دولي

دعوات للحكومة المغربية بإلغاء اتفاقية موقعة مع إسبانيا بشأن الهجرة


كشـ24 نشر في: 26 أغسطس 2018

أقدمت السلطات الإسبانية على ترحيل 116 مهاجرا من دول جنوب الصحراء إلى المغرب مستندة إلى بنود اتفاقية تتعلق بالهجرة جرى توقيعها عام 1992 بين المغرب وإسبانيا، في خطوة اعتبرها متابعون نوعا من الضغط غير المشروع على المغرب للتحكم في تدفق المهاجرين غير النظاميين إلى أوروبا عبر أراضيها من الضفة الجنوبية.وتنص المادة الأولى من الاتفاقية على “أن تقوم سلطات الحدود للدولة المطلوب منها، بناء على طلب رسمي لسلطات الحدود للدولة الطالبة، بإعادة قبول رعايا دول أخرى دخلوا بصفة غير قانونية إلى ترابها والقادمين من الدولة المطلوب منها”. لذلك يلتزم المغرب، بمُوجب الاتفاقية، باستقبال المهاجرين غير النظاميين الذين تطردهم إسبانيا من أراضيها، سواء كانوا مغاربة أو قادمين من دول أخرى ومرّوا في اتجاه الجارة الشمالية عبر التراب المغربي.وقال ايبوليتو غرانيرو، خبير إسباني في القانون الدولي للهجرة لـجريدة”العرب”، إن إسبانيا والمغرب طرفان في مجموعة من الاتفاقيات الدولية ذات علاقة بالهجرة وبحقوق الإنسان والتي تنتج عنها التزامات تقتضي التقيد بها.وحسب غرانيرو فإن عملية ترحيل المهاجرين سواء بالإرجاع والعودة أو الطرد، يجب أن تراعي حق المؤازرة القانونية وحق اللجوء إلى القضاء ورقابته بواسطة طعون حقيقية، مشيرا إلى أنه “في ظل غياب الشفافية والوضوح فإن فعل الترحيل تشوبه خروقات قانونية وانتهاك صريح لحقوق وحريات المرحلين”.وبيّن صبري الحو الخبير في الهجرة والقانون الدولي، أن هذا الترحيل مرتبط بأجل محدد وبإجراءات أولية تستوجب تنفيذها قبل عملية الترحيل، وأضاف لـ”العرب” أنه من الضروري تقديم كل المستندات والوثائق التي تحدد وتُعَرٍّف بهوية المواطن الأجنبي المراد ترحيله إلى المغرب، مع التوضيح في تقرير ظروف وطريقة دخول الأجنبي موضوع طلب الترحيل بطريقة غير شرعية إلى إقليم الدولة طالبة الترحيل (إسبانيا).واستنكر حقوقيون عملية الترحيل واعتبرت جمعية كاميناندو فرونتيراس (عبور الحدود) أن إعادة المهاجرين بمثابة انتهاك صارخ لحقوق الإنسان من قبل الحكومة الإسبانية، ودانت الناشطة هيلينا مالينو ما وصفته بعملية الطرد الجماعي، وأضافت أن الأمم المتحدة تمنع الطرد الجماعي، لكن الحكومة الإسبانية تطبقه، واعتبرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أن الإعادة الفورية لمهاجري جنوب الصحراء الذين يعبرون الحدود إلى مليلية ترتقي إلى عملية طرد جماعي للرعايا الأجانب وتخرق الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان.حان وقت إعادة النظر في اتفاقية الهجرة لعام 1992 خاصة أن بعض بنودها مخالفة للقانون الدولي من جهة، وتضر بمصالح المغرب من جهة ثانية، وقد تم توقيعها في ظروف سياسية معينة، لكنها تغيرت في الواقع الراهنوطالب مرصد الشمال لحقوق الإنسان، في رسالة إلى الحكومة المغربية بإلغاء الاتفاقية الموقعة مع إسبانيا، إذ أن إجراءات ترحيل المهاجرين من إسبانيا إلى المغرب تمت دون احترام المواثيق والمعاهدات الدولية والأوروبية الخاصة بحقوق الإنسان والمهاجرين؛ ومنها أن قرار العودة يصدر من المحاكم الإسبانية، دون أن يملك المهاجرون حق الطعن في هذه القرارات.ولفت خالد السموني مدير مركز الرباط للدراسات السياسية والإستراتيجية، إلى أنه “قد حان وقت إعادة نظر المغرب في اتفاقية 1992”.ورأى أن بعض بنودها مخالفة للقانون الدولي من جهة، وتضر بمصالح المغرب من جهة ثانية، خصوصا أنها وقعت في فترة زمنية وفي ظروف سياسية معينة، لكنها تغيرت في وقتنا الراهن.وأوضح السموني أن إسبانيا ليست وحدها المهددة بتدفق المهاجرين غير الشرعيين على أراضيها، فهو خطر يهدد المغرب أيضا. وتابع “ينبغي اعتماد مقاربة لملف الهجرة بين البلدين تقوم على المصالح الحيوية المشتركة واحترام السيادة الوطنية”، لافتا إلى أن “مدريد لا تقدم مساعدات مالية للمغرب حتى يتمكن من مساعدتها في الحد من تدفق المهاجرين إليها”.ويطرح اتفاق تنقل الأشخاص والعبور وإعادة قبول الأجانب الموقع بين المغرب وإسبانيا إشكالا يتمثل في تعارضه مع قانون الهجرة رقم “02-03” الذي وضعه المغرب، والذي تنص المادة الـ42 منه على أنه يعاقب بالسجن من شهر إلى 6 أشهر وبغرامة مالية كل شخص يقيم في المغرب بطريقة غير قانونية؛ وهو ما يعني أن المهاجرين الذين يتم طردهم من إسبانيا نحو المغرب مهدّدون بأن تطبّق عليهم العقوبة التي تنص عليها المادة الـ42 من قانون الهجرة المغربي.ويدخل إلى إسبانيا الآلاف من المهاجرين قادمين من السواحل المغربية، معظمهم من دول جنوب الصحراء، والذين زادت أعدادهم منذ عام 2016 إذ وصل عددهم حوالي 3800 مهاجر إلى جيبي سبتة ومليلة المحتلتين، بداية العام الجاري حسب إحصائيات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، وقد تمكنت البحرية الإسبانية في سواحل جنوب إسبانيا، من إنقاذ نحو 26 ألف مهاجر غير شرعي هذا العام، من بينهم 3200 قاصر كانوا يستقلون قوارب غير آمنة. محمد بن امحمد العلوي

أقدمت السلطات الإسبانية على ترحيل 116 مهاجرا من دول جنوب الصحراء إلى المغرب مستندة إلى بنود اتفاقية تتعلق بالهجرة جرى توقيعها عام 1992 بين المغرب وإسبانيا، في خطوة اعتبرها متابعون نوعا من الضغط غير المشروع على المغرب للتحكم في تدفق المهاجرين غير النظاميين إلى أوروبا عبر أراضيها من الضفة الجنوبية.وتنص المادة الأولى من الاتفاقية على “أن تقوم سلطات الحدود للدولة المطلوب منها، بناء على طلب رسمي لسلطات الحدود للدولة الطالبة، بإعادة قبول رعايا دول أخرى دخلوا بصفة غير قانونية إلى ترابها والقادمين من الدولة المطلوب منها”. لذلك يلتزم المغرب، بمُوجب الاتفاقية، باستقبال المهاجرين غير النظاميين الذين تطردهم إسبانيا من أراضيها، سواء كانوا مغاربة أو قادمين من دول أخرى ومرّوا في اتجاه الجارة الشمالية عبر التراب المغربي.وقال ايبوليتو غرانيرو، خبير إسباني في القانون الدولي للهجرة لـجريدة”العرب”، إن إسبانيا والمغرب طرفان في مجموعة من الاتفاقيات الدولية ذات علاقة بالهجرة وبحقوق الإنسان والتي تنتج عنها التزامات تقتضي التقيد بها.وحسب غرانيرو فإن عملية ترحيل المهاجرين سواء بالإرجاع والعودة أو الطرد، يجب أن تراعي حق المؤازرة القانونية وحق اللجوء إلى القضاء ورقابته بواسطة طعون حقيقية، مشيرا إلى أنه “في ظل غياب الشفافية والوضوح فإن فعل الترحيل تشوبه خروقات قانونية وانتهاك صريح لحقوق وحريات المرحلين”.وبيّن صبري الحو الخبير في الهجرة والقانون الدولي، أن هذا الترحيل مرتبط بأجل محدد وبإجراءات أولية تستوجب تنفيذها قبل عملية الترحيل، وأضاف لـ”العرب” أنه من الضروري تقديم كل المستندات والوثائق التي تحدد وتُعَرٍّف بهوية المواطن الأجنبي المراد ترحيله إلى المغرب، مع التوضيح في تقرير ظروف وطريقة دخول الأجنبي موضوع طلب الترحيل بطريقة غير شرعية إلى إقليم الدولة طالبة الترحيل (إسبانيا).واستنكر حقوقيون عملية الترحيل واعتبرت جمعية كاميناندو فرونتيراس (عبور الحدود) أن إعادة المهاجرين بمثابة انتهاك صارخ لحقوق الإنسان من قبل الحكومة الإسبانية، ودانت الناشطة هيلينا مالينو ما وصفته بعملية الطرد الجماعي، وأضافت أن الأمم المتحدة تمنع الطرد الجماعي، لكن الحكومة الإسبانية تطبقه، واعتبرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أن الإعادة الفورية لمهاجري جنوب الصحراء الذين يعبرون الحدود إلى مليلية ترتقي إلى عملية طرد جماعي للرعايا الأجانب وتخرق الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان.حان وقت إعادة النظر في اتفاقية الهجرة لعام 1992 خاصة أن بعض بنودها مخالفة للقانون الدولي من جهة، وتضر بمصالح المغرب من جهة ثانية، وقد تم توقيعها في ظروف سياسية معينة، لكنها تغيرت في الواقع الراهنوطالب مرصد الشمال لحقوق الإنسان، في رسالة إلى الحكومة المغربية بإلغاء الاتفاقية الموقعة مع إسبانيا، إذ أن إجراءات ترحيل المهاجرين من إسبانيا إلى المغرب تمت دون احترام المواثيق والمعاهدات الدولية والأوروبية الخاصة بحقوق الإنسان والمهاجرين؛ ومنها أن قرار العودة يصدر من المحاكم الإسبانية، دون أن يملك المهاجرون حق الطعن في هذه القرارات.ولفت خالد السموني مدير مركز الرباط للدراسات السياسية والإستراتيجية، إلى أنه “قد حان وقت إعادة نظر المغرب في اتفاقية 1992”.ورأى أن بعض بنودها مخالفة للقانون الدولي من جهة، وتضر بمصالح المغرب من جهة ثانية، خصوصا أنها وقعت في فترة زمنية وفي ظروف سياسية معينة، لكنها تغيرت في وقتنا الراهن.وأوضح السموني أن إسبانيا ليست وحدها المهددة بتدفق المهاجرين غير الشرعيين على أراضيها، فهو خطر يهدد المغرب أيضا. وتابع “ينبغي اعتماد مقاربة لملف الهجرة بين البلدين تقوم على المصالح الحيوية المشتركة واحترام السيادة الوطنية”، لافتا إلى أن “مدريد لا تقدم مساعدات مالية للمغرب حتى يتمكن من مساعدتها في الحد من تدفق المهاجرين إليها”.ويطرح اتفاق تنقل الأشخاص والعبور وإعادة قبول الأجانب الموقع بين المغرب وإسبانيا إشكالا يتمثل في تعارضه مع قانون الهجرة رقم “02-03” الذي وضعه المغرب، والذي تنص المادة الـ42 منه على أنه يعاقب بالسجن من شهر إلى 6 أشهر وبغرامة مالية كل شخص يقيم في المغرب بطريقة غير قانونية؛ وهو ما يعني أن المهاجرين الذين يتم طردهم من إسبانيا نحو المغرب مهدّدون بأن تطبّق عليهم العقوبة التي تنص عليها المادة الـ42 من قانون الهجرة المغربي.ويدخل إلى إسبانيا الآلاف من المهاجرين قادمين من السواحل المغربية، معظمهم من دول جنوب الصحراء، والذين زادت أعدادهم منذ عام 2016 إذ وصل عددهم حوالي 3800 مهاجر إلى جيبي سبتة ومليلة المحتلتين، بداية العام الجاري حسب إحصائيات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، وقد تمكنت البحرية الإسبانية في سواحل جنوب إسبانيا، من إنقاذ نحو 26 ألف مهاجر غير شرعي هذا العام، من بينهم 3200 قاصر كانوا يستقلون قوارب غير آمنة. محمد بن امحمد العلوي



اقرأ أيضاً
مصرع 12 شخصاً بانفجار مصنع للمواد الكيماوية في الهند
قتل 12 شخصاً على الأقل، وأصيب آخرون بجروح جراء انفجار في مصنع للمواد الكيماوية في جنوب الهند لم يُحدد سببه بعد، بحسب ما أفاد عناصر إطفاء، الاثنين.وحوّل الانفجار المنشأة الصناعية الواقعة في منطقة سانغاريدي في ولاية تيلانغانا إلى أنقاض يتصاعد منها دخان أسود كثيف، بحسب صور بثها التلفزيون المحلي.وقال مسؤول الإنقاذ المحلي، بي. ناغيسوارا راو: «انتشلنا 12 جثة حتى الآن. وما زلنا نبحث بين الأنقاض». وأفادت صحيفة «تايمز أوف إنديا» بأن 65 موظفاً كانوا داخل المصنع حين اندلع الحريق.وقال وزير العمل في الولاية فيفيك فينكاتاسوامي للصحفيين، إن «العديد من الجرحى نُقلوا إلى المستشفى». وتُعد الحوادث الصناعية شائعة في الهند، حيث لا تلتزم الشركات عادة بمعايير السلامة.
دولي

كييف تتلقى 1.7 مليار دولار من كندا
أعلن رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميغال اليوم الاثنين أن أوكرانيا تلقت 1.7 مليار دولار من كندا، بضمان إعادتها من عائدات الأصول الروسية المجمدة. كتب شميغال على "تلغرام": "تلقت أوكرانيا نحو 1.7 مليار دولار أمريكي (2.3 مليار دولار كندي) من كندا في إطار مبادرة ERA. وهذه الأموال مضمونة بإيرادات الأصول الروسية المجمدة". ووفقا له فقد تلقت أوكرانيا منذ بداية العام، مع الأخذ في الاعتبار الشريحة الأخيرة، نحو 17.6 مليار دولار بضمانة عائدات الأصول الروسية المجمدة. كما ذكر شميغال في وقت سابق أن مبادرة مجموعة السبع للمساعدات الاقتصادية تنص بشكل عام على إرسال 50 مليار دولار إلى أوكرانيا، منها 20 مليار دولار سيقدمها الاتحاد الأوروبي. وبعد بدء العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا، جمّد الاتحاد الأوروبي ودول مجموعة السبع ما يقرب من نصف احتياطيات روسيا من العملات الأجنبية، أي ما يقارب 300 مليار يورو. ويوجد أكثر من 200 مليار يورو في الاتحاد الأوروبي، معظمها في حسابات "يوروكلير" البلجيكية، أحد أكبر أنظمة المقاصة والتسوية في العالم.
دولي

الاتحاد الأوروبي يمدد عقوباته على روسيا
قرر مجلس الاتحاد الأوروبي خلال قمة عقدت في بروكسل يوم 26 يونيو تمديد جميع العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا لمدة 6 أشهر إضافية، لتستمر حتى 31 يناير 2026. وأوضح مجلس الاتحاد الأوروبي في بيانه أن تمديد العقوبات يعكس التزام الاتحاد بالحفاظ على الضغط الاقتصادي والسياسي على روسيا، حتى تحقيق أهدافه المتعلقة بالأمن والسلام في المنطقة. وكان الاتحاد الأوروبي قد فرض أولى عقوباته الاقتصادية على روسيا في يوليو 2014، عقب تصاعد التوترات بين الطرفين، ومنذ ذلك الحين، يتم تجديد هذه العقوبات بشكل دوري كل ستة أشهر، "تعبيرا عن موقف موحد تجاه السياسات الروسية التي تعتبرها دول الاتحاد تهديدا للاستقرار الإقليمي والدولي". ومنذ 24 فبراير 2022، أقر الاتحاد الأوروبي 17 حزمة من العقوبات، ويجري حاليا بحث الحزمة الـ18 التي من المتوقع إقرارها بعد انتقال رئاسة المجلس من بولندا إلى الدنمارك في الأول من يوليو، مع استمرار معارضة كل من هنغاريا وسلوفاكيا.
دولي

إجلاء 50 ألف شخص بسبب الحرائق في تركيا
أجلت الحكومة التركية أكثر من 50 ألف شخص إلى مناطق آمنة مؤقتا من جراء حرائق الغابات التي وقعت في ولايات إزمير وبيليك وهاتاي.ويكافح رجال الإطفاء في تركيا حرائق الغابات التي أججتها الرياح العاتية في إقليم إزمير لليوم الثاني على التوالي. وقال إبراهيم يومقلي وزير الغابات التركي إن حرائق الغابات في منطقتي كويوكاك ودوجانباي في إزمير اشتعلت خلال الليل بسبب الرياح التي بلغت سرعتها بين 40 و50 كيلومترا في الساعة مشيرا إلى أنه تم إخلاء أربع قرى وحيين.وأوضح أن طائرات الهليكوبتر وطائرات إطفاء الحرائق وغيرها من المركبات وأكثر من ألف رجل إطفاء يحاولون إخماد النيران.
دولي

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الثلاثاء 01 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة