جهوي

حبوب مهلوسة بالقاعدة العسكرية لابن جرير


كشـ24 نشر في: 27 أبريل 2015

حبوب مهلوسة بالقاعدة العسكرية لابن جرير

  ملف مثير ستشرع ابتدائية ابن جرير في مناقشة وقائعه ابتداء من زوال يوم الخميس القادم، المتهم الأول جندي بالقاعدة العسكرية الجوية السادسة بابن جرير تتابعه النيّابة العامة، في حالة اعتقال، بتهم ثقيلة تتعلق بـ"حيازة الأقراص المهلوسة وترويجها بين صفوف بعض الجنود، والسكر العلني، والفساد، وإعداد منزل للدعارة".

 

لائحة المتهمين المعتقلين تشمل أيضا صديقته المستخدمة بإحدى الصيدليات، والتي صرّح أمام الضابطة القضائية بأنه وعدها بالزواج متحايلا عليها لتزويده بالحبوب المهلوسة، التي كان يحصل عليها بدون مقابل ويبيعها لبعض أفراد القوات المسلحة الملكية وعناصر القوات المساعدة بالقاعدة العسكرية بخمسين درهما للقرص الواحد، قبل أن يتم توقيفه من طرف فرقة أمنية مشتركة مشكلة من الدرك الملكي وخمسة من عناصر الشرطة القضائية بابن جرير، في حدود الساعة الواحدة من صباح الجمعة ثالث أبريل الجاري، إثر مداهمة شقته التي كان يمضي بها ليلة صاخبة برفقة صديقته وجنديين آخرين وفتاة، و يحجزالدرك والشرطة لديه 95 قرصا مهلوسا من نوعي "فاليوم" و"نورداز".

 

المحكمة قررت متابعة المتهمين الثلاثة الآخرين، في حالة سراح، بتهمتي "السكر العلني، والتحريض على الفساد"،بينما رفضت، خلال الجلسة التي التأمت أول أمس الخميس،السراح المؤقت للمتهم الرئيس وخليلته ، التي تابعتها من أجل "السكر العلني،والفساد،ووخيانة الأمانة،وحيّازة الأقراص المهلوسة والمشاركة في ترويجها".

 

الجلسة الأخيرة لم تدم طويلا. فقد تأجل الملف لجلسة المقبل من أجل استدعاء الصيدلي ومستخدمةأخرى للاستماع إلى شهادتيهما، وإحضار السجل الخاص بمبيعات الحبوب المذكورة.

 

ليلة صاخبة

 

دقائق قليلة قبل انطلاق جلسة أول أمس دلف الجندي وصديقته تحت حراسة أمنية مشددة إلى قاعة الجلسات، لم يستغرق طويلا نقلهما من السجن نحو المحكمة، لأن المسافة بين المؤسستين لا تتجاوز أمتار قليلة، بقامته الفارعة وبنيته القوية وبشرته السمراء يبدو المتهم الأول مثل عداء أمريكي من أصول إفريقية، وبينما لا يظهر عليه كثيرا التعب والإرهاق، تبدو الظنينة منهارة وترتجف من الخوف والألم.

 

حتى في أسوأ الكوابيس لم يكن متخيلا أن تنتهي العلاقة بينهما خلف القضبان بدل بيت الزوجية، كان الوضع أحسن قبل ثلاثة أسابيع، عصر يوم الخميس ثاني أبريل الجاري أنهى"مراد.ف" (26 سنة) خدمته العسكرية اليومية وأقلته سيارة أجرة كبيرة من القاعدة العسكرية نحو مركز مدينة ابن جرير، المسافة التي لا تتجاوز 15 كيلومترا تستغرق نحو ربع ساعة، كان يتحرق شوقا للوصول إلى هدفه، رغم أنه بالكاد أمضى ساعات قليلة بمقر عمله، ما إن وصل إلى منزله وخلع بذلته العسكرية حتى غادر مجددا متوجها نحو محل لبيع المشروبات الكحولية غير بعيد عن محطة سيارات الأجرة الكبيرة بوسط المدينة.اقتنى قنينات متنوعة من الخمر التي اعتاد معاقرتها،ثم أقفل عائدا إلى منزله في الطابق الرابع من عمارات حي العمران.

 

دقائق قليلة بعد ذلك أجرى اتصالا هاتفيا بزميله بالقاعدة العسكرية الجوية السادسة، "نور الدين.س"، الذي غادر للتو مقر عمله، والذي أفصح له عن نيته بالسفر إلى  مراكش لقضاء ليلة  حمراء برفقة صديقته، التي تعمل نادلة بمقهى يتردد عليها بين الفينة والأخرى، غير أن "مراد"عرض على صديقه المبيت برفقة عشيقته بمنزله مقابل مبلغ 150 درهما، لم يتردد نور الدين طويلا.فقد وافق على العرض والتحق بصديقه في حدود الساعة السابعة مساء، حاملا معه قنينة نبيذ أحمر اقتناها من المحل نفسه لبيع الخمور، قبل أن تلتحق بهما صديقتيهما ساعة ونصف بعد ذلك. 

 

لم يمض وقت طويل حتى التحق بهم، في حدود الساعة العاشرة من نفس الليلة، جندي صديق آخر يُدعى "عبد الإله"،غادر القاعدة العسكرية بمبرر كي زيه العسكري،لتتحلق المجموعة كلها حول مائدة شراب على أنغام موسيقى صاخبة.

 

مداهمة أمنية

 

بينما كان الأصدقاء يمضون ليلتهم الحمراء، كان المركز القضائي بسرية الدرك الملكي بصدد إجراء آخر الترتيبات لتدخل أمني، كان مقررا أن ينهي تحقيقا استمر لأيام في شأن المعلومات التي توصل بها حول قيام أحد الجنود بترويج حبوب الهلوسة لبعض المدمنين عليها من عناصر القوات المسلحة العاملين بقاعدة ابن جرير العسكرية. 

 

التدخل الأمني المرتقب سبقته إجراءات من قبيل إخضاع المشتبه به للمراقبة الأمنية المستمرة، والتي أثمرت نتائج مذهلة.فقد كشفت للمحققين على أنه يكتري شقة بحي العمران، ويرتبط بعلاقة صداقة مع مستخدمة بإحدى صيدليات المدينة،والتي رجحت المعلومات الأمنية بأنها هي من تزوده بالأقراص.

 

منزل المتهم الأول لم يكن بمعزل عن المراقبة الأمنية.فقد تأكد المحققون بأن المستخدمة قد التحقت بالمنزل، الذي كان يعج بضيوف تتعالى ضحكاتهم وأصواتهم، بينما صدى الموسيقى الصاخبة يخترق الجدران.

 

بعد التدخل، تم اقتياد المتهمين الخمسة إلى مقر المركز القضائي، حيث تقرر وضعهم تحت تدابير الحراسة النظرية، قبل أن ينطلق الاستماع إليهم ابتداء من منتصف زوال اليوم نفسه، ليتم تقديمهم أمام النيابة العامة التي استنطقتهم، وأحالتهم على المحاكمة.

 

استنطاق المتهمين

 

صرح المتهم الأول أمام المحققين بأنه ينحدر من مدينة سلا، التي تابع دراسته بها حتى حدود السنة الرابعة إعدادي،قبل أن يلتحق، في سنة 2011، بالقوات المسلحة الملكية جنديا بسيطا بالقاعدة العسكرية الجوية السادسة بابن جرير،لا يتقاضى سوى 3000 درهم كمرتب شهري،يخصص منه ألف درهم لوالدته شهريا،ويكتري شقة بمبلغ 1100 درهم، علما بأنه مدمن على شرب الخمر ويتنقل يوميا من منزله باتجاه القاعدة العسكرية.

 

الحالة المادية المتدنية جعلت المتهم يفكر في طريقة تكسبه مالا وفيرا دون أن يبذل مجهودا كبيرا، فاهتدى إلى الارتباط بعلاقة صداقة بمستخدمة بإحدى الصيدليات، التي تكبره بـ 16 سنة، والتي أوهمها بعشقه الشديد لها، وأنه لم يعد بإمكانه الاستغناء عنها بعد علاقة عاطفية بينهما امتدت لمدة خمسة شهور، مقسما لها بأغلظ أيمانه بأنه عازم على الزواج منها متى تحسنت أوضاعه المادية، قبل أن ينتقل إلى مرحلة أخرى من خطته، عارضا عليها أن تزوده بالأقراص المهلوسة، التي أصبحت تمده بها بدون مقابل لمدة شهر تقريبا، إذ كان يروجها بين الجنود من خارج وحدته العسكرية بمبلغ خمسين درهما للقرص الواحد،وهو ما مكنه من تحقيق أرباح بددت ضائقته المالية.

 

من جهتها، صرحت المتهمة بأنها تابعت دراستها حتى مستوى السنة الثانية ثانوي، وأنها تعمل بصيدلية بأجر شهري قدره ألفي درهم، موضحة بأن ارتبطت بعلاقة صداقة مع الجندي المتهم، رغم علمها بكونه متزوجا من سيدة بمدينة سلا بطريقة سرية وبدون حصوله على رخصة إدارية من القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية.

 

وأضافت بأنها أصبحت مغرمة بالمتهم لدرجة أنها أصبحت تنفق عليه من مالها الخاص، موضحة بأنه استغل هذه الوضعية ليطالبها بتزويده بحبوب الهلوسة من الصيدلية التي تعمل بها دون أن يخبرها بما سيفعله بها،نافية علمها بترويجه للحبوب المذكورة،التي قالت بأنها سلمته ست علب منها بعدما وضعت مقابلها المادي بصندوق الصيدلية من مالها الخاص.

 

مواجهة حادة

 

الدفوع الشكلية التي تقدم بها الدفاع أرجأت المحكمة مناقشتها والبت فيها للجلسة القادمة، التي من المقرّر أن تكون فيها المواجهة حادة بين دفاع الأظناء وممثل الحق العام. فبينما عللت النيّابة العامة قرار متابعة المتهم الأول وخليلته،في حالة اعتقال، بما اعتبرته "خطورة الأفعال المرتكبة التي تمس بأجهزة الدفاع الحيوية للبلد، ولتوفر حالة التلبس، واعترافهما بالتهم المنسوبة إليهما"، تقدّم دفاع المتهمة المعتقلة بدفع شكلي التمس فيه السراح المؤقت لموكلته التي توجد في حالة صحية متدهورة وتعاني من مرض مزمن مدليا بملف طبي، ومعتبرا بأن الحديث عن خطورة الأفعال الإجرامية لا يستقيم في ظل ما اعتبره" اختلالات شكلية وإجرائية شابت محضر الضابطة القضائية الذي أنجزه المركز القضائي التابع لسرية الدرك الملكي بابن جرير".

 

وقد بررت الضابطة القضائية مداهمة شقة الظنين على الساعة الواحدة صباحا،بكونها أشعرت نائب وكيل الملك لدى ابتدائية ابن جرير، عبد الغني مصلي، الذي أمرها بعملية المداهمة والتفتيش مستندا إلى ظهير 21 ماي من سنة 1974، المتعلق بزجر الإدمان على المخدرات السامة ووقاية المدمنين عليها، والذي ينص في فصله العاشر على أنه "خلافا لمقتضيات الفصلين 62 و 64 من قانون المسطرة الجنائية، فإن ضباط الشرطة القضائية المؤهلين لإجراء أبحاث وتفتيشات في المنازل يجوز لهم القيام لأجل البحث عن الجنح المنصوص عليها في ظهيرنا الشريف هذا وإثباتها فقط، بأعمال التفتيش والحجز طبق الفصلين 61 و 62 من قانون المسطرة الجنائية ولو خارج الساعات القانونية بناء على إذن كتابي خاص يسلمه وكيل جلالة الملك".

 

في المقابل، يؤكد الدفاع الشكلية بأن الضابطة القضائية لم تكن تتوفر على إذن مكتوب من وكيل الملك،موضحا بأنه لا يمكن الشروع في تفتيش المنازل قبل الساعة السادسة صباحا وبعد التاسعة ليلا، ومضيفا بأن إشارة محضر الضابطة القضائية إلى أن المتهمين كانوا في حالة سكر طافح أثناء توقيفهم، كان يفترض أن يلتزم رجال الأمن والدرك الملكي بسلك مقتضيات قانون المسطرة الجنائية، والتي تنص في مثل هذه الحالات على ضرورة استدعاء شاهدين لحضور عملية التفتيش من غير الموظفين الخاضعين لسلطتهم، مستطردا بأن الضابطة القضائية لم تعرض المحجوزات على المتهمين، ولم تجر أي مواجهة بينهما في محضرها.

 

وأضاف الدفاع بأن المداهمة والتفتيش أجريا بشكل تعسفي وعشوائي ولم يحترما الضوابط القانونية، مفجرا مفاجأة من عيّار ثقيل حين صرح  بأن مؤازرته أكدت له خلال لقائه بها في إصلاحية ابن جرير،بأن بعض  رجال الأمن أشهروا أسلحتهم الوظيفية في وجه المتهمين أثناء توقيفهم.

 

دفاع المتهمة المعتقلة أثار أيضا عدم إشعار عائلتها بقرار وضعها رهن الحراسة النظرية، فضلا عن عدم توقيعها في محضر الاستماع إليها،حيث تمت الإشارة إلى أنها أبصمت رغم أنها تسحن القراءة والكتابة،كونها تابعت دراستها حتى حدود مستوى الباكالوريا.

 

وتساءل الدفاع عن الأساس القانوني الذي استندت إليه النيّابة العامة في متابعة المتهمة بخيانة الأمانة،في الوقت الذي أكد مشغلها في تصريحاته بمحضر الضابطة القضائية  بأنه لا يرغب في متابعتها قضائيا، رغم كل ما يمكن أن تتسبب فيه الأفعال المتهمة بها من أضرار على سمعة صيدليته. وخلص الدفاع على أن النيّابة العامة كان عليها أن تأمر بإجراء بحث تكميلي أو أن تحيل الملف على قاضي التحقيق.

عبد الرحمان البصري - أخبار اليوم
حبوب مهلوسة بالقاعدة العسكرية لابن جرير

  ملف مثير ستشرع ابتدائية ابن جرير في مناقشة وقائعه ابتداء من زوال يوم الخميس القادم، المتهم الأول جندي بالقاعدة العسكرية الجوية السادسة بابن جرير تتابعه النيّابة العامة، في حالة اعتقال، بتهم ثقيلة تتعلق بـ"حيازة الأقراص المهلوسة وترويجها بين صفوف بعض الجنود، والسكر العلني، والفساد، وإعداد منزل للدعارة".

 

لائحة المتهمين المعتقلين تشمل أيضا صديقته المستخدمة بإحدى الصيدليات، والتي صرّح أمام الضابطة القضائية بأنه وعدها بالزواج متحايلا عليها لتزويده بالحبوب المهلوسة، التي كان يحصل عليها بدون مقابل ويبيعها لبعض أفراد القوات المسلحة الملكية وعناصر القوات المساعدة بالقاعدة العسكرية بخمسين درهما للقرص الواحد، قبل أن يتم توقيفه من طرف فرقة أمنية مشتركة مشكلة من الدرك الملكي وخمسة من عناصر الشرطة القضائية بابن جرير، في حدود الساعة الواحدة من صباح الجمعة ثالث أبريل الجاري، إثر مداهمة شقته التي كان يمضي بها ليلة صاخبة برفقة صديقته وجنديين آخرين وفتاة، و يحجزالدرك والشرطة لديه 95 قرصا مهلوسا من نوعي "فاليوم" و"نورداز".

 

المحكمة قررت متابعة المتهمين الثلاثة الآخرين، في حالة سراح، بتهمتي "السكر العلني، والتحريض على الفساد"،بينما رفضت، خلال الجلسة التي التأمت أول أمس الخميس،السراح المؤقت للمتهم الرئيس وخليلته ، التي تابعتها من أجل "السكر العلني،والفساد،ووخيانة الأمانة،وحيّازة الأقراص المهلوسة والمشاركة في ترويجها".

 

الجلسة الأخيرة لم تدم طويلا. فقد تأجل الملف لجلسة المقبل من أجل استدعاء الصيدلي ومستخدمةأخرى للاستماع إلى شهادتيهما، وإحضار السجل الخاص بمبيعات الحبوب المذكورة.

 

ليلة صاخبة

 

دقائق قليلة قبل انطلاق جلسة أول أمس دلف الجندي وصديقته تحت حراسة أمنية مشددة إلى قاعة الجلسات، لم يستغرق طويلا نقلهما من السجن نحو المحكمة، لأن المسافة بين المؤسستين لا تتجاوز أمتار قليلة، بقامته الفارعة وبنيته القوية وبشرته السمراء يبدو المتهم الأول مثل عداء أمريكي من أصول إفريقية، وبينما لا يظهر عليه كثيرا التعب والإرهاق، تبدو الظنينة منهارة وترتجف من الخوف والألم.

