مفاجأة من العيار الثقيل كانت في انتظار فاطمة الزهراء المنصوري عمدة مراكش خلال زيارتها التفقدية لدوار حاحا بمنطقة المحاميد صباح يوم أمس الثلاثاء 6 ماي الجاري.
فعلى الطريقة المغربية الأصيلة استقبلت ساكنة الدوار رئيسة الجماعة الحضرية، واستقبلتها بالحليب والثمر مع غير قليل من عبق الزغاريد وهتافاتها الترحاب، والجميع يحاول إبراز مواهبه في حسن الضيافة والاستقبال، تعبيرا عن الامتنان الكبير لمجهودات العمدة في تخليصهم من شرنقة العشوائية واستكشاف البدائل الكفيلة بتوفرهم عن سكن لائق يحترم إنسانيتهم وآدميتهم.
في ظل هذه الأجواء المترعة بنفحات الفرح والانسجام ، سترتفع بعض الأصوات المستنكرة للمسار الذي اتخدته خطة التنقيل والتعويض، مع التلويح براية الحرمان من الحقوق والاسثتناء من الاستفادة، وبالتالي المطالبة بحقها في إيجاد وطيء قدم ضمن لائحة المستفيدين.
العمدة التي انتبهت على إيقاع ضجيج الأصوات المحتجة، لم تترك الفرصة تمر دون إجراء بحث مكوكي وسريع باعتماد افادات مرافقيها من الموظفين والمستشارين الجماعيين، وبدون أدنى تردد القت في وجه الحضور قنبلة الحقيقة الصادمة، التي ازاحت القناع عن تفاصيل ما يجري ويدور من اساليب المراوغة والمضاربة.
استغلال البعض للمقاربة المعتمدة في معالجة الوضع، والتي ارتكزت في جزء منها على مشروع التنقيل ، وفي جزئها الاخر على الهيكلة وإعادة الإيواء بذات الموقع والمكان، انتهت بالنفخ في عدد المستفيدين والبيوت المستهدفة، ومن تمة انطلاق المتورطين في البحث عن موطيء قدم جديدة ضمن لائحة المستفيدين، فيما البعض الاخر لم يترر بعد استفادته من التنقيل في العودة بأسماء اخرى لاحتلال مواقع مريحة بجدول اللائحة الخاصة بالأسر المستهدفة.
واجهت عمدة مراكش الجميع بما تكشف لها من حقائق مع التأكيد عن استحالة مشاركتها في هذه التلاعبات المستفزة، وبالتالي الجهر بان الاستفادة ستقتصر على ذوي الحقوق دون ميز او إقصاء، مقابل الحزم والتعامل بصرامة مع الدخلاء والانتهازيين.
هذه الصرامة في الموقف والتعامل، لم تجد ترحيبا من بعض المعنيين وبالتالي انطلاق عملية رفع الصوت عاليا كوسيلة لإبعاد الأنظار عن حقيقة الوضع، الامر الذي واجهته ررئيسة المجلس الجماعي بإدارة الدهر ومغادرة المكان، مع وعد الساكنة المستهدفة بمواصلة الاهتمام بقضاياهم المشروعة دون الخضوع لابتزازات المتورطين في التشويش عن ذوي الحقوق الحقيقيين.