وطني

دور الشباب بالمغرب.. بنيات في حاجة لمن يبعث فيها روح الشباب


كشـ24 | و.م.ع نشر في: 23 يناير 2023

في نهاية طريق مسدود في أحد الأحياء الشعبية بمدينة سلا، يلمح العابر مجموعة شباب يتضحكون بصوت مرتفع وهم يشاهدون مقاطع فيديو على برنامج تيك توك.وبغرض "لقتل الوقت"، يلتقي هؤلاء الشباب العاطلون عدة مرات في الأسبوع لممارسة هوايتهم المفضلة: تجاذب أطراف الحديث وتصفح شبكات التواصل الاجتماعي، وفي بعض الأحيان، مغازلة الفتيات العابرات.لم يختاروا مقهى أو ناديا لعقد "اجتماعهم"، وإنما على مشارف أقرب دار للشباب توجد في موقع "استراتيجي" بعيدا عن أعين المتطفلين، وعلى بعد خطوات من مكب نفايات عمومي.متكئين على الجدار الباهت للمبنى المغلق منذ فترة طويلة أو مفترشين الأرض عند مدخله، يتلهى هؤلاء الشباب بما يشاهدونه على شاشات هواتفهم، دون أن تكون لهم دراية بالماضي الجميل لهذا المبنى الذي شيد قبل نصف قرن، وأصبح وضعه اليوم لا يسر الناظرين بعدما عاش ذروة نشاطه في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، قبل وقت طويل من خروجهم إلى هذا العالم.في ذلك الزمن الجميل، كانت دار الشباب هذه محضنا يمارس فيه الشباب هوايات من قبيل المسرح والقراءة والرسم والموسيقى والسينما، ويتفاعلون كمجتمع مصغر داخل أسوارها ويحتكون فيها مع كبار المفكرين والفنانين والشخصيات العامة، ما جعل منها من مدرسة حياة صغيرة ولجوها فتية وتلمسوا فيها أولى خطوات طريق النجاح الشخصي والمهني.واليوم، لم يبق من ذلك الزمن الجميل سوى ذكريات غابرة وجدران بالية، وبقايا صور من ذلك العصر الذهبي.هذا المآل المؤسف لدار الشباب هذه، هو نفسه ما آلت إليه 100 دار شباب أخرى أغلقت أبوابها من ضمن 670 دار موزعة في جميع أنحاء التراب الوطني، وفقا لمعطيات وزارة الشباب والثقافة والتواصل. على أن باقي المؤسسات التي ما زال فعلية، فيعاني بعضها من الإهمال فيما لا يشهد لبعض الآخر سوى إقبالا ضعيفا.- عجز في الحكامةهل يعزى هذا الوضع لقلة الموارد أو إهمال السلطات أو استياء الشباب الذين باتوا "رهائن" للعالم الافتراضي؟ الواقع أن الأسباب التي تقف وراء هذا الوضع المؤسف متعددة، لكن هناك حلا واحدا فقط يمكنه أن يفضي إلى معالجة هذا الأمر: إعادة روح الشباب إلى هذه الفضاءات وجعلها جذابة من الداخل كما من الخارج.ولهذا الغرض بالضبط، صدر بالجريدة الرسمية، في غشت الماضي، مرسوم بتنظيم مؤسسات الشباب التابعة للسلطة الحكومية المكلفة بالشباب، وهو أول إطار قانوني ينظم دور الشباب بالمغرب التي تم إحداثها بظهير سنة 1958.ويروم هذا المرسوم إرساء آلية للحكامة الجيدة من خلال تحديد الخدمات الموجهة للأطفال والشباب في إطار برامج سنوية من أجل القطع مع الفوضى والارتجال الذي عادة ما يميز تدبير هذه المؤسسات.وبحسب عثمان مخون، عضو منظمة الفضاء الجمعوي، والمدير الإقليمي السابق بوزارة الشباب والرياضة، فإن هذا المرسوم يأتي في الوقت المناسب لملء فراغ تنظيمي، لكنه غير كاف لإعادة الدينامية لدور الشباب. فبالنسبة له، يجب إعادة النظر في طريقة الاشتغال برمتها.يقول مخون في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن دور الشباب، باعتبارها بنيات للقرب، يجب أن تكون قريبة قدر الإمكان من الفئة الاجتماعية التي تستهدفها. ففي زمن الجهوية المتقدمة، من غير المعقول أن يستمر تدبير دور شباب توجد تازناخت أو كلميم من الرباط. "علينا تغيير المقاربة".ويقترح الفاعل الجمعوي، في هذا الصدد، أن تعهد الوزارة بهذه البنيات إلى الجماعات المحلية ويتم تدبيرها من قبل موظفي الجماعة وتمويلها من ميزانيتها الخاصة وميزانية شركائها (المجتمع المدني والقطاع الخاص، إلخ)، بشكل يجعلها قريبة من حاجيات الشباب وقادرة على تقديم الاستجابات المناسبة.- التنشيط: شغف أم مهنة؟على أن مشكل الحكامة ليس نقطة الضعف الوحيدة في دور الشباب. فقد أغلق الكثير منها أبوابه والبعض الآخر على وشك القيام بذلك بسبب نقص الموارد البشرية والمادية. ذلك أن واقع الحال يحيل على مبان متقادمة وغير مجهزة، ومنشطين ومشرفين متفوقون في الغياب مثلهم مثل العموم.. كأن الأمر هنا يتعلق بدور مسنين وليس بدور شباب.وتعليقا على ذلك يقول مخون "لا يجب أن يكون النقاش مغلوطا"، "دار الشباب لا تحتاج إلى ميزانية ضخمة أو جيش من الموظفين أو تكوين رفيع المستوى. يكفي توفير مكان نظيف ذي تهوية جيدة موصولا بشبكة الماء والكهرباء ومزودا بخدمة الإنترنت، وبضع طاولات وكراس، وتوظيف عدد قليل من الأشخاص أو الموظفين أو المتطوعين لضمان تأطير الشباب وصيانة المبنى والمحاسبة".سعد الدين إكمان، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس له رأي آخر تمام. فالنسبة له، فإن الرهان يكمن في احترافية هذه الفضاءات المتخصصة في التنشئة الاجتماعية عبر تمكينها من الموارد البشرية واللوجيستيكة الضرورية.ولهذا الغرض، يرى إكمان أنه من الضروري أن يعهد بالتدبير لطاقم مؤهل ذي تكوين في التدبير والمحاسبة والتنشيط الثقافي، ويمتلك المهارات الناعمة اللازمة للتفاعل مع انتظارات الشباب، وإشراكهم في بلورة أجندة الأنشطة وتمكينهم من الاستفادة من هذا الفضاء المخصص لهم.وأشار المتحدث في هذا الصدد إلى أن الاعتراف بمهنة المنشط السوسيو-ثقافي يعد إحدى الرافعات الثلاث التي حددتها وزارة الشباب والثقافة والتواصل ضمن الدعوة إلى إبداء الاهتمام التي أطلقتها في ماي 2021 بشراكة مع وكالات الأمم المتحدة في المغرب، بهدف " تجديد عرض دور الشباب".وتتمثل أولى هذه الرافعات، حسب الوثيقة، في "إصلاح أنماط تدبير هذه المؤسسات من خلال إرساء نظام حكامة يضمن تدبيرا فعالا ويعطي أهمية أكبر لجودة الخدمات المقدمة"، و"تصميم عرض جديد مناسب لحاجيات الشباب"، و"تقوية مهنة المنشط السوسيو-ثقافي بهدف تأطير أفضل للشباب".- نحو دور شباب من "الجيل الجديد"من المفترض أن يعتمد المكلفون بالتنشيط طريقة عمل تتجاوز الأساليب القديمة، حيث يوفرون عرضا تعليميا ترفيهيا متنوعا يدمج التكنولوجيا الحديثة، مع إشراك الشباب الذين سيتمكنون بالتالي من التعبير عن آرائهم واختياراتهم.هذا البعد "التحديثي" يبدو ضروريا لجعل دار الشباب جذابة لشباب اليوم. ففي عصر الجيل الخامس الجيل الصناعي الرابع، من غير المنطقي أن يطلب من الشباب اليوم التخلي عن الخدمات التي توفرها التكنولوجيا والتي يشبع من خلالها فضوله ورغباته في تحقيق الذات، والذهاب إلى فضاءات ضيقة لا توفر اتصالا بخدمة الانترنيت والمشاركة في أنشطة بعيدة عن مراكز اهتمامه.فالحكامة الجيدة والتحديث ضروريان لإنشاء جيل جديد من دور الشباب وتكرار قصة نجاح السبعينيات والثمانينيات، عندما كانت دور الشباب تخرج مواهب من عيار ناس الغيوان وجيل جيل ولمشاهب على سبيل المثال لا الحصر.وفي واقع الأمر، فإن الشباب الذين قد يقعون ضحية الجنوح وجميع أنواع الإدمان، يحتاجون أكثر من أي وقت مضى إلى هذه الفضاءات المهمة التي كانت في السابق مصدر سعادة الآباء والأجداد.

في نهاية طريق مسدود في أحد الأحياء الشعبية بمدينة سلا، يلمح العابر مجموعة شباب يتضحكون بصوت مرتفع وهم يشاهدون مقاطع فيديو على برنامج تيك توك.وبغرض "لقتل الوقت"، يلتقي هؤلاء الشباب العاطلون عدة مرات في الأسبوع لممارسة هوايتهم المفضلة: تجاذب أطراف الحديث وتصفح شبكات التواصل الاجتماعي، وفي بعض الأحيان، مغازلة الفتيات العابرات.لم يختاروا مقهى أو ناديا لعقد "اجتماعهم"، وإنما على مشارف أقرب دار للشباب توجد في موقع "استراتيجي" بعيدا عن أعين المتطفلين، وعلى بعد خطوات من مكب نفايات عمومي.متكئين على الجدار الباهت للمبنى المغلق منذ فترة طويلة أو مفترشين الأرض عند مدخله، يتلهى هؤلاء الشباب بما يشاهدونه على شاشات هواتفهم، دون أن تكون لهم دراية بالماضي الجميل لهذا المبنى الذي شيد قبل نصف قرن، وأصبح وضعه اليوم لا يسر الناظرين بعدما عاش ذروة نشاطه في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، قبل وقت طويل من خروجهم إلى هذا العالم.في ذلك الزمن الجميل، كانت دار الشباب هذه محضنا يمارس فيه الشباب هوايات من قبيل المسرح والقراءة والرسم والموسيقى والسينما، ويتفاعلون كمجتمع مصغر داخل أسوارها ويحتكون فيها مع كبار المفكرين والفنانين والشخصيات العامة، ما جعل منها من مدرسة حياة صغيرة ولجوها فتية وتلمسوا فيها أولى خطوات طريق النجاح الشخصي والمهني.واليوم، لم يبق من ذلك الزمن الجميل سوى ذكريات غابرة وجدران بالية، وبقايا صور من ذلك العصر الذهبي.هذا المآل المؤسف لدار الشباب هذه، هو نفسه ما آلت إليه 100 دار شباب أخرى أغلقت أبوابها من ضمن 670 دار موزعة في جميع أنحاء التراب الوطني، وفقا لمعطيات وزارة الشباب والثقافة والتواصل. على أن باقي المؤسسات التي ما زال فعلية، فيعاني بعضها من الإهمال فيما لا يشهد لبعض الآخر سوى إقبالا ضعيفا.- عجز في الحكامةهل يعزى هذا الوضع لقلة الموارد أو إهمال السلطات أو استياء الشباب الذين باتوا "رهائن" للعالم الافتراضي؟ الواقع أن الأسباب التي تقف وراء هذا الوضع المؤسف متعددة، لكن هناك حلا واحدا فقط يمكنه أن يفضي إلى معالجة هذا الأمر: إعادة روح الشباب إلى هذه الفضاءات وجعلها جذابة من الداخل كما من الخارج.ولهذا الغرض بالضبط، صدر بالجريدة الرسمية، في غشت الماضي، مرسوم بتنظيم مؤسسات الشباب التابعة للسلطة الحكومية المكلفة بالشباب، وهو أول إطار قانوني ينظم دور الشباب بالمغرب التي تم إحداثها بظهير سنة 1958.ويروم هذا المرسوم إرساء آلية للحكامة الجيدة من خلال تحديد الخدمات الموجهة للأطفال والشباب في إطار برامج سنوية من أجل القطع مع الفوضى والارتجال الذي عادة ما يميز تدبير هذه المؤسسات.وبحسب عثمان مخون، عضو منظمة الفضاء الجمعوي، والمدير الإقليمي السابق بوزارة الشباب والرياضة، فإن هذا المرسوم يأتي في الوقت المناسب لملء فراغ تنظيمي، لكنه غير كاف لإعادة الدينامية لدور الشباب. فبالنسبة له، يجب إعادة النظر في طريقة الاشتغال برمتها.يقول مخون في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن دور الشباب، باعتبارها بنيات للقرب، يجب أن تكون قريبة قدر الإمكان من الفئة الاجتماعية التي تستهدفها. ففي زمن الجهوية المتقدمة، من غير المعقول أن يستمر تدبير دور شباب توجد تازناخت أو كلميم من الرباط. "علينا تغيير المقاربة".ويقترح الفاعل الجمعوي، في هذا الصدد، أن تعهد الوزارة بهذه البنيات إلى الجماعات المحلية ويتم تدبيرها من قبل موظفي الجماعة وتمويلها من ميزانيتها الخاصة وميزانية شركائها (المجتمع المدني والقطاع الخاص، إلخ)، بشكل يجعلها قريبة من حاجيات الشباب وقادرة على تقديم الاستجابات المناسبة.- التنشيط: شغف أم مهنة؟على أن مشكل الحكامة ليس نقطة الضعف الوحيدة في دور الشباب. فقد أغلق الكثير منها أبوابه والبعض الآخر على وشك القيام بذلك بسبب نقص الموارد البشرية والمادية. ذلك أن واقع الحال يحيل على مبان متقادمة وغير مجهزة، ومنشطين ومشرفين متفوقون في الغياب مثلهم مثل العموم.. كأن الأمر هنا يتعلق بدور مسنين وليس بدور شباب.وتعليقا على ذلك يقول مخون "لا يجب أن يكون النقاش مغلوطا"، "دار الشباب لا تحتاج إلى ميزانية ضخمة أو جيش من الموظفين أو تكوين رفيع المستوى. يكفي توفير مكان نظيف ذي تهوية جيدة موصولا بشبكة الماء والكهرباء ومزودا بخدمة الإنترنت، وبضع طاولات وكراس، وتوظيف عدد قليل من الأشخاص أو الموظفين أو المتطوعين لضمان تأطير الشباب وصيانة المبنى والمحاسبة".سعد الدين إكمان، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس له رأي آخر تمام. فالنسبة له، فإن الرهان يكمن في احترافية هذه الفضاءات المتخصصة في التنشئة الاجتماعية عبر تمكينها من الموارد البشرية واللوجيستيكة الضرورية.ولهذا الغرض، يرى إكمان أنه من الضروري أن يعهد بالتدبير لطاقم مؤهل ذي تكوين في التدبير والمحاسبة والتنشيط الثقافي، ويمتلك المهارات الناعمة اللازمة للتفاعل مع انتظارات الشباب، وإشراكهم في بلورة أجندة الأنشطة وتمكينهم من الاستفادة من هذا الفضاء المخصص لهم.وأشار المتحدث في هذا الصدد إلى أن الاعتراف بمهنة المنشط السوسيو-ثقافي يعد إحدى الرافعات الثلاث التي حددتها وزارة الشباب والثقافة والتواصل ضمن الدعوة إلى إبداء الاهتمام التي أطلقتها في ماي 2021 بشراكة مع وكالات الأمم المتحدة في المغرب، بهدف " تجديد عرض دور الشباب".وتتمثل أولى هذه الرافعات، حسب الوثيقة، في "إصلاح أنماط تدبير هذه المؤسسات من خلال إرساء نظام حكامة يضمن تدبيرا فعالا ويعطي أهمية أكبر لجودة الخدمات المقدمة"، و"تصميم عرض جديد مناسب لحاجيات الشباب"، و"تقوية مهنة المنشط السوسيو-ثقافي بهدف تأطير أفضل للشباب".- نحو دور شباب من "الجيل الجديد"من المفترض أن يعتمد المكلفون بالتنشيط طريقة عمل تتجاوز الأساليب القديمة، حيث يوفرون عرضا تعليميا ترفيهيا متنوعا يدمج التكنولوجيا الحديثة، مع إشراك الشباب الذين سيتمكنون بالتالي من التعبير عن آرائهم واختياراتهم.هذا البعد "التحديثي" يبدو ضروريا لجعل دار الشباب جذابة لشباب اليوم. ففي عصر الجيل الخامس الجيل الصناعي الرابع، من غير المنطقي أن يطلب من الشباب اليوم التخلي عن الخدمات التي توفرها التكنولوجيا والتي يشبع من خلالها فضوله ورغباته في تحقيق الذات، والذهاب إلى فضاءات ضيقة لا توفر اتصالا بخدمة الانترنيت والمشاركة في أنشطة بعيدة عن مراكز اهتمامه.فالحكامة الجيدة والتحديث ضروريان لإنشاء جيل جديد من دور الشباب وتكرار قصة نجاح السبعينيات والثمانينيات، عندما كانت دور الشباب تخرج مواهب من عيار ناس الغيوان وجيل جيل ولمشاهب على سبيل المثال لا الحصر.وفي واقع الأمر، فإن الشباب الذين قد يقعون ضحية الجنوح وجميع أنواع الإدمان، يحتاجون أكثر من أي وقت مضى إلى هذه الفضاءات المهمة التي كانت في السابق مصدر سعادة الآباء والأجداد.



اقرأ أيضاً
مؤسسة كونراد أديناور : لهذه الأسباب يفضل المغرب أسلحة نوعية ودقيقة
يستثمر المغرب بقوة في تحديث قواته المسلحة. وفي السنوات الأخيرة، استحوذ على سلسلة من أنظمة الأسلحة المتطورة، بما في ذلك مروحيات أباتشي وطائرات بدون طيار وأنظمة مضادة للصواريخ، معظمها من الولايات المتحدة وإسرائيل. تهدف هذه المشتريات الاستراتيجية إلى تعزيز الدفاع الوطني. ومنذ ما يقارب عقدًا من الزمان، يخوض المغرب سباق تسلح مع جارته الجزائر. ويزيد كلا البلدين ميزانيتيهما العسكرية سنويًا، ويُنفق جزء كبير منها على أحدث جيل من الأسلحة والمعدات. ومن الأمثلة الملموسة على ذلك استلام القوات المسلحة الملكية المغربية مروحيات هجومية أمريكية من طراز AH-64 أباتشي في 5 مارس. وووفقًا لتقرير حديث صادر عن مؤسسة كونراد أديناور، نقلته صحيفة " إل ديبات" ، فإن "أكبر منافس للمغرب هو جارته المباشرة، الجزائر، التي تعتمد على ثرواتها الطبيعية. وتحتل الجزائر المرتبة الثالثة عالميًا من حيث الإنفاق العسكري نسبةً إلى الناتج المحلي الإجمالي، بعد أوكرانيا وإسرائيل". ويسلط تقرير مؤسسة كونراد أديناور الضوء على أن الجزائر "تحاول تأكيد هيمنتها الإقليمية، مما يشكل تحديًا مباشرًا لأمن المغرب"، خاصة بالنظر إلى الهجمات الجهادية المتكررة في منطقة الساحل. ويبرر هذا التهديد شراء المغرب للطائرات بدون طيار التركية. على سبيل المثال، في أبريل 2021، طلب المغرب ثلاثة عشر طائرة بدون طيار من طراز Bayraktar TB2 مقابل 70 مليون دولار، تلاها ست وحدات إضافية في صفقة لاحقة، ليصل المجموع إلى تسعة عشر طائرة بدون طيار من طراز TB2. وتتمتع هذه الطائرات بدون طيار، المخصصة لكل من المهام الاستخباراتية والقتال، باستقلالية لمدة 27 ساعة ومدى 150 كيلومترًا، مما أثار أيضًا مخاوف في إسبانيا. في ماي الماضي، وافقت وزارة الخارجية الأمريكية على بيع 600 صاروخ FIM-92K Stinger Block I والمعدات ذات الصلة إلى المغرب، بقيمة تقدر بنحو 825 ​​مليون دولار. ويشير تقرير مؤسسة كونراد أديناور أيضًا إلى أن المغرب يُفضل أنظمة الدقة بشكل واضح. وتشمل هذه الطائرات المقاتلة الأمريكية من طراز F-16 Block 70/72، والمتوقع تسليمها عام 2027. هذه الطائرات المقاتلة، المُجهزة برادار APG-83 النشط الإلكتروني المسح (AESA) المتطور، قادرة على ضرب أهداف جوية وأرضية ضمن دائرة نصف قطرها أكثر من 550 كيلومترًا. وذكر التقرير أن شراء مدفع هاوتزر أتموس 2000 الإسرائيلي، وهو مدفع هاوتزر عيار 155 ملم بمدى 41 كيلومترًا ويستخدم ذخيرة ذات مدى واسع، "يعزز الموقف الدفاعي للمغرب بشكل أكبر". كما يُسلط التقرير الضوء على شراء الرباط لطائرات بيرقدار TB2 وأكينسي المُسيّرة، وهما نظامان متطوران لمهام الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع
وطني

ظاهرة فرار عدد من الرياضيين المغاربة خلال المشاركات الخارجية تصل البرلمان
وجه عبد الرحمان وافا سؤالا كتابياالى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة حول ظاهرة فرار الرياضيين المغاربة خلال التظاهرات الرياضية الدولية وسبل مواجهتها. و جاء في السؤال الكتابي ان الرياضة الوطنية تواجه في السنوات الأخيرة تحديات متزايدة تتمثل في ظاهرة فرار عدد من الرياضيين المغاربة، سواء كانوا محترفين أو هواة أو قاصرين، أثناء مشاركاتهم في التظاهرات الرياضية الدولية. وتفاقمت هذه الظاهرة مؤخرا بعد فرار خمسة لاعبين من منتخب كرة اليد لأقل من 21 سنة خلال بطولة العالم المقامة في بولندا، ما أثار استياء واسعا في الأوساط الرياضية والرأي العام الوطني، خصوصا أن هذه الظاهرة باتت تعكس إشكالات عميقة ترتبط بغياب تأطير نفسي واجتماعي متكامل للرياضيين، خاصة منهم الشباب، وضعف متابعة البعثات الخارجية، فضلا عن غياب مسارات واضحة تربط المسار الرياضي بالتكوين الأكاديمي والمهني، إضافة إلى الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي تعاني منها فئة كبيرة من الشباب الرياضي المغربي. كما أن الصمت الرسمي وغياب البيانات والإجراءات الحاسمة من جانب الجهات المعنية يفاقم من حجم هذه المشكلة ويؤثر سلبا على صورة الرياضة المغربية. في ضوء ما سبق، سائل البرلماني عبد الرحمن الوفا عن حزب الاصالة و المعاصرة، الوزير الوصي عن الإجراءات والتدابير التي يعتزم اتخاذها لضمان تأطير نفسي واجتماعي متكامل للرياضيين المغاربة، لا سيما الشباب منهم، وتفعيل دور المرافقين الإداريين والتقنيين خلال البعثات الرياضية الدولية، مع وضع آليات متابعة ورقابة فعالة للحد من هذه الظاهرة ؟
وطني

ميزانيات ضخمة وعشوائية.. نقابة تنتقد تدبير إحصاء القطيع الوطني للماشية
انتقدت الجامعة المغربية للفلاحة، التابعة لنقابة الاتحاد الوطني للشغل، ما اسمته هشاشة ظروف العمل والعشوائية في تدبير إحصاء القطيع الوطني للماشية، وهي العملية التي انطلقت مؤخرا في مختلف أقاليم وجهات المملكة.وعبرت النقابة عن رفضها لمنهجية تنفيذ العملية والتي يخشى أن تتحول إلى مجرد آلية لتبرير استيراد اللحوم وصرف اعتمادات مالية ضخمة، بدل أن تستثمر كفرصة فعلية لتشخيص واقع القطاع ووضع أسس إصلاحه وتنميته بشكل مستدام.وطالت برد الاعتبار للأطر الفلاحية من خلال ضمان ظروف اشتغال تحفظ كرامتهم، وتوفير وسائل العمل اللوجستية المناسبة، من سيارات وألبسة مهنية، وتعويضات محفزة، وحماية صحية.كما استنكرت غياب مبدأ الإنصاف في توزيع المهام والوسائل على الفرق اليدانية، وحرمانهم من أي تكوين قبلي أو مواكبة مهنية، مما يعرضهم لصعوبات ميدانية ومخاطر صحية جسيمة.ودعت على ربط المسؤولية بالمحاسبة، خاصة ما يتعلق بالصفقات المرتبطة بهذا الورش، والتي استنفذت ميزانيات ضخمة دون أن تقابلها نتائج موضوعية أو موثوقة.وتحدثت عن فرض العمل من أجل تنزيل هذا الورش خلال الأعياد والعطل وفي ظروف مناخية قاسية.ومن جهة أخرى، نبهت إلى التداعيات الخطيرة الناجمة عن التراجع المستمر في أعداد رؤوس الماشية، وخاصة الإناث، نتيجة الذبح العشوائي وغير المنظم خلال السنوات الأخيرة، وما لذلك من آثار سلبية على الأمن الغذائي الوطني.
وطني

أعطاب النظافة بفاس..هل سيلجأ المجلس الجماعي إلى سلاح الغرامات ضد SOS وميكومار؟
في اليوم الأول لبداية تنفيذ مقتضيات دفر التحملات للتدبير المفوض لقطاع النظافة بفاس، بعد نهاية مرحلة انتقالية امتدت لستة أشهر، لم تظهر الحاويات الجديدة في شوارع وأحياء المدينة، ولم تحضر الشاحنات الجديدة، ولا التجهيزات المتطورة التي سبق أن وعد بها عمدة المدينة. فيما لا زالت أكوام النفايات في النقط السوداء ذاتها، ما يوحي بالنسبة لكثير من الفعاليات المحلية بأن المرحلة الانتقالية لا تزال مستمرة. وكان عمدة المدينة قد أعلن يوم أمس الإثنين عن نهاية هذه المرحلة الانتقالية، وتفعيل لجنة التتبع والمراقبة والتي يفترض أن تشهر الغرامات في حال تسجيل مخالفات. وقال رئيس المجلس الجماعي للمدينة، إنه سيتم إطلاق تطبيق خاص وتخصيص رقم أخضر لتقديم الشكايات والملاحظات المتعلقة بجودة خدمات الشركة. كما ذكر بأنه سيتم توفير حاويات خاصة لأصحاب المطاعم والمقاهي التي تنتج كميات كبيرة من النفايات تتجاوز بكثير تلك الناتجة عن المنازل. وأشار إلى أن الأسطول الجديد الذي سيجمع النفايات بالمدينة، سيستعين بأجهزة تتبع GPS لضمان مراقبة أدائها. وتتولى كل من شركة SOSوشركة ميكومار، تدبير هذا القطاع، في إطار صفقة بلغت قيمتها 22 مليار و600 مليون سنتيم، بارتفاع يقارب 8 ملايير سنتيم مقارنة مع الصفقة السابقة التي حصلت عليها شركة أوزون" للفترة ما بين 2012 و2024 وحددت الصفقة التي آلت لشركة SOS في 6 ملايير سنتيم، في حين وصلت الصفقة التي فازت بها شركة ميكومار إلى أزيد من 16 مليار سنتيم. وحددت مدة العقد الذي يربط
وطني

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأربعاء 02 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة