

مراكش
رسالة المثقفين الشجعان …. جنان الحارثي معلمة مراكشية متميزة
أثار تحويل جزء من جنان الحارثي إلى متحف و معرض للتوابل و الشاي ، من طرف المجلس الجماعي لمراكش ، جدلا كبيرا و ارتفعت أصوات المعارضين ، سواء عبر الفضاء الأزرق او عبر مقالات صحفية ، بعضها أصر على تأييد قرار المجلس البلدي ، في الوقت الذي ارتفعت أصوات المنددين بالمشروع ، قبل أن يتدخل محمد صبري، والي جهة مراكش- آسفي بالنيابة، لرفض المصادقة على مقرر المجلس الجماعي القاضي بتحويل الحديقة التاريخية " الحارثي " إلى متجر كبير لعرض وبيع التوابل والشاي .وفي هذا الصدد تقدم " كش 24 " قراءة للاستاذ الباحث عبد الصادق شحيمة الحائز على دبلوم الدراسات العليا المعمقة سنة 2006 في تحقيق مخطوط " التنقيب على ما في المقامات من الغريب " لابن ظفر الصقلي ، الكاتب العام السابق لفرع حركة الشبيبة الديمقراطية بورزازات ، و من مؤسسي الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة بمراكش .إنه من أكبر جنان مدينة مراكش في موقع استراتيجي مهم بالمدينة ، مساحته كانت أكبر مما هي عليه الآن لولا اقتطاع ملاعب الحارثي لكرة القدم وكرة السلة وكرة التينس منه ،ارتبط في ذاكرة المراكشيين بالنزهة والاستمتاع بالطبيعة والاستجمام بين أحضانها ،به كما أشار إلى ذلك الأستاذ أحمد شحلان حديقة للحيوانات من خلالها تعرفنا نحن –المراكشيين – على حيوانات وطيور – واقعا وفعلا –قبل انتشار مصادر معرفة أبنائنا بها عبر قنوات (ناسينال جيوغرافي )، وبه كان يقام المعرض الكبير للجنوب للمنتوجات الفلاحية ،قبل أن ينتقل هذا المعرض لمدينة مكناس ،وبه أقيمت بالمدينة احتفالات سلطان الطلبة ،وطلاب جامعة ابن يوسف يصدحون بخطبهم البلاغية بين أغصان أشجاره ،وصوت حالهم يفخر بشواهد العالمية ،وأنعم بها من شهادات .بجنان الحارثي توجد قاعة الزجاج والتي كانت بمثابة كافيتريا للمسرح البلدي وبفضائها ألقيت مجموعة من المحاضرات والعروض .بهذه القاعة تلقينا في ثمانينيات القرن المنصرم على يد ثلة من المناضلين علما وسياسة "منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر"الأساتذة :عبد الصمد بلكبير ،وعبد الرحمن الموساوي ،وأحمد الطوكي ،وأحمد تبليست ،وأحمد نوفل برحال ،ومحمد بن عزوز ،ومولاي الطاهر العلوي ، ومحد الفايق ،وعبد العزيز المجدوبي،وعبد العزيز جسوس ،وحسن جلاب ،ومحمد مراح،ومصطفى غلفان ،عباس رحيلة ، وعبد الحميد عقار ،وأمنزو ،وعبد السلام أرخصيص ومحمد الحساوي ، ومصطفى فنيتر.في هذه القاعة ومنها كان إشعاع مراكش بوجهها الثقافي، لقد أحضرت شعبة اللغة العربية الشاعر الكبير أدونيس في محاضرة بعنوان الشعر الجاهلي ،وقراءة شعرية في ديوانه مفرد بصيغة الجمع ،وردد زجاج القاعة صدى أصوات الشعراء محمد بنيس وعبد اللطيف اللعبي ،وأحمد بلبداوي وعبد الله راجع وأحمد الجوماري .وإلى جانب هذه القاعة شيد المعهد الموسيقي ،وما أدراك ما هو ،حيث عباقرة الموسيقيين المغاربة إلقاء وعزفا وأداء ولحنا.هو ذا جنان الحارثي لبعض من لا يعرفه من أعضاء المجلس الموقر ،وخاصة أولئك الذين لا ذاكرة تاريخية لهم . ولنضف إلى مسامع هؤلاء أن الاسم الثاني لمدينة مراكش " البهجة " يستمد دلالته مما كان يبهج المراكشيين من مفاتن هذه الجنان ،ويشرح صدورهم لحظات النزهة والاستجمام أيام الجمع من كل أسبوع ،وطوال فصل الربيع ،مما حفز شعراء الملحون على ما يسمى بالربيعيات ،وبعيد عاشوراء ،وبعد حفلات الأعراس حيث تدوم النزهة ما يقارب الأسبوع ( حفلات إسلان ).لقد كان جنان الحارثي وعرصة مولاي عبد السلام ،وحدائق أكدال إثر تأسيس جامعة القاضي عياض في أواخر الثمانينيات وقبلها فضاء ارتاده طلبة الكليات وتلاميذ وتلميذات الباكلوريا للمراجعة والمطالعة والدراسة تهييئا للامتحانات كما كانت هذه الجنان فضاءات لإقامة ندوات أدبية ولقاءات شعرية ،وفي أجوائها وبين أشجارها وورودها وأغصانها صدح شعراء الملحون وحفاظه ومنشدوه بقصائدهم الشعرية الخالدة وهم يصفون ما يتراءى أمامهم من جمال الطبيعة وبهجتها .لنذكر أخيرا وليس آخرا من يحتاج إلى تذكير أنه وإلى وقت قريب كانت تقام سنويا في جنان بالقاضي الذكرى السنوية لوفاة الأستاذ أحمد بغداد اعترافا بما أسداه لجامعة القرويين لحظات تدريسه بكلية اللغة بمراكش .أبعد هذا التاريخ الحافل يحق أن تقتلع أركان المدينة،وجنانها وعرصاتها جزء لا يتجزأ منها ، لقد أتت المجالس المتعاقبة على كل معالم رجالات مراكش السبعة ،ولم يخلفوا ما خلفه الأجداد من مآثر شامخة طبيعية وعمرانية .
أثار تحويل جزء من جنان الحارثي إلى متحف و معرض للتوابل و الشاي ، من طرف المجلس الجماعي لمراكش ، جدلا كبيرا و ارتفعت أصوات المعارضين ، سواء عبر الفضاء الأزرق او عبر مقالات صحفية ، بعضها أصر على تأييد قرار المجلس البلدي ، في الوقت الذي ارتفعت أصوات المنددين بالمشروع ، قبل أن يتدخل محمد صبري، والي جهة مراكش- آسفي بالنيابة، لرفض المصادقة على مقرر المجلس الجماعي القاضي بتحويل الحديقة التاريخية " الحارثي " إلى متجر كبير لعرض وبيع التوابل والشاي .وفي هذا الصدد تقدم " كش 24 " قراءة للاستاذ الباحث عبد الصادق شحيمة الحائز على دبلوم الدراسات العليا المعمقة سنة 2006 في تحقيق مخطوط " التنقيب على ما في المقامات من الغريب " لابن ظفر الصقلي ، الكاتب العام السابق لفرع حركة الشبيبة الديمقراطية بورزازات ، و من مؤسسي الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة بمراكش .إنه من أكبر جنان مدينة مراكش في موقع استراتيجي مهم بالمدينة ، مساحته كانت أكبر مما هي عليه الآن لولا اقتطاع ملاعب الحارثي لكرة القدم وكرة السلة وكرة التينس منه ،ارتبط في ذاكرة المراكشيين بالنزهة والاستمتاع بالطبيعة والاستجمام بين أحضانها ،به كما أشار إلى ذلك الأستاذ أحمد شحلان حديقة للحيوانات من خلالها تعرفنا نحن –المراكشيين – على حيوانات وطيور – واقعا وفعلا –قبل انتشار مصادر معرفة أبنائنا بها عبر قنوات (ناسينال جيوغرافي )، وبه كان يقام المعرض الكبير للجنوب للمنتوجات الفلاحية ،قبل أن ينتقل هذا المعرض لمدينة مكناس ،وبه أقيمت بالمدينة احتفالات سلطان الطلبة ،وطلاب جامعة ابن يوسف يصدحون بخطبهم البلاغية بين أغصان أشجاره ،وصوت حالهم يفخر بشواهد العالمية ،وأنعم بها من شهادات .بجنان الحارثي توجد قاعة الزجاج والتي كانت بمثابة كافيتريا للمسرح البلدي وبفضائها ألقيت مجموعة من المحاضرات والعروض .بهذه القاعة تلقينا في ثمانينيات القرن المنصرم على يد ثلة من المناضلين علما وسياسة "منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر"الأساتذة :عبد الصمد بلكبير ،وعبد الرحمن الموساوي ،وأحمد الطوكي ،وأحمد تبليست ،وأحمد نوفل برحال ،ومحمد بن عزوز ،ومولاي الطاهر العلوي ، ومحد الفايق ،وعبد العزيز المجدوبي،وعبد العزيز جسوس ،وحسن جلاب ،ومحمد مراح،ومصطفى غلفان ،عباس رحيلة ، وعبد الحميد عقار ،وأمنزو ،وعبد السلام أرخصيص ومحمد الحساوي ، ومصطفى فنيتر.في هذه القاعة ومنها كان إشعاع مراكش بوجهها الثقافي، لقد أحضرت شعبة اللغة العربية الشاعر الكبير أدونيس في محاضرة بعنوان الشعر الجاهلي ،وقراءة شعرية في ديوانه مفرد بصيغة الجمع ،وردد زجاج القاعة صدى أصوات الشعراء محمد بنيس وعبد اللطيف اللعبي ،وأحمد بلبداوي وعبد الله راجع وأحمد الجوماري .وإلى جانب هذه القاعة شيد المعهد الموسيقي ،وما أدراك ما هو ،حيث عباقرة الموسيقيين المغاربة إلقاء وعزفا وأداء ولحنا.هو ذا جنان الحارثي لبعض من لا يعرفه من أعضاء المجلس الموقر ،وخاصة أولئك الذين لا ذاكرة تاريخية لهم . ولنضف إلى مسامع هؤلاء أن الاسم الثاني لمدينة مراكش " البهجة " يستمد دلالته مما كان يبهج المراكشيين من مفاتن هذه الجنان ،ويشرح صدورهم لحظات النزهة والاستجمام أيام الجمع من كل أسبوع ،وطوال فصل الربيع ،مما حفز شعراء الملحون على ما يسمى بالربيعيات ،وبعيد عاشوراء ،وبعد حفلات الأعراس حيث تدوم النزهة ما يقارب الأسبوع ( حفلات إسلان ).لقد كان جنان الحارثي وعرصة مولاي عبد السلام ،وحدائق أكدال إثر تأسيس جامعة القاضي عياض في أواخر الثمانينيات وقبلها فضاء ارتاده طلبة الكليات وتلاميذ وتلميذات الباكلوريا للمراجعة والمطالعة والدراسة تهييئا للامتحانات كما كانت هذه الجنان فضاءات لإقامة ندوات أدبية ولقاءات شعرية ،وفي أجوائها وبين أشجارها وورودها وأغصانها صدح شعراء الملحون وحفاظه ومنشدوه بقصائدهم الشعرية الخالدة وهم يصفون ما يتراءى أمامهم من جمال الطبيعة وبهجتها .لنذكر أخيرا وليس آخرا من يحتاج إلى تذكير أنه وإلى وقت قريب كانت تقام سنويا في جنان بالقاضي الذكرى السنوية لوفاة الأستاذ أحمد بغداد اعترافا بما أسداه لجامعة القرويين لحظات تدريسه بكلية اللغة بمراكش .أبعد هذا التاريخ الحافل يحق أن تقتلع أركان المدينة،وجنانها وعرصاتها جزء لا يتجزأ منها ، لقد أتت المجالس المتعاقبة على كل معالم رجالات مراكش السبعة ،ولم يخلفوا ما خلفه الأجداد من مآثر شامخة طبيعية وعمرانية .
ملصقات
مراكش

مراكش

مراكش

مراكش

