وطني

دور الشباب بالمغرب.. بنيات في حاجة لمن يبعث فيها روح الشباب


كشـ24 | و.م.ع نشر في: 23 يناير 2023

في نهاية طريق مسدود في أحد الأحياء الشعبية بمدينة سلا، يلمح العابر مجموعة شباب يتضحكون بصوت مرتفع وهم يشاهدون مقاطع فيديو على برنامج تيك توك.وبغرض "لقتل الوقت"، يلتقي هؤلاء الشباب العاطلون عدة مرات في الأسبوع لممارسة هوايتهم المفضلة: تجاذب أطراف الحديث وتصفح شبكات التواصل الاجتماعي، وفي بعض الأحيان، مغازلة الفتيات العابرات.لم يختاروا مقهى أو ناديا لعقد "اجتماعهم"، وإنما على مشارف أقرب دار للشباب توجد في موقع "استراتيجي" بعيدا عن أعين المتطفلين، وعلى بعد خطوات من مكب نفايات عمومي.متكئين على الجدار الباهت للمبنى المغلق منذ فترة طويلة أو مفترشين الأرض عند مدخله، يتلهى هؤلاء الشباب بما يشاهدونه على شاشات هواتفهم، دون أن تكون لهم دراية بالماضي الجميل لهذا المبنى الذي شيد قبل نصف قرن، وأصبح وضعه اليوم لا يسر الناظرين بعدما عاش ذروة نشاطه في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، قبل وقت طويل من خروجهم إلى هذا العالم.في ذلك الزمن الجميل، كانت دار الشباب هذه محضنا يمارس فيه الشباب هوايات من قبيل المسرح والقراءة والرسم والموسيقى والسينما، ويتفاعلون كمجتمع مصغر داخل أسوارها ويحتكون فيها مع كبار المفكرين والفنانين والشخصيات العامة، ما جعل منها من مدرسة حياة صغيرة ولجوها فتية وتلمسوا فيها أولى خطوات طريق النجاح الشخصي والمهني.واليوم، لم يبق من ذلك الزمن الجميل سوى ذكريات غابرة وجدران بالية، وبقايا صور من ذلك العصر الذهبي.هذا المآل المؤسف لدار الشباب هذه، هو نفسه ما آلت إليه 100 دار شباب أخرى أغلقت أبوابها من ضمن 670 دار موزعة في جميع أنحاء التراب الوطني، وفقا لمعطيات وزارة الشباب والثقافة والتواصل. على أن باقي المؤسسات التي ما زال فعلية، فيعاني بعضها من الإهمال فيما لا يشهد لبعض الآخر سوى إقبالا ضعيفا.- عجز في الحكامةهل يعزى هذا الوضع لقلة الموارد أو إهمال السلطات أو استياء الشباب الذين باتوا "رهائن" للعالم الافتراضي؟ الواقع أن الأسباب التي تقف وراء هذا الوضع المؤسف متعددة، لكن هناك حلا واحدا فقط يمكنه أن يفضي إلى معالجة هذا الأمر: إعادة روح الشباب إلى هذه الفضاءات وجعلها جذابة من الداخل كما من الخارج.ولهذا الغرض بالضبط، صدر بالجريدة الرسمية، في غشت الماضي، مرسوم بتنظيم مؤسسات الشباب التابعة للسلطة الحكومية المكلفة بالشباب، وهو أول إطار قانوني ينظم دور الشباب بالمغرب التي تم إحداثها بظهير سنة 1958.ويروم هذا المرسوم إرساء آلية للحكامة الجيدة من خلال تحديد الخدمات الموجهة للأطفال والشباب في إطار برامج سنوية من أجل القطع مع الفوضى والارتجال الذي عادة ما يميز تدبير هذه المؤسسات.وبحسب عثمان مخون، عضو منظمة الفضاء الجمعوي، والمدير الإقليمي السابق بوزارة الشباب والرياضة، فإن هذا المرسوم يأتي في الوقت المناسب لملء فراغ تنظيمي، لكنه غير كاف لإعادة الدينامية لدور الشباب. فبالنسبة له، يجب إعادة النظر في طريقة الاشتغال برمتها.يقول مخون في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن دور الشباب، باعتبارها بنيات للقرب، يجب أن تكون قريبة قدر الإمكان من الفئة الاجتماعية التي تستهدفها. ففي زمن الجهوية المتقدمة، من غير المعقول أن يستمر تدبير دور شباب توجد تازناخت أو كلميم من الرباط. "علينا تغيير المقاربة".ويقترح الفاعل الجمعوي، في هذا الصدد، أن تعهد الوزارة بهذه البنيات إلى الجماعات المحلية ويتم تدبيرها من قبل موظفي الجماعة وتمويلها من ميزانيتها الخاصة وميزانية شركائها (المجتمع المدني والقطاع الخاص، إلخ)، بشكل يجعلها قريبة من حاجيات الشباب وقادرة على تقديم الاستجابات المناسبة.- التنشيط: شغف أم مهنة؟على أن مشكل الحكامة ليس نقطة الضعف الوحيدة في دور الشباب. فقد أغلق الكثير منها أبوابه والبعض الآخر على وشك القيام بذلك بسبب نقص الموارد البشرية والمادية. ذلك أن واقع الحال يحيل على مبان متقادمة وغير مجهزة، ومنشطين ومشرفين متفوقون في الغياب مثلهم مثل العموم.. كأن الأمر هنا يتعلق بدور مسنين وليس بدور شباب.وتعليقا على ذلك يقول مخون "لا يجب أن يكون النقاش مغلوطا"، "دار الشباب لا تحتاج إلى ميزانية ضخمة أو جيش من الموظفين أو تكوين رفيع المستوى. يكفي توفير مكان نظيف ذي تهوية جيدة موصولا بشبكة الماء والكهرباء ومزودا بخدمة الإنترنت، وبضع طاولات وكراس، وتوظيف عدد قليل من الأشخاص أو الموظفين أو المتطوعين لضمان تأطير الشباب وصيانة المبنى والمحاسبة".سعد الدين إكمان، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس له رأي آخر تمام. فالنسبة له، فإن الرهان يكمن في احترافية هذه الفضاءات المتخصصة في التنشئة الاجتماعية عبر تمكينها من الموارد البشرية واللوجيستيكة الضرورية.ولهذا الغرض، يرى إكمان أنه من الضروري أن يعهد بالتدبير لطاقم مؤهل ذي تكوين في التدبير والمحاسبة والتنشيط الثقافي، ويمتلك المهارات الناعمة اللازمة للتفاعل مع انتظارات الشباب، وإشراكهم في بلورة أجندة الأنشطة وتمكينهم من الاستفادة من هذا الفضاء المخصص لهم.وأشار المتحدث في هذا الصدد إلى أن الاعتراف بمهنة المنشط السوسيو-ثقافي يعد إحدى الرافعات الثلاث التي حددتها وزارة الشباب والثقافة والتواصل ضمن الدعوة إلى إبداء الاهتمام التي أطلقتها في ماي 2021 بشراكة مع وكالات الأمم المتحدة في المغرب، بهدف " تجديد عرض دور الشباب".وتتمثل أولى هذه الرافعات، حسب الوثيقة، في "إصلاح أنماط تدبير هذه المؤسسات من خلال إرساء نظام حكامة يضمن تدبيرا فعالا ويعطي أهمية أكبر لجودة الخدمات المقدمة"، و"تصميم عرض جديد مناسب لحاجيات الشباب"، و"تقوية مهنة المنشط السوسيو-ثقافي بهدف تأطير أفضل للشباب".- نحو دور شباب من "الجيل الجديد"من المفترض أن يعتمد المكلفون بالتنشيط طريقة عمل تتجاوز الأساليب القديمة، حيث يوفرون عرضا تعليميا ترفيهيا متنوعا يدمج التكنولوجيا الحديثة، مع إشراك الشباب الذين سيتمكنون بالتالي من التعبير عن آرائهم واختياراتهم.هذا البعد "التحديثي" يبدو ضروريا لجعل دار الشباب جذابة لشباب اليوم. ففي عصر الجيل الخامس الجيل الصناعي الرابع، من غير المنطقي أن يطلب من الشباب اليوم التخلي عن الخدمات التي توفرها التكنولوجيا والتي يشبع من خلالها فضوله ورغباته في تحقيق الذات، والذهاب إلى فضاءات ضيقة لا توفر اتصالا بخدمة الانترنيت والمشاركة في أنشطة بعيدة عن مراكز اهتمامه.فالحكامة الجيدة والتحديث ضروريان لإنشاء جيل جديد من دور الشباب وتكرار قصة نجاح السبعينيات والثمانينيات، عندما كانت دور الشباب تخرج مواهب من عيار ناس الغيوان وجيل جيل ولمشاهب على سبيل المثال لا الحصر.وفي واقع الأمر، فإن الشباب الذين قد يقعون ضحية الجنوح وجميع أنواع الإدمان، يحتاجون أكثر من أي وقت مضى إلى هذه الفضاءات المهمة التي كانت في السابق مصدر سعادة الآباء والأجداد.

في نهاية طريق مسدود في أحد الأحياء الشعبية بمدينة سلا، يلمح العابر مجموعة شباب يتضحكون بصوت مرتفع وهم يشاهدون مقاطع فيديو على برنامج تيك توك.وبغرض "لقتل الوقت"، يلتقي هؤلاء الشباب العاطلون عدة مرات في الأسبوع لممارسة هوايتهم المفضلة: تجاذب أطراف الحديث وتصفح شبكات التواصل الاجتماعي، وفي بعض الأحيان، مغازلة الفتيات العابرات.لم يختاروا مقهى أو ناديا لعقد "اجتماعهم"، وإنما على مشارف أقرب دار للشباب توجد في موقع "استراتيجي" بعيدا عن أعين المتطفلين، وعلى بعد خطوات من مكب نفايات عمومي.متكئين على الجدار الباهت للمبنى المغلق منذ فترة طويلة أو مفترشين الأرض عند مدخله، يتلهى هؤلاء الشباب بما يشاهدونه على شاشات هواتفهم، دون أن تكون لهم دراية بالماضي الجميل لهذا المبنى الذي شيد قبل نصف قرن، وأصبح وضعه اليوم لا يسر الناظرين بعدما عاش ذروة نشاطه في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، قبل وقت طويل من خروجهم إلى هذا العالم.في ذلك الزمن الجميل، كانت دار الشباب هذه محضنا يمارس فيه الشباب هوايات من قبيل المسرح والقراءة والرسم والموسيقى والسينما، ويتفاعلون كمجتمع مصغر داخل أسوارها ويحتكون فيها مع كبار المفكرين والفنانين والشخصيات العامة، ما جعل منها من مدرسة حياة صغيرة ولجوها فتية وتلمسوا فيها أولى خطوات طريق النجاح الشخصي والمهني.واليوم، لم يبق من ذلك الزمن الجميل سوى ذكريات غابرة وجدران بالية، وبقايا صور من ذلك العصر الذهبي.هذا المآل المؤسف لدار الشباب هذه، هو نفسه ما آلت إليه 100 دار شباب أخرى أغلقت أبوابها من ضمن 670 دار موزعة في جميع أنحاء التراب الوطني، وفقا لمعطيات وزارة الشباب والثقافة والتواصل. على أن باقي المؤسسات التي ما زال فعلية، فيعاني بعضها من الإهمال فيما لا يشهد لبعض الآخر سوى إقبالا ضعيفا.- عجز في الحكامةهل يعزى هذا الوضع لقلة الموارد أو إهمال السلطات أو استياء الشباب الذين باتوا "رهائن" للعالم الافتراضي؟ الواقع أن الأسباب التي تقف وراء هذا الوضع المؤسف متعددة، لكن هناك حلا واحدا فقط يمكنه أن يفضي إلى معالجة هذا الأمر: إعادة روح الشباب إلى هذه الفضاءات وجعلها جذابة من الداخل كما من الخارج.ولهذا الغرض بالضبط، صدر بالجريدة الرسمية، في غشت الماضي، مرسوم بتنظيم مؤسسات الشباب التابعة للسلطة الحكومية المكلفة بالشباب، وهو أول إطار قانوني ينظم دور الشباب بالمغرب التي تم إحداثها بظهير سنة 1958.ويروم هذا المرسوم إرساء آلية للحكامة الجيدة من خلال تحديد الخدمات الموجهة للأطفال والشباب في إطار برامج سنوية من أجل القطع مع الفوضى والارتجال الذي عادة ما يميز تدبير هذه المؤسسات.وبحسب عثمان مخون، عضو منظمة الفضاء الجمعوي، والمدير الإقليمي السابق بوزارة الشباب والرياضة، فإن هذا المرسوم يأتي في الوقت المناسب لملء فراغ تنظيمي، لكنه غير كاف لإعادة الدينامية لدور الشباب. فبالنسبة له، يجب إعادة النظر في طريقة الاشتغال برمتها.يقول مخون في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن دور الشباب، باعتبارها بنيات للقرب، يجب أن تكون قريبة قدر الإمكان من الفئة الاجتماعية التي تستهدفها. ففي زمن الجهوية المتقدمة، من غير المعقول أن يستمر تدبير دور شباب توجد تازناخت أو كلميم من الرباط. "علينا تغيير المقاربة".ويقترح الفاعل الجمعوي، في هذا الصدد، أن تعهد الوزارة بهذه البنيات إلى الجماعات المحلية ويتم تدبيرها من قبل موظفي الجماعة وتمويلها من ميزانيتها الخاصة وميزانية شركائها (المجتمع المدني والقطاع الخاص، إلخ)، بشكل يجعلها قريبة من حاجيات الشباب وقادرة على تقديم الاستجابات المناسبة.- التنشيط: شغف أم مهنة؟على أن مشكل الحكامة ليس نقطة الضعف الوحيدة في دور الشباب. فقد أغلق الكثير منها أبوابه والبعض الآخر على وشك القيام بذلك بسبب نقص الموارد البشرية والمادية. ذلك أن واقع الحال يحيل على مبان متقادمة وغير مجهزة، ومنشطين ومشرفين متفوقون في الغياب مثلهم مثل العموم.. كأن الأمر هنا يتعلق بدور مسنين وليس بدور شباب.وتعليقا على ذلك يقول مخون "لا يجب أن يكون النقاش مغلوطا"، "دار الشباب لا تحتاج إلى ميزانية ضخمة أو جيش من الموظفين أو تكوين رفيع المستوى. يكفي توفير مكان نظيف ذي تهوية جيدة موصولا بشبكة الماء والكهرباء ومزودا بخدمة الإنترنت، وبضع طاولات وكراس، وتوظيف عدد قليل من الأشخاص أو الموظفين أو المتطوعين لضمان تأطير الشباب وصيانة المبنى والمحاسبة".سعد الدين إكمان، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس له رأي آخر تمام. فالنسبة له، فإن الرهان يكمن في احترافية هذه الفضاءات المتخصصة في التنشئة الاجتماعية عبر تمكينها من الموارد البشرية واللوجيستيكة الضرورية.ولهذا الغرض، يرى إكمان أنه من الضروري أن يعهد بالتدبير لطاقم مؤهل ذي تكوين في التدبير والمحاسبة والتنشيط الثقافي، ويمتلك المهارات الناعمة اللازمة للتفاعل مع انتظارات الشباب، وإشراكهم في بلورة أجندة الأنشطة وتمكينهم من الاستفادة من هذا الفضاء المخصص لهم.وأشار المتحدث في هذا الصدد إلى أن الاعتراف بمهنة المنشط السوسيو-ثقافي يعد إحدى الرافعات الثلاث التي حددتها وزارة الشباب والثقافة والتواصل ضمن الدعوة إلى إبداء الاهتمام التي أطلقتها في ماي 2021 بشراكة مع وكالات الأمم المتحدة في المغرب، بهدف " تجديد عرض دور الشباب".وتتمثل أولى هذه الرافعات، حسب الوثيقة، في "إصلاح أنماط تدبير هذه المؤسسات من خلال إرساء نظام حكامة يضمن تدبيرا فعالا ويعطي أهمية أكبر لجودة الخدمات المقدمة"، و"تصميم عرض جديد مناسب لحاجيات الشباب"، و"تقوية مهنة المنشط السوسيو-ثقافي بهدف تأطير أفضل للشباب".- نحو دور شباب من "الجيل الجديد"من المفترض أن يعتمد المكلفون بالتنشيط طريقة عمل تتجاوز الأساليب القديمة، حيث يوفرون عرضا تعليميا ترفيهيا متنوعا يدمج التكنولوجيا الحديثة، مع إشراك الشباب الذين سيتمكنون بالتالي من التعبير عن آرائهم واختياراتهم.هذا البعد "التحديثي" يبدو ضروريا لجعل دار الشباب جذابة لشباب اليوم. ففي عصر الجيل الخامس الجيل الصناعي الرابع، من غير المنطقي أن يطلب من الشباب اليوم التخلي عن الخدمات التي توفرها التكنولوجيا والتي يشبع من خلالها فضوله ورغباته في تحقيق الذات، والذهاب إلى فضاءات ضيقة لا توفر اتصالا بخدمة الانترنيت والمشاركة في أنشطة بعيدة عن مراكز اهتمامه.فالحكامة الجيدة والتحديث ضروريان لإنشاء جيل جديد من دور الشباب وتكرار قصة نجاح السبعينيات والثمانينيات، عندما كانت دور الشباب تخرج مواهب من عيار ناس الغيوان وجيل جيل ولمشاهب على سبيل المثال لا الحصر.وفي واقع الأمر، فإن الشباب الذين قد يقعون ضحية الجنوح وجميع أنواع الإدمان، يحتاجون أكثر من أي وقت مضى إلى هذه الفضاءات المهمة التي كانت في السابق مصدر سعادة الآباء والأجداد.



اقرأ أيضاً
بسبب تعاونها مع عصابات بالمغرب.. الأمن الإسباني يفكك شبكة إجرامية
تمكنت قوات الحرس المدني الإسباني من تفكيك منظمة إجرامية متخصصة في الاتجار الدولي بالمخدرات، متمركزة في مقاطعتي ألميريا وغرناطة في منطقة الأندلس. وتمكنت هذه المنظمة، بالتنسيق مع شبكات إمداد من المغرب ، من نقل الحشيش والكوكايين على نطاق واسع. وتم تنفيذ هذه العملية تم تنفيذها بشكل مشترك من قبل وحدتي الشرطة القضائية في كتالونيا وألميريا، وتم خلالها القبض على خمسة أشخاص. وحسب بلاغ أمني، أمس الخميس، فإن ما يسمى بـ "عملية الباذنجان "، التي بدأت في فبراير 2024، حظيت أيضًا بدعم المركز الإقليمي الأندلسي للتحليل والاستخبارات ضد تهريب المخدرات (CRAIN) . وكانت هذه المافيا تمتلك شبكة لوجستية منظمة للغاية لتجارة المخدرات، من خلال توظيف شاحنات معدلة، واستغلال مستودعات صناعية، ونقاط تحميل، وطرقًا مخططة للتهرب من نقاط التفتيش التي تشرف عليها الشرطة. وبالتنسيق مع شبكات الإمداد المغربية، كانت المنظمة تمتلك القدرة على نقل الحشيش والكوكايين على نطاق واسع ، باستخدام خزانات الوقود في المركبات الثقيلة. وخلال العملية، تم إجراء عشر عمليات تفتيش وتفتيش دفيئة، مما أدى إلى ضبط 262.72 كيلوغرام من الحشيش، و11585 يورو نقدًا ، ومسدس تفجير، وذخيرة، وأجهزة إلكترونية، ووثائق مختلفة.
وطني

عكوري لكشـ24: آن الأوان لوقف فوضى الساعات الإضافية العشوائية واستنزاف جيوب الأسر
عبر نور الدين عكوري، رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بالمغرب، في تصريح لموقع كشـ24، عن قلقه الشديد إزاء استفحال ظاهرة الساعات الإضافية، خاصة خلال الفترة الحالية التي يستعد فيها التلاميذ لاجتياز الامتحانات، مؤكدا أنها ترهق كاهل الأسر ماديا ونفسيا. وأوضح عكوري أن هذه الظاهرة تنقسم إلى ثلاثة أنواع: أولها الساعات الإضافية التي تختارها بعض الأسر طواعية لتحسين المستوى الدراسي لأبنائها، وغالبا ما تركز على المواد العلمية كالرياضيات والفيزياء وعلوم الحياة والأرض، بهدف تمكين أبنائهم من ولوج المعاهد العليا، غير أن هذه الدروس، التي تجرى أحيانا في أماكن غير مؤهلة كالمنازل والمحلات التجارية، تتسبب في استنزاف مالي كبير، حيث تصل كلفة الحصة الواحدة إلى 400 درهم أو أكثر. أما النوع الثاني، فيتمثل في الساعات الإضافية “الإجبارية” التي يفرضها بعض الأساتذة على التلاميذ خارج أوقات الدراسة، تحت طائلة التهديد بالتأثير على نقط المراقبة المستمرة، وهو أمر اعتبره عكوري تجاوزا خطيرا وخارقا للقانون، يستدعي تدخل وزارة التربية الوطنية. وأشار عكوري إلى نوع ثالث يتمثل في ساعات الدعم التي تنظمها بعض المؤسسات التعليمية بشراكة مع جمعيات الآباء، والتي تهدف في الأصل إلى دعم التلاميذ بشكل مجاني أو رمزي، غير أن هذه المبادرات، حسب تصريحه، لا تحظى بالإقبال الكافي بسبب انعدام الثقة في جودتها، وسوء تدبيرها أحيانا، إذ يتم الخلط بين مستويات التلاميذ دون تقييم مسبق لمكامن الضعف أو التفاوت. وفي ختام تصريحه، شدد رئيس فيدرالية اباء وامهات واولياء التلاميذ بالمغرب، على ضرورة تنظيم وتقنين هذه الظاهرة بما يضمن حق الأسر في اختيار الدعم المناسب لأبنائهم، مع مراعاة قدراتهم المادية، داعيا إلى وضع حد للابتزاز الذي تتعرض له الأسر من خلال فرض مبالغ خيالية قد تتجاوز أحيانا 1000 درهم للحصة، سواء في المستويات الدراسية الإشهادية أو في التحضير لما بعد البكالوريا.
وطني

تنظيم طلابي يرفض تحويل محطات القطار لمصائد موت
أكد القطاع الطلابي لحزب التقدم والاشتراكية أن إدارة محطة القطار بسطات، والجهات المسؤولة عن قطاع النقل السككي، هي المسؤولة عن الحادث المأساوي الذي تعرّض له الطالب رامي مير، الذي يدرس في المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بسطات، حيث بثرت ساقيه. وأوضح الطلبة في بيان لهم أن الحادث الذي تعرّض له الطالب مير، يوم 4 ماي 2025 بمحطة القطار بسطات، والذي أسفر عن إصابات خطيرة في ساقيه أدّت إلى بترهما جرّاء سقوطه تحت عجلات القطار، “ليس مجرد واقعة عرضية، بل يُجسّد بشكل واضح حالة الإهمال والتقصير المستمر في تأمين سلامة المواطنين، وخاصة الطلبة”. وأضاف القطاع أن الحادث ليس هو الأول من نوعه الذي يروح ضحيته مواطن مغربي بسبب إهمال المكتب الوطني للسكك الحديدية (ONCF) وإخلاله بالتزاماته. وأبرز البيان “أن هذا الإهمال يتجلى في عدم توفير شروط السلامة من جهة، وفي الإصرار على تقديم تعويضات سمينة لبعض أطره الكبار من جهة أخرى”، وهو ما يعكس بحسب الطلبة استهتارًا بأرواح المواطنين، مشيرا إلى أن ما وقع للطالب رامي مير، “ناتج عن غياب أبسط مقومات السلامة بالمحطة، بما في ذلك لافتات التشوير الواضحة والممرات تحت الأرض التي من شأنها حماية المسافرين”. وأعرب الطلبة عن إدانتهم “لمحاولات تحميل الطالب الضحية مسؤولية الحادث من خلال الادعاء بأنه حاول النزول قبل توقف القطار”، معتبرين أنها “محاولة بائسة للتهرب من المسؤولية”. وأعلن الطلبة عن “تضامنهم الكامل مع الطالب الضحية وأسرته، ومع كافة الطلبة الذين يعيشون هذه الفاجعة في حزن وألم”، داعين جميع الطلبة وكافة القوى الديمقراطية إلى التعبير عن رفضهم لهذا الواقع المأساوي، والمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن هذا الإهمال الجسيم. وشدد الطلبة على ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لتأمين جميع محطات القطار وضمان سلامة الركاب، بدءًا من وضع لافتات التشوير وتفعيل الممرات الآمنة، وصولًا إلى محاسبة المسؤولين عن هذا الحادث وغيره من الحوادث المشابهة. وعبر الطلبة عن رفضهم لأن تصبح محطات القطار مصائد للموت.
وطني

ملف انهيار عمارة عشوائية بفاس يصل إلى البرلمان ومطالب بتدخلات استعجالية لوقف النزيف
وصل ملف انهيار عمارة عشوائية بفاس، ومعه ملف الانهيارات التي تهدد عددا من البنيات بأحزمة الأحياء الشعبية المحيطة بالمدينة، إلى البرلمان. ودعت البرلمانية عن حزب البام، خديجة الحجوبي، كاتب الدولة المكلفة بإعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، إلى مواصلة المجهودات لمعالجة الدور الآيلة للسقوط، وتفادي ما مقع في حادث انهيار عمارة الحي الحسني والذي خلف عشرة قتلى وعددا من المصابين. وقالت إن وضع هذه البنايات يستدعي تدخلا استعجاليا ومنسقا بين هذه الوزارة ومختلف المتدخلين لتفادي تكرار هذه المآسي.فيما وجه البرلماني الاستقلالي عبد المجيد الفاس سؤالا شفويا آنيا على وزير إعداد التراب الوطني والإسكان والتعمير وسياسة المدينة. وتساءل البرلماني الفاسي عن تدابير الوزارة من أجل وضع حد لظاهرة انهيار المباني وما تخلفه من خسائر بشرية ومادية مؤلمة.وأشار إلى أن التوسع العمراني الذي شهدته المدن المغربية في العقود الأخيرة، كان في بعض الأحيان بعيدا عن ضوابط التنظيم وأعين المراقبة، وهو ما خلف تشوهات عمرانية وأحياء ومساحات شاسعة من المنازل والبنايات بشكل عشوائي، بدون تخطيط ولا هيكلة ولا ربط بالشبكات.واعتبر الفاسي أن حوادث انهيار المباني بشكل متزايد، سواء في المدن العتيقة أو القديمة أو الأحياء العشوائية، أصبح يهدد سلامة وطمأنينة المواطنين، وكذلك سلامة ممتلكاتهم ويخلف خسائر جسيمة، كما هو الشأن بالنسبة لفاجعة الحي الحسني بفاس.
وطني

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الجمعة 09 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة