

مراكش
عين على أولياء مراكش.. الولي الصالح سيدي أحمد السوسي – الحلقة الثانية
بدر الدين البوعمريكان الشيخ سيدي أحمد السوسي مشهورا بين أترابه، و مريديه بالأنافة، وسمو الأخلاق، والإنزواء بعيدا عن الأضواء، وعدم التزلف للحكام، و وجهاء القوم. حيث عاش زاهدا في أمور الدنيا، منشغلا بأحوال الدين و الآخرة 4 " و كان رحمه الله عالي الهمة على بصيرة من أمره، متعففا غير مكترث بولاة الأمر و لا مداهن لهم و لا يغشى أبوابهم، و طالما حاولوا منه ذلك فلم يحصلوا منه على طائل ،و رزق من الفهم في طريق التصوف و الخبرة بكلام القوم ما لم يكن لغيره ، فتجده يغوص على دقائق الإشارات و يهتدي لأسرار كلام الأولياء بحيث تجد عند مجالسته سائر الكلام واضحا جاريا على القانون."ومعلوم أن الشيخ رحمه الله - شأنه في ذلك شأن ثلة من رجالات الصوفية،والأولياء- كان مواظبا على مساعدة الفقراء، و البر بالمحتاجين، و إطعام المساكين، و الحنو على اليتامى، و الأرامل ، و سد حاجياتهم، و تقديم العون لهم حتى سارت بذكره الركبان،وتناقلته العامة و الأعيان، وداع صيته في الأقطار، و بات مضربا للأمثال في الجود و الكرم، و السقاية ، و العطاء. 5" و كان رحمه الله عاكفا على العبادات مثابرا على أفعال البر حريصا على إطعام المساكين محسنا للعفاة و الأرامل مولعا بكثرة الطعام، و كان يحدث أنه وقف بمصر على سماع فيه جماعة منالأولياء، فخرج من بينهم رجل فأخذ بيده و قال مسكين أحمد زاوية في ظهره أينما سار تتبعه. فكان كذلك حيث قصد رحمه الله يطعم صنوف الطعام و يبدي من ذلك ما هو خرق العادة، و زاويته بمراكش أكثر زوايا المغرب إطعاما للصادر و الوارد"حري بالذكر أن عصر الفقيه كان عصر تصوف ، و فقه ، و مجالس علم و أذكار، و تنافس بين الزهاد و المتصوفة على حمل لواء البر والإحسان، والتسابق لنيل مراتب الجود، و الكرم. مما أسس لبزوغ خلافات في الرؤى، و المناهج، و تباينات حول الطرق، و السبل. بلغ مداها حد النزاعات و الوشايات التي لم يسلم منها الفقيه نفسه 6" و نالته رحمه الله إذايات من بعض سفهاء مراكش و وشوا به لولاة الأمر و لم يتأثر بشيء من ذلك و لا قطعه عما هو بسبيله"تشبع الفقيه بثلة من المناهج، و الطرق الصوفية . وأخذ العلوم و الفقه على يد العديد من المشايخ و الفقهاء. لعل أبرزهم الشيخ العالم أبي القاسم بن للوشة السفياني، الذي أفنى زهرة عمره في مجاورته، و خدمته، و النهل من معين علمه، ونهج طريقته كما سبقت الإشارة إلى ذلك سلفا. فيما كان للشيخ نفسه دور مهم و فعال في تكوين، ونشأة زمرة من العلماء،و الأدباء، و الأولياء الذين أسسوا لتاريخ مزدهر بالعلم و الفقهسواء داخل مراكش أو خارجها، على رأسهم نجله الشيخ أحمد بن أحمد السوسي المدفون إلى جواره 7 " ومن تلامذته الشيخ الصالح علي المدعو الحجام المتوفي بفاس دفين زاويته داخل باب بني مسافر، و العلامة سيدي عبد المجيد المنالي الزبادي، و الحاج قاسم الزموري المتوفي بفاس."انتقل الشيخ إلى جوار ربه بداية القرن الثاني عشر، حيث ووري جثمانه بالضريح الكائن بالدرب الذي يحمل إسمه 8 " توفي رحمه الله عام ثلاثين و مئة و ألف، و دفن قريبا من ضريح الشيخ الجزولي، وبنيت عليه قبة هائلة لم ير مثلها " هوامش-4- صفوة من انتشر من صلحاء القرن الحادي عشر ص : 364 -5- نفسه -6-– صفوة من انتشر من صلحاء القرن الحادي عشر ص :: 365 -7- صفوة من انتشر من صلحاء القرن الحادي عشر ص :: 365
بدر الدين البوعمريكان الشيخ سيدي أحمد السوسي مشهورا بين أترابه، و مريديه بالأنافة، وسمو الأخلاق، والإنزواء بعيدا عن الأضواء، وعدم التزلف للحكام، و وجهاء القوم. حيث عاش زاهدا في أمور الدنيا، منشغلا بأحوال الدين و الآخرة 4 " و كان رحمه الله عالي الهمة على بصيرة من أمره، متعففا غير مكترث بولاة الأمر و لا مداهن لهم و لا يغشى أبوابهم، و طالما حاولوا منه ذلك فلم يحصلوا منه على طائل ،و رزق من الفهم في طريق التصوف و الخبرة بكلام القوم ما لم يكن لغيره ، فتجده يغوص على دقائق الإشارات و يهتدي لأسرار كلام الأولياء بحيث تجد عند مجالسته سائر الكلام واضحا جاريا على القانون."ومعلوم أن الشيخ رحمه الله - شأنه في ذلك شأن ثلة من رجالات الصوفية،والأولياء- كان مواظبا على مساعدة الفقراء، و البر بالمحتاجين، و إطعام المساكين، و الحنو على اليتامى، و الأرامل ، و سد حاجياتهم، و تقديم العون لهم حتى سارت بذكره الركبان،وتناقلته العامة و الأعيان، وداع صيته في الأقطار، و بات مضربا للأمثال في الجود و الكرم، و السقاية ، و العطاء. 5" و كان رحمه الله عاكفا على العبادات مثابرا على أفعال البر حريصا على إطعام المساكين محسنا للعفاة و الأرامل مولعا بكثرة الطعام، و كان يحدث أنه وقف بمصر على سماع فيه جماعة منالأولياء، فخرج من بينهم رجل فأخذ بيده و قال مسكين أحمد زاوية في ظهره أينما سار تتبعه. فكان كذلك حيث قصد رحمه الله يطعم صنوف الطعام و يبدي من ذلك ما هو خرق العادة، و زاويته بمراكش أكثر زوايا المغرب إطعاما للصادر و الوارد"حري بالذكر أن عصر الفقيه كان عصر تصوف ، و فقه ، و مجالس علم و أذكار، و تنافس بين الزهاد و المتصوفة على حمل لواء البر والإحسان، والتسابق لنيل مراتب الجود، و الكرم. مما أسس لبزوغ خلافات في الرؤى، و المناهج، و تباينات حول الطرق، و السبل. بلغ مداها حد النزاعات و الوشايات التي لم يسلم منها الفقيه نفسه 6" و نالته رحمه الله إذايات من بعض سفهاء مراكش و وشوا به لولاة الأمر و لم يتأثر بشيء من ذلك و لا قطعه عما هو بسبيله"تشبع الفقيه بثلة من المناهج، و الطرق الصوفية . وأخذ العلوم و الفقه على يد العديد من المشايخ و الفقهاء. لعل أبرزهم الشيخ العالم أبي القاسم بن للوشة السفياني، الذي أفنى زهرة عمره في مجاورته، و خدمته، و النهل من معين علمه، ونهج طريقته كما سبقت الإشارة إلى ذلك سلفا. فيما كان للشيخ نفسه دور مهم و فعال في تكوين، ونشأة زمرة من العلماء،و الأدباء، و الأولياء الذين أسسوا لتاريخ مزدهر بالعلم و الفقهسواء داخل مراكش أو خارجها، على رأسهم نجله الشيخ أحمد بن أحمد السوسي المدفون إلى جواره 7 " ومن تلامذته الشيخ الصالح علي المدعو الحجام المتوفي بفاس دفين زاويته داخل باب بني مسافر، و العلامة سيدي عبد المجيد المنالي الزبادي، و الحاج قاسم الزموري المتوفي بفاس."انتقل الشيخ إلى جوار ربه بداية القرن الثاني عشر، حيث ووري جثمانه بالضريح الكائن بالدرب الذي يحمل إسمه 8 " توفي رحمه الله عام ثلاثين و مئة و ألف، و دفن قريبا من ضريح الشيخ الجزولي، وبنيت عليه قبة هائلة لم ير مثلها " هوامش-4- صفوة من انتشر من صلحاء القرن الحادي عشر ص : 364 -5- نفسه -6-– صفوة من انتشر من صلحاء القرن الحادي عشر ص :: 365 -7- صفوة من انتشر من صلحاء القرن الحادي عشر ص :: 365
ملصقات