 

حتى في أسوأ الكوابيس لم يكن متخيلا أن تنتهي العلاقة بينهما خلف القضبان بدل بيت الزوجية، كان الوضع أحسن قبل ثلاثة أسابيع، عصر يوم الخميس ثاني أبريل الجاري أنهى"مراد.ف" (26 سنة) خدمته العسكرية اليومية وأقلته سيارة أجرة كبيرة من القاعدة العسكرية نحو مركز مدينة ابن جرير، المسافة التي لا تتجاوز 15 كيلومترا تستغرق نحو ربع ساعة، كان يتحرق شوقا للوصول إلى هدفه، رغم أنه بالكاد أمضى ساعات قليلة بمقر عمله، ما إن وصل إلى منزله وخلع بذلته العسكرية حتى غادر مجددا متوجها نحو محل لبيع المشروبات الكحولية غير بعيد عن محطة سيارات الأجرة الكبيرة بوسط المدينة.اقتنى قنينات متنوعة من الخمر التي اعتاد معاقرتها،ثم أقفل عائدا إلى منزله في الطابق الرابع من عمارات حي العمران.

 

دقائق قليلة بعد ذلك أجرى اتصالا هاتفيا بزميله بالقاعدة العسكرية الجوية السادسة، "نور الدين.س"، الذي غادر للتو مقر عمله، والذي أفصح له عن نيته بالسفر إلى  مراكش لقضاء ليلة  حمراء برفقة صديقته، التي تعمل نادلة بمقهى يتردد عليها بين الفينة والأخرى، غير أن "مراد"عرض على صديقه المبيت برفقة عشيقته بمنزله مقابل مبلغ 150 درهما، لم يتردد نور الدين طويلا.فقد وافق على العرض والتحق بصديقه في حدود الساعة السابعة مساء، حاملا معه قنينة نبيذ أحمر اقتناها من المحل نفسه لبيع الخمور، قبل أن تلتحق بهما صديقتيهما ساعة ونصف بعد ذلك. 

 

لم يمض وقت طويل حتى التحق بهم، في حدود الساعة العاشرة من نفس الليلة، جندي صديق آخر يُدعى "عبد الإله"،غادر القاعدة العسكرية بمبرر كي زيه العسكري،لتتحلق المجموعة كلها حول مائدة شراب على أنغام موسيقى صاخبة.

 

مداهمة أمنية

 

بينما كان الأصدقاء يمضون ليلتهم الحمراء، كان المركز القضائي بسرية الدرك الملكي بصدد إجراء آخر الترتيبات لتدخل أمني، كان مقررا أن ينهي تحقيقا استمر لأيام في شأن المعلومات التي توصل بها حول قيام أحد الجنود بترويج حبوب الهلوسة لبعض المدمنين عليها من عناصر القوات المسلحة العاملين بقاعدة ابن جرير العسكرية. 

 

التدخل الأمني المرتقب سبقته إجراءات من قبيل إخضاع المشتبه به للمراقبة الأمنية المستمرة، والتي أثمرت نتائج مذهلة.فقد كشفت للمحققين على أنه يكتري شقة بحي العمران، ويرتبط بعلاقة صداقة مع مستخدمة بإحدى صيدليات المدينة،والتي رجحت المعلومات الأمنية بأنها هي من تزوده بالأقراص.

 

منزل المتهم الأول لم يكن بمعزل عن المراقبة الأمنية.فقد تأكد المحققون بأن المستخدمة قد التحقت بالمنزل، الذي كان يعج بضيوف تتعالى ضحكاتهم وأصواتهم، بينما صدى الموسيقى الصاخبة يخترق الجدران.

 

بعد التدخل، تم اقتياد المتهمين الخمسة إلى مقر المركز القضائي، حيث تقرر وضعهم تحت تدابير الحراسة النظرية، قبل أن ينطلق الاستماع إليهم ابتداء من منتصف زوال اليوم نفسه، ليتم تقديمهم أمام النيابة العامة التي استنطقتهم، وأحالتهم على المحاكمة.

 

استنطاق المتهمين

 

صرح المتهم الأول أمام المحققين بأنه ينحدر من مدينة سلا، التي تابع دراسته بها حتى حدود السنة الرابعة إعدادي،قبل أن يلتحق، في سنة 2011، بالقوات المسلحة الملكية جنديا بسيطا بالقاعدة العسكرية الجوية السادسة بابن جرير،لا يتقاضى سوى 3000 درهم كمرتب شهري،يخصص منه ألف درهم لوالدته شهريا،ويكتري شقة بمبلغ 1100 درهم، علما بأنه مدمن على شرب الخمر ويتنقل يوميا من منزله باتجاه القاعدة العسكرية.

 

الحالة المادية المتدنية جعلت المتهم يفكر في طريقة تكسبه مالا وفيرا دون أن يبذل مجهودا كبيرا، فاهتدى إلى الارتباط بعلاقة صداقة بمستخدمة بإحدى الصيدليات، التي تكبره بـ 16 سنة، والتي أوهمها بعشقه الشديد لها، وأنه لم يعد بإمكانه الاستغناء عنها بعد علاقة عاطفية بينهما امتدت لمدة خمسة شهور، مقسما لها بأغلظ أيمانه بأنه عازم على الزواج منها متى تحسنت أوضاعه المادية، قبل أن ينتقل إلى مرحلة أخرى من خطته، عارضا عليها أن تزوده بالأقراص المهلوسة، التي أصبحت تمده بها بدون مقابل لمدة شهر تقريبا، إذ كان يروجها بين الجنود من خارج وحدته العسكرية بمبلغ خمسين درهما للقرص الواحد،وهو ما مكنه من تحقيق أرباح بددت ضائقته المالية.

 

من جهتها، صرحت المتهمة بأنها تابعت دراستها حتى مستوى السنة الثانية ثانوي، وأنها تعمل بصيدلية بأجر شهري قدره ألفي درهم، موضحة بأن ارتبطت بعلاقة صداقة مع الجندي المتهم، رغم علمها بكونه متزوجا من سيدة بمدينة سلا بطريقة سرية وبدون حصوله على رخصة إدارية من القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية.

 

وأضافت بأنها أصبحت مغرمة بالمتهم لدرجة أنها أصبحت تنفق عليه من مالها الخاص، موضحة بأنه استغل هذه الوضعية ليطالبها بتزويده بحبوب الهلوسة من الصيدلية التي تعمل بها دون أن يخبرها بما سيفعله بها،نافية علمها بترويجه للحبوب المذكورة،التي قالت بأنها سلمته ست علب منها بعدما وضعت مقابلها المادي بصندوق الصيدلية من مالها الخاص.

 

مواجهة حادة

 

الدفوع الشكلية التي تقدم بها الدفاع أرجأت المحكمة مناقشتها والبت فيها للجلسة القادمة، التي من المقرّر أن تكون فيها المواجهة حادة بين دفاع الأظناء وممثل الحق العام. فبينما عللت النيّابة العامة قرار متابعة المتهم الأول وخليلته،في حالة اعتقال، بما اعتبرته "خطورة الأفعال المرتكبة التي تمس بأجهزة الدفاع الحيوية للبلد، ولتوفر حالة التلبس، واعترافهما بالتهم المنسوبة إليهما"، تقدّم دفاع المتهمة المعتقلة بدفع شكلي التمس فيه السراح المؤقت لموكلته التي توجد في حالة صحية متدهورة وتعاني من مرض مزمن مدليا بملف طبي، ومعتبرا بأن الحديث عن خطورة الأفعال الإجرامية لا يستقيم في ظل ما اعتبره" اختلالات شكلية وإجرائية شابت محضر الضابطة القضائية الذي أنجزه المركز القضائي التابع لسرية الدرك الملكي بابن جرير".

 

وقد بررت الضابطة القضائية مداهمة شقة الظنين على الساعة الواحدة صباحا،بكونها أشعرت نائب وكيل الملك لدى ابتدائية ابن جرير، عبد الغني مصلي، الذي أمرها بعملية المداهمة والتفتيش مستندا إلى ظهير 21 ماي من سنة 1974، المتعلق بزجر الإدمان على المخدرات السامة ووقاية المدمنين عليها، والذي ينص في فصله العاشر على أنه "خلافا لمقتضيات الفصلين 62 و 64 من قانون المسطرة الجنائية، فإن ضباط الشرطة القضائية المؤهلين لإجراء أبحاث وتفتيشات في المنازل يجوز لهم القيام لأجل البحث عن الجنح المنصوص عليها في ظهيرنا الشريف هذا وإثباتها فقط، بأعمال التفتيش والحجز طبق الفصلين 61 و 62 من قانون المسطرة الجنائية ولو خارج الساعات القانونية بناء على إذن كتابي خاص يسلمه وكيل جلالة الملك".

 

في المقابل، يؤكد الدفاع الشكلية بأن الضابطة القضائية لم تكن تتوفر على إذن مكتوب من وكيل الملك،موضحا بأنه لا يمكن الشروع في تفتيش المنازل قبل الساعة السادسة صباحا وبعد التاسعة ليلا، ومضيفا بأن إشارة محضر الضابطة القضائية إلى أن المتهمين كانوا في حالة سكر طافح أثناء توقيفهم، كان يفترض أن يلتزم رجال الأمن والدرك الملكي بسلك مقتضيات قانون المسطرة الجنائية، والتي تنص في مثل هذه الحالات على ضرورة استدعاء شاهدين لحضور عملية التفتيش من غير الموظفين الخاضعين لسلطتهم، مستطردا بأن الضابطة القضائية لم تعرض المحجوزات على المتهمين، ولم تجر أي مواجهة بينهما في محضرها.

 

وأضاف الدفاع بأن المداهمة والتفتيش أجريا بشكل تعسفي وعشوائي ولم يحترما الضوابط القانونية، مفجرا مفاجأة من عيّار ثقيل حين صرح  بأن مؤازرته أكدت له خلال لقائه بها في إصلاحية ابن جرير،بأن بعض  رجال الأمن أشهروا أسلحتهم الوظيفية في وجه المتهمين أثناء توقيفهم.

 

دفاع المتهمة المعتقلة أثار أيضا عدم إشعار عائلتها بقرار وضعها رهن الحراسة النظرية، فضلا عن عدم توقيعها في محضر الاستماع إليها،حيث تمت الإشارة إلى أنها أبصمت رغم أنها تسحن القراءة والكتابة،كونها تابعت دراستها حتى حدود مستوى الباكالوريا.

 

وتساءل الدفاع عن الأساس القانوني الذي استندت إليه النيّابة العامة في متابعة المتهمة بخيانة الأمانة،في الوقت الذي أكد مشغلها في تصريحاته بمحضر الضابطة القضائية  بأنه لا يرغب في متابعتها قضائيا، رغم كل ما يمكن أن تتسبب فيه الأفعال المتهمة بها من أضرار على سمعة صيدليته. وخلص الدفاع على أن النيّابة العامة كان عليها أن تأمر بإجراء بحث تكميلي أو أن تحيل الملف على قاضي التحقيق.

عبد الرحمان البصري - أخبار اليوم

ملصقات


اقرأ أيضاً
انقطاع مرتقب للتيار الكهربائي بعدة مناطق باقليم شيشاوة
جهوي

درك قلعة السراغنة يفك لغز جريمة قتل بشعة
قامت عناصر الدرك الملكي بقلعة السراغنة، أمس الأربعاء، بإحالة سيدة وعشيقها على أنظار الوكيل العام للملك، بعد انتهاء التحقيق معهما بخصوص تورطهما في جريمة قتل بشعة. ووفق المعطيات المتوفرة، فقد أظهرت التحقيقات الأولية  التي باشرتها عناصر الدرك الملكي بقلعة السراغنة أن سيدة أقدمت  رفقة عشيقها على استدراج طليقها إلى الحقل من أجل الانتقام منه. وشرع عشيق السيدة المذكورة في التشاجر مع الضحية، قبل أن ينهال عليه بعدة طعنات غادرة بواسطة سلاح أبيض. وقامت الطليقة بإنكار جميع التهم المنسوبة لها في البداية، لكنها سرعان ما اعترفت بالجريمة التي ارتكبت. وجرى، الأحد الماضي، العثور على جثة شخص في الأربعينيات من عمره، ملقاة في منطقة نائية بجماعة بني عامر على الطريق الرابطة بين قلعة السراغنة ومنطقة لبروج، حيث بدت عليها آثار ضرب شديد وكانت مضرجة في الدماء.
جهوي

مصدر مسؤول بمديرية التعليم بالرحامنة لـ”كشـ24″: لا تضييق على المتصرفين التربويين وأبواب الحوار مفتوحة
وجه مجموعة من المتصرفين التربويين بمديرية التعليم بإقليم الرحامنة، انتقادات شديدة اللهجة للمدير الاقليمي، متهمين اياه بالتحيز، واستغلال السلطة، وهو الأمر الذي اعتبروه خرقا لمبدأ الحياد وواجب التحفظ وممارساته للسياسات التضييقية ضد المتصرفين التربويين وحجر حقهم في النضال المشروع. وفي هذا السياق، أكد مصدر مسؤول بالمديرية الإقليمية للتعليم بالرحامنة، في تصريحه لموقع "كشـ24"، أنه من حق المتصرفين التربويين التعبير عن مطالبهم والدفاع عنها طالما يعتبرونها مشروعة، مشيرا إلى أن هذه المطالب تندرج في الغالب ضمن الإطار المهني. وأوضح المصدر ذاته أن المديرية عملت، خلال الأسابيع الماضية، على إدراج مطالب المديرات والمديرين ضمن جدول أعمال اجتماع رسمي، حيث جرى مناقشتها بشكل مسؤول وجدي، مؤكدا في السياق ذاته أن أبواب الحوار تظل مفتوحة أمام جميع المتصرفين، وأن المديرية نظمت سلسلة من اللقاءات التواصلية مع مختلف الفاعلين التربويين بالإقليم. وأضاف المصدر أن المطالب ذات الطابع الوطني تظل من اختصاص الجهات المركزية، مبرزا أن المدير الإقليمي يشتغل في انسجام تام مع التوجيهات الوزارية، ويحرص على بناء علاقة مهنية قائمة على التفاهم والتعاون مع المتصرفين التربويين، باعتبارهم امتدادا للمديرية داخل المؤسسات التعليمية. وختم المصدر تصريحه بالتأكيد على أن جميع الأطر والهيئات لها كامل الحق في المطالبة بتحقيق وتنزيل مطالبها المشروعة على أرض الواقع، لما لذلك من دور أساسي في تجويد المنظومة التعليمية وضمان تعليم يليق بكافة أبناء وبنات الشعب المغربي.
جهوي

حملات السلطات تغضب أصحاب “الكاروات” بقلعة السراغنة
شهدت مدينة قلعة السراغنة في الآونة الأخيرة تصاعدًا في الاحتجاجات من قبل أصحاب العربات المجرورة بالدواب، المعروفة محليًا بـ"الكاروات"، وذلك عقب الحملة الأمنية المكثفة التي انطلقت في 6 مايو 2025، والتي أشرفت عليها السلطات المحلية بتنسيق مع مصالح الأمن الوطني والجماعة الترابية، واستهدفت تنظيم حركة السير والجولان داخل المدينة ومكافحة ظاهرة العربات العشوائية التي تشوه المنظر العام وتعرقل المرور. أعرب العديد من أصحاب العربات عن استيائهم من الإجراءات المتخذة، معتبرين أن الحملة تستهدف مصدر رزقهم الوحيد. وأشاروا إلى أن العديد منهم يعتمدون على هذه العربات في نقل البضائع والركاب، خاصة في المناطق النائية حيث تفتقر وسائل النقل الحديثة. كما أبدوا قلقهم من عدم وجود بدائل اقتصادية واجتماعية تضمن لهم دخلاً ثابتًا في ظل الظروف الحالية. وطالب المحتجون بضرورة توفير حلول بديلة تضمن لهم الاستمرار في عملهم دون المساس بمصالحهم. كما دعوا إلى فتح حوار مع السلطات المحلية لإيجاد آليات تنظيمية تسمح لهم بمزاولة نشاطهم بشكل قانوني وآمن، مع احترام القوانين المعمول بها في المدينة. ومن جانبها، أكدت السلطات المحلية أن الحملة تهدف إلى تحسين المشهد الحضري وتنظيم حركة السير، وأنها ستتواصل خلال الأيام والأسابيع المقبلة. وأشارت إلى أن العربات المحجوزة ستخضع للتعامل وفقًا للمساطر القانونية، مع ضمان احترام حقوق أصحابها وتوثيق كافة مراحل العملية. رغم هذه الجهود، لا تزال ظاهرة العربات المجرورة بالدواب تشكل تحديًا أمام السلطات المحلية، مما يستدعي تكثيف الحملات التوعوية والزجرية، وتعزيز التعاون بين مختلف المتدخلين لضمان تطبيق القانون والحفاظ على النظام العام بالمدينة.
جهوي

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الجمعة 09 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة