إقتصاد

“فورة النفط” تلهب الأسعار في المغرب.. ومقترحات لدعم المستهلك


كشـ24 نشر في: 11 مارس 2022

تشهد أسعار الوقود في المغرب ارتفاعا كبيرا منذ عدة أسابيع، فاق ثمن اللتر الواحد من البنزين 13 درهم، في حين تجاوز سعر الديزل 12 درهم للتر، وهو ما أثّر على أسعار باقي المنتجات الأخرى.وأثار هذا الوضع امتعاضا واسعا في صفوف المهنيين والمواطنين بصفة عامة، لا سيما أنه يتزامن مع زيادات في أسعار المواد الاستهلاكية.وفيما تعزو الحكومة المغربية الارتفاع الحالي في أسعار الوقود إلى الوضع الدولي والحرب في أوكرانيا، تطالب أحزاب وبعض النقابات الحكومة بتحمل مسؤوليتها، واتخاذ إجراءات ملموسة للحد من هذا الارتفاع الذي يكوي جيوب شريحة كبيرة من المغاربة.وقفزت أسعار النفط خلال الأيام القليلة الماضية، لتواصل صعودها منذ انطلاق الصراع بين روسيا أوكرانيا، وسط توقعات باستمرار نقص المعروض لعدة أشهر، عقب فرض عقوبات قاسية على موسكو والخروج الجماعي لاستثمارات الشركات الكبرى من أصول النفط الروسية.غلاء البترول قبل الأزمة الأوكرانيةيرى المحلل الاقتصادي، رشيد ساري، أن "ارتفاع أسعار البترول في المغرب مرتبط بالسياق العالمي، وقد بدأ ذلك بشكل ملموس منذ شهر أكتوبر 2021، وهو ما يعني أن هذا المنحى التصاعدي، لا يرتبط فقط بأزمة أوكرانيا، بل يعود إلى حوالي خمسة أشهر".وفسر ساري في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية" ارتفاع أسعار الوقود في العالم، بالإقبال المتزايد على منتجات الطاقة بعد التعافي التدريجي من الأزمة المرتبطة بجائحة كورونا، لا سيما من قبل دول كبرى مثل الصين، لتكون النتيجة صعودا صاروخيا في أسعار البترول على المستوى العالمي بحيث تجاوز 100 دولارا للبرميل في فبراير مقابل حوالي 50 دولارا في نفس الفترة من العام الماضي.وأورد المتحدث أن "مشكلة التوريد أو الجانب اللوجستي ساهمت بدورها في التهاب الأسعار، حيث إن تكلفة نقل السلع عبر العالم ومن بينها البترول أصبحت مرتفعة أكثر من السابق".وإلى جانب التوريد، كشف ساري أن طلب الأسر على الطاقة ارتفع بشكل كبير خلال فترة البرد الذي تعرفه مختلف مناطق العالم، وهو ما أثر على فاتورة منتجات الطاقة من بترول وغاز وفحم حجري.وتابع ساري قائلا: "الوضع الحالي لن يستمر ومستوى التضخم في المغرب لا يتجاوز 2 في المئة مقارنة بدول أخرى، مؤكدا أن "الحكومة مطالبة بتفسير ما يحدث، كما أنها ملزمة بأن تشرح للمواطنين أن الوضع هو مؤقت ولن يستمر إلى ما بعد مارس، في تقديري".توضيح من محطات الوقودوعزا أصحاب ومشغلو محطات الوقود بالمغرب، ارتفاع أسعار المحروقات إلى قرار تحرير الأسعار الذي اتخذته حكومة عبد الإله ابن كيران سنة 2015، حيث رفع الدعم عنه نهائيا، وبالتالي رفعت الحكومة يدها عن تحديد أسعار المواد البترولية وتركت الأمر للمنافسة، فأصبحت الأسعار منذ ذلك الحين خاضعة لمنطق السوق الدولية والوطنية.وقالت محطات الوقود في بيان موجه للرأي العام اطلعت عليه "سكاي نيوز عربية"، إنها "في صف واحد مع المستهلك وفي اتصال مباشر معه، وأن هذا الارتفاع يرهقنا ويضرنا بالقدر الذي يضره".وناشد مسيرو محطات الوقود، في نفس البيان، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، من أجل الإسراع بإصدار القوانين المنظمة للمحروقات، وذلك بتشاور مع المهنيين وتفعيل اللجنة المشتركة بين الوزارة وهيئة محطات الوقود، والتي تم تشكيلها سابقا، لافتين إلى أن تأخر إخراجها في عهد الحكومة السابقة زاد من حدة الفوضى التي يشهدها قطاع المحروقات.تحذير من تدهور القدرة الشرائيةطالب علي لطفي، الكاتب العام للمنظمة الديمقراطية للشغل (نقابة)، الحكومة المغربية بالإسراع بالحد من ارتفاع أسعار المحروقات والمواد الغذائية الواسعة الاستهلاك، التي شهدت ارتفاعا "جنونيا" غير مسبوق سيؤثر على تكاليف النقل والتضخم.كما دعا النقابي، في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية، الحكومة إلى مراجعة القانون 104.12 المتعلق بحرية الأسعار والمنافسة الذي فرضته حكومة بنكيران ضدا على الفرقاء الاجتماعيين وحقوق المستهلك وقدراته الشرائية والذي فتح الأبواب على مصراعيها، لارتفاع مهول وجنوني للأسعار والحاق اضرار كبيرة بالقدرة الشرائية للمواطنين.وفي السياق ذاته، دعا علي لطفي إلى "إعادة تنظيم صندوق المقاصة (دعم المواد الأساسية) لتدبير سياسة الدعم الموجه للمحروقات وتمويل كلفة الدعم من ميزانية الدولة والعمل على توقيف التحرير الكامل لأسعار المحروقات ومراقبة الشركات الموزعة و أسعار بعض السلع والمنتوجات والخدمات ذات الطابع الاستراتيجي أو الاجتماعي، وتمويل كلفة الدعم من ميزانية الدولة عبر نظام المقاصة.واقترح النقابي المغربي "تخفيض الضرائب والرسوم على المحروقات خاصة الضريبة على القيمة المضافة، لتمكين الفئات الهشة والفقيرة والطبقة المتوسطة من الاستفادة من الدعم وتلبية احتياجاتها من المواد الأساسية".توضيحات الحكومةفي خضم الجدل الواسع حول ارتفاع أسعار الوقود الذي احتل مواقع التواصل الاجتماعي والعناوين الكبرى للصحافة المغربية، خرجت الحكومة لإخماد نار الغضب الذي عبّر عنه المواطنون والمهنيون بقطاع النقل على حد سواء.وقال الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، فوزي لقجع، الخميس، بالرباط، إن الأسباب التي أدت إلى الارتفاع الحالي في الأسعار عند الاستهلاك في العالم وفي المغرب تظل مرتبطة بالظرفية الدولية الحالية.المسؤول الحكومي كشف أنه في ما يتعلق بالمواد البترولية السائلة، من قبيل البنزين مثلا، فقد بلغ سعره سنة 2020 حوالي 70 دولارا ، ليرتفع سنة 2021 إلى 88 دولارا. وفي سنة 2022 وصل إلى 97 دولارا وهو أعلى سعر منذ سنة 2014.لذلك كان من الطبيعي، يضيف لقجع، أن يرتفع السعر في السوق المحلية، حيث تجاوز سعر البنزين حاجز عشرة دراهم في نوفمبر 2021 ليرتفع السعر ذاته بشكل متوال ليصل إلى أكثر من 10.9 في فبراير 2022.وأشار الوزير في لقاء صحفي عقب انعقاد مجلس الحكومة الخميس 17 فبراير، إلى أن الضريبة المفروضة على المنتوجات البترولية في المغرب تصل إلى 10 في المئة بينما تبلغ 20 في المئة في دول الجوار.وبخصوص الضرائب التي تفرضها الحكومة على الوقود، بيّن المتحدث أن الحصة الضريبية المفروضة في المغرب على الغازولين تبلغ 37 في المئة والبنزين 47 في المئة، مقارنة بالحصة الضريبة التي تفرضها العديد من الدول وهي 53 في المئة على الغازولين و62 في المئة على البنزين.مقترح تخفيض الضرائب على الوقودلفت الخبير الاقتصادي رشيد ساري، إلى إمكانية لجوء الحكومة إلى الاستغناء عن الضرائب المفروضة على الوقود في المغرب، أو التخفيف منها على الأقل.وقال موضحا: "بعد أن وصل سعر البنزين لحوالي 13 درهما للتر، ألا يجدر بالحكومة تخفيض ضرائبها على البترول؟".ولفت ساري إلى أنه بقدر ما يزيد ثمن الوقود عن 70 دولارا للبرميل، تستفيد الحكومة من هذه الزيادة عن طريق استخلاص مزيد من الضرائب، وهي عائدات كبيرة يتوجب على الحكومة إعادة النظر فيها، لخفض ثمن المحروقات في محطات التوزيع.وفي سياق متصل يدعو مراقبون مغاربة إلى الرجوع إلى تسقيف أرباح الفاعلين والموزعين، والتفكير في دعم القدرة الشرائية للمواطنين والمقاولات العاملة في مجال النقل لتوفير شروط التنافس الحقيقي.المصدر: سكاي نيوز عربية

تشهد أسعار الوقود في المغرب ارتفاعا كبيرا منذ عدة أسابيع، فاق ثمن اللتر الواحد من البنزين 13 درهم، في حين تجاوز سعر الديزل 12 درهم للتر، وهو ما أثّر على أسعار باقي المنتجات الأخرى.وأثار هذا الوضع امتعاضا واسعا في صفوف المهنيين والمواطنين بصفة عامة، لا سيما أنه يتزامن مع زيادات في أسعار المواد الاستهلاكية.وفيما تعزو الحكومة المغربية الارتفاع الحالي في أسعار الوقود إلى الوضع الدولي والحرب في أوكرانيا، تطالب أحزاب وبعض النقابات الحكومة بتحمل مسؤوليتها، واتخاذ إجراءات ملموسة للحد من هذا الارتفاع الذي يكوي جيوب شريحة كبيرة من المغاربة.وقفزت أسعار النفط خلال الأيام القليلة الماضية، لتواصل صعودها منذ انطلاق الصراع بين روسيا أوكرانيا، وسط توقعات باستمرار نقص المعروض لعدة أشهر، عقب فرض عقوبات قاسية على موسكو والخروج الجماعي لاستثمارات الشركات الكبرى من أصول النفط الروسية.غلاء البترول قبل الأزمة الأوكرانيةيرى المحلل الاقتصادي، رشيد ساري، أن "ارتفاع أسعار البترول في المغرب مرتبط بالسياق العالمي، وقد بدأ ذلك بشكل ملموس منذ شهر أكتوبر 2021، وهو ما يعني أن هذا المنحى التصاعدي، لا يرتبط فقط بأزمة أوكرانيا، بل يعود إلى حوالي خمسة أشهر".وفسر ساري في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية" ارتفاع أسعار الوقود في العالم، بالإقبال المتزايد على منتجات الطاقة بعد التعافي التدريجي من الأزمة المرتبطة بجائحة كورونا، لا سيما من قبل دول كبرى مثل الصين، لتكون النتيجة صعودا صاروخيا في أسعار البترول على المستوى العالمي بحيث تجاوز 100 دولارا للبرميل في فبراير مقابل حوالي 50 دولارا في نفس الفترة من العام الماضي.وأورد المتحدث أن "مشكلة التوريد أو الجانب اللوجستي ساهمت بدورها في التهاب الأسعار، حيث إن تكلفة نقل السلع عبر العالم ومن بينها البترول أصبحت مرتفعة أكثر من السابق".وإلى جانب التوريد، كشف ساري أن طلب الأسر على الطاقة ارتفع بشكل كبير خلال فترة البرد الذي تعرفه مختلف مناطق العالم، وهو ما أثر على فاتورة منتجات الطاقة من بترول وغاز وفحم حجري.وتابع ساري قائلا: "الوضع الحالي لن يستمر ومستوى التضخم في المغرب لا يتجاوز 2 في المئة مقارنة بدول أخرى، مؤكدا أن "الحكومة مطالبة بتفسير ما يحدث، كما أنها ملزمة بأن تشرح للمواطنين أن الوضع هو مؤقت ولن يستمر إلى ما بعد مارس، في تقديري".توضيح من محطات الوقودوعزا أصحاب ومشغلو محطات الوقود بالمغرب، ارتفاع أسعار المحروقات إلى قرار تحرير الأسعار الذي اتخذته حكومة عبد الإله ابن كيران سنة 2015، حيث رفع الدعم عنه نهائيا، وبالتالي رفعت الحكومة يدها عن تحديد أسعار المواد البترولية وتركت الأمر للمنافسة، فأصبحت الأسعار منذ ذلك الحين خاضعة لمنطق السوق الدولية والوطنية.وقالت محطات الوقود في بيان موجه للرأي العام اطلعت عليه "سكاي نيوز عربية"، إنها "في صف واحد مع المستهلك وفي اتصال مباشر معه، وأن هذا الارتفاع يرهقنا ويضرنا بالقدر الذي يضره".وناشد مسيرو محطات الوقود، في نفس البيان، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، من أجل الإسراع بإصدار القوانين المنظمة للمحروقات، وذلك بتشاور مع المهنيين وتفعيل اللجنة المشتركة بين الوزارة وهيئة محطات الوقود، والتي تم تشكيلها سابقا، لافتين إلى أن تأخر إخراجها في عهد الحكومة السابقة زاد من حدة الفوضى التي يشهدها قطاع المحروقات.تحذير من تدهور القدرة الشرائيةطالب علي لطفي، الكاتب العام للمنظمة الديمقراطية للشغل (نقابة)، الحكومة المغربية بالإسراع بالحد من ارتفاع أسعار المحروقات والمواد الغذائية الواسعة الاستهلاك، التي شهدت ارتفاعا "جنونيا" غير مسبوق سيؤثر على تكاليف النقل والتضخم.كما دعا النقابي، في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية، الحكومة إلى مراجعة القانون 104.12 المتعلق بحرية الأسعار والمنافسة الذي فرضته حكومة بنكيران ضدا على الفرقاء الاجتماعيين وحقوق المستهلك وقدراته الشرائية والذي فتح الأبواب على مصراعيها، لارتفاع مهول وجنوني للأسعار والحاق اضرار كبيرة بالقدرة الشرائية للمواطنين.وفي السياق ذاته، دعا علي لطفي إلى "إعادة تنظيم صندوق المقاصة (دعم المواد الأساسية) لتدبير سياسة الدعم الموجه للمحروقات وتمويل كلفة الدعم من ميزانية الدولة والعمل على توقيف التحرير الكامل لأسعار المحروقات ومراقبة الشركات الموزعة و أسعار بعض السلع والمنتوجات والخدمات ذات الطابع الاستراتيجي أو الاجتماعي، وتمويل كلفة الدعم من ميزانية الدولة عبر نظام المقاصة.واقترح النقابي المغربي "تخفيض الضرائب والرسوم على المحروقات خاصة الضريبة على القيمة المضافة، لتمكين الفئات الهشة والفقيرة والطبقة المتوسطة من الاستفادة من الدعم وتلبية احتياجاتها من المواد الأساسية".توضيحات الحكومةفي خضم الجدل الواسع حول ارتفاع أسعار الوقود الذي احتل مواقع التواصل الاجتماعي والعناوين الكبرى للصحافة المغربية، خرجت الحكومة لإخماد نار الغضب الذي عبّر عنه المواطنون والمهنيون بقطاع النقل على حد سواء.وقال الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، فوزي لقجع، الخميس، بالرباط، إن الأسباب التي أدت إلى الارتفاع الحالي في الأسعار عند الاستهلاك في العالم وفي المغرب تظل مرتبطة بالظرفية الدولية الحالية.المسؤول الحكومي كشف أنه في ما يتعلق بالمواد البترولية السائلة، من قبيل البنزين مثلا، فقد بلغ سعره سنة 2020 حوالي 70 دولارا ، ليرتفع سنة 2021 إلى 88 دولارا. وفي سنة 2022 وصل إلى 97 دولارا وهو أعلى سعر منذ سنة 2014.لذلك كان من الطبيعي، يضيف لقجع، أن يرتفع السعر في السوق المحلية، حيث تجاوز سعر البنزين حاجز عشرة دراهم في نوفمبر 2021 ليرتفع السعر ذاته بشكل متوال ليصل إلى أكثر من 10.9 في فبراير 2022.وأشار الوزير في لقاء صحفي عقب انعقاد مجلس الحكومة الخميس 17 فبراير، إلى أن الضريبة المفروضة على المنتوجات البترولية في المغرب تصل إلى 10 في المئة بينما تبلغ 20 في المئة في دول الجوار.وبخصوص الضرائب التي تفرضها الحكومة على الوقود، بيّن المتحدث أن الحصة الضريبية المفروضة في المغرب على الغازولين تبلغ 37 في المئة والبنزين 47 في المئة، مقارنة بالحصة الضريبة التي تفرضها العديد من الدول وهي 53 في المئة على الغازولين و62 في المئة على البنزين.مقترح تخفيض الضرائب على الوقودلفت الخبير الاقتصادي رشيد ساري، إلى إمكانية لجوء الحكومة إلى الاستغناء عن الضرائب المفروضة على الوقود في المغرب، أو التخفيف منها على الأقل.وقال موضحا: "بعد أن وصل سعر البنزين لحوالي 13 درهما للتر، ألا يجدر بالحكومة تخفيض ضرائبها على البترول؟".ولفت ساري إلى أنه بقدر ما يزيد ثمن الوقود عن 70 دولارا للبرميل، تستفيد الحكومة من هذه الزيادة عن طريق استخلاص مزيد من الضرائب، وهي عائدات كبيرة يتوجب على الحكومة إعادة النظر فيها، لخفض ثمن المحروقات في محطات التوزيع.وفي سياق متصل يدعو مراقبون مغاربة إلى الرجوع إلى تسقيف أرباح الفاعلين والموزعين، والتفكير في دعم القدرة الشرائية للمواطنين والمقاولات العاملة في مجال النقل لتوفير شروط التنافس الحقيقي.المصدر: سكاي نيوز عربية



اقرأ أيضاً
الإفلاس يهدد 40 ألف مقاولة ناشئة وفعاليات تعلن عن تأسيس شبكة لتوحيد الترافع
تم الإعلان اليوم الجمعة بالرباط، عن تأسيس الشبكة المغربية للمنظمات والهيئات المهنية للمقاولات الصغرى، كإطار تنسيقي وطني يسعى إلى تعزيز التشبيك، وتوحيد الترافع، وتفعيل الشراكات، خدمة للنهوض بهذا النسيج المقاولاتي الحيوي. وجاء هذا التأسيس على هامش ندوة صحفية نظمتها الهيئة المغربية للمقاولات الصغرى، بغرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة الرباط-سلا-القنيطرة، خصصتها لاستعراض مخرجات جولات وطنية قالت إنها شهدت تفاعلاً واسعاً مع قضايا المقاولات الصغرى وتحدياتها المتعددة. وتضمن برنامج الندوة تقديم عرض مفصل حول نتائج دراسة وطنية أنجزتها الهيئة تحت عنوان "واقع وتحديات المقاولة الصغرى بالمغرب". وشملت الدراسة عينة مكونة من 670 مقاولة من مختلف جهات المملكة، وخلصت إلى معطيات ميدانية دقيقة تعكس حجم الإكراهات المرتبطة بالتمويل، والضغط الجبائي، وضعف المواكبة، ومشاكل آجال الأداء والمنافسة غير المهيكلة. وأفادت نتائج هذه الدراسة أن أكثر من 50 في المائة من المقاولات الناشئة تفلس قبل عامها الخامس، والعدد في تزايد، حيث ارتفع من حوالي 10500 مقاولة سنة 2021، إلى حوالي 14 ألف سنة 2023، ثم 33 ألف سنة 2024، ويتوقع أن يصل إلى أزيد من 40 ألف مقاولة خلال نهاية السنة الجارية. وتشير 74 في المائة من المقاولات إلى أن النظام الضريبي غير محفز للمقاولات الصغرى، بسبب تعقيد المساطر وارتفاع العبء الضريبي مقارنة بحجم المعاملات وغياب تحفيزات ملائمة. ويعتبر أكثر من 76 في المائة من المقاولات المستجوة بأن التحملات الاجتماعية لا تناسب المقاولات الصغرى، خصوصا فيما يتعلق بالتصريح بالأجراء في الضمان الاجتماعي والضريبة على الدخل. ويؤكد 90 في المائة من المستجوبين بأن ولوج المقاولات الصغرى للتمويل صعب، ويرجع ذلك على الشروط والضمانات التي تطلبها مؤسسات التمويل. وتعاني أكثر من 80 في المائة من المقاولات من المنافسة غير الشريفة للقطاع غير المهيكل، ما يقلل من قدرتها التنافسية ويهدد ديمومتها في السوق. وتعبر 70 في المائة من المقاولات المستجوبة عن معاناتها مع آجال الأداء والذي يشكل عائقا رئيسيا لاستمرارية المقاولة، وقالت الدراسة إن هذا الوضع يعد مؤشرا على خلل في العلاقة التعاقدية مع الزبائن، خاصة المؤسسات. ولم تستفد حوالي 70 في المائة من المقاولات المستجوبة من أي صفقة عمومية. ويعكس هذا الرقم في نظر الدراسة ضعف اندماج المقاولات الصغرى في منظومة الصفقات العمومية. وتمثل المقاولات المتوسطة حوالي 95 في المائة من مجموع المقاولات الوطنية، وتستوعب نسبة تفوق 70 في المائة من اليد العاملة النشيطة
إقتصاد

نمو الاقتصاد الوطني بـ4.6% في الفصل الثاني من 2025
أعلنت المندوبية السامية للتخطيط، عن استمرار دينامية النمو خلال الفصل الثاني من عام 2025 بفضل الخدمات والصناعات الاستخراجية، ويُرجح أن يكون النمو الاقتصادي قد حافظ على ديناميته خلال الفصل الثاني من عام 2025، ليصل الى 4,6%، مدفوعًا بأداء الأنشطة غير الفلاحية، ولا سيما قطاع الخدمات الذي يشهد منذ عام 2022 نموًا بوتيرة تفوق بكثير متوسط نموه المسجل بين عامي 2010 و2019. وأوضحت المندوبية، أنه يرتقب أن يكون قطاع الصناعات الاستخراجية قد استفاد من طلب دولي متزايد على الفوسفاط الخام، ما أسفر عن ارتفاع ملحوظ في صادراته، في ظل استمرار الضغوط على الأسعار العالمية للأسمدة. وبالموازاة مع ذلك، سيسجل نشاط البناء انتعاشاً بنسبة 6,8%، مدعوماً بتكثيف المشاريع الكبرى للبنية التحتية. أما على صعيد قطاع الفلاحة، فمن المنتظر أن يكون نمو قيمته المضافة قد استمر بوتيرة تناهز 4,7% خلال الفصل الثاني من عام 2025، على أساس سنوي، مساهمًا بـ 0,5 نقطة في النمو الاقتصادي الإجمالي. وعلى الرغم من ارتفاع إنتاج المحاصيل بشكل عام، يُرتقب أن يُظهر اتجاهات متباينة، بسبب الظروف المناخية غير المنتظمة التي ميزت موسمي الخريف والربيع 2024/2025. ومن المتوقع أن يكون ارتفاع درجات الحرارة، إلى جانب نقص هطول الأمطار غير المتكافئ بين المناطق، قد أثر على بعض المحاصيل، وخاصةً الفواكه الشجرية والبذور الزيتية. وفي المقابل، من المتوقع أن يتحسن حصاد الحبوب والخضروات الموسمية والمحاصيل السكرية، لا سيما في المناطق المروية وتلك الأقل تأثرًا بنقص المياه، مدعومًا جزئيًا بتدابير الدعم. وفيما يخص الإنتاج الحيواني، الذي يشهد تراجعًا ظرفيًا منذ عام 2022، يُرجح أن يظل دون مستواه الاتجاهي خلال الفصل الثاني من عام 2025، رغم تحسن أنشطة قطاع الدواجن. وفي المجمل، يُقدّر أن يكون نمو القيمة المضافة لجميع الفروع الإنتاجية قد استقر خلال الفصل الثاني من عام 2025 عند نفس الوتيرة المسجلة خلال الفصل الأول (4,5%). وقد شكّل طلب الأسر المحرك الرئيسي للنمو. فخلال الفصول الثلاثة الأخيرة، عرفت نفقات استهلاك الأسر عودة نحو ديناميكية تطورها التي كانت عليها قبل أزمة كوفيد، مدعومة بشكل خاص بالمكاسب التي أتاحتها الإجراءات الاجتماعية والضريبية وتحسن التشغيل المؤدى عنه. و على صعيد الطلب العمومي، يُرجح أن يكون استهلاك الإدارات قد شهد تباطؤًا طفيفًا خلال الفصل الثاني من عام 2025، مسجلًا زيادة بنسبة 5% على أساس سنوي، في الوقت الذي حافظت فيه الاستثمارات في البنية التحتية على مستواها، مما أدى إلى زيادة محسوسة في واردات معدات الهندسة المدنية. كما ينتظر أن تكون استثمارات الشركات الخاصة قد عرفت ديناميكية أكبر مقارنة ببداية العام، غير أن سلوكها التخزيني قد يكون أكثر حيادية، في سياق تزايد الضغوط على الصادرات. وإجمالًا، يُحتمل أن يكون زخم الطلب الداخلي قد استمر خلال الفصل الثاني من عام 2025، مساهمًا بـ 7,7نقطة في النمو الاقتصادي الإجمالي، بينما يُرجح أن تكون مساهمة الطلب الخارجي قد بقيت سلبية، لتصل إلى 3,1- نقطة. وسيرافق ديناميكية الطلب الداخلي تطور محدود في الضغوط التضخمية خلال الفصل الثاني من عام 2025. حيث سيشهد التضخم الأساسي تراجعا الى ما دون عتبة 2% لأول مرة منذ 2021، ليبلغ 1,1%، مما يعكس تقلصا في تكاليف الإنتاج، باستثناء المنتجات المتقلبة والتعريفات المنظمة. في العموم، ستعرف أسعار الاستهلاك ارتفاعًا بنسبة 0,8%، بعد أن سجلت زيادة بنسبة 2% خلال الفصل الأول من عام 2025. ويعكس هذا التباطؤ التأثير المزدوج لتراجع وتيرة ارتفاع أسعار المنتجات الغذائية الى 1,4+% وأسعار المنتجات غير الغذائية الى 0,4+%. ويُرجح أن يكون التضخم الغذائي، الذي ساهم بقوة في ارتفاع أسعار الاستهلاك خلال الفصل السابق (1,5 نقطة)، قد عرف بعض التراجع، بفضل تحسن عرض بعض المنتجات، لاسيما البيض والأسماك الطازجة والقطاني الجافة والحبوب المصنعة. كما يرتقب ان يكون المكون غير الغذائي للأسعار قد شهد تباطؤا وتحولًا في اتجاهه في بعض السلع خاصة قطاع الطاقة (2,2-%)، على خلفية انخفاض أسعار النفط العالمية وتباطؤ أسعار الغاز، بفعل تأثير الأساس. في الوقت نفسه، يُرجح أن تكون أسعار الخدمات قد حافظت على تطورها البطيء (0,9+%، مقابل 1,2+% خلال الفصل السابق)، مما يعكس بشكل خاص انخفاض تعريفات النقل الجوي، بينما ستظل أسعار المنتجات المصنعة شبه مستقرة.
إقتصاد

ارتفاع أسعار القهوة بعد تهديدات ترامب للبرازيل
ارتفعت أسعار القهوة، في تعاملات اليوم الخميس، بعد أن هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتطبيق تعرفات جمركية بنحو 50% على البرازيل، التي تعد أكبر منتج للقهوة بالعالم. وبحلول الساعة 15:50 بتوقيت موسكو، سجلت عقود أرابيكا ارتفاعا بنسبة 1.28%، وقبل ذلك سجلت زيادة بنسبة 3.5%. ويأتي ذلك بعد أن هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب البرازيل، بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الصادرات إلى الولايات المتحدة، بعد خلاف مع نظيره البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.
إقتصاد

مستثمر إسباني يدرس إنشاء حوض بناء سفن في المغرب
قالت تقارير إخبارية إسبانية، أن رجل الأعمال، ماريو لوبيز، يعتزم إنشاء حوض بناء سفن في المغرب، بعد تفكيك حوض آخر في ملكيته في مالقة بالجنوب الإسباني. وتم تفكيك حوض بناء السفن لمالكه الإسباني بعد اتفاق مع إدارة هيئة الموانىء الإسبانية، وذلك بعد أربعين عاما من النشاط المتواصل والذي حقق فوائد اقتصادية لمدينة مالقة. وفي أبريل الماضي، أطلقت الوكالة الوطنية للموانئ، مناقصةً لتلقي العروض من مشغلي أحواض السفن ذوي الخبرة لتطوير وتجهيز وتشغيل المنشأة. يهدف حوض السفن الجديد -الذي أنفق المغرب 300 مليون دولار لبنائه في مدينة الدار البيضاء- إلى استقطاب بعض الطلب الذي يذهب إلى "أحواض السفن المشبعة في جنوب أوروبا"، وأيضاً لتلبية احتياجات السفن الأفريقية المتجهة إلى أوروبا. قبل بنائه، كان لدى المغرب أحواض سفن صغيرة في مدن الدار البيضاء وأكادير تخدم في الغالب أسطول الصيد. ستكون المنشأة الجديدة قادرةً على تلبية احتياجات السفن التجارية والعسكرية والصيد، فهي مجهزة بحوض جاف بطول 244 متراً وعرض 40 متراً، فضلاً عن مصعد عمودي للسفن يمكنه حمل ما يصل إلى 9000 طن.
إقتصاد

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الجمعة 11 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة