خلافات مخفية بين السعودية والإمارات تشكل تهديداً لتحالف طويل الأمد – Kech24: Morocco News – كِشـ24 : جريدة إلكترونية مغربية
الجمعة 11 أبريل 2025, 03:29

دولي

خلافات مخفية بين السعودية والإمارات تشكل تهديداً لتحالف طويل الأمد


كشـ24 نشر في: 30 ديسمبر 2017

في الخامس من ديسمبر 2017 أعلنت وزارة الخارجية الاماراتية عن تشكيل تحالف سياسي وعسكري جديد بين دولتي الإمارات والسعودية.  ويسمح هذا التحالف لكلا البلدين بالتعاون على المستوى الثنائي بشأن احتواء نفوذ إيران في الشرق الأوسط، وتطوير مبادرات اقتصادية مشتركة مفيدة للرياض و وأبوظبي.  وازداد زخم العلاقات بين البلدين في أعقاب الأزمة الخليجية، واتخاذ كل من الرياض، وأبو ظبي، والمنامة، خطوات تصعيدية ضد الدوحة، حيث فرضوا حصاراً عليها وقطعوا علاقاتهم الدبلوماسية معها في يونيو2017.  صامويل راماني وهو باحث في العلاقات الدولية بجامعة أكسفورد البريطانية، يشير في مقال تحليلي إلى أنه رغم ما تشير العلاقات بين الإمارات والسعودية إلى درجة تقدمها، إلا أنه رأى أن تحالف البلدين قائم على المصلحة ويفتقر إلى أسس أيديولوجية راسخة.  ويقول راماني إنه على الرغم من أن المسؤولين السعوديين والإمارتيين يعربون دائماً عن التزامهم بالحفاظ على تماسك مجلس التعاون لدول الخليج العربية، فإن أزمة قطر الراهنة دفعت محللين عرباً كثيرين إلى التكهن بأن التحالف السعودي- الإماراتي الجديد سيحل، في نهاية المطاف، محل مجلس التعاون، من حيث الأهمية الاستراتيجية.  وبلغت هذه التكهنات ذروتها عقب قمة قادة دول مجلس التعاون الأخيرة (5 و6 ديسمبر/كانون الأول الجاري)، ورفض العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، السفر إلى الكويت  (التي استضافت القمة)، للقاء أمير قطر ، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.  "قطر.. خصم عنيد"  وعلى الرغم من أن التوترات بين دول مجلس التعاون (السعودية، الإمارات، البحرين ، الكويت ، سلطنةعمان  وقطر) وصلت أعلى مستوياتها منذ تأسيس المجلس عام 1981، إلا أنه ليس مرجحاً أن يحلّ التحالف الإماراتي- السعودي محلّ المجلس بشكل دائم، لو أمعنّا النظر في الديناميات الجيوسياسية في الخليج، وفقاً ل راماني.  ويشير الكاتب - الذي يكتب بشكل منتظم لصحف "واشنطن  بوست"، و"ذا ديبلومات، و"هاف بوست" - إلى أن احتمالات تماسك دول مجلس التعاون الخليجي على المدى الطويل تعززها عدم رغبة السعودية في جعل قطر خصماً طويل الأمد، إلى جانب التوترات المخفية بين الرياض  وأبو ظبي، والتي يمكن أن تضعف تحالفهما العسكري.  واعتبر أنه حتى في ظل الخطاب الحادّ المناهض لقطر  من جانب الرياض ، ودعوة البحرين  إلى طردالدوحة  من مجلس التعاون، إلا أن انفصال قطر الدائم عن دول مجلس التعاون سيشكل تحدياً خطيراً لمصالح الرياض الاستراتيجية.  ويعود ذلك إلى أن موارد قطر  المالية الواسعة وروابطها مع الجماعات الإسلامية في العالم العربي تجعلها خصماً عنيداً لا يقوى أمامه التحالف السعودي- الإماراتي ، فضلاً عن أن شن حرب بالوكالة على جبهتين، يمكن أن يؤثر على ما تعتبره السعودية كفاحاً وجودياً ضد إيران ، ويسهل وضع ميثاق أمنيقطري -إيراني  ضد السعودية، بحسب المحلل راماني.  استراتيجية فاشلة  وتقوض تلك المخاطر نظرية أن جهود الرياض  لعزل قطر  اقتصادياً ودبلوماسياً تهدف إلى "هزيمة"الدوحة.  وبدلاً من ذلك، كان استخدام السعودية ل"الدبلوماسية القسرية" ضد الدوحة  مقامرة لإقناع قطر بالاعتراف بهيمنة السعودية على دول مجلس التعاون، و"وقف تمويل الجماعات الإسلامية، التي تهدد المصالح السعودية في الشرق الأوسط"، الأمر الذي تنفيه قطر.  وأشار المحلل إلى أن التحالف السعودي- الإماراتي  الجديد يأتي في سياق آخر محاولة في استراتيجية فاشلة لعزل قطر  عن الشؤون الإقليمية.  ورأى راماني أن تصريح أمير قطر  تميم بأن بلاده ازدهرت رغم تعليق علاقاتها مع دول الحصار، وأن توسع تجارة قطر  مع روسيا  والصين وباكستان وتحاشي الركود الاقتصادي منذ انقطاع العلاقات، يدل على قدرة الدوحة  على الصمود كقوة إقليمية.  وأضاف أن المسؤولين السعوديين لم يتنبأوا بمدى ثبات قطر  في مواجهة الشدائد، ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى إعادة تقييم استراتيجية الرياض تجاه الدوحة.  هل هناك فرصة للتطبيع؟  يقول راماني إن المسؤولين السعوديين والإماراتيين  لا يريدون من قطر أن تعيد ترتيب أوراق سياستها الخارجية بشكل دائم بعيداً عن دول مجلس التعاون، ولذلك فإن التحالف السعودي- الإماراتي  الجديد يمكن أن يندمج في نهاية المطاف في إطار دول مجلس التعاون.  وفي حال وجود نية لتحقيق الوحدة في الخليج، فيمكن أن تسعى الرياض وأبو ظبي وراء مشاركة قطر  في مشاريع تتم مناقشتها في إطار الشراكة الاقتصادية والأمنية الثنائية الجديدة.  ومن المحتمل حدوث تطبيع في العلاقات بين التحالف السعودي- الإماراتي وقطر  حالما تتجه صراعات سوريا  واليمن نحو تسوية سلمية، كما أن جبهة مجلس التعاون الخليجي ستعزز بشكل كبير الموقف التفاوضي لدول الخليج العربية تجاه إيران.  ويمكن أن تستمر الخلافات السياسية الرئيسية بين قطر  والحلف السعودي- الإماراتي  في الظهور، حيث ستستمر ذكريات سلبية للأزمة الحالية لسنوات قادمة، و"مع ذلك، فإن نهاية أزمة قطر  من المرجح أن تشبه تطبيع السعودية وقطر  عام 2015، بحسب راماني.  تباين سعودي إماراتي  ويشير المحلل إلى قضايا رئيسية تتباين فيها سياسات كل من السعودية والإمارات ، بشكل قد يلقي بظلاله على التحالف الثنائي بينهما.  وتتركز الخلافات بشكل واضح في رؤى البلدين بشأن النظام الإقليمي للشرق الأوسط، وإلى حد كبير تتسم رؤية السعودية بأبعاد مذهبية، حيث ترى الرياض  أن إيران هي التهديد الرئيسي للاستقرار الإقليمي، وترى الجهات الفاعلة الشيعية الموالية لإيران  كقوى معادية، أما الإمارات فترفض النهج المذهبي المتشدد للسعودية.  وتحت قيادة ولي عهد أبوظبي ، محمد بن زايد، دعمت الإمارات  بحزم القوى العلمانية في الشرق الأوسط، واعتبرت الجماعات الإسلامية السنية أكثر تهديداً للاستقرار الإقليمي من إيران.  هادي وصالح  وكشف التضارب في الرؤى الاستراتيجية بين السعودية والإمارات  عن نفسه في كلا البلدين باتجاه الاستجابة لأزمتي اليمن وسوريا.  ففي اليمن، ركزت الحملة العسكرية السعودية، في المقام الأول، على مواجهة التهديد الذي يشكله الحوثيون (الموالون لإيران) على حدودها، كما يواصل الجيش السعودي دعمه للرئيس السني (اليمني)، عبد ربه منصور هادي، لتوطيد سلطته.  ولتعزيز موقف هادي انحازت السعودية إلى فرع "الإخوان المسلمين" اليمني، وهو (حزب) "التجمع اليمني للإصلاح"، وواجهت محاولات الإمارات  رسم منطقة نفوذ جنوبي اليمن.  ومنذ اندلاع الحرب بين المتمردين الحوثيين اليمنيين وتحالف دول مجلس التعاون الخليجي، في مارس/آذار 2015، ركزت الإمارات  على استعادة الحكم الاستبدادي العلماني في اليمن.  وخلافاً للسعودية، فإن أبوظبي  لا يهمّها الانتماء الطائفي للزعيم الجديد في اليمن، حيث أن الدعم العسكري من الإمارات  للرئيس اليمني الراحل، علي عبد الله صالح، والرغبة في استخدام القوة ضد عناصر "الإصلاح" الموالية للسعودية، يؤكد شقة الخلاف في الأهداف الاستراتيجية في اليمن بين الرياض  وأبو ظبي.  نظام الأسد  لكن التناقض - بحسب راماني - بين الأهداف السعودية والإماراتية في سوريا  أقل وضوحاً منها في اليمن، ومع ذلك، تبنت الدولتان مواقف مختلفة حول ما ينبغي أن تبدو عليه التسوية السلمية السورية.  ورغم النجاحات العسكرية التي حققها نظام بشار الأسد الأسد منذ عام 2015، ظلت السعودية ملجأ للجماعات السنية، التي ترفض حلولاً دبلوماسية مع الأسد.  ومع أن الإمارات  قدمت دعماً مالياً لفصائل في المعارضة السورية، فقد فتحت أبو ظبي قنوات اتصال مع مسؤولين من نظام الأسد، في 2012، وتعاونت مع روسيا على حل النزاع السوري.  وتتضارب هذه السياسات مع الأهداف السعودية، وتسلط الضوء على الهوة في وجهات النظر بين قادة البلدين.  تحالف مصلحة  ويعتقد راماني أنه رغم احتمال زوال التضارب في الرؤى بين الرياض وأبوظبي  على المدى القصير، لكون البلدين لديهما أهداف مشتركة كافية للبقاء حلفاء، إلا أن الخلافات الكامنة بينهما يمكن أن تشكل تهديداً طويل الأمد لتحالف الرياض - أبوظبي.  ويضيف راماني أن استمرار الخلافات في العلاقات الثنائية بين السعودية والإمارات  إلى أن انحياز البلدين ضد قطر  هو تحالف مصلحة يفتقر إلى أسس أيديولوجية راسخة.  وفيما تسود توترات، فإن التعاون المستهدف على صعيد أهداف محددة، مثل عملية مكافحة الإرهاب المشتركة في منطقة الساحل الإفريقي، بتكلفة 130 مليون دولار، وجهود تسهيل المعاملات المصرفية العابرة للحدود، ربما يستمر في المستقبل المنظور، لكن مجالات التعاون تلك محدودة النطاق نسبياً، وليست كافية لتوطيد التحالف السعودي- الإماراتي  بشكل يكفي لجعله بديلاً عن مجلس التعاون الخليجي.  وبغض النظر عن أن الالتزام الرسمي في هذا التحالف يفيد تطلعات البلدين للحفاظ على الاستقرار في الخليج، إلا أن الصمود طويل الأمد لهذا الانحياز وقدرته على الاستمرار بشكل مستقل عن مجلس التعاون الخليجي غير واضح المعالم، وفقاً ل راماني.  ويختم الكاتب مقاله في الإشارة إلى أنه في حين أن التحالف السعودي- الإماراتي  من المرجح أن يقوى بشكل مستمر طالما ظلت علاقات البلدين متوترة مع قطر ، فإنه يمكن للتوترات الكامنة بينهما، وتصاعد لهجة العداء بين الرياض  وطهران، أن تمنح قُبلة الحياة مجدداً إلى مجلس التعاون الخليجي، في الأشهر المقبلة، كمنظمة أمنية جماعية.

في الخامس من ديسمبر 2017 أعلنت وزارة الخارجية الاماراتية عن تشكيل تحالف سياسي وعسكري جديد بين دولتي الإمارات والسعودية.  ويسمح هذا التحالف لكلا البلدين بالتعاون على المستوى الثنائي بشأن احتواء نفوذ إيران في الشرق الأوسط، وتطوير مبادرات اقتصادية مشتركة مفيدة للرياض و وأبوظبي.  وازداد زخم العلاقات بين البلدين في أعقاب الأزمة الخليجية، واتخاذ كل من الرياض، وأبو ظبي، والمنامة، خطوات تصعيدية ضد الدوحة، حيث فرضوا حصاراً عليها وقطعوا علاقاتهم الدبلوماسية معها في يونيو2017.  صامويل راماني وهو باحث في العلاقات الدولية بجامعة أكسفورد البريطانية، يشير في مقال تحليلي إلى أنه رغم ما تشير العلاقات بين الإمارات والسعودية إلى درجة تقدمها، إلا أنه رأى أن تحالف البلدين قائم على المصلحة ويفتقر إلى أسس أيديولوجية راسخة.  ويقول راماني إنه على الرغم من أن المسؤولين السعوديين والإمارتيين يعربون دائماً عن التزامهم بالحفاظ على تماسك مجلس التعاون لدول الخليج العربية، فإن أزمة قطر الراهنة دفعت محللين عرباً كثيرين إلى التكهن بأن التحالف السعودي- الإماراتي الجديد سيحل، في نهاية المطاف، محل مجلس التعاون، من حيث الأهمية الاستراتيجية.  وبلغت هذه التكهنات ذروتها عقب قمة قادة دول مجلس التعاون الأخيرة (5 و6 ديسمبر/كانون الأول الجاري)، ورفض العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، السفر إلى الكويت  (التي استضافت القمة)، للقاء أمير قطر ، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.  "قطر.. خصم عنيد"  وعلى الرغم من أن التوترات بين دول مجلس التعاون (السعودية، الإمارات، البحرين ، الكويت ، سلطنةعمان  وقطر) وصلت أعلى مستوياتها منذ تأسيس المجلس عام 1981، إلا أنه ليس مرجحاً أن يحلّ التحالف الإماراتي- السعودي محلّ المجلس بشكل دائم، لو أمعنّا النظر في الديناميات الجيوسياسية في الخليج، وفقاً ل راماني.  ويشير الكاتب - الذي يكتب بشكل منتظم لصحف "واشنطن  بوست"، و"ذا ديبلومات، و"هاف بوست" - إلى أن احتمالات تماسك دول مجلس التعاون الخليجي على المدى الطويل تعززها عدم رغبة السعودية في جعل قطر خصماً طويل الأمد، إلى جانب التوترات المخفية بين الرياض  وأبو ظبي، والتي يمكن أن تضعف تحالفهما العسكري.  واعتبر أنه حتى في ظل الخطاب الحادّ المناهض لقطر  من جانب الرياض ، ودعوة البحرين  إلى طردالدوحة  من مجلس التعاون، إلا أن انفصال قطر الدائم عن دول مجلس التعاون سيشكل تحدياً خطيراً لمصالح الرياض الاستراتيجية.  ويعود ذلك إلى أن موارد قطر  المالية الواسعة وروابطها مع الجماعات الإسلامية في العالم العربي تجعلها خصماً عنيداً لا يقوى أمامه التحالف السعودي- الإماراتي ، فضلاً عن أن شن حرب بالوكالة على جبهتين، يمكن أن يؤثر على ما تعتبره السعودية كفاحاً وجودياً ضد إيران ، ويسهل وضع ميثاق أمنيقطري -إيراني  ضد السعودية، بحسب المحلل راماني.  استراتيجية فاشلة  وتقوض تلك المخاطر نظرية أن جهود الرياض  لعزل قطر  اقتصادياً ودبلوماسياً تهدف إلى "هزيمة"الدوحة.  وبدلاً من ذلك، كان استخدام السعودية ل"الدبلوماسية القسرية" ضد الدوحة  مقامرة لإقناع قطر بالاعتراف بهيمنة السعودية على دول مجلس التعاون، و"وقف تمويل الجماعات الإسلامية، التي تهدد المصالح السعودية في الشرق الأوسط"، الأمر الذي تنفيه قطر.  وأشار المحلل إلى أن التحالف السعودي- الإماراتي  الجديد يأتي في سياق آخر محاولة في استراتيجية فاشلة لعزل قطر  عن الشؤون الإقليمية.  ورأى راماني أن تصريح أمير قطر  تميم بأن بلاده ازدهرت رغم تعليق علاقاتها مع دول الحصار، وأن توسع تجارة قطر  مع روسيا  والصين وباكستان وتحاشي الركود الاقتصادي منذ انقطاع العلاقات، يدل على قدرة الدوحة  على الصمود كقوة إقليمية.  وأضاف أن المسؤولين السعوديين لم يتنبأوا بمدى ثبات قطر  في مواجهة الشدائد، ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى إعادة تقييم استراتيجية الرياض تجاه الدوحة.  هل هناك فرصة للتطبيع؟  يقول راماني إن المسؤولين السعوديين والإماراتيين  لا يريدون من قطر أن تعيد ترتيب أوراق سياستها الخارجية بشكل دائم بعيداً عن دول مجلس التعاون، ولذلك فإن التحالف السعودي- الإماراتي  الجديد يمكن أن يندمج في نهاية المطاف في إطار دول مجلس التعاون.  وفي حال وجود نية لتحقيق الوحدة في الخليج، فيمكن أن تسعى الرياض وأبو ظبي وراء مشاركة قطر  في مشاريع تتم مناقشتها في إطار الشراكة الاقتصادية والأمنية الثنائية الجديدة.  ومن المحتمل حدوث تطبيع في العلاقات بين التحالف السعودي- الإماراتي وقطر  حالما تتجه صراعات سوريا  واليمن نحو تسوية سلمية، كما أن جبهة مجلس التعاون الخليجي ستعزز بشكل كبير الموقف التفاوضي لدول الخليج العربية تجاه إيران.  ويمكن أن تستمر الخلافات السياسية الرئيسية بين قطر  والحلف السعودي- الإماراتي  في الظهور، حيث ستستمر ذكريات سلبية للأزمة الحالية لسنوات قادمة، و"مع ذلك، فإن نهاية أزمة قطر  من المرجح أن تشبه تطبيع السعودية وقطر  عام 2015، بحسب راماني.  تباين سعودي إماراتي  ويشير المحلل إلى قضايا رئيسية تتباين فيها سياسات كل من السعودية والإمارات ، بشكل قد يلقي بظلاله على التحالف الثنائي بينهما.  وتتركز الخلافات بشكل واضح في رؤى البلدين بشأن النظام الإقليمي للشرق الأوسط، وإلى حد كبير تتسم رؤية السعودية بأبعاد مذهبية، حيث ترى الرياض  أن إيران هي التهديد الرئيسي للاستقرار الإقليمي، وترى الجهات الفاعلة الشيعية الموالية لإيران  كقوى معادية، أما الإمارات فترفض النهج المذهبي المتشدد للسعودية.  وتحت قيادة ولي عهد أبوظبي ، محمد بن زايد، دعمت الإمارات  بحزم القوى العلمانية في الشرق الأوسط، واعتبرت الجماعات الإسلامية السنية أكثر تهديداً للاستقرار الإقليمي من إيران.  هادي وصالح  وكشف التضارب في الرؤى الاستراتيجية بين السعودية والإمارات  عن نفسه في كلا البلدين باتجاه الاستجابة لأزمتي اليمن وسوريا.  ففي اليمن، ركزت الحملة العسكرية السعودية، في المقام الأول، على مواجهة التهديد الذي يشكله الحوثيون (الموالون لإيران) على حدودها، كما يواصل الجيش السعودي دعمه للرئيس السني (اليمني)، عبد ربه منصور هادي، لتوطيد سلطته.  ولتعزيز موقف هادي انحازت السعودية إلى فرع "الإخوان المسلمين" اليمني، وهو (حزب) "التجمع اليمني للإصلاح"، وواجهت محاولات الإمارات  رسم منطقة نفوذ جنوبي اليمن.  ومنذ اندلاع الحرب بين المتمردين الحوثيين اليمنيين وتحالف دول مجلس التعاون الخليجي، في مارس/آذار 2015، ركزت الإمارات  على استعادة الحكم الاستبدادي العلماني في اليمن.  وخلافاً للسعودية، فإن أبوظبي  لا يهمّها الانتماء الطائفي للزعيم الجديد في اليمن، حيث أن الدعم العسكري من الإمارات  للرئيس اليمني الراحل، علي عبد الله صالح، والرغبة في استخدام القوة ضد عناصر "الإصلاح" الموالية للسعودية، يؤكد شقة الخلاف في الأهداف الاستراتيجية في اليمن بين الرياض  وأبو ظبي.  نظام الأسد  لكن التناقض - بحسب راماني - بين الأهداف السعودية والإماراتية في سوريا  أقل وضوحاً منها في اليمن، ومع ذلك، تبنت الدولتان مواقف مختلفة حول ما ينبغي أن تبدو عليه التسوية السلمية السورية.  ورغم النجاحات العسكرية التي حققها نظام بشار الأسد الأسد منذ عام 2015، ظلت السعودية ملجأ للجماعات السنية، التي ترفض حلولاً دبلوماسية مع الأسد.  ومع أن الإمارات  قدمت دعماً مالياً لفصائل في المعارضة السورية، فقد فتحت أبو ظبي قنوات اتصال مع مسؤولين من نظام الأسد، في 2012، وتعاونت مع روسيا على حل النزاع السوري.  وتتضارب هذه السياسات مع الأهداف السعودية، وتسلط الضوء على الهوة في وجهات النظر بين قادة البلدين.  تحالف مصلحة  ويعتقد راماني أنه رغم احتمال زوال التضارب في الرؤى بين الرياض وأبوظبي  على المدى القصير، لكون البلدين لديهما أهداف مشتركة كافية للبقاء حلفاء، إلا أن الخلافات الكامنة بينهما يمكن أن تشكل تهديداً طويل الأمد لتحالف الرياض - أبوظبي.  ويضيف راماني أن استمرار الخلافات في العلاقات الثنائية بين السعودية والإمارات  إلى أن انحياز البلدين ضد قطر  هو تحالف مصلحة يفتقر إلى أسس أيديولوجية راسخة.  وفيما تسود توترات، فإن التعاون المستهدف على صعيد أهداف محددة، مثل عملية مكافحة الإرهاب المشتركة في منطقة الساحل الإفريقي، بتكلفة 130 مليون دولار، وجهود تسهيل المعاملات المصرفية العابرة للحدود، ربما يستمر في المستقبل المنظور، لكن مجالات التعاون تلك محدودة النطاق نسبياً، وليست كافية لتوطيد التحالف السعودي- الإماراتي  بشكل يكفي لجعله بديلاً عن مجلس التعاون الخليجي.  وبغض النظر عن أن الالتزام الرسمي في هذا التحالف يفيد تطلعات البلدين للحفاظ على الاستقرار في الخليج، إلا أن الصمود طويل الأمد لهذا الانحياز وقدرته على الاستمرار بشكل مستقل عن مجلس التعاون الخليجي غير واضح المعالم، وفقاً ل راماني.  ويختم الكاتب مقاله في الإشارة إلى أنه في حين أن التحالف السعودي- الإماراتي  من المرجح أن يقوى بشكل مستمر طالما ظلت علاقات البلدين متوترة مع قطر ، فإنه يمكن للتوترات الكامنة بينهما، وتصاعد لهجة العداء بين الرياض  وطهران، أن تمنح قُبلة الحياة مجدداً إلى مجلس التعاون الخليجي، في الأشهر المقبلة، كمنظمة أمنية جماعية.


ملصقات


اقرأ أيضاً
الإمارات تستضيف عملية تبادل سجناء بين أمريكا وروسيا
أعلنت وزارة الخارجية في دولة الإمارات عن نجاح عملية تبادل سجناء بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، تم خلالها تبادل مواطن روسي ومواطن أمريكي، بحضور ممثلين عن الجهات المعنية من كلا البلدين. وقالت الوزارة إن اختيار أبوظبي لإجراء عملية التبادل من قبل البلدين يعكس علاقات الصداقة الوثيقة التي تربطهما بدولة الإمارات، لافتة إلى تطلعها إلى أن تُسهم هذه الجهود في دعم مساعي خفض التوتر وتعزيز الحوار والتفاهم بما يحقق الأمن والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي.
دولي

توقيف صحافييَن استقصائييَن في تركيا
وقف صحافيان استقصائيان تركيان اليوم الخميس في إطار تحقيق في بيع محطة تلفزيونية، حسبما أعلن مكتب المدعي العام في اسطنبول، ما أثار استنكار الصحيفتين اللتين يعملان لحسابهما. وتم تفتيش منزلي تيمور سويكان ومراد أغيريل وأوقفا بتهمة "التهديد" و"الابتزاز" في إطار التحقيق في بيع قناة "فلاش هابر" التلفزيونية. و"يجري التحقيق حاليا مع إجراءات التوقيف والتفتيش والمصادرة ضد المشتبه بهما" بحسب بيان مكتب المدعي العام. ويعمل الصحافيان في صحيفتي "بيرغون" و"جمهورييت" المعارضتين. ودانت الصحيفتان اعتقالهما معتبرتين أنهما احتُجزا بسبب تحقيقهما في اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو. ويُعد إمام أوغلو المنافس الرئيسي للرئيس رجب طيب إردوغان. وقال رئيس مجلس إدارة "بيرغون" إبراهيم أيدين إن السلطات تحاول إسكات الصحافة. وكتب على منصة إكس أن "هدف الحكومة ليس الجريمة والمجرمين، بل الصحافيون الحقيقيون الذين يكافحون لنقل الحقيقة". ويُعد سويكان وأغيريل من أشهر الصحافيين الاستقصائيين في تركيا. وبحسب منظمة "مراسلون بلا حدود" المعنية بحقوق الإعلام، فقد تحدثا مؤخرا في مقطع فيديو على يوتيوب عن وجود مخالفات في التحقيق مع إمام أوغلو وعدد من رؤساء البلديات الآخرين المنتمين الى حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة. وأثار اعتقال إمام أوغلو في 19 مارس أكبر موجة احتجاجات في تركيا منذ أكثر من عقد. واعتُقل في المجمل 13 صحافيا تركيا على الأقل منذ بدء الاحتجاجات. ومن المقرر أن يمثل العديد منهم، من بينهم مصور وكالة فرانس برس الذي احتجز لعدة أيام أواخر مارس، أمام المحكمة في 18 أبريل. ويتهم الصحافيون بالمشاركة في تجمعات غير قانونية يقولون إنهم كانوا يغطونها في إطار عملهم الصحافي. كما اعتقل صحافي سويدي واحتجز في أواخر مارس في اسطنبول، واتهم بـ"الإرهاب" و"إهانة" إردوغان.  
دولي

معتمرون ليبيون عالقون في جدّة يناشدون سلطات بلادهم تأمين عودتهم
أطلق عدد من المعتمرين الليبيين العالقين في مدينة جدة السعودية نداء استغاثة عاجلا إلى السلطات الليبية، بعد تأخر رحلات عودتهم إلى البلاد من قبل شركة "طيران أويا". ووصف المعتمرون الأمر بـ"الإهمال وسوء التنسيق" من قبل الشركة، مؤكدين في تصريحات متفرقة أن أوضاعهم في المطار تزداد سوءا يوما بعد آخر، إذ يفتقرون إلى أبسط الخدمات الأساسية، كأماكن الراحة والمياه والطعام، وسط غياب تام لممثلي شركة الطيران، لتقديم الدعم أو التوضيحات بشأن مصير رحلاتهم المؤجلة. وأشار بعض العالقين إلى أن التأخير لم يقتصر على ساعات فحسب، بل امتد في بعض الحالات إلى عدة أيام، ما فاقم من معاناتهم، خاصة مع وجود كبار في سن ومرضى بين المعتمرين. كما أعربوا عن استيائهم من غياب أي خطة واضحة من قبل الشركة لتسيير الرحلات أو حتى التواصل مع الركاب. وفي خضم هذه المعاناة، ناشد المعتمرون السلطات الليبية، وفي مقدمتها وزارة المواصلات والهيئة العامة للطيران المدني الليبية، بضرورة التدخل السريع والفعال لوضع حد لهذه الأزمة، وتأمين عودتهم الآمنة والسريعة إلى أرض الوطن، محملين شركة "أويا" كامل المسؤولية عن ما وصفوه بـ"الإهانة وسوء المعاملة". كما طالب العالقون بفتح تحقيق عاجل في حيثيات ما جرى، والعمل على عدم تكرار هذه الحوادث مستقبلا، مؤكدين أن رحلات العمرة يجب أن تدار بمستوى عال من المسؤولية والاحترام لضيوف بيت الله.
دولي

ترامب يعلن إيقاف خطته للرسوم الجمركية لمدة 90 يوما
مع تسارع التداعيات "الوخيمة" لاستراتيجيته الاقتصادية، تراجع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطته الشاملة للرسوم الجمركية، بإعلانه عن إيقافها لمدة 3 أشهر. وفي تقرير نشرته شبكة "سي إن إن"، قالت إنه بعد أسبوع من قيادة ترامب المتقلبة لحرب التعريفات الجمركية لقد تعلمت أميركا والعالم الدرس الأشد رعبا بشأن ولاية دونالد ترامب الثانية، مضيفة: "هذه المرة، كان انهيارا اقتصاديا مُفتعلا ذاتيا، وفي المرة القادمة، قد يكون أزمة أمن قومي". وكعادته، كفّر ترامب عن تهوره بخطوة تصعيدية أخرى، وهي رفع الرسوم الجمركية على الصين إلى 125 بالمئة، وفي حين أن موجة من الارتياح دفعت أسواق الأسهم إلى الارتفاع بعد أيام من الخسائر، إلا أن المواجهة بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم قد تدفع الولايات المتحدة إلى الركود. هناك عدة طرق لتفسير أحداث يوم الأربعاء، الذي اتسم بالفوضى والتناقضات من جانب البيت الأبيض الذي وصف تراجع الرئيس عن قراره على أنه "عبقرية قيادية". وتراجع ترامب عن قراره بحسب "سي إن إن" لعلمه أن الاستمرار في مساره قد يُؤدي إلى كارثة. الحقيقة قد تكمن في سوق السندات غالبًا ما تُعتبر سندات الخزانة الأميركية أكثر الاستثمارات أمانا في العالم، نظرًا لتأمينها من قِبل أكبر اقتصاد في العالم، لكن موجة بيع سندات الحكومة الأميركية خلال الـ 48 ساعة الماضية أثارت مخاوف بشأن تأثير رسوم ترامب الجمركية. كان المستثمرون يروجون لفكرة أن الولايات المتحدة، التي لطالما كانت ركيزة الاقتصاد العالمي، هي مصدر أمان، لكن تراجع ثقتهم بسبب أسلوب ترامب المتقلب حول الولايات المتحدة من معقل لاستقرار العالم إلى معقل زعزعة استقراره. ونقلت "سي إن إن" عن 3 مصادر مطلعة تأكيدها أن الضائقة في سوق السندات كانت عاملا رئيسيا في قرار ترامب بوقف الرسوم الجمركية المتبادلة. وأثار وزير الخزانة سكوت بيسنت هذه المخاوف مباشرةً مع ترامب الأربعاء في اجتماع سبق إعلان الإيقاف، مؤكدا المخاوف التي أعرب عنها المسؤولون الاقتصاديون في البيت الأبيض الذين أطلعوا ترامب على تسارع وتيرة البيع في سوق سندات الخزانة الأميركية في وقت سابق من الأربعاء. وقرر ترامب، مساء الأربعاء، خفض معدلات الرسوم الجمركية الجديدة على الواردات من معظم شركاء الولايات المتحدة التجاريين إلى 10بالمئة لمدة 90 يوما للسماح بإجراء مفاوضات تجارية مع تلك الدول. وقال الرئيس أيضاً في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إنه سيرفع الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات من الصين إلى 125 بالمئة "بسبب عدم الاحترام الذي أظهرته الصين للأسواق العالمية"، بحسب وصفه.
دولي

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الجمعة 11 أبريل 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة