مشهد مثير تابعته ساكنة حي السعادة بمراكش، حين دخلت السلطات المحلية والمصالح المختصة حالة استنفار قصوى، وهي تجاهد لاجثتات ركام الأزبال والنفايات، التي ظلت تؤثتت الفضاء على امتداد سنوات.
تابع المواطنون مشهد بعض المسؤولين المحليين ضمنهم قائد الملحقة الإدارية للمنطقة، وهم منخرطون بشكل شخصي في عملية جمع الأزبال ومطاردة النفايات المتناثرة في كل مكان، مع تسخير العديد من المعدات والآليات في "حملة النظافة" المفاجئة.
ولأن المناسبة شرط كما يقول المناطقة، فقد تكشفت للساكنة حقيقة هذه الهمة غير المعتادة، والأسباب الحقيقية التي جعلت القيمون على الشأن المحلي يركبون قطار الإستنفار، ويتنازلون عن عروش مواقعهم للإنخراط في هذه الحملة.
ظهر السبب وبطل العجب، حين تأكد للجميع أن زيارة ملكية خاصة، قادت جلالته لتنظيم جولة بربوع الحي مساء السبت المنصرم،قد أحرجت المسؤولين وجعلتهم يستنفرون مجهوداتهم وإمكاناتهم الذاتية والموضوعية، لتنقية المجال،وإظهاره في الصورة اللائقة تفاديا لأية مساءلة أو محاسبة.
أدى جلالته صلاة الجمعة بمسجد ابن البناء المراكشي بالحي المذكور، ليقرر عشية اليوم الموالي القيام بجولة تفقدية على متن سيارته الخاصة، وهي الحركة التي فاجأت الجميع وجعلتهم يدخلون في سباق محموم ضد عقارب الساعة، لتدارك مظاهر التسيب والفوضى التي ظلت تسيج عموم فضاءات الحي.
تمت تنقية فضاءات الحي من ركام الأزبال والنفايات، التي ظلت منتشرة طيلة سنوات، فيما اختفت جيوش الباعة المتجولين وأصحاب عربات بيع الخضر،التي ما انفكت تحاصر العديد من المواقع داخل الحي المذكور،ولم تنفع كل شكايات الساكنة في وضع حد لاستفحال الظاهرة وانتشارها بشكل خنق العديد من التجمعات السكنية والمحال التجارية.
عدوى النشاط امتدت كذلك للمصالح الأمنية ،التي سخرت العديد من العناصر لتنظيم دوريات مكثفة ،مع تخصيص المسالك والمعابر المرورية بعناصر شرطة المرور، وبالتالي تحول الحي في رمشة عين إلى فضاء نموذجي يخلو من كل مظاهر التسيب والفوضى.
وقائع أثارت تعاليق ساخرة، وجعلت الساكنة تطرح أكثر من علامة استفهام حول الأسباب التي تجعل المسؤولين يديرون الدهر لكل المشاكل والإكراهات المذكورة، وهم قادرون على مجابهتها والتصدي لها وفق ما أظهرته تحركاتهم على هامش الزيارة الملكية المفاجئة، ليكون التعليق الأخير"الله يلعن،اللي ما يحشم".