السبت 20 أبريل 2024, 12:58

دولي

خلافات مخفية بين السعودية والإمارات تشكل تهديداً لتحالف طويل الأمد


كشـ24 نشر في: 30 ديسمبر 2017

في الخامس من ديسمبر 2017 أعلنت وزارة الخارجية الاماراتية عن تشكيل تحالف سياسي وعسكري جديد بين دولتي الإمارات والسعودية.  ويسمح هذا التحالف لكلا البلدين بالتعاون على المستوى الثنائي بشأن احتواء نفوذ إيران في الشرق الأوسط، وتطوير مبادرات اقتصادية مشتركة مفيدة للرياض و وأبوظبي.  وازداد زخم العلاقات بين البلدين في أعقاب الأزمة الخليجية، واتخاذ كل من الرياض، وأبو ظبي، والمنامة، خطوات تصعيدية ضد الدوحة، حيث فرضوا حصاراً عليها وقطعوا علاقاتهم الدبلوماسية معها في يونيو2017.  صامويل راماني وهو باحث في العلاقات الدولية بجامعة أكسفورد البريطانية، يشير في مقال تحليلي إلى أنه رغم ما تشير العلاقات بين الإمارات والسعودية إلى درجة تقدمها، إلا أنه رأى أن تحالف البلدين قائم على المصلحة ويفتقر إلى أسس أيديولوجية راسخة.  ويقول راماني إنه على الرغم من أن المسؤولين السعوديين والإمارتيين يعربون دائماً عن التزامهم بالحفاظ على تماسك مجلس التعاون لدول الخليج العربية، فإن أزمة قطر الراهنة دفعت محللين عرباً كثيرين إلى التكهن بأن التحالف السعودي- الإماراتي الجديد سيحل، في نهاية المطاف، محل مجلس التعاون، من حيث الأهمية الاستراتيجية.  وبلغت هذه التكهنات ذروتها عقب قمة قادة دول مجلس التعاون الأخيرة (5 و6 ديسمبر/كانون الأول الجاري)، ورفض العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، السفر إلى الكويت  (التي استضافت القمة)، للقاء أمير قطر ، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.  "قطر.. خصم عنيد"  وعلى الرغم من أن التوترات بين دول مجلس التعاون (السعودية، الإمارات، البحرين ، الكويت ، سلطنةعمان  وقطر) وصلت أعلى مستوياتها منذ تأسيس المجلس عام 1981، إلا أنه ليس مرجحاً أن يحلّ التحالف الإماراتي- السعودي محلّ المجلس بشكل دائم، لو أمعنّا النظر في الديناميات الجيوسياسية في الخليج، وفقاً ل راماني.  ويشير الكاتب - الذي يكتب بشكل منتظم لصحف "واشنطن  بوست"، و"ذا ديبلومات، و"هاف بوست" - إلى أن احتمالات تماسك دول مجلس التعاون الخليجي على المدى الطويل تعززها عدم رغبة السعودية في جعل قطر خصماً طويل الأمد، إلى جانب التوترات المخفية بين الرياض  وأبو ظبي، والتي يمكن أن تضعف تحالفهما العسكري.  واعتبر أنه حتى في ظل الخطاب الحادّ المناهض لقطر  من جانب الرياض ، ودعوة البحرين  إلى طردالدوحة  من مجلس التعاون، إلا أن انفصال قطر الدائم عن دول مجلس التعاون سيشكل تحدياً خطيراً لمصالح الرياض الاستراتيجية.  ويعود ذلك إلى أن موارد قطر  المالية الواسعة وروابطها مع الجماعات الإسلامية في العالم العربي تجعلها خصماً عنيداً لا يقوى أمامه التحالف السعودي- الإماراتي ، فضلاً عن أن شن حرب بالوكالة على جبهتين، يمكن أن يؤثر على ما تعتبره السعودية كفاحاً وجودياً ضد إيران ، ويسهل وضع ميثاق أمنيقطري -إيراني  ضد السعودية، بحسب المحلل راماني.  استراتيجية فاشلة  وتقوض تلك المخاطر نظرية أن جهود الرياض  لعزل قطر  اقتصادياً ودبلوماسياً تهدف إلى "هزيمة"الدوحة.  وبدلاً من ذلك، كان استخدام السعودية ل"الدبلوماسية القسرية" ضد الدوحة  مقامرة لإقناع قطر بالاعتراف بهيمنة السعودية على دول مجلس التعاون، و"وقف تمويل الجماعات الإسلامية، التي تهدد المصالح السعودية في الشرق الأوسط"، الأمر الذي تنفيه قطر.  وأشار المحلل إلى أن التحالف السعودي- الإماراتي  الجديد يأتي في سياق آخر محاولة في استراتيجية فاشلة لعزل قطر  عن الشؤون الإقليمية.  ورأى راماني أن تصريح أمير قطر  تميم بأن بلاده ازدهرت رغم تعليق علاقاتها مع دول الحصار، وأن توسع تجارة قطر  مع روسيا  والصين وباكستان وتحاشي الركود الاقتصادي منذ انقطاع العلاقات، يدل على قدرة الدوحة  على الصمود كقوة إقليمية.  وأضاف أن المسؤولين السعوديين لم يتنبأوا بمدى ثبات قطر  في مواجهة الشدائد، ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى إعادة تقييم استراتيجية الرياض تجاه الدوحة.  هل هناك فرصة للتطبيع؟  يقول راماني إن المسؤولين السعوديين والإماراتيين  لا يريدون من قطر أن تعيد ترتيب أوراق سياستها الخارجية بشكل دائم بعيداً عن دول مجلس التعاون، ولذلك فإن التحالف السعودي- الإماراتي  الجديد يمكن أن يندمج في نهاية المطاف في إطار دول مجلس التعاون.  وفي حال وجود نية لتحقيق الوحدة في الخليج، فيمكن أن تسعى الرياض وأبو ظبي وراء مشاركة قطر  في مشاريع تتم مناقشتها في إطار الشراكة الاقتصادية والأمنية الثنائية الجديدة.  ومن المحتمل حدوث تطبيع في العلاقات بين التحالف السعودي- الإماراتي وقطر  حالما تتجه صراعات سوريا  واليمن نحو تسوية سلمية، كما أن جبهة مجلس التعاون الخليجي ستعزز بشكل كبير الموقف التفاوضي لدول الخليج العربية تجاه إيران.  ويمكن أن تستمر الخلافات السياسية الرئيسية بين قطر  والحلف السعودي- الإماراتي  في الظهور، حيث ستستمر ذكريات سلبية للأزمة الحالية لسنوات قادمة، و"مع ذلك، فإن نهاية أزمة قطر  من المرجح أن تشبه تطبيع السعودية وقطر  عام 2015، بحسب راماني.  تباين سعودي إماراتي  ويشير المحلل إلى قضايا رئيسية تتباين فيها سياسات كل من السعودية والإمارات ، بشكل قد يلقي بظلاله على التحالف الثنائي بينهما.  وتتركز الخلافات بشكل واضح في رؤى البلدين بشأن النظام الإقليمي للشرق الأوسط، وإلى حد كبير تتسم رؤية السعودية بأبعاد مذهبية، حيث ترى الرياض  أن إيران هي التهديد الرئيسي للاستقرار الإقليمي، وترى الجهات الفاعلة الشيعية الموالية لإيران  كقوى معادية، أما الإمارات فترفض النهج المذهبي المتشدد للسعودية.  وتحت قيادة ولي عهد أبوظبي ، محمد بن زايد، دعمت الإمارات  بحزم القوى العلمانية في الشرق الأوسط، واعتبرت الجماعات الإسلامية السنية أكثر تهديداً للاستقرار الإقليمي من إيران.  هادي وصالح  وكشف التضارب في الرؤى الاستراتيجية بين السعودية والإمارات  عن نفسه في كلا البلدين باتجاه الاستجابة لأزمتي اليمن وسوريا.  ففي اليمن، ركزت الحملة العسكرية السعودية، في المقام الأول، على مواجهة التهديد الذي يشكله الحوثيون (الموالون لإيران) على حدودها، كما يواصل الجيش السعودي دعمه للرئيس السني (اليمني)، عبد ربه منصور هادي، لتوطيد سلطته.  ولتعزيز موقف هادي انحازت السعودية إلى فرع "الإخوان المسلمين" اليمني، وهو (حزب) "التجمع اليمني للإصلاح"، وواجهت محاولات الإمارات  رسم منطقة نفوذ جنوبي اليمن.  ومنذ اندلاع الحرب بين المتمردين الحوثيين اليمنيين وتحالف دول مجلس التعاون الخليجي، في مارس/آذار 2015، ركزت الإمارات  على استعادة الحكم الاستبدادي العلماني في اليمن.  وخلافاً للسعودية، فإن أبوظبي  لا يهمّها الانتماء الطائفي للزعيم الجديد في اليمن، حيث أن الدعم العسكري من الإمارات  للرئيس اليمني الراحل، علي عبد الله صالح، والرغبة في استخدام القوة ضد عناصر "الإصلاح" الموالية للسعودية، يؤكد شقة الخلاف في الأهداف الاستراتيجية في اليمن بين الرياض  وأبو ظبي.  نظام الأسد  لكن التناقض - بحسب راماني - بين الأهداف السعودية والإماراتية في سوريا  أقل وضوحاً منها في اليمن، ومع ذلك، تبنت الدولتان مواقف مختلفة حول ما ينبغي أن تبدو عليه التسوية السلمية السورية.  ورغم النجاحات العسكرية التي حققها نظام بشار الأسد الأسد منذ عام 2015، ظلت السعودية ملجأ للجماعات السنية، التي ترفض حلولاً دبلوماسية مع الأسد.  ومع أن الإمارات  قدمت دعماً مالياً لفصائل في المعارضة السورية، فقد فتحت أبو ظبي قنوات اتصال مع مسؤولين من نظام الأسد، في 2012، وتعاونت مع روسيا على حل النزاع السوري.  وتتضارب هذه السياسات مع الأهداف السعودية، وتسلط الضوء على الهوة في وجهات النظر بين قادة البلدين.  تحالف مصلحة  ويعتقد راماني أنه رغم احتمال زوال التضارب في الرؤى بين الرياض وأبوظبي  على المدى القصير، لكون البلدين لديهما أهداف مشتركة كافية للبقاء حلفاء، إلا أن الخلافات الكامنة بينهما يمكن أن تشكل تهديداً طويل الأمد لتحالف الرياض - أبوظبي.  ويضيف راماني أن استمرار الخلافات في العلاقات الثنائية بين السعودية والإمارات  إلى أن انحياز البلدين ضد قطر  هو تحالف مصلحة يفتقر إلى أسس أيديولوجية راسخة.  وفيما تسود توترات، فإن التعاون المستهدف على صعيد أهداف محددة، مثل عملية مكافحة الإرهاب المشتركة في منطقة الساحل الإفريقي، بتكلفة 130 مليون دولار، وجهود تسهيل المعاملات المصرفية العابرة للحدود، ربما يستمر في المستقبل المنظور، لكن مجالات التعاون تلك محدودة النطاق نسبياً، وليست كافية لتوطيد التحالف السعودي- الإماراتي  بشكل يكفي لجعله بديلاً عن مجلس التعاون الخليجي.  وبغض النظر عن أن الالتزام الرسمي في هذا التحالف يفيد تطلعات البلدين للحفاظ على الاستقرار في الخليج، إلا أن الصمود طويل الأمد لهذا الانحياز وقدرته على الاستمرار بشكل مستقل عن مجلس التعاون الخليجي غير واضح المعالم، وفقاً ل راماني.  ويختم الكاتب مقاله في الإشارة إلى أنه في حين أن التحالف السعودي- الإماراتي  من المرجح أن يقوى بشكل مستمر طالما ظلت علاقات البلدين متوترة مع قطر ، فإنه يمكن للتوترات الكامنة بينهما، وتصاعد لهجة العداء بين الرياض  وطهران، أن تمنح قُبلة الحياة مجدداً إلى مجلس التعاون الخليجي، في الأشهر المقبلة، كمنظمة أمنية جماعية.

في الخامس من ديسمبر 2017 أعلنت وزارة الخارجية الاماراتية عن تشكيل تحالف سياسي وعسكري جديد بين دولتي الإمارات والسعودية.  ويسمح هذا التحالف لكلا البلدين بالتعاون على المستوى الثنائي بشأن احتواء نفوذ إيران في الشرق الأوسط، وتطوير مبادرات اقتصادية مشتركة مفيدة للرياض و وأبوظبي.  وازداد زخم العلاقات بين البلدين في أعقاب الأزمة الخليجية، واتخاذ كل من الرياض، وأبو ظبي، والمنامة، خطوات تصعيدية ضد الدوحة، حيث فرضوا حصاراً عليها وقطعوا علاقاتهم الدبلوماسية معها في يونيو2017.  صامويل راماني وهو باحث في العلاقات الدولية بجامعة أكسفورد البريطانية، يشير في مقال تحليلي إلى أنه رغم ما تشير العلاقات بين الإمارات والسعودية إلى درجة تقدمها، إلا أنه رأى أن تحالف البلدين قائم على المصلحة ويفتقر إلى أسس أيديولوجية راسخة.  ويقول راماني إنه على الرغم من أن المسؤولين السعوديين والإمارتيين يعربون دائماً عن التزامهم بالحفاظ على تماسك مجلس التعاون لدول الخليج العربية، فإن أزمة قطر الراهنة دفعت محللين عرباً كثيرين إلى التكهن بأن التحالف السعودي- الإماراتي الجديد سيحل، في نهاية المطاف، محل مجلس التعاون، من حيث الأهمية الاستراتيجية.  وبلغت هذه التكهنات ذروتها عقب قمة قادة دول مجلس التعاون الأخيرة (5 و6 ديسمبر/كانون الأول الجاري)، ورفض العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، السفر إلى الكويت  (التي استضافت القمة)، للقاء أمير قطر ، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.  "قطر.. خصم عنيد"  وعلى الرغم من أن التوترات بين دول مجلس التعاون (السعودية، الإمارات، البحرين ، الكويت ، سلطنةعمان  وقطر) وصلت أعلى مستوياتها منذ تأسيس المجلس عام 1981، إلا أنه ليس مرجحاً أن يحلّ التحالف الإماراتي- السعودي محلّ المجلس بشكل دائم، لو أمعنّا النظر في الديناميات الجيوسياسية في الخليج، وفقاً ل راماني.  ويشير الكاتب - الذي يكتب بشكل منتظم لصحف "واشنطن  بوست"، و"ذا ديبلومات، و"هاف بوست" - إلى أن احتمالات تماسك دول مجلس التعاون الخليجي على المدى الطويل تعززها عدم رغبة السعودية في جعل قطر خصماً طويل الأمد، إلى جانب التوترات المخفية بين الرياض  وأبو ظبي، والتي يمكن أن تضعف تحالفهما العسكري.  واعتبر أنه حتى في ظل الخطاب الحادّ المناهض لقطر  من جانب الرياض ، ودعوة البحرين  إلى طردالدوحة  من مجلس التعاون، إلا أن انفصال قطر الدائم عن دول مجلس التعاون سيشكل تحدياً خطيراً لمصالح الرياض الاستراتيجية.  ويعود ذلك إلى أن موارد قطر  المالية الواسعة وروابطها مع الجماعات الإسلامية في العالم العربي تجعلها خصماً عنيداً لا يقوى أمامه التحالف السعودي- الإماراتي ، فضلاً عن أن شن حرب بالوكالة على جبهتين، يمكن أن يؤثر على ما تعتبره السعودية كفاحاً وجودياً ضد إيران ، ويسهل وضع ميثاق أمنيقطري -إيراني  ضد السعودية، بحسب المحلل راماني.  استراتيجية فاشلة  وتقوض تلك المخاطر نظرية أن جهود الرياض  لعزل قطر  اقتصادياً ودبلوماسياً تهدف إلى "هزيمة"الدوحة.  وبدلاً من ذلك، كان استخدام السعودية ل"الدبلوماسية القسرية" ضد الدوحة  مقامرة لإقناع قطر بالاعتراف بهيمنة السعودية على دول مجلس التعاون، و"وقف تمويل الجماعات الإسلامية، التي تهدد المصالح السعودية في الشرق الأوسط"، الأمر الذي تنفيه قطر.  وأشار المحلل إلى أن التحالف السعودي- الإماراتي  الجديد يأتي في سياق آخر محاولة في استراتيجية فاشلة لعزل قطر  عن الشؤون الإقليمية.  ورأى راماني أن تصريح أمير قطر  تميم بأن بلاده ازدهرت رغم تعليق علاقاتها مع دول الحصار، وأن توسع تجارة قطر  مع روسيا  والصين وباكستان وتحاشي الركود الاقتصادي منذ انقطاع العلاقات، يدل على قدرة الدوحة  على الصمود كقوة إقليمية.  وأضاف أن المسؤولين السعوديين لم يتنبأوا بمدى ثبات قطر  في مواجهة الشدائد، ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى إعادة تقييم استراتيجية الرياض تجاه الدوحة.  هل هناك فرصة للتطبيع؟  يقول راماني إن المسؤولين السعوديين والإماراتيين  لا يريدون من قطر أن تعيد ترتيب أوراق سياستها الخارجية بشكل دائم بعيداً عن دول مجلس التعاون، ولذلك فإن التحالف السعودي- الإماراتي  الجديد يمكن أن يندمج في نهاية المطاف في إطار دول مجلس التعاون.  وفي حال وجود نية لتحقيق الوحدة في الخليج، فيمكن أن تسعى الرياض وأبو ظبي وراء مشاركة قطر  في مشاريع تتم مناقشتها في إطار الشراكة الاقتصادية والأمنية الثنائية الجديدة.  ومن المحتمل حدوث تطبيع في العلاقات بين التحالف السعودي- الإماراتي وقطر  حالما تتجه صراعات سوريا  واليمن نحو تسوية سلمية، كما أن جبهة مجلس التعاون الخليجي ستعزز بشكل كبير الموقف التفاوضي لدول الخليج العربية تجاه إيران.  ويمكن أن تستمر الخلافات السياسية الرئيسية بين قطر  والحلف السعودي- الإماراتي  في الظهور، حيث ستستمر ذكريات سلبية للأزمة الحالية لسنوات قادمة، و"مع ذلك، فإن نهاية أزمة قطر  من المرجح أن تشبه تطبيع السعودية وقطر  عام 2015، بحسب راماني.  تباين سعودي إماراتي  ويشير المحلل إلى قضايا رئيسية تتباين فيها سياسات كل من السعودية والإمارات ، بشكل قد يلقي بظلاله على التحالف الثنائي بينهما.  وتتركز الخلافات بشكل واضح في رؤى البلدين بشأن النظام الإقليمي للشرق الأوسط، وإلى حد كبير تتسم رؤية السعودية بأبعاد مذهبية، حيث ترى الرياض  أن إيران هي التهديد الرئيسي للاستقرار الإقليمي، وترى الجهات الفاعلة الشيعية الموالية لإيران  كقوى معادية، أما الإمارات فترفض النهج المذهبي المتشدد للسعودية.  وتحت قيادة ولي عهد أبوظبي ، محمد بن زايد، دعمت الإمارات  بحزم القوى العلمانية في الشرق الأوسط، واعتبرت الجماعات الإسلامية السنية أكثر تهديداً للاستقرار الإقليمي من إيران.  هادي وصالح  وكشف التضارب في الرؤى الاستراتيجية بين السعودية والإمارات  عن نفسه في كلا البلدين باتجاه الاستجابة لأزمتي اليمن وسوريا.  ففي اليمن، ركزت الحملة العسكرية السعودية، في المقام الأول، على مواجهة التهديد الذي يشكله الحوثيون (الموالون لإيران) على حدودها، كما يواصل الجيش السعودي دعمه للرئيس السني (اليمني)، عبد ربه منصور هادي، لتوطيد سلطته.  ولتعزيز موقف هادي انحازت السعودية إلى فرع "الإخوان المسلمين" اليمني، وهو (حزب) "التجمع اليمني للإصلاح"، وواجهت محاولات الإمارات  رسم منطقة نفوذ جنوبي اليمن.  ومنذ اندلاع الحرب بين المتمردين الحوثيين اليمنيين وتحالف دول مجلس التعاون الخليجي، في مارس/آذار 2015، ركزت الإمارات  على استعادة الحكم الاستبدادي العلماني في اليمن.  وخلافاً للسعودية، فإن أبوظبي  لا يهمّها الانتماء الطائفي للزعيم الجديد في اليمن، حيث أن الدعم العسكري من الإمارات  للرئيس اليمني الراحل، علي عبد الله صالح، والرغبة في استخدام القوة ضد عناصر "الإصلاح" الموالية للسعودية، يؤكد شقة الخلاف في الأهداف الاستراتيجية في اليمن بين الرياض  وأبو ظبي.  نظام الأسد  لكن التناقض - بحسب راماني - بين الأهداف السعودية والإماراتية في سوريا  أقل وضوحاً منها في اليمن، ومع ذلك، تبنت الدولتان مواقف مختلفة حول ما ينبغي أن تبدو عليه التسوية السلمية السورية.  ورغم النجاحات العسكرية التي حققها نظام بشار الأسد الأسد منذ عام 2015، ظلت السعودية ملجأ للجماعات السنية، التي ترفض حلولاً دبلوماسية مع الأسد.  ومع أن الإمارات  قدمت دعماً مالياً لفصائل في المعارضة السورية، فقد فتحت أبو ظبي قنوات اتصال مع مسؤولين من نظام الأسد، في 2012، وتعاونت مع روسيا على حل النزاع السوري.  وتتضارب هذه السياسات مع الأهداف السعودية، وتسلط الضوء على الهوة في وجهات النظر بين قادة البلدين.  تحالف مصلحة  ويعتقد راماني أنه رغم احتمال زوال التضارب في الرؤى بين الرياض وأبوظبي  على المدى القصير، لكون البلدين لديهما أهداف مشتركة كافية للبقاء حلفاء، إلا أن الخلافات الكامنة بينهما يمكن أن تشكل تهديداً طويل الأمد لتحالف الرياض - أبوظبي.  ويضيف راماني أن استمرار الخلافات في العلاقات الثنائية بين السعودية والإمارات  إلى أن انحياز البلدين ضد قطر  هو تحالف مصلحة يفتقر إلى أسس أيديولوجية راسخة.  وفيما تسود توترات، فإن التعاون المستهدف على صعيد أهداف محددة، مثل عملية مكافحة الإرهاب المشتركة في منطقة الساحل الإفريقي، بتكلفة 130 مليون دولار، وجهود تسهيل المعاملات المصرفية العابرة للحدود، ربما يستمر في المستقبل المنظور، لكن مجالات التعاون تلك محدودة النطاق نسبياً، وليست كافية لتوطيد التحالف السعودي- الإماراتي  بشكل يكفي لجعله بديلاً عن مجلس التعاون الخليجي.  وبغض النظر عن أن الالتزام الرسمي في هذا التحالف يفيد تطلعات البلدين للحفاظ على الاستقرار في الخليج، إلا أن الصمود طويل الأمد لهذا الانحياز وقدرته على الاستمرار بشكل مستقل عن مجلس التعاون الخليجي غير واضح المعالم، وفقاً ل راماني.  ويختم الكاتب مقاله في الإشارة إلى أنه في حين أن التحالف السعودي- الإماراتي  من المرجح أن يقوى بشكل مستمر طالما ظلت علاقات البلدين متوترة مع قطر ، فإنه يمكن للتوترات الكامنة بينهما، وتصاعد لهجة العداء بين الرياض  وطهران، أن تمنح قُبلة الحياة مجدداً إلى مجلس التعاون الخليجي، في الأشهر المقبلة، كمنظمة أمنية جماعية.


ملصقات


اقرأ أيضاً
ضربات الشمس تتسبب في وفاة وعشرات الإصابات بالمسكيك
ذكرت وزارة الصحة المكسيكية أن ضربات الشمس الناجمة عن موجات الحر التي تجتاح البلاد تسببت في إصابة 95 شخصا، وأودت بحياة شخص واحد. وأوضحت الوزارة، في بيان، أن السلطات الصحية أكدت 95 حالة إصابة بضربات شمس ومضاعفات خطيرة للحرارة المفرطة بالإضافة إلى حالة وفاة واحدة، في الفترة ما بين 17 مارس المنصرم و6 أبريل الجاري. تأتي هذه الأرقام في وقت تسجل فيه البلاد درجات حرارة مفرطة في فصل الربيع وصلت إلى 34.2 درجة مئوية في مكسيكو، وهي الأعلى منذ أكثر من 26 عاما. ونظرا لارتفاع درجات الحرارة، أوصت هيئة الأرصاد الجوية الحكومية السكان باتخاذ الاحتياطات اللازمة للوقاية من المشاكل الصحية؛ مثل ضربات الشمس وحالات الجفاف. وباتت تأثيرات تغير المناخ أكثر وضوحا في المكسيك، سنة بعد أخرى، وخاصة الارتفاع القياسي لدرجات الحرارة وتوالي سنوات الجفاف وقلة التساقطات المطرية.وتتوقع السلطات المكسيكية تسجيل خمس موجات حر حتى شهر يوليوز المقبل. ويبدأ الفصل المعتدل في شهر يونيو.
دولي

الإكوادور تعلن حالة الطوارئ بسبب أزمة الطاقة
أعلنت الإكوادور حالة الطوارئ في البلاد لمدة شهرين بسبب أزمة في مجال الطاقة أدت إلى ترشيد استهلاك الكهرباء في البلد الواقع بأمريكا الجنوبية. وتم إعلان حالة الطوارئ بأمر من الرئيس دانييل نوبوا، الجمعة، بذريعة هجمات على محطات طاقة ومنشآت بنية تحتية حيوية. وجاء في المرسوم "يتم إعلان حالة الطوارئ بسبب الاضطرابات الداخلية الجدية والوضع الاجتماعي المتدهور في عموم البلاد، الناجم عن الوضع الاستثنائي لقطاع الكهرباء، وذلك لضمان استمرارية تقديم خدمات الكهرباء للسكان". ومنح المرسوم الرئاسي الجيش والشرطة صلاحيات واسعة لمنع الأعمال التخريبية التي تستهدف محطات الطاقة. وبجانب الهجمات على محطات توليد الكهرباء، توقفت كولومبيا عن تصدير الكهرباء إلى الإكوادور، ما أدى إلى زيادة فترات انقطاع التيار الكهربائي اليومية في البلاد لتصل إلى 8 ساعات. كما أن الجفاف الذي شهدته الإكوادور هذا العام أدى إلى تفاقم أزمة الطاقة، حيث يتم قطع الكهرباء بمعدل من 2 إلى 5 ساعات كل يوم. وكانت شركات الطاقة في الإكوادور المعلومات أعلنت الساعات التي سيتم فيها قطع الكهرباء في العديد من المدن، بما في ذلك العاصمة كيتو. وفي 17 أبريل قالت وزارة الطاقة إن أسبابا مثل ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض تدفقات المياه والجفاف أثرت على نظام الطاقة في البلاد. المصدر: وكالة الأناضول.
دولي

بلينكن يعلن اتخاذ قرارات ضد إسرائيل
قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إنه اتخذ قرارات بشأن انتهاكات إسرائيل وفق القوانين (قانون ليهي) التي تحظر تقديم المساعدة العسكرية لمن يرتكب انتهاكات لحقوق الإنسان. وردا على سؤال في مؤتمر صحفي بإيطاليا حول التقارير التي تفيد بأن وزارة الخارجية أوصت بقطع المساعدات العسكرية عن بعض وحدات قوات الأمن الإسرائيلية بسبب انتهاكات محتملة لحقوق الإنسان في الضفة الغربية، لم يؤكد بلينكن التقارير بشكل مباشر لكنه وعد بكشف النتائج قريبا جدا. وقال بلينكن: "أعتقد أنك تشير إلى ما يسمى بقانون ليهي وعملنا بموجبه.. إنه قانون مهم للغاية، نطبقه في جميع المجالات، وعندما نجري هذه التحقيقات، فإنها تستغرق وقتا، كما يجب أن يكون ذلك بحذر شديد، في جمع الحقائق وتحليلها". وأضاف بلينكن: "هذا بالضبط ما فعلناه، وأعتقد أنه من الإنصاف أن نقول إنكم سترون النتائج قريبا جدا، لقد اتخذت قرارات.. يمكنكم أن تتوقعوا رؤيتها في الأيام المقبلة". وتقدم واشنطن مساعدات عسكرية سنوية بقيمة 3.8 مليار دولار لإسرائيل، ما واجه انتقادات واسعة لدعم إدارة بايدن الثابت لإسرائيل. وتحظر قوانين ليهي، التي صاغها السناتور باتريك ليهي في أواخر التسعينيات، تقديم المساعدة العسكرية للأفراد أو وحدات قوات الأمن التي ترتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان دون تقديمها إلى العدالة. هذا وتحدثت جماعات حقوقية عن العديد من الحوادث التي ألحقت أضرارا بالمدنيين خلال العملية العسكرية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في غزة، كما دقت ناقوس الخطر بشأن تصاعد العنف في الضفة الغربية. المصدر: RT + وكالة "رويترز"
دولي

تونس.. إصابة تلميذين بآلة حادة في حافلة مدرسية بالقصرين
تعرض تلميذان (16 و17 سنة) يوم الجمعة إلى إصابات بآلة حادة مما تطلب نقلهما للعلاج في القصرين وسط غربي تونس. وصرح المدير الجهوي للصحة بالقصرين عبد الغني الشعباني، بأن إصابة أحد التلميذين كانت على مستوى اليد فيما تعرض الثاني لإصابة على مستوى أسفل الصدر. وأكد عبد الغني الشعباني أن حالتهما الصحية لا تتسم بالخطورة. وذكرت إذاعة "موزاييك" نقلا عن مصادر أخرى أن مناوشة نشبت بين مجموعة من التلاميذ داخل حافلة نقل مدرسي في المنطقة الرابطة بين منطقتي "القصرين المدينة" و"خمودة" من ولاية القصرين، استعمل خلالها أحد التلاميذ آلة حادة مما أدى إلى إصابة تلميذين. المصدر: "موزاييك"
دولي

تأهب بعد سلسلة هزات متفاوتة القوة بتركيا
أعلنت السلطات التركية أن سلسلة من الهزات المتفاوتة القوة، بلغت شدة الأقوى بينها 5.6 درجات، قد ضربت وسط تركيا، الخميس، من دون أن تسفر عن ضحايا، لكنها وضعت المنطقة في حال تأهب. وشعر السكان بثلاث هزات على الأقل في وقت متأخر من النهار وفي وقت باكر من المساء في منطقة توكات بين شواطئ البحر الأسود وشمال الأناضول، بلغت قوة إحداها 5.6 درجات وأدت إلى إصابة شخص وتسببت في أضرار مادية، وفق ما أعلن وزير الصحة فخر الدين قوجه. وقال الوزير عبر منصة إكس إن "سيارات تدخل وإسعاف أرسِلت إلى الموقع". وتحدثت وكالة الأنباء المحلية "إيه إتش آي" عن وجود 5 مصابين بين السكان الذين أصيبوا بالذعر أثناء محاولتهم الفرار من منازلهم. وقال وزير الداخلية علي يرلي قايا إنه "يُتابع الوضع"، بينما توجّه إلى المكان حاكم توكات، حيث يقع مركز الزلزال، ووفد من وكالة الإغاثة الحكومية التركية "آفاد". ووفقا لآفاد، يقع مركز الزلزال على عمق 5,25 كلم تحت الأرض. كانت مناطق واسعة في جنوب شرق تركيا وشمال سوريا المجاورة قد استفاقت فجر السادس من فبراير 2023 على وقع زلزال مدمّر أودى بحياة نحو 60 ألف شخص في البلدين.
دولي

الاتحاد العربي للثقافة الرياضية يكرم البطل العالمي سفيان البقالي
يعتزم الاتحاد العربي للثقافة الرياضية تكريم بعض رموز كرة القدم وبعض الرياضات الأخرى والإعلام العربي في عام 2023، في حفل كبير سيقام غدا السبت. وأفاد الاتحاد العربي للثقافة الرياضية، بأنه سيقيم احتقالية كبري مساء السبت تحت رعاية رئيس الوزراء المصرى الدكتور مصطفي مدبولي، ويسبقها مؤتمر دولي للثقافة الرياضية يترأسه الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة المصري ورئيس المكتب التنفيذى لمجلس وزراء الشباب والرياضة. وحسب بيان صادر عن الاتحاد فهذه الاحتفالية سيعرف كذلك حضور الفريق جبريل الرجوب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة بدولة فلسطين، والدكتور جورج كلاس وزير الشباب والرياضة بلبنان، والسفيرة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، وفيصل غسال مدير إدارة الرياضة بجامعة الدول العربية والدانماركي ومجاهر كريكبي رئيس الاتحاد الدولي للثقافة الرياضية، وأعضاء الاتحادين العربي والأفريقي. وقد تقرر تكريم سفيان البقالي أحد أبرز العدائين العرب عبر التاريخ، وصاحب ذهبية 3000 متر موانع في بطولة العالم، ومحمود الخطيب رئيس مجلس إدارة الأهلي المصري عن إنجازات ناديه في العام المنقضي، والأمير فهد بن جلوي نائب رئيس اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية ورئيس اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الرياضية السعودية « أكبر دورة رياضية »، والدكتور كمال درويش رئيس اللجنة الاستشارية العليا لوزير الشباب والرياضة المصري. كما تضم قائمة المكرمين كذلك أصحاب الأيادي البيضاء علي الرياضة العربية، محمد يوسف المانع نائب رئيس مجلس الشورى القطري النائب الأول لرئيس اللجنة الأولمبية القطرية ونائب رئيس الاتحاد الدولي لرفع الأثقال ورئيس الاتحاد القطري والعربي والآسيوي لرفع الأثقال . وسيجري كذلك تكريم نخبة من أبطال العرب أصحاب الإنجازات العالمية والأولمبية المثاليين من بينهم البطلة غادة شعاع لاعبة القرن في سوريا وصاحبة الإنجازات المتميزة عبر مشوارها الرياضي.
دولي

مهاجم بحزام ناسف يدخل قنصلية إيران في باريس
فرض طوق أمني حول قنصلية إيران الجمعة في باريس بينما يبدو تدخل الشرطة وشيكا بعدما "رأى شاهدٌ رجلا يدخل إليها حاملا قنبلة يدوية أو سترة ناسفة"، كما أعلنت الشرطة الجمعة. وقال المصدر نفسه إن قائد الشرطة لوران نونيز حشد "كتيبة البحث والتدخل" (بي ار اي) وهي قوة خاصة تابعة للشرطة، موضحا أن القنصلية تقدمت "بطلب للتدخل".
دولي

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

السبت 20 أبريل 2024
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة