وطني

حضور رئيس الحكومة للبرلمان : واجب سياسي أولا


ادريس الاندلسي نشر في: 25 يوليو 2022

تناولت جلسة مجلس النواب يوم الإثنين موضوع حضور رئيس الحكومة في إطار اللقاء الشهري لهذا المجلس معه. و كالعادة ظهرت نرفزة كبيرة في أغلب المتدخلين من صفوف الأغلبية التي تكفلت بالرد على تدخلات المعارضة. الحضور الشهري ينظمه الدستور و القانون الداخلي للمجلس و سبق للمجلس الدستوري أن تتطرق لهذا الموضوع.من تابع ما دار في بداية الجلسة البرلمانية يتبين له أن الممارسة السياسية لا زالت هجينة لدينا. نعتمد قوانين كثيرة و نعبر عن التشبت بالحوار الديمقراطي بين المؤسسات و مع المواطنين ، و لكننا نعيش بثقافة سياسية فقيرة تعتمد السير وراء التوجيهات و الدعم غير المشروط للانتماء الحزبي و القبلي و المصلحي و بالطبع لكل الوسائل التكتيكية السياساوية. أن ينص الدستور في المادة 100على خلق جو يضمن جودة العمل البرلماني و يعطي للمحاسبة السياسية معنى حقيقيا ثم يربط القانون الداخلي تنزيل المضمون بشروط فذلك غير مجد. حين يأتي رئيس الحكومة للبرلمان، فإن ذلك يضمن تواصلا مباشرا مع رئيس السلطة التنفيذية. و لكن ثقافة ممارسة السياسة تحكمها هموما أخرى. و هكذا جاء القانون الداخلي لمجلس النواب لكي يفرغ المادة الدستورية من ثقلها السياسي. حضور رئيس الحكومة يتحكم فيه مكتب المجلس. يمكن تقديم طلب حضور الرئيس إلى رئاسة المجلس و هنا قد يبدأ عمل تقييم في الكواليس السياسية حول جدوى أو خطورة الحضور. ثم تأتي مرحلة الرفض أو القبول للطلب بعد تقديم أسباب الرفض و تكييفه حسب أحوال المناخ السياساوي.السؤال المطروح كان من المفروض أن يكون فرصة للتواصل مع النواب و الرأي العام في ظل ما نعيشه من توتر إجتماعي و الهجوم الذي استهدف رئيس الحكومة على الفضاء الأزرق و تراجع القدرة الشرائية للمواطنين. حضور رئيس الحكومة الشهري للمجلس ضروري و يجب أن يصبح موعدا قارا و غير مرتبط بشروط تخضع لمنطق الأغلبية العددية و التي يتبين أنه سبب في ضعف إيقاع التشريع ببلادنا و خصوصا على مستوى الإهتمام بمقترحات القوانين.حاولت بلادنا منذ تبني أول دستور غداة الاستقلال أن تغني الحياة السياسية بممارسات فضلى في دساتير بعض الدول و خصوصا تلك التي ضمها دستور فرنسا. و لكن واقع الممارسة ظل، في الغالب، محدودا في دائرة الشكل. رؤساء الحكومات في كثير من الدول يحضرون بشكل منتظم و يساهمون في الرد على بعض الأسئلة و لو كانت ذات طابع قطاعي. المشكل يقتضي أن تأخذ الحكومة الأمر محمل الجد. فحضور رئيس هذه الحكومة عنصر هام في ترسيخ الممارسة الديمقراطية داخل المؤسسات و خصوصا لدعم الوزراء خلال النقاشات حول تدبير السياسات العمومية القطاعية. حضور رئيس الحكومة للبرلمان يشكل كذلك عنصر متابعة للنقاش السياسي وقد ينعش الإهتمام بعمل المؤسسات.إذا استمر الغياب أو قل الحضور في مناخ إجتماعي صعب و انتظارات كبيرة للمواطنين و زادت معه أشكال النقد الموجه للمسؤولين السياسيين و على رأسهم رئيس الحكومة، فلننتظر احتقانات في ظل ضعف لأليات الوساطة الإجتماعية. لكل هذا لا يمكن تبرير عدم الحفاظ على الحضور الشهري لرئيس الحكومة للبرلمان بفرامل قانونية من صنع سياسي لا يتوافق مع ما ينتظر بلادنا من تحديات في إطار النموذج التنموي الجديد و المسار الذي تعرفه قضية وحدتنا الترابية و كافة الاكراهات التي فرضها المحيط الدولي. الأمر يحتاج إلى قرار سياسي يراعي المصلحة الوطنية و تغليبها على مصالح اقلية لا يهمها إلا تضخيم نصيبها من ثروات بلادنا.

تناولت جلسة مجلس النواب يوم الإثنين موضوع حضور رئيس الحكومة في إطار اللقاء الشهري لهذا المجلس معه. و كالعادة ظهرت نرفزة كبيرة في أغلب المتدخلين من صفوف الأغلبية التي تكفلت بالرد على تدخلات المعارضة. الحضور الشهري ينظمه الدستور و القانون الداخلي للمجلس و سبق للمجلس الدستوري أن تتطرق لهذا الموضوع.من تابع ما دار في بداية الجلسة البرلمانية يتبين له أن الممارسة السياسية لا زالت هجينة لدينا. نعتمد قوانين كثيرة و نعبر عن التشبت بالحوار الديمقراطي بين المؤسسات و مع المواطنين ، و لكننا نعيش بثقافة سياسية فقيرة تعتمد السير وراء التوجيهات و الدعم غير المشروط للانتماء الحزبي و القبلي و المصلحي و بالطبع لكل الوسائل التكتيكية السياساوية. أن ينص الدستور في المادة 100على خلق جو يضمن جودة العمل البرلماني و يعطي للمحاسبة السياسية معنى حقيقيا ثم يربط القانون الداخلي تنزيل المضمون بشروط فذلك غير مجد. حين يأتي رئيس الحكومة للبرلمان، فإن ذلك يضمن تواصلا مباشرا مع رئيس السلطة التنفيذية. و لكن ثقافة ممارسة السياسة تحكمها هموما أخرى. و هكذا جاء القانون الداخلي لمجلس النواب لكي يفرغ المادة الدستورية من ثقلها السياسي. حضور رئيس الحكومة يتحكم فيه مكتب المجلس. يمكن تقديم طلب حضور الرئيس إلى رئاسة المجلس و هنا قد يبدأ عمل تقييم في الكواليس السياسية حول جدوى أو خطورة الحضور. ثم تأتي مرحلة الرفض أو القبول للطلب بعد تقديم أسباب الرفض و تكييفه حسب أحوال المناخ السياساوي.السؤال المطروح كان من المفروض أن يكون فرصة للتواصل مع النواب و الرأي العام في ظل ما نعيشه من توتر إجتماعي و الهجوم الذي استهدف رئيس الحكومة على الفضاء الأزرق و تراجع القدرة الشرائية للمواطنين. حضور رئيس الحكومة الشهري للمجلس ضروري و يجب أن يصبح موعدا قارا و غير مرتبط بشروط تخضع لمنطق الأغلبية العددية و التي يتبين أنه سبب في ضعف إيقاع التشريع ببلادنا و خصوصا على مستوى الإهتمام بمقترحات القوانين.حاولت بلادنا منذ تبني أول دستور غداة الاستقلال أن تغني الحياة السياسية بممارسات فضلى في دساتير بعض الدول و خصوصا تلك التي ضمها دستور فرنسا. و لكن واقع الممارسة ظل، في الغالب، محدودا في دائرة الشكل. رؤساء الحكومات في كثير من الدول يحضرون بشكل منتظم و يساهمون في الرد على بعض الأسئلة و لو كانت ذات طابع قطاعي. المشكل يقتضي أن تأخذ الحكومة الأمر محمل الجد. فحضور رئيس هذه الحكومة عنصر هام في ترسيخ الممارسة الديمقراطية داخل المؤسسات و خصوصا لدعم الوزراء خلال النقاشات حول تدبير السياسات العمومية القطاعية. حضور رئيس الحكومة للبرلمان يشكل كذلك عنصر متابعة للنقاش السياسي وقد ينعش الإهتمام بعمل المؤسسات.إذا استمر الغياب أو قل الحضور في مناخ إجتماعي صعب و انتظارات كبيرة للمواطنين و زادت معه أشكال النقد الموجه للمسؤولين السياسيين و على رأسهم رئيس الحكومة، فلننتظر احتقانات في ظل ضعف لأليات الوساطة الإجتماعية. لكل هذا لا يمكن تبرير عدم الحفاظ على الحضور الشهري لرئيس الحكومة للبرلمان بفرامل قانونية من صنع سياسي لا يتوافق مع ما ينتظر بلادنا من تحديات في إطار النموذج التنموي الجديد و المسار الذي تعرفه قضية وحدتنا الترابية و كافة الاكراهات التي فرضها المحيط الدولي. الأمر يحتاج إلى قرار سياسي يراعي المصلحة الوطنية و تغليبها على مصالح اقلية لا يهمها إلا تضخيم نصيبها من ثروات بلادنا.



اقرأ أيضاً
“اللسان الأزرق”.. بؤرة بتازة تهدد مجهود إعادة تشكيل قطيع الماشية
يسود تخوف في أوساط الفلاحين بنواحي تازة من اتساع لرقعة انتشار "اللسان الأزرق" في وسط المواشي. ودعت فعاليات محلية، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، للتدخل لتطويق البؤرة في كل من تاهلة والزراردة، قبل أن يتفشى الفيروس ويتحول إلى حالة وبائية قد تؤدي إلى تقويضُ المجهود الوطني الذي تم الشروع في بذله لإعادة تشكيل القطيع الوطني. من جانبه، دعا أحمد العبادي، البرلماني عن حزب "الكتاب" إلى التحرك على عدة واجهات، من بينها التحقق والمراقبة ورصد بؤر المرض، لتجنب انتشار المرض؛ واتخاذ تدابير الوقاية اللازمة؛ ومراجعة تركيبات التلقيح تبعاً لتطور أصناف مستجدة من مرض اللسان الأزرق؛ وإرشاد الفلاحين والكسابة إلى الطرق الأنسب للرعي السليم صحياًّ وإلى طرق الإعلام المبكِّر بالحالات والبؤر الممكن ظهورها، لا سيما بالنظر إلى أن هذا المرض حيواني صِرف ولا ينتقل إلى الإنسان ولا ينتقل بين الحيوانات إلا عن طريق لدغ الحشرات أو الاتصال المباشر بين الحيوانات.
وطني

مسؤول نقابي لـ”كشـ24″ يكشف أهمية قرار السماح بصفائح السير الدولي داخل المغرب
في خطوة تنظيمية جديدة، أعلنت وزارة النقل واللوجيستيك عن السماح لمستعملي الطريق داخل التراب الوطني باستعمال صفائح التسجيل الخاصة بالسير الدولي، في قرار يرتقب أن يسهم في تيسير تنقل المركبات بين المغرب وعدد من الدول الأوروبية، ويعزز التفاعل مع متطلبات ومعايير السلامة الطرقية العابرة للحدود. وفي هذا السياق اعتبر مصطفى شعون، الأمين العام للمنظمة الديمقراطية للنقل واللوجستيك متعددة الوسائط، في تصريحه لموقع كشـ24، أن القرار الذي اتخذته وزارة النقل واللوجستيك بالسماح لجميع مستعملي الطريق باستعمال صفيحة التسجيل الخاصة بالسير الدولي داخل التراب الوطني هو قرار عين الصواب، ويتماشى مع المقتضيات القانونية لمدونة السير والقرار الوزاري المنظم. وأوضح شعون، أن الخطوة التي قامت بها الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية لإخبار مستعملي الطريق، خاصة الذين ينوون السفر خارج أرض الوطن نحو أوروبا، تأتي في سياق تعزيز الوعي بضرورة احترام متطلبات السير الدولية، وملاءمة صفائح التسجيل مع المعايير المعمول بها في دول الاستقبال. وأشار المتحدث ذاته، إلى أن عددا من المواطنين لم يكونوا على دراية بضرورة تغيير صفيحة التسجيل إلى أخرى تتضمن حروفا لاتينية فقط، وهو ما خلق مشاكل في بعض الدول الأوروبية، خاصة بإيطاليا، التي تطبق القانون بصرامة، حيث يتم حجز المركبة لفترات طويلة قد تتجاوز الشهرين، وفرض غرامات في حال عدم توفر المركبة على صفيحة مطابقة. وأكد شعون أن هذا التوجه ينسجم مع الاتفاقيات الثنائية بين المغرب وعدد من الدول، ومع المعايير الدولية المعتمدة في مجال السلامة الطرقية، مشيرا إلى أن المنظمة كانت قد طالبت سابقا الوزارة والوكالة الوطنية للسلامة الطرقية بتوحيد صفائح التسجيل وفق معايير دولية، وتجاوز إشكالية الصفائح المزدوجة. وفي السياق ذاته، دعا مصرحنا إلى ضرورة إشراف وزارة النقل عبر الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية على توفير صفائح تسجيل موحدة ومعتمدة، يتم تسليمها مباشرة لمالكي المركبات عند الشراء، وفي حال التلف أو الضياع، تتم إعادة إصدارها وفق نفس المعايير، تماما كما هو الحال بالنسبة للبطائق الرمادية. وختم شعون تصريحه باعتبار القرار الأخير خطوة مهمة تحسب لوزارة النقل وتشكل تفاعلا واقعيا مع الإشكالات التي تواجه مستعملي الطريق، لاسيما الراغبين في مغادرة التراب الوطني نحو دول الاتحاد الأوروبي.
وطني

غياب الضحايا يؤخر جلسة التحقيق مع الطبيب النفسي المتهم بالاعتداء على المريضات
حدد قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بفاس، يوم الإثنين القادم، كموعد لجلسة تحقيق أخرى في قضية الطبيب النفسي المتابع في حالة اعتقال في قضية الاعتداء على مريضات يخضعن للعلاج في عيادته.وكان من المقرر أن يحضر الضحايا لجلسة تحقيق عقدت يوم أمس الأربعاء، لكن اللافت أن جل المريضات اللواتي سبق أن تم الاستماع إلى إفاداتهن من قبل عناصر الفرقة الجهوية للشرطة القضائية، تغيبن عن الجلسة، رغم توصلهن بالاستدعاء.وكانت النيابة العامة قد أمرت بفتح تحقيق في شكاية توصلت بها تتضمن معطيات خطيرة حول اعتداءات جنسية للطبيب في حق المريضات.وكشفت الأبحاث التي أجريت حول هذا الملف على أن الطبيب المتابع في حالة اعتقال، كان يناول الضحايا جرعات من المخدرات الصلبة، ويوهمهن أنها تدخل في إطار البروتكول العلاجي. كما كان يمارس طقوسا غريبة وهو يرتكب اعتداءاته في حقهن. واستعان بابنه عمه المعتقل بدوره لارتكاب هذه الاعتداءات.
وطني

شكاية للمنصوري تطيح برئيس وخمسة أعضاء بالدريوش
تسببت دعوى قضائية للمنسقة الوطنية لحزب البام، فاطمة الزهراء المنصوري، في تجريد رئيس جماعة قروية بإقليم الدريوش، من عضويته.وشمل القرار الصادر عن المحكمة الإدارية الاستئنافية بفاس، تجريد خمسة أعضاء آخرين من مهامهم بجماعة أزلاف. وسبق للمحكمة الإدارية الابتدائية بوجدة أن نظرت في هذا الملف وحكمت بتجريد المشتكى بهم من العضوية.واعتبر حزب الأصالة والمعاصرة أن المنتخبين المعنيين خالفوا التوجهات السياسية والتنظيمية للحزب، بعد تصويتهم ضد عضو آخر من الحزب تقدم لشغل منصب النائب الرابع للرئيس.وإلى جانب رئيس الجماعة، فقد شمل قرار التجريد النائب الأول للرئيس، وكاتب المجلس، وثلاثة مستشارين.
وطني

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الخميس 10 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة