لم ينخرط سكان مراكش في الغضب الشعبي العارم ضد غلاء الأسعار والذي تحول إلى احتجاجات في العديد من المدن المغربية، فعكس تلك المدن، حضرت فرق أمنية لساحتي باب دكالة وجليز بمراكش، بينما غاب المحتجون الأحد المنصرم.ويطرح هذا الغياب تساؤلات عن السرِّ وراء موقف المواطنين بمراكش الذي يثير أكثر من علامة استفهام من الاحتجاج على الغلاء، وحتى النقابات والفعاليات الحقوقية التي تدعو لمثل هذه الوقفات غابت عن الاحتجاج الأخير الذي بقي حبيسا وراء صفحات الفيسبوك وباقي منصات مواقع التواصل الاجتماعي.وتختلف تقديرات المهتمين بالشأن المحلي بين من يرى أن غياب المحتجين مرتبط بحاجز الخوف وغياب ثقافة التظاهر في السنوات الأخيرة، وبين من يرى غياب قيادة مؤطرة تتكون من نخبة المجتمع من اساتذة ومحاميين وحقوقيين تتزعم الاحتجاجات وتُفعّلها على أرض الواقع.وتعليقا على التبريرات القائلة إن الفعاليات السياسية والنقابية والحقوقية متخوفة من أن تكون سببا في إشعال فتنة تنتقل من تظاهر سلمي إلى احتجاج عنيف، اعتبر مراقبون أن "الاحتجاجات غير المؤطرة تنطوي على مخاطر كثيرة، وتبقى مفتوحة على كل الاحتمالات، و تكون عرضة للاختراق والاستغلال السياسي بما يهدّد جزئيا أو كليا استقرار السلم الاجتماعي".غير أن هناك من يرى أن أنه ليس من الضروري أن تكون الاحتجاجات ضد الغلاء مؤطرة، فالمسيرات الاحتجاجية السلمية التي قادها مواطنون في العديد من المدن المغربية لم يتم تأطيرها، حيث خرج المواطنون بعفوية واحتجوا على أوضاعهم المعيشية بكل مسؤولية، ولذلك لا أحد يمكنه أن يدعي أنه هو من يقف وراء هذا النوع من الأشكال الاحتجاجية.ويشار أن فرق الأمن بالزي الرسمي والمدني معززة بعناصر القوات المساعدة طوقت ساحتي باب دكالة والحارثي في وقت غاب المتظاهرون ضد غلاء الأسعار التي وصلت إلى مستويات غير مسبوقية في عهد حكومة عزيز أخنوش.