على بعد أيام قليلة من ليلة القدر التي يجمع جل المغاربة على تزامنها مع ليلة السابع والعشرين من رمضان المبارك، شرع العشرات من الشباب والباعة المتجولين في حجز أماكنهم في الشارع العام، الذي يتحول في كل سنة في هذه المناسبة، الى سوق عشوائي ضخم بمقاطعة سيدي يوسف بن علي بمراكش على غرار بعض الاحياء الاخرى المحيطة بمقابر المدينة الحمراء.وحسب ما عاينته "كشـ24" فإن الارصفة والطرق المحيطة بمقبرة باب أغمات بتراب مقاطعة سيدي يوسف بن علي تحولة الى ورقة مفتوحة لتدوين أسامي الباعة الذي سيحتلون في ليلة السابع والعشرين من رمضان الشوارع وأرصفتها خلال طقس "الزيارة"، حيث سارع المعنيون بالامر بتدوين أساميهم وألقابهم في الاماكن المختارة باستعمال الصباغة .
ومن المنتظر أن يتحول محيط مختلف المقابر بمدينة مراكش يوم الثلاثاء القادم الموافق لليلة السابع والعشرين من رمضان، الى أسواق شعبية يعرض فيها كل ما يرتبط بتزيين القبور من مياه معطرة وجريد النخيل واغصان وكذا التين المجفف (الشريحة)، والخبز، والحليب والماء، والفواكه الجافة المخصصة لاخرجها كزكاة بالموازاة مع زيارة الموتى، فضلا عن عدد كبير من السلع المختلفة كالملابس والعطور والاعشاب الطبية والاخرى المخصصة لطقوس الشعودة، وكل ما يمكن شرائه في هذه المناسبة.وتشهد مقبرة باب اغمات بتراب مقاطعة سيدي يوسف بن علي، سواء في هذه المناسبة او في عاشوراء، اكبر تجمع للمواطنين الراغبين في زيارة ذويهم الراحلين عن الحياة، حيث تتحول المقبرة ومحيطها لمركز شعبي كبير وسوق ضخم تعرض فيه جميع انواع السلع في الشارع العام، ما يشكل مناسبة للتسوق لآلاف المواطنين، فيما يعاني العديد من ساكنة الاحياء المجاورة من توقف حركة السير نهائيا، وعدم قدرتهم على التنقل والخروج من تراب المقاطعة بسبب غياب وسائل النقل التي يتم احتلال محطاتها والطرق التي تستعملها فضلا عن تفشي السرقة والنشل و التحرش الجنسي وسط الحشود.
ويشار أن المقابر الاخرى بمراكش تشهد تجمعات اقل تاثيرا على حركة السير، كما هو الشأن بمقبرة باب دكالة ومقبرة سيدي عمارة وغيرها من المقابر بالمدينة، حيث يتم عرض السلع المذكورة في جنبات الطريق فقط، بالموازاة مع مواكبة للسلطات المحلية ومصالح الامن، والتي تتعامل مع المناسبة وفق ما تقتضيه الضرورة تجنبا لاي استغلال لهذه التجمعات، من طرف اللصوص والمجرمين والنشالين من هواة الاكتظاظ.