مراكش
شذرات من تاريخ المقاومة بمراكش – 10 –
10 حمان الفطواكيكان الشهيد حمان، رجلا صبورا، دمث الأخلاق، متمسكا بدينه، لا يخشى أحدا إلا الله، استرخص حياته في سبيل الله ، متفانيا في حب وطنه، ورمز سيادته، حن كان بسجن بولمهاز بالجناح العسكري الذي سجن فيه مع الشهيدين مبارك بن بوبكر الدكالي وعلال بن أحمد الرحماني ومولاي مبارك الناجي ومحمد بن العربي ولحسن الروداني ومولاي الشافعي ولحسن السباعي ومحمد بن الحاج عبد الله، تسلق شجرة، ليطل على الجناح المدني، وبينهما حائط مرتفع، نادى بأعلى صوته ( يحيا محمد بن يوسف) متحديا بذلك خطر الموت الذي يهدده في كل لحظة، فكان ذلك سببا في اجتثاث تلك الأشجار التي كان المساجين يستظل بها السجناء في ساعة الفسحة.وكان رحمه الله منذ أن انطلاق العمل ، لم يخرج قط إلى الشارع، إلا وهو على وضوء، كان يقول إنني منذ أن دخلنا معركة الجهاد، لم أخرج من منزلي إلا وأنا على وضوء، لأني لا أدري هل أرجع أم لا ؟ بقي على تلك الحالة إلى أن اعتقل يوم عيد الأضحى سنة 1375( 10 غشت 1954)، ثم استمر عليها وهو في سجن بولمهارز، إلى أن نفذ فيه حكم الإعدام بسجن العذير صباح السبت 19 أبريل 1955، بشهادة مولاي مبارك الناجي، الذي قدر له أن يكون رفيقه في الزنزانة، إلى قبيل فجر ذلك اليوم الذي استشهد فيه، بأنه كان مواظبا على تلك الحالة التي يكون عليها المؤمنون الصادقون حتى لقي ربه شهيدا كما كان يتمنى، ففي الوقت الذي نادى فيه عليه السجان هو ومبارك بن بوبكر علال الرحماني، قام وتوضأ وصلى ركعتين، وطلب من رفيقه ذلك، فقال توضأ فإننا نعرف إلى أين نحن غادرون رحمة الله عليهم أجمعين.ومن أغرب ما سجل عنه للتاريخ وللشباب المؤمن بالخصوص، الرؤيا التي رآها يوم الخميس 4 مارس 1954 عندما تأكدنا يوم الاربعاء 3 مارس، أن ابن عرفة سيؤتى به إلى مسجد بريمة، بدل جامع الكتبية، نظرا لموقع بريمة القريب من القصر وصغره، الأمر الذي يعوق تنفيذ العملية التي قررت القيادة تنفيذها بأية وسيلة وبأي ثمن، واحتارت في الطريق التي يمكن أن تسلكها لتنفيذ ما أمرهم به أمرا صارما، وافترقوا مساء ذلك اليوم على حيرة، صباح يوم الخميس 4 مارس، حكى لهم في اجتماع بدار السيد الحسين البزيوي، أنه رأى فيما يراه النائم ( كأن مراكش قد أحيط بها سور عال جدا، حبس الشمس والهواء على الناس حتر اختنقوا، وبينما الناس في هلع وذعر شديد، إذا بأربعة رجال بمعاولهم يضربون ذلك السور، فما لبث أن تطاير وتبخر أمامهم في لحظات، وتنفس الناس الصعداء واستيقظت وأثر ذلك الاختناق باق في خياشيمي، ثم قال: ما رأيكم في تأويل هذه الرؤية، فاتفقوا على أن تنفيذ العملية على يد أربعة رجال، عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم «الرؤيا الحسنة، من الرجل الصاح، جزء من ستة وأربعين جزئا من النبوة " ، ولم يدخل لمسجد بريمة إلا أربعة رجال بقنابلهم كما هو معروف :الشهيد أحماد أقلا رحمه الله ، ومحمد بن العربي القهوجي ، لحسن الروداني ، علي رضوانو طلبوا منه في بولمهارز، أن ينكر ما يمكن إنكاره لدى قاضي التحقيق، لعل القضية تبقى معلقة بينه وبين السد عمر بنونة، وأصر على أنه قرر عدم التراجع وقال: إنني أريد أن أموت شهيدا، وقررت أن أتحمل المسؤولية كاملة.ومن قدر له أن يقف على تصريحات الفطواكي أمام المحكمة فسيقف على بطل من أبطال المغرب الأماجد الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
10 حمان الفطواكيكان الشهيد حمان، رجلا صبورا، دمث الأخلاق، متمسكا بدينه، لا يخشى أحدا إلا الله، استرخص حياته في سبيل الله ، متفانيا في حب وطنه، ورمز سيادته، حن كان بسجن بولمهاز بالجناح العسكري الذي سجن فيه مع الشهيدين مبارك بن بوبكر الدكالي وعلال بن أحمد الرحماني ومولاي مبارك الناجي ومحمد بن العربي ولحسن الروداني ومولاي الشافعي ولحسن السباعي ومحمد بن الحاج عبد الله، تسلق شجرة، ليطل على الجناح المدني، وبينهما حائط مرتفع، نادى بأعلى صوته ( يحيا محمد بن يوسف) متحديا بذلك خطر الموت الذي يهدده في كل لحظة، فكان ذلك سببا في اجتثاث تلك الأشجار التي كان المساجين يستظل بها السجناء في ساعة الفسحة.وكان رحمه الله منذ أن انطلاق العمل ، لم يخرج قط إلى الشارع، إلا وهو على وضوء، كان يقول إنني منذ أن دخلنا معركة الجهاد، لم أخرج من منزلي إلا وأنا على وضوء، لأني لا أدري هل أرجع أم لا ؟ بقي على تلك الحالة إلى أن اعتقل يوم عيد الأضحى سنة 1375( 10 غشت 1954)، ثم استمر عليها وهو في سجن بولمهارز، إلى أن نفذ فيه حكم الإعدام بسجن العذير صباح السبت 19 أبريل 1955، بشهادة مولاي مبارك الناجي، الذي قدر له أن يكون رفيقه في الزنزانة، إلى قبيل فجر ذلك اليوم الذي استشهد فيه، بأنه كان مواظبا على تلك الحالة التي يكون عليها المؤمنون الصادقون حتى لقي ربه شهيدا كما كان يتمنى، ففي الوقت الذي نادى فيه عليه السجان هو ومبارك بن بوبكر علال الرحماني، قام وتوضأ وصلى ركعتين، وطلب من رفيقه ذلك، فقال توضأ فإننا نعرف إلى أين نحن غادرون رحمة الله عليهم أجمعين.ومن أغرب ما سجل عنه للتاريخ وللشباب المؤمن بالخصوص، الرؤيا التي رآها يوم الخميس 4 مارس 1954 عندما تأكدنا يوم الاربعاء 3 مارس، أن ابن عرفة سيؤتى به إلى مسجد بريمة، بدل جامع الكتبية، نظرا لموقع بريمة القريب من القصر وصغره، الأمر الذي يعوق تنفيذ العملية التي قررت القيادة تنفيذها بأية وسيلة وبأي ثمن، واحتارت في الطريق التي يمكن أن تسلكها لتنفيذ ما أمرهم به أمرا صارما، وافترقوا مساء ذلك اليوم على حيرة، صباح يوم الخميس 4 مارس، حكى لهم في اجتماع بدار السيد الحسين البزيوي، أنه رأى فيما يراه النائم ( كأن مراكش قد أحيط بها سور عال جدا، حبس الشمس والهواء على الناس حتر اختنقوا، وبينما الناس في هلع وذعر شديد، إذا بأربعة رجال بمعاولهم يضربون ذلك السور، فما لبث أن تطاير وتبخر أمامهم في لحظات، وتنفس الناس الصعداء واستيقظت وأثر ذلك الاختناق باق في خياشيمي، ثم قال: ما رأيكم في تأويل هذه الرؤية، فاتفقوا على أن تنفيذ العملية على يد أربعة رجال، عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم «الرؤيا الحسنة، من الرجل الصاح، جزء من ستة وأربعين جزئا من النبوة " ، ولم يدخل لمسجد بريمة إلا أربعة رجال بقنابلهم كما هو معروف :الشهيد أحماد أقلا رحمه الله ، ومحمد بن العربي القهوجي ، لحسن الروداني ، علي رضوانو طلبوا منه في بولمهارز، أن ينكر ما يمكن إنكاره لدى قاضي التحقيق، لعل القضية تبقى معلقة بينه وبين السد عمر بنونة، وأصر على أنه قرر عدم التراجع وقال: إنني أريد أن أموت شهيدا، وقررت أن أتحمل المسؤولية كاملة.ومن قدر له أن يقف على تصريحات الفطواكي أمام المحكمة فسيقف على بطل من أبطال المغرب الأماجد الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
ملصقات
مراكش
مراكش
مراكش
مراكش
مراكش
مراكش
مراكش