وطني

شهادات مؤثرة عن انتفاضة المغاربة ضد الإرهاب الاستعماري في دجنبر 1952


كشـ24 | و.م.ع نشر في: 7 ديسمبر 2018

بعد مرور 66 عاما، وهو يتجاوز عقده الثامن ببضع سنوات، ما يزال الحاج عباس المقاوم يستذكر أحداث يومي السابع والثامن من جنبر من العام 1952 بالدار البيضاء بعد جريمة اغتيال الزعيم النقابي المغاربي فرحات حشاد، بحماسة وعنفوان يحكي عما عاشه من وقائع أرخت لمسار جديد لحركة الكفاح الوطني ضد الاستعمار الفرنسي.لم يكن عمره حينها يتجاوز 22 سنة، عندما تناقلت ساكنة الحي المحمدي، هذا الحي البيضاوي العريق الذي كان يعرف بكونه معقلا للحركة العمالية المقاومة، وأكبر تجمع عمالي على مستوى المدينة، خبر اغتيال فرحات حشاد وقرار زعماء الحركة الوطنية والنقابية بالمغرب خوض إضراب عام تضامنا مع الشعب التونسي في صراعه المرير للانعتاق من الاستعمار.حينها، يقول الحاج عباس، الذي كان من أطر حزب الاستقلال بالحي في شهادة لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة تخليد الشعب المغربي للذكرى 66 لهذه الانتفاضة، تداعى العمال وشباب الحي بكل فئاتهم إلى تظاهرات حاشدة عبأت مختلف شرائح الساكنة، انتهت بمواجهات عنيفة مع قوات الحماية، وأسفرت عن العديد من الشهداء والجرحى، واعتقالات في صفوف المتظاهرين من أبناء الحي.ويواصل هذا المقاوم، الذي كان من أبناء كاريان السوق بالحي المحمدي، روايته لما شهدته الدار البيضاء يوم 7 دجنبر "بعدما أقدمت منظمة اليد الحمراء على اغتيال الزعيم فرحات حشاد يوم 5 دجنبر من العام 1952، دعا الاتحاد العام للنقابات المغربية كل العمال ومختلف شرائح الشعب المغربي لجعل يوم 8 دجنبر يوم حداد وطني، وإلى يوم إضراب وطني لمدة 24 ساعة، وسبق ذلك تنظيم تجمع حاشد صبيحة يوم 7 دجنبر بشارع لاسال المسمى حاليا شارع فرحات حشاد، لتتم محاصرة المجتمعين والتنكيل بهم، متسببة في العديد من القتلى والجرحى تلك الليلة".وفي اليوم الموالي، تواصلت المواجهات خاصة بعد سقوط عدد كبير من الجرحى والشهداء، يتابع الحاج عباس، لتكون التعبئة عامة من أجل إسعاف الجرحى وتأبين الشهداء، فالقوات الاستعمارية لم تتوان عن تسخير عصاباتها المدججة بمختلف أنواع الأسلحة لمواجهة المواطنين العزل والبطش بهم، ومهاجمة مواكب جنائز الشهداء وجثامينهم الطاهرة.ويؤكد أن تلك الأحداث جاءت عقب تفاقم الأوضاع، بسبب تعنت سلطة الحماية ونكثها لوعودها للمغرب بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، ينضاف إلى ذلك الضغوط التي مارستها على جلالة المغفور له الملك محمد الخامس طيب الله ثراه ليقبل بالإصلاحات التي تريدها هي لا التي يطالب بها الشعب المغربي.كل تلك العوامل أدت إلى احتقان كبير، تكرس بعد حملة الاعتقالات التي طالت زعماء الحركة الوطنية ونفي عدد منهم إلى خارج المغرب، وحصول حالة فراغ سياسي، أفرزت قيادات شبابية جديدة غيرت مسار المقاومة نحو الكفاح المسلح والعمل الفدائي، خاصة بعد إقدام سلطات الحماية على نفي جلالة المغفور له محمد الخامس وعائلته إلى مدغشقر.وهو ما يؤكده أستاذ التاريخ المعاصر بكلية الآداب عين الشق محمد معروف الدفالي الذي اعتبر أن الحديث عن انتفاضة 7 و8 دجنبر 1952 هو حديث عن منعطف مهم جدا في تاريخ المغرب، وتاريخ الحركة الوطنية على الخصوص.وأبرز أن حركة الكفاح الوطني شهدت ثلاثة منعطفات رئيسية، تمثلت في الأحداث التي شهدتها الدار البيضاء سنة 1947 بالدرب الكبير وبن مسيك، والتي حاولت من خلالها السلطات الاستعمارية عرقلة الزيارة التاريخية التي كان يعتزم جلالة المغفور له محمد الخامس القيام بها لمدينة طنجة، ثم انتفاضة 7 و8 دجنبر 1952، وثالثها إقدام الحماية على جريمة نفي جلالته وعائلته إلى جزيرة كورسيكا ومنها إلى مدغشقر.ويرى هذا الباحث أن انتفاضة الدار البيضاء تعد أهم هذه المنعطفات، إذ حملت تحولات رئيسية أعقبت مجموعة من التحرشات الفرنسية بالحركة الوطنية من طرف المقيم العام جوان، الذي هدد السلطان بالنفي لإرغامه على الموافقة على الإصلاحات التي تريدها سلطات الحماية، لتصل العلاقات بين الجانبين إلى حد كبير من التوتر غير مسبوق.وأضاف أن أهمية هذه الأحداث ترجع لكونها جسدت بالملموس الترابط القوي بين مصائر أقطار المغرب العربي في نضالها ضد الاستعمار الفرنسي، وقوة العلاقات التي كانت تجمع القوى العمالية بالبلدين الشقيقين، إلى الحد الذي قدم فيه الشعب المغربي عشرات الشهداء تضامنا مع الشعب التونسي إثر تصفية يد الغدر لزعيمه الوطني والنقابي فرحات حشاد.وقال إن ما وقع بعد يومي 7 و8 دجنبر شكل نقلة نوعية للقضية المغربية عبر العالم، حيث تجاوز صداها حدود المغرب، لتحظى القضية الوطنية بمساندة كبيرة من طرف أحرار العالم، وحتى من من طرف مجموعة من الفعاليات الفرنسية المقيمة داخل المغرب وبفرنسا، والمنتمية على الخصوص إلى صفوف اليسار الفرنسي والكاثوليكيين الليبيراليين الذين أبدوا تعاطفا قويا مع مطالب الشعب المغربي وتطلعه إلى الحرية والاستقلال.ومن جهة ثانية، يشير هذا الباحث، إلى أن استمرار السلطات الفرنسية في اعتداءاتها ضد الشعب المغربي، وقيامها باعتقال عدد كبير من الوطنيين، وإغلاق مقرات الأحزاب، وتوقيف الصحف، كل ذلك خلق قناعة لدى الشباب بضرورة الانتقال إلى العمل الفدائي لمواجهة الغطرسة الاستعمارية، يقينا منهم بأن " ما أخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة".ويبدو أن فرنسا، التي كانت تعتقد أنه باغتيال فرحات حشاد ستضع حدا لحركة النضال الوطني التونسية، لم يدر في خلدها أنه بهذه الجريمة أطلقت شرارة فعل فدائي نوعي بالمنطقة بأكملها، لم يخمد لهيبها إلا بإذعانها لمطالب شعوب المغرب العربي وحصول الأقطار الثلاثة على حريتها واستقلالها.وفي هذا ، يقول المقاوم بوشعيب اسفيرن، في شهادته التي خص بها وكالة المغرب العربي للانباء ، إن المغرب العربي كان موحدا حول قضية واحدة، تتمثل في تصفية الاستعمار بالأقطار الثلاثة، تونس والجزائر والمغرب، فقد كان الشعار الموحد للتظاهرات التي شهدتها الدار البيضاء يومي 7 و8 دجنبر هو "تعيش الوحدة المغاربية العربية ويسقط الاستعمار".ما يزال يتذكر، وهو الذي كان حينها يتلمس طريقه على درب الكفاح في عقده الثاني، كيف خرجت ساكنة درب غلف لتعبر عن تضامنها مع الأشقاء في تونس، وتجسد بالملموس أواصر الأخوة التي تجمع شعوب المغرب العربي، والتي انتهت بدورها بمواجهات عنيفة واعتقالات وسقوط شهداء، مهدوا الطريق للشباب التواق إلى الحرية والاستقلال من أجل مواصلة الكفاح، كل حسب موقعه (التخطيط والتمويل والتنفيذ).وبالنسبة إليه، فقد كان للتأطير الحزبي والنقابي للشباب دور كبير في خلق وعي وطني، أسهم في بناء حركة مقاومة تدرك جيدا التحديات التي كانت تواجه المغرب في مسيرته نحو الاستقلال، مما جعلها تفطن لكل مؤامرات ودسائس الاستعمار، وتعمل على مواجهتها والتصدي لها بأشكال مختلفة.ويضيف "كنت ممن عاصروا الأحداث، حينها كان عمري 20 سنة، وقد ساهمت هذه الأحداث في الرفع من وعينا الوطني، لننخرط بعدها في العمل الفدائي ونخضع لتأطير ساعدنا على خوص العمل النضالي بأساليب مختلفة، تعلمنا مبادئ التضحية من أجل الوطن ومواجهة المستعمر".فهذا المقاوم، الذي خبر دروب العمل النضالي بتشجيع من أخيه الأكبر، يعتبر، بدوره، أن انتفاضة الدار البيضاء شكلت نقطة انطلاقة العمل الفدائي، إذ بعدها أيقنت الحركة الوطنية أن فرنسا لا تريد السلم، فتم تشكيل خلايا وتأطير المقاومين، والانتقال إلى المقاومة المسلحة وسط احتضان شعبي لعناصر المقاومة ورموز النضال الوطني.والبداية كانت من عملاء الاستعمار، ثم الأجانب من رموز الحماية، مما أجبر السلطات الاستعمارية على الرضوخ لمطالب الحركة الوطنية، وهو ما تكلل بعودة جلالة المغفور له محمد الخامس واستقلال المغرب.هذا الاستقلال، بالنسبة للحاج عباس المقاوم، "لم يكن سهلا، ولا رخيصا، بل جاء " بالدم والموت والمعاناة"، أما الحاج اسفيرن فهو يهيب بشباب اليوم ورجال الغد "أن يحبوا بلادهم ويكون لديهم حس وطني، حاربنا الاستعمار بالعمل الفدائي، اليوم هم مطالبون بالسعي إلى العلم لتحقيق التقدم، والتحلي بالروح الوطنية من أجل بناء وطن الغد".

بعد مرور 66 عاما، وهو يتجاوز عقده الثامن ببضع سنوات، ما يزال الحاج عباس المقاوم يستذكر أحداث يومي السابع والثامن من جنبر من العام 1952 بالدار البيضاء بعد جريمة اغتيال الزعيم النقابي المغاربي فرحات حشاد، بحماسة وعنفوان يحكي عما عاشه من وقائع أرخت لمسار جديد لحركة الكفاح الوطني ضد الاستعمار الفرنسي.لم يكن عمره حينها يتجاوز 22 سنة، عندما تناقلت ساكنة الحي المحمدي، هذا الحي البيضاوي العريق الذي كان يعرف بكونه معقلا للحركة العمالية المقاومة، وأكبر تجمع عمالي على مستوى المدينة، خبر اغتيال فرحات حشاد وقرار زعماء الحركة الوطنية والنقابية بالمغرب خوض إضراب عام تضامنا مع الشعب التونسي في صراعه المرير للانعتاق من الاستعمار.حينها، يقول الحاج عباس، الذي كان من أطر حزب الاستقلال بالحي في شهادة لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة تخليد الشعب المغربي للذكرى 66 لهذه الانتفاضة، تداعى العمال وشباب الحي بكل فئاتهم إلى تظاهرات حاشدة عبأت مختلف شرائح الساكنة، انتهت بمواجهات عنيفة مع قوات الحماية، وأسفرت عن العديد من الشهداء والجرحى، واعتقالات في صفوف المتظاهرين من أبناء الحي.ويواصل هذا المقاوم، الذي كان من أبناء كاريان السوق بالحي المحمدي، روايته لما شهدته الدار البيضاء يوم 7 دجنبر "بعدما أقدمت منظمة اليد الحمراء على اغتيال الزعيم فرحات حشاد يوم 5 دجنبر من العام 1952، دعا الاتحاد العام للنقابات المغربية كل العمال ومختلف شرائح الشعب المغربي لجعل يوم 8 دجنبر يوم حداد وطني، وإلى يوم إضراب وطني لمدة 24 ساعة، وسبق ذلك تنظيم تجمع حاشد صبيحة يوم 7 دجنبر بشارع لاسال المسمى حاليا شارع فرحات حشاد، لتتم محاصرة المجتمعين والتنكيل بهم، متسببة في العديد من القتلى والجرحى تلك الليلة".وفي اليوم الموالي، تواصلت المواجهات خاصة بعد سقوط عدد كبير من الجرحى والشهداء، يتابع الحاج عباس، لتكون التعبئة عامة من أجل إسعاف الجرحى وتأبين الشهداء، فالقوات الاستعمارية لم تتوان عن تسخير عصاباتها المدججة بمختلف أنواع الأسلحة لمواجهة المواطنين العزل والبطش بهم، ومهاجمة مواكب جنائز الشهداء وجثامينهم الطاهرة.ويؤكد أن تلك الأحداث جاءت عقب تفاقم الأوضاع، بسبب تعنت سلطة الحماية ونكثها لوعودها للمغرب بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، ينضاف إلى ذلك الضغوط التي مارستها على جلالة المغفور له الملك محمد الخامس طيب الله ثراه ليقبل بالإصلاحات التي تريدها هي لا التي يطالب بها الشعب المغربي.كل تلك العوامل أدت إلى احتقان كبير، تكرس بعد حملة الاعتقالات التي طالت زعماء الحركة الوطنية ونفي عدد منهم إلى خارج المغرب، وحصول حالة فراغ سياسي، أفرزت قيادات شبابية جديدة غيرت مسار المقاومة نحو الكفاح المسلح والعمل الفدائي، خاصة بعد إقدام سلطات الحماية على نفي جلالة المغفور له محمد الخامس وعائلته إلى مدغشقر.وهو ما يؤكده أستاذ التاريخ المعاصر بكلية الآداب عين الشق محمد معروف الدفالي الذي اعتبر أن الحديث عن انتفاضة 7 و8 دجنبر 1952 هو حديث عن منعطف مهم جدا في تاريخ المغرب، وتاريخ الحركة الوطنية على الخصوص.وأبرز أن حركة الكفاح الوطني شهدت ثلاثة منعطفات رئيسية، تمثلت في الأحداث التي شهدتها الدار البيضاء سنة 1947 بالدرب الكبير وبن مسيك، والتي حاولت من خلالها السلطات الاستعمارية عرقلة الزيارة التاريخية التي كان يعتزم جلالة المغفور له محمد الخامس القيام بها لمدينة طنجة، ثم انتفاضة 7 و8 دجنبر 1952، وثالثها إقدام الحماية على جريمة نفي جلالته وعائلته إلى جزيرة كورسيكا ومنها إلى مدغشقر.ويرى هذا الباحث أن انتفاضة الدار البيضاء تعد أهم هذه المنعطفات، إذ حملت تحولات رئيسية أعقبت مجموعة من التحرشات الفرنسية بالحركة الوطنية من طرف المقيم العام جوان، الذي هدد السلطان بالنفي لإرغامه على الموافقة على الإصلاحات التي تريدها سلطات الحماية، لتصل العلاقات بين الجانبين إلى حد كبير من التوتر غير مسبوق.وأضاف أن أهمية هذه الأحداث ترجع لكونها جسدت بالملموس الترابط القوي بين مصائر أقطار المغرب العربي في نضالها ضد الاستعمار الفرنسي، وقوة العلاقات التي كانت تجمع القوى العمالية بالبلدين الشقيقين، إلى الحد الذي قدم فيه الشعب المغربي عشرات الشهداء تضامنا مع الشعب التونسي إثر تصفية يد الغدر لزعيمه الوطني والنقابي فرحات حشاد.وقال إن ما وقع بعد يومي 7 و8 دجنبر شكل نقلة نوعية للقضية المغربية عبر العالم، حيث تجاوز صداها حدود المغرب، لتحظى القضية الوطنية بمساندة كبيرة من طرف أحرار العالم، وحتى من من طرف مجموعة من الفعاليات الفرنسية المقيمة داخل المغرب وبفرنسا، والمنتمية على الخصوص إلى صفوف اليسار الفرنسي والكاثوليكيين الليبيراليين الذين أبدوا تعاطفا قويا مع مطالب الشعب المغربي وتطلعه إلى الحرية والاستقلال.ومن جهة ثانية، يشير هذا الباحث، إلى أن استمرار السلطات الفرنسية في اعتداءاتها ضد الشعب المغربي، وقيامها باعتقال عدد كبير من الوطنيين، وإغلاق مقرات الأحزاب، وتوقيف الصحف، كل ذلك خلق قناعة لدى الشباب بضرورة الانتقال إلى العمل الفدائي لمواجهة الغطرسة الاستعمارية، يقينا منهم بأن " ما أخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة".ويبدو أن فرنسا، التي كانت تعتقد أنه باغتيال فرحات حشاد ستضع حدا لحركة النضال الوطني التونسية، لم يدر في خلدها أنه بهذه الجريمة أطلقت شرارة فعل فدائي نوعي بالمنطقة بأكملها، لم يخمد لهيبها إلا بإذعانها لمطالب شعوب المغرب العربي وحصول الأقطار الثلاثة على حريتها واستقلالها.وفي هذا ، يقول المقاوم بوشعيب اسفيرن، في شهادته التي خص بها وكالة المغرب العربي للانباء ، إن المغرب العربي كان موحدا حول قضية واحدة، تتمثل في تصفية الاستعمار بالأقطار الثلاثة، تونس والجزائر والمغرب، فقد كان الشعار الموحد للتظاهرات التي شهدتها الدار البيضاء يومي 7 و8 دجنبر هو "تعيش الوحدة المغاربية العربية ويسقط الاستعمار".ما يزال يتذكر، وهو الذي كان حينها يتلمس طريقه على درب الكفاح في عقده الثاني، كيف خرجت ساكنة درب غلف لتعبر عن تضامنها مع الأشقاء في تونس، وتجسد بالملموس أواصر الأخوة التي تجمع شعوب المغرب العربي، والتي انتهت بدورها بمواجهات عنيفة واعتقالات وسقوط شهداء، مهدوا الطريق للشباب التواق إلى الحرية والاستقلال من أجل مواصلة الكفاح، كل حسب موقعه (التخطيط والتمويل والتنفيذ).وبالنسبة إليه، فقد كان للتأطير الحزبي والنقابي للشباب دور كبير في خلق وعي وطني، أسهم في بناء حركة مقاومة تدرك جيدا التحديات التي كانت تواجه المغرب في مسيرته نحو الاستقلال، مما جعلها تفطن لكل مؤامرات ودسائس الاستعمار، وتعمل على مواجهتها والتصدي لها بأشكال مختلفة.ويضيف "كنت ممن عاصروا الأحداث، حينها كان عمري 20 سنة، وقد ساهمت هذه الأحداث في الرفع من وعينا الوطني، لننخرط بعدها في العمل الفدائي ونخضع لتأطير ساعدنا على خوص العمل النضالي بأساليب مختلفة، تعلمنا مبادئ التضحية من أجل الوطن ومواجهة المستعمر".فهذا المقاوم، الذي خبر دروب العمل النضالي بتشجيع من أخيه الأكبر، يعتبر، بدوره، أن انتفاضة الدار البيضاء شكلت نقطة انطلاقة العمل الفدائي، إذ بعدها أيقنت الحركة الوطنية أن فرنسا لا تريد السلم، فتم تشكيل خلايا وتأطير المقاومين، والانتقال إلى المقاومة المسلحة وسط احتضان شعبي لعناصر المقاومة ورموز النضال الوطني.والبداية كانت من عملاء الاستعمار، ثم الأجانب من رموز الحماية، مما أجبر السلطات الاستعمارية على الرضوخ لمطالب الحركة الوطنية، وهو ما تكلل بعودة جلالة المغفور له محمد الخامس واستقلال المغرب.هذا الاستقلال، بالنسبة للحاج عباس المقاوم، "لم يكن سهلا، ولا رخيصا، بل جاء " بالدم والموت والمعاناة"، أما الحاج اسفيرن فهو يهيب بشباب اليوم ورجال الغد "أن يحبوا بلادهم ويكون لديهم حس وطني، حاربنا الاستعمار بالعمل الفدائي، اليوم هم مطالبون بالسعي إلى العلم لتحقيق التقدم، والتحلي بالروح الوطنية من أجل بناء وطن الغد".



اقرأ أيضاً
المغرب يستضيف مؤتمر المحاكم العليا التي تتقاسم استعمال اللغة الفرنسية
تستضيف محكمة النقض بالمملكة المغربية أيام 2و3 و4 يوليوز 2025، المؤتمر الثامن لجمعية المحاكم العليا التي تتقاسم استعمال اللغة الفرنسية (AHJUCAF)، بمشاركة ما يناهز 30 دولة، تحت شعار "المحكمة العليا المثالية". ويمثل المملكة المغربية في هذا المؤتمر وفد هام يترأسه الرئيس الأول لمحكمة النقض.ويعرف المؤتمر تنظيم ثلاث موائد مستديرة، تتمحور الأولى حول "المكانة المؤسساتية للمحاكم العليا وضمانات استقلال القضاة"، والثانية حول "الوقاية من تضارب المصالح والرشوة، والإدارة والاستقلال المالي للمحاكم، والولوج إلى المحكمة وإدارة النزاعات"، وتتمحور المائدة المستديرة الثالثة حول "قرارات المحاكم العليا: التعليل، والجودة، والنشر، والتواصل مع الجمهور". كما ستتداول الجمعية العمومية في بعض القضايا التنظيمية الخاصة بهياكل الجمعية. ومعلوم أن جمعية المحاكم العليا للدول التي تتقاسم استعمال اللغة الفرنسية، تضم في عضويتها 49 محكمة عليا. وهي تهدف إلى تعزيز التعاون والتضامن وتبادل الأفكار والخبرات والتجارب بين أعضائها بشأن القضايا التي تدخل في نطاق اختصاصات المحاكم العليا. كما تهدف إلى تعزيز دور المحاكم العليا في ترسيخ سيادة القانون وتعزيز الأمن القانوني وتنظيم القرارات القضائية، ومواءمة القانون داخل الدول الأعضاء.
وطني

وزير الداخلية يترأس حفل تخرج الفوج الستين للسلك العادي لرجال السلطة
ترأس وزير الداخلية، يومه الأربعاء 2 يوليوز 2025 بالمعهد الملكي للإدارة الترابية بالقنيطرة، حفل تخرج الفوج الستين للسلك العادي لرجال السلطة والذي يضم 113 خريجا وخريجة، وذلك بحضور عدد من الشخصيات المدنية والعسكرية. وقد تخللت هذا الحفل مراسم توزيع الشهادات على المتفوقين، وكذا تقديم استعراض عسكري من طرف المتخرجين. وفق بلاغ لوزارة الداخلية، جسدت هذه المناسبة الحرص الراسخ لوزارة الداخلية على جعل العنصر البشري في صلب أولوياتها، من خلال استثمارها المتواصل في تطوير منظومة التكوين بالمعهد لجعلها قادرة على تطعيم الإدارة الترابية بكوادر قيادية جديدة تمتلك المؤهلات الكفيلة برفع التحديات التنموية وترجمة الرهانات الوطنية الكبرى، في سبيل خدمة المواطنين المغاربة وتعزيز مسيرة نماء وتقدم المملكة، تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس. كما شكل هذا الحفل محطة جديدة لتأكيد جهود وزارة الداخلية المتواصلة لتوطيد نهج إصلاحي متكامل يروم تعزيز فعالية الأداء الوظيفي، وتوجيه الطاقات نحو استيعاب الاحتياجات الواقعية والمتغيرات الطارئة، والتأقلم السريع مع التحولات المجتمعية، بهدف استشراف الحاجات الحقيقية للمواطنين والاستجابة السريعة والمتوازنة لتطلعاتهم، وذلك انطلاقا من الدور المحوري لرجال السلطة في تفعيل الخدمات العمومية ومواكبة مسيرة التنمية الشاملة. وتأتي هذه المساعي تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية التي تحث على ضرورة الارتقاء بأداء الإدارة الترابية وترسيخ قيم الخدمة العمومية النوعية، وجعلها مرآة عاكسة لمبادئ المصلحة العامة والعدالة المجالية والتماسك الاجتماعي.
وطني

المغرب يصدّ الجراد الصحراوي برشّ أزيد من 12 ألف هكتار
أطلقت السلطات المغربية خطة استباقية شاملة لمواجهة أي تهديدات الجراد الصحراوي، مركزة على المناطق الجنوبية الشرقية للبلاد التي شهدت مؤشرات أولية لتكاثر الجراد، وذلك في ظل التحذيرات الإقليمية من فورة الجراد الصحراوي التي بدأت منذ مارس 2025 بعدد من بلدان شمال إفريقيا، خاصة الجزائر وتونس وليبيا وتشاد. ووفق معطيات رسمية قدمها وزير الداخلية، فقد انطلقت عمليات المراقبة والرصد الميداني منذ منتصف مارس، همّت مناطق وادي درعة وتافيلالت، حيث تم رصد مجموعات متفرقة من الجراد اليافع والمجنح، لاسيما في أقاليم زاكورة وطاطا والراشيدية.وأوضح لفتيت، أنه بتنسيق بين المركز الوطني لمكافحة الجراد وعدد من المتدخلين، جرى تنفيذ عمليات رش أرضية وجوية مكثفة، شملت حتى نهاية ماي أكثر من 12500 هكتار، منها 7900 هكتار عبر الطائرات، و4700 هكتار عبر الرش اليدوي أو المحمول. وشملت عمليات المعالجة هاته، رش 5300 هكتار بإقليم زاكورة (بينها 2600 جويا)، و5616 هكتارا بإقليم طاطا (منها 4400 جويا)، فيما شهد إقليم الراشيدية رش 1584 هكتارا (منها 800 جويا). وحسب ما أورده وزير الداخلية في جوابه على سؤال كتابي للنائب البرلماني، إدريس السنتيسي عن الفريق الحركي بمجلس النواب، حول “التدابير الاستباقية لمواجهة خطر أسراب الجراد الصحراوي”، فإن هذه التدخلات جنبت المملكة من حدوث أي خسائر إلى حد الآن. لفتيت أعلن عدم تسجيل أية خسائر في المحاصيل الزراعية الربيعية، خاصة زراعة الحبوب على مستوى وادي درعة وجنوب تافيلالت، مشيرا إلى أن جميع عمليات رش المبيدات تتم بحضور ممثلي السلطة المحلية وعناصر الدرك الملكي. وشددت الوزارة على أن جميع التدخلات تتم بتنسيق مع السلطات المحلية، مع إشعار الساكنة ومربي الماشية والنحل قبل أي عملية رش، لتفادي أية أضرار جانبية محتملة. ويتوفر المغرب، حسب جواب وزير الداخلية، على أسطول ميداني متكامل يتكون من 212 مركبة، منها 7 شاحنات ذات حمولة صغيرة ومتوسطة لنقل المبيدات والوقود، وأكثر من 546 آلة لرش المبيدات، منها 122 محمولة على العربات و277 محمولة على الظهر و147 آلة يدوية للتدخل الوقائي السريع. إلى جانب ذلك، تمت تعبئة 6 طائرات TURBO TRUSH تمركزت في طاطا وزاكورة والراشيدية، فيما تشرف القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي على الجانب التقني لعمليات الرش الجوي. ومن أجل الاستعداد لإدارة وتدبير فورة الجراد الحالية، وكذلك تطور الوضع في الموسم المقبل، أفاد وزير الداخلية بأن المركز الوطني لمكافحة الجراد يقوم بتنفيذ العديد من العمليات، على رأسها تحديد قائمة الموارد البشرية التي تشارك في إدارة الأزمة، وتدريب وتكوين الأطر للرفع من المستوى التقني للمتدخلين في عمليات المكافحة.
وطني

مؤسسة كونراد أديناور : لهذه الأسباب يفضل المغرب أسلحة نوعية ودقيقة
يستثمر المغرب بقوة في تحديث قواته المسلحة. وفي السنوات الأخيرة، استحوذ على سلسلة من أنظمة الأسلحة المتطورة، بما في ذلك مروحيات أباتشي وطائرات بدون طيار وأنظمة مضادة للصواريخ، معظمها من الولايات المتحدة وإسرائيل. تهدف هذه المشتريات الاستراتيجية إلى تعزيز الدفاع الوطني. ومنذ ما يقارب عقدًا من الزمان، يخوض المغرب سباق تسلح مع جارته الجزائر. ويزيد كلا البلدين ميزانيتيهما العسكرية سنويًا، ويُنفق جزء كبير منها على أحدث جيل من الأسلحة والمعدات. ومن الأمثلة الملموسة على ذلك استلام القوات المسلحة الملكية المغربية مروحيات هجومية أمريكية من طراز AH-64 أباتشي في 5 مارس. وووفقًا لتقرير حديث صادر عن مؤسسة كونراد أديناور، نقلته صحيفة " إل ديبات" ، فإن "أكبر منافس للمغرب هو جارته المباشرة، الجزائر، التي تعتمد على ثرواتها الطبيعية. وتحتل الجزائر المرتبة الثالثة عالميًا من حيث الإنفاق العسكري نسبةً إلى الناتج المحلي الإجمالي، بعد أوكرانيا وإسرائيل". ويسلط تقرير مؤسسة كونراد أديناور الضوء على أن الجزائر "تحاول تأكيد هيمنتها الإقليمية، مما يشكل تحديًا مباشرًا لأمن المغرب"، خاصة بالنظر إلى الهجمات الجهادية المتكررة في منطقة الساحل. ويبرر هذا التهديد شراء المغرب للطائرات بدون طيار التركية. على سبيل المثال، في أبريل 2021، طلب المغرب ثلاثة عشر طائرة بدون طيار من طراز Bayraktar TB2 مقابل 70 مليون دولار، تلاها ست وحدات إضافية في صفقة لاحقة، ليصل المجموع إلى تسعة عشر طائرة بدون طيار من طراز TB2. وتتمتع هذه الطائرات بدون طيار، المخصصة لكل من المهام الاستخباراتية والقتال، باستقلالية لمدة 27 ساعة ومدى 150 كيلومترًا، مما أثار أيضًا مخاوف في إسبانيا. في ماي الماضي، وافقت وزارة الخارجية الأمريكية على بيع 600 صاروخ FIM-92K Stinger Block I والمعدات ذات الصلة إلى المغرب، بقيمة تقدر بنحو 825 ​​مليون دولار. ويشير تقرير مؤسسة كونراد أديناور أيضًا إلى أن المغرب يُفضل أنظمة الدقة بشكل واضح. وتشمل هذه الطائرات المقاتلة الأمريكية من طراز F-16 Block 70/72، والمتوقع تسليمها عام 2027. هذه الطائرات المقاتلة، المُجهزة برادار APG-83 النشط الإلكتروني المسح (AESA) المتطور، قادرة على ضرب أهداف جوية وأرضية ضمن دائرة نصف قطرها أكثر من 550 كيلومترًا. وذكر التقرير أن شراء مدفع هاوتزر أتموس 2000 الإسرائيلي، وهو مدفع هاوتزر عيار 155 ملم بمدى 41 كيلومترًا ويستخدم ذخيرة ذات مدى واسع، "يعزز الموقف الدفاعي للمغرب بشكل أكبر". كما يُسلط التقرير الضوء على شراء الرباط لطائرات بيرقدار TB2 وأكينسي المُسيّرة، وهما نظامان متطوران لمهام الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع
وطني

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الخميس 03 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة