في سابقة خطيرة لم تعشها الإدارات العمومية في المغرب، قام رئيس المجلس الحضري لمدينة اليوسفية، يوم أول أمس الخميس، بإغلاق أبواب مقر الجماعة في وجوه المواطنين وكذا موظفي الجماعة وإعطاء تعليماته لإغلاق جل المقاطعات الحضرية بالمدينة، مما اضطر بالموظفين والمواطنين للوقوف لساعات أمام البوابة الرئيسية للجماعة في الوقت الذي أصر فيه حارس الجماعة بالتشبث لإغلاق المقر استجابة لتعليمات الرئيس.
وجاء هذا القرار والذي استغربت له جل الفعاليات السياسية والنقابية والجمعوية، على اعتبار أن الرئيس خرق القانون وذلك لأن مقر المجلس والمقاطعات ملك للدولة وللمواطن وليست في ملكه الخاص، كما جاء هذا القرار من قبل رئيس المجلس الحضري عبد المجيد مبروك، كرد فعل على الاعتصام الذي نظمه معطلو مدينة اليوسفية على مدى يومين أمام بوابة مقر الجماعة احتجاجا على ما أسموه بالفساد المتغلغل في دواليب المجلس الحضري الذي فوت عليهم فرصة إعلان مناصب شغل جديدة على حد تعبيرهم، زيادة على أن الرئيس ربط سبب الإغلاق للسلطات المحلية والتي اتهمها بأنها لم تفك هذا الاعتصام والذي يشوش على الموظفين على حد تعبيره.
وعلمت "كش24" من مصادر من عين المكان بأن هذا الحادث تطور بشكل غريب، حيث وبعد تدخل القوات الأمنية بشكل سلمي، بعد منتصف النهار، وإشرافها على التحاق من تبقى من الموظفين بمقر عملهم، وعلى دخول الرئيس وبعض المستشارين إلى مقر الجماعة على إيقاع شعارات اتهمت الرئيس برمز للفساد ونهب المال العام وتكوين ثروة كبيرة من مال الجماعة، شهد الحضور مغادرة الرئيس لمقر الجماعة برفقة بعض رجال السلطة المحلية، ليتوجه الرئيس من تلقاء نفسه ويقصد أحد المعطلين قائلا: "غادي نحيد لأمك السروال"، وهو ما لم يستسغه المعتصمون ليدخلوا والرئيس في ملاسنات حادة تدخلت على إثرها قوات الأمن لفض الصراع مما تسبب في إصابة أحد المعطلين ونقله إلى المستشفى الإقليمي لتلقي العلاجات.
وأضافت المصادر بأن الرئيس وبعض المستشارين لم يتقبلوا الاعتصام الإنذاري الذي نفده مناضلي ومناضلات الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب فرع اليوسفية تحت شعار "باركا من الفساد، راكم خرجتوا على البلاد، و خليتونا بلا خدمة" حيث عمد إلى صب جل غضبه على المعطلين والمعطلات بالسب والشتم متوعدا إياهم بالانتقام.
وعبرت مستشار جماعي للصحيفة، بأن قرار الإغلاق مقر الجماعة ومقاطعات المدينة جاء بغرض حماية المرفق العام والحفاظ على أمن الموظفين، بعدما اقتحم المعتصمون مقر الجماعة وإحداث البلبلة والضوضاء والتشويش على العاملين، مضيفا أن رؤساء المصالح عبروا له عن تذمرهم من الأمر، فحين أن معطلا فند هذه التهم مؤكدا أن الاعتصام لم يتجاوز بوابة مقر الجماعة، وأن الجمعية ليس في مصلحتها إلحاق أي ضرر مادي أو معنوي بالموظفين، بل من أجل تحقيق مطالب الجمعية في توفير شغل كريم.