مراكش

دراسة ترسم صورة قاتمة عن الوضع البيئي بمراكش..زحف الإسمنت يجهز على 81% من الأشجار والثلوث فاق 63%


كشـ24 نشر في: 3 يونيو 2015

دراسة ترسم صورة قاتمة عن الوضع البيئي بمراكش..زحف الإسمنت يجهز على 81% من الأشجار والثلوث فاق 63%
أكدت دراسة بيئية قامت بها هيئة مختصة، أن عدد الأشجار بالمدينة الحمراء قد تراجع بنسبة 81 بالمائة، وذلك بسبب توسيع الشوارع بالمدينة، وكذلك بسبب الإجهاز العشوائي على حدائق بأكملها وتحويلها إلى بقع سكنية. 

وقد تسببت هذه الخروقات البيئية في نقص نسبة الأكسجين بالمدينة الحمراء بنسبة 59 بالمائة، وارتفاع نسبة التلوث بنسبة 63 بالمائة،  وقد يؤثر هذا المعطى على السياحة بالمدينة حيث إن عددا كبيرا من السياح يأتون إلى المدينة الحمراء من أجل التمتع بهوائها النقي وارتفاع نسبة الأوكسجين بها، وحسب تصريحات أحد السياح الأوربيين الذين أكدوا أن المدينة الحمراء التي كانوا يزورونها في السنوات الماضية، من أجل هوائها النقي وحدائقها الغناء وشوارعها الخضراء قد أصبحت تتراجع وأصبحت تختنق بفعل ارتفاع نسبة التلوث وقلة الأشجار، وهذا سيجعلهم يغيرون الوجهة إلى بلدان أخرى أكثر نقاء وأكثر تشجيرا وحدائق مكثفة الأشجار.

  وللإشارة فإن شارع الحسن الثاني بمراكش حسب نفس الدراسة التي قامت بها هذه الهيئة الأوربية المتخصصة في البيئة، فقد فَقَدَ عددا كبيرا جدا من الأشجار بلغ 980 شجرة من نوع الكواتشو المعروفة بتزويدها المدينة بنسبة 27 بالمائة من الأكسجين، لكثرتها وضخامتها، وقد عمدت السلطات إلى اقتلاع تلك الأشجار الغنية بالأكسجين والوارفة الظلال الممتدة في الفضاء على طول شارع الحسن الثاني من باب دكالة في اتجاه دوار العسكر وحي المسيرة بشكل ثنائي في الجهتين من الشارع، أي: شجرتان على عرض كل رصيف على حدة من الشارع. 

وقد ألفها سكان المدينة بكونها تميز هذا الشارع الممتد على طول أزيد من 10 كيلومترات منذ عقود خلت. ويتصل هذا الشارع بحي المسيرة الذي يعرف هو الآخر اختناقا بسبب التكدس السكاني وانعدام التشجير بالكامل.

ويعتبر شارع الأمير مولاي عبد الله الممتد إلى طريق آسفي مرورا بحي الازدهار كارثيا، ينضاف إلى شارع الحسن الثاني، فقد تراجع بنسبة 31 بالمائة من الأشجار وعرف إقتلاع أزيد من 1571 شجرة زيتون وأشجار الكواتشو وأنواع أخرى مختلفة. فضلا عن عدم وجود أرصفة مشجرة وعلامات مرور الراجلين، وهو ما أدى  إلى ارتفاع نسبة التلوث خصوصا وأن هذا الشارع يتصل مباشرة بالحي الصناعي للمدينة ويتصل مباشرة بالمزبلة الكبرى  للمدينة والتي يتم إحراقها بشكل عشوائي مما يؤدي إلى اختناق حقيقي بالمدينة. كما أن حي العزوزية بأكمله يعاني من اقتلاع كبير للأشجار والحدائق، فأصبح عاريا بالكامل، وقد تم إتلاف أزيد من 6700 شجرة زيتون وأزيد من 15251 شجرة متنوعة. فلا وجود إلا للمباني الجافة ودوار الشعوف الكوحل المزري بالروائح الكريهة وتربية الأغنام والدواجن داخل المدار الحضري حيث التلوث المخيف وحيث تم القضاء على كل المناطق الخضراء بالمنطقة وتم اقتلاع كل الأشجار الموجودة بهذا الحي، فضلا عن عدم وجود أرصفة مشجرة وممرات الراجلين.

  وحسب نفس الدراسة ونفس المصدر، فشارع 11 يناير الممتد إلى حي باب دكالة قد ضاعت منه أزيد من 100 شجرة.

أما  شارع عبد الكريم الخطابي ووصولا منه إلى جليز، فقد عرف هو الآخر اقتلاع كل أشجاره التي كانت تمد المنطقة بنسبة غزيرة من الأكسجين وتحافظ على التوازن البيئي لكل المنطقة، فلم يتم تعويضها خصوصا وأن أغلب تلك الأشجار كانت من نوع الكواتشو الغزيرة بالأكسجين وأنواع أخرى مختلفة. هذا فضلا عما قامت به زكية المريني رئيسة مقاطعة جليز بدوار الكدية المجاور لهذا الشارع من تخريب حقيقي للبيئة وقد نشرت عدة صحف تفاصيل هذه الجريمة التي حصلت  يوم الجمعة 22 ماي 2015، على اجتثاث أزيد من 50 شجرة مختلفة، ضمنها أشجار الزيتون التي عمرها أزيد من 35 سنة، وترتبط بوجدان سكان المنطقة.

وتم كذلك اقتلاع حدائق بأكملها كما هو الشأن بالنسبة لعرصة البيلك بحي جامع الفنا، تلك العرصة التي يتنفس منها كل سكان عرصة المعاش والقنارية ودرب دابا شي وسوق السمارين، قد فقدت هذه العرصة سبعين شجرة خلال ثلاث سنوات. في حين تؤكد هذه الدراسة أن الحديقة المحادية للكتبية قد فقدت عشرين شجرة بينما أصبحت الحديقة الصغيرة التي يوجد بها المدفع والمحادية لعرصة البيلك عبارة عن تراب ينثر الغبار وقد فقدت كل أشجارها واخضرارها.

وقد اقتلع من شارع محمد الخامس ستون شجرة وثلاثة حدائق صغيرة على طول الشارع ولم يعر المسؤولون أي اهتمام ولا مسؤولية لما يفعلونه من جرائم بيئية.

إن السياح الأجانب الذين كانوا يأتون إلى مراكش من أجل اخضرارها واحمرارها قد باتوا يتخوفون من تلوثها وسواد سمائها، وبذلك فمن المرتقب أن تتراجع السياحة بمراكش في السنوات المقبلة بسبب هذه الجرائم التي أقدم عليها المجلس الجماعي للمدينة.

 إن المجلس الجماعي لمدينة مراكش وكل المسؤولين وهيئات المجتمع المدني يتحملون كامل المسؤولية في تراجع المساحات الخضراء بالمدينة الحمراء وتراجع عمليات التشجير بل واقتلاع الأشجار من الأرصفة ومن التجزئات وكل مناطق مراكش وعدم تعويضها مما تسبب في ارتفاع نسبة التلوث بالمدينة.

وتحتاج مدينة مراكش اليوم لحوالي 190.000 شجرة غابوية لكي تستعيد توازنها البيئي ومكانتها الخضراء. ولا ننسى أن احمرار مراكش واخضرارها يشكل لون وطننا الحبيب. فهل من غيور.

دراسة ترسم صورة قاتمة عن الوضع البيئي بمراكش..زحف الإسمنت يجهز على 81% من الأشجار والثلوث فاق 63%
أكدت دراسة بيئية قامت بها هيئة مختصة، أن عدد الأشجار بالمدينة الحمراء قد تراجع بنسبة 81 بالمائة، وذلك بسبب توسيع الشوارع بالمدينة، وكذلك بسبب الإجهاز العشوائي على حدائق بأكملها وتحويلها إلى بقع سكنية. 

وقد تسببت هذه الخروقات البيئية في نقص نسبة الأكسجين بالمدينة الحمراء بنسبة 59 بالمائة، وارتفاع نسبة التلوث بنسبة 63 بالمائة،  وقد يؤثر هذا المعطى على السياحة بالمدينة حيث إن عددا كبيرا من السياح يأتون إلى المدينة الحمراء من أجل التمتع بهوائها النقي وارتفاع نسبة الأوكسجين بها، وحسب تصريحات أحد السياح الأوربيين الذين أكدوا أن المدينة الحمراء التي كانوا يزورونها في السنوات الماضية، من أجل هوائها النقي وحدائقها الغناء وشوارعها الخضراء قد أصبحت تتراجع وأصبحت تختنق بفعل ارتفاع نسبة التلوث وقلة الأشجار، وهذا سيجعلهم يغيرون الوجهة إلى بلدان أخرى أكثر نقاء وأكثر تشجيرا وحدائق مكثفة الأشجار.

  وللإشارة فإن شارع الحسن الثاني بمراكش حسب نفس الدراسة التي قامت بها هذه الهيئة الأوربية المتخصصة في البيئة، فقد فَقَدَ عددا كبيرا جدا من الأشجار بلغ 980 شجرة من نوع الكواتشو المعروفة بتزويدها المدينة بنسبة 27 بالمائة من الأكسجين، لكثرتها وضخامتها، وقد عمدت السلطات إلى اقتلاع تلك الأشجار الغنية بالأكسجين والوارفة الظلال الممتدة في الفضاء على طول شارع الحسن الثاني من باب دكالة في اتجاه دوار العسكر وحي المسيرة بشكل ثنائي في الجهتين من الشارع، أي: شجرتان على عرض كل رصيف على حدة من الشارع. 

وقد ألفها سكان المدينة بكونها تميز هذا الشارع الممتد على طول أزيد من 10 كيلومترات منذ عقود خلت. ويتصل هذا الشارع بحي المسيرة الذي يعرف هو الآخر اختناقا بسبب التكدس السكاني وانعدام التشجير بالكامل.

ويعتبر شارع الأمير مولاي عبد الله الممتد إلى طريق آسفي مرورا بحي الازدهار كارثيا، ينضاف إلى شارع الحسن الثاني، فقد تراجع بنسبة 31 بالمائة من الأشجار وعرف إقتلاع أزيد من 1571 شجرة زيتون وأشجار الكواتشو وأنواع أخرى مختلفة. فضلا عن عدم وجود أرصفة مشجرة وعلامات مرور الراجلين، وهو ما أدى  إلى ارتفاع نسبة التلوث خصوصا وأن هذا الشارع يتصل مباشرة بالحي الصناعي للمدينة ويتصل مباشرة بالمزبلة الكبرى  للمدينة والتي يتم إحراقها بشكل عشوائي مما يؤدي إلى اختناق حقيقي بالمدينة. كما أن حي العزوزية بأكمله يعاني من اقتلاع كبير للأشجار والحدائق، فأصبح عاريا بالكامل، وقد تم إتلاف أزيد من 6700 شجرة زيتون وأزيد من 15251 شجرة متنوعة. فلا وجود إلا للمباني الجافة ودوار الشعوف الكوحل المزري بالروائح الكريهة وتربية الأغنام والدواجن داخل المدار الحضري حيث التلوث المخيف وحيث تم القضاء على كل المناطق الخضراء بالمنطقة وتم اقتلاع كل الأشجار الموجودة بهذا الحي، فضلا عن عدم وجود أرصفة مشجرة وممرات الراجلين.

  وحسب نفس الدراسة ونفس المصدر، فشارع 11 يناير الممتد إلى حي باب دكالة قد ضاعت منه أزيد من 100 شجرة.

أما  شارع عبد الكريم الخطابي ووصولا منه إلى جليز، فقد عرف هو الآخر اقتلاع كل أشجاره التي كانت تمد المنطقة بنسبة غزيرة من الأكسجين وتحافظ على التوازن البيئي لكل المنطقة، فلم يتم تعويضها خصوصا وأن أغلب تلك الأشجار كانت من نوع الكواتشو الغزيرة بالأكسجين وأنواع أخرى مختلفة. هذا فضلا عما قامت به زكية المريني رئيسة مقاطعة جليز بدوار الكدية المجاور لهذا الشارع من تخريب حقيقي للبيئة وقد نشرت عدة صحف تفاصيل هذه الجريمة التي حصلت  يوم الجمعة 22 ماي 2015، على اجتثاث أزيد من 50 شجرة مختلفة، ضمنها أشجار الزيتون التي عمرها أزيد من 35 سنة، وترتبط بوجدان سكان المنطقة.

وتم كذلك اقتلاع حدائق بأكملها كما هو الشأن بالنسبة لعرصة البيلك بحي جامع الفنا، تلك العرصة التي يتنفس منها كل سكان عرصة المعاش والقنارية ودرب دابا شي وسوق السمارين، قد فقدت هذه العرصة سبعين شجرة خلال ثلاث سنوات. في حين تؤكد هذه الدراسة أن الحديقة المحادية للكتبية قد فقدت عشرين شجرة بينما أصبحت الحديقة الصغيرة التي يوجد بها المدفع والمحادية لعرصة البيلك عبارة عن تراب ينثر الغبار وقد فقدت كل أشجارها واخضرارها.

وقد اقتلع من شارع محمد الخامس ستون شجرة وثلاثة حدائق صغيرة على طول الشارع ولم يعر المسؤولون أي اهتمام ولا مسؤولية لما يفعلونه من جرائم بيئية.

إن السياح الأجانب الذين كانوا يأتون إلى مراكش من أجل اخضرارها واحمرارها قد باتوا يتخوفون من تلوثها وسواد سمائها، وبذلك فمن المرتقب أن تتراجع السياحة بمراكش في السنوات المقبلة بسبب هذه الجرائم التي أقدم عليها المجلس الجماعي للمدينة.

 إن المجلس الجماعي لمدينة مراكش وكل المسؤولين وهيئات المجتمع المدني يتحملون كامل المسؤولية في تراجع المساحات الخضراء بالمدينة الحمراء وتراجع عمليات التشجير بل واقتلاع الأشجار من الأرصفة ومن التجزئات وكل مناطق مراكش وعدم تعويضها مما تسبب في ارتفاع نسبة التلوث بالمدينة.

وتحتاج مدينة مراكش اليوم لحوالي 190.000 شجرة غابوية لكي تستعيد توازنها البيئي ومكانتها الخضراء. ولا ننسى أن احمرار مراكش واخضرارها يشكل لون وطننا الحبيب. فهل من غيور.


ملصقات


اقرأ أيضاً
حصيلة جديدة لحملات ردع مخالفات الدراجات النارية في ليلة عاشوراء بمراكش
شنت المصالح الأمنية بالمنطقة الأمنية الخامسة تحت إشراف رئيس المنطقة ورئيس الهيئة الحضرية ،ليلة امس السبت 5 يوليوز، الموافق لليلة عاشوراء، حملة أمنية ضد الدراجات النارية المخالفة لقوانون السير بالمدينة العتيقة لمراكش. وحسب مصادر "كشـ24"، فإن هذه الحملة التي قادها نائب رئيس الهيئة الحضرية بذات المنطقة، سجلت 60 مخالفة مرورية همت السير في الممنوع والوقوف فوق الرصيف، وعدم ارتداء الخودة، بينما أحيلت على المحجز 10 دراجات نارية لانعدام الوثائق. وقد شملت الحملة كل من رياض الزيتون القديم وساحة القزادية، وعرصة بوعشرين، بالإضافة لساحة الباهية، وعدة مناطق وشوارع مجاورة بالمدينة العتيقة لمراكش.
مراكش

محيط مقابر مراكش يتحول الى أسواق شعبية بمناسبة عاشوراء
تحول محيط مختلف المقابر بمدينة مراكش، صباح يومه الأحد 6 يوليوز ليوم عاشوراء، الى أسواق شعبية يعرض فيها كل ما يرتبط بهذه المناسبة, وشهد محيط المقابر انتشارا لبيع كل ما يتعلق بتزيين القبور من مياه معطرة وجريد النخيل واغصان وكذا التين المجفف (الشريحة)، والخبز، والحليب والماء، والفواكه الجافة المخصصة لاخرجها كزكاة بالموازاة مع زيارة الموتى، فضلا عن عدد كبير من السلع المختلفة كالملابس والعطور والاعشاب الطبية والاخرى المخصصة لطقوس الشعودة، وكل ما يمكن شرائه في هذه المناسبة. وتشهد مقبرة باب اغمات بتراب مقاطعة سيدي يوسف بن علي، أكبر تجمع للمواطنين الراغبين في زيارة ذويهم الراحلين عن الحياة، حيث تحولت المقبرة ومحيطها لمركز شعبي كبير وسوق ضخم تعرض فيه جميع انواع السلع في الشارع العام، ما يشكل مناسبة للتسوق لآلاف المواطنين.
مراكش

المختلون عقليا.. ثغرة في صورة مراكش + ڤيديو
في ظل سباق محموم نحو التجميل والمشاريع الكبرى استعدادًا لتظاهرات رياضية عالمية، وعلى رأسها كأس العالم 2030، تتواصل في مدينة مراكش، وبشكل مثير للقلق، ظاهرة انتشار المختلين عقليًا في الشوارع والأحياء، أمام غياب تام لأي استراتيجية واضحة المعالم من طرف الجهات المعنية. المدينة التي تُسوَّق للعالم كواجهة حضارية وسياحية، لا زالت عاجزة عن تأمين أبسط مقومات الكرامة لفئة من أكثر الفئات هشاشة؛ ألا وهي فئة المختلين عقليا التي يبدو أنها لم تجد بعد مكانا لها ضمن الأجندات الرسمية. ففي مشهد بات يتكرر يوميًا، تشهد مجموعة من الشوارع والأحياء بالمدينة الحمراء، من قبيل حي اطلس الشريفية على سبيل المثال لا الحصر، انتشارًا كبيرا للمختلين عقليًا، بشكل يبعث على القلق والخجل في آنٍ واحد؛ بعضهم يتجول عاريًا، وآخرون يعبّرون عن اضطراباتهم بسلوكيات عنيفة أو مزعجة، في صورة تمسّ كرامة الإنسان، وتخلق شعورًا بعدم الأمان بين السكان والزوار على حد سواء.ورغم أن هذه الظاهرة ليست بالجديدة، إلا أنها في تفاقم مستمر، دون أن تلوح في الأفق أي بوادر حل حقيقي؛ لا مراكز إيواء كافية، ولا برامج للعلاج أو الإدماج، ولا مقاربة شمولية تحفظ للإنسان كرامته وللمجتمع أمنه، وكل ما نراه على الأرض لا يتعدى بعض الحملات المحدودة التي لا تلبث أن تختفي نتائجها. وفي هذا الإطار، أكد مواطنون أن استمرار هذا الوضع يسيء إلى صورة مراكش كمدينة عالمية، ويطرح تساؤلات جدية حول أولويات المسؤولين، سيما وأن المدينة تستقبل سنويا ملايين السياح وتراهن على صورتها لاستقبال المزيد. وشدد مهتمون بالشأن المحلي، على أن إهمال "الرأس المال البشري"، وخاصة الفئات الأكثر ضعفا وهشاشة، يُعد إحدى علامات الفشل لأي سياسات تنموية؛ فالاستثمار في المشاريع فقط دون تمكين الإنسان وتحسين ظروف حياته سواء من خلال التعليم، الصحة، أو الرعاية الاجتماعية، يفضي إلى نتائج عكسية، حيث تصبح المدن والمجتمعات مصابة بخلل في التوازن بين النمو الاقتصادي والاجتماعي. وأكد مواطنون، أن المحافظة على صورة المدينة وسمعتها لا تقتصر على البنية التحتية أو الفعاليات الكبرى، بل تتطلب رعاية إنسانية حقيقية ترتكز على حماية حقوق أضعف الفئات وتعزيز كرامتهم، داعين الجهات المعنية إلى تحمل مسؤولياتها، من خلال تبني استراتيجيات شاملة ترمي إلى توفير الدعم والرعاية الطبية والاجتماعية لهذه الفئة.  
مراكش

هل تخلت مراكش عن ذاكرتها؟.. سور باب دكالة إرث تاريخي يئن تحت وطاة الإهمال
لا تزال الحالة الكارثية التي آل إليها السور التاريخي لمدينة مراكش، وخاصة الجزء المتواجد بمدخل باب دكالة، تتفاقم دون أي مؤشرات على تحرّك جاد، لإنقاذ هذه المعلمة التاريخية التي أصبحت رمزًا للإهمال والعبث بقيمة التراث. وحسب نشطاء من المنطقة، فإن هذا المكان الذي من المفترض أن يُجسّد هوية المدينة وتراثها العمراني، يعرف بشكل يومي مظاهر متعددة للفوضى، من بينها التبول والتغوط في العراء، وانتشار الروائح الكريهة، إضافة إلى وجود أشخاص في وضعية الشارع وكلاب ضالة تستقر بالمكان، ما يتسبب في حالة من الانزعاج والقلق لدى المارة، خصوصًا القادمين من وإلى المحطة الطرقية لباب دكالة. المثير للانتباه، وفق هؤلاء، أن هذه المشاهد غير اللائقة تحيط بـ "رواق الفنون"، والذي يفترض أن يكون واجهة ثقافية تعرض أعمالًا فنية، لكن محيطه المتدهور يعيق بشكل كبير أي محاولة لتنشيط الفضاء ثقافيًا أو جذب الزوار إليه. ورغم محاولات تنظيف المكان أسبوعيًا، -يقول مواطنون- إلا أن غياب المرافق الصحية الأساسية، وانعدام المراقبة، وغياب ثقافة المواطنة، كلها عوامل تجعل من هذه الجهود مجرد ترقيع بلا أفق، مشددين على أن المشكل لا يُمكن حلّه بالخرطوم والمعقمات، بل يحتاج إلى قرارات حقيقية تبدأ بإنشاء مراحيض عمومية، تنظيم الفضاء، وتكثيف المراقبة بهذه المنطقة. هذا الوضع يطرح تساؤلات حول دور الجهات المختصة، ومدى التزامها بالحفاظ على القيمة التاريخية والمعمارية لسور مراكش، الذي يُعد من أهم معالم المدينة، وإنقاذه من هذا الإهمال الذي يُفقده روحه التاريخية، ويشوه سمعة المدينة ككل.  
مراكش

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأحد 06 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة