إقتصاد

شركات نفط عملاقة تزود المغرب بوقود سام


كشـ24 - وكالات نشر في: 14 يوليو 2018

يستورد المغرب الى جانب عدد من دول منطقة غرب إفريقيا،  ما يطلق عليه سماسرة تجارة النفط «الجودة الإفريقية»، أي منتجات نفطية رديئة الجودة ممزوجة بمواد كيميائية عالية يتم نقلها في صهاريج ناقلات متحللة.وتحتوي هذه الصادرات من المحروقات على كمية من الكبريت تتراوح ما بين 200 و1000 مرة أكثر من الكمية التي أقرتها المعايير الأوروبية، الأمر الذي يتسم بعواقب وخيمة على الصحة العمومية، في حين أنه ذو فوائد جمة بالنسبة لأصحاب ناقلات النفط.وقد تمت إزاحة الستار عن هذه الفضيحة عبر تحقيق دقيق أجرته المنظمة السويسرية Public Eye خلال شهر سبتمبر من سنة 2016.وتقول صحيفة "لوموند" الفرنسية إن هذه المرة لا يتعلق الأمر بـ»دعاية» تروج لها المنظمات غير الحكومية ولا نشطاء متعاطفون مع البيئة، كما يحاول تجار الشركات الكبرى، المتخصصة في تصدير هذا «الديزل القذر» غير القابل للبيع لا في إفريقيا ولا بمكان آخر، التسويق له.ففي تقرير رسمي نُشر الإثنين 9 يوليوز 2018، أكدت تفقدية البيئة البشرية والنقل في هولندا أن «الوقود المصدَّر نحو غرب إفريقيا مختلط إلى حد كبير» حيث قالت الصحيفة إنه بعد تفتيش 44 ناقلة متجهة إلى غرب إفريقيا، اكتشفت الشرطة البيئية الهولندية استخداماً «على مستوى عالٍ» لمادتي «المنغنيز والبنزين»، وهما من المواد عالية السرطنة. كما اكتشفت أيضاً اعتماد مواد أخرى من البتروكيماويات المحظورة في معظم أنحاء العالم. واكتشفت الشرطة البيئية الهولندية أن الوقود المخصص للتصدير نحو هذا الجزء من العالم يحتوي على «300 أضعاف الكبريت أكثر مما تسمح به المعايير الأوروبية»، وذلك حسب ما كشفته منظمة Public Eye.وفي الوقت الذي تُجري فيه هولندا هذا التحقيق، ليعرض بعد ذلك على البرلمان في تاريخ لم يتحدد بعد، يتم تصدير ما يقارب 50% من المنتجات البترولية نحو دول غرب إفريقيا عبر موانئ أمستردام وروتردام، بالإضافة إلى مدينة أنتويرب البلجيكية، وفقاً لما أكدته الأمم المتحدة، ويتم تجهيز المزيج السام في هذه المحطات عبر المصافي.وذكر التحقيق الهولندي أسماء عشرات الشركات العملاقة المتخصصة في الوساطة بمجال النفط، لعل من أبرزها شركات سويسرية على غرار شركة Vitol وشركة Gunvor، بالإضافة إلى الشركة الإنكليزية السويسرية Glencore وشركة Trafigura، علاوة على فروعها المختصة في تقديم الدعم بمجالات التكرير والتوزيع والتجارة. وقد ذكر التقرير الهولندي أيضاً أسماء شركات نفطية عملاقة على اعتبار أنها من بين أبرز المتورطين الرئيسيين ضمن هذه السلسلة من الشركات.وتُنفَّذ هذه العمليات أحياناً في البحر حفاظاً على السرية، أي على بُعد أميال قليلة من الساحل الإفريقي والمدن الكبرى التي يعيش فيها 7 ملايين نسمة والتي يموت فيها، وفقاًً لمنظمة الصحة العالمية، العديد من الأشخاص كل سنة نتيجة تعرضهم للأمراض الناجمة عن التلوث الذي تسببه الجسيمات.وتسجل المدن الرئيسية في الغرب اإلإفريقي،، على غرار داكار ولاغوس،، أعلى معدلات التعرض للجسيمات الدقيقة مقارنة بالمدن الآسيوية الأكثر تلوثاًً على ظهر الكوكب.وأفاد المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، النرويجي إريك سولهايم، ببأن «تزويد غرب إإفريقيا بالوقود السام لا يمكن وصفه بأقل من فضيحة بيئية وصحية شاملة» مضيفا أن «الفكرة التي تحيل إلى أن بعض المناطق من هذا العالم لا تستحق الحماية نفسها التي تتمتع بها بقية المناطق، تعد في الأصل رؤية صادمة».وقد وقع دعوة أصحاب الصناعات إلى التوقف عن البحث عن تعزيز الأرباح عبر استغلال نقاط الضعف التي تعانيها المعايير التي تتبعها بعض الدول بهذا المجال ففي مثل هذه الدول في غرب إفريقيا تتراوح مستويات الكبريت المسموح بها ما بين 2000 و5000 جزء في المليون بالنسبة للديزل وما بين 150 و3500 جزء في المليون للبنزين. 

يستورد المغرب الى جانب عدد من دول منطقة غرب إفريقيا،  ما يطلق عليه سماسرة تجارة النفط «الجودة الإفريقية»، أي منتجات نفطية رديئة الجودة ممزوجة بمواد كيميائية عالية يتم نقلها في صهاريج ناقلات متحللة.وتحتوي هذه الصادرات من المحروقات على كمية من الكبريت تتراوح ما بين 200 و1000 مرة أكثر من الكمية التي أقرتها المعايير الأوروبية، الأمر الذي يتسم بعواقب وخيمة على الصحة العمومية، في حين أنه ذو فوائد جمة بالنسبة لأصحاب ناقلات النفط.وقد تمت إزاحة الستار عن هذه الفضيحة عبر تحقيق دقيق أجرته المنظمة السويسرية Public Eye خلال شهر سبتمبر من سنة 2016.وتقول صحيفة "لوموند" الفرنسية إن هذه المرة لا يتعلق الأمر بـ»دعاية» تروج لها المنظمات غير الحكومية ولا نشطاء متعاطفون مع البيئة، كما يحاول تجار الشركات الكبرى، المتخصصة في تصدير هذا «الديزل القذر» غير القابل للبيع لا في إفريقيا ولا بمكان آخر، التسويق له.ففي تقرير رسمي نُشر الإثنين 9 يوليوز 2018، أكدت تفقدية البيئة البشرية والنقل في هولندا أن «الوقود المصدَّر نحو غرب إفريقيا مختلط إلى حد كبير» حيث قالت الصحيفة إنه بعد تفتيش 44 ناقلة متجهة إلى غرب إفريقيا، اكتشفت الشرطة البيئية الهولندية استخداماً «على مستوى عالٍ» لمادتي «المنغنيز والبنزين»، وهما من المواد عالية السرطنة. كما اكتشفت أيضاً اعتماد مواد أخرى من البتروكيماويات المحظورة في معظم أنحاء العالم. واكتشفت الشرطة البيئية الهولندية أن الوقود المخصص للتصدير نحو هذا الجزء من العالم يحتوي على «300 أضعاف الكبريت أكثر مما تسمح به المعايير الأوروبية»، وذلك حسب ما كشفته منظمة Public Eye.وفي الوقت الذي تُجري فيه هولندا هذا التحقيق، ليعرض بعد ذلك على البرلمان في تاريخ لم يتحدد بعد، يتم تصدير ما يقارب 50% من المنتجات البترولية نحو دول غرب إفريقيا عبر موانئ أمستردام وروتردام، بالإضافة إلى مدينة أنتويرب البلجيكية، وفقاً لما أكدته الأمم المتحدة، ويتم تجهيز المزيج السام في هذه المحطات عبر المصافي.وذكر التحقيق الهولندي أسماء عشرات الشركات العملاقة المتخصصة في الوساطة بمجال النفط، لعل من أبرزها شركات سويسرية على غرار شركة Vitol وشركة Gunvor، بالإضافة إلى الشركة الإنكليزية السويسرية Glencore وشركة Trafigura، علاوة على فروعها المختصة في تقديم الدعم بمجالات التكرير والتوزيع والتجارة. وقد ذكر التقرير الهولندي أيضاً أسماء شركات نفطية عملاقة على اعتبار أنها من بين أبرز المتورطين الرئيسيين ضمن هذه السلسلة من الشركات.وتُنفَّذ هذه العمليات أحياناً في البحر حفاظاً على السرية، أي على بُعد أميال قليلة من الساحل الإفريقي والمدن الكبرى التي يعيش فيها 7 ملايين نسمة والتي يموت فيها، وفقاًً لمنظمة الصحة العالمية، العديد من الأشخاص كل سنة نتيجة تعرضهم للأمراض الناجمة عن التلوث الذي تسببه الجسيمات.وتسجل المدن الرئيسية في الغرب اإلإفريقي،، على غرار داكار ولاغوس،، أعلى معدلات التعرض للجسيمات الدقيقة مقارنة بالمدن الآسيوية الأكثر تلوثاًً على ظهر الكوكب.وأفاد المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، النرويجي إريك سولهايم، ببأن «تزويد غرب إإفريقيا بالوقود السام لا يمكن وصفه بأقل من فضيحة بيئية وصحية شاملة» مضيفا أن «الفكرة التي تحيل إلى أن بعض المناطق من هذا العالم لا تستحق الحماية نفسها التي تتمتع بها بقية المناطق، تعد في الأصل رؤية صادمة».وقد وقع دعوة أصحاب الصناعات إلى التوقف عن البحث عن تعزيز الأرباح عبر استغلال نقاط الضعف التي تعانيها المعايير التي تتبعها بعض الدول بهذا المجال ففي مثل هذه الدول في غرب إفريقيا تتراوح مستويات الكبريت المسموح بها ما بين 2000 و5000 جزء في المليون بالنسبة للديزل وما بين 150 و3500 جزء في المليون للبنزين. 



اقرأ أيضاً
المجلس الاقتصادي والاجتماعي: المخطط الأخضر أهمل الاستغلاليات الفلاحية الصغيرة والمتوسطة
شدد المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، بأن السياسات العمومية في مجالات التنمية الفلاحية والقروية لم تستهدف بالقدر الكافي والناجع فاعلي الاستغلاليات الفلاحية الصغيرة والمتوسطة، معتبرا أن الفلاحة العائلية الصغيرة والمتوسطة تظل “الحلقة الضعيفة” في المقاربات المعتمدة سواء من حيث الدعم التقني أو التمويل أو المواكبة. وتمثل هذه الاستغلاليات نحو 70 بالمائة من مجموع الاستغلاليات الفلاحية بالمغرب. وقدم المجلس، اليوم الأربعاء بالرباط، مخرجات رأيه حول موضوع “الفلاحة العائلية الصغيرة والمتوسطة : من أجل مقاربة أكثر ملاءمة، مبتكرة، دامجة، مستدامة، وذات بعد ترابي”. وأكد رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، عبد القادر اعمارة، أنه تم إعداد هذا الرأي وفق المقاربة التشاركية المعتمدة من قبل المجلس. وأكد اعمارة أن معطيات مخطط المغرب الأخضر تظهر أن حجم الاستثمارات الموجهة لمشاريع الفلاحة التضامنية، التي يمارسها في الغالب فلاحون عائليون، لم يتجاوز 14.5 مليار درهم، مقابل حوالي 99 مليار درهم خصصت للفلاحة ذات القيمة المضافة العالية. وأوصى المجلس بوضع خطة عمل خاصة بهذا النمط الفلاحي تأخذ في الاعتبار خصوصيات كل مجال ترابي، وينبغي أن تتضمن هذه الخطة إجراءات للدعم يتجاوز نطاقها الأنشطة الفلاحية لتشمل مواصلة تطوير البنيات التحتية الملائمة، وتنويع الأنشطة المدرة للدخل، وتحسين الولوج إلى الخدمات العمومية. كما أوصى بتشجيع الفلاحين العائليين الصغار والمتوسطين على اعتماد ممارسات فلاحية مستدامة، والعمل، مع مراعاة الخصوصيات الفلاحية-الإيكولوجية لكل منطقة، على تطوير زراعات مقاومة للتغيرات المناخية وذات قيمة مضافة عالية واستهلاك منخفض للمياه، وتعزيز انتظام الاستغلاليات الفلاحية العائلية الصغيرة والمتوسطة في إطار تعاونيات ومجموعات ذات نفع اقتصادي وجمعيات، وتهيئة فضاءات رعوية في إطار تعاوني مع الحرص على استغلالها وفق مبدأ التناوب، بما يكفل المحافظة على الموارد النباتية وتجنب الرعي الجائر مع ترصيد التجارب الناجحة في هذا المجال. ودعا، في السياق ذاته، إلى مواصلة وتعزيز دعم الكسابة الصغار والمتوسطين للمحافظة على السلالات المحلية من الماشية في مجالاتها الترابية، وتأطيرهم وتقوية قدراهم في عمليات التهجينِ مع سلالات مستوردة ذاتِ مردودية مرتفعة وملائمة للظروفِ المحلية، وذلك للإسهام بفعالية في إعادة تشكيل القطيع الوطني والارتقاء بجودته، وتعزيز تحويل المنتجات ذات الأصل النباتي والحيواني المتأتية، وكذا تعزيز آلية الاستشارة الفلاحية لفائدةِ الفلاحة العائلية الصغيرة والمتوسطة، وتحسين ولوج الفلاحين العائليين الصغار والمتوسطين إلى التمويل، والاعتراف بالوظائف البيئية للفلاحة العائلية الصغيرة والمتوسطة وتثمينها.  
إقتصاد

حجيرة: صادرات المغرب نحو مصر ستبلغ 5 مليارات درهم
كشف كاتب الدولة لدى وزير الصناعة والتجارة المكلف بالتجارة الخارجية، عمر حجيرة، أمس الاثنين، أن أنه من المتوقع أن تشهد قيمة الصادرات المغربية نحو السوق المصرية ارتفاعا، لتنتقل من 755 مليون درهم حاليا إلى 5 مليارات درهم، في أفق 2027. وأوضح حجيرة، في معرض رده على سؤال شفهي حول " نتائج المباحثات مع جمهورية مصر العربية بشأن تعزيز الصادرات المغربية"، تقدم به فريق التجمع الوطني للأحرار خلال جلسة الأسئلة الشفوية، أن وفدا مغربيا هاما، يضم أزيد من 40 من رجال ونساء الأعمال والمصدرين، قام بزيارة عمل إلى جمهورية مصر العربية، نهاية الأسبوع المنصرم، مشيرا إلى أن هذه الزيارة "أثمرت نتائج أولية مهمة، من أبرزها عقد أكثر من 200 لقاء مباشر بين الفاعلين الاقتصاديين من الجانبين، توجت باتفاقات مرحلية في أفق تفعيلها بشكل موسع على المدى القريب". وأضاف أن هناك إرادة قوية لتحسين الميزان التجاري بين البلدين، مبرزا بخصوص قطاع صناعة السيارات "وجود تطور ملحوظ، حيث انتقل عدد السيارات المغربية المصدرة إلى مصر من 400 وحدة إلى 3000 وحدة حاليا، مع إمكانية بلوغ 5000 وحدة خلال السنة الجارية، و8000 وحدة في أفق سنة 2026". وأكد حجيرة أن العلاقات التجارية بين المملكة المغربية وجمهورية مصر العربية "تشكل نموذجا للتعاون العربي ، حيث أن البلدين الشقيقين تجمعها روابط تاريخية ومصالح اقتصادية متبادلة".
إقتصاد

احتضان المغرب “لمونديال 2030” يسيل لعاب الشركات التركية
كشفت تقارير إعلامية أن كأس العالم 2030 المنظم بين إسبانيا والبرتغال والمغرب يثير اهتمام العديد من الشركات التركية التي تطمح لتوسيع نشاطها التصديري وترسيخ حضورها في مشاريع البنية التحتية والإنشاءات. وأوضح موقع "Hürriyet Daily News" التركي أن الشركات التركية تسعى إلى تأمين حصة من الاستثمارات والنفقات الكبيرة التي يُخطط لها المغرب وإسبانيا والبرتغال استعداداً لكأس العالم 2030. وأضاف الموقع أن مجموعة من شركات البناء التركية أرسلت وفودا إلى إسبانيا، كما أقامت ورش عمل في البرتغال، إلا أن التركيز الأكبر موجه نحو المغرب. وأكد عدنان أصلان، رئيس رابطة مصدري الفولاذ، أن المغرب يشكل فرصة ذهبية للشركات التركية في ظل الاستعدادات الحثيثة لاستضافة المونديال، حيث يتم تمديد خط القطار فائق السرعة لمسافة 200 كيلومتر، كما يجري بناء ملاعب جديدة، ومن المتوقع البدء في إنشاء فنادق ومجمعات سكنية جديدة. وأشار المتحدث إلى أن تركيا صدرت 150 ألف طن من الفولاذ إلى المغرب في عام 2024، إلا أن هذا الرقم ارتفع بشكل كبير خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام ليصل إلى أكثر من 291 ألف طن، بفضل الزخم المرتبط بالتحضيرات لكأس العالم. ومن جهة أخرى، أبرز جتين تكدلي أوغلو من رابطة مصدري المعادن والمعادن في إسطنبول (İMMİB) أن هناك طلباً كبيراً من السوق المغربية على مواد البناء والتجهيزات والأدوات. وقال: "نقوم بإرسال شركات عاملة في مجال مواد البناء والأثاث والتجهيزات لاستكشاف الفرص المتاحة."
إقتصاد

بلحداد لكشـ24: الصحراء المغربية تتحول إلى مركز جذب استراتيجي للاستثمارات العالمية
تشهد الأقاليم الجنوبية للمملكة تطورا لافتا في جاذبيتها الاستثمارية، مدفوعة بالاستقرار السياسي والبنيات التحتية المتقدمة والرؤية الملكية الطموحة لتنمية الصحراء، ومؤخرا، عرفت مدينة العيون زيارة هامة لوفد فرنسي رفيع المستوى، تم خلالها الإعلان عن استثمار ضخم من شأته ان يساهم في تحويل المنطقة إلى قطب اقتصادي صاعد ومحط أنظار شركاء دوليين جدد. وفي هذا السياق، سلط نور الدين بلحداد، أستاذ باحث بمعهد الداراسات الافريقية التابع لجامعة محمد الخامس، خلال تصريح لكش24، الضوء على التداعيات السياسية والاقتصادية للزيارة الأخيرة التي قام بها المدير العام للوكالة الفرنسية للتنمية إلى مدينة العيون، والتي أعلن خلالها عن استثمار فرنسي ضخم بقيمة 150 مليون يورو في الأقاليم الجنوبية للمملكة. واعتبر بلحداد أن هذه الزيارة تحمل في طياتها دلالات استراتيجية، وتؤكد أن الرؤية الملكية السامية، التي بنيت على مبادئ التنمية والوحدة الترابية، قد بدأت تجني ثمارها، كما شدد على أن هذه الخطوة تعد محطة مفصلية في مسار التصالح الفرنسي مع التاريخ والجغرافيا. وفي هذا السياق، أشار المتحدث ذاته، إلى أن فرنسا، التي كانت فاعلا أساسيا في رسم حدود المنطقة خلال الحقبة الاستعمارية، تعود اليوم بثقل اقتصادي ملموس لتؤكد أنها باتت على قناعة راسخة بعدم جدوى تجاهل السيادة المغربية على الصحراء، كما اعتبر أن هذا الاستثمار الضخم سيمثل حافزا لباقي الدول الأوروبية والأجنبية من مختلف القارات، للانخراط في دينامية الاستثمار في الأقاليم الجنوبية، خاصة في ظل الاستقرار السياسي والأمني الذي تنعم به المملكة. وأضاف بلحداد أن هذه المبادرة الفرنسية تتكامل مع الرؤية الملكية الخاصة بالمبادرة الأطلسية، والتي ترمي إلى تحويل الصحراء المغربية إلى بوابة اقتصادية نحو إفريقيا جنوب الصحراء، في إطار شراكات رابح-رابح تعزز مكانة المغرب كجسر للتعاون جنوب-جنوب وشمال-جنوب. وأشار بلحداد، إلى أن حجم الاستثمارات العمومية التي ضخها المغرب في الصحراء على مدى خمسة عقود، إضافة إلى المشاريع المهيكلة والمبادرات الملكية، قد حولت الأقاليم الجنوبية إلى قطب تنموي متكامل يغري رؤوس الأموال الأجنبية بالاستقرار والاستثمار. واعتبر مصرحنا، أن ما يميز هذه الدينامية هو الانخراط الفعلي لأبناء المنطقة في تسيير شؤونهم السياسية والاقتصادية، من خلال المجالس المنتخبة والمؤسسات الدستورية، مما يعكس نضج النموذج الديمقراطي المحلي. وختم بلحداد، تصريحه بالتأكيد على أن هذه الخطوة الفرنسية ستفتح بابا واسعا أمام مبادرات مماثلة من دول أخرى مثل ألمانيا، إيطاليا، بلجيكا، الولايات المتحدة، وبريطانيا، داعيا إلى اعتبار هذا التحول لحظة مفصلية في مسار تأكيد مغربية الصحراء على المستويين السياسي والاقتصادي، ومناسبة لتأكيد وحدة المغرب الترابية والثقة الدولية في مناخه الاستثماري.
إقتصاد

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأربعاء 14 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة