مجتمع

سوق الأغنام.. المعادلة المتداخلة لاختيار أضحية العيد


كشـ24 | و.م.ع نشر في: 11 يونيو 2024

لم تقتن سعاد، المستشارة في التوجيه والمقيمة بمدينة الرباط، “مبروك” العيد بعد، وإن كانت تحمل تصورا عن شكله في مخيلتها، تتداخل فيه عناصر الشكل والوزن ونوعية السلالة والسعر، لاسيما في السياق الحالي الذي يميز فضاءات بيع الأضاحي.

فقبل أسبوع من حلول عيد الأضحى، تعج أسواق الغنم بنشاط كبير في العاصمة، على غرار باقي حواضر وجهات المغرب.

وتشهد هذه الأسواق، ومن ضمنها خمسة فضاءات رئيسية تمت تهيئتها خصيصا لهذه المناسبة بجهة الرباط ـ سلا ـ القنيطرة، فضلا عن الأسواق الأسبوعية، إقبالا كثيفا، لاسيما قبل حلول عيد الأضحى، أغلبهم يتقصى عن الأسعار تمهيدا لاقتناء أضحية العيد.

سعاد، وبخلاف هذه الفئات لم تقصد بعد تلك الأسواق، وهي تنتمي بالأحرى إلى فئة ال24 في المائة من الأسر التي لا تقتني الأضحية إلا قبل يوم أو يومين من موعد العيد، وفق دراسة ميدانية لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، بناء على معطيات تتعلق بعيد الأضحى للسنة الماضية. وتفيد هذه الدراسة بأن 49 في المائة من الأسر تقتني أضحية العيد قبل فترة تتراوح بين 3 و7 أيام، في حين تقوم 27 في المائة بشرائها قبل أكثر من أسبوع.

وبذلك تكون سعاد بعيدة عن ضغط تحضيرات عيد الأضحى الذي تعتزم الاحتفال به مع عائلتها في مكناس جريا على عادتها كل سنة. فقد أقنعت زوجها بتأجيل شراء الأضحية حتى تتفرغ لها بعد الوصول إلى بيت العائلة، وإن كان الخروف قد يكلفها أكثر “فذلك لا يهم، فالأمر يتعلق باختيار بالإحساس”، تقول لوكالة المغرب العربي للأنباء قبل أن تتدارك بابتسامة “في حدود المعقول طبعا”.

وترى أن السعر المعقول لاقتناء أضحية العيد لا ينبغي أن يتجاوز ميزانية عيد الموظف والتي تترواح بين 1500 و4 آلاف درهم.

 الصردي، السلالة المفضلة في عيد الأضحى
ضمن هذا النطاق، ظفر مصطفى، الإطار التربوي، بخروف صردي، السلالة التي يفضلها لإحياء شعيرة العيد، وهي الأكثر طلبا في السوق بأسعار قد تصل إلى 7 آلاف درهم إن لم يكن أكثر من ذلك.

ويعتبر مصطفى أنه فاز ب”صفقة العام” بحصوله على خروف “ثني” (عمره بين عام وعامين) بسعر 3600 درهم، حيث عمد، كما هو الشأن في العام الماضي، إلى الاحتفاظ به في إحدى الضيعات بسيدي علال البحراوي بضواحي الرباط، قبل تسلمه قبل يومين من العيد، وذلك تجنبا لذروة بيع الأضاحي عشية العيد.

وللاحتفاظ بخروفه في تلك الضيعة، دفع مصطفى 200 درهم إضافية مقابل تكاليف العلف على اعتبار أن التكلفة اليومية تتراوح بين 10 و15 درهما. وتختار العديد من الأسر التي تفتقر لمساحة كافية في المنزل أو لشروط استقبال الخروف لأيام طويلة، “فندق الخروف” وهي مستودعات معدة خصيصا لاستقبال أغنام عيد الأضحى.

بتلك الضيعة، أمضى مصطفى نحو ساعة ونصف في البحث عن خروفه بين عشرات الأغنام المعروضة للبيع، بل سارع إلى اقتنائه قبل نحو شهر من حلول العيد، تجنبا ل”خطأ” العام الماضي حينما تأخر عن شراء الأضحية ووقع بالتالي في إكراه الاختيار.

هامش الوقت جعل مصطفى يقتني أضحية العيد بالمعايير التي يبحث عنها من خلال فحص الخروف وتقييم وزنه، والتدقيق في أسنانه، ورفعه، وتحريكه في كل الاتجاهات.

وبحسب المديرية الجهوية للفلاحة للرباط ـ سلا ـ القنيطرة، فإن الأسعار تتباين بحسب السلالة والجنس ونوعية التسمين وأصل الحيوان ومكان البيع، وكذلك بحسب العرض والطلب. وفي مواجهة عرض متنوع، يمكن للمشترين تكييف قدراتهم الشرائية.

وتقول الطبيبة البيطرية فاطمة الصغير، رئيسة قسم التواصل بالمديرية الجهوية للفلاحة، أن الصردي المعروف بـ”جمال مظهره”، يظل أغلى سلالة من بين الأغنام المتوفرة والتي تشمل أيضا سلالات أخرى منها تيمحضيت، والدمان وبني غيل، وأبي الجعد.

اللجوء إلى الاستيراد لاحتواء غلاء أسعار الأغنام 

تؤكد الطبيبة البيطرية وفرة العرض على مستوى الجهة، والبالغ أكثر من 750 ألف رأس من الأغنام والماعز المعدة للذبح، علما أن التوقع قبل العيد كان في حدود ” 800 ألف رأس”، موضحة أنه بالإضافة إلى 650 ألف رأس التي تم تحديدها من قبل المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، تم استيراد 100 ألف رأس “لتعزيز العرض بما يساهم في تحقيق التوازن في الأسعار، وبالتالي تمكين الجميع” من اقتناء الأضحية.

وهي العملية التي شارك فيها يوسف وشريكه عبد العالي من خلال استيرادهما، ولأول مرة، سلالات من الأغنام من إسبانيا.

وسجلا بأن طرح هذه الأغنام للبيع بالضيعة العائلية في عين الجوهرة بجماعة تيفلت (إقليم الخميسات) بسعر يتراوح بين 1700 و2200 درهم يلقى إقبالا كبيرا من قبل الساكنة المحلية، وخاصة الأسر ذات الدخل المتواضع، التي تتناسب هذه الأسعار مع وضعيتها المالية.

فمن بين 3500 رأس تم استيرادها الشهر الماضي، لم يتبق سوى ألف رأس، كما يكشف عن ذلك يوسف وعبد العالي، اللذان يتوقعان نفاذ كل ما هو معروض قبل العيد، بالنظر للطلب القوي على هذه السلالات.

ويعول هذان الشريكان على هذا العرض الجديد لتوسيع قاعدة زبناء الضيعة التي كانت تعرض للبيع بالأساس سلالات الصردي والبركي، التي سجلت أسعارها ارتفاعا كبيرا على خلفية الجفاف. وعلى بعد نحو أسبوع من يوم العيد، تم بيع ال220 رأسا المعروضة من هذه السلالات في الضيعة بأسعار تتراوح بين 2300 و 6 آلاف درهم.

ومن بين هؤلاء الزبناء الأوفياء للضيعة، اقتنى كل من الحاجة خديجة ورشيد خروفيهما من سلالة الصردي بسعر 4 آلاف درهم و5 آلاف درهم على التوالي، كما تمت معاينة ذلك بعين المكان. وهناك أيضا سيتركان خروفيهما ، كما فعل مصطفى ، إلى غاية الأيام الأخيرة التي تسبق يوم العيد، بعد أن أخذا علما بترقيمهما وحلقتيهما المساعدتين على تتبع وضعيتهما الصحية، طبقا للقوانين المعمول بها.

المعيار الديني 
وبعيدًا عن السعر، فإن البعد الديني للعيد لا يقل أهمية عن المعايير التي تؤثر على اختيار المشترين.

وسيرا على نهج الرسول الكريم، يسعى مصطفى دوما إلى اقتناء خروف يتسم قدر المستطاع بمواصفات نموذجية، منها خلوه من أي مرض أو تشوه وأن تكون له قرون.

وفي انتظار وصول الخروف الأقرن كما يتصوره أفراد عائلته، يؤكد مصطفى أن الإثارة تبلغ ذروتها في المنزل عندما يتسابق الجميع لترتيب مكان استقبال الأضحية وإعداد لوازم ذبحها.

وعلى غرار غالبية المغاربة، يحرص مصطفى بمناسبة الاحتفال بعيد الأضحى على إحياء الصلات العائلية والتقرب إلى الباري تعالى، بنشر قيم التضامن وتقاسم فضائل هذا العيد.

ويأتي تشبث مصطفى بكل التقاليد المرتبطة بعيد الأضحى كما هو متعارف عليها بين المغاربة، بينما تتجه بعض الأسر للتخلي عنها، مما قد يؤثر على انتقالها إلى الأجيال القادمة.

ومن بين مؤيدي هذا التوجه الجديد، فريد، وهو مقاول في الخمسينيات من عمره، اعتاد منذ بضع سنوات على الاستفادة من عروض عيد الأضحى الخاصة بالفنادق مع عائلته، مع تذوق الأطباق التقليدية الأساسية المرتبطة بهذه المناسبة، في أجواء احتفالية وجذابة. إلا أن هذه الطريقة في الاحتفال بعيد الأضحى لا تجد إجماعا لدى منتقدي “تحديث” الشعائر الدينية، الذين يرون في ذلك مساسا بروح التضامن والعيش المشترك.

لم تقتن سعاد، المستشارة في التوجيه والمقيمة بمدينة الرباط، “مبروك” العيد بعد، وإن كانت تحمل تصورا عن شكله في مخيلتها، تتداخل فيه عناصر الشكل والوزن ونوعية السلالة والسعر، لاسيما في السياق الحالي الذي يميز فضاءات بيع الأضاحي.

فقبل أسبوع من حلول عيد الأضحى، تعج أسواق الغنم بنشاط كبير في العاصمة، على غرار باقي حواضر وجهات المغرب.

وتشهد هذه الأسواق، ومن ضمنها خمسة فضاءات رئيسية تمت تهيئتها خصيصا لهذه المناسبة بجهة الرباط ـ سلا ـ القنيطرة، فضلا عن الأسواق الأسبوعية، إقبالا كثيفا، لاسيما قبل حلول عيد الأضحى، أغلبهم يتقصى عن الأسعار تمهيدا لاقتناء أضحية العيد.

سعاد، وبخلاف هذه الفئات لم تقصد بعد تلك الأسواق، وهي تنتمي بالأحرى إلى فئة ال24 في المائة من الأسر التي لا تقتني الأضحية إلا قبل يوم أو يومين من موعد العيد، وفق دراسة ميدانية لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، بناء على معطيات تتعلق بعيد الأضحى للسنة الماضية. وتفيد هذه الدراسة بأن 49 في المائة من الأسر تقتني أضحية العيد قبل فترة تتراوح بين 3 و7 أيام، في حين تقوم 27 في المائة بشرائها قبل أكثر من أسبوع.

وبذلك تكون سعاد بعيدة عن ضغط تحضيرات عيد الأضحى الذي تعتزم الاحتفال به مع عائلتها في مكناس جريا على عادتها كل سنة. فقد أقنعت زوجها بتأجيل شراء الأضحية حتى تتفرغ لها بعد الوصول إلى بيت العائلة، وإن كان الخروف قد يكلفها أكثر “فذلك لا يهم، فالأمر يتعلق باختيار بالإحساس”، تقول لوكالة المغرب العربي للأنباء قبل أن تتدارك بابتسامة “في حدود المعقول طبعا”.

وترى أن السعر المعقول لاقتناء أضحية العيد لا ينبغي أن يتجاوز ميزانية عيد الموظف والتي تترواح بين 1500 و4 آلاف درهم.

 الصردي، السلالة المفضلة في عيد الأضحى
ضمن هذا النطاق، ظفر مصطفى، الإطار التربوي، بخروف صردي، السلالة التي يفضلها لإحياء شعيرة العيد، وهي الأكثر طلبا في السوق بأسعار قد تصل إلى 7 آلاف درهم إن لم يكن أكثر من ذلك.

ويعتبر مصطفى أنه فاز ب”صفقة العام” بحصوله على خروف “ثني” (عمره بين عام وعامين) بسعر 3600 درهم، حيث عمد، كما هو الشأن في العام الماضي، إلى الاحتفاظ به في إحدى الضيعات بسيدي علال البحراوي بضواحي الرباط، قبل تسلمه قبل يومين من العيد، وذلك تجنبا لذروة بيع الأضاحي عشية العيد.

وللاحتفاظ بخروفه في تلك الضيعة، دفع مصطفى 200 درهم إضافية مقابل تكاليف العلف على اعتبار أن التكلفة اليومية تتراوح بين 10 و15 درهما. وتختار العديد من الأسر التي تفتقر لمساحة كافية في المنزل أو لشروط استقبال الخروف لأيام طويلة، “فندق الخروف” وهي مستودعات معدة خصيصا لاستقبال أغنام عيد الأضحى.

بتلك الضيعة، أمضى مصطفى نحو ساعة ونصف في البحث عن خروفه بين عشرات الأغنام المعروضة للبيع، بل سارع إلى اقتنائه قبل نحو شهر من حلول العيد، تجنبا ل”خطأ” العام الماضي حينما تأخر عن شراء الأضحية ووقع بالتالي في إكراه الاختيار.

هامش الوقت جعل مصطفى يقتني أضحية العيد بالمعايير التي يبحث عنها من خلال فحص الخروف وتقييم وزنه، والتدقيق في أسنانه، ورفعه، وتحريكه في كل الاتجاهات.

وبحسب المديرية الجهوية للفلاحة للرباط ـ سلا ـ القنيطرة، فإن الأسعار تتباين بحسب السلالة والجنس ونوعية التسمين وأصل الحيوان ومكان البيع، وكذلك بحسب العرض والطلب. وفي مواجهة عرض متنوع، يمكن للمشترين تكييف قدراتهم الشرائية.

وتقول الطبيبة البيطرية فاطمة الصغير، رئيسة قسم التواصل بالمديرية الجهوية للفلاحة، أن الصردي المعروف بـ”جمال مظهره”، يظل أغلى سلالة من بين الأغنام المتوفرة والتي تشمل أيضا سلالات أخرى منها تيمحضيت، والدمان وبني غيل، وأبي الجعد.

اللجوء إلى الاستيراد لاحتواء غلاء أسعار الأغنام 

تؤكد الطبيبة البيطرية وفرة العرض على مستوى الجهة، والبالغ أكثر من 750 ألف رأس من الأغنام والماعز المعدة للذبح، علما أن التوقع قبل العيد كان في حدود ” 800 ألف رأس”، موضحة أنه بالإضافة إلى 650 ألف رأس التي تم تحديدها من قبل المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، تم استيراد 100 ألف رأس “لتعزيز العرض بما يساهم في تحقيق التوازن في الأسعار، وبالتالي تمكين الجميع” من اقتناء الأضحية.

وهي العملية التي شارك فيها يوسف وشريكه عبد العالي من خلال استيرادهما، ولأول مرة، سلالات من الأغنام من إسبانيا.

وسجلا بأن طرح هذه الأغنام للبيع بالضيعة العائلية في عين الجوهرة بجماعة تيفلت (إقليم الخميسات) بسعر يتراوح بين 1700 و2200 درهم يلقى إقبالا كبيرا من قبل الساكنة المحلية، وخاصة الأسر ذات الدخل المتواضع، التي تتناسب هذه الأسعار مع وضعيتها المالية.

فمن بين 3500 رأس تم استيرادها الشهر الماضي، لم يتبق سوى ألف رأس، كما يكشف عن ذلك يوسف وعبد العالي، اللذان يتوقعان نفاذ كل ما هو معروض قبل العيد، بالنظر للطلب القوي على هذه السلالات.

ويعول هذان الشريكان على هذا العرض الجديد لتوسيع قاعدة زبناء الضيعة التي كانت تعرض للبيع بالأساس سلالات الصردي والبركي، التي سجلت أسعارها ارتفاعا كبيرا على خلفية الجفاف. وعلى بعد نحو أسبوع من يوم العيد، تم بيع ال220 رأسا المعروضة من هذه السلالات في الضيعة بأسعار تتراوح بين 2300 و 6 آلاف درهم.

ومن بين هؤلاء الزبناء الأوفياء للضيعة، اقتنى كل من الحاجة خديجة ورشيد خروفيهما من سلالة الصردي بسعر 4 آلاف درهم و5 آلاف درهم على التوالي، كما تمت معاينة ذلك بعين المكان. وهناك أيضا سيتركان خروفيهما ، كما فعل مصطفى ، إلى غاية الأيام الأخيرة التي تسبق يوم العيد، بعد أن أخذا علما بترقيمهما وحلقتيهما المساعدتين على تتبع وضعيتهما الصحية، طبقا للقوانين المعمول بها.

المعيار الديني 
وبعيدًا عن السعر، فإن البعد الديني للعيد لا يقل أهمية عن المعايير التي تؤثر على اختيار المشترين.

وسيرا على نهج الرسول الكريم، يسعى مصطفى دوما إلى اقتناء خروف يتسم قدر المستطاع بمواصفات نموذجية، منها خلوه من أي مرض أو تشوه وأن تكون له قرون.

وفي انتظار وصول الخروف الأقرن كما يتصوره أفراد عائلته، يؤكد مصطفى أن الإثارة تبلغ ذروتها في المنزل عندما يتسابق الجميع لترتيب مكان استقبال الأضحية وإعداد لوازم ذبحها.

وعلى غرار غالبية المغاربة، يحرص مصطفى بمناسبة الاحتفال بعيد الأضحى على إحياء الصلات العائلية والتقرب إلى الباري تعالى، بنشر قيم التضامن وتقاسم فضائل هذا العيد.

ويأتي تشبث مصطفى بكل التقاليد المرتبطة بعيد الأضحى كما هو متعارف عليها بين المغاربة، بينما تتجه بعض الأسر للتخلي عنها، مما قد يؤثر على انتقالها إلى الأجيال القادمة.

ومن بين مؤيدي هذا التوجه الجديد، فريد، وهو مقاول في الخمسينيات من عمره، اعتاد منذ بضع سنوات على الاستفادة من عروض عيد الأضحى الخاصة بالفنادق مع عائلته، مع تذوق الأطباق التقليدية الأساسية المرتبطة بهذه المناسبة، في أجواء احتفالية وجذابة. إلا أن هذه الطريقة في الاحتفال بعيد الأضحى لا تجد إجماعا لدى منتقدي “تحديث” الشعائر الدينية، الذين يرون في ذلك مساسا بروح التضامن والعيش المشترك.



اقرأ أيضاً
رغم جهود السلطات والامن.. الشعالات تؤثت احتفالات عاشوراء بمراكش
رغم التعبئة الميدانية الواسعة التي باشرتها السلطات المحلية والأمنية بمراكش، بمختلف ملحقاتها الإدارية، ورغم الحملات الوقائية الاستباقية التي استهدفت مصادر الخطر المتمثلة في الأخشاب والعجلات المطاطية، لم يخلُ مشهد ليلة عاشوراء من تسجيل إشعال "الشعالات" في عدد من أحياء المدينة العتيقة. وشهدت أحياء معروفة باحتضانها لهذا الطقس التقليدي، كـسيدي يوب، وسبتيين، وباب إيلان، مشاهد إشعال النيران في الأزقة، وسط تجمهر أطفال ومراهقين، وبعض الفضوليين من الساكنة، في تحدٍ واضح للتوجيهات الرسمية التي دعت إلى تجنب هذه الممارسات لما تشكّله من خطر على الأرواح والممتلكات.ورغم الانتشار المكثف لرجال الأمن، وأعوان السلطة، وعناصر القوات المساعدة، فإن بعض البؤر استطاعت التملص من الرقابة، مما استنفر وحدات الوقاية المدنية، التي تدخلت على وجه السرعة لإطفاء عدة نيران اندلعت في أماكن متفرقة.وحسب ما عايمته كشـ24 فقد كانت جل تدخلات السلطات و الوقاية المدنية تتم وسط ظروف صعبة أحيانًا بسبب ضيق الأزقة أو تجمهر المواطنين كما ان بعض التدخلات واجهت عراقيل، إما بسبب التجمهر أو التصرفات غير المسؤولة من بعض المراهقين.
مجتمع

لغاية الساعات الاولى للصباح.. هكذا استنفرت شعالات عاشوراء سلطات مراكش
شهدت مدينة مراكش خلال ليلة عاشوراء تعبئة ميدانية مكثفة من طرف السلطات المحلية ومصالح الأمن الوطني وأعوان السلطة وعناصر القوات المساعدة، في إطار خطة أمنية محكمة همّت مختلف الملحقات الإدارية، بهدف تأمين الأحياء ومنع أعمال الشغب المرتبطة بطقوس إشعال النيران. وقد تميزت تدخلات هذه الليلة، التي استمرت إلى حدود الساعات الأولى من صباح اليوم الموالي، بتجاوب فوري واستباقي، خاصة على مستوى الملحقة الإدارية سيبع الجنوبي، التي عرفت تحركات مكثفة تحت إشراف مباشر لقائد الملحقة، وبحضور باشا منطقة سيدي يوسف بن علي.وفي سياق التدخلات، تم شن حملة واسعة لجمع العجلات المطاطية والأخشاب الجافة المعدّة للإحراق، حيث استعانت السلطات بشاحنة تابعة للمستودع البلدي، مكنت من تطهير عدد من الأزقة والنقاط السوداء التي تشهد عادة محاولات إشعال "الشعالة".ورغم المجهودات المسبقة، أقدم بعض الأشخاص على إضرام النار خلف إعدادية الصفاء، ما استدعى تدخلًا عاجلًا لرجال الوقاية المدنية الذين تمكنوا من السيطرة على الحريق، رغم تعرض شاحنتهم للرشق بالحجارة من طرف بعض المتشردين، مما تسبب في تهشيم زجاجها الأمامي.هذه الأحداث لم تثنِ السلطات المحلية عن مواصلة تدخلاتها بشكل متواصل، إذ ظلت عناصر السلطة وأعوانها وعناصر الحرس الترابي مرابطين حتى الساعات الأولى من الصباح، في تأكيد واضح على الجدية والحرص على حماية أرواح وممتلكات المواطنين.وتأتي هذه التدخلات في سياق عام شهدت فيه مدينة مراكش انخراطًا واسعًا لرجال السلطة بجميع الملحقات، الذين عملوا بتنسيق تام على التصدي للممارسات غير المشروعة المصاحبة لطقوس عاشوراء، في مشهد يعكس يقظة جماعية وتنسيقًا ميدانيًا فعالاً حافظ على أمن وسلامة الساكنة.
مجتمع

سلطات الحوز تنفي تحيين لوائح دعم إعادة بناء المنازل المتضررة من الزلزال
نفت عمالة اقليم الحوز ما تم تداوله بشان تحيين لوائح دعم إعادة بناء المنازل المتضررة من الزلزال مشيرة ان المعطيات المتداولة لا اساس لها من الصحة؛ مؤكدة ان الاحصاء الرسمي المعتمد باشرته لجن اقليمية مختصة مباشرة بعد الزلزال في أكتوبر 2023, متبوع باحصاء ثاني في شهر نونبر 2023 للبث في الملتمسات و الشكايات في اجال محددة قانونا و بمسطرة إدارية كان أساسها المواطن. و يتعلق الامر بما تم الترويج له وتداوله في بعض المنابر الاعلامية و الصفحات الاكترونية و مواقع التواصل الاجتماعي في اليومين الاخيرين، حول شروع سلطات عمالة إقليم الحوز في عملية تحرٍّ واسعة النطاق لتحيين لوائح المستفيدين من الدعم المخصص لإعادة بناء المنازل المتضررة جراء زلزال 08 شتنبر 2023، للأسر غير المستفيدة من دعم الدولة من اجل اعادة الاعمار، و كذا معلومة أن لجانًا محلية مختلطة، تحت إشراف مباشر من السلطات الإقليمية، باشرت عمليات تحقق ميدانية شاملة لتقييم الأضرار الفعلية التي لحقت بالمساكن، والاطلاع على الوثائق المتوفرة لدى الأسر، إضافة إلى الوقوف على طبيعة الإقصاء الذي طال بعض الحالات، لا سيما في الدواوير الجبلية النائية. و في هذا الصدد، و في إطار الانفتاح وضمان الحصول على المعلومة، وبلغة الأرقام، أكد المصدر ذاته أن الجهود الميدانية لتنفيذ برنامج إعادة البناء وتأهيل المناطق المتضررة من الزلزال، أفضت إلى تقدم ملموس، بما يضمن تحسين ظروف عيش الساكنة المتضررة، وتمكينها من السكن في شروط تحفظ الكرامة الإنسانية، تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية، حيث بلغت الأشغال مستويات إنجاز جد متقدمة، بعدد إجمالي لإنهاء عملية البناء ما يناهز 22000 سكن، أي بنسبة 84%، بينما أن 2981 بناية في طور اابناء (بنسبة 11%) و صلت نسب جد متقدمة سيتم الانتهاء منها في الأسابيع المقبلة. و اذ تجسد هذه المعطيات حصيلة إيجابية، لا سيما إذا استحضرنا أنه لم تمر بعد على بداية أشغال البناء والإعمار سنة و نصف منذ شهر مارس 2024، حيث لم تبدأ هذه العملية مباشرة بعد 8 شتنبر 2023، نظرا لقيام لجنة قيادة وتتبع عملية إعادة البناء وتأهيل المناطق المتضررة بعمليات أخرى ضرورية لفتح المجال أمام عملية البناء، والتي تمثلت أساسا في عمليات الإنقاذ التي تطلبت وقتا ومجهودا كبيرين نظرا لصعوبة التضاريس وجغرافية الإقليم المعقدة، بالإضافة إلى إجراء إحصاء للساكنة من طرف لجان مختصة، فضلا عن إزالة الأنقاض والأتربة، ثم منح التراخيص المتعلقة بالبناء. وتتعلق 5% المتبقية من النسبة الإجمالية لتقدم الأشغال بحالات تدخل في إطار مشاكل بين الورثة، أو في حالة عدم مباشرة المستفيدين لعملية البناء رغم توصلهم بالدفعة الأولى 20000 درهم من طرف الدولة، حيث باشرت السلطات المحلية إشعارهم، وإنذارهم، وحثهم على بدء الأشغال نظير المستفيدين الآخرين. ورغم كل الإكراهات الميدانية المطروحة، قامت لجنة القيادة والتتبع بتنزيل برنامج إعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة بوتيرة سريعة وإيجابية، وبنسبة إنجاز متقدمة، بما يمنح لساكنة الإقليم إمكانية السكن والعيش في ظروف لائقة، حيث ان خلية دائمة للبث في الشكايات و تتبع مشاكل المستفيدين معبئة للإجابة على تساؤلات المواطنين، و للاستجابة للاشكاليات المطروحة في حينه.
مجتمع

“الطعريجة”.. رمز متجذر في احتفالات المغاربة بعاشوراء
تتميز عاشوراء عند المغاربة بكونها مناسبة مرادفة للفرح واللعب والغناء، حيث تشهد الأسواق الشعبية والمحلات التجارية الكبرى، منذ دخول شهر محرم، حركة مهمة للأسر التي تسارع إلى اقتناء لوازم الاحتفال بهذه الذكرى، وفي مقدمتها “الطعريجة” المغربية. وتشكل “الطعريجة”، التي تعد رمزا من رموز الثقافة الشعبية المغربية، نجمة هذه الاحتفالات، التي يجتمع خلالها النساء والأطفال مرددين أهازيج شعبية خاصة بهذه المناسبة الدينية المتجذرة في الموروث الثقافي المغربي. وهكذا، تعرف “الطعريجة” إقبالا كبيرا خلال هذه الفترة، من طرف الصغار والكبار، الذين يتهافتون على اقتناء هذه الآلة الموسيقية ببهجة. لكن قبل وصولها إلى أيدي الزبناء، تمر هذه الآلة الشعبية عبر عدة مراحل دقيقة وفريدة، يتناقلها الصناع التقليديون المغاربة جيلا عن جيل. والمثال من دوار “الحشالفة” الذي يقع بتراب الجماعة القروية لأولاد احسين، على بعد حوالي 25 كيلومترا جنوب مدينة الجديدة، والذي يعتبر من أهم المناطق المتخصصة في صناعة الطعريجة بمختلف أنواعها وأشكالها. وفي هذا السياق، أبرز مصطفى أبو معروف رئيس تعاونية “خير الفخار”، أن دوار الحشالفة يعد الوحيد المتخصص في صناعة الطعريجة بالمغرب، إذ يتوافد عليه التجار من مختلف أنحاء المملكة لاقتنائها وإعادة بيعها في الأسواق الوطنية. وأشار أبو معروف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن المنطقة تعرف تواجد أزيد من 100 صانع، يعملون طيلة السنة في صناعة هذه الآلات الموسيقية الشعبية باختلاف أنواعها وأحجامها، والتي ما تزال تحظى بإقبال كبير لدى المغاربة، لاسيما خلال ذكرى عاشوراء. وعن كيفية صناعتها، أوضح أن الصناع التقليديين يستقدمون المادة الأولية (نوع معين من التربة) من نواحي آسفي، ويعملون على تفتيته قبل وضعه في الماء ليختمر، ثم يتم تجفيفه ليشرع بعد ذلك في تطويعه عبر آلة للتدوير لصنع قوالب خاصة يتم تشكيلها حسب الأحجام المراد صنعها. وأشار إلى أن الصناع معتادون في الغالب على صنع قوالب الأنواع المتفق عليها من “الطعاريج”، ثم بيعها لتجار يتكلفون بتجليدها وتزيينها بألوان ورسومات مختلفة، مضيفا أن هذا القطاع يشغل العديد من النساء والرجال والشباب، كل متخصص في جانب من جوانب الصنعة، بداية من ترطيب التربة ومرورا بتحضيرها وتصنيع القوالب، ووصولا إلى عملية التجليد والتزيين. من جانبه، أكد رشيد جياط، المكلف بالتعاونيات التابعة للمديرية الإقليمية للصناعة التقليدية بالجديدة، أن قطاع الفخار يعتبر من أهم الحرف التقليدية بالمنطقة، حيث يساهم في تشغيل يد عاملة مهمة، وإحداث دينامية سوسيو-اقتصادية على الصعيد المحلي. وأشار إلى أن المديرية الإقليمية تعمل، رفقة باقي الشركاء، على مواكبة الصناع وتشجيعهم على إحداث هيئات مهنية وتعاونيات حرفية متخصصة في الفخار، بالإضافة إلى العمل على التكوين المستمر لهؤلاء الصناع وإطلاعهم على التقنيات الجديدة لتنويع المنتوج والحفاظ على استمراريته. وفي إطار تطوير القطاع، يضيف جياط، خصصت المديرية الإقليمية بدعم من عدد من شركائها غلافا ماليا يبلغ 10.5 مليون درهم، ساهمت فيه وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني بما قيمته 3 ملايين درهم من أجل اقتناء أفرنة غازية لفائدة الفخارين بدل الأفرنة التقليدية، مشيرا إلى أنه تم تسليم دفعة أولى تضم 16 فرنا غازيا، فيما سيتم تسليم 9 أفران أخرى في إطار الدفعة الثانية. وعموما، ما تزال تشهد هذه الأداة الموسيقية إقبالا كبيرا من طرف الصغار والكبار على حد سواء، وتحظى بمكانة متميزة في مختلف الاحتفالات والمناسبات المغربية. كما تظل صناعة الطعريجة جزء مهما من الموروث الثقافي المغربي، الذي يحرص الصناع التقليديون على تطويره والحفاظ عليه وتناقله جيلا عن جيل.
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأحد 06 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة