إقتصاد

فرار مستثمرين أجانب وضياع حقوق مغاربة بين الإدارات بمراكش


كشـ24 نشر في: 19 مارس 2018

شهدت مراكش و المناطق المجاورة لها، أخيرا، وأد العديد من المشاريع الاقتصادية والاجتماعية، منها من غادر أصحابها أرض الوطن كمشروع الإمارات بإقليم الحوز، و القرية السياحية الخاصة بالتماسيح بمقاطعة النخيل، و بعضها تحول لفائدة البعض كما حدث للرياض التاريخي المسمى ” دار زنيبر ” أو مشروع المراحيض العمومية التي حاول مستثمر مغربي بأوربا إقامتها بالمدار السياحي للمدينة العتيقة التي باتت تفتقر لهذا النوع من الخدمات، بعد احتلال المراحيض العمومية و تحول بعضها إلى منازل أو متاجر، فضلا عن مستشفى توقفت الأشغال به بشكل مفاجئ.قدم مستثمر أجنبي بداية التسعينات من القرن الماضي، لإقامة منتزه خاص بالتماسيح بمقاطعة النخيل، و قام بتهيئة الفضاء و وضع بعض المرافق الخاصة باستقبال الزوار، و في الوقت الذي كان بصدد تهييء الأحواض، تعرض المعني بالأمر للعديد من العراقيل اضطر معها لمغادرة المدينة تاركا الفضاء مهجورا.ولم يكن حال المستثمر الأجنبي أفضل من المستثمر المغربي المهاجر الذي قام بافتتاح مؤسسة ” دار لوضو ” التي تضم متجرا ومراحيض عمومية راقية، تروم تلبية حاجيات السياح، بالإضافة إلى المغاربة في الوضوء داخل فضاء نظيف أو اقتناء منتوجات خاصة بالنظافة.وتبلغ تكلفة المشروع، الذي يعتبر الأول ضمن المشاريع التسعة المماثلة التي تسعى شركة “دار لوضو” إلى إنجازها بمراكش مستقبلا والمنجز قرب قبور السعديين ومسجد المولى اليزيد بحي القصبة، 5, 2 مليون درهم، مما يساهم في تعزيز البنية التحتية الصحية للمدينة، الوجهة السياحة الأولى بالمغرب .و هو مشروع يضع تصورا لمراحيض صحية نظيفة ومستدامة وتحترم البيئة، والتي تضم أيضا محلا تجاريا تعرض فيه منتوجات للنظافة، وكان صاحبه يعتزم إنشاء مراحيض بالمدار السياحي للمدينة، قبل إقامة مشاريع مماثلة بعدد من المدن المغربية الكبرى، قرب المواقع السياحية التي تستقطب عددا كبيرا من الزوار، كأكادير والرباط وطنجة وفاس والبيضاء، إلا أن بعض العراقيل الإدارية، أوقفت المشروع في المهد، ليغادر صاحبه أرض الوطن .وتضيف يومية "الصباخ" التي تطرقت للموضوغ في ملف خاص، أن بمراكش العتيقة تمت برمجة الرياض التاريخي المعروف ب ” دار زنيبر ” في إطار المشروع الملكي ” مراكش: الحاضرة المتجددة”، من أجل إعادة تأهيله وإصلاحه وتحويله إلى فضاء يحتضن أنشطة ثقافية وفنية لفائدة سكان المدينة، وتم إنجاز تصميم لمجموع هذه المنطقة يشمل إعادة إصلاح دار زنيبر، غير أنه في ظروف غامضة توقف هذا المشروع، ليتم تفويت الرياض التاريخي لفائدة شركة خاصة من أجل إقامة مطعم.توقيف مشروع استثماريبإقليم الحوز اضطرت مستثمرة مغربية إلى طرق باب وزير الداخلية، لرفع صوتها، احتجاجا على توقيف مشروع استثماري بسبب العراقيل الإدارية .وتقدمت المعنية بالأمر في وقت سابق بمشروع مطعم ومقهى وساحة للألعاب للجنة الاستثناءات بولاية مراكش، و بعد موافقة اللجنة الولائية المذكورة، قامت بإنجاز جميع التصاميم المطلوبة للمشروع ووضعها بجماعة تمصلوحت، قبل أن يطلب منها الإدلاء بمجموعة من الوثائق، من ضمنها شهادة الملكية من مصلحة الأملاك المخزنية باعتبار أن هذا المشروع يقع في عقار تابع للأملاك المخزنية، اقتنته من الورثة المتصرفين، بمبالغ مالية هامة، وطلبت منها الإدلاء بالترخيص النهائي من الجماعة، وبشهادة من المركز الجهوي للاستثمار الفلاحي بالحوز، لم تتمكن من الحصول عليها، بدعوى أنه لا يقدم أية شهادة، وأن المكتب إن بدا له أن أحدا يعتدي على حرم الساقية سيتدخل لمنعه، رغم أنها تحترم المسافة القانوية لهذا الحرم.ووجدت المستثمرة نفسها تدور في حلقة مفرغة من خلال رفض مساعدتها على إقامة مشروعها في منطقة تعاني التهميش والحاجة، لتقرر الاتصال بالمسؤولين المحليين والمركزيين، من أجل الحصول على رخصة بناء تهم مشروعها السياحي، رغم حصولها على رخصة لإقامة هذا المشروع، مسلمة لها من والي مراكش، و هو المشروع الذي سينعش المنطقة ويحدث رواجا اقتصاديا، ويشغل عددا كبيرا من اليد العاملة بالمنطقة، حيث خرجت اللجنة ثلاث مرات، إلا أنها لم تحصل على الرخصة المذكورة.

شهدت مراكش و المناطق المجاورة لها، أخيرا، وأد العديد من المشاريع الاقتصادية والاجتماعية، منها من غادر أصحابها أرض الوطن كمشروع الإمارات بإقليم الحوز، و القرية السياحية الخاصة بالتماسيح بمقاطعة النخيل، و بعضها تحول لفائدة البعض كما حدث للرياض التاريخي المسمى ” دار زنيبر ” أو مشروع المراحيض العمومية التي حاول مستثمر مغربي بأوربا إقامتها بالمدار السياحي للمدينة العتيقة التي باتت تفتقر لهذا النوع من الخدمات، بعد احتلال المراحيض العمومية و تحول بعضها إلى منازل أو متاجر، فضلا عن مستشفى توقفت الأشغال به بشكل مفاجئ.قدم مستثمر أجنبي بداية التسعينات من القرن الماضي، لإقامة منتزه خاص بالتماسيح بمقاطعة النخيل، و قام بتهيئة الفضاء و وضع بعض المرافق الخاصة باستقبال الزوار، و في الوقت الذي كان بصدد تهييء الأحواض، تعرض المعني بالأمر للعديد من العراقيل اضطر معها لمغادرة المدينة تاركا الفضاء مهجورا.ولم يكن حال المستثمر الأجنبي أفضل من المستثمر المغربي المهاجر الذي قام بافتتاح مؤسسة ” دار لوضو ” التي تضم متجرا ومراحيض عمومية راقية، تروم تلبية حاجيات السياح، بالإضافة إلى المغاربة في الوضوء داخل فضاء نظيف أو اقتناء منتوجات خاصة بالنظافة.وتبلغ تكلفة المشروع، الذي يعتبر الأول ضمن المشاريع التسعة المماثلة التي تسعى شركة “دار لوضو” إلى إنجازها بمراكش مستقبلا والمنجز قرب قبور السعديين ومسجد المولى اليزيد بحي القصبة، 5, 2 مليون درهم، مما يساهم في تعزيز البنية التحتية الصحية للمدينة، الوجهة السياحة الأولى بالمغرب .و هو مشروع يضع تصورا لمراحيض صحية نظيفة ومستدامة وتحترم البيئة، والتي تضم أيضا محلا تجاريا تعرض فيه منتوجات للنظافة، وكان صاحبه يعتزم إنشاء مراحيض بالمدار السياحي للمدينة، قبل إقامة مشاريع مماثلة بعدد من المدن المغربية الكبرى، قرب المواقع السياحية التي تستقطب عددا كبيرا من الزوار، كأكادير والرباط وطنجة وفاس والبيضاء، إلا أن بعض العراقيل الإدارية، أوقفت المشروع في المهد، ليغادر صاحبه أرض الوطن .وتضيف يومية "الصباخ" التي تطرقت للموضوغ في ملف خاص، أن بمراكش العتيقة تمت برمجة الرياض التاريخي المعروف ب ” دار زنيبر ” في إطار المشروع الملكي ” مراكش: الحاضرة المتجددة”، من أجل إعادة تأهيله وإصلاحه وتحويله إلى فضاء يحتضن أنشطة ثقافية وفنية لفائدة سكان المدينة، وتم إنجاز تصميم لمجموع هذه المنطقة يشمل إعادة إصلاح دار زنيبر، غير أنه في ظروف غامضة توقف هذا المشروع، ليتم تفويت الرياض التاريخي لفائدة شركة خاصة من أجل إقامة مطعم.توقيف مشروع استثماريبإقليم الحوز اضطرت مستثمرة مغربية إلى طرق باب وزير الداخلية، لرفع صوتها، احتجاجا على توقيف مشروع استثماري بسبب العراقيل الإدارية .وتقدمت المعنية بالأمر في وقت سابق بمشروع مطعم ومقهى وساحة للألعاب للجنة الاستثناءات بولاية مراكش، و بعد موافقة اللجنة الولائية المذكورة، قامت بإنجاز جميع التصاميم المطلوبة للمشروع ووضعها بجماعة تمصلوحت، قبل أن يطلب منها الإدلاء بمجموعة من الوثائق، من ضمنها شهادة الملكية من مصلحة الأملاك المخزنية باعتبار أن هذا المشروع يقع في عقار تابع للأملاك المخزنية، اقتنته من الورثة المتصرفين، بمبالغ مالية هامة، وطلبت منها الإدلاء بالترخيص النهائي من الجماعة، وبشهادة من المركز الجهوي للاستثمار الفلاحي بالحوز، لم تتمكن من الحصول عليها، بدعوى أنه لا يقدم أية شهادة، وأن المكتب إن بدا له أن أحدا يعتدي على حرم الساقية سيتدخل لمنعه، رغم أنها تحترم المسافة القانوية لهذا الحرم.ووجدت المستثمرة نفسها تدور في حلقة مفرغة من خلال رفض مساعدتها على إقامة مشروعها في منطقة تعاني التهميش والحاجة، لتقرر الاتصال بالمسؤولين المحليين والمركزيين، من أجل الحصول على رخصة بناء تهم مشروعها السياحي، رغم حصولها على رخصة لإقامة هذا المشروع، مسلمة لها من والي مراكش، و هو المشروع الذي سينعش المنطقة ويحدث رواجا اقتصاديا، ويشغل عددا كبيرا من اليد العاملة بالمنطقة، حيث خرجت اللجنة ثلاث مرات، إلا أنها لم تحصل على الرخصة المذكورة.



اقرأ أيضاً
بتكوين تكسر حاجز الـ 100 ألف دولار للمرة الأولى منذ فبراير
تخطت عملة بتكوين مستوى 100 ألف دولار مساء الخميس ووصلت إلى 103 ألف دولارا للمرة الأولى منذ أوائل فبراير، مدعومة باتفاق واسع النطاق بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، في إشارة إلى أن الحرب التجارية التي يشنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع بقية العالم ربما تكون في طريقها إلى الانحسار. وسجلت بتكوين 103133 دولارا أميركيا في تداولات الجمعة المبكرة، بزيادة بنسبة 5.84 بالمئة. وعادت أكبر عملة مشفرة مشفرة في العالم إلى المنطقة الإيجابية هذا العام، على الرغم من أنها لا تزال أقل من المستوى القياسي الذي بلغته في يناير والذي تجاوز 109 آلاف دولار. وارتفعت عملة إيثر المشفرة أكثر من 14 بالمئة لتصل إلى 2050.46 دولار بعد أن سجلت في وقت سابق أعلى مستوياتها منذ أواخر مارس. وقال أنتوني ترينشيف، المؤسس المشارك لمنصة تداول الأصول الرقمية نيكسو، في تعليق عبر البريد الإلكتروني "يتعين أن تُعتبر العودة إلى مستوى 100 ألف دولار واحدة من أكثر إنجازات بتكوين روعة. في الشهر الماضي فحسب كانت عملة بتكوين عند نحو 74 ألف دولار. هذه (العودة) تذكرة بأن الشراء في وقت ذروة الخوف من الممكن أن يكون مربحا بشكل استثنائي". وأضاف "سرعة الارتداد إلى 100 ألف دولار وسط عودة الإقبال على المخاطرة يبث رسالة مفادها أن 109 آلاف دولار وما فوق ذلك في مرمى البصر..." وانخفضت أسعار بتكوين والعملات المشفرة الأخرى بشدة بين فبراير وأبريل حين كان المتداولون يشعرون بالقلق بسبب دفع ترامب للإصلاحات المؤيدة للعملات المشفرة بأبطأ مما كان متوقعا.
إقتصاد

لحماية موارده المعدنية الاستراتيجية.. المغرب يُقيد تصدير النحاس والألمنيوم
أصبح تصدير النحاس والألمنيوم من المغرب خاضعًا لقواعد جديدة أصدرتها إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة، بعد إدراج سبائك النحاس والألمنيوم ضمن قائمة المنتجات الخاضعة لترخيص مسبق للتصدير. ويهدف هذا الإجراء إلى التحكم في تدفق هذه المواد إلى الخارج وتعزيز عرضها في السوق الداخلية، خاصة في ظل الطلب المتزايد في القطاعات الاستراتيجية كالصناعة والبناء. وفي مذكرة جمركية مؤرخ في 5 ماي الحالي، تم الإعلان عن دخول هذه القواعد الجديدة حيز التنفيذ، وفقًا للمرسوم رقم 693.25 لوزارة الصناعة والتجارة المؤرخ 13 مارس 2025، المنشور في النشرة الرسمية رقم 7398 المؤرخة 24 أبريل 2025. وبناءا على ما سبق، يُسمح بتصدير سبائك النحاس والألومنيوم الخام التي تندرج تحت بنود التعريفة الجمركية EX 7403.19.00.00، وEX 7403.22.00.00، وEX 7403.29.00.00 للنحاس، وEX 7601.10.00.00، وEX 7601.20.00.00 للألومنيوم. ويظل الإجراء ساري المفعول لمدة سنتين من تاريخ نشر الأمر. الهدف الرئيسي من هذه الإجراءات هو تعزيز الرقابة على تصدير الموارد المعدنية الحساسة وتنظيم توزيعها، في ظل النقص المتزايد في المدخلات الصناعية ذات القيمة المضافة العالية، بالإضافة إلى تضييق الخناق على بعض مصدري الخردة الذين يشاركون في تهريب المواد المحظورة، وخاصة النحاس والألمنيوم.
إقتصاد

المغرب يطلق أول عقد مستقبلي بالبورصة مستهدفاً جذب المستثمرين الأجانب
أعلنت الشركة المُشغلة لسوق العقود المستقبلية في المغرب أمس الخميس عن إطلاق أول عقد مستقبلي مرتبط بمؤشر "مازي 20"، الذي يعكس أداء الشركات العشرين الأكثر سيولةً في البورصة. الهيئة المغربية لسوق الرساميل في المملكة كانت وافقت على إطلاق الآلية المالية الجديدة في سوق الأسهم المغربية في وقت سابق من مايو الجاري، وهي بآجال استحقاق ربع سنوية، وتأتي ضمن جهود الإصلاح الهادفة لتطوير السوق المالية في البلاد، التي تشهد تنفيذ مشروعات كبيرة استعداداً لاستضافة كأس العالم 2030، وتعكف على تشجيع الشركات لتمويل مشاريعها عبر البورصة. تم تحديد حجم العقد المستقبلي بواقع 10 دراهم لكل نقطة مؤشر، وألف درهم بالنسبة لوديعة الضمان الأولية، بآجال استحقاق كل ثلاثة أشهر، على أن تتم التسوية نقداً، بحسب تفاصيل العقد. "تندرج هذه الخطوة الجديدة في إطار الرغبة في تعزيز السوق المالية المغربية، من خلال تقديم أداة فعالة للمستثمرين لإدارة المخاطر وتنويع محافظهم الاستثمارية"، بحسب بيان لشركة "إدارة سوق العقود المستقبلية"، وهي تابعة لمجموعة بورصة الدار البيضاء. العقود المستقبلية هي أداة مالية تُلزم المشتري والبائع بتداول أصل بسعر محدد مسبقاً في تاريخ مستقبلي منصوص عليه. وهي تتيح للمستثمرين التحوط ضد تقلبات السوق، وحيازة انكشاف لأصول متنوعة بعقد واحد، بحسب وثيقة صادرة عن البورصة المغربية. تضاعفت أحجام التداول في بورصة الدار البيضاء في العام الماضي إلى 60.9 مليار درهم (6 مليارات دولار)، بينما قفز متوسط التداول اليومي إلى 56.3 مليون درهم في الربع الأول من العام الجاري، مقابل 22.2 مليون درهم العام الماضي. بعد إطلاق أولى العقود المستقبلية لمؤشرات الأسهم، تدرس البورصة المغربية إطلاق منتجات مشتقة أخرى مثل عقود أسعار الفائدة المستقبلية، وعقود الأسهم المستقبلية الفردية وخيارات الأسهم. وهو إصلاح تسعى من خلال السلطات المغربية لضمان العودة إلى تصنيف الأسواق الناشئة لمؤشر "MSCI" العالمي. تجاوزت القيمة السوقية لبورصة الدار البيضاء حاجز 900 مليار درهم لتقرب من مستوى الأسواق الناشئة الأخرى، وحقق مؤشرها الرئيسي العام الماضي عائداً بنحو 22%، ولا زال محافظاً على مكاسبه بنحو 20% في الربع الأول. يأمل المغرب في أن يعود إلى تصنيف الدول الناشئة بعد أن غادرها قبل 12 سنة، ويضم التصنيف عدداً من الدول من بينها السعودية والإمارات وتركيا ومصر والكويت. من شأن هذه العودة المرتقبة أن تجذب المستثمرين الأجانب بشكل أكبر، وتعزز السيولة في السوق.
إقتصاد

المغرب ثاني مستثمر إفريقي بتوجه استثماري قوي نحو جنوب الصحراء
أفاد سعيد الإبراهيمي، المدير العام للقطب المالي للدار البيضاء، أن المغرب ثاني أكبر مستثمر إفريقي في القارة، إذ يوجه أكثر من 40% من تدفقاته من الاستثمارات الأجنبية المباشرة نحو إفريقيا جنوب الصحراء. وأوضح الإبراهيمي، على هامش الدورة الرابعة لمنتدى أوروبا-إفريقيا، وهو لقاء أعمال جمع قادة الأعمال والمستثمرين وصناع القرار من القارتين هذا الأسبوع في مرسيليا، بمشاركة المغرب كضيف شرف، أن دينامية المؤسسة المالية مدفوعة بإرادة واضحة، تجسدها الرؤية الملكية لصالح الاندماج الإفريقي، موضحا أن "خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس في أبيدجان سنة 2014 قد حدد مسارا واضحا: إفريقيا تثق في إفريقيا، ومغرب يضطلع بدوره الكامل في تحقيق هذا الطموح" وأكد المدير العام للقطب المالي للدار البيضاء، أن "هذه الرؤية تجسدت بشكل ملحوظ من خلال زيادة استثماراتنا في القارة، ومن خلال دبلوماسية اقتصادية نشطة ومنسجمة". وأوضح المتحدث ذاته، في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، أن "هذا العرض المالي يستند إلى بنية تحتية فعالة، مثل ميناء طنجة المتوسط، الميناء الأول في إفريقيا، وشبكة جوية كثيفة، إضافة إلى عدد من الاتفاقيات التجارية المتينة مع الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، والعديد من الدول الإفريقية". وبحسبه، فإن "القطب المالي للدار البيضاء هو الامتداد العملي لهذه الرؤية"، مضيفا أن المركز يوفر للمجموعات الأوروبية إطارا يتوافق مع المعايير الدولية، مع منحها إمكانية الولوج المباشر إلى الأسواق الإفريقية. وأبرز الإبراهيمي أن "القطب يضطلع أيضا بدور المرصد الاستراتيجي"، مشيرا إلى أن المؤسسة تنشر تحليلات عميقة حول التحولات الاقتصادية والمالية الكبرى في القارة - مثل تلك المخصصة لمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية - لإطلاع صناع القرار في أوروبا وإفريقيا. وتابع بالقول: "بعبارة أخرى، لا يقتصر دور القطب المالي على توجيه تدفقات رؤوس الأموال فحسب، بل يعمل على هيكلة منظومات اقتصادية، وتقاسم المعلومات الاقتصادية، ومواكبة تطوير الكفاءات الضرورية لتحقيق تنمية مستدامة". وشدد المسؤول على أن "هذا التقارب بين الرؤية الإستراتيجية، والتموقع الإقليمي، والطموح العالمي، هو ما يجعل من القطب المالي للدار البيضاء اليوم رافعة حقيقية للتحول الاقتصادي على المستوى القاري"، مبرزا أن "المغرب يجمع بين الاستقرار المؤسساتي، والقرب الجغرافي، والتوافق التنظيمي مع الاتحاد الأوروبي، وعمق الروابط الاقتصادية مع القارة الإفريقية". وأكد أن الانتعاش المسجل في تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة سنة 2024، بنسبة فاقت 55 في المائة، يعكس بوضوح هذا التحول، مشددا على أن "المغرب لم يعد مجرد نقطة عبور، بل أصبح نقطة ارتكاز". وفي سياق إعادة توجيه الاستثمارات الأجنبية نحو منطق "الصداقة الاقتصادية" (friendshoring)، اعتبر السيد الإبراهيمي أن القطب المالي للدار البيضاء يشكل "بديلا موثوقا"، إذ يتيح للفاعلين الاقتصاديين الأوروبيين الولوج إلى بيئة أعمال جاذبة وإطار قانوني مطابق لأفضل المعايير الدولية. وأوضح أن "شراكاتنا مع 24 وكالة وطنية ودولية لتنمية الاستثمارات تسهم في تسهيل الولوج إلى أسواق القارة، لا سيما في القطاعات الاستراتيجية مثل الطاقات المتجددة، والبنيات التحتية، والمالية". وأشار إلى أن القطب يضم ما يقرب من 240 عضوا، من بينهم 50 شركة فرنسية، ما يعزز موقع المغرب كـ"صلة وصل" بين القارتين، مضيفا أن "هذه القدرة على الوساطة، في عالم معقد، أصبحت بمثابة رصيد جيو-اقتصادي حقيقي". وفي السياق ذاته، أبرز الإبراهيمي "المعادلة النادرة" التي تجمع بين منظومة مالية متكاملة وبنيات تحتية على المستوى القاري في مدينة الدار البيضاء، ما يفسر جاذبيتها المتزايدة كبوابة نحو إفريقيا. وقال إن "المدينة تحتضن مقرات كبريات البنوك وشركات التأمين المغربية، وتضم ثالث أكبر بورصة في إفريقيا، فضلا عن مطار يربطها بأكثر من 100 وجهة في ثلاث قارات"، مشيرا أيضا إلى توفر رأسمال بشري متعدد اللغات وتكلفة استقرار تنافسية. من جهة أخرى، ذكر المدير العام بالتزام القطب المالي للدار البيضاء بدعم التمويل المستدام، مشيرا إلى أن القطب "ساهم في إعداد خارطة طريق، بتنسيق مع السلطات المالية المغربية، ويعمل حاليا مع صندوق الإيداع والتدبير على إرساء سوق طوعي للكربون ذي بعد إقليمي". وأضاف أن القطب المالي للدار البيضاء "عضو نشط في شبكة المراكز المالية المستدامة التابعة للأمم المتحدة (FC4S)، ويرأس منذ سنة 2025 التحالف العالمي للمراكز المالية الدولية"، كما "انضم مؤخرا إلى مبادرة التمويل التابعة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP FI) كهيئة داعمة". وختم الإبراهيمي بالقول: "يشكل هذا الانخراط مرحلة جديدة في التزامنا بتسريع الانتقال نحو تمويل إفريقي مسؤول ومستدام"، مشددا على أن الفاعلين الدوليين يختارون الدار البيضاء لهذا التموقع المزدوج: "كمحور عملياتي متكامل ضمن سلاسل القيمة العالمية، وبيئة آمنة ومبتكرة تواكب متطلبات الاستدامة".
إقتصاد

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

السبت 10 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة