

مراكش
شذرات من تاريخ المقاومة بمراكش – 7 –
7 ) الترتيبات النهائية للعمليات الفدائية بمراكش
في 15 نونبر1953 جاء لحسن بن همو من الدار البيضاء مبعوثا من قبل القيادة، يحمل معه طردا من المنشور، الذي تسلمه من مولاي البصري والزرقطوني في المتجر الخشبي بدرب الأحباس، ورافقه إلى منزل الساحلي عبد الله الخياط وكاد السي لحسن، أن يقع في الفخ، عند نزوله من الحافلة بجليز، لولا تيقظه ولطف الله، الذي أراد النجاح لحركة المقاومة، وذلك أن عونا للباشا يدعى محمد أكلا، ركب معه الحافلة (ستيام) وكان لحسن يعرف أنه من أعوان الباشان وكانت مع مولاي لحسن في المقعد سيدة وطفلة صغيرة لها ولها رضيع تحمله وكان العون يجلسفي المقعد خلفها، وأثناء الطريق بدأ الحديث بينهما، فسأله من أين أتيت؟ وإلى أين تقصد؟ وكان جوابه حسبما يقتضيه المقام من تعمية ومراوغة، وحين شعر صاحبنا بالخطر، أخد تلك الطفلة إلى حجره يسليها ويكلمها كأنها ابنته، وعندما تتوقف الحافلة، يأتي لأمها بما تأكل وتشرب كأنها زوجته، وحين نزوله في جليز بادره هذا العون قائلا، ألا تريد جهة باب دكالة؟ فقال له لحسن نعم هناك أقصد، فقال له العون هيا بنا في طاكسي واحدة؟ فقال له الحسن: خد هذه الفقة والسيدة معك لآتي بالطاكسي، وكانت بيده قفة بها بعض الزاد، أما الطرد الذي فيه المنشور فكان في قب سلهامه، وذهب لحال سبيله، ولم يبق في يد العون إلا القفة والسيدة وطفليها، فذهب بها إلى دار الباشا ظانا أنها زوجته، حيث استنطقت وعذبت لتعترف بالرجل الذي لم يجمع بينها وبينه إلا الحافلة، وبكل أسف، لا يعرف عن هذه السيدة أي شيء لحد الأن، في حين لقي العون مصرعه في عملية الكتبية، وكان جاسوسا على طلبة ابن يوسف، وعين شاوشا بإدارة الكلية لذلك، أما لحسن فلم يستقر في منزل الساحلي، حتى بلغ بأن المقاهي محاصرة، وأن أعوان الباشا والبوليس يفتشونها ويراقبون الحافلات، ليتم إخبار السيد عبد الله الهوزيوي رحمه الله، الذي كلف بالاستخبارات وكان بقالا بباب السمارين.
وبعد توزيع هذا المنشور، توقف العمل حتى إشعار أخر، وقد كان ضحية هذا المنشور الشاب أحمد بن العربي الشياظمي التلميذ بمدرسة الحياة، وقد سلم له محمد السوسي هذا المنشور واعتقل بسببه في دار الباشا واستشهد تحت التعذيب(رحمه الله).
وفي أوائل نونبر 1953 فوجئت الخلية المشرفة بتوزيع مناشير لا علاقة لها بها، فاجتمعت اللجنة لدراسة الموضوع ولاتخاذ ما يلزم من الاحتياط كيلا يعرقل البرنامج المقرر من قبل القيادة، وأخبرهم الفطواكي في الاجتماع، بأن لديه معلومات عن مصدر موثوق به، بأن المناشير وزعت من السيد محمد بن الحاج البقال الذي كان مختفيا، وأنه ينظم خلية، ويستعد للقيام بأعمال فدائية، وقد التزم الفطواكي بمحاولة الاتصال به ليكف عن العمل حتى يتم التنسيق معه.
وفي نفس الأسبوع، وقعت عملية القطار بجليز، واعتقل البقال وجماعته ( 24/12/1953) وكان عددهم اثنين وعشرون شابا، نفذ حكم الاعدام في ثلاثة منهم بسجن العاذر(22 أبريل1954) وهم محمد بن الحاج البقال، والعربي بن أحمد باعدي، وعلي بن الطاهر بن بيه وهي أول مجموعة بمراكش وكانت برئاسة الشهيد بن الحاج البقال، وكان عملها مستقلا .
في هذا الوقت، قررت اللجنة باقتراح من الفطواكي، ترحيل السيد عبد الكريم المسفيوي، أحد أعضاء فرقة سيدي يوسف بن علي، نظرا للظروف التي يعيشها طلبة الكلية اليوسوفية التي ينتمي إليها حيث يتعرضون للاعتقالات من قبل دار الباشا بمناسبة وغير مناسبة، ونفذ القرار فورا محافظة على الجماعة من أن تتورط قبل ان تقوم بأي عمل، وكانت هذه المحطات أبرز لحظات مرحلة الاعداد للعمليات الفدائية البطولية .
7 ) الترتيبات النهائية للعمليات الفدائية بمراكش
في 15 نونبر1953 جاء لحسن بن همو من الدار البيضاء مبعوثا من قبل القيادة، يحمل معه طردا من المنشور، الذي تسلمه من مولاي البصري والزرقطوني في المتجر الخشبي بدرب الأحباس، ورافقه إلى منزل الساحلي عبد الله الخياط وكاد السي لحسن، أن يقع في الفخ، عند نزوله من الحافلة بجليز، لولا تيقظه ولطف الله، الذي أراد النجاح لحركة المقاومة، وذلك أن عونا للباشا يدعى محمد أكلا، ركب معه الحافلة (ستيام) وكان لحسن يعرف أنه من أعوان الباشان وكانت مع مولاي لحسن في المقعد سيدة وطفلة صغيرة لها ولها رضيع تحمله وكان العون يجلسفي المقعد خلفها، وأثناء الطريق بدأ الحديث بينهما، فسأله من أين أتيت؟ وإلى أين تقصد؟ وكان جوابه حسبما يقتضيه المقام من تعمية ومراوغة، وحين شعر صاحبنا بالخطر، أخد تلك الطفلة إلى حجره يسليها ويكلمها كأنها ابنته، وعندما تتوقف الحافلة، يأتي لأمها بما تأكل وتشرب كأنها زوجته، وحين نزوله في جليز بادره هذا العون قائلا، ألا تريد جهة باب دكالة؟ فقال له لحسن نعم هناك أقصد، فقال له العون هيا بنا في طاكسي واحدة؟ فقال له الحسن: خد هذه الفقة والسيدة معك لآتي بالطاكسي، وكانت بيده قفة بها بعض الزاد، أما الطرد الذي فيه المنشور فكان في قب سلهامه، وذهب لحال سبيله، ولم يبق في يد العون إلا القفة والسيدة وطفليها، فذهب بها إلى دار الباشا ظانا أنها زوجته، حيث استنطقت وعذبت لتعترف بالرجل الذي لم يجمع بينها وبينه إلا الحافلة، وبكل أسف، لا يعرف عن هذه السيدة أي شيء لحد الأن، في حين لقي العون مصرعه في عملية الكتبية، وكان جاسوسا على طلبة ابن يوسف، وعين شاوشا بإدارة الكلية لذلك، أما لحسن فلم يستقر في منزل الساحلي، حتى بلغ بأن المقاهي محاصرة، وأن أعوان الباشا والبوليس يفتشونها ويراقبون الحافلات، ليتم إخبار السيد عبد الله الهوزيوي رحمه الله، الذي كلف بالاستخبارات وكان بقالا بباب السمارين.
وبعد توزيع هذا المنشور، توقف العمل حتى إشعار أخر، وقد كان ضحية هذا المنشور الشاب أحمد بن العربي الشياظمي التلميذ بمدرسة الحياة، وقد سلم له محمد السوسي هذا المنشور واعتقل بسببه في دار الباشا واستشهد تحت التعذيب(رحمه الله).
وفي أوائل نونبر 1953 فوجئت الخلية المشرفة بتوزيع مناشير لا علاقة لها بها، فاجتمعت اللجنة لدراسة الموضوع ولاتخاذ ما يلزم من الاحتياط كيلا يعرقل البرنامج المقرر من قبل القيادة، وأخبرهم الفطواكي في الاجتماع، بأن لديه معلومات عن مصدر موثوق به، بأن المناشير وزعت من السيد محمد بن الحاج البقال الذي كان مختفيا، وأنه ينظم خلية، ويستعد للقيام بأعمال فدائية، وقد التزم الفطواكي بمحاولة الاتصال به ليكف عن العمل حتى يتم التنسيق معه.
وفي نفس الأسبوع، وقعت عملية القطار بجليز، واعتقل البقال وجماعته ( 24/12/1953) وكان عددهم اثنين وعشرون شابا، نفذ حكم الاعدام في ثلاثة منهم بسجن العاذر(22 أبريل1954) وهم محمد بن الحاج البقال، والعربي بن أحمد باعدي، وعلي بن الطاهر بن بيه وهي أول مجموعة بمراكش وكانت برئاسة الشهيد بن الحاج البقال، وكان عملها مستقلا .
في هذا الوقت، قررت اللجنة باقتراح من الفطواكي، ترحيل السيد عبد الكريم المسفيوي، أحد أعضاء فرقة سيدي يوسف بن علي، نظرا للظروف التي يعيشها طلبة الكلية اليوسوفية التي ينتمي إليها حيث يتعرضون للاعتقالات من قبل دار الباشا بمناسبة وغير مناسبة، ونفذ القرار فورا محافظة على الجماعة من أن تتورط قبل ان تقوم بأي عمل، وكانت هذه المحطات أبرز لحظات مرحلة الاعداد للعمليات الفدائية البطولية .
ملصقات
مراكش

مراكش

مراكش

مراكش

