

مراكش
شذرات من تاريخ المقاومة بمراكش – 9 –
9 ) المِحنة و الاعتقالات
اعتبر رجوع الفطواكي من البيضاء ، أكبر غلط ارتكبته القيادة وأدت المقاومة ثمنه غاليا، لأن الموقف كان يقتضي عدم السماح له بالرجوع إلى مراكش بعد ان تمكن من الخروج منها بأمر من القيادة، بالإضافة إلى الغلط السابق في السماح للساحلي بالرجوع إلى مراكش، بعدما خرج منها لإبلاغ تفاصيل ما حدث للإخوان في الدار البيضاء، كما اعتقل في نفس اليوم عمر الساحلي وعمر ابن لحسن السباعي(2 غشت) وفي نفس الليلة اعتقل الشافعي وزوجته، وانتهى كل شيء باعتقال الشهيد علال بن أحماد الحماني في الدار البيضاء(28 غشت 1954) بعد اعتقال الأخ بوجمعة الذي كان مختفيا عند السيد احماد بن الكامل(25 غشت) ثم مولاي مبارك والحسين البزيوي يوم الجمعة 27 المختفيين من اعتقال لحسن والشافعي، واختفى البزيوي عند محمد بن عبد السلام المضاربي ومولاي مبارك عند مولاي العياشي في الرحامنة، وكانت المدة التي عاشها فرقة الفطواكي بما في ذلك فترة الاعداد، نحو عشرة اشهر، تبتدئ من اوائل اكتوبر 1953وتنتهي يوم 10 غشت 1954 باعتقال الفطواكي ومن معه .
كما اعتقلت جماعة المرحوم محمد بن إبراهيم الضرير ،المكونة من 19 شابا ،والتي كونها الفطواكي ودربها وانفرد بالاتصال بها ،وكان يطلق عليها (القرقة الاحتياطية) أملا في تخلف الرئيسة إن قدر لها أن تنكشف ،ولكن الأقدار حكمت بإنهاء نشاطهما معا وفي واحد ،وقد قامت هذه الفرقة بعمليتين في باب تاغزوت وكان حمان الفطواكي يضع السلاح عند الحبيب الرحماني، الذي هو المسؤول امام الفطواكي عن المجموعة، وبعد افتضاح جماعة الفطواكي، سلم الحبيب الرحماني المسدسات الثلاثة التي تحت يده إلى السيد الطاهر عنان، وذلك قبل أن يفر الحبيب إلى الصحراء وأمره ان يسلمها لمولاي عباس الغسال الحمري، على ان يسلمها للعربي الزمراني، ليوصلها هذا الأخير إلى ابن إبراهيم الضرير أو حسونة بن محمد بن ابراهيم، وبعد فرار الحبيب، اعتقلت عائلته واعترف بعض أفرادها بالطاهر الذي كان مختفيا بالرحامنة، إلى أن اعتقل واعترف بمولاي عباس الذي دفع له السلاح، ومن هناك تسربت الاعترافات إلى جماعة الضرير، التي اعتقل أفرادها جميعا، وقد ضبطت الشرطة الاستعمارية هذه المسدسات تحت يد محمد المسعودي المحكوم عليه بخمس سنوات سجنا في المحكمة العسكرية.
رغم الاعتقالات الشاملة ، تمكنت الخلية من إنقاذ ما يمكن إنقاذه من كل من لم تحجز لديهم حجة مادية تثبت علاقتهم بالشهيد الفطواكي، الذي قرر أن يتحمل المسؤولية وأن لا يتراجع أمام قاضي التحقيق، عما سبق أن صرح به لدى الشرطة، رغم وجود ما يمكن أن يبرر تراجعه، وهو قضية السيد عمر بنونة وأصحابه، والذين اعترفوا تحت الضغط التعذيب بجميع العمليات التي وقعت في مراكش قبل اعتقالهم، حيث طلب منه السحالي في فرصة سنحت للاجتماع به، وامتنع رحمه الله ، أما الفرصة المتاحة، فهي أن الحارس المدعو(لبرا) أخرج للاستحمام يوم الأحد جميع المساجين في وقت واحد، على خلاف المعتاد، فقد كان يخرج الفطواكي ومن معه في الجناح العسكري وحدهم حتى يستحموا، ويخرج الآخرين، فعل ذلك وهو في حالة سكر، وتمكنا من تنسيق العمل فيما بيننا جميعا، بعد أن عرف كل منا ما اعترف به صاحبه لدى الشرطة. وفعلا بدأ بالفطواكي وصار الجميع على النهج المتفق عليه، ولولا هذه الفرصة التي قيضها الله في الوقت المناسب، شمل الحكم بالإعدام والسجن المؤبد، جميع أفراد اللجنة المسؤولة بالمدد الطويلة بالنسبة لكل من له علاقة إما بالفطواكي أو بأحد أعضاء اللجنة، بناء على ما صرح به جلهم بمركز الشرطة تحت التعذيب.9 ) المِحنة و الاعتقالات
اعتبر رجوع الفطواكي من البيضاء ، أكبر غلط ارتكبته القيادة وأدت المقاومة ثمنه غاليا، لأن الموقف كان يقتضي عدم السماح له بالرجوع إلى مراكش بعد ان تمكن من الخروج منها بأمر من القيادة، بالإضافة إلى الغلط السابق في السماح للساحلي بالرجوع إلى مراكش، بعدما خرج منها لإبلاغ تفاصيل ما حدث للإخوان في الدار البيضاء، كما اعتقل في نفس اليوم عمر الساحلي وعمر ابن لحسن السباعي(2 غشت) وفي نفس الليلة اعتقل الشافعي وزوجته، وانتهى كل شيء باعتقال الشهيد علال بن أحماد الحماني في الدار البيضاء(28 غشت 1954) بعد اعتقال الأخ بوجمعة الذي كان مختفيا عند السيد احماد بن الكامل(25 غشت) ثم مولاي مبارك والحسين البزيوي يوم الجمعة 27 المختفيين من اعتقال لحسن والشافعي، واختفى البزيوي عند محمد بن عبد السلام المضاربي ومولاي مبارك عند مولاي العياشي في الرحامنة، وكانت المدة التي عاشها فرقة الفطواكي بما في ذلك فترة الاعداد، نحو عشرة اشهر، تبتدئ من اوائل اكتوبر 1953وتنتهي يوم 10 غشت 1954 باعتقال الفطواكي ومن معه .
كما اعتقلت جماعة المرحوم محمد بن إبراهيم الضرير ،المكونة من 19 شابا ،والتي كونها الفطواكي ودربها وانفرد بالاتصال بها ،وكان يطلق عليها (القرقة الاحتياطية) أملا في تخلف الرئيسة إن قدر لها أن تنكشف ،ولكن الأقدار حكمت بإنهاء نشاطهما معا وفي واحد ،وقد قامت هذه الفرقة بعمليتين في باب تاغزوت وكان حمان الفطواكي يضع السلاح عند الحبيب الرحماني، الذي هو المسؤول امام الفطواكي عن المجموعة، وبعد افتضاح جماعة الفطواكي، سلم الحبيب الرحماني المسدسات الثلاثة التي تحت يده إلى السيد الطاهر عنان، وذلك قبل أن يفر الحبيب إلى الصحراء وأمره ان يسلمها لمولاي عباس الغسال الحمري، على ان يسلمها للعربي الزمراني، ليوصلها هذا الأخير إلى ابن إبراهيم الضرير أو حسونة بن محمد بن ابراهيم، وبعد فرار الحبيب، اعتقلت عائلته واعترف بعض أفرادها بالطاهر الذي كان مختفيا بالرحامنة، إلى أن اعتقل واعترف بمولاي عباس الذي دفع له السلاح، ومن هناك تسربت الاعترافات إلى جماعة الضرير، التي اعتقل أفرادها جميعا، وقد ضبطت الشرطة الاستعمارية هذه المسدسات تحت يد محمد المسعودي المحكوم عليه بخمس سنوات سجنا في المحكمة العسكرية.
رغم الاعتقالات الشاملة ، تمكنت الخلية من إنقاذ ما يمكن إنقاذه من كل من لم تحجز لديهم حجة مادية تثبت علاقتهم بالشهيد الفطواكي، الذي قرر أن يتحمل المسؤولية وأن لا يتراجع أمام قاضي التحقيق، عما سبق أن صرح به لدى الشرطة، رغم وجود ما يمكن أن يبرر تراجعه، وهو قضية السيد عمر بنونة وأصحابه، والذين اعترفوا تحت الضغط التعذيب بجميع العمليات التي وقعت في مراكش قبل اعتقالهم، حيث طلب منه السحالي في فرصة سنحت للاجتماع به، وامتنع رحمه الله ، أما الفرصة المتاحة، فهي أن الحارس المدعو(لبرا) أخرج للاستحمام يوم الأحد جميع المساجين في وقت واحد، على خلاف المعتاد، فقد كان يخرج الفطواكي ومن معه في الجناح العسكري وحدهم حتى يستحموا، ويخرج الآخرين، فعل ذلك وهو في حالة سكر، وتمكنا من تنسيق العمل فيما بيننا جميعا، بعد أن عرف كل منا ما اعترف به صاحبه لدى الشرطة. وفعلا بدأ بالفطواكي وصار الجميع على النهج المتفق عليه، ولولا هذه الفرصة التي قيضها الله في الوقت المناسب، شمل الحكم بالإعدام والسجن المؤبد، جميع أفراد اللجنة المسؤولة بالمدد الطويلة بالنسبة لكل من له علاقة إما بالفطواكي أو بأحد أعضاء اللجنة، بناء على ما صرح به جلهم بمركز الشرطة تحت التعذيب.ملصقات
