دولي

حلم ولي العهد السعودي يخطط لتشييد مدينة تفوق فيها أعداد الروبوهات البشر


كشـ24 نشر في: 31 أكتوبر 2017

يخطط ولي العهد السعودي الغاضب من تخلف بلاده مقارنة بجيرانها الأصغر، لمدينة أحلام .. يفوق فيها عدد الربوهات البشر

المدينة العملاقة التي تخطط السعودية لبنائها باستثمارات تبلغ 500 مليار دولار هي واحة من المنحدرات المذهلة والشواطيء الرملية والمشروعات التقنية التي تعمل بطاقة الرياح والطاقة الشمسية. فيها تفوق أعداد الإنسان الآلي (الروبوت) أعداد البشر وتتنوع مظاهر الحياة المدنية الحديثة بين الرياضة والحفلات الموسيقية والمطاعم الراقية.

وليس في تلك الرؤية التي طرحها مقطع فيديو ترويجي عرض في مؤتمر استثماري عالمي في الرياض الأسبوع الماضي أي وجه للشبه بحاضر المملكة الذي أدى فيه "إدمان" النفط إلى اعتماد أفراد الشعب على منح وعطايا الدولة ويحرص فيه رجال الدين الأصوليين على فرض أعراف شديدة التحفظ.

تمثل المدينة أحدث أحلام الأمير محمد بن سلمان (32 عاما) ولي عهد المملكة الذي ارتقى القمة قبل عامين بعد أن كان شخصية غير معروفة نسبيا في دهاليز السلطة ليصبح وليا للعهد في يونيو .

والأمير صاحب رؤية التحديث شخصية طموحة ومجتهدة يدفعه إحساس بالأسف لأن المملكة صاحبة أكبر اقتصاد في العالم العربي وأكبر دولة مصدرة للنفط في العالم تخلفت عن ركب جيرانها الأصغر.

وعقب تولي الأمير محمد ولاية العهد طرح خطة لانتشال المملكة من هذا السبات بعد أن ظلت طوال عقود تخضع لحكم ملوك طعنوا في السن.

غير أن طموحاته مطلب صعب في بلد تحكم فيه الأسرة الحاكمة من خلال ميثاق مع المؤسسة الدينية الوهابية شديدة الصرامة وصاحبة النفوذ الواسع التي يقلقها الحديث عن التحديث.

وتلخص خطته الأخيرة لبناء منطقة اقتصادية مساحتها 26500 كيلومتر مربع، أي ما يقرب من مساحة بلجيكا، باسم نيوم مدى طموحاته وحجم المخاوف التي تكتنفها.

بعض المديرين التنفيذيين الذين حضروا المؤتمر، الذي وصف بأنه "دافوس في الصحراء"، ظلوا متشككين في قدرة الرياض على تنفيذ مخططها العملاق في ضوء النظام القانوني الذي لا يواكب العصر والبيروقراطية. ويسلم الأمير الشاب بالصعوبات لكنه عاقد العزم على مواصلة المشوار. ويصف المشروع بأنه تحد ويقول إن الحلم سهل لكن تحقيقه في غاية الصعوبة.

ووصف الأمير محمد الشباب السعودي الذين يعول عليهم في تحقيق رؤيته بأنهم سلاح ذو حدين. وأضاف أنهم إذا اجتهدوا وساروا في الطريق الصحيح فسيجعلون من السعودية بلدا آخر مختلفا تمام الاختلاف أما إذا ساروا في الطريق الخطأ فسيكون ذلك وبالا على البلاد.

ويخطط الأمير محمد بموجب رؤية المملكة 2030 التي طرحها لخصخصة حصة في شركة أرامكو عملاق صناعة النفط وخصخصة أصول أخرى مملوكة للدولة لخلق أكبر صندوق للثروة السيادية في العالم من أجل الاستثمار في البنية التحتية والمشروعات الصناعية.

وتحت وطأة انخفاض أسعار النفط لجأت الرياض إلى تخفيض إنفاقها ومحاولة إيجاد مصادر جديدة للدخل بعد أن منيت بعجز في الميزانية بلغ 98 مليار دولار عام 2015. وبالفعل انزلقت إلى الركود.

ومن المتوقع أن تؤدي إصلاحات مستقبلية إلى خفض الدعم وزيادة الضرائب وإصلاح نظام التعليم الذي عفا عليه الزمن وتقليص حجم القطاع العام ومنح المرأة دورا أكبر في المجتمع.

ويمثل ذلك تحديا للمؤسسة الدينية المحافظة التي تشكل أكبر خطر على حكم آل سعود منذ تأسيس المملكة قبل ما يقرب من قرن من الزمان.

وقد أصبح رجال الدين أكثر تحفظا فيما يتعلق بانتقاد الأسرة الحاكمة علانية. ففي الشهر الماضي تم احتجاز حوالي 30 من رجال الدين والمثقفين والنشطاء فيما وصفته جماعات حقوقية بأنه "حملة على المعارضة".

وأشادت هيئة كبار العلماء في المملكة بخطة نيوم التي طرحها ولي العهد وتعليقاته عن الإعتدال في الإسلام.

كان موضوع المناقشات الساخن في دهاليز المؤتمر هو ما إذا كان الأمير محمد سيحقق رؤيته في تحديث المملكة والتي تعتمد على القطاع الخاص في حفز النمو وتوفير إيرادات جديدة للدولة. وقال رضا أغا كبير الاقتصاديين بشركة في.تي.بي. كابيتال "من المؤكد أن المشروع فكرة مبتكرة. فكرة تنطوي على إمكانيات كثيرة لكن مازالت تفاصيل كثيرة بحاجة للتوضيح".

وأضاف "بخلاف تحديات تمويل وإقامة مشروع بهذا الحجم فإن طبيعة هذا المشروع الخاصة وغيره من البيانات لا تحقق شيئا سوى زيادة صعوبة التنبؤ بالسياسات السعودية". وقال شتيفن هرتوج أحد الباحثين المرموقين المتخصصن في الشأن السعودي لرويترز إن المستهدف هو جذب استثمارات مماثلة من القطاع الخاص "حتى تصبح المخاطر المالية على المال العام محدودة إذا لم تحقق تلك الاستثمارات المرجو منها لسبب أو لآخر".

وقال "مخاطر المشروع الرئيسية هي على الأرجح احتمال عدم وجود كبار المستثمرين من القطاع الخاص. فالقطاع الخاص المحلي والدولي سيرغب في سماع تفاصيل أكثر بكثير مما نشر حتى الآن".

ويؤكد صعود نجم الابن الشاب للملك سلمان تحولا جذريا صوب قيادة أكثر تمشيا مع احتياجات البلاد التي تقل أعمار 70 في المئة من سكانها عن 30 عاما.

فهذه هي أول مرة تنتقل فيها السلطة من حكام في الثمانينات إلى الجيل الثالث من الأسرة التي أسسها ابن سعود الجد الأكبر للأمير الشاب. ولا تزال الكلمة الأخيرة للملك سلمان لكنه منح ابنه سلطات لم يسبق لها مثيل.

وفي أقل من عامين أدخل الأمير محمد الذي يتولى إدارة الاستراتيجيات الدفاعية والنفطية في المملكة تغييرات اجتماعية حقيقية كانت تعتبر من المحظورات حتى عام واحد مضى.

فقد قلص سلطات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي كان رجالها يجوبون الشوارع لفرض الفصل بين الجنسين وضمان ارتداء النساء من الملابس ما يغطي الجسم من الرأس إلى القدمين في الأماكن العامة.

كما رفع حظرا على قيادة النساء للسيارات وسمح بإقامة حفلات موسيقية ومن المتوقع أن يعيد فتح دور السينما التي أغلقت قبل 40 عاما.

وفي ظل العاهل الراحل الملك عبد الله شهدت المملكة أيضا حركة بطيئة الخطى نحو تخفيف القيود.

غير أن الجو السائد في العاصمة السعودية الرياض تغير بشكل ملحوظ منذ صعود نجم الأمير محمد إذ بدأ اختلاط الشباب في الشوارع والمطاعم حيث تنطلق الموسيقى من مكبرات الصوت وبدأت بعض النساء يكشفن شعرهن ويرتدين أثوابا زاهية الألوان. في السابق كان رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يتدخلون لوضع حد للأمر لكن يبدو الآن أنهم يحجمون عن ذلك.

وأثارت التغيرات الاجتماعية بعض المقاومة من رجال الدين والنشطاء الذين يعترضون على تعزيز الأمير لسلطاته على حساب أمراء آخرين من بينهم الأمير محمد بن نايف الذي كان وليا للعهد وحل الأمير محمد محله.

وكشفت موجة اعتقالات الشهر الماضي عن عدم استعداد الأمير محمد للتساهل إزاء ما يعترض طريق رؤيته من عقبات.

ومازال يتعين عليه إصلاح نظام تعليمي يقوم على أساس ديني واجتثاث الأفكار المتطرفة التي ترفض الأديان والمذاهب الأخرى.

ويقف في جانبه في هذه الحرب الثقافية كثيرون من أفراد جيل الشباب الحريصين على اللحاق بالعالم المعاصر الذي يتابعونه على وسائل التواصل الاجتماعي وعبر القنوات التلفزيونية الفضائية ومن خلال السفر للخارج.

وقال هرتوج "توجد رغبة في قطاعات لا بأس بها من المجتمع السعودي للابتعاد عن سيطرة الوهابية الصارمة على السلوك الاجتماعي والجو العام".

وأضاف "ثمة مقاومة من قوى محافظة لكنها حتى الآن معطلة وغير منظمة".

غير أن مشروعات سعودية عملاقة سابقة كانت تستهدف حفز النمو والتنويع الاقتصادي لم تفلح. فمدينة الملك عبد الله الاقتصادية ومركز الملك عبد الله المالي مازالا خاويين إلى حد كبير.

وأحد المشاريع الناجحة التي يحتمل أن يريد الأمير محمد بن سلمان محاكاتها مجمع أرامكو على الساحل الشرقي للبلاد والذي تشبه الحياة فيه حياة الضواحي في الولايات المتحدة حيث تتمتع النساء بمزيد من الحريات وتنتشر المدارس الأجنبية والنوادي الرياضية والحدائق بما يغري أسر العاملين على الحياة فيها.

ويقول الخبراء إن هذه الاستراتيجية تنشيء فيما يبدو مدنا بديلة تأخذ فيها الحياة طابعا عصريا بينما يجري العمل تدريجيا على تغيير بقية المجتمع دون المجازفة برد فعل من المحافظين المستاءين.

وقال الأمير محمد إن هذا المشروع ليس للمستثمر التقليدي بل للحالمين الذين يريدون إنجاز شيء في هذا العالم.

يخطط ولي العهد السعودي الغاضب من تخلف بلاده مقارنة بجيرانها الأصغر، لمدينة أحلام .. يفوق فيها عدد الربوهات البشر

المدينة العملاقة التي تخطط السعودية لبنائها باستثمارات تبلغ 500 مليار دولار هي واحة من المنحدرات المذهلة والشواطيء الرملية والمشروعات التقنية التي تعمل بطاقة الرياح والطاقة الشمسية. فيها تفوق أعداد الإنسان الآلي (الروبوت) أعداد البشر وتتنوع مظاهر الحياة المدنية الحديثة بين الرياضة والحفلات الموسيقية والمطاعم الراقية.

وليس في تلك الرؤية التي طرحها مقطع فيديو ترويجي عرض في مؤتمر استثماري عالمي في الرياض الأسبوع الماضي أي وجه للشبه بحاضر المملكة الذي أدى فيه "إدمان" النفط إلى اعتماد أفراد الشعب على منح وعطايا الدولة ويحرص فيه رجال الدين الأصوليين على فرض أعراف شديدة التحفظ.

تمثل المدينة أحدث أحلام الأمير محمد بن سلمان (32 عاما) ولي عهد المملكة الذي ارتقى القمة قبل عامين بعد أن كان شخصية غير معروفة نسبيا في دهاليز السلطة ليصبح وليا للعهد في يونيو .

والأمير صاحب رؤية التحديث شخصية طموحة ومجتهدة يدفعه إحساس بالأسف لأن المملكة صاحبة أكبر اقتصاد في العالم العربي وأكبر دولة مصدرة للنفط في العالم تخلفت عن ركب جيرانها الأصغر.

وعقب تولي الأمير محمد ولاية العهد طرح خطة لانتشال المملكة من هذا السبات بعد أن ظلت طوال عقود تخضع لحكم ملوك طعنوا في السن.

غير أن طموحاته مطلب صعب في بلد تحكم فيه الأسرة الحاكمة من خلال ميثاق مع المؤسسة الدينية الوهابية شديدة الصرامة وصاحبة النفوذ الواسع التي يقلقها الحديث عن التحديث.

وتلخص خطته الأخيرة لبناء منطقة اقتصادية مساحتها 26500 كيلومتر مربع، أي ما يقرب من مساحة بلجيكا، باسم نيوم مدى طموحاته وحجم المخاوف التي تكتنفها.

بعض المديرين التنفيذيين الذين حضروا المؤتمر، الذي وصف بأنه "دافوس في الصحراء"، ظلوا متشككين في قدرة الرياض على تنفيذ مخططها العملاق في ضوء النظام القانوني الذي لا يواكب العصر والبيروقراطية. ويسلم الأمير الشاب بالصعوبات لكنه عاقد العزم على مواصلة المشوار. ويصف المشروع بأنه تحد ويقول إن الحلم سهل لكن تحقيقه في غاية الصعوبة.

ووصف الأمير محمد الشباب السعودي الذين يعول عليهم في تحقيق رؤيته بأنهم سلاح ذو حدين. وأضاف أنهم إذا اجتهدوا وساروا في الطريق الصحيح فسيجعلون من السعودية بلدا آخر مختلفا تمام الاختلاف أما إذا ساروا في الطريق الخطأ فسيكون ذلك وبالا على البلاد.

ويخطط الأمير محمد بموجب رؤية المملكة 2030 التي طرحها لخصخصة حصة في شركة أرامكو عملاق صناعة النفط وخصخصة أصول أخرى مملوكة للدولة لخلق أكبر صندوق للثروة السيادية في العالم من أجل الاستثمار في البنية التحتية والمشروعات الصناعية.

وتحت وطأة انخفاض أسعار النفط لجأت الرياض إلى تخفيض إنفاقها ومحاولة إيجاد مصادر جديدة للدخل بعد أن منيت بعجز في الميزانية بلغ 98 مليار دولار عام 2015. وبالفعل انزلقت إلى الركود.

ومن المتوقع أن تؤدي إصلاحات مستقبلية إلى خفض الدعم وزيادة الضرائب وإصلاح نظام التعليم الذي عفا عليه الزمن وتقليص حجم القطاع العام ومنح المرأة دورا أكبر في المجتمع.

ويمثل ذلك تحديا للمؤسسة الدينية المحافظة التي تشكل أكبر خطر على حكم آل سعود منذ تأسيس المملكة قبل ما يقرب من قرن من الزمان.

وقد أصبح رجال الدين أكثر تحفظا فيما يتعلق بانتقاد الأسرة الحاكمة علانية. ففي الشهر الماضي تم احتجاز حوالي 30 من رجال الدين والمثقفين والنشطاء فيما وصفته جماعات حقوقية بأنه "حملة على المعارضة".

وأشادت هيئة كبار العلماء في المملكة بخطة نيوم التي طرحها ولي العهد وتعليقاته عن الإعتدال في الإسلام.

كان موضوع المناقشات الساخن في دهاليز المؤتمر هو ما إذا كان الأمير محمد سيحقق رؤيته في تحديث المملكة والتي تعتمد على القطاع الخاص في حفز النمو وتوفير إيرادات جديدة للدولة. وقال رضا أغا كبير الاقتصاديين بشركة في.تي.بي. كابيتال "من المؤكد أن المشروع فكرة مبتكرة. فكرة تنطوي على إمكانيات كثيرة لكن مازالت تفاصيل كثيرة بحاجة للتوضيح".

وأضاف "بخلاف تحديات تمويل وإقامة مشروع بهذا الحجم فإن طبيعة هذا المشروع الخاصة وغيره من البيانات لا تحقق شيئا سوى زيادة صعوبة التنبؤ بالسياسات السعودية". وقال شتيفن هرتوج أحد الباحثين المرموقين المتخصصن في الشأن السعودي لرويترز إن المستهدف هو جذب استثمارات مماثلة من القطاع الخاص "حتى تصبح المخاطر المالية على المال العام محدودة إذا لم تحقق تلك الاستثمارات المرجو منها لسبب أو لآخر".

وقال "مخاطر المشروع الرئيسية هي على الأرجح احتمال عدم وجود كبار المستثمرين من القطاع الخاص. فالقطاع الخاص المحلي والدولي سيرغب في سماع تفاصيل أكثر بكثير مما نشر حتى الآن".

ويؤكد صعود نجم الابن الشاب للملك سلمان تحولا جذريا صوب قيادة أكثر تمشيا مع احتياجات البلاد التي تقل أعمار 70 في المئة من سكانها عن 30 عاما.

فهذه هي أول مرة تنتقل فيها السلطة من حكام في الثمانينات إلى الجيل الثالث من الأسرة التي أسسها ابن سعود الجد الأكبر للأمير الشاب. ولا تزال الكلمة الأخيرة للملك سلمان لكنه منح ابنه سلطات لم يسبق لها مثيل.

وفي أقل من عامين أدخل الأمير محمد الذي يتولى إدارة الاستراتيجيات الدفاعية والنفطية في المملكة تغييرات اجتماعية حقيقية كانت تعتبر من المحظورات حتى عام واحد مضى.

فقد قلص سلطات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي كان رجالها يجوبون الشوارع لفرض الفصل بين الجنسين وضمان ارتداء النساء من الملابس ما يغطي الجسم من الرأس إلى القدمين في الأماكن العامة.

كما رفع حظرا على قيادة النساء للسيارات وسمح بإقامة حفلات موسيقية ومن المتوقع أن يعيد فتح دور السينما التي أغلقت قبل 40 عاما.

وفي ظل العاهل الراحل الملك عبد الله شهدت المملكة أيضا حركة بطيئة الخطى نحو تخفيف القيود.

غير أن الجو السائد في العاصمة السعودية الرياض تغير بشكل ملحوظ منذ صعود نجم الأمير محمد إذ بدأ اختلاط الشباب في الشوارع والمطاعم حيث تنطلق الموسيقى من مكبرات الصوت وبدأت بعض النساء يكشفن شعرهن ويرتدين أثوابا زاهية الألوان. في السابق كان رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يتدخلون لوضع حد للأمر لكن يبدو الآن أنهم يحجمون عن ذلك.

وأثارت التغيرات الاجتماعية بعض المقاومة من رجال الدين والنشطاء الذين يعترضون على تعزيز الأمير لسلطاته على حساب أمراء آخرين من بينهم الأمير محمد بن نايف الذي كان وليا للعهد وحل الأمير محمد محله.

وكشفت موجة اعتقالات الشهر الماضي عن عدم استعداد الأمير محمد للتساهل إزاء ما يعترض طريق رؤيته من عقبات.

ومازال يتعين عليه إصلاح نظام تعليمي يقوم على أساس ديني واجتثاث الأفكار المتطرفة التي ترفض الأديان والمذاهب الأخرى.

ويقف في جانبه في هذه الحرب الثقافية كثيرون من أفراد جيل الشباب الحريصين على اللحاق بالعالم المعاصر الذي يتابعونه على وسائل التواصل الاجتماعي وعبر القنوات التلفزيونية الفضائية ومن خلال السفر للخارج.

وقال هرتوج "توجد رغبة في قطاعات لا بأس بها من المجتمع السعودي للابتعاد عن سيطرة الوهابية الصارمة على السلوك الاجتماعي والجو العام".

وأضاف "ثمة مقاومة من قوى محافظة لكنها حتى الآن معطلة وغير منظمة".

غير أن مشروعات سعودية عملاقة سابقة كانت تستهدف حفز النمو والتنويع الاقتصادي لم تفلح. فمدينة الملك عبد الله الاقتصادية ومركز الملك عبد الله المالي مازالا خاويين إلى حد كبير.

وأحد المشاريع الناجحة التي يحتمل أن يريد الأمير محمد بن سلمان محاكاتها مجمع أرامكو على الساحل الشرقي للبلاد والذي تشبه الحياة فيه حياة الضواحي في الولايات المتحدة حيث تتمتع النساء بمزيد من الحريات وتنتشر المدارس الأجنبية والنوادي الرياضية والحدائق بما يغري أسر العاملين على الحياة فيها.

ويقول الخبراء إن هذه الاستراتيجية تنشيء فيما يبدو مدنا بديلة تأخذ فيها الحياة طابعا عصريا بينما يجري العمل تدريجيا على تغيير بقية المجتمع دون المجازفة برد فعل من المحافظين المستاءين.

وقال الأمير محمد إن هذا المشروع ليس للمستثمر التقليدي بل للحالمين الذين يريدون إنجاز شيء في هذا العالم.


ملصقات


اقرأ أيضاً
جرحى في حادث طعن بتامبيري الفنلندية
أعلنت الشرطة الفنلندية، الخميس، أن عدة أشخاص تعرضوا للطعن في مركز للتسوق بمدينة تامبيري الفنلندية. وأضافت الشرطة في بيان، أنها ألقت القبض على أحد الأشخاص وأن الوضع لم يعد يشكل خطراً على الآخرين. وأشارت إلى أن المصابين يتلقون إسعافات أولية.
دولي

إصابة 4 أشخاص جراء هجوم بفأس داخل قطار في ألمانيا
أعلنت الشرطة الألمانية أن رجلاً هاجم الخميس، أربعة أشخاص في قطار متجه من هامبورغ إلى فيينا وأصابهم بجروح طفيفة قبل أن يتم اعتقاله.وذكرت صحيفة بيلد أن السلاح المستخدم كان فأساً. وقالت الشرطة المحلية في بيان: «قرابة الساعة 13:55 هاجم رجل عدة أشخاص على متن قطار ICE (إنتر سيتي إكسبريس) الذي كان متجها إلى فييناً أثناء وجوده في بافاريا (جنوب شرق)».وأضافت الشرطة: «إن أربعة أشخاص أصيبوا بجروح طفيفة وألقت قوات الأمن القبض على المشتبه به». ووفقاً لصحيفة بيلد سيطر ركاب على المعتدي المفترض المسلح بفأس.وأضافت الصحيفة أن الركاب شغلوا نظام الطوارئ وتمكن القطار من التوقف على خط خال، لافتة إلى أن المعتدي نُقل بعد ذلك إلى المستشفى بمروحية لمعالجة إصابته.والخط الذي استخدمه القطار مغلق حالياً وفقا للشرطة التي وصلت إلى موقع الحادث مع فرق إطفاء وإنقاذ وطوارئ تابعة لشركة السكك الحديد الألمانية (دويتشه بان).وقالت دويتشه بان المملوكة للدولة في بيان: «تحقق السلطات حالياً في ملابسات الحادث». وفي الأشهر الأخيرة، شهدت ألمانيا عدة هجمات طعن بالإضافة إلى هجمات جهادية وأعمال عنف من اليمين المتطرف مما أحيا المخاوف الأمنية.
دولي

محكمة جزائرية تقضي بسجن مؤرخ 5 سنوات
قضت محكمة جزائرية اليوم الخميس بسجن المؤرخ محمد الأمين بلغيث خمسة أعوام بتهمة الاعتداء على رموز الأمة، وفقاً لمحاميه، وذلك بعد إدلائه بتصريحات شكك فيها بوجود الثقافة الأمازيغية. وأثار بلغيث غضباً في الجزائر عندما قال خلال مقابلة تلفزيونية أخيراً إن "اللغة الأمازيغية مشروع أيديولوجي صهيوني - فرنسي"، مضيفاً "لا وجود للثقافة الأمازيغية". وأفادت النيابة العامة آنذاك بأنه اعتقل في الثالث من ماي الماضي بتهمة "القيام بفعل يستهدف الوحدة الوطنية بواسطة عمل غرضه الاعتداء على رموز الأمة والجمهورية ونشر خطاب الكراهية والتمييز". واليوم أعلن توفيق هيشور، محامي بلغيث، على "فيسبوك" أن محكمة خارج العاصمة الجزائر قضت بسجن بلغيث خمسة أعوام نافذة، إذ طلب المدعي العام السجن سبعة أعوام وغرامة مقدارها 700 ألف دينار (5400 دولار). وفي عام 2016 تبنى البرلمان الجزائري بغالبية ساحقة مراجعة دستورية تنص على اعتبار الأمازيغية "لغة وطنية ورسمية" في الجزائر، وأضيف عام 2017 احتفال رأس السنة الأمازيغية "يناير" إلى قائمة الأعياد الرسمية الجزائرية. وكثيراً ما أثارت تصريحات بلغيث، الأستاذ الجامعي والباحث في التاريخ، استهجاناً، كما اتهمه نقاد بتحريف التاريخ والعداء للأمازيغ.
دولي

الحكومة تعيد تنظيم المجلس الوطني للصحافة
صادق مجلس الحكومة، اليوم الخميس، على مشروع القانون رقم 26.25 يتعلق بإعادة تنظيم المجلس الوطني للصحافة، قدمه وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد. وأوضح الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، في لقاء صحفي عقب انعقاد المجلس، أن هذا المشروع يأتي لتعزيز الانسجام مع أحكام الدستور ذات الصلة بحرية التعبير والتنظيم الذاتي لمهنة الصحافة والنشر، لاسيما الفصول 25 و27 و28، واستنادا إلى خلاصات عمل اللجنة المؤقتة لتسيير قطاع الصحافة والنشر طبقا لمقتضيات القانون رقم 15.23 المحدث لها، ووعيا بالحاجة إلى تأمين استمرارية المجلس في مهمته المتمثلة في التنظيم الذاتي للمهنة والرقي بأخلاقياتها وتحصين القطاع بكيفية ديمقراطية ومستقلة. وأضاف أن مشروع هذا القانون يهدف إلى تكريس المكتسبات التي حققها القانون رقم 90.13 الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.16.24 المؤرخ في 10 مارس 2016، حيث حافظ على الطابع المهني المستقل للمجلس، مع التأكيد على استمرارية اختصاصاته الجوهرية، ولاسيما في ما يتعلق بممارسة سلطته التنظيمية الذاتية على قطاع الصحافة والنشر.
دولي

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الجمعة 04 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة