تعرف الصويرة منذ تأسيسها في منتصف القرن 18 وضعية خاصة مع المحيط الطبيعي والبيئي المحيط بها ، فهي شبة جزيرة إذ يحيط بها البحر من الجهة الغربية والشمالية والجنوبية ، فقط الجهة الشرقية هي المفتوحة على البر. وينضاف إلى هذا الوضع الجغرافي المركب طقس المدينة الخاص والمعروف بهبوب رياح قوية من الشمال الشرقي طوال فصلي الربيع والصيف – المعروفة محليا بالشرقي- ، ورياح غربية في فصل الشتاء، وهذا طبعا يؤثر على حركية الرمال التي تحاصر المدينة بما أن أغلب شواطئها رملية وبنسبة ارتفاع عن سطح البحر جد منخفضة وتعد من أكثر المناطق انخفاضا ، وهو الوضع الذي يجعل المدينة في مواجهة زحف الرمال من ثلاث واجهات .وقد عمل المسؤولون منذ التأسيس على التعامل مع هذا المعطى الطبيعي ، حتى أن في بداية القرن الماضي في عهد الحماية الفرنسية عرف محيط المدينة مشروعا كبيرا لتثبيت التلال وغرس مجموعة من الأغراس بالمحيط الغابوي . كما أن هندسة المدينة القديمة بشكلها المتوازي والمتداخل يحول دون وصول الرمال وتيارات الرياح إلى داخل الأحياء بالمدينة العتيقة .لكن الوضع الراهن ليس كذلك ، فعمليات التثبيت لا تساير هجوم الرياح والرمال من الجهة الشمالية والجنوبية ، فأصبحت مجموعات وأحياء سكنية كاملة مهددة يوميا بهذا الغزو – تجزئة الصقالة نموذجا – وتساعد هندسة هذه الأحياء على ذلك بما أن شكلها يساعد على فتح قنوات للرياح وفي نفس اتجاه هبوبها – شارع العقبة الرئيسي نموذجا- والذي يربط شمال المدينة بجنوبها ...وتبقى مسؤولية المتدخلين والمعنيين من إدارات ومجالس ، مسؤولية كبيرة ومباشرة لتبني مقاربة مندمجة لانقاد الصويرة وأحيائها من خطر التصحر وزحف الرمال .
أحمد بومعيز/ الصويرة
تعرف الصويرة منذ تأسيسها في منتصف القرن 18 وضعية خاصة مع المحيط الطبيعي والبيئي المحيط بها ، فهي شبة جزيرة إذ يحيط بها البحر من الجهة الغربية والشمالية والجنوبية ، فقط الجهة الشرقية هي المفتوحة على البر. وينضاف إلى هذا الوضع الجغرافي المركب طقس المدينة الخاص والمعروف بهبوب رياح قوية من الشمال الشرقي طوال فصلي الربيع والصيف – المعروفة محليا بالشرقي- ، ورياح غربية في فصل الشتاء، وهذا طبعا يؤثر على حركية الرمال التي تحاصر المدينة بما أن أغلب شواطئها رملية وبنسبة ارتفاع عن سطح البحر جد منخفضة وتعد من أكثر المناطق انخفاضا ، وهو الوضع الذي يجعل المدينة في مواجهة زحف الرمال من ثلاث واجهات .وقد عمل المسؤولون منذ التأسيس على التعامل مع هذا المعطى الطبيعي ، حتى أن في بداية القرن الماضي في عهد الحماية الفرنسية عرف محيط المدينة مشروعا كبيرا لتثبيت التلال وغرس مجموعة من الأغراس بالمحيط الغابوي . كما أن هندسة المدينة القديمة بشكلها المتوازي والمتداخل يحول دون وصول الرمال وتيارات الرياح إلى داخل الأحياء بالمدينة العتيقة .لكن الوضع الراهن ليس كذلك ، فعمليات التثبيت لا تساير هجوم الرياح والرمال من الجهة الشمالية والجنوبية ، فأصبحت مجموعات وأحياء سكنية كاملة مهددة يوميا بهذا الغزو – تجزئة الصقالة نموذجا – وتساعد هندسة هذه الأحياء على ذلك بما أن شكلها يساعد على فتح قنوات للرياح وفي نفس اتجاه هبوبها – شارع العقبة الرئيسي نموذجا- والذي يربط شمال المدينة بجنوبها ...وتبقى مسؤولية المتدخلين والمعنيين من إدارات ومجالس ، مسؤولية كبيرة ومباشرة لتبني مقاربة مندمجة لانقاد الصويرة وأحيائها من خطر التصحر وزحف الرمال .