مجتمع

غياب شعيرة ذبح الأضحية بالمغرب.. قراءة شرعية واجتماعية لحماية المصلحة العامة


رشيد حدوبان نشر في: 7 يونيو 2025

بعيداً عن الطروحات العاطفية أو التأويلات السطحية التي رافقت قرار جلالة الملك محمد السادس الإهابة بالمغاربة عدم إقامة شعيرة ذبح الأضحية هذه السنة ، أوضح عدد من العلماء والباحثين المتخصصين في الشأن الديني أن القرار ينتمي إلى صميم الفقه المقاصدي الذي يضع الحفاظ على النفس والمال ضمن أولويات الشريعة الإسلامية.

العلامة الدكتور أحمد الريسوني، الرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أكّد في تصريح سابق أن شعيرة الأضحية ليست فرضاً عينياً، بل سنة مؤكدة، تُعلّق وجوباً على الاستطاعة، استناداً لقوله تعالى: "لا يُكلف الله نفساً إلا وسعها".

وأضاف: “عندما يتحول أداء الشعيرة إلى عبء اقتصادي ونفسي على ملايين الأسر، ويؤدي إلى مظاهر سلبية كالدين أو الغش في الأسواق، فإن تركها أولى، اتساقاً مع مقاصد الشريعة”.

القرار ليس معزولاً عن سوابق تاريخية في تراث الأمة الإسلامية، فقد أورد باحثون أن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، سبق أن علّق أداء فريضة الحج بسبب تفشي الطاعون، وهي سابقة قوية تثبت أن تعطيل بعض الشعائر، حتى الفرض منها، جائز بل واجب أحياناً عند حلول الضرورة.

وبالمثل، أُلغيت صلاة الجمعة والجماعة في مساجد عديدة حول العالم إبّان جائحة كوفيد-19، حفاظاً على أرواح الناس، دون أن يُشكك العلماء في شرعية هذا التعليق المؤقت،
فالظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المغرب حالياً هي من بين أبرز الدوافع العملية خلف دعوة جلالة الملك.

تشير تقارير رسمية صادرة عن وزارة الفلاحة إلى أن الموسم الفلاحي الحالي هو من بين الأسوأ خلال العقود الثلاثة الأخيرة، بفعل شح الأمطار، مما أدى إلى تراجع إنتاج الأعلاف وغلاء أسعار الماشية، حيث تجاوز ثمن الكبش الجيد في بعض الأسواق 5000 درهم، وهو ما يعادل أجر شهرين لبعض المواطنين.

كما أن الأسر الفقيرة والمتوسطة كانت تواجه معضلة بين توفير متطلبات الحياة الأساسية من غذاء وسكن وماء وكهرباء، أو الإنفاق على شعيرة لا تعد فرضًا في الإسلام.

إن دعوة جلالة الملك محمد السادس لعدم إقامة شعيرة الأضحية هذه السنة تجسد فهماً عميقاً للمقاصد الشرعية من جهة، ولواقع الناس وظروفهم من جهة أخرى، وهو قرار يستدعي الوقوف عنده بوصفه اجتهاداً شرعياً مؤسساً، يهدف إلى تحقيق التوازن بين تعظيم شعائر الله، وحفظ كرامة الإنسان ومعيشته.

بعيداً عن الطروحات العاطفية أو التأويلات السطحية التي رافقت قرار جلالة الملك محمد السادس الإهابة بالمغاربة عدم إقامة شعيرة ذبح الأضحية هذه السنة ، أوضح عدد من العلماء والباحثين المتخصصين في الشأن الديني أن القرار ينتمي إلى صميم الفقه المقاصدي الذي يضع الحفاظ على النفس والمال ضمن أولويات الشريعة الإسلامية.

العلامة الدكتور أحمد الريسوني، الرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أكّد في تصريح سابق أن شعيرة الأضحية ليست فرضاً عينياً، بل سنة مؤكدة، تُعلّق وجوباً على الاستطاعة، استناداً لقوله تعالى: "لا يُكلف الله نفساً إلا وسعها".

وأضاف: “عندما يتحول أداء الشعيرة إلى عبء اقتصادي ونفسي على ملايين الأسر، ويؤدي إلى مظاهر سلبية كالدين أو الغش في الأسواق، فإن تركها أولى، اتساقاً مع مقاصد الشريعة”.

القرار ليس معزولاً عن سوابق تاريخية في تراث الأمة الإسلامية، فقد أورد باحثون أن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، سبق أن علّق أداء فريضة الحج بسبب تفشي الطاعون، وهي سابقة قوية تثبت أن تعطيل بعض الشعائر، حتى الفرض منها، جائز بل واجب أحياناً عند حلول الضرورة.

وبالمثل، أُلغيت صلاة الجمعة والجماعة في مساجد عديدة حول العالم إبّان جائحة كوفيد-19، حفاظاً على أرواح الناس، دون أن يُشكك العلماء في شرعية هذا التعليق المؤقت،
فالظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المغرب حالياً هي من بين أبرز الدوافع العملية خلف دعوة جلالة الملك.

تشير تقارير رسمية صادرة عن وزارة الفلاحة إلى أن الموسم الفلاحي الحالي هو من بين الأسوأ خلال العقود الثلاثة الأخيرة، بفعل شح الأمطار، مما أدى إلى تراجع إنتاج الأعلاف وغلاء أسعار الماشية، حيث تجاوز ثمن الكبش الجيد في بعض الأسواق 5000 درهم، وهو ما يعادل أجر شهرين لبعض المواطنين.

كما أن الأسر الفقيرة والمتوسطة كانت تواجه معضلة بين توفير متطلبات الحياة الأساسية من غذاء وسكن وماء وكهرباء، أو الإنفاق على شعيرة لا تعد فرضًا في الإسلام.

إن دعوة جلالة الملك محمد السادس لعدم إقامة شعيرة الأضحية هذه السنة تجسد فهماً عميقاً للمقاصد الشرعية من جهة، ولواقع الناس وظروفهم من جهة أخرى، وهو قرار يستدعي الوقوف عنده بوصفه اجتهاداً شرعياً مؤسساً، يهدف إلى تحقيق التوازن بين تعظيم شعائر الله، وحفظ كرامة الإنسان ومعيشته.



اقرأ أيضاً
تزامنا مع ارتفاع الحرارة ومنع شعيرة الذبح.. إقبال كبير على منطقة أوريكا في عيد الاضحى
ساهمت الحرارة التي تشهدها مدينة مراكش خلال عطلة عيد الاضحى، وإلغاء شعيرة الذبح هذه السنة، في توجه عدد كبير من سكان المدينة والسياح الذين وجدوا أنفسهم غير قادرين على تحمل هذه الحرارة المرتفعة جدا، إلى المناطق الجبلية المنتشرة ضواحي المدينة، لا سيما منطقة اوريكا السياحية التي تعتبر الأقرب إليها. ووجد العشرات من السياح المغاربة والاجانب أنفسهم غير قادرين على تحمل ارتفاع الحرارة بهذا الشكل المفرط، لتصبح الجبال ومختلف المناطق الطبيعية ملاذًا لكل الراغبين في الاستجمام والفارين من أشعة الشمس القوية والحارة جدا، حيث تحولت منطقة اوريكا يومه السبت إلى قبلة للسياحة الداخلية والخارجية أيضا، إذ اقبل عليها عدد كبير من الوافدين الذين يسعون لعيش لحظات هنيئة وممتعة بعيدا عن ضجيج المدينة وصخبها وحرارتها. وتعرف منطقة اوريكا السياحية بطقسها المعتدل والمتميز الذي يمنح الراحة والهدوء إضافة إلى أجوائها الطبيعية التي تتميز بها والتي توفرها للزوار من أجل قضاء عطلهم بين أحضان الخضرة والمياه المتفقة من تلك الشلالات المتعددة التي يصل عددها إلى سبع شلالات تميز المنطقة وتعطيها تلك الجمالية الخلابة وذلك الطقس المعتدل الذي يبحث عنه الجميع. وتعتبر منطقة اوريكا السياحية من أكثر الأماكن الشعبية السياحية التي تجد فيها كل الجنسيات ويقبل عليها جميع الأفراد من مختلف الأعمار، لا سيما أنها لا تبعد عن مدينة مراكش إلا ببضع كيلومترات مما يسهل عملية الوصول إليها في وقت وجيز وقضاء أروع الأوقات ثم العودة في المساء إلى مراكش دون مشقة أو عناء.وتوفر المنطقة أيضا وسائل للمبيت لكافة الزوار إذ تقدم لهم الشقق المفروشة والمنازل التقليدية البربرية التي عادة ما يكون الإقبال عليها من طرف السياح الأجانب، إضافة إلى توفر الإقامات السياحية والفنادق المتنوعة بين المصنف والتقليدي البربري.
مجتمع

بعد توقيف واعتقال عدد من الموظفين.. فريق البيجيدي يوجه استفسارا لعمدة الرباط
وجه فريق العدالة والتنمية بمجلس جماعة الرباط سؤالا كتابيا إلى عمدة المدينة، بشأن التوقيفات والاعتقالات التي طالت عددا من المسؤولين والموظفين بالجماعة، على خلفية شبهات تتعلق بتدبير الشأن العام المحلي. وطالب الفريق بتوضيح طبيعة هذه التوقيفات والاعتقالات، مستفسرا عما إذا كانت الرئاسة قد تلقت أي مراسلات رسمية من الجهات المختصة بهذا الشأن، بالإضافة إلى الإجراءات التي تعتزم العمدة اتخاذها لضمان استمرارية سير المرفق العمومي وخدمات المواطنين في ظل هذه التطورات. كما دعا إلى فتح تحقيق إداري داخلي لتحديد المسؤوليات الإدارية والتنظيمية المتعلقة بالموضوع، متسائلا عن التدابير التي ستتخذ لضمان احترام مبادئ الشفافية والنزاهة داخل دواليب الجماعة في المستقبل. وتطرق الفريق أيضا إلى وضعية الموارد البشرية في الجماعة، خاصة فيما يتعلق بالتقرير النهائي للمجلس الجهوي للحسابات، متسائلا عما إذا كان قد تم إصدار هذا التقرير رسميا، ومتى سيتم عرض نتائجه النهائية وتوصياته على المجلس، وذلك في إطار تطبيق مقتضيات الحكامة المنصوص عليها في القانون التنظيمي رقم 113.14، وضمانا للشفافية المطلوبة، خصوصا وأن بعض تفاصيل التقرير قد تم تسريبها عبر وسائل الإعلام. واستغرب الفريق من أن بعض أعضاء المكتب المسير، كما صرحوا لبعض المنابر الإعلامية، لا علم لهم بتفاصيل الملف الذي أدى إلى التحقيق مع عدد من كبار المسؤولين داخل جماعة الرباط، معتبرًا أن ذلك يثير تساؤلات جدية حول مدى الشفافية وتداول المعلومات داخل الهيكل الإداري للجماعة.
مجتمع

على غير العادة.. المطاعم وباعة المأكولات يواصلون نشاطهم في “العيد الكبير”
عادة ما يتحول عيد الاضحى بمراكش الى مناسبة لاستفادة المئات من المستخدمين و التجار من عطلتهم السنوية التي تمتد احيانا لاكثر من اسبوعين ما يتسبب في ركود اقتصادي واضح بعد "العيد الكبير". ومن ضمن هذه الفئات باعة الماكولات الذي عادة ما يستغلون الفرصة للاستفادة من عطلة استثنائية او لاعادة اصلاح محلاتهم واعادة تهيئتها ، مستغلين استغناء جل الزبائن عن اكل الشارع وتفضيلهم وجبات وولائم العيد التي تمتد لاسبوع تقريبا في جل المنازل. لكن هذه السنة وعلى عكس السنوات الماضية، فضلت المطاعم وباعة الماكولات مواصلة نشاطهم حتى في يوم العيد، حيث لاحظت كشـ24 اقبالا كبيرا للمواطنين على مأكولات الشارع، لا سيما في ظل منع شعيرة الذبح وعدم توفر نفس الاجواء والوجبات المعتادة في بعض البيوت المغربية. وإذا كان باعة الماكولات الخفيفة قد استغلوا هذه الفرصة لمواصلة نشاطهم، فإن المطاعم الكبرى والفنادق انتهزت الفرصة لاطلاق عروض خاصة بالعيد والتي تستقطب عادة الفئات الثرية المعتادة على عروض مماثلة في عيد الاضحى، خاصة الفئات التي تغادر مدنها الاصلية هربا من طقوس اقتناء الاضاحي والذبح والواجبات الاجتماعية المرتبطة بالعيد وتسافر لمدن سياحية كمراكش.
مجتمع

اختفاء غامض لمواطن إسباني في المغرب
قالت جريدة موندوديبورتيفو الإسبانية، أن مواطنا إسبانيا يبلغ من العمر 59 عاما، اختفى في المغرب قبل يومين، وهو ما دفع منصة متخصصة في نشر طلب مساعدة. ونشرت منصة "SOS Desaparecidos" بلاغا عن المختفي تضمن معلوماتٍ أساسية على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي لتشجيع الجمهور على المساعدة في العثور عليه. ويُفقد حوالي 20 ألف شخص سنويًا في إسبانيا، وهو رقمٌ مُقلق. ورغم أن معظم الحالات تُحل، إلا أن 10 في المائة منها قد تبقى نشطة لسنوات، رغم المساعدات التي تقدمها منصات متخصصة. نشرت المنصة المذكورة، أمس الجمعة 6 يونيو، ملصقًا على حسابها X (تويتر سابقًا) تنبه فيه إلى اختفاء (سلفادور)، والذي شوهد آخر مرة في المغرب في 4 يونيو 2025.منصة "SOS Desaparecidos" هي جمعية تدعم وتنشر المعلومات المتعلقة بالمفقودين عبر موقعها الإلكتروني الرسمي وحساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وساعدت في الكثير من المرات في العثور على مفقودين.
مجتمع

انضم إلى المحادثة
التعليقات
ستعلق بإسم guest
(تغيير)

1000 حرف متبقي
جميع التعليقات

لا توجد تعليقات لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأحد 08 يونيو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة