إقتصاد

حملة مقاطعة الدواجن أول تحدّ لمجلس المنافسة بالمغرب


كشـ24 - وكالات نشر في: 26 نوفمبر 2018

يواجه مجلس المنافسة المغربي، الذي بدأ عمله الأسبوع الماضي بعد إعادة تشكيله وتوسيع صلاحياته من قبل الملك محمد السادس، أول تحد له بعد أن أطلق نشطاء حملة لمقاطعة شراء الدواجن احتجاجا على ارتفاع أسعارها.وخرجت حملة “خليها تقاقي” لمقاطعة الدواجن في الأسواق المغربية من الشبكات الاجتماعية إلى الشارع بعد أيام قليلة من إطلاقها لتجد تفاعلا كبيرا بين المواطنين. وتتزامن الحملة مع توسيع صلاحيات مجلس المنافسة وتعيين إدريس الكراوي في رئاسة المجلس الأسبوع الماضي، ما يشكل تحديا كبيرا لتلك المؤسسة.وتدخل الحملة يومها الرابع الاثنين، في خطوة يقول اقتصاديون إنها لإثارة انتباه الجهات المسؤولة عن القطاع، ودفعها للتدخل من أجل مراجعة أسعار الدواجن، التي خلفت استياء في الأوساط الشعبية.وتجاوز سعر كيلوغرام الدجاج 23 درهما وهو ما يعتبره الناشطون سعرا مبالغا فيه، وأيدهم في ذلك كثير من المستهلكين. وتأتي التحركات كملاذ أخير للمواطنين الذين عزفوا عن شراء اللحوم الحمراء بسبب أسعارها المرتفعة، حيث تجاوز الكيلوغرام عتبة 70 درهما.وفي خطوة لا تخلو من سخرية، تداول نشطاء، في سياق مقاطعة الدجاج الحي، إمكانية الاستغناء عن اللحوم الحمراء والاكتفاء باستهلاك البيض، ما دام أنها “تقاقي وتزيد في البيض”، بينما اقترح آخرون “الرجوع إلى أسواق البادية للبحث عن الدجاج البلدي”.وتحدث نشطاء في الشبكات الاجتماعية عن سيطرة لوبيات على القطاع وتعمل على رفع الأسعار من خلال تخفيض مستوى الإنتاج، دون مراعاة القدرة الشرائية الضعيفة للمواطن، في ظل غلاء الأسعار الذي تشهده اللحوم الحمراء.وقال خبراء لـجريدة ”العرب”، إن الحملة يجب التعامل معها بإيجابية من طرف المسؤولين عن القطاع خصوصا وأنها تأتي بعد مقاطعة المنتجات مرتفعة السعر التي عرفها المغرب منذ أبريل الماضي.وشملت المقاطعة التي تسببت في خسائر كبيرة لثلاث شركات، منتجات الألبان ومشتقاتها لشركة سنطرال دانون، ومنتجات شركات أفريقيا للوقود والمياه المعدنية سيدي علي.ويقول خبراء إن حجم الشكاوى التي وصلت إلى المجلس إبان حملة المقاطعة لثلاث منتجات استهلاكية قبل أشهر، أظهرت محدودية هامش تحرك هذه المؤسسة للحد من تغول الشركات.وسيكون ملف حملة مقاطعة الدجاج اختبارا صعبا للكراوي لتحقيق الشفافية والإنصاف في العلاقات الاقتصادية، خاصة من خلال تحليل وضبط وضعية المنافسة في الأسواق ومراقبة الممارسات الاحتكارية.وكشفت المقاطعة السابقة أن المستهلك المغربي لم يعد لديه صبر على تحكم اللوبيات في السوق. ويقول محمد ياوحي أستاذ الاقتصاد، لـ”العرب”، إن رئيس مجلس المنافسة الحالي لديه من الصلاحيات ما يجعله يتدخل للحد من الخطر الذي يمكن أن تسببه مثل هذه الزيادات في مواد استهلاكية تمس بشكل مباشر المواطن.وبإمكان الكراوي، الذي كان رئيس الأمانة العامة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي في السابق، أن يصبح صمام أمان لضبط عمل السوق وضمان منافسة شريفة بين مصالح الشركات والسماح بدخول مستثمرين جدد إلى السوق المغربية.وكانت الفدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن قد أشارت خلال حملة الإضراب، الذي شنه أرباب شاحنات نقل البضائع، إلى أن تحركهم تسبب في خسائر كبيرة للمنتجين على إثر نفوق آلاف الدواجن، ما أدى إلى ارتفاع أسعارها في الأسواق المحلية.ورمت الفدرالية كرة الزيادات التي عرفها سعر الدجاج إلى ملعب الحكومة التي لم تتعامل بشكل سريع مع أزمة إضراب الشاحنات، التي كانت تحتوي على أطنان من الدواجن، وتسببت في نهاية المطاف في نفوقها.وقال شوقي الجيراري رئيس الفدرالية في تصريحات خاصة لـ”العرب” إن “ارتفاع أسعار الدواجن مرتبط أساسا بالخسائر التي تكبدها المهنيون ما اضطرهم إلى تقليص الإنتاج”.وأوضح أن محاضن الدجاج انتقلت إليها الأزمة التي دامت عاما كاملا، مشيرا إلى أن قانون العرض والطلب يتحكم كذلك في سعر الدجاج. وحاول الجيراري البعث برسالة طمأنة للمستهلكين بأن أسعار الدجاج ستعرف تراجعا في الأيام المقبلة. لكن لا يوجد شيء حاليا يوحي بأن الأمور ستعود إلى ما كانت عليه في السابق.وأكد مهنيون في قطاع الدواجن في أحاديث متفرقة لـ”العرب”، أن إضراب الشاحنات الشهر الماضي هو الذي تسبب في ارتفاع حجم الخسائر التي لحقت بهذا القطاع، حيث توقفت حركة هذا القطاع بشكل كلي في كامل أنحاء البلاد.ويعتبر قطاع اللحوم البيضاء من السلاسل الإنتاجية الأكثر نشاطا في المغرب، إذ يحقق رقم معاملات بقيمة 21 مليار درهم (نحو 2.2 مليار دولار) سنويا. كما يساهم في استثمارات سنوية بقيمة 8.7 مليار درهم (841 مليون دولار)، ويوفر حوالي 98 ألف فرصة عمل مباشرة ونحو 225 ألف فرصة عمل غير مباشرة.وتشير التقديرات الرسمية إلى أن مزارع الدواجن المنتشرة بالبلاد تنتج سنويا حوالي 320 مليون دجاجة ونحو 7.8 مليون ديك رومي، في حين يبلغ إنتاج اللحوم البيضاء قرابة 490 ألف طن.

يواجه مجلس المنافسة المغربي، الذي بدأ عمله الأسبوع الماضي بعد إعادة تشكيله وتوسيع صلاحياته من قبل الملك محمد السادس، أول تحد له بعد أن أطلق نشطاء حملة لمقاطعة شراء الدواجن احتجاجا على ارتفاع أسعارها.وخرجت حملة “خليها تقاقي” لمقاطعة الدواجن في الأسواق المغربية من الشبكات الاجتماعية إلى الشارع بعد أيام قليلة من إطلاقها لتجد تفاعلا كبيرا بين المواطنين. وتتزامن الحملة مع توسيع صلاحيات مجلس المنافسة وتعيين إدريس الكراوي في رئاسة المجلس الأسبوع الماضي، ما يشكل تحديا كبيرا لتلك المؤسسة.وتدخل الحملة يومها الرابع الاثنين، في خطوة يقول اقتصاديون إنها لإثارة انتباه الجهات المسؤولة عن القطاع، ودفعها للتدخل من أجل مراجعة أسعار الدواجن، التي خلفت استياء في الأوساط الشعبية.وتجاوز سعر كيلوغرام الدجاج 23 درهما وهو ما يعتبره الناشطون سعرا مبالغا فيه، وأيدهم في ذلك كثير من المستهلكين. وتأتي التحركات كملاذ أخير للمواطنين الذين عزفوا عن شراء اللحوم الحمراء بسبب أسعارها المرتفعة، حيث تجاوز الكيلوغرام عتبة 70 درهما.وفي خطوة لا تخلو من سخرية، تداول نشطاء، في سياق مقاطعة الدجاج الحي، إمكانية الاستغناء عن اللحوم الحمراء والاكتفاء باستهلاك البيض، ما دام أنها “تقاقي وتزيد في البيض”، بينما اقترح آخرون “الرجوع إلى أسواق البادية للبحث عن الدجاج البلدي”.وتحدث نشطاء في الشبكات الاجتماعية عن سيطرة لوبيات على القطاع وتعمل على رفع الأسعار من خلال تخفيض مستوى الإنتاج، دون مراعاة القدرة الشرائية الضعيفة للمواطن، في ظل غلاء الأسعار الذي تشهده اللحوم الحمراء.وقال خبراء لـجريدة ”العرب”، إن الحملة يجب التعامل معها بإيجابية من طرف المسؤولين عن القطاع خصوصا وأنها تأتي بعد مقاطعة المنتجات مرتفعة السعر التي عرفها المغرب منذ أبريل الماضي.وشملت المقاطعة التي تسببت في خسائر كبيرة لثلاث شركات، منتجات الألبان ومشتقاتها لشركة سنطرال دانون، ومنتجات شركات أفريقيا للوقود والمياه المعدنية سيدي علي.ويقول خبراء إن حجم الشكاوى التي وصلت إلى المجلس إبان حملة المقاطعة لثلاث منتجات استهلاكية قبل أشهر، أظهرت محدودية هامش تحرك هذه المؤسسة للحد من تغول الشركات.وسيكون ملف حملة مقاطعة الدجاج اختبارا صعبا للكراوي لتحقيق الشفافية والإنصاف في العلاقات الاقتصادية، خاصة من خلال تحليل وضبط وضعية المنافسة في الأسواق ومراقبة الممارسات الاحتكارية.وكشفت المقاطعة السابقة أن المستهلك المغربي لم يعد لديه صبر على تحكم اللوبيات في السوق. ويقول محمد ياوحي أستاذ الاقتصاد، لـ”العرب”، إن رئيس مجلس المنافسة الحالي لديه من الصلاحيات ما يجعله يتدخل للحد من الخطر الذي يمكن أن تسببه مثل هذه الزيادات في مواد استهلاكية تمس بشكل مباشر المواطن.وبإمكان الكراوي، الذي كان رئيس الأمانة العامة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي في السابق، أن يصبح صمام أمان لضبط عمل السوق وضمان منافسة شريفة بين مصالح الشركات والسماح بدخول مستثمرين جدد إلى السوق المغربية.وكانت الفدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن قد أشارت خلال حملة الإضراب، الذي شنه أرباب شاحنات نقل البضائع، إلى أن تحركهم تسبب في خسائر كبيرة للمنتجين على إثر نفوق آلاف الدواجن، ما أدى إلى ارتفاع أسعارها في الأسواق المحلية.ورمت الفدرالية كرة الزيادات التي عرفها سعر الدجاج إلى ملعب الحكومة التي لم تتعامل بشكل سريع مع أزمة إضراب الشاحنات، التي كانت تحتوي على أطنان من الدواجن، وتسببت في نهاية المطاف في نفوقها.وقال شوقي الجيراري رئيس الفدرالية في تصريحات خاصة لـ”العرب” إن “ارتفاع أسعار الدواجن مرتبط أساسا بالخسائر التي تكبدها المهنيون ما اضطرهم إلى تقليص الإنتاج”.وأوضح أن محاضن الدجاج انتقلت إليها الأزمة التي دامت عاما كاملا، مشيرا إلى أن قانون العرض والطلب يتحكم كذلك في سعر الدجاج. وحاول الجيراري البعث برسالة طمأنة للمستهلكين بأن أسعار الدجاج ستعرف تراجعا في الأيام المقبلة. لكن لا يوجد شيء حاليا يوحي بأن الأمور ستعود إلى ما كانت عليه في السابق.وأكد مهنيون في قطاع الدواجن في أحاديث متفرقة لـ”العرب”، أن إضراب الشاحنات الشهر الماضي هو الذي تسبب في ارتفاع حجم الخسائر التي لحقت بهذا القطاع، حيث توقفت حركة هذا القطاع بشكل كلي في كامل أنحاء البلاد.ويعتبر قطاع اللحوم البيضاء من السلاسل الإنتاجية الأكثر نشاطا في المغرب، إذ يحقق رقم معاملات بقيمة 21 مليار درهم (نحو 2.2 مليار دولار) سنويا. كما يساهم في استثمارات سنوية بقيمة 8.7 مليار درهم (841 مليون دولار)، ويوفر حوالي 98 ألف فرصة عمل مباشرة ونحو 225 ألف فرصة عمل غير مباشرة.وتشير التقديرات الرسمية إلى أن مزارع الدواجن المنتشرة بالبلاد تنتج سنويا حوالي 320 مليون دجاجة ونحو 7.8 مليون ديك رومي، في حين يبلغ إنتاج اللحوم البيضاء قرابة 490 ألف طن.



اقرأ أيضاً
بعثة اقتصادية مغربية تروج لـ”صنع في المغرب” بالولايات المتحدة
نظمت غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة الدار البيضاء-سطات، والفدرالية المغربية للامتياز التجاري، بعثة اقتصادية إلى الولايات المتحدة، بهدف الترويج للمنتجات المغربية في السوق الأمريكية. وفي إطار هذه البعثة، التي تندرج ضمن استراتيجية وطنية لتدويل العلامات التجارية المغربية والترويج لعلامة "صنع في المغرب"، شارك الوفد المغربي في المعرض العالمي للامتياز التجاري في ميامي "IFA Miami Franchise World Show" (9-10 ماي) وفي قمة الاستثمار "SelectUSA" التي تستضيفها ولاية ميريلاند ما بين 11 و14 ماي الجاري، وفقا لبلاغ مشترك صادر عن المؤسستين. وإلى جانب الترويج لحوالي اثنتي عشرة علامة امتياز مغربية جاهزة للتصدير، أشار البلاغ إلى أن هذه البعثة تهدف كذلك إلى تسليط الضوء على أزيد من مائة منتج مغربي في مجالات الصناعات الغذائية، ومستحضرات التجميل، والصيدلة، فضلا عن إقامة شراكات تجارية وتمكين المغرب من استقطاب الاستثمارات. وتميزت المشاركة المغربية، خلال معرض ميامي العالمي للامتياز التجاري، بعقد اجتماع مع المدير التنفيذي لمقاطعة ميامي-ديد، ومباحثات مع المدير التنفيذي لغرفة التجارة بميامي، إلى جانب جلسة عمل جمعت مسؤولين ومقاولين مغاربة مقيمين بولاية فلوريدا. وأشاد المصدر ذاته بأن هذه البعثة أتاحت الفرصة من أجل تموقع فع ال لعلامات الامتياز التجاري المغربية بالسوق الأمريكية، من خلال حضور متميز للرواق المغربي الذي "استقطب اهتمام عدد كبير من الزوار". وأضاف أن اللقاءات التي أجراها الوفد المغربي "أكدت الإقبال المتزايد على المنتجات المغربية والصورة الإيجابية للمملكة، لاسيما لدى الجالية المغربية والفاعلين الاقتصاديين المحليين". كما نوهت البعثة بالمناقشات التي أجرتها مع العديد من المستثمرين الأمريكيين، في أفق إبرام شراكات تجارية وإطلاق مشاريع استثمارية في المغرب.
إقتصاد

ارتفاع سعر الدرهم مقابل الأورو والدولار
أفاد بنك المغرب بأن سعر صرف الدرهم ارتفع بنسبة 0,6 في المائة مقابل الأورو، وبنسبة 0,5 في المائة مقابل الدولار الأمريكي، خلال الأسبوع الممتد من 2 إلى 7 ماي الجاري. وأوضح بنك المغرب، في نشرته الأخيرة حول المؤشرات الأسبوعية، أنه لم يتم خلال هذه الفترة إجراء أي عملية مناقصة في سوق الصرف. وأضاف المصدر ذاته، أن الأصول الاحتياطية الرسمية بلغت، بتاريخ 2 ماي، ما مجموعه 400,7 مليار درهم، مسجلة ارتفاعا بنسبة 3,5 في المائة مقارنة بالأسبوع السابق، وبنسبة 7,1 في المائة على أساس سنوي. وبخصوص تدخلات بنك المغرب، فقد بلغ حجمها، خلال الأسبوع الماضي، ما مجموعه 127,6 مليار درهم في المتوسط اليومي. ويتوزع هذا الحجم بين تسبيقات لمدة 7 أيام بمبلغ 49,1 مليار درهم، وعمليات لإعادة الشراء طويلة الأجل (41,3 مليار درهم)، وقروض مضمونة (37,2 مليار درهم). وعلى مستوى السوق بين الأبناك، بلغ متوسط حجم التداول اليومي 3,1 مليار درهم، واستقر المعدل بين الأبناك في حدود 2,25 في المائة. وخلال طلب العروض ليوم 7 ماي (تاريخ التسوية 8 ماي)، ضخ بنك المغرب مبلغ 43 مليار درهم على شكل تسبيقات لمدة 7 أيام. أما في سوق البورصة، فقد ارتفع مؤشر "مازي" بنسبة 1,3 في المائة خلال الفترة من 2 إلى 7 ماي، ليصل أداؤه منذ بداية السنة إلى 19,2 في المائة. ويعزى هذا التحسن، بالأساس، إلى ارتفاع مؤشرات "البناء ومواد البناء" بنسبة 1,5 في المائة، و"المشاركة والتطوير العقاري" بـ 4,4 في المائة، و"الموزعين" بـ 6,3 في المائة، و"شركات التأمين" بـ 5,4 في المائة. وفي المقابل، سجل قطاع "الاتصالات" تراجعا بنسبة 1,3 في المائة. أما الحجم الأسبوعي للمبادلات، فقد بلغ 822,4 مليون درهم، مقابل 3 مليارات درهم خلال الأسبوع الذي سبقه، تم إنجاز معظمها على مستوى السوق المركزي للأسهم.
إقتصاد

تربع المغرب على صدارة الدول الأقل تكلفة في صناعة السيارات عالمياً
تربع المغرب على صدارة الدول الأقل تكلفة في صناعة السيارات عالمياً، بحسب تقرير صادر عن شركة “أوليفر وايمان” للاستشارات الصناعية والمالية. التقرير كشف أن تكلفة اليد العاملة لإنتاج مركبة واحدة في المغرب لا تتعدى 106 دولارات، ما يجعل المملكة تتفوق على أكثر من 250 مصنعاً حول العالم.في المقابل، وصلت التكلفة في دول مثل رومانيا والمكسيك إلى أكثر من الضعف، فيما سجلت تركيا والصين أرقاماً أعلى بكثير. هذا الفارق يعكس ميزة تنافسية بارزة جعلت من المغرب وجهة مفضلة لعمالقة صناعة السيارات، خاصة الشركات الفرنسية التي وجدت في المملكة بديلاً استراتيجياً لأوروبا. من جهة أخرى، لا يُعزى انخفاض التكلفة في المغرب فقط إلى الأجور المتدنية، بل يرتبط أيضاً بارتفاع الإنتاجية وحداثة المصانع واستقرار سلاسل التوريد. هذه العوامل مجتمعة مكّنت المملكة من تأمين بيئة إنتاجية مرنة تسهم في تقليص عدد ساعات العمل الهندسي، وتخفيض الكلفة النهائية لكل مركبة. بالإضافة إلى ذلك، أشار التقرير إلى أن المغرب يعتمد نماذج إنتاجية متوسطة وبسيطة تقلل تعقيد التصاميم، وهو ما ينعكس إيجاباً على استقرار المصاريف. كما تستفيد البلاد من بنية لوجستية متطورة، ما يعزز سلاسة عمليات التوريد والإنتاج، على عكس ما تعانيه مصانع أوروبية وأمريكية من ضغوط بسبب ارتفاع أسعار الطاقة وتعقيد النماذج الصناعية. المغرب حقق نمواً ملحوظاً بنسبة 29% في إنتاج السيارات بين 2019 و2024، في وقت شهدت فيه دول كبرى مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا تراجعاً في معدلات الإنتاج. هذه الدينامية الجديدة تدفع نحو توسيع الحضور المغربي في سلاسل القيمة العالمية، خاصة المرتبطة بالسيارات الكهربائية والهجينة. رغم التحديات العالمية في قطاع السيارات، يواصل المغرب ترسيخ مكانته كوجهة تصنيعية منافسة، مستفيداً من موقعه الجغرافي وتكلفته المنخفضة وقدرته على التكيف مع متغيرات السوق الدولية.
إقتصاد

المغرب يتصدر إفريقيا في واردات اللحوم الأمريكية بتجاوز الألف طن شهرياً
شهدت صادرات اللحوم الحمراء الأميركية إلى المغرب قفزة قياسية خلال شهر مارس الماضي، مسجلة مستويات غير مسبوقة من حيث الحجم، وفقاً لما أفاد به الاتحاد الأميركي لتصدير اللحوم (USMEF) استناداً إلى بيانات وزارة الزراعة الأميركية (USDA). وحسب البيان، فقد بلغت واردات المغرب من لحوم الأبقار المعالجة، لا سيما “اللحوم المتنوعة” كأكباد الأبقار، حوالي 1,146 طناً مترياً، وهو أعلى حجم شهري يتم تسجيله منذ بدء تتبع الصادرات الأميركية إلى المملكة، مما يبرز التحول اللافت في نمط الطلب داخل السوق المغربي. هذا النمو يأتي ضمن اتجاه توسعي ملحوظ نحو أسواق القارة الإفريقية، إذ أشار الاتحاد إلى أن دولاً مثل كوت ديفوار والغابون سجلت بدورها ارتفاعاً في واردات اللحوم الأميركية. في المجمل، وصلت صادرات لحوم الأبقار الأميركية إلى إفريقيا خلال شهر مارس إلى 1,550 طناً مترياً، بزيادة سنوية بلغت 73%، بينما تخطّت القيمة الإجمالية 2.9 مليون دولار، أي نمواً بنسبة 123% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وخلال الربع الأول من سنة 2025، بلغ إجمالي صادرات لحوم الأبقار الأميركية إلى القارة 3,658 طناً مترياً، محققة بذلك عائدات قاربت 5.8 مليون دولار، وهو ما يمثل ارتفاعاً سنوياً بنسبة 15% في الكمية و34% في القيمة. ويرجع هذا الأداء المتميز بالأساس وفق موقع ديتافور الاقتصادي، إلى ارتفاع الطلب على “اللحوم المتنوعة”، التي تشكل الأكباد الحصة الأكبر منها، ما يرسّخ مكانة المغرب كأحد الأسواق الواعدة لهذا النوع من الصادرات الأميركية. وتأتي هذه النتائج ضمن جهود أوسع يبذلها الاتحاد الأميركي لتوسيع رقعة أسواقه وتنويع منافذه التجارية، حيث نظم مؤخراً بعثة تجارية إلى غرب إفريقيا شملت ندوة في العاصمة الغانية أكرا، وجمعت مستوردين من 12 دولة إفريقية، في مسعى لتعزيز الروابط التجارية وتوسيع الحضور الأميركي في المنطقة.
إقتصاد

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الاثنين 12 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة