وطني

فيلا هاريس التاريخية بطنجة تستعيد رونقها السابق


كشـ24 نشر في: 7 أكتوبر 2020

اكتست فيلا هاريس، البناية الأسطورية التي تقع في قلب مالابطا، أحد الأحياء الشهيرة بمدينة طنجة، حلة جديدة بعد سنوات عديدة من الإهمال لتعيد مجددا إحياء حقبة كاملة وتاريخ يجهله البعض ونسيه آخرون.القول بأن فيلا هاريس عاشت أعمارا عديدة سيكون أمرا بخسا. فهذه البناية التي شيدها والتر بورتون هاريس، المراسل الصحفي لجريدة التايمز بالمغرب، في نهاية القرن التاسع عشر، شهدت العديد من المالكين على مدار عقود من الزمن وخضعت للعديد من التغييرات قبل أن يتم تسجيلها ضمن التراث الوطني.وأوضح العربي المصباحي، المحافظ الجهوي للتراث بجهة طنجة - تطوان - الحسيمة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه لدى استقراره بطنجة، أعجب والتر بورتون هاريس بجمالية مدينة البوغاز وقرر بناء فيلا فخمة تحيط بها حديقة ضخمة قام بتزيينها بعناية فائقة وقرر أن يغرس بها عددا من النباتات والأشجار النادرة، التي يعتبر بعضها فريدا من نوعه بالمغرب.وأشار المصباحي إلى أن هذه الفيلا، لم تكن حينها مكانا لإقامة الصحفي فحسب وإنما أيضا بمثابة "ناد" تجتمع فيه العديد من الشخصيات المعروفة بطنجة، سواء في المجال السياسي أو الدبلوماسي أو الاقتصادي أو من الأوساط الإعلامية، مسجلا أن العديد من القضايا الهامة التي كانت محط نقاش بمدينة طنجة كانت تدور رحاها بفيلا هاريس.وقد بني والتر هاريس، المتيم بالثقافة المغربية والعربية الإسلامية ، منزله مستلهما نمط الهندسة المعمارية المغربية التقليدية، واختار تزيينه بالجبص المنحوت بالطريقة التقليدية والأعمال الخشبية والفسيفساء التقليدية المغربية (الزليج).وبالنسبة للمصباحي، فإن هذا الاختيار المعماري الذي يمزج بين التصميم الغربي والأسلوب المغربي التقليدي، يجعل من هذه البناية رمزا حقيقيا للانصهار الثقافي والحوار بين الثقافات.في ثلاثينيات القرن الماضي باع هاريس، الذي تراكمت عليه الديون، منزله إلى مواطن إسباني حول المسكن إلى ناد للقمار ، قبل أن يعمد كلوب ميد (نادي المتوسط) إلى اقتنائه في ستينات القرن الماضي. وتم بناء قرية سياحية في محيط فيلا هاريس كانت تستهوي وتستقطب العديد من السياح إلى غاية تسعينات القرن الماضي.وبعد مغادرة كلوب ميد ، ظلت فيلا هاريس غير مأهولة وحدائقها غير مستغلة وتدهورت بمرور الوقت. وفي سنة 2007 التي تم خلالها إدراجها ضمن التراث الوطني، نالت هذه البناية الأسطورية أخيرا العناية التي تستحقها.وأشار المصباحي إلى أنه مع إطلاق مشروع "طنجة الكبرى"، الورش الملكي الضخم، تم إدراج فيلا هاريس ضمن مشاريع الترميم والتأهيل، حيث اكتست حلة جديدة سنة 2017.وتابع المحافظ الجهوي للتراث أنه بالإضافة إلى كونها أحد المعالم البارزة لمدينة طنجة، تعتبر فيلا هاريس جزءا من الهوية والتاريخ الحضاري والثقافي للمدينة، مؤكدا أن هذه البناية تمثل قيمة بارزة لذاكرة المدينة وللحركة الدبلوماسية والإعلامية لطنجة والمغرب.من جهتها، أوضحت نسيمة كميرة، المكلفة بالتعاون الدولي بوكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال، أن تأهيل هذا الفضاء الذي يساهم في تسليط الضوء على حقبة من تاريخ مدينة طنجة وقيمتها الاستثنائية، يندرج في إطار برنامج تأهيل مختلف المواقع الذي سيسهم في تصنيف مدينة طنجة ضمن التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو.وحسب كميرة، المسؤولة أيضا عن المشاريع الثقافية بالوكالة، فإن الاهتمام بتأهيل هذا الفضاء لا يقتصر فقط على الجانب الثقافي، بل يشمل ايضا إعطاءه بعدا يخول مدينة طنجة تحقيق تنمية اقتصادية وسياحية، من خلال جعله ملتقى لساكنة المدينة لممارسة أنشطة ثقافية أو رياضية. في الواقع ، إنها أيض ا مسألة منحها مهنة يمكن أن تجلب التنمية الاقتصادية والسياحية إلى طنجة ، مع خلق مساحة يمكن أن يلتقي فيها سكان المدينة من خلال الأنشطة الثقافية أو الرياضية.وهكذا، حرصت وكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال على تسجيل مشاركتها في تأهيل وترميم فيلا هاريس في إطار التدخل الأفقي والتكميلي الذي تنفذه على مستوى الجهة، سواء تعلق الأمر بالتأهيل والتهيئة أو النهوض بالمآثر التاريخية.ويتيح هذا التدخل الأفقي إدراج البعد الثقافي في تنمية الجهة، وفيلا هاريس دليل ملموس على ذلك. وسيساهم هذا الفضاء، الغني بتاريخه وجماليته ورمزيته، دون أدنى شك، في تقوية الإشعاع الثقافي لحاضرة طنجة المتعددة الثقافات.

اكتست فيلا هاريس، البناية الأسطورية التي تقع في قلب مالابطا، أحد الأحياء الشهيرة بمدينة طنجة، حلة جديدة بعد سنوات عديدة من الإهمال لتعيد مجددا إحياء حقبة كاملة وتاريخ يجهله البعض ونسيه آخرون.القول بأن فيلا هاريس عاشت أعمارا عديدة سيكون أمرا بخسا. فهذه البناية التي شيدها والتر بورتون هاريس، المراسل الصحفي لجريدة التايمز بالمغرب، في نهاية القرن التاسع عشر، شهدت العديد من المالكين على مدار عقود من الزمن وخضعت للعديد من التغييرات قبل أن يتم تسجيلها ضمن التراث الوطني.وأوضح العربي المصباحي، المحافظ الجهوي للتراث بجهة طنجة - تطوان - الحسيمة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه لدى استقراره بطنجة، أعجب والتر بورتون هاريس بجمالية مدينة البوغاز وقرر بناء فيلا فخمة تحيط بها حديقة ضخمة قام بتزيينها بعناية فائقة وقرر أن يغرس بها عددا من النباتات والأشجار النادرة، التي يعتبر بعضها فريدا من نوعه بالمغرب.وأشار المصباحي إلى أن هذه الفيلا، لم تكن حينها مكانا لإقامة الصحفي فحسب وإنما أيضا بمثابة "ناد" تجتمع فيه العديد من الشخصيات المعروفة بطنجة، سواء في المجال السياسي أو الدبلوماسي أو الاقتصادي أو من الأوساط الإعلامية، مسجلا أن العديد من القضايا الهامة التي كانت محط نقاش بمدينة طنجة كانت تدور رحاها بفيلا هاريس.وقد بني والتر هاريس، المتيم بالثقافة المغربية والعربية الإسلامية ، منزله مستلهما نمط الهندسة المعمارية المغربية التقليدية، واختار تزيينه بالجبص المنحوت بالطريقة التقليدية والأعمال الخشبية والفسيفساء التقليدية المغربية (الزليج).وبالنسبة للمصباحي، فإن هذا الاختيار المعماري الذي يمزج بين التصميم الغربي والأسلوب المغربي التقليدي، يجعل من هذه البناية رمزا حقيقيا للانصهار الثقافي والحوار بين الثقافات.في ثلاثينيات القرن الماضي باع هاريس، الذي تراكمت عليه الديون، منزله إلى مواطن إسباني حول المسكن إلى ناد للقمار ، قبل أن يعمد كلوب ميد (نادي المتوسط) إلى اقتنائه في ستينات القرن الماضي. وتم بناء قرية سياحية في محيط فيلا هاريس كانت تستهوي وتستقطب العديد من السياح إلى غاية تسعينات القرن الماضي.وبعد مغادرة كلوب ميد ، ظلت فيلا هاريس غير مأهولة وحدائقها غير مستغلة وتدهورت بمرور الوقت. وفي سنة 2007 التي تم خلالها إدراجها ضمن التراث الوطني، نالت هذه البناية الأسطورية أخيرا العناية التي تستحقها.وأشار المصباحي إلى أنه مع إطلاق مشروع "طنجة الكبرى"، الورش الملكي الضخم، تم إدراج فيلا هاريس ضمن مشاريع الترميم والتأهيل، حيث اكتست حلة جديدة سنة 2017.وتابع المحافظ الجهوي للتراث أنه بالإضافة إلى كونها أحد المعالم البارزة لمدينة طنجة، تعتبر فيلا هاريس جزءا من الهوية والتاريخ الحضاري والثقافي للمدينة، مؤكدا أن هذه البناية تمثل قيمة بارزة لذاكرة المدينة وللحركة الدبلوماسية والإعلامية لطنجة والمغرب.من جهتها، أوضحت نسيمة كميرة، المكلفة بالتعاون الدولي بوكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال، أن تأهيل هذا الفضاء الذي يساهم في تسليط الضوء على حقبة من تاريخ مدينة طنجة وقيمتها الاستثنائية، يندرج في إطار برنامج تأهيل مختلف المواقع الذي سيسهم في تصنيف مدينة طنجة ضمن التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو.وحسب كميرة، المسؤولة أيضا عن المشاريع الثقافية بالوكالة، فإن الاهتمام بتأهيل هذا الفضاء لا يقتصر فقط على الجانب الثقافي، بل يشمل ايضا إعطاءه بعدا يخول مدينة طنجة تحقيق تنمية اقتصادية وسياحية، من خلال جعله ملتقى لساكنة المدينة لممارسة أنشطة ثقافية أو رياضية. في الواقع ، إنها أيض ا مسألة منحها مهنة يمكن أن تجلب التنمية الاقتصادية والسياحية إلى طنجة ، مع خلق مساحة يمكن أن يلتقي فيها سكان المدينة من خلال الأنشطة الثقافية أو الرياضية.وهكذا، حرصت وكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال على تسجيل مشاركتها في تأهيل وترميم فيلا هاريس في إطار التدخل الأفقي والتكميلي الذي تنفذه على مستوى الجهة، سواء تعلق الأمر بالتأهيل والتهيئة أو النهوض بالمآثر التاريخية.ويتيح هذا التدخل الأفقي إدراج البعد الثقافي في تنمية الجهة، وفيلا هاريس دليل ملموس على ذلك. وسيساهم هذا الفضاء، الغني بتاريخه وجماليته ورمزيته، دون أدنى شك، في تقوية الإشعاع الثقافي لحاضرة طنجة المتعددة الثقافات.



اقرأ أيضاً
حريق مهول يأتي على معمل بسطات
شهدت مدينة سطات، ليلة أمس الجمعة، استنفارا كبيرا إثر اندلاع حريق مهول بأحد المعامل المتواجدة بالمنطقة الصناعية. وحسب المعطيات المتوفرة، فقد اندلع الحريق داخل معمل لصناعة “البطانيات”، ما تسبب في عدة خسائر مادية، دون تسجيل أي خسائر في الأرواح. وفور علمها بالحادث، انتقلت عناصر الوقاية المدنية إلى عين المكان، حيث قامت بمحاصرة النيران، كما فتحت المصالح الأمنية تحقيقا في الموضوع، للكشف عن ظروف وملابسات هذه الواقعة.
وطني

المحكمة تنتصر لـ3 أشخاص بسبب هجوم كلاب ضالة
أصدرت غرفة الإلغاء والتعويض بالمحكمة الإدارية الابتدائية بفاس، أول أمس الخميس،  قرارا بأداء جماعة تازة تعويضات مالية لفائدة 3 أشخاص كانوا عرضة لهجوم كلاب ضالة. وقضت الغرفة بأداء جماعة تازة، في شخص رئيسها، لفائدة المدعي (ا. ه)، الذي رفع قضيته أمام القضاء الإداري بتاريخ 10 يناير من السنة الجارية، تعويضا قدره 23 ألف درهم، بينما حكمت بتغريم جماعة تازة، في شخص ممثلها القانوني، لفائدة مدع آخر ( ب. ج. د) تعويضا بالمبلغ المالي ذاته، فيما كان نصيب ضحية ثالث (ا. ن. د) تعويض قدره 20 ألف درهم؛ علما أن المدعيين الأخيرين تعود قضيتهما إلى 2 شتنبر من سنة 2024. وقضت المحكمة الإدارية الابتدائية بفاس، في أحكامها القطعية المذكورة، بإحلال شركات التأمين محل جماعة تازة في أداء المبالغ المحكوم بها ضدها، وبرفض باقي الطلبات، وجعل المصاريف على النسبة بين طرفي الدعوى بالحلول نفسها. وجدير بالذكر أن المستفيدين من هذه الأحكام كانوا قد لجؤوا، بعد تعرضهم لاعتداء كلاب ضالة، إلى القضاء الإداري لمقاضاة الدولة المغربية في شخص رئيس الحكومة والوكيل القضائي للمملكة والوكيل القضائي للجماعات المحلية وعامل تازة.
وطني

المتضررون من انهيار عمارة سكنية بفاس يبيتون في العراء ويطالبون بحلول
قضت الأسر المتضررة من انهيار عمارة سكنية بفاس، ليلة أمس الجمعة/السبت، في العراء، ومعهم عدد من أسر البنايات المجاورة التي تواجه بدورها خطر انهيار.وخلف انهيار بناية سكنية تتكون من أربع طوابق بالحي الحسني بفاس، وفاة عشرة أشخاص، فيما لا يزال حوالي ستة أشخاص يتلقون العلاج بمستشفى الغساني.وانتقدت الساكنة المتضررة عدم تدخل السلطات لإيوائها بشكل مؤقت في فضاء يحفظ كرامتها، في انتظار معالجة ملف إعادة إسكانها.وأظهرت المعطيات أن البناية صنفت ضمن المباني المهددة بالانهيار منذ سنة 2018، وتوصلت الأسر بقرارات إفراغ. وقررت بعض الأسر المغادرة، في حين أجبر ثقل الأوضاع الاجتماعية حوالي خمسة أسر لعدم المقارنة، وظلت تطالب ببدائل.وتعاني عدد من البنايات في هذا الحي، والتي بنيت في عقود سابقة في ظل غياب المراقبة وعدم التزام بالمعايير، من خطر الانهيار. وارتفعت الاصوات من جديد للمطالبة بحلول ناجعة.
وطني

بسبب تعاونها مع عصابات بالمغرب.. الأمن الإسباني يفكك شبكة إجرامية
تمكنت قوات الحرس المدني الإسباني من تفكيك منظمة إجرامية متخصصة في الاتجار الدولي بالمخدرات، متمركزة في مقاطعتي ألميريا وغرناطة في منطقة الأندلس. وتمكنت هذه المنظمة، بالتنسيق مع شبكات إمداد من المغرب ، من نقل الحشيش والكوكايين على نطاق واسع. وتم تنفيذ هذه العملية تم تنفيذها بشكل مشترك من قبل وحدتي الشرطة القضائية في كتالونيا وألميريا، وتم خلالها القبض على خمسة أشخاص. وحسب بلاغ أمني، أمس الخميس، فإن ما يسمى بـ "عملية الباذنجان "، التي بدأت في فبراير 2024، حظيت أيضًا بدعم المركز الإقليمي الأندلسي للتحليل والاستخبارات ضد تهريب المخدرات (CRAIN) . وكانت هذه المافيا تمتلك شبكة لوجستية منظمة للغاية لتجارة المخدرات، من خلال توظيف شاحنات معدلة، واستغلال مستودعات صناعية، ونقاط تحميل، وطرقًا مخططة للتهرب من نقاط التفتيش التي تشرف عليها الشرطة. وبالتنسيق مع شبكات الإمداد المغربية، كانت المنظمة تمتلك القدرة على نقل الحشيش والكوكايين على نطاق واسع ، باستخدام خزانات الوقود في المركبات الثقيلة. وخلال العملية، تم إجراء عشر عمليات تفتيش وتفتيش دفيئة، مما أدى إلى ضبط 262.72 كيلوغرام من الحشيش، و11585 يورو نقدًا ، ومسدس تفجير، وذخيرة، وأجهزة إلكترونية، ووثائق مختلفة.
وطني

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

السبت 10 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة