على إثر الحدث الذي عاشته الثانوية التأهيلية الخوارزمي2 بنيابة مراكش يومي14و15مارس الجاري وتنويرا للرأي العام المحلي والجهوي والوطني كان لابد من استحضار المشاكل المتراكمة التي عرفتها المؤسسة منذ إحداثها خلال شهر شتنبر2010 سواء على مستوى البنية التحتية أو على مستوى الموارد البشرية.
فعلى مستوى البنية التحتية عانت المؤسسة ولازالت تعاني من مرافق مغشوشة البناء والتجهيز ، مرافق صحية لا تستجيب لحاجيات التلاميذ ،سور المؤسسة القصير لايحميها من اعتداءات محتملة من الغرباء ضد التلاميذ والعاملين، هندستها تبعث أحيانا على النفور.
على مستوى الموارد البشرية عانت المؤسسة خلال السنوات الماضية من خصاص مهول ينعكس بالسلب على السير العادي للدراسة وعلى نفسية التلاميذ حيث كان ذلك سببا في العنف المتولد لدى التلاميذ ضد المؤسسة كبناية وكمرافق وضد الطاقمين الإداري والتربوي بل حتى بين التلاميذ أنفسهم.
وكثيرة هي حالات العنف التي عاشتها المؤسسة خلال السنوات الماضية ولم يعرها الإعلام اهتماما كالذي نالته هذا الأسبوع إثر شجار ابتدأ بين زميلين في الدراسة بسبب لعبة كرة القدم بالملعب المحادي للمؤسسة مساء يوم الخميس13مارس الجاري ليتطور صبيحة يوم الجمعة 14 مارس حيث انهال أحدهم على زميله بالضرب أمام مرأى زملائه مما سيتسبب في إشعال فتيل سيمتد لهيبه إلى خارج المؤسسة مرة أخرى حيث ستحضر نعرة الأقران وكل يبحث عن نصرة زميله في القسم وهو ماحدى بأحد زملاء التلميذين بالنعرة لأحدهما ضد الآخر ويأخذ الثأر لزميله المضروب وذلك بحمله يوم السبت 15مارس على الساعة الحادية عشرة صباحا لسلاح أبيض عبارة عن "سكين" تحت إبطه ودخوله من باب المؤسسة باحثا عن خصم زميله، هنا شاهده زملاؤه المتواجدون بالساحة القريبة من الباب وخلف في صفوفهم حالة من الفزع والرعب جعلتهم يهرولون بالساحة.
وهنا تدخل أحد زملائه الذي تمكن من نزع هذا السلاح من زميله وأخبر الإدارة التربوية بهذا الحدث والتي اتخذت الإجراءات المناسبة بالإتصال بالسلطات المحلية والأمن قصد إخبارها بالحادث اتقاء لما يمكن أن يحدث خارج المؤسسة بعد خروج التلاميذ على الساعة الثانية عشرة بعد الزوال، وتمكن الجميع من أمن وسلطات محلية من الإنتقال إلى عين المكان لضمان الأمن للجميع والتأكد من عدم وجود السيوف والأسلحة المتنوعة كما جاء على لسان البعض.
هذا السلوك أثار حفيظة مجموعة من الأساتذة الغيورين وقرروا القيام بوقفة احتجاجية يوم الإثنين 17مارس من أجل توفير الأمن، وهذا ما تم بالفعل,
وبمجرد علمها بالخبر أرسلت النيابة الإقليمية لجنة نيابية جالست الطاقمين الإداري والتربوي واستمعت للمشاكل التي تعاني منها المؤسسة كما حضرت الدوائر الأمنية التي تتبعت الوضع عن كتب وقامت بواجبها.
كما قام النائب الإقليمي بزيارة للمؤسسة مساء يوم أمس حيث اجتمع هو الآخر بطاقمي المؤسسة واستمع لمجموعة من المشاكل التي تعاني منها المؤسسة وبرهن على رغبته في حلها.
وهنا لابد من وضع القارئ الكريم أمام حقيقة مفادها أن المؤسسة وبعد انتقال مديرها السابق إلى نيابة أكادير - والذي حاول البعض الزج به في السجن إثر اتهامه بالتحرش الجنسي – والتحاق مدير جديد بالمؤسسة انتقل إليها من إحدى الثانويات بمراكش بدأت تتخلص من مجموعة من الظواهر السلبية المتفشية داخلها سواء على مستوى استغلال مرافقها أو على مستوى تأمين زمن التعلمات بالنسبة للتلاميذ.
كل ذلك تم بفضل تكاثف الجهود بين المدير الجديد وطاقميه الإداري والتربوي الذين تجمعهما الغيرة على المؤسسة والمضي قدما بها نحو الأحسن،وقد يكون هذا هو الدافع من وراء هذا التحجيم الإعلامي لهذا الحدث العارض قصد الإبقاء على الصورة التي ألفها البعض على هذه المؤسسة الفتية كمادة دسمة لبعض المنابر الإعلامية.