خفت التصعيد الذي نهجه المجلس الحالي لمدينة فاس تجاه شركة التدبير المفوض لحافلات النقل الحضري. ولم تتغير وضعية الاهتراء الذي يعانيه هذا القطاع، رغم الوعود الكثيرة التي رفعها العمدة البقالي في هذا الشأن. وباشر آلاف الطلبة والتلاميذ بالمدينة دخولهم الدراسي الجامعي بخدمات حافلات مهترئة وأسطول محدود، وبأثمنة تذاكر ملتهبة.وكان العمدة البقالي قد أشهر التغريم والإنذار في وجه شركة "سيتي باص"، وذلك "عقابا" لها على عدم تنفيذ التزامات وردت في دفتر التحملات الذي يربطها بالجماعة. وبلغ العدد الإجمالي للغرامات حوالي 174 مليار سنتيم، حسب تصريحات سابقة للعمدة التجمعي. كما وجه للشركة إنذارات متكررة تطالبها بتنفيذ ما تضمنه تقرير قاتم للمجلس الجهوي للحسابات. وتم اللجوء في هذا الملف إلى تحكيم وزارة الداخلية.لكن وضع حافلات النقل الحضري ظل على ما هو عليه. وعلاوة على تهالك الأسطول، فإن ربط الكليات والمعاهد والمدارس بمختلف الأحياء السكنية محدود. ومقابل هذه الخدمات الضعيفة، فإن الشركة تفرض أثمنة ملتهبة للانخراط الشهري لفئة الطلبة والتلاميذ، رغم أنها تحظى، في هذا المستوى، بدعم من وزارة الداخلية.