إقتصاد

صندوق استثماري بريطاني يراهن على تطوير الري في المغرب


كشـ24 نشر في: 4 أكتوبر 2018

استقطبت التحولات الكبيرة في أساليب الري في المغرب صندوق الاستثمار البريطاني “ديفلوبمنت بارتنرز انترناشونال” المتخصص في الفرص الواعدة في قارة أفريقيا، ليعلن عن استثمار 100 مليون دولار في قطاع الري بالتنقيط عبر شركة محلية.واستحوذ الصندوق على حصة الأغلبية في الشركة المغربية للري والضخ في أكبر صفقة أسهم خاصة في المغرب هذا العام. وذكر الصندوق أنه يسعى من خلالها لاستغلال الموارد المهملة في قطاع الزراعة المغربي والتوسع في أنحاء أفريقيا.وقالت رونا علم المديرة التنفيذية للصندوق “إننا ملتزمون بالاستثمار في المغرب، وننظر إلى المنطقة الفرنكوفونية في أفريقيا كمنطقة جغرافية مركزية لنا”.ويشهد القطاع ثورة واسعة لتحديث خدمات الري في حوض نهر أم الربيع وسط المغرب منذ عام 2010 بدعم من البنك الدولي، الذي موّل عمليات تحديث شبكة الري واستخدام تقنيات ري أكثر فعالية وكفاءة، لا سيما الري بالتنقيط وهو التوجه الذي ترعاه حكومة المغرب من خلال برنامج للحوافز.وتشير بيانات البنك إلى أن الأراضي الزراعية في المغرب تُمثل أكثر من ثلثي مساحة البلاد، لكن الري يمارس في 16 بالمئة منها فقط، ما يضيع فرص النهوض بالقطاع بسبب غياب الري بالتنقيط على نطاق واسع.وللري بالتنقيط فوائد كثيرة فهو تقنية تقوم على توزيع المياه بالقرب من الجذور بكميات قليلة وبصفة مركزة ومترددة تمكن من تزويد النباتات بحاجياتها اليومية من المياه.ويؤكد يوسف موماح المدير الرئيس التنفيذي للشركة المغربية للري والضخ، بأن الشركة حققت نموا قويا في العقدين الماضيين، و”نحن نؤمن بأن هذه الشراكة ستسمح لنا بمواصلة النمو وتوسيع نطاق تواجدنا في أسواق جديدة في أفريقيا”.وتبلغ استثمارات الصندوق البريطاني في أفريقيا حوالي 1.1 مليار دولار، والصفقة التي أبرمها مؤخرا تعتبر ثاني استثمار له في المغرب بعد استثماره في الجامعة الخاصة بمراكش.ووضعت وزارة الفلاحة والصيد البحري هدفا وهو الوصول إلى 550 ألف هكتار من الأراضي المسقية بالري بالتنقيط بحلول عام 2020، من خلال عصرنة الشبكات ومنح مساعدات مالية للمزارعين لشراء التجهيزات الضرورية.ورصدت الرباط طيلة السنوات الماضية دعما كبيرا لتجهيز الأراضي الزراعية بتقنيات الري بالتنقيط ضمن مخطط “المغرب الأخضر”، لتوفير موارد مائية يمكن للمحاصيل أن تستفيد منها مستقبلا، نظرا لتوسع ظاهرة الاحتباس الحراري، التي ظهرت في شكل جفاف في المواسم الأربعة الأخيرة.كما تسعى الحكومة إلى جانب ذلك، إلى الرفع من مردودية وجودة المنتجات الزراعية من خلال دعم مثل هذا النوع من المشاريع، التي يعتبرها المختصون ذات جهد أقل ولا تكلف أموالا كثيرة.وأكد خبراء في الزراعة أن استعمال هذه التقنية سيمكن من الحصول على إنتاجية أكبر في الهكتار الواحد، إضافة إلى الحد من تكاليف الإنتاج، لكن ارتفاع أسعار التجهيزات وضعف مهارات المزارعين قد يعرقلان انتشار هذه التقنية على نطاق واسع في معظم مناطق المغرب.ولنشر نموذج الري الأكثر استدامة، وضعت الحكومة خطة للمساعدة على تعظيم استخدام المياه وزيادة الإنتاجية أطلقت عليها اسم الخطة الوطنية لترشيد مياه الري.وفي المناطق المروية الواسعة، التي تتولى إدارتها مكاتب التنمية الفلاحية الجهوية، تدعم الخطة تحديث شبكة الري من أجل تحسين خدمات المياه للمزارعين، الذين أبدوا اهتماما كبيرا بالحصول على المياه من مصادر منتظمة، وهو أمر مهم لزيادة الإنتاجية ومن ثم زيادة المداخيل.وعلى سبيل المثال، يهدف برنامج وزارة الفلاحة المتعلق بالاقتصاد في الماء في جهة مراكش أسفي إلى تغطية مساحة إجمالية تقدر بحوالي 100.9 ألف هكتار بحلول عام 2020 وسيستفيد منه حوالي 90 ألف مزارع.وبحسب البيانات الرسمية للوزارة، تتوزع هذه المساحة ما بين 57.1 ألف هكتار للاستثمار الجماعي و43.8 للاستثمار الفردي.ومنذ إطلاق البرنامج في 2008 انتقلت المساحة الإجمالية المجهزة بنظام الري في مراكش من 18.3 ألف هكتار إلى 71.5 ألف هكتار حاليا، أي 121 بالمئة من الهدف المحدد في التحول الفردي بحلول 2020، كما أن نحو 21 ألف هكتار مدرجة في ورش التحديث الجماعي أي ما يعادل 37 بالمئة من المستهدف.ومن برنامج الإعانة المقدم في إطار مشاريع السقي المنجزة بصفة فردية حفر الآبار وتمويل وتركيب معدات ضخ مياه السقي بما في ﺫلك مستلزمات المعدات وأشغال الهندسة المدنية. وقد حدد سقف المساعدة لكل مشروع بحوالي 36 ألف درهم (نحو 4 آلاف دولار). 

جريدة العرب

استقطبت التحولات الكبيرة في أساليب الري في المغرب صندوق الاستثمار البريطاني “ديفلوبمنت بارتنرز انترناشونال” المتخصص في الفرص الواعدة في قارة أفريقيا، ليعلن عن استثمار 100 مليون دولار في قطاع الري بالتنقيط عبر شركة محلية.واستحوذ الصندوق على حصة الأغلبية في الشركة المغربية للري والضخ في أكبر صفقة أسهم خاصة في المغرب هذا العام. وذكر الصندوق أنه يسعى من خلالها لاستغلال الموارد المهملة في قطاع الزراعة المغربي والتوسع في أنحاء أفريقيا.وقالت رونا علم المديرة التنفيذية للصندوق “إننا ملتزمون بالاستثمار في المغرب، وننظر إلى المنطقة الفرنكوفونية في أفريقيا كمنطقة جغرافية مركزية لنا”.ويشهد القطاع ثورة واسعة لتحديث خدمات الري في حوض نهر أم الربيع وسط المغرب منذ عام 2010 بدعم من البنك الدولي، الذي موّل عمليات تحديث شبكة الري واستخدام تقنيات ري أكثر فعالية وكفاءة، لا سيما الري بالتنقيط وهو التوجه الذي ترعاه حكومة المغرب من خلال برنامج للحوافز.وتشير بيانات البنك إلى أن الأراضي الزراعية في المغرب تُمثل أكثر من ثلثي مساحة البلاد، لكن الري يمارس في 16 بالمئة منها فقط، ما يضيع فرص النهوض بالقطاع بسبب غياب الري بالتنقيط على نطاق واسع.وللري بالتنقيط فوائد كثيرة فهو تقنية تقوم على توزيع المياه بالقرب من الجذور بكميات قليلة وبصفة مركزة ومترددة تمكن من تزويد النباتات بحاجياتها اليومية من المياه.ويؤكد يوسف موماح المدير الرئيس التنفيذي للشركة المغربية للري والضخ، بأن الشركة حققت نموا قويا في العقدين الماضيين، و”نحن نؤمن بأن هذه الشراكة ستسمح لنا بمواصلة النمو وتوسيع نطاق تواجدنا في أسواق جديدة في أفريقيا”.وتبلغ استثمارات الصندوق البريطاني في أفريقيا حوالي 1.1 مليار دولار، والصفقة التي أبرمها مؤخرا تعتبر ثاني استثمار له في المغرب بعد استثماره في الجامعة الخاصة بمراكش.ووضعت وزارة الفلاحة والصيد البحري هدفا وهو الوصول إلى 550 ألف هكتار من الأراضي المسقية بالري بالتنقيط بحلول عام 2020، من خلال عصرنة الشبكات ومنح مساعدات مالية للمزارعين لشراء التجهيزات الضرورية.ورصدت الرباط طيلة السنوات الماضية دعما كبيرا لتجهيز الأراضي الزراعية بتقنيات الري بالتنقيط ضمن مخطط “المغرب الأخضر”، لتوفير موارد مائية يمكن للمحاصيل أن تستفيد منها مستقبلا، نظرا لتوسع ظاهرة الاحتباس الحراري، التي ظهرت في شكل جفاف في المواسم الأربعة الأخيرة.كما تسعى الحكومة إلى جانب ذلك، إلى الرفع من مردودية وجودة المنتجات الزراعية من خلال دعم مثل هذا النوع من المشاريع، التي يعتبرها المختصون ذات جهد أقل ولا تكلف أموالا كثيرة.وأكد خبراء في الزراعة أن استعمال هذه التقنية سيمكن من الحصول على إنتاجية أكبر في الهكتار الواحد، إضافة إلى الحد من تكاليف الإنتاج، لكن ارتفاع أسعار التجهيزات وضعف مهارات المزارعين قد يعرقلان انتشار هذه التقنية على نطاق واسع في معظم مناطق المغرب.ولنشر نموذج الري الأكثر استدامة، وضعت الحكومة خطة للمساعدة على تعظيم استخدام المياه وزيادة الإنتاجية أطلقت عليها اسم الخطة الوطنية لترشيد مياه الري.وفي المناطق المروية الواسعة، التي تتولى إدارتها مكاتب التنمية الفلاحية الجهوية، تدعم الخطة تحديث شبكة الري من أجل تحسين خدمات المياه للمزارعين، الذين أبدوا اهتماما كبيرا بالحصول على المياه من مصادر منتظمة، وهو أمر مهم لزيادة الإنتاجية ومن ثم زيادة المداخيل.وعلى سبيل المثال، يهدف برنامج وزارة الفلاحة المتعلق بالاقتصاد في الماء في جهة مراكش أسفي إلى تغطية مساحة إجمالية تقدر بحوالي 100.9 ألف هكتار بحلول عام 2020 وسيستفيد منه حوالي 90 ألف مزارع.وبحسب البيانات الرسمية للوزارة، تتوزع هذه المساحة ما بين 57.1 ألف هكتار للاستثمار الجماعي و43.8 للاستثمار الفردي.ومنذ إطلاق البرنامج في 2008 انتقلت المساحة الإجمالية المجهزة بنظام الري في مراكش من 18.3 ألف هكتار إلى 71.5 ألف هكتار حاليا، أي 121 بالمئة من الهدف المحدد في التحول الفردي بحلول 2020، كما أن نحو 21 ألف هكتار مدرجة في ورش التحديث الجماعي أي ما يعادل 37 بالمئة من المستهدف.ومن برنامج الإعانة المقدم في إطار مشاريع السقي المنجزة بصفة فردية حفر الآبار وتمويل وتركيب معدات ضخ مياه السقي بما في ﺫلك مستلزمات المعدات وأشغال الهندسة المدنية. وقد حدد سقف المساعدة لكل مشروع بحوالي 36 ألف درهم (نحو 4 آلاف دولار). 

جريدة العرب



اقرأ أيضاً
بتكوين تكسر حاجز الـ 100 ألف دولار للمرة الأولى منذ فبراير
تخطت عملة بتكوين مستوى 100 ألف دولار مساء الخميس ووصلت إلى 103 ألف دولارا للمرة الأولى منذ أوائل فبراير، مدعومة باتفاق واسع النطاق بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، في إشارة إلى أن الحرب التجارية التي يشنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع بقية العالم ربما تكون في طريقها إلى الانحسار. وسجلت بتكوين 103133 دولارا أميركيا في تداولات الجمعة المبكرة، بزيادة بنسبة 5.84 بالمئة. وعادت أكبر عملة مشفرة مشفرة في العالم إلى المنطقة الإيجابية هذا العام، على الرغم من أنها لا تزال أقل من المستوى القياسي الذي بلغته في يناير والذي تجاوز 109 آلاف دولار. وارتفعت عملة إيثر المشفرة أكثر من 14 بالمئة لتصل إلى 2050.46 دولار بعد أن سجلت في وقت سابق أعلى مستوياتها منذ أواخر مارس. وقال أنتوني ترينشيف، المؤسس المشارك لمنصة تداول الأصول الرقمية نيكسو، في تعليق عبر البريد الإلكتروني "يتعين أن تُعتبر العودة إلى مستوى 100 ألف دولار واحدة من أكثر إنجازات بتكوين روعة. في الشهر الماضي فحسب كانت عملة بتكوين عند نحو 74 ألف دولار. هذه (العودة) تذكرة بأن الشراء في وقت ذروة الخوف من الممكن أن يكون مربحا بشكل استثنائي". وأضاف "سرعة الارتداد إلى 100 ألف دولار وسط عودة الإقبال على المخاطرة يبث رسالة مفادها أن 109 آلاف دولار وما فوق ذلك في مرمى البصر..." وانخفضت أسعار بتكوين والعملات المشفرة الأخرى بشدة بين فبراير وأبريل حين كان المتداولون يشعرون بالقلق بسبب دفع ترامب للإصلاحات المؤيدة للعملات المشفرة بأبطأ مما كان متوقعا.
إقتصاد

لحماية موارده المعدنية الاستراتيجية.. المغرب يُقيد تصدير النحاس والألمنيوم
أصبح تصدير النحاس والألمنيوم من المغرب خاضعًا لقواعد جديدة أصدرتها إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة، بعد إدراج سبائك النحاس والألمنيوم ضمن قائمة المنتجات الخاضعة لترخيص مسبق للتصدير. ويهدف هذا الإجراء إلى التحكم في تدفق هذه المواد إلى الخارج وتعزيز عرضها في السوق الداخلية، خاصة في ظل الطلب المتزايد في القطاعات الاستراتيجية كالصناعة والبناء. وفي مذكرة جمركية مؤرخ في 5 ماي الحالي، تم الإعلان عن دخول هذه القواعد الجديدة حيز التنفيذ، وفقًا للمرسوم رقم 693.25 لوزارة الصناعة والتجارة المؤرخ 13 مارس 2025، المنشور في النشرة الرسمية رقم 7398 المؤرخة 24 أبريل 2025. وبناءا على ما سبق، يُسمح بتصدير سبائك النحاس والألومنيوم الخام التي تندرج تحت بنود التعريفة الجمركية EX 7403.19.00.00، وEX 7403.22.00.00، وEX 7403.29.00.00 للنحاس، وEX 7601.10.00.00، وEX 7601.20.00.00 للألومنيوم. ويظل الإجراء ساري المفعول لمدة سنتين من تاريخ نشر الأمر. الهدف الرئيسي من هذه الإجراءات هو تعزيز الرقابة على تصدير الموارد المعدنية الحساسة وتنظيم توزيعها، في ظل النقص المتزايد في المدخلات الصناعية ذات القيمة المضافة العالية، بالإضافة إلى تضييق الخناق على بعض مصدري الخردة الذين يشاركون في تهريب المواد المحظورة، وخاصة النحاس والألمنيوم.
إقتصاد

المغرب يطلق أول عقد مستقبلي بالبورصة مستهدفاً جذب المستثمرين الأجانب
أعلنت الشركة المُشغلة لسوق العقود المستقبلية في المغرب أمس الخميس عن إطلاق أول عقد مستقبلي مرتبط بمؤشر "مازي 20"، الذي يعكس أداء الشركات العشرين الأكثر سيولةً في البورصة. الهيئة المغربية لسوق الرساميل في المملكة كانت وافقت على إطلاق الآلية المالية الجديدة في سوق الأسهم المغربية في وقت سابق من مايو الجاري، وهي بآجال استحقاق ربع سنوية، وتأتي ضمن جهود الإصلاح الهادفة لتطوير السوق المالية في البلاد، التي تشهد تنفيذ مشروعات كبيرة استعداداً لاستضافة كأس العالم 2030، وتعكف على تشجيع الشركات لتمويل مشاريعها عبر البورصة. تم تحديد حجم العقد المستقبلي بواقع 10 دراهم لكل نقطة مؤشر، وألف درهم بالنسبة لوديعة الضمان الأولية، بآجال استحقاق كل ثلاثة أشهر، على أن تتم التسوية نقداً، بحسب تفاصيل العقد. "تندرج هذه الخطوة الجديدة في إطار الرغبة في تعزيز السوق المالية المغربية، من خلال تقديم أداة فعالة للمستثمرين لإدارة المخاطر وتنويع محافظهم الاستثمارية"، بحسب بيان لشركة "إدارة سوق العقود المستقبلية"، وهي تابعة لمجموعة بورصة الدار البيضاء. العقود المستقبلية هي أداة مالية تُلزم المشتري والبائع بتداول أصل بسعر محدد مسبقاً في تاريخ مستقبلي منصوص عليه. وهي تتيح للمستثمرين التحوط ضد تقلبات السوق، وحيازة انكشاف لأصول متنوعة بعقد واحد، بحسب وثيقة صادرة عن البورصة المغربية. تضاعفت أحجام التداول في بورصة الدار البيضاء في العام الماضي إلى 60.9 مليار درهم (6 مليارات دولار)، بينما قفز متوسط التداول اليومي إلى 56.3 مليون درهم في الربع الأول من العام الجاري، مقابل 22.2 مليون درهم العام الماضي. بعد إطلاق أولى العقود المستقبلية لمؤشرات الأسهم، تدرس البورصة المغربية إطلاق منتجات مشتقة أخرى مثل عقود أسعار الفائدة المستقبلية، وعقود الأسهم المستقبلية الفردية وخيارات الأسهم. وهو إصلاح تسعى من خلال السلطات المغربية لضمان العودة إلى تصنيف الأسواق الناشئة لمؤشر "MSCI" العالمي. تجاوزت القيمة السوقية لبورصة الدار البيضاء حاجز 900 مليار درهم لتقرب من مستوى الأسواق الناشئة الأخرى، وحقق مؤشرها الرئيسي العام الماضي عائداً بنحو 22%، ولا زال محافظاً على مكاسبه بنحو 20% في الربع الأول. يأمل المغرب في أن يعود إلى تصنيف الدول الناشئة بعد أن غادرها قبل 12 سنة، ويضم التصنيف عدداً من الدول من بينها السعودية والإمارات وتركيا ومصر والكويت. من شأن هذه العودة المرتقبة أن تجذب المستثمرين الأجانب بشكل أكبر، وتعزز السيولة في السوق.
إقتصاد

المغرب ثاني مستثمر إفريقي بتوجه استثماري قوي نحو جنوب الصحراء
أفاد سعيد الإبراهيمي، المدير العام للقطب المالي للدار البيضاء، أن المغرب ثاني أكبر مستثمر إفريقي في القارة، إذ يوجه أكثر من 40% من تدفقاته من الاستثمارات الأجنبية المباشرة نحو إفريقيا جنوب الصحراء. وأوضح الإبراهيمي، على هامش الدورة الرابعة لمنتدى أوروبا-إفريقيا، وهو لقاء أعمال جمع قادة الأعمال والمستثمرين وصناع القرار من القارتين هذا الأسبوع في مرسيليا، بمشاركة المغرب كضيف شرف، أن دينامية المؤسسة المالية مدفوعة بإرادة واضحة، تجسدها الرؤية الملكية لصالح الاندماج الإفريقي، موضحا أن "خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس في أبيدجان سنة 2014 قد حدد مسارا واضحا: إفريقيا تثق في إفريقيا، ومغرب يضطلع بدوره الكامل في تحقيق هذا الطموح" وأكد المدير العام للقطب المالي للدار البيضاء، أن "هذه الرؤية تجسدت بشكل ملحوظ من خلال زيادة استثماراتنا في القارة، ومن خلال دبلوماسية اقتصادية نشطة ومنسجمة". وأوضح المتحدث ذاته، في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، أن "هذا العرض المالي يستند إلى بنية تحتية فعالة، مثل ميناء طنجة المتوسط، الميناء الأول في إفريقيا، وشبكة جوية كثيفة، إضافة إلى عدد من الاتفاقيات التجارية المتينة مع الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، والعديد من الدول الإفريقية". وبحسبه، فإن "القطب المالي للدار البيضاء هو الامتداد العملي لهذه الرؤية"، مضيفا أن المركز يوفر للمجموعات الأوروبية إطارا يتوافق مع المعايير الدولية، مع منحها إمكانية الولوج المباشر إلى الأسواق الإفريقية. وأبرز الإبراهيمي أن "القطب يضطلع أيضا بدور المرصد الاستراتيجي"، مشيرا إلى أن المؤسسة تنشر تحليلات عميقة حول التحولات الاقتصادية والمالية الكبرى في القارة - مثل تلك المخصصة لمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية - لإطلاع صناع القرار في أوروبا وإفريقيا. وتابع بالقول: "بعبارة أخرى، لا يقتصر دور القطب المالي على توجيه تدفقات رؤوس الأموال فحسب، بل يعمل على هيكلة منظومات اقتصادية، وتقاسم المعلومات الاقتصادية، ومواكبة تطوير الكفاءات الضرورية لتحقيق تنمية مستدامة". وشدد المسؤول على أن "هذا التقارب بين الرؤية الإستراتيجية، والتموقع الإقليمي، والطموح العالمي، هو ما يجعل من القطب المالي للدار البيضاء اليوم رافعة حقيقية للتحول الاقتصادي على المستوى القاري"، مبرزا أن "المغرب يجمع بين الاستقرار المؤسساتي، والقرب الجغرافي، والتوافق التنظيمي مع الاتحاد الأوروبي، وعمق الروابط الاقتصادية مع القارة الإفريقية". وأكد أن الانتعاش المسجل في تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة سنة 2024، بنسبة فاقت 55 في المائة، يعكس بوضوح هذا التحول، مشددا على أن "المغرب لم يعد مجرد نقطة عبور، بل أصبح نقطة ارتكاز". وفي سياق إعادة توجيه الاستثمارات الأجنبية نحو منطق "الصداقة الاقتصادية" (friendshoring)، اعتبر السيد الإبراهيمي أن القطب المالي للدار البيضاء يشكل "بديلا موثوقا"، إذ يتيح للفاعلين الاقتصاديين الأوروبيين الولوج إلى بيئة أعمال جاذبة وإطار قانوني مطابق لأفضل المعايير الدولية. وأوضح أن "شراكاتنا مع 24 وكالة وطنية ودولية لتنمية الاستثمارات تسهم في تسهيل الولوج إلى أسواق القارة، لا سيما في القطاعات الاستراتيجية مثل الطاقات المتجددة، والبنيات التحتية، والمالية". وأشار إلى أن القطب يضم ما يقرب من 240 عضوا، من بينهم 50 شركة فرنسية، ما يعزز موقع المغرب كـ"صلة وصل" بين القارتين، مضيفا أن "هذه القدرة على الوساطة، في عالم معقد، أصبحت بمثابة رصيد جيو-اقتصادي حقيقي". وفي السياق ذاته، أبرز الإبراهيمي "المعادلة النادرة" التي تجمع بين منظومة مالية متكاملة وبنيات تحتية على المستوى القاري في مدينة الدار البيضاء، ما يفسر جاذبيتها المتزايدة كبوابة نحو إفريقيا. وقال إن "المدينة تحتضن مقرات كبريات البنوك وشركات التأمين المغربية، وتضم ثالث أكبر بورصة في إفريقيا، فضلا عن مطار يربطها بأكثر من 100 وجهة في ثلاث قارات"، مشيرا أيضا إلى توفر رأسمال بشري متعدد اللغات وتكلفة استقرار تنافسية. من جهة أخرى، ذكر المدير العام بالتزام القطب المالي للدار البيضاء بدعم التمويل المستدام، مشيرا إلى أن القطب "ساهم في إعداد خارطة طريق، بتنسيق مع السلطات المالية المغربية، ويعمل حاليا مع صندوق الإيداع والتدبير على إرساء سوق طوعي للكربون ذي بعد إقليمي". وأضاف أن القطب المالي للدار البيضاء "عضو نشط في شبكة المراكز المالية المستدامة التابعة للأمم المتحدة (FC4S)، ويرأس منذ سنة 2025 التحالف العالمي للمراكز المالية الدولية"، كما "انضم مؤخرا إلى مبادرة التمويل التابعة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP FI) كهيئة داعمة". وختم الإبراهيمي بالقول: "يشكل هذا الانخراط مرحلة جديدة في التزامنا بتسريع الانتقال نحو تمويل إفريقي مسؤول ومستدام"، مشددا على أن الفاعلين الدوليين يختارون الدار البيضاء لهذا التموقع المزدوج: "كمحور عملياتي متكامل ضمن سلاسل القيمة العالمية، وبيئة آمنة ومبتكرة تواكب متطلبات الاستدامة".
إقتصاد

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الجمعة 09 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة