#كورونا
إقتصاد

سيناريوهات خروج المغرب من الأزمة: 6 أسئلة لخبير اقتصاد أمريكي


كشـ24 نشر في: 5 مايو 2020

يعد الخبير الاقتصادي الأمريكي والباحث في "مركز أبحاث سياسات الجنوب الجديد" (بوليسي سانتر فور ذ نيو ساوت)، هينه دينه، الذي اشتغل طيلة 35 سنة بالبنك الدولي، أحد المتخصصين في اقتصاد التنمية والتمويل الدولي.ويقدم هذا الباحث في جامعة إنديانا الأمريكية، الذي يتمتع بخبرة واسعة في مجال السياسات الماكرو اقتصادية والهيكلية، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء بواشنطن، تحليله لحجم الأزمة الاقتصادية الناتجة عن جائحة كورونا ولسيناريوهات الخروج منها وضمان تعافي الاقتصاد.وبالنسبة لحالة المغرب وإفريقيا، كانت مختلف مبادرات صاحب الجلالة الملك محمد السادس لمواجهة هذه الأزمة الصحية غير المسبوقة وإطلاق عمل إفريقي منسق وتضامني، في صلب الحديث مع هذا الخبير الاقتصادي، صاحب العديد من المنشورات حول التصنيع والإدارة المالية والتنمية الاقتصادية بالقارة.1 - كيف تقيمون حجم وسرعة وتأثير الانهيار المفاجئ للنشاط الاقتصادي في سياق جائحة كورونا؟يتوقع صندوق النقد الدولي، في تقرير حول "آفاق نمو الاقتصاد العالمي" لشهر أبريل المنصرم، انخفاض الإنتاج العالمي بنسبة 3 في المائة، مع تراجع حاد للاقتصادات المتقدمة (ناقص 1ر6 بالمائة)، إذ ينتظر أن يتراجع الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة بنسبة 9ر5 في المائة، وينخفض نظيره بألمانيا وفرنسا بنسبة 7 في المائة و2ر7 في المائة على التوالي. أما الإنتاج في الدول الصاعدة فيتوقع أن يتراجع بواقع 1 في المائة، في حين ينتظر أن تسجل الصين والهند نموا لا يتجاوز 2ر1 و6ر1 في المائة على التوالي.ومع ذلك، فإن هذا السيناريو يقوم على فرضية مفادها أن الوباء سيتلاشى خلال النصف الثاني من السنة الجارية، وبالتالي سيتم استئناف الأنشطة الاقتصادية بشكل كامل عند مطلع سنة 2021. برأيي، لا يمكن أن يحدث هذا إلا إذا تم التوصل إلى لقاح لفيروس كورونا واختباره، وجعله في متناول الجميع بحلول نهاية هذه السنة. وفي انتظار التوصل إلى مثل هذا اللقاح، يتعين أن يتم استئناف الأنشطة الاقتصادية بشكل كامل عبر مراحل (انظر أدناه). فالتعقيدات والمخاطر المرتبطة بتخفيف التباعد الاجتماعي في غياب اللقاح تعني أنه يمكن، في أحسن الأحوال، استئناف الأنشطة الاقتصادية بشكل تدريجي وسيستغرق الأمر عاما آخر على الأقل (أي سنة 2021) قبل أن يعود كل شيء إلى طبيعته.2 - ما هي الإجراءات الأكثر إلحاحا التي يتعين على الحكومات اتخاذها للتخفيف من التداعيات الاجتماعية والسياسية للأزمة؟لقد فرض التباطؤ غير المسبوق في النشاط الاقتصادي تكاليف اقتصادية هامة، لاسيما تفشي البطالة. كما أن مدة استمرار الأزمة وسرعة الانتعاش الاقتصادي بعدها تبقى غير معروفة، لذا يصعب تقييم حجم هذه التكاليف. فكلما طال أمد الأزمة، زاد حجم الخسائر.عادة، يمكن للبلدان التي تواجه أزمة ذات مصدر خارجي، مثل هذه الأزمة، أن تطلب المساعدة من مؤسسات مالية خارجية، مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، لكن طبيعة هذه الأزمة واتساع نطاقها عالميا تجعل هذه الموارد الخارجية غير كافية، ما يفرض استكمالها بتمويل وطني.يتعين أن تهدف السياسة المالية إلى التخفيف من الآثار السلبية الناجمة عن التباطؤ السريع في الأنشطة الاقتصادية. وينبغي أن توفر السياسة النقدية سيولة كافية للشركات والأسر، وتضمن توفر الحكومة على آليات تمويل كافية لتعبئة الموارد.يؤثر الوباء سلبا على العاملين في القطاعين المهيكل وغير المهيكل. وتشمل المجموعة الأكثر هشاشة عمال القطاع غير المهيكل و / أو الشباب غير المؤهلين والمتسربين من المدارس.من المهم أن تقوم البلدان بتوسيع شبكة المساعدة لتشمل أولئك الذين تم تسريحهم مؤخرا بسبب وباء كورونا. ففي العديد من البلدان، تعمل المنظمات الخيرية والتطوعية على مساعدة العمال المعنيين. وبالنسبة للقطاع المهيكل، تؤثر صدمة الطلب بشكل مختلف على المقاولات في مختلف القطاعات، ولذلك يتعين على الحكومات استهداف المقاولات الأكثر تأثرا في المقام الأول.هناك ثلاثة أنواع من المقاولات: (1) المقاولات ذات الطلب المستمر (مثل البقالة والمنتجات الطبية)؛ (2) المقاولات التي تعاني من غياب الطلب (مثل المطاعم والسفر والترفيه والنقل والسياحة)؛ و(3) المقاولات التي تعاني من تأخر في الطلب (مثل المنتجات الاستهلاكية والإنتاجية والخدمات المقدمة للمقاولات ذات الصلة).3- كيف ترون الطريق المتبع لبلوغ تعافي الاقتصاد وكم من الوقت ستستغرق العودة إلى الوضع "الطبيعي"؟أتوقع طريقا طويلا نحو التعافي من تداعيات أزمة كوفيد 19، قد يستغرق، حسب العديد من الخبراء، ثلاث مراحل. فخلال المرحلة الأولى، وبالنظر إلى سرعة تفشي فيروس كورونا من خلال الاتصال البشري وغياب لقاح أو علاج للمرض، لجأت البلدان إلى فرض الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي والعزل لمواجهة الوباء. وتهدف هذه التدابير إلى "تسطيح المنحنى" بحيث يمكن للبنى التحتية والموارد الصحية المحدودة استيعاب المرضى وتفادي سقوط أعداد كبيرة من الوفيات. وفي ظل غياب الاختبارات والمراقبة واسعة النطاق، تعد هذه التدابير أفضل السبل المعروفة لإبطاء تفشي الوباء، لكن تكاليفها الاقتصادية، خاصة بالنسبة للسياحة والتجارة والاستثمار الأجنبي، تبقى باهظة.وخلال المرحلة الثانية، سيتم تخفيف بعض القيود والسماح باستئناف بعض الأنشطة الاقتصادية مع الحرص على عدم ظهور موجة ثانية من الوباء. وتبدأ المرحلة الثالثة عندما يتوفر لقاح يسمح باستئناف الأنشطة الاقتصادية بشكل كامل. ويتوقف الانتقال من الفترة الأولى إلى الثانية على تسجيل انخفاض مستمر في حالات الإصابة المؤكدة خلال فترة تمتد لـ14 يوما (فترة حضانة الفيروس) وعلى برنامج قوي لإجراء الاختبارات لمستخدمي القطاع الصحي المعرضين للخطر.لا يمكننا أبدا العودة إلى الوضع "الطبيعي" ما لم يتم التوصل إلى لقاح يكون متاحا للجميع.4- ما هو تقييمكم لاستجابة المغرب لهذه الجائحة؟منذ تسجيل أول حالة إصابة بالوباء في المغرب، سارعت الحكومة إلى اتخاذ تدابير صارمة وقوية لمحاصرة انتشار المرض. حيت قامت السلطات بإغلاق الحدود، وتعليق جميع الرحلات الدولية، وكذا الرحلات البحرية وحركة البواخر الخاصة بالمسافرين، وقيدت الرحلات الداخلية. كما بادر جلالة الملك محمد السادس إلى إحداث صندوق وطني للطوارئ يعتمد على تبرعات هامة من الجميع. حيث استخدمت الحكومة هذه الموارد لاقتناء أسرة للإنعاش، وأجهزة للتنفس الاصطناعي وأجهزة لاختبار الإصابة بالفيروس ومعدات طبية أخرى.وأعلنت الحكومة إثر ذلك حالة الطوارئ، وبادرت إلى إغلاق جميع المدارس والمساجد والمقاهي والمطاعم والمنشآت الرياضية والترفيهية لوقف تفشي الفيروس. ومن أجل المساعدة في تخفيف المعاناة الاقتصادية، منحت الحكومة إعانات مالية للأشخاص الذين يفقدون وظائفهم وسمحت بإرجاء دفع الضرائب والديون بالنسبة للمقاولات الصغرى.هذه الإجراءات الحاسمة، إلى جانب الجهود المبذولة لتحسيس المواطنين، مكنت المغرب من كبح انتشار الوباء. لكن تكاليف الوباء على الاقتصاد كبيرة. فالمغرب، باعتباره بلدا مستوردا للطاقة، استفاد من انخفاض أسعار النفط، لكن التحويلات المالية والسياحة والنقل وخدمات الإيواء تعاني جميعها بسبب القيود المفروضة في مختلف بلدان العالم ومن تأثر سلاسل التوريد.تملك الحكومة موارد قليلة لدعم المقاولات الصغرى والمتوسطة والكبرى. وبسبب الوباء، يواجه المغرب وبقية بلدان العالم غموضا كبيرا للأفق الاقتصادي. حيث تشير معطيات رسمية إلى أن 700 ألف عامل فقدوا وظائفهم. كما أن الاندماج الوثيق للمغرب مع أوروبا والتأثير السلبي للوباء على الأخيرة يخلقان أيضا مشاكل تهم انتعاش اقتصاد المغرب وسلسلته للتوريد وزبنائه. فالاتحاد الأوروبي يستقبل حاليا أزيد من 58 في المائة من الصادرات المغربية ويوفر 59 في المائة من الاستثمار الأجنبي المباشر بالبلاد ويغطى 70 في المائة من الصناعة السياحية المغربية.5 – لقد تسبب الوباء في شل سلاسل التوريد. ما هي التحديات التي يطرحها هكذا وضع بالنسبة للبلدان النامية؟لقد أظهر هذا الوباء أهمية الصناعة التحويلية المحلية بالنسبة للأمن القومي، ودفع ببعض البلدان إلى العمل على تصنيع المنتجات الأساسية لقطاع الصحة محليا. فبينما تعتمد الحكومات استراتيجيات للاستعداد لمواجهة الجائحة مستقبلا، سيستمر الطلب العالمي على المنتجات الطبية، على المدى المتوسط على الأقل، ما سيخلق فرصا جديدة لشركات التصنيع في بلدان مثل المغرب. يمكن لهذه الشركات أن تساعد في التخفيف من تداعيات الجائحة من خلال التموقع لضمان النجاح على المدى الطويل من خلال إنتاج مجموعة متنوعة من المنتجات الطبية.يتم تصنيع معدات طبية بسيطة في المغرب، تشمل الكمامات الوقائية والقفازات والمستلزمات الطبية. ومن أجل تخطي تداعيات الركود الاقتصادي، تستغل العديد من الشركات الصغرى والمتوسطة النقص الحاد في هذه المنتجات من خلال تكييف سلاسل الإنتاج بمصانعها وإعادة توجيه قواها العاملة لإنتاج منتجات طبية بسيطة للمستشفيات المحلية. شركات التصنيع في المغرب تقوم بذلك ويتعين تشجيعها على مواصلة هذا الجهد على المدى القصير.المعدات الطبية الأكثر تعقيدا، لاسيما أسرة المستشفيات، والأجهزة الطبية، مثل أجهزة التنفس الاصطناعي، وآليات النقل الطبي مثل الكراسي المتحركة وسيارات الإسعاف، يمكن أن تنتجها شركات من قطاعات المنتجات المعدنية والآلات والالكترونيات والسيارات وصناعة الطيران. كان ذلك ما حدث في الولايات المتحدة من خلال قيام مصنعي قطع غيار السيارات والطائرات بتعديل خطوط الإنتاج لصناعة أجهزة التنفس الاصطناعي. ولأن المغرب لديه فعلا مجموعات مستقرة متخصصة في صناعة السيارات والطيران، يمكن للبلاد أن تطور هذه الصناعات لإنتاج هذه الأنواع من المعدات والآليات الطبية.هذه الجهود يمكن أن تكون بمثابة جرس تنبيه بالنسبة للبلدان النامية لتفعيل تغييرات هيكلية من أجل تحقيق قدر أكبر من الاستقلالية. يتم تصنيع العديد من المنتجات الطبية اللازمة لمكافحة كوفيد 19 باستخدام تقنيات معروفة جيدا ومتوفرة في السوق، حيث يمكن للشركات شراؤها من أي مكان، إذا كانت تتوفر على المهارات والدراية اللازمة لاستخدامها.فعلى المدى الطويل، وأمام تزايد الوعي بمخاطر الاعتماد المفرط على الصين للحصول على جميع السلع المصنعة (الإمدادات الطبية وأجهزة التنفس الاصطناعي)، سيبحث المشترون والمستثمرون حول العالم عن مواقع الإنتاج خارج الصين. فالمغرب أمامه فرصة فريدة للاستفادة من التباطؤ الاقتصادي والتموقع بين البلدان المصنعة الموثوق بها.6 - لقد اشتغلتم لفترة طويلة على قضايا التنمية في إفريقيا، كيف ستؤثر هذه الأزمة على القارة؟آمل ألا يجتاح الوباء إفريقيا بنفس الكيفية التي اجتاح بها آسيا وأمريكا الشمالية. من جانب آخر، إذا اجتاح الوباء هذه القارة، فيمكن أن يخلف ضررا أكبر بسبب ضعف النظم الصحية والبنى التحتية، وقلة الموارد المالية وضعف قدرة الحكومات. على سبيل المثال، يبدو أن زيمبابوي لا تتوفر سوى على خمسة أجهزة للتنفس الاصطناعي، بينما نيجيريا برمتها تتوفر على 500 جهاز فقط لمواجهة الوباء. ولعل هذا الوضع الصعب ما يفسر لجوء أزيد من 100 بلد حول العالم حتى الآن لمساعدة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لمكافحة الجائحة، على الرغم من عدم تسجيل تفشي واسع النطاق في البلدان النامية.لذا، فإن المبادرة الإفريقية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس صائبة وحاسمة لمواجهة جائحة كورونا، وتدعو إلى استجابة موحدة ومنسقة لوباء كورونا في إفريقيا وإلى تعزيز عمل مشترك للبلدان الإفريقية، كما تسمح بتبادل التجارب والممارسات الفضلى لمواجهة التداعيات الصحية والاقتصادية والاجتماعية للوباء".إن المغرب يوجد في وضع أفضل مقارنة بالعديد من البلدان في المنطقة والعالم. فيبدو، حتى الآن، أن الحكومة والشعب المغربي يبذلان قصارى جهدهما لكبح تفشي فيروس كورونا ومواجهة التحديات المستقبلية الصعبة.

يعد الخبير الاقتصادي الأمريكي والباحث في "مركز أبحاث سياسات الجنوب الجديد" (بوليسي سانتر فور ذ نيو ساوت)، هينه دينه، الذي اشتغل طيلة 35 سنة بالبنك الدولي، أحد المتخصصين في اقتصاد التنمية والتمويل الدولي.ويقدم هذا الباحث في جامعة إنديانا الأمريكية، الذي يتمتع بخبرة واسعة في مجال السياسات الماكرو اقتصادية والهيكلية، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء بواشنطن، تحليله لحجم الأزمة الاقتصادية الناتجة عن جائحة كورونا ولسيناريوهات الخروج منها وضمان تعافي الاقتصاد.وبالنسبة لحالة المغرب وإفريقيا، كانت مختلف مبادرات صاحب الجلالة الملك محمد السادس لمواجهة هذه الأزمة الصحية غير المسبوقة وإطلاق عمل إفريقي منسق وتضامني، في صلب الحديث مع هذا الخبير الاقتصادي، صاحب العديد من المنشورات حول التصنيع والإدارة المالية والتنمية الاقتصادية بالقارة.1 - كيف تقيمون حجم وسرعة وتأثير الانهيار المفاجئ للنشاط الاقتصادي في سياق جائحة كورونا؟يتوقع صندوق النقد الدولي، في تقرير حول "آفاق نمو الاقتصاد العالمي" لشهر أبريل المنصرم، انخفاض الإنتاج العالمي بنسبة 3 في المائة، مع تراجع حاد للاقتصادات المتقدمة (ناقص 1ر6 بالمائة)، إذ ينتظر أن يتراجع الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة بنسبة 9ر5 في المائة، وينخفض نظيره بألمانيا وفرنسا بنسبة 7 في المائة و2ر7 في المائة على التوالي. أما الإنتاج في الدول الصاعدة فيتوقع أن يتراجع بواقع 1 في المائة، في حين ينتظر أن تسجل الصين والهند نموا لا يتجاوز 2ر1 و6ر1 في المائة على التوالي.ومع ذلك، فإن هذا السيناريو يقوم على فرضية مفادها أن الوباء سيتلاشى خلال النصف الثاني من السنة الجارية، وبالتالي سيتم استئناف الأنشطة الاقتصادية بشكل كامل عند مطلع سنة 2021. برأيي، لا يمكن أن يحدث هذا إلا إذا تم التوصل إلى لقاح لفيروس كورونا واختباره، وجعله في متناول الجميع بحلول نهاية هذه السنة. وفي انتظار التوصل إلى مثل هذا اللقاح، يتعين أن يتم استئناف الأنشطة الاقتصادية بشكل كامل عبر مراحل (انظر أدناه). فالتعقيدات والمخاطر المرتبطة بتخفيف التباعد الاجتماعي في غياب اللقاح تعني أنه يمكن، في أحسن الأحوال، استئناف الأنشطة الاقتصادية بشكل تدريجي وسيستغرق الأمر عاما آخر على الأقل (أي سنة 2021) قبل أن يعود كل شيء إلى طبيعته.2 - ما هي الإجراءات الأكثر إلحاحا التي يتعين على الحكومات اتخاذها للتخفيف من التداعيات الاجتماعية والسياسية للأزمة؟لقد فرض التباطؤ غير المسبوق في النشاط الاقتصادي تكاليف اقتصادية هامة، لاسيما تفشي البطالة. كما أن مدة استمرار الأزمة وسرعة الانتعاش الاقتصادي بعدها تبقى غير معروفة، لذا يصعب تقييم حجم هذه التكاليف. فكلما طال أمد الأزمة، زاد حجم الخسائر.عادة، يمكن للبلدان التي تواجه أزمة ذات مصدر خارجي، مثل هذه الأزمة، أن تطلب المساعدة من مؤسسات مالية خارجية، مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، لكن طبيعة هذه الأزمة واتساع نطاقها عالميا تجعل هذه الموارد الخارجية غير كافية، ما يفرض استكمالها بتمويل وطني.يتعين أن تهدف السياسة المالية إلى التخفيف من الآثار السلبية الناجمة عن التباطؤ السريع في الأنشطة الاقتصادية. وينبغي أن توفر السياسة النقدية سيولة كافية للشركات والأسر، وتضمن توفر الحكومة على آليات تمويل كافية لتعبئة الموارد.يؤثر الوباء سلبا على العاملين في القطاعين المهيكل وغير المهيكل. وتشمل المجموعة الأكثر هشاشة عمال القطاع غير المهيكل و / أو الشباب غير المؤهلين والمتسربين من المدارس.من المهم أن تقوم البلدان بتوسيع شبكة المساعدة لتشمل أولئك الذين تم تسريحهم مؤخرا بسبب وباء كورونا. ففي العديد من البلدان، تعمل المنظمات الخيرية والتطوعية على مساعدة العمال المعنيين. وبالنسبة للقطاع المهيكل، تؤثر صدمة الطلب بشكل مختلف على المقاولات في مختلف القطاعات، ولذلك يتعين على الحكومات استهداف المقاولات الأكثر تأثرا في المقام الأول.هناك ثلاثة أنواع من المقاولات: (1) المقاولات ذات الطلب المستمر (مثل البقالة والمنتجات الطبية)؛ (2) المقاولات التي تعاني من غياب الطلب (مثل المطاعم والسفر والترفيه والنقل والسياحة)؛ و(3) المقاولات التي تعاني من تأخر في الطلب (مثل المنتجات الاستهلاكية والإنتاجية والخدمات المقدمة للمقاولات ذات الصلة).3- كيف ترون الطريق المتبع لبلوغ تعافي الاقتصاد وكم من الوقت ستستغرق العودة إلى الوضع "الطبيعي"؟أتوقع طريقا طويلا نحو التعافي من تداعيات أزمة كوفيد 19، قد يستغرق، حسب العديد من الخبراء، ثلاث مراحل. فخلال المرحلة الأولى، وبالنظر إلى سرعة تفشي فيروس كورونا من خلال الاتصال البشري وغياب لقاح أو علاج للمرض، لجأت البلدان إلى فرض الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي والعزل لمواجهة الوباء. وتهدف هذه التدابير إلى "تسطيح المنحنى" بحيث يمكن للبنى التحتية والموارد الصحية المحدودة استيعاب المرضى وتفادي سقوط أعداد كبيرة من الوفيات. وفي ظل غياب الاختبارات والمراقبة واسعة النطاق، تعد هذه التدابير أفضل السبل المعروفة لإبطاء تفشي الوباء، لكن تكاليفها الاقتصادية، خاصة بالنسبة للسياحة والتجارة والاستثمار الأجنبي، تبقى باهظة.وخلال المرحلة الثانية، سيتم تخفيف بعض القيود والسماح باستئناف بعض الأنشطة الاقتصادية مع الحرص على عدم ظهور موجة ثانية من الوباء. وتبدأ المرحلة الثالثة عندما يتوفر لقاح يسمح باستئناف الأنشطة الاقتصادية بشكل كامل. ويتوقف الانتقال من الفترة الأولى إلى الثانية على تسجيل انخفاض مستمر في حالات الإصابة المؤكدة خلال فترة تمتد لـ14 يوما (فترة حضانة الفيروس) وعلى برنامج قوي لإجراء الاختبارات لمستخدمي القطاع الصحي المعرضين للخطر.لا يمكننا أبدا العودة إلى الوضع "الطبيعي" ما لم يتم التوصل إلى لقاح يكون متاحا للجميع.4- ما هو تقييمكم لاستجابة المغرب لهذه الجائحة؟منذ تسجيل أول حالة إصابة بالوباء في المغرب، سارعت الحكومة إلى اتخاذ تدابير صارمة وقوية لمحاصرة انتشار المرض. حيت قامت السلطات بإغلاق الحدود، وتعليق جميع الرحلات الدولية، وكذا الرحلات البحرية وحركة البواخر الخاصة بالمسافرين، وقيدت الرحلات الداخلية. كما بادر جلالة الملك محمد السادس إلى إحداث صندوق وطني للطوارئ يعتمد على تبرعات هامة من الجميع. حيث استخدمت الحكومة هذه الموارد لاقتناء أسرة للإنعاش، وأجهزة للتنفس الاصطناعي وأجهزة لاختبار الإصابة بالفيروس ومعدات طبية أخرى.وأعلنت الحكومة إثر ذلك حالة الطوارئ، وبادرت إلى إغلاق جميع المدارس والمساجد والمقاهي والمطاعم والمنشآت الرياضية والترفيهية لوقف تفشي الفيروس. ومن أجل المساعدة في تخفيف المعاناة الاقتصادية، منحت الحكومة إعانات مالية للأشخاص الذين يفقدون وظائفهم وسمحت بإرجاء دفع الضرائب والديون بالنسبة للمقاولات الصغرى.هذه الإجراءات الحاسمة، إلى جانب الجهود المبذولة لتحسيس المواطنين، مكنت المغرب من كبح انتشار الوباء. لكن تكاليف الوباء على الاقتصاد كبيرة. فالمغرب، باعتباره بلدا مستوردا للطاقة، استفاد من انخفاض أسعار النفط، لكن التحويلات المالية والسياحة والنقل وخدمات الإيواء تعاني جميعها بسبب القيود المفروضة في مختلف بلدان العالم ومن تأثر سلاسل التوريد.تملك الحكومة موارد قليلة لدعم المقاولات الصغرى والمتوسطة والكبرى. وبسبب الوباء، يواجه المغرب وبقية بلدان العالم غموضا كبيرا للأفق الاقتصادي. حيث تشير معطيات رسمية إلى أن 700 ألف عامل فقدوا وظائفهم. كما أن الاندماج الوثيق للمغرب مع أوروبا والتأثير السلبي للوباء على الأخيرة يخلقان أيضا مشاكل تهم انتعاش اقتصاد المغرب وسلسلته للتوريد وزبنائه. فالاتحاد الأوروبي يستقبل حاليا أزيد من 58 في المائة من الصادرات المغربية ويوفر 59 في المائة من الاستثمار الأجنبي المباشر بالبلاد ويغطى 70 في المائة من الصناعة السياحية المغربية.5 – لقد تسبب الوباء في شل سلاسل التوريد. ما هي التحديات التي يطرحها هكذا وضع بالنسبة للبلدان النامية؟لقد أظهر هذا الوباء أهمية الصناعة التحويلية المحلية بالنسبة للأمن القومي، ودفع ببعض البلدان إلى العمل على تصنيع المنتجات الأساسية لقطاع الصحة محليا. فبينما تعتمد الحكومات استراتيجيات للاستعداد لمواجهة الجائحة مستقبلا، سيستمر الطلب العالمي على المنتجات الطبية، على المدى المتوسط على الأقل، ما سيخلق فرصا جديدة لشركات التصنيع في بلدان مثل المغرب. يمكن لهذه الشركات أن تساعد في التخفيف من تداعيات الجائحة من خلال التموقع لضمان النجاح على المدى الطويل من خلال إنتاج مجموعة متنوعة من المنتجات الطبية.يتم تصنيع معدات طبية بسيطة في المغرب، تشمل الكمامات الوقائية والقفازات والمستلزمات الطبية. ومن أجل تخطي تداعيات الركود الاقتصادي، تستغل العديد من الشركات الصغرى والمتوسطة النقص الحاد في هذه المنتجات من خلال تكييف سلاسل الإنتاج بمصانعها وإعادة توجيه قواها العاملة لإنتاج منتجات طبية بسيطة للمستشفيات المحلية. شركات التصنيع في المغرب تقوم بذلك ويتعين تشجيعها على مواصلة هذا الجهد على المدى القصير.المعدات الطبية الأكثر تعقيدا، لاسيما أسرة المستشفيات، والأجهزة الطبية، مثل أجهزة التنفس الاصطناعي، وآليات النقل الطبي مثل الكراسي المتحركة وسيارات الإسعاف، يمكن أن تنتجها شركات من قطاعات المنتجات المعدنية والآلات والالكترونيات والسيارات وصناعة الطيران. كان ذلك ما حدث في الولايات المتحدة من خلال قيام مصنعي قطع غيار السيارات والطائرات بتعديل خطوط الإنتاج لصناعة أجهزة التنفس الاصطناعي. ولأن المغرب لديه فعلا مجموعات مستقرة متخصصة في صناعة السيارات والطيران، يمكن للبلاد أن تطور هذه الصناعات لإنتاج هذه الأنواع من المعدات والآليات الطبية.هذه الجهود يمكن أن تكون بمثابة جرس تنبيه بالنسبة للبلدان النامية لتفعيل تغييرات هيكلية من أجل تحقيق قدر أكبر من الاستقلالية. يتم تصنيع العديد من المنتجات الطبية اللازمة لمكافحة كوفيد 19 باستخدام تقنيات معروفة جيدا ومتوفرة في السوق، حيث يمكن للشركات شراؤها من أي مكان، إذا كانت تتوفر على المهارات والدراية اللازمة لاستخدامها.فعلى المدى الطويل، وأمام تزايد الوعي بمخاطر الاعتماد المفرط على الصين للحصول على جميع السلع المصنعة (الإمدادات الطبية وأجهزة التنفس الاصطناعي)، سيبحث المشترون والمستثمرون حول العالم عن مواقع الإنتاج خارج الصين. فالمغرب أمامه فرصة فريدة للاستفادة من التباطؤ الاقتصادي والتموقع بين البلدان المصنعة الموثوق بها.6 - لقد اشتغلتم لفترة طويلة على قضايا التنمية في إفريقيا، كيف ستؤثر هذه الأزمة على القارة؟آمل ألا يجتاح الوباء إفريقيا بنفس الكيفية التي اجتاح بها آسيا وأمريكا الشمالية. من جانب آخر، إذا اجتاح الوباء هذه القارة، فيمكن أن يخلف ضررا أكبر بسبب ضعف النظم الصحية والبنى التحتية، وقلة الموارد المالية وضعف قدرة الحكومات. على سبيل المثال، يبدو أن زيمبابوي لا تتوفر سوى على خمسة أجهزة للتنفس الاصطناعي، بينما نيجيريا برمتها تتوفر على 500 جهاز فقط لمواجهة الوباء. ولعل هذا الوضع الصعب ما يفسر لجوء أزيد من 100 بلد حول العالم حتى الآن لمساعدة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لمكافحة الجائحة، على الرغم من عدم تسجيل تفشي واسع النطاق في البلدان النامية.لذا، فإن المبادرة الإفريقية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس صائبة وحاسمة لمواجهة جائحة كورونا، وتدعو إلى استجابة موحدة ومنسقة لوباء كورونا في إفريقيا وإلى تعزيز عمل مشترك للبلدان الإفريقية، كما تسمح بتبادل التجارب والممارسات الفضلى لمواجهة التداعيات الصحية والاقتصادية والاجتماعية للوباء".إن المغرب يوجد في وضع أفضل مقارنة بالعديد من البلدان في المنطقة والعالم. فيبدو، حتى الآن، أن الحكومة والشعب المغربي يبذلان قصارى جهدهما لكبح تفشي فيروس كورونا ومواجهة التحديات المستقبلية الصعبة.



اقرأ أيضاً
الكوكب يخسر ثمن نهائي كّأس العرش امام نهضة بركان بملعب الحارثي
خسر فريق الكوكب المراكشي امام نهضة بركان بنتيجة ثلاث اهداف دون رد، في المباراة التي جمعت بينهما قبل قليل من ليلة يومه الاحد فاتح يونيو 2025، بملعب الحارثي بمراكش، برسم ثمن نهائي كأس العرش. وسجل الهدف الاول في المباراة مبكرا في الدقيقة الثانية لفائدة نهضة بركان عن طريق اللاعب السابق للكوكب المراكشي يوسف مهري، والذي اضاف الهدف الثاني للفريق البركاني في الدقيقة 21 بينما اضيف الهدف الثالث عن طريق اللاعب دايو في الدقيقة 76. وبهذه النتيجة تمكن فريق نعضة بركان من التأهل الى مباراة ربع نهائي كأس العرش حيث من المنتظر ان يواجه فريق الجيش الملكي الذي تاهل إلى ربع نهائي كأس العرش عقب فوزه على نهضة الزمامرة بنتيجة 3-0 في 21 ماي الماضي في الملعب البلدي بالقنيطرة، في مباراة مؤجلة عن دور ثمن النهائي. وكان الكوكب قد تأهل الى ثمن نهائي كأس العرش على حساب الراسينغ البيضاوي في 26 مارس، بعد تفوقه عليه بملعب سيدي يوسف بن علي بمراكش بهدفين دون مقابل حيث سجل هدف الكوكب المراكشي في مباراة سدس عشر النهاية، في الدقيقة 32 من الشوط الاول للمبارة عن طريق اللعب ابراهيم العماري، فيما اضاف يونس البحراوي الهدف الثاني في الدقيقة 80 من المباراة.   ومن جهته تمكن فريق نهضة بركان لكرة القدم بطل المغرب هذا الموسم وبطل كأس الكونفدرالية الافريقية، من التأهل إلى دور ثمن نهائي كأس العرش بعد فوزه على مضيفه اتحاد طنجة، بهدف واحد لصفر، في مباراة جمعتهما، في 27 مارس، في ملعب القرية الرياضية بمدينة طنجة.ومعلوم ان فريق الكوكب المراكشي الذي تمكن هذا الموسم من العودة للقسم الاحترافي الاول، يعتبر من اكثر الاندية المغربية تتويجا بكأس العرش بعد الجيش الملكي والوداد والرجاء البيضاويين، حيث توج 6 مرات بالكأس الفضية سنوات 1963، 1964، 1965، 1987، 1991، و1993، فيما توج فريق نهضة بركان بلقب الكأس الفضية ثلاث مرات، سنوات 2018، 2021، 2022.
#كورونا

إصابة أكثر من 40 رياضيا بفيروس كورونا في أولمبياد باريس
أفادت ممثلة منظمة الصحة العالمية ماريا فون كيركو بأن أكثر من 40 رياضيا أصيبوا بكوفيد-19 خلال الألعاب الأولمبية في باريس، وأن عدد الإصابات يزداد بشكل مثير للقلق. وقالت كيركو: "في الأشهر الأخيرة، وبغض النظر عن الموسم، شهدت العديد من البلدان ارتفاعات كبيرة في حالات الإصابة بكوفيد-19، بما في ذلك في الألعاب الأولمبية، حيث ثبتت إصابة 40 رياضيا على الأقل". بدوره كشف روان تايلور مدرب منتخب أستراليا للسباحة عن أن بعض سباحيه شاركوا في منافسات السباحة الأولمبية على مدار 9 أيام وهم يعانون من عدوى "كورونا".وانسحب بعض السباحين الآخرين من السباقات، من بينهم لاني باليستر وإيلا رامسي، في الوقت الذي شارك فيه البعض الآخر في السباقات رغم ظهور أعراض العدوى عليهم. وكان من بين المصابين بعدوى "كورونا"، زاك ستابلتي-كوك صاحب الميدالية الفضية في سباق 200 متر صدر للرجال، إذ خاض سباقه وهو مريض. وقالت كارولين برودريك رئيسة الجهاز الطبي لبعثة أستراليا في باريس: "تم إجراء 84 اختبارا لـ(كورونا) داخل القرية الأولمبية، ونتيجة نحو نصف هذه الاختبارات تقريبا جاءت إيجابية لفيروس كورونا".
#كورونا

الاولى من نوعها منذ شهور.. وفاة جديدة جراء كورونا بالمغرب
أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، اليوم السبت، عن تسجيل 22 حالة إصابة جديدة بـ”كوفيد-19″، وحالة وفاة واحدة، خلال الفترة ما بين 01 و07 يونيو الجاري. وأوضحت الوزارة، في نشرة “كوفيد-19” الأسبوعية، أن عدد الأشخاص الذين تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح بلغ 24 مليونا و924 ألفا و839 شخصا، فيما وصل عدد الملقحين بالجرعة الثانية إلى 23 مليونا و426 ألفا و860 شخصا، بينما تلقى 6 ملايين و889 ألفا و590 شخصا الجرعة الثالثة من اللقاح المضاد للفيروس، مقابل 61 ألفا و565 شخصا تلقوا الجرعة الرابعة. وأضاف المصدر ذاته أن الحصيلة الجديدة للإصابات بالفيروس رفعت العدد التراكمي لحالات الإصابة المؤكدة إلى مليون و279 ألفا و293 حالة منذ الإعلان عن تسجيل أول حالة بالمغرب في 02 مارس 2020، مشيرا إلى أن معدل “الإيجابية” الأسبوعي بلغ 4,4 في المائة. وسجلت حالات الإصابة الجديدة على مستوى جهات الرباط-سلا-القنيطرة (18 حالة)، والدارالبيضاء – سطات (2 حالات)، وجهة طنجة تطوان الحسيمة وفاس مكناس (حالة واحدة لكل منها).من جهة أخرى، بلغ العدد التراكمي للوفيات 16 ألفا و307 حالات (مع مؤشر فتك عام نسبته 1,3 في المائة)، فيما بلغ مجموع الحالات النشطة 47 حالة.
#كورونا

تسجيل عشر إصابات جديدة بـ”كوفيد-19 بالمغرب
أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، اليوم الجمعة، عن تسجيل عشر إصابات جديدة بـ”كوفيد-19″، خلال الفترة ما بين 6 و12 أبريل الجاري، وذلك دون تسجيل أي حالة وفاة. وأوضحت الوزارة، في نشرة “كوفيد-19” الأسبوعية، أن عدد الأشخاص الذين تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح بلغ 24 مليونا و924 ألفا و697 شخصا، فيما وصل عدد الملقحين بالجرعة الثانية إلى 23 مليون و426 ألف و705 أشخاص، بينما تلقى 6 ملايين و889 ألفا و115 شخصا الجرعة الثالثة من اللقاح المضاد للفيروس، مقابل 61 ألفا و498 شخصا تلقوا الجرعة الرابعة. وأضاف المصدر ذاته أن الحصيلة الجديدة للإصابات بالفيروس رفعت العدد التراكمي لحالات الإصابة المؤكدة إلى مليون و279 ألف و94 حالة منذ الإعلان عن أول حالة بالمغرب في 2 مارس 2020، مشيرا إلى أن معدل “الإيجابية” الأسبوعي بلغ 4,4 في المائة. وس جلت حالات الإصابة الجديدة في جهتي الرباط-سلا-القنيطرة (9 حالات) وسوس ماسة (حالة واحدة). من جهة أخرى، بلغ العدد التراكمي للوفيات 16 ألفا و304 حالات، بمؤشر فتك عام نسبته 1,3 في المائة، فيما بلغ مجموع الحالات النشطة 14 حالة.
#كورونا

السعودية تلتزم بدعم إفريقيا من خلال استثمارات بقيمة 25 مليار دولار
كشف نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، أن بلاده تعتزم رفع عدد سفاراتها في الدول الإفريقية إلى أكثر من 40 سفارة في السنوات المقبلة، وعبر أيضا عن تطلع السعودية إلى استثمار 25 مليار دولار في إفريقيا. ونقلت وسائل الإعلام المحلية عن المسؤول السعودي، خلال حفل نظم بالرياض بمناسبة الذكرى السنوية ليوم أفريقيا، أن المملكة ستمول وتؤمن 10 مليارات دولار من الصادرات إلى إفريقيا، وستعمل على تقديم 5 مليارات دولار تمويلات تنموية إضافية لإفريقيا حتى عام 2030. وأكد حرص السعودية على تطوير علاقات التعاون والشراكة مع الدول الإفريقية، وتنمية مجالات التجارة والتكامل، وتعزيز التشاور والتنسيق والدعم المتبادل في المنظمات الدولية تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك، مشيرا إلى أن الدول الإفريقية تحتل مكانة مهمة في خريطة السياسة الخارجية للبلاد، وشبكة علاقاتها الدبلوماسية. وأوضح الخريجي أيضا أن السعودية قدمت أكثر من 45 مليار دولار لدعم المشاريع التنموية والإنسانية في 54 دولة إفريقية، لافتا إلى أن مساعدات مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بلغت أكثر من 450 مليون دولار في 46 دولة إفريقية. وأكد أن إفريقيا تُعد قارة الفرص الواعدة بثرواتها الطبيعية، وشبابها الطموح، وإمكانياتها المتجددة، مضيفا أنه رغم تحديات النزاعات والتغير المناخي تبقى روح التعاون الإفريقي وتطلعات شعوب القارة للسلام والعدالة والتنمية أقوى من أي تحدٍ.
إقتصاد

ارتفاع قياسي لإيرادات الضرائب في المغرب خلال 5 أشهر
قالت وزارة الاقتصاد والمالية في المغرب إن الإيرادات الضريبية بلغت 144.25 مليار درهم بنهاية شهر مايو 2025، بارتفاع بنسبة 16.7% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وأوضحت الوزارة، في وثيقة حول موارد الخزينة المغربية، أن الإيرادات الضريبية سجلت معدل ارتفاع قدره 45.1% مقارنة بتوقعات قانون المالية لسنة 2025. وأضافت أن التسديدات الصافية والتسويات والمبالغ الضريبية المستردة، بما فيها الجزء الذي تتحمله الجماعات الترابية، تضاعفت قيمتها من 6.6 مليار درهم إلى 11.4 مليار درهم، وفق موقع "Le360" المغربي. وسجلت الإيرادات غير الضريبية 11.9 مليار درهم بنهاية شهر مايو الماضي، مقابل 9.5 مليار درهم بنهاية مايو 2024، مسجلة ارتفاعًا بنسبة 25.2%.
إقتصاد

تقرير : الداخلة تُعزز مكانتها كمركز اقتصادي في غرب إفريقيا
قالت مجلة أتالايار، أن الداخلة التي أصبحت أكبر مدينة في الصحراء المغربية أضحت محور الاهتمام الرئيسي للاستثمار الأوروبي وأميركا اللاتينية والآسيوي. ولا تعمل مدينة الداخلة على ترسيخ نفسها كمركز اقتصادي وتجاري رئيسي لأفريقيا والمغرب فحسب، بل تعمل أيضًا على ترسيخ نفسها كأرض اختبار للتنمية المستدامة، من خلال الجمع بين الابتكار والطاقة النظيفة والاقتصاد الأزرق والسياحة والتخطيط الحضري. وحسب التقرير ذاته، فمن الممكن أن تُصبح الداخلة نموذجًا يُحتذى به للمدن الجديدة الناشئة في القارة الأفريقية . ويهدف تنفيذ هذه المشاريع إلى تحقيق نمو مستدام طويل الأمد، بما يعكس الرؤية الاستراتيجية للبلاد نحو التحديث. ومن أكثر المشاريع طموحًا مشروع بناء ميناء الداخلة الأطلسي، الذي يُصمَّم كبنية تحتية استراتيجية تربط المغرب ليس فقط بباقي دول أفريقيا، بل أيضًا بأوروبا وأمريكا اللاتينية. ومن المتوقع أن ينافس هذا الميناء كل من طنجة المتوسط ​​والناظور المتوسطي من حيث حركة البضائع والمساهمة الاقتصادية في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. ومن أهم محاور التنمية تعزيز تربية الأحياء المائية، وقد رسّخت الداخلة مكانتها كموقع مثالي لتربية الأسماك والرخويات، بفضل مناخها وظروفها المائية الممتازة. وساهم تطوير العديد من مزارع الأسماك في خلق فرص عمل واستثمارات كبيرة، فيما يُعرف بتوسع "الاقتصاد الأزرق". وأضاف التقرير ذاته، أنه يجري تنفيذ حلول مبتكرة لتوفير الموارد الأساسية بشكل مستدام من خلال مشاريع طاقة الرياح وتحلية مياه البحر المصممة لمعالجة تحديين أساسيين يواجهان البلاد: ندرة المياه والحاجة إلى الطاقة النظيفة. بالتوازي مع ذلك، يُستثمر أيضًا في الهيدروجين الأخضر، وهو نوع من الوقود يُعدّ المغرب من أبرز مراكز إنتاجه وأبحاثه عالميًا. ولتحقيق هذا الهدف، يسعى المغرب إلى جعل الداخلة مركزًا عالميًا لإنتاج الهيدروجين النظيف، الذي قد يصبح مصدرا استراتيجيا للدخل بالنسبة للمغرب، وخاصة من خلال الصادرات إلى أوروبا، وهي قارة تفتقر إلى البدائل المستدامة للوقود الأحفوري. لكن الاستثمارات لا تقتصر على الصناعة والاقتصاد فحسب، بل إن التنمية الحضرية جزءٌ من تحوّل الداخلة. فمن خلال بناء مجمعات سكنية حديثة وكبيرة، يهدف المغرب إلى رفع مستوى السكن في الداخلة إلى مستوى يضاهي باقي مدن البلاد. كما يجري تحديث البنية التحتية للطرق لتحسين ربط المنطقة، وتعزيز اندماج الداخلة مع بقية البلاد والقارة.
إقتصاد

بسبب حرب التعريفات الجمركية.. الشركة الإسبانية للحلويات تُركز على المغرب
تسعى الشركة الإسبانية للحلويات إلى تعويض انخفاض الصادرات إلى الولايات المتحدة من خلال فتح أسواق جديدة مثل المغرب والمكسيك، حسب جريدة "لاإنفورماثيون" الإسبانية. ومن المتوقع أن تنخفض صادرات الحلويات الإسبانية (البسكويت والنوكا) إلى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بنسبة 3.8% و7.5% من حيث القيمة خلال عام 2024 على التوالي. ولا يزال قطاع الحلويات الإسباني يعتمد على التجارة الدولية كأحد محركاته الرئيسية، على الرغم من أنه في نهاية عام 2024، زادت المبيعات في السوق المحلية بنسبة 1.4٪ لتصل إلى 5.347 مليار يورو، وفقًا لتقرير "Produlce 2024"، الذي أعدته جمعية الحلويات الإسبانية. وقد نمت هذه الصادرات عالميًا العام الماضي بنسبة 5٪، متجاوزة 2.4 مليار يورو لتصل إلى 657000 طن. وتظل الأسواق الرئيسية فرنسا (398.5 مليون يورو) والبرتغال (352.07 مليون يورو) والولايات المتحدة، حيث بلغت الصادرات 204.38 مليون يورو في عام 2024. تليها دول مثل المملكة المتحدة (182.8 مليون يورو) وألمانيا (176.8 مليون يورو) وإيطاليا (151.4 مليون يورو) والمغرب (83.96 مليون يورو). وسجلت الشركة حسب تقريرها السنوي، نموا قويا في البرتغال (+11%) والمغرب (+12.1%) الذي يُعدّ الوجهة السابعة لصادرات الحلويات الإسبانية. واعتبر مدير عام الشركة، أن السر وراء تركيز "Produlce" على المغرب، هو عدم وجود إنتاج صناعي كبير، وهو ما سمح للشركة بتعزيز قدرتها التنافسية من خلال التكيف مع طلب السوق.
إقتصاد

التعليقات مغلقة لهذا المنشور
الأكثر قراءة

#كورونا

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الخميس 03 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة