيرون الآن إلى الدماغ وكأنه جهاز كمبيوتر يوجد بداخله أماكن خاصة بالجنس، والخوف، والذاكرة.
لكن حالة وليام تظهر سطحية هذه النظرة إلى الدماغ. حتى عندما تكون كافة أجزاء الدماغ في مكانها، فإنك تجد نفسك لا تذكر شيئاً عن الحاضر، وبالتالي عديم القدرة على الربط بين الماضي والمستقبل.
ومن الواضح أن الدماغ يحتوي على طبقات نحتاج إلى أن نفهمها واحدة تلو الأخرى، قبل أن نتمكن من الوصول إلى جوهر ما يجعلنا بشراً على ما نحن عليه من الإدراك والتفكير.
وتظهر حالة وليام أيضاً كيف يمكن أن تؤثر مشاعرنا بقوة على تفكيرنا. في السنوات العشر الأخيرة، تمكن من التشبث بحقيقة جديدة واحدة، وهي رحيل والده.
لقد ساعدت قوة مشاعر الحزن التي انتابته على نسيان عدة مسارات في عقله والاحتفاظ بواحدة منها فقط، هي تلك الحقيقة: موت والده. حتى مع ذلك، لا يستطيع أن يتذكر الأحداث التي صاحبت وفاة أبيه، ولا حتى الفترة التي عانى فيها من سكرات الموت في أيامه الأخيرة.
عندما أتكلم معه، كان يتعلم للمرة الألف أن ابنته وابنه عمرهما الآن 18 و21 عاماً، وليسوا الأطفال الصغار الذين يتذكرهم. ويأمل أن لا يقضوا ما تبقى من أعمارهم في الحزن عليه أو الاهتمام به.
يقول وليام: "أريد أن أمسك بيد ابنتي وأسير معها حول الجزيرة، وأن أتذكر ذلك. وإذا ما تزوجوا وأنجبوا، فإنه بودي أن أتذكر أن لدي أحفاداً، ومن هم هؤلاء الأحفاد".

بعد عملية أسنان بسيطة، فقد وليام قدرته على تذكر الأشياء، فما الذي حدث؟ هذا الغموض الطبي الواقعي ينبغي أن يغير الطريقة التي ننظر بها إلى الدماغ.
توقفت ذاكرة ويليام للأبد في تمام الساعة 01:40 في 4 مارس 2005، خلال زيارته لطبيب الأسنان. كان ويليام الجندي في القوات البريطانية قد عاد إلى قاعدته العسكرية في ألمانيا في الليلة السابقة بعد أن حضر جنازة والده.
وقد مارس الرياضة في الصباح، حيث لعب الكرة الطائرة لمدة 45 دقيقة. ومن ثم دخل إلى مكتبه للاطلاع على ما وصله من بريد أثناء غيابه، قبل أن يتوجه إلى طبيب الأسنان لإجراء جراحة في جذور الأسنان.
حدثني وليام عن تجربته فقال: "أتذكر جلوسي على الكرسي، ووضع الطبيب للمخدر الموضعي، ولكن بعد ذلك لا أتذكر شيئاً".
منذ ذلك الوقت، لم يعد قادرا على تذكر أي شيء لمدة تزيد على ساعة ونصف. وبينما ما زال قادرا على أن يخبرني عن أول مرة يقابل فيها دوق يورك في مؤتمر صحفي في وزارة الدفاع، لم يعد بإمكانه أن يتذكر حتى مكان إقامته. ويستيقظ كل صباح معتقدا أنه مازال في ألمانيا عام 2005 ينتظر زيارة طبيب الأسنان.
مرور الوقت لا يعني شيئا بالنسبة له، لأن عقله لا يحتفظ بأي تجارب يمر بها. كل ما يعرفه اليوم هو أن هناك مشكلة لأنه هو وزوجته كتبا ملاحظات مفصلة على هاتفه الذكي في مجلد أطلقا عليه اسم "اقرأ هذا أولاً".
ويبدو الأمر كما لو أن كل الذكريات الجديدة تكتب بحبر سري وتختفي ببطء مع مرور الوقت. كيف يمكن لعملية أسنان بسيطة أن تؤثر على دماغه بهذه الطريقة القوية؟ هذا الغموض الطبي الواقعي يلقي ضوءاً خاطفاً على خفايا الطريقة التي يعمل بها الدماغ.
حتى الأحداث التي قادت إلى فقد وليام الذاكرة محيرة جداً. فأثناء إجراء الجراحة له، لم يدرك طبيب الأسنان أن هناك شيء خطأ. ولم يدرك وجود شيء غير عادي إلا بعد أن طلب منه نزع نظارته الداكنة، بعد أن لاحظ شحوب وجهه وتمكنه من الوقوف بصعوبة.
عندها قاموا بالاتصال بزوجته، التي تروي ما حدث قائلة: "كان ممدداً على أريكة، وكانت عيناه شاخصتين، وبدت عليه الدهشة عندما رآني، ولم يكن لديه أي معرفة بما كان يدور".
بحلول الساعة الخامسة بعد الظهر، تم نقله إلى المستشفى حيث قضى ثلاثة أيام. حتى بعد تبدد بعض الغموض وعدم الوضوح في ذاكرته، لم يكن يستطيع أن يتذكر أي شيء لمدة تزيد على بضع دقائق.
في البداية، اشتبه الأطباء بأن ذلك نتيجة المخدر الذي حقن به موضعياً، لكنهم لم يتوصلوا إلى دليل على وجود جرح أو إصابة ما. لذا تم إخراجه من المستشفى رغم استمرار الغموض الذي كان يحوم حول حالته، وعاد هو وزوجته إلى انجلترا حيث تم تحويله إلى عيادة "غيرالد بيرغيس" النفسية في ليستر.

المطبعة الدماغية

التفسير الواضح لما حدث سيكون أن وليام لديه نوع من فقدان الذاكرة كالذي حدث لهنري مولايسون الذي تحكي تجربته الكثير مما نعرفه عن الذاكرة.
فأثناء إجراء عملية جراحية لعلاج مولايسون من مرض الصرع، قام الجراح باستئصال قطعة كبيرة من دماغه بما في ذلك الهيبوكامبي، وهي منطقة على شكل حصان البحر تقع في وسط الدماغ.
هذه المنطقة تقوم بعمل المطبعة داخل الدماغ، حيث تحتفظ بما يقع عرضاً من أحداث في مناطق تخزين طويلة الأمد، وبدون هذه المنطقة من الدماغ، لم يكن مولايسون قادراً على الاحتفاظ بأي شيء وقع له بعد العملية الجراحية.
ولكن كما لاحظ أطباء وليام في البداية، أظهرت صور المسح الضوئي للدماغ أن هذه المناطق ما زالت موجودة. كما أن الأعراض التي ظهرت عليه لا تتطابق مع ذلك النوع من مرض فقدان الذاكرة.
فعلى سبيل المثال، لم يكن باستطاعة مولايسون تذكر تفاصيل أحداث مرت به شخصياً، إلا أنه باستطاعته تعلم مهارات إجرائية جديدة، تتحكم بها مناطق أخرى من الدماغ.
وعندما طلب بيرغيس من وليام أن يحل متاهة معقدة، وجد أنه نسي تماما هذه المهارة بعد ثلاثة أيام. ويقول في هذا الصدد: "استغرق نفس الوقت ليتعلم من جديد كيف يقوم بالمهمة مرة أخرى، وبدا الأمر وكأنه نسخة متماثلة من خطأ سبق أن وقع".
أحد الاحتمالات أن فقدان الذاكرة لدى وليام سببه مرض نفسي المنشأ. فبعض المرضى يتحدثون عن فقدهم الذاكرة بعد تعرضهم لصدمات، لكن ذلك يبدو نوعا من التكيف مع الحدث لتجنب التفكير بأحداث ماضية أليمة، وهو ما لا يؤثر في العادة على قدرة الشخص على تذكر ما يحدث في الحاضر.
وتقول زوجة وليام أنه لم يعان في السابق من أي صدمات، وحسب تقدير بيرغيس النفسي المفصل، كان يتمتع بصحة جيدة من الناحية العاطفية.
ويضيف بيرغيس: "لقد كان أباً ناجحاً، وضابطاً في الجيش ذا سجل جيد. لا يوجد سبب للاعتقاد بأنه كان يعاني من أي خلل نفسي".
وبناء على هذا الدليل، يشتبه بيرغيس بأن الجواب يكمن في تلافيف دماغية سميكة يطلق عليها "نقاط الاشتباك العصبي".
عندما تمر بنا أحداث معينة، فإنها تحفظ ببطء في مناطق التخزين طويل الأمد، مما يؤدي إلى تغيير هذه الشبكات المنسوجة بكثافة.
هذه العملية تشمل إنتاج بروتينات جديدة لإعادة بناء نقاط اشتباك عصبي في شكلها الجديد، والتي بدونها تبقى الذاكرة هشة وسهلة الاندثار بمرور الوقت. وقد أدى وقف إفراز ذلك البروتين في تجارب أجريت على فئران إلى نسيانها على الفور كل ما تعلمته للتو.
تعتبر 90 دقيقة وقتا كافيا لكي تحدث هذه العملية التجميعية، وهي المدة الزمنية ذاتها التي بدأ وليام بعدها ينسى تفاصيل الأحداث. وبدلا من فقد الطابعة الدماغية كما حدث مع مولايسون، يبدو أن دماغ وليام استنفد ما فيه من حبر.
حتى مع ذلك، ليس واضحاً لماذا يمكن أن تؤدي عملية قناة الجذر إلى جفاف الدماغ من هذا البروتين وتوقفه عن تسجيل الأحداث. يقول بيرغيس: "هذا هو سؤال المليون جنيه، وليس لدي إجابة عنه".
ولدى مراجعة ما ورد في كتب الطب عن هذا الأمر، وجد بيرغيس خمس حالات مشابهة لفقد الذاكرة الغامض بدون حدوث ضرر للدماغ.
ورغم أن هذه الحالات لم تقع خلال زيارة إلى طبيب الأسنان، إلا أنها تتشابه مع ما حدث مع وليام من فترات القلق النفسي خلال الحالات الطبية الطارئة. يمضي بيرغيس قائلاً: "من الوارد أن يكون السبب هو إعادة ترتيب وراثي يحتاج إلى محفز لبدء عملية هذا الترتيب".
ويأمل بيرغيس في أن يكون بحثه الجديد الذي سينشر في مجلة الأمراض العصبية محفزاً لغيره من الأطباء النفسيين ليتبادلوا فيما بينهم قصصاً وأبحاثاً تؤدي إلى تكون نظريات جديدة.
والحقيقة أن العلماء مهتمون بهذا الموضوع. حيث يقول جون أجلتون الباحث في جامعة كاردف: "إنه أمر يدعو إلى إعمال الفكر. ويأمل في رؤية اختبارات وفحوص أكثر دقة وشمولاً لعلاقة الدماغ بالذاكرة طويلة المدى.
حتى لو لم يكن هناك ضرر قد لحق بخلايا الدماغ ذاتها، فربما يكون قد فقد بعض الوصلات الضرورية حول جزء الهيبوكامبي الدماغي، وغيره من أجزاء وخطوط الأنابيب المفعلة للذاكرة".
تذكرنا حالة وليام في الوقت الحالي بالكم الضئيل المتوفر من المعرفة عن عقولنا. وبمساعدة صور المسح الضوئي للأعصاب، ينظر الكثيرون الآن إلى الدماغ وكأنه جهاز كمبيوتر يوجد بداخله أماكن خاصة بالجنس، والخوف، والذاكرة.
لكن حالة وليام تظهر سطحية هذه النظرة إلى الدماغ. حتى عندما تكون كافة أجزاء الدماغ في مكانها، فإنك تجد نفسك لا تذكر شيئاً عن الحاضر، وبالتالي عديم القدرة على الربط بين الماضي والمستقبل.
ومن الواضح أن الدماغ يحتوي على طبقات نحتاج إلى أن نفهمها واحدة تلو الأخرى، قبل أن نتمكن من الوصول إلى جوهر ما يجعلنا بشراً على ما نحن عليه من الإدراك والتفكير.
وتظهر حالة وليام أيضاً كيف يمكن أن تؤثر مشاعرنا بقوة على تفكيرنا. في السنوات العشر الأخيرة، تمكن من التشبث بحقيقة جديدة واحدة، وهي رحيل والده.
لقد ساعدت قوة مشاعر الحزن التي انتابته على نسيان عدة مسارات في عقله والاحتفاظ بواحدة منها فقط، هي تلك الحقيقة: موت والده. حتى مع ذلك، لا يستطيع أن يتذكر الأحداث التي صاحبت وفاة أبيه، ولا حتى الفترة التي عانى فيها من سكرات الموت في أيامه الأخيرة.
عندما أتكلم معه، كان يتعلم للمرة الألف أن ابنته وابنه عمرهما الآن 18 و21 عاماً، وليسوا الأطفال الصغار الذين يتذكرهم. ويأمل أن لا يقضوا ما تبقى من أعمارهم في الحزن عليه أو الاهتمام به.
يقول وليام: "أريد أن أمسك بيد ابنتي وأسير معها حول الجزيرة، وأن أتذكر ذلك. وإذا ما تزوجوا وأنجبوا، فإنه بودي أن أتذكر أن لدي أحفاداً، ومن هم هؤلاء الأحفاد".


ملصقات


اقرأ أيضاً
تحذير طبي من الماسكرا المقاومة للماء
"الماسكرا لها العديد من الخصائص المجففة، لأنها تحتاج إلى الجفاف كي تبقى على الرموش، ولكنها يمكن أن تُجفف أيضاً طبقة الدموع" أكدت الدكتورة جاكلين بيلتز، طبيبة العيون الأسترالية، على ضرورة تجنّب استخدام الماسكرا المقاومة للماء، إذ يمكن أن تؤدي إلى جفاف شديد في العيون. وبحسب ما نشرته "ديلي ميل" Daily Mail البريطانية، تُسبب هذه الحالة المؤلمة حرقةً ولسعةً واحمرارًا في العيون، بالإضافة إلى عدم وضوح الرؤية. توصيات مهمة ففي مقطع فيديو نُشر على "تيك توك"، حصد أكثر من 500,000 مشاهدة، قالت الدكتورة بيلتز إنها تُوصي مرضاها بعدم استخدام الماسكرا المقاومة للماء أبدًا، نظرًا لمكوناتها - التي تُساعد على ثبات مستحضر التجميل - والتي تُعرّض العينين للخطر. وأضافت أن الماسكرا، وهي مستحضر تجميلي لصبغ الأهداب، "لها العديد من الخصائص المجففة، لأنها تحتاج إلى الجفاف كي تبقى على الرموش، ولكنها يمكن أن تُجفف أيضًا طبقة الدموع". الغشاء الدمعي إن الغشاء الدمعي هو طبقة رقيقة من السوائل على سطح العين، تساعد في الحفاظ على رطوبة العين وحماية أنسجتها الحساسة من المواد الخارجية. وأضافت الدكتورة بيلتز بالقول: "يعاني الكثير من الأشخاص ذوي العيون الحساسة من جفاف الغشاء الدمعي، لذا فهم لا يحتاجون إلى هذا الجفاف الإضافي". والسبب الثاني هو صعوبة إزالته. لذا، لا يقتصر الأمر على مجرد استخدام مواد كيميائية أقوى، بل إلى المزيد من الفرك، مما يمكن أن يكون مزعجًا إذا كانت العيون حساسة." المستحضرات المقاومة للماءوإلى جانب الدكتورة بيلتز، سبق أن حذر خبراء العيون من مخاطر المكياج المقاوم للماء. وردًا على مقطعها على "إنستغرام"، حثّ الدكتور جوليان بروسيا، وهو طبيب عيون كندي، على تجنب هذا النوع من مستحضرات التجميل. وقال الدكتور بروسيا إنه "في حين أن المكياج بشكل عام يمكن أن يؤدي إلى المزيد من مشاكل جفاف العين وحتى تهيجها، فإن المكياج المقاوم للماء هو أسوأ ما يمكن فعله عندما يتعلق الأمر بخلل غدة ميبوميان". يعد خلل غدد ميبوميان، وهي غدد دهنية للعيون، حالة شائعة في العين حيث تتلف الغدد التي تساعد في الحفاظ على طبقة الدموع، مما يسبب جفاف العين. قابلة للذوبان في الماء ولذلك، نصح الدكتور بروسيا باختيار مستحضرات تجميل "أكثر صحة" مثل الخيارات القابلة للذوبان في الماء، بالإضافة إلى أنواع المستحضرات التي يوصي بها أخصائيو صحة العيون. لكنه أضاف أن مستحضرات التجميل المقاومة للماء ليست النوع الوحيد من مستحضرات التجميل التي يجب الحذر منها للحفاظ على صحة العيون. مادة مسرطنة وأشار الدكتور بروسيا إلى قائمة أعدتها الدكتورة هدى مينهاس، من "جامعة بورتوريكو"، حول المكونات الشائعة التي يجب الحذر منها، ومن بينها إحدى المواد الكيميائية المثيرة للقلق، والتي يمكن العثور عليها في الماسكرا المقاومة للماء، هي بوتيل هيدروكسي أنيسول. وحذرت الدكتورة مينهاس من أن هذه المادة الكيميائية مصنفة على أنها مادة مسرطنة محتملة للإنسان من قبل الوكالة الدولية لأبحاث السرطان. قتل الغدد الدهنية ومن مكونات المكياج الأخرى التي ذكرتها والتي يجب الحذر منها كلوريد البنزالكونيوم، الذي قالت إنه يمكن أن يقتل غدد ميبوميون في غضون 15 دقيقة، حتى عند مستويات منخفضة. ومن المكونات الأخرى التي ذكرتها مادة الفورمالديهايد الكيميائية، التي قالت الدكتورة مينهاس إنها يمكن أن تسبب التهاب الجلد وتهيج الجلد وسطح العين، وحتى السرطان. تأثير على الهرمونات الطبيعية وأضافت أن البارابين - وهو نوع من المواد الحافظة الموجودة في بعض مستحضرات التجميل - يمكن أن يؤثر سلبًا على وظيفة الهرمونات الطبيعية، ومن المعروف أنه يمنع غدد ميبوميوس من العمل بشكل صحيح. وأضافت أن مادة فينوكسي إيثانول، وهي مادة حافظة أخرى، معروفة أيضًا بتسببها في تهيج العيون ومشاكل جلدية مؤلمة.
صحة

هل يُمكن لتناول الجبن أو لبن الزبادي ليلا مصدرا لكوابيسه؟
أجرى باحثون في علم النفس استطلاعا لآراء 1082 طالبا في "جامعة ماك إيوان" الكندية على مدى 4 أشهر حول عاداتهم الغذائية ونومهم، وكوابيسهم، والرابط الذي وجدوه بين الاثنين. هل يُمكن أن يكون الجبن أو لبن الزبادي الذي يتناوله الشخص ليلا مصدرا لكوابيسه؟تساؤل يبدو مطروحا بشكل جدي بعدما خلص باحثون كنديون إلى وجود صلة بين الأحلام المزعجة وحساسية اللاكتوز، ويعود ذلك على الأرجح إلى الأعراض الهضمية التي يُسببها. لطالما كان معلوما بحسب الحكم الشعبية بأن تناول عشاء خفيف يساعد على النوم الهانئ. لكنّ القليل من الأبحاث العلمية اكتشفت تأثير النظام الغذائي على الأحلام. وفي دراسة نشرت نتائجها الثلاثاء مجلة "فرونتيرز إن سايكولوجي" Frontiers in Psychology، أجرى باحثون في علم النفس استطلاعا لآراء 1082 طالبا في "جامعة ماك إيوان" الكندية على مدى أربعة أشهر حول عاداتهم الغذائية ونومهم، وبشكل أكثر تحديدا، كوابيسهم، والرابط الذي وجدوه بين الاثنين. شعر حوالي 40% من المشاركين أن نظامهم الغذائي يؤثر على جودة نومهم، بينهم 24.7% قالوا إن تأثيره سلبي، فيما قال 5.5% إنه يؤثر على أحلامهم. وذكر المشاركون في الدراسة أن الحلويات ومنتجات الألبان هي الأطعمة الأكثر تأثيرا على جودة نومهم (22.7% و15.7% على التوالي) وعلى أحلامهم (29.8% و20.6%)، إذ جعلتها تبدو "غريبة" أو "مزعجة". في المقابل، حُددت الفواكه (17.6%) والخضر (11.8%) وشاي الأعشاب (13.4%) على أنها أكثر الأغذية التي تساعد في الحصول على نوم هانئ. وقارن الباحثون هذه التصريحات بتلك المتعلقة بعدم تحمّلهم للطعام، ووجدوا ارتباطا وثيقا بين الكوابيس وعدم تحمل اللاكتوز. إشارات خفية ويقول المتخصص في علم وظائف الأعصاب والإدراك العصبي للأحلام والكوابيس بـ"جامعة مونتريال توري نيلسن"، المعد الرئيسي للدراسة، لوكالة "فرانس برس" إن كثيرين ممن يعانون من عدم تحمل اللاكتوز "لا يزالون يتناولون منتجات الألبان"، وتتفاوت شدة عدم التحمل تبعا لكمية اللاكتاز (الإنزيم الذي يهضم اللاكتوز) التي ينتجها كل شخص في أمعائه الدقيقة. لذلك، قد يشعر هؤلاء الأشخاص أثناء نومهم، سواء بوعي أو بغير وعي، "بإشارات جسدية وعضوية خفية" مرتبطة بأعراض الجهاز الهضمي (بينها الانتفاخ والتقلصات) بعد تناول منتجات الألبان. "تسجل اضطرابات جسدية لا شعورية" ومع ذلك، تشير الدراسات السابقة إلى أن بعض الأحلام "تسجل اضطرابات جسدية لا شعورية لا تظهر إلا لاحقا كأعراض مرئية". على سبيل المثال، "يمكن لرؤية حريق في الحلم أن تسبق الإصابة بالحمى". ويمكن تفسير ذلك أيضا بالمشاعر السلبية، مثل القلق، المرتبطة بأعراض الجهاز الهضمي. ويوضح نيلسن: "نعلم أن المشاعر السلبية التي نشعر بها أثناء اليقظة قد تمتد إلى الأحلام. وينطبق الأمر نفسه على الأرجح على تلك التي تنشأ بسبب اضطرابات الجهاز الهضمي أثناء النوم". ومع ذلك، لم تُثبت الدراسة وجود صلة بين عدم تحمّل الغلوتين والكوابيس، ربما بسبب انتشاره المحدود في العينة، أو لأن عدم تحمل الغلوتين "يُنتج آثارا فسيولوجية أو عاطفية مختلفة"، بحسب نيلسن. وعلى الرغم من أن الصلة بين عدم تحمل اللاكتوز والكوابيس تبدو قوية، إلا أن الباحثين يتساءلون عن كيفية عملها: الحاجة "لإجراء المزيد من الدراسات" يقول نيلسن: "نحن بحاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات على عدد أكبر من الأشخاص من مختلف الأعمار والخلفيات وعادات الأكل لمعرفة ما إذا كانت هذه النتائج قابلة للتعميم". وتتضمن "التجربة المثالية" توزيع المشاركين، سواء كانوا يعانون من عدم تحمل اللاكتوز أو لا، عشوائيا على مجموعات مُخصصة لتناول أطعمة مُحددة قبل النوم، ثم جمع بيانات أحلامهم وتحليلها. ويُمكن لمجموعة تناول منتجات ألبان عادية قبل النوم، بينما تتناول مجموعة أخرى منتجات ألبان خالية من اللاكتوز، "لتحديد ما إذا كانت آثار الحليب تقتصر على المصابين بهذه الحالة"، وفق نيلسن.
صحة

اخسر نصف كيلو أسبوعياً بتعديل واحد في طعامك
كشفت دراسة أمريكية حديثة أن الالتزام بنظام غذائي نباتي بالكامل فقط، يمكن أن يساعد على فقدان ما يقارب على نصف كيلوغرام من الوزن أسبوعيًا بشكل منتظم وآمن. وبحسبة بسيطة، فإن اتباع هذا النظام مؤقتا لمدة 4 أشهر سيؤدي إلى خسارة ما يعادل أكثر من 6 كيلوجرامات، دون الحاجة لحساب السعرات الحرارية. وأرجعت الدراسة التي أجراها باحثون من لجنة الأطباء للطب المسؤول في واشنطن، هذه الفعالية الكبيرة إلى أن الأنظمة النباتية تُنتج أثناء الهضم مستويات أقل من "الحمض الغذائي"، مقارنة بالأنظمة الغنية باللحوم، وهو ما يقلل من الالتهابات في الجسم، ويُعزز من كفاءة التمثيل الغذائي وضبط الهرمونات. الدراسة شملت 62 شخصا يعانون من زيادة الوزن، وتم إخضاعهم لنظامين مختلفين لمدة 16 أسبوعا لكل منهما، مع فترة راحة لمدة 4 أسابيع بين النظامين. الأول كان نظاما نباتيا بالكامل، والثاني هو حمية البحر الأبيض المتوسط التي تعتمد على الخضروات والدهون الصحية والأسماك والدواجن. والنتيجة كانت مذهلة، من اتبعوا النظام النباتي فقدوا نحو 6 كيلوجرامات في المتوسط خلال 16 أسبوعا، بينما لم يظهر من اتبعوا حمية البحر المتوسط أي انخفاض ملحوظ في الوزن. عملية "القلونة الغذائية" وأرجع الباحثون هذه النتائج إلى أن النظام النباتي يعزز ما يُعرف بعملية "القلونة الغذائية"، وهي موازنة الأحماض في الجسم من خلال أغذية نباتية غنية بالألياف والمغذيات. ومن بين الأغذية التي تساعد على هذه العملية: الخضروات الورقية، البروكلي، الشمندر، الهليون، الجزر، الكرنب، والثوم، والفواكه مثل التوت، التفاح، الكرز، المشمش، والبطيخ، والبقوليات كالعدس والحمص والفاصوليا، بالإضافة إلى منتجات الصويا مثل التوفو، والحبوب مثل الكينوا والدخن. فوائد... ولكن أيضا تحذيرات رغم الفوائد، حذر الخبراء من مخاطر نقص بعض العناصر الأساسية في الأنظمة النباتية الصارمة مثل: فيتامين B12 : نقصه يسبب التعب وقد يؤثر على الصحة النفسية. فيتامين D : مهم لصحة العظام، ويوجد أساسًا في الأسماك الزيتية. الحديد واليود: نقصهما قد يؤدي إلى فقر الدم واضطراب في وظائف الغدة الدرقية. كما أثارت الدراسات مخاوف من الاعتماد المفرط على "اللحوم النباتية المصنعة"، التي قد تحتوي على مكونات تؤثر سلبا على ضغط الدم وصحة القلب. البالغون الذين تخلوا عن الأنظمة الغنية باللحوم حققوا نقصا في الوزن انتشار السمنة في بريطانيا تشير تقديرات إلى أن عدد النباتيين في المملكة المتحدة يقارب 600 ألف شخص، ومع ذلك، تُظهر الأرقام أن السمنة لا تزال تمس أكثر من 60% من البالغين، وترتفع في بعض المناطق إلى 80%. وتوصي هيئة الصحة البريطانية الراغبين في خسارة الوزن بتقليل السعرات الحرارية، وزيادة النشاط البدني، وتجنب الأنظمة الغذائية "المؤقتة" غير المستدامة.
صحة

كيف تحمي عقلك وجسمك من درجات الحرارة المرتفعة
يتمتع الصيف بجميع المزايا التي تجعله موسما للسعادة والسرور فهو يعني للكثيرين المزيد من الوقت في الهواء الطلق، والعطلات المدرسية، وأجواء الاسترخاء، وكلها عوامل جيدة لصحة الدماغ. ويرتبط الصيف من ناحية أخرى بالحرارة الشديدة والاكتئاب الموسمي، مما يكون له أثر سلبي على صحة الدماغ، فكيف يمكن التقليل من هذه الآثار السلبية؟ تعلم كيفية الوقاية من ضربة الشمس وعلاجها تشكل الحرارة الشديدة المباشرة خطر على صحة الإنسان، وقد يسبب التعرض المزمن لحرارة الشمس لمجموعة من المشاكل الصحية، فالتعرّض للحرارة المستمرة لأيام وسنوات قد يرهق القلب والكلى، ويؤثّر سلبا على النوم. تتمثل الخطوة الأولى في تقليل الآثار السلبية لحرارة الصحة في منح النفس وقتا للتأقلم مع الحرارة والحفاظ على رطوبة الجسم. قالت ريبيكا ستيرنز، الرئيسة التنفيذية لمعهد كوري سترينجر، وهي منظمة غير ربحية مقرّها جامعة كونيتيكت ومُخصّصة لدراسة ضربة الشمس والوقاية منها لدى الرياضيين لصحيفة واشنطن بوست: "إن ممارسة أي نشاط جديد تدريجيا خلال أول 10 أيام إلى 15 يوما في بيئة دافئة مهم جدا، لأنك تمنح جسمك وقتا للتكيّف". وضربة الشمس هي حالة تهدد الحياة حيث ترتفع درجة حرارة الجسم بشكل كبير. ويجب الحرص على عدم ممارسة الرياضة منفردين دون رفيق في الهواء الطلق، وتعلّم كيفية التعرّف على ضربات الشمس. يعتبر التوعك أو الضعف أو الارتباك أو الانفعال أو التعثر أو الانهيار أو عدم القدرة على تنسيق الحركة علامات تحذيرية يجب الانتباه لها، فقد تكون دليلا على الإصابة بضربة شمس. يقول الخبراء ابدأ بالتبريد فورا حتى قبل التشخيص في حال الاشتباه في إصابتك بضربة شمس. يمكنك وضع الثلج ملفوفا بمنشفة على الرقبة أو الأطراف، ويعد الغمر بالماء البارد، حيث يغمر الجسم بالكامل في الماء المثلج، العلاج الأول لضربة الشمس. ما هي ضربة الشمس؟ انتبه لاكتئاب الصيف لم يحظَ اكتئاب الصيف بالقدر نفسه من الاهتمام في الأبحاث أو الوعي العام الذي حظي به اضطراب المزاج العاطفي الموسمي الشتوي، ولكنه يؤثر على الكثير من الناس، ومن المرجح أن يكون سببه الحرارة والرطوبة وحبوب اللقاح. إذا شعرت باكتئاب شديد في الصيف، فمن المهم الاعتراف بهذه المشاعر وطلب المساعدة الطبية. قال نورمان روزنتال، الطبيب النفسي في كلية الطب بجامعة جورج تاون، الذي وصف الاضطراب العاطفي الموسمي لأول مرة في الأدبيات العلمية عام 1984: "يجب على الناس أن يدركوا أن مشاعر إيذاء النفس أكثر شيوعا. ومن ثم ينبغي عليهم طلب المساعدة إذا كانوا يعانون من ذلك". أوصى روزنتال وزملاؤه مرضى الاكتئاب الصيفي بالاستحمام بماء بارد والبقاء في أماكن مكيفة، ويبدو أن هذا التدخل البديهي قد نجح وخفف من أعراض مرضاه. ومع ذلك، لم تستمر هذه التأثيرات؛ فبمجرد عودة مرضاه إلى حرارة الصيف بدا أن تأثير التكيف يتلاشى، على النقيض من ذلك، يعالج الاضطراب العاطفي الموسمي الشتوي بالعلاج بالضوء، الذي يتميز بتأثير أكثر استمرارية. قال كيلي روهان، أستاذ العلوم النفسية في جامعة فيرمونت، إن اكتئاب الصيف هو في الأساس النوع نفسه الذي يمكن أن يحدث في أي وقت من السنة، وهناك علاجات فعالة. يمكن للأدوية النفسية التي تعمل على علاج الاكتئاب الشديد أن تعمل أيضا على علاج الاكتئاب الموسمي. قال روزنتال: "من فوائد معرفة متى يصاب الناس بالاكتئاب أن تتمكن من توقعه واستباق حدوثه إلى حد ما"، مضيفا أنه قد يزيد من جرعات مضادات الاكتئاب للمرضى في الأشهر التي تسبق موسم مشاكلهم. قد يكون الجمع بين علاجات مختلفة -إستراتيجيات التبريد والأدوية والعلاج النفسي القائم على الأدلة مثل العلاج السلوكي المعرفي- هو الحل الأمثل للتغلب على حزن الصيف. اقض وقتا في الطبيعة أظهرت الأبحاث أن زيادة التواصل والتفاعل مع الطبيعة يرتبط بتحسن صحة الجسم والدماغ، فقضاء المزيد من الوقت في الطبيعة عندما تكون درجات الحرارة معتدلة، مثل الذهاب في نزهة والاستمتاع بتغريد الطيور يقلل من التوتر ويحسن الصحة النفسية. وتعدّ البستنة -سواء في الداخل أو الخارج- نشاطا صحيا آخر، حيث تشير الأبحاث إلى وجود مسارين رئيسيين يقودان إلى تحسن الصحة النفسية، أحدهما من خلال التواصل مع الطبيعة وجمالها، والآخر هو من خلال كون البستنة وسيلة للتواصل مع الآخرين.
صحة

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

السبت 05 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة