مراكش

شذرات من تاريخ المقاومة بمراكش – 7 –


محمد السريدي نشر في: 23 مايو 2018

7 ) الترتيبات النهائية للعمليات الفدائية بمراكش

في 15 نونبر1953 جاء لحسن بن همو من الدار البيضاء مبعوثا من قبل القيادة، يحمل معه طردا من المنشور، الذي تسلمه من مولاي البصري والزرقطوني في المتجر الخشبي بدرب الأحباس، ورافقه إلى منزل الساحلي عبد الله الخياط وكاد السي لحسن، أن يقع في الفخ، عند نزوله من الحافلة بجليز، لولا تيقظه ولطف الله، الذي أراد النجاح لحركة المقاومة، وذلك أن عونا للباشا يدعى محمد أكلا، ركب معه الحافلة (ستيام) وكان لحسن يعرف أنه من أعوان الباشان وكانت مع مولاي لحسن في المقعد سيدة وطفلة صغيرة لها ولها رضيع تحمله وكان  العون يجلسفي المقعد خلفها، وأثناء الطريق بدأ الحديث بينهما، فسأله من أين أتيت؟ وإلى أين تقصد؟ وكان جوابه حسبما يقتضيه المقام من تعمية ومراوغة، وحين شعر صاحبنا بالخطر، أخد تلك الطفلة إلى حجره يسليها ويكلمها كأنها ابنته، وعندما تتوقف الحافلة، يأتي لأمها بما تأكل وتشرب كأنها زوجته، وحين نزوله في جليز بادره هذا العون قائلا، ألا تريد جهة باب دكالة؟ فقال له لحسن نعم هناك أقصد، فقال له العون هيا بنا في طاكسي واحدة؟ فقال له الحسن: خد هذه الفقة والسيدة معك لآتي بالطاكسي، وكانت بيده قفة بها بعض الزاد، أما الطرد الذي فيه المنشور فكان في قب سلهامه، وذهب لحال سبيله، ولم يبق في يد العون إلا القفة والسيدة وطفليها، فذهب بها إلى دار الباشا ظانا أنها زوجته، حيث استنطقت وعذبت لتعترف بالرجل الذي لم يجمع بينها وبينه إلا الحافلة، وبكل أسف، لا يعرف عن هذه السيدة أي شيء لحد الأن، في حين لقي العون مصرعه في عملية الكتبية، وكان جاسوسا على طلبة ابن يوسف، وعين شاوشا بإدارة الكلية لذلك، أما لحسن فلم يستقر في منزل الساحلي، حتى بلغ بأن المقاهي محاصرة، وأن أعوان الباشا والبوليس يفتشونها ويراقبون الحافلات، ليتم إخبار  السيد عبد الله الهوزيوي رحمه الله، الذي كلف بالاستخبارات وكان بقالا بباب السمارين.

وبعد توزيع هذا المنشور، توقف العمل حتى إشعار أخر، وقد كان ضحية هذا المنشور الشاب أحمد بن العربي الشياظمي التلميذ بمدرسة الحياة، وقد سلم له محمد السوسي هذا المنشور واعتقل بسببه في دار الباشا واستشهد تحت التعذيب(رحمه الله).

وفي أوائل نونبر 1953 فوجئت الخلية المشرفة بتوزيع مناشير لا علاقة لها بها، فاجتمعت اللجنة لدراسة الموضوع ولاتخاذ ما يلزم من الاحتياط كيلا يعرقل البرنامج المقرر من قبل القيادة، وأخبرهم  الفطواكي في الاجتماع، بأن لديه معلومات عن مصدر موثوق به، بأن المناشير وزعت من السيد محمد بن الحاج البقال الذي كان مختفيا، وأنه ينظم خلية، ويستعد للقيام بأعمال فدائية، وقد التزم الفطواكي بمحاولة الاتصال به ليكف عن العمل حتى يتم التنسيق معه.

وفي نفس الأسبوع، وقعت عملية القطار بجليز، واعتقل البقال وجماعته ( 24/12/1953) وكان عددهم اثنين وعشرون شابا، نفذ حكم الاعدام في ثلاثة منهم بسجن العاذر(22 أبريل1954) وهم محمد بن الحاج البقال، والعربي بن أحمد باعدي، وعلي بن الطاهر بن بيه وهي أول مجموعة بمراكش وكانت برئاسة الشهيد بن الحاج البقال، وكان عملها مستقلا .

في هذا الوقت، قررت اللجنة باقتراح من الفطواكي، ترحيل السيد عبد الكريم المسفيوي، أحد أعضاء فرقة سيدي يوسف بن علي، نظرا للظروف التي يعيشها طلبة الكلية اليوسوفية التي ينتمي إليها حيث يتعرضون للاعتقالات من قبل دار الباشا بمناسبة وغير مناسبة، ونفذ القرار فورا محافظة على الجماعة من أن تتورط قبل ان تقوم بأي عمل، وكانت هذه المحطات أبرز لحظات مرحلة الاعداد للعمليات الفدائية البطولية . 

7 ) الترتيبات النهائية للعمليات الفدائية بمراكش

في 15 نونبر1953 جاء لحسن بن همو من الدار البيضاء مبعوثا من قبل القيادة، يحمل معه طردا من المنشور، الذي تسلمه من مولاي البصري والزرقطوني في المتجر الخشبي بدرب الأحباس، ورافقه إلى منزل الساحلي عبد الله الخياط وكاد السي لحسن، أن يقع في الفخ، عند نزوله من الحافلة بجليز، لولا تيقظه ولطف الله، الذي أراد النجاح لحركة المقاومة، وذلك أن عونا للباشا يدعى محمد أكلا، ركب معه الحافلة (ستيام) وكان لحسن يعرف أنه من أعوان الباشان وكانت مع مولاي لحسن في المقعد سيدة وطفلة صغيرة لها ولها رضيع تحمله وكان  العون يجلسفي المقعد خلفها، وأثناء الطريق بدأ الحديث بينهما، فسأله من أين أتيت؟ وإلى أين تقصد؟ وكان جوابه حسبما يقتضيه المقام من تعمية ومراوغة، وحين شعر صاحبنا بالخطر، أخد تلك الطفلة إلى حجره يسليها ويكلمها كأنها ابنته، وعندما تتوقف الحافلة، يأتي لأمها بما تأكل وتشرب كأنها زوجته، وحين نزوله في جليز بادره هذا العون قائلا، ألا تريد جهة باب دكالة؟ فقال له لحسن نعم هناك أقصد، فقال له العون هيا بنا في طاكسي واحدة؟ فقال له الحسن: خد هذه الفقة والسيدة معك لآتي بالطاكسي، وكانت بيده قفة بها بعض الزاد، أما الطرد الذي فيه المنشور فكان في قب سلهامه، وذهب لحال سبيله، ولم يبق في يد العون إلا القفة والسيدة وطفليها، فذهب بها إلى دار الباشا ظانا أنها زوجته، حيث استنطقت وعذبت لتعترف بالرجل الذي لم يجمع بينها وبينه إلا الحافلة، وبكل أسف، لا يعرف عن هذه السيدة أي شيء لحد الأن، في حين لقي العون مصرعه في عملية الكتبية، وكان جاسوسا على طلبة ابن يوسف، وعين شاوشا بإدارة الكلية لذلك، أما لحسن فلم يستقر في منزل الساحلي، حتى بلغ بأن المقاهي محاصرة، وأن أعوان الباشا والبوليس يفتشونها ويراقبون الحافلات، ليتم إخبار  السيد عبد الله الهوزيوي رحمه الله، الذي كلف بالاستخبارات وكان بقالا بباب السمارين.

وبعد توزيع هذا المنشور، توقف العمل حتى إشعار أخر، وقد كان ضحية هذا المنشور الشاب أحمد بن العربي الشياظمي التلميذ بمدرسة الحياة، وقد سلم له محمد السوسي هذا المنشور واعتقل بسببه في دار الباشا واستشهد تحت التعذيب(رحمه الله).

وفي أوائل نونبر 1953 فوجئت الخلية المشرفة بتوزيع مناشير لا علاقة لها بها، فاجتمعت اللجنة لدراسة الموضوع ولاتخاذ ما يلزم من الاحتياط كيلا يعرقل البرنامج المقرر من قبل القيادة، وأخبرهم  الفطواكي في الاجتماع، بأن لديه معلومات عن مصدر موثوق به، بأن المناشير وزعت من السيد محمد بن الحاج البقال الذي كان مختفيا، وأنه ينظم خلية، ويستعد للقيام بأعمال فدائية، وقد التزم الفطواكي بمحاولة الاتصال به ليكف عن العمل حتى يتم التنسيق معه.

وفي نفس الأسبوع، وقعت عملية القطار بجليز، واعتقل البقال وجماعته ( 24/12/1953) وكان عددهم اثنين وعشرون شابا، نفذ حكم الاعدام في ثلاثة منهم بسجن العاذر(22 أبريل1954) وهم محمد بن الحاج البقال، والعربي بن أحمد باعدي، وعلي بن الطاهر بن بيه وهي أول مجموعة بمراكش وكانت برئاسة الشهيد بن الحاج البقال، وكان عملها مستقلا .

في هذا الوقت، قررت اللجنة باقتراح من الفطواكي، ترحيل السيد عبد الكريم المسفيوي، أحد أعضاء فرقة سيدي يوسف بن علي، نظرا للظروف التي يعيشها طلبة الكلية اليوسوفية التي ينتمي إليها حيث يتعرضون للاعتقالات من قبل دار الباشا بمناسبة وغير مناسبة، ونفذ القرار فورا محافظة على الجماعة من أن تتورط قبل ان تقوم بأي عمل، وكانت هذه المحطات أبرز لحظات مرحلة الاعداد للعمليات الفدائية البطولية . 



اقرأ أيضاً
بالصور.. مواكبة أمنية محكمة لتأمين احتفالات عودة الكوكب المراكشي
ليلة أمس الأربعاء، كان محيط مطار مراكش المنارة مسرحًا لانطلاق احتفالات عارمة بصعود فريق الكوكب المراكشي إلى القسم الإحترافي الأول، حيث حج إلى محيط المطار آلاف المشجعين لاستقبال الفريق، مرفوقين بمواكب سيارات ودراجات نارية، في جو مشحون بالحماس والفرحة.ووفق ما عاينته "كشـ24"، عرفت هذه المناسبة استنفارًا أمنيًا واسع النطاق، حيث تم تجنيد مختلف التشكيلات الأمنية التابعة لولاية أمن مراكش، لضمان مرور الاحتفالات في ظروف آمنة ومنظمة. فمنذ اللحظات الأولى للإعلان عن الصعود، باشرت مختلف التشكيلات الأمنية استعداداتها لتأمين استقبال يليق بهذا الحدث الجلل، وضمان سلامة الجماهير واللاعبين على حد سواء.وشوهد كبار مسؤولي الأمن وهم ينسقون ميدانيًا مع الفرق المنتشرة بالمنطقة، وهي الترتيبات التي كانت تحت إشراف مباشر لوالي أمن مراكش محمد امشيشو، الذي تابع عن كثب مختلف مراحل الاستقبال، بدءًا من تأمين محيط المطار، مرورًا بمرافقة الموكب، وصولًا إلى المعقل التاريخي للفريق في الحارثي، وهو الأمر الذي أمن عدم خروج الأمور عن السطيرة.وتعكس هذه المواكبة الأمنية الناجحة الحس العالي بالمسؤولية والجاهزية التي تتمتع بها الأجهزة الأمنية في مراكش، وقدرتها على التعامل مع مثل هذه التجمعات الكبيرة وضمان مرورها في أجواء احتفالية وآمنة. 
مراكش

حقوقي لـكشـ24: انتشار الكلاب خرج عن السيطرة وتجاهل القانون 56.12 يسائل السلطات
تتزايد شكاوى المواطنين والفاعلين المدنيين من الانتشار المقلق للكلاب الضالة والشرسة في عدد من مناطق مدينة مراكش، في مشهد يتكرر على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال مقاطع فيديو توثق لحظات رعب يعيشها سياح أجانب أو تلاميذ ومواطنون، وهم محاصرون من طرف مجموعات من الكلاب. المقاطع المصورة توثق هذه الظاهرة بمناطق متعددة، من قلب ساحة جامع الفنا السياحية إلى محيط المؤسسات التعليمية، مرورا بشوارع وأحياء شعبية بالمدينة، وهو ما يطرح أكثر من سؤال حول فاعلية الجهات المختصة في التعاطي مع الظاهرة، خصوصا أنها لم تعد تقتصر على التشويه البصري للفضاء العام، بل باتت تهدد سلامة المواطنين بشكل مباشر. وفي تصريح خص به موقع كشـ24، قال علي شتور، رئيس الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق المستهلك، إن ظاهرة الكلاب الضالة تحولت إلى إشكال حقيقي في عدد من المدن، ليس فقط من حيث السلامة الجسدية للسكان، بل أيضا من الزاوية الصحية، نظرا لما تحمله من أمراض معدية كداء الكلب "السعار". وأوضح شتور أن الجمعية تطالب منذ سنوات باتخاذ إجراءات حازمة وعملية للحد من الظاهرة، عبر تعقيم الكلاب الذكور والإناث لتفادي التكاثر العشوائي، وتطعيمها ضد الأمراض، إلى جانب نشر التوعية لدى الساكنة بخصوص عدم رمي بقايا الطعام في الشوارع، لما له من دور في استقطاب هذه الحيوانات. وأضاف أن من الحلول الممكنة أيضا دعم الجمعيات المهتمة برعاية الحيوانات، من خلال توفير الإمكانيات اللوجستية والطبية لمساعدتها على احتواء الظاهرة في إطار احترام حقوق الحيوان، دون التفريط في أمن وسلامة المواطنين. لكن الأخطر، بحسب شتور، يكمن في ظاهرة تربية الكلاب الشرسة داخل الأحياء السكنية المكتظة، حيث يعمد بعض الأشخاص إلى اقتناء فصائل خطيرة من الكلاب ليس بهدف الحراسة أو العمل، بل فقط بدافع التفاخر أو فرض الهيبة، وهو ما يشكل تهديدا حقيقيا لأمن الجيران والمارة. وتساءل شتور عن عدم تطبيق القانون 56.12 المتعلق بوقاية الأشخاص من أخطار الكلاب، مشيرا إلى أن هذا القانون يمنع صراحة تملك أو بيع أو استيراد أو ترويض أو تربية الكلاب المصنفة خطيرة، إلا أن الواقع يكشف عن تقاعس في تنفيذ مضامينه، مما يسمح لهذه الكلاب بالتجول في الشوارع دون كمامات أو قيود، مما يهدد الأرواح ويسيء لصورة مدن المملكة، خصوصا السياحية منها. واختتم المتحدث تصريحه بالتأكيد على أن الأمر لم يعد يحتمل مزيدا من التساهل، داعيا إلى تفعيل القانون، وتعزيز التنسيق بين الجماعات المحلية والمصالح البيطرية والأمنية، لضمان بيئة آمنة وصحية لكل المواطنين والزوار.
مراكش

برلمانية تسائل الوزير لفتيت حول بطء استجابة سيارات الإسعاف لحوادث السير بمراكش
وجهت البرلمانية مريم الرميلي، عضو فريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس النواب، سؤالا كتابيا إلى وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، حول بطء استجابة سيارات الإسعاف لحوادث السير بمدينة مراكش. وتساءلت البرلمانية الرميلي عن التدابير والإجراءات التي اتخذتها الوزارة والتي تعتزم تنفيذها لتقليص زمن استجابة سيارات الإسعاف في حوادث السير بالمدينة. وبحسب البرلمانية التجمعية، فإن المدينة تعد من أهم الحواضر التي تعرف نسبا مرتفعة من حوادث السير، وغالبا ما تتصف هذه الحوادث بالطابع الخطير، ما يستوجب تدخلات سريعة لنجدة المصابين، لا سيما التابعة للوقاية المدنية، والتي يلاحظ عليها تأخرا ملحوظا في الوصول إلى موقع الحوادث.  
مراكش

أكبر موكب احتفالي بالدراجات النارية في تاريخ المغرب يرافق “الكوكب” إلى معقله التاريخي
تشهد مدينة مراكش في هذه الأثناء من صباح اليوم الخميس، 15 ماي الجاري، أكبر موكب احتفالي بالدراجات النارية، وذلك على خلفية صعود فريق الكوكب المراكشي إلى القسم الأول من البطولة الاحترافية، بعد سبع سنوات من الغياب. ويرافق هذا الموكب من الدراجات حافلة الكوكب المراكشي في اتجاه معقله التاريخي بملعب الحارثي. وأشارت فعاليات محلية بأن الأمر يتعلق بموكب غير مسبوق في تاريخ المغرب باستعمال الدراجات النارية.وجرى استقبال الفريق في المطار، قبل أن يرافقه عدد كبير من الجمهور للاحتفال بهذا الصعود الذي أعاد إحياء أمجاد الفريق، والذي اعتبر بمثابة حدث رياضي مهم.الفريق تمكن من تحقيق الصعود للقسم الاحترافي الاول، بعد تعادله  عشية يوم أمس الاربعاء  مع مضيفه مولودية وجدة بهدف لمثله، في المباراة التي جمعت بينهما بالملعب البلدي لوجدة برسم الجولة 28 من منافسات القسم الاحترافي الثاني.    
مراكش

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الخميس 15 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة