السبت 18 مايو 2024, 16:14

وطني

جلالة الملك يوجه رسالة سامية للمشاركين في مؤتمر حوار الاديان بمراكش


كشـ24 | و.م.ع نشر في: 13 يونيو 2023

وجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، رسالة إلى المشاركين في أشغال المؤتمر البرلماني الدولي حول "حوار الأديان : لنتعاون من أجل مستقبل مشترك"، الذي انطلقت أشغاله اليوم الثلاثاء بمراكش.

وفي ما يلي نص الرسالة الملكية السامية، التي تلاها راشيد الطالبي العلمي رئيس مجلس النواب :

"الحمد لله، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه.

صاحب المعالي رئيس الاتحاد البرلماني الدولي،

أصحاب السعادة رؤساء المؤسسات التشريعية،

السادة ممثلي المؤسسات والهيئات الدينية،

حضرات السيدات والسادة،

يطيب لنا، أن نعرب لكم في البداية عن سعادتنا وتقديرنا الكبير لاختياركم أرض المملكة المغربية لعقد هذا المؤتمر الدولي الهام، المتفرد من حيث موضوع ه، والمتميز من حيث نوعية المشاركين فيه ؛ حيث يجمع لأول مرة البرلمانيين، باعتبارهم مشرعين وممثلين لشعوبهم، وعددا كبيرا من القيادات الدينية ومن العلماء والخبراء والباحثين المرموقين من شتى بقاع العالم، لتدارس وتبادل الآراء حول موضوع يكتسي راهنية كبرى وأهمية خاصة، يعي الجميع أبعادها في ظل السياقات الدولية والإقليمية التي تعرفون جميعكم سم ات ها.

وإننا إذ نرحب بجميع المشاركين في هذا الملتقى، لنشيد بمبادرة البرلمان المغربي والاتحاد البرلماني الدولي لعقد هذا المؤتمر، منوهين ب"حوار الأديان" اختيارا وجيها لموضوعه، ومحورا هاما لمداخلاته ومناقشاته ومداولاته، التي نأمل أن تسهم، عبر مخرجاتها وخلاصاتها وتوصياتها، في تجديد مقاربات ومناهج التعاطي مع مطلب حوار الأديان، وتحديد طبيعة العلاقات التي ينبغي أن تجمع أتباع الديانات المختلفة، وما ينبغي أن يسودها من وئام وسلام واحترام متبادل.

وما من شك في أن الاتحاد البرلماني الدولي قد راكم من الخبرة والتجربة - المستفادتين من مختلف اللقاءات والمؤتمرات والمنتديات التي دأب على عقدها، حول مواضيع وقضايا ترتبط على نحو جدلي بموضوع مؤتمركم هذا - ما يكفي لإغناء نقاشاتكم ومداولاتكم، وتقديم إضافات نوعية بفضل القوة الاقتراحية للمقاربات الجديدة التي ستقدمها عروض المؤتمر حول العلاقات بين الأديان، والتي ينبغي أن ترتكز على الحوار الجاد والهادف والبناء.

حضرات السيدات والسادة،

تواجه البشرية تحديات جساما، وتعيش حالة تدافع بين أزمات أمنية واقتصادية وسياسية وصحية وبيئية، وبين إرادات صادقة تسعى بكل ما أوتي ت من آليات وأدوات وطاقات من أجل التدبير والاحتواء والمعالجة. ولاشك أن مؤتمركم اليوم، يشكل أحد تجليات هذه الإرادة الجادة والصادقة، باعتباره ينخرط في تفكير جماعي يسعى إلى بلورة خطة عمل للبرلمانيين والفاعلين الدينيين، وطنيا ودوليا، مستحضرا خطورة الظرفية التي يمر بها عالمنا اليوم وهو يواجه دعوات التطرف والأنانية والكراهية والانغلاق، والأعمال الإرهابية التي تستغل السياقات الخاصة لاستنبات المشاريع التخريبية باسم الدين، والدين منها بريء.

وهكذا يتم توهيم الرأي العام، هنا وهناك، بأن الأمر يتعلق بصراع الديانات والحضارات. والحال - كما أك دنا منذ أكثر من عشرين عام ا، في افتتاح الدورة السابعة بعد المائة لمؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي - أن ما يعرفه عالمنا اليوم، إنما هو صراع جهالات لا ص دام حضارات.

حضرات السيدات والسادة،

إنه لمن المؤسف أن نظل ن سمع بحوادث العنف والاضطهاد والقتل بسبب العقيدة الدينية أو المذهبية، أو الانتماء الحضاري، وأن يصبح العداء للأديان مادة مفضلة من طرف البعض في المزايدات الانتخابية.

كما نأسف أيضا، أن ت ط ب ع فضاءات النقاش العمومي، بما في ذلك عدد من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، ومنابر عمومية، مع وصم الآخر بسبب الدين أو اللون أو الأصل، مع كل المخاطر التي يحملها ذلك على وعي وثقافة الناس، وعلى تأليب الرأي العام. وتحتفظ الذاكرة العالمية بأعمال الإبادة الجماعية، والحروب المدمرة التي كانت بداياتها خطابات وإيديولوجيات التعصب للعقيدة الدينية، أو للطائفة أو للعرق.

وعلى النقيض من مواثيق حقوق الإنسان الدولية، التي توافقت بشأنها المجموعة الدولية، تزدهر اليوم إديولوجيات وخطابات "اللامساواة الطبيعية" التي تصنف الناس حسب دياناتهم، وحسب أصلهم ولون بشرتهم، ويتم الت نظير لها والترويج لها على أن ها نظرية عادية ومشروعة.

إن الأمر يتعلق بمؤشرات جد سلبية على مستقبل العلاقات بين الأديان والحضارات، تتطلب تعبئة جميع الطاقات المؤمنة بالمساواة بين الديانات والحضارات وبين أبناء آدم، لقلب هذه المعادلة، واعتماد السياسات التي من شأنها وقف هذا التراجع الخطير في الوعي البشري.

ومما لا شك فيه، أن المؤسسات التي يمثلها المشاركون في هذا المؤتمر ت وجد في صلب المعركة النبيلة من أجل التفاهم والت سامح والتعايش، من خلال العمل المؤسساتي والتوعوي والتربوي. إذ أن التعصب لا يوجد في الأديان أو في الكتب الدينية، وإنما تحكمه المصالح التي يخفيها هذا التعصب. وليس ثمة أ د ل من كلام على تعظيم وحدة الأديان من قوله تعالى : ﴿ ق ول وا آم ن ا ب الل ه و م ا أ نز ل إ ل ي ن ا و م ا أ نز ل إ ل ى إ ب ر اه يم و إ س م اع يل و إ س ح اق و ي ع ق وب و ال أ س ب اط و م ا أ وت ي م وس ى و ع يس ى و م ا أ وت ي الن ب ي ون م ن ر ب ه م ل ا ن ف ر ق ب ي ن أ ح د م ن ه م و ن ح ن ل ه م س ل م ون ﴾ (البقرة الآية 136).

حضرات السيدات والسادة،

إن الصورة القاتمة التي يعيشها العالم اليوم بخصوص صراع المعتقدات، لا يمكن أن تحجب عنا الجوانب الإيجابية والمضيئة، والمبادرات المقدامة التي تسعى إلى تعزيز جسور التواصل، وترسيخ قيم التسامح والتفاهم والعيش المشترك بين مكونات المجتمع الدولي وبين أتباع ومعتنقي الديانات المختلفة. فمما يبعث على الارتياح، أن هناك في الغرب كما في الشرق، وفي الجنوب كما في الشمال، رجالا ونساء، من أصحاب الضمائر الحية ومن صناع القرار السياسي العقلاء، ومن أصحاب الرأي الحر والفكر المتنور، من يتحمل مسؤولية التصدي للكراهية، ويمد جسور الحوار والتفاهم بين مختلف الديانات والحضارات والثقافات.

وإننا لجد س ع د اء بأن تكونوا، أنتم المشاركين في هذا المنتدى جميعكم، جزءا من هذه النخب السياسية، ومن القيادات الدينية ومن المثقفين والمفكرين، الذين يؤمنون بأن الاستخلاف في الأرض، كما أراد ه الله عز وجل، هو من أجل التعارف والتعاون والعيش المشترك، في إطار الاختلاف الديني والعقدي، الذي هو مسؤولية وأمانة تقع على عاتق البشرية جمعاء.

كما أننا مقتنعون، بأنه إذا تحالفت الإرادات لدى هذه النخب، فإن الحوار بين الأديان وتكريس التعايش الإيجابي في ما بينها، والتفاهم والتعاون حول أهداف إنسانية، سيكون رافعة أساسية لتجنيب البشرية شرور الفتن والأوجاع والمعاناة.

ولن يتسنى لنا ذلك – وهذا من رهانات مؤتمركم – إلا إذا ربطنا القول بالفعل، وحرصنا على تجديد مفهوم الحوار بين الأديان، وتحقيق نقلة نوعية في الوعي الجماعي بأهمي ة الحوار والتعايش، وبمخاطر الاستمرار في منطق الانغلاق والتعصب والانطواء.

كما نتطلع إلى أن يقدم مؤتمر مراكش رد ا عقلانيا ورزينا ومقنع ا على نزوعات التعصب والكراهية والازدراء بالأديان، ومعاملة الناس حسب ديانتهم أو مذهبهم أو عرقهم أو بشرتهم.

وإننا لعلى يقين بأن تنوع مواقعكم وخلفياتكم السياسية والفكرية والدينية، يشكل عاملا حاسم ا لتحقيق هذا الطموح. فإذا كان البرلمانيون منكم يملكون سلطة المصادقة على التشريعات التي ت ي س ر الحوار وتدرأ خطابات الانطواء والتعصب وتزجرها، فإن لمسؤولي المؤسسات والقيادات الدينية وظيفة التوجيه والتوعية، وإعمال سلطاتهم الروحية، للتأطير والتحذير من الانزلاقات التي تعصف بالتعايش والحوار المثمر بين الأديان.

وينبغي كذلك أن ندرك بأن الشعور بالخوف من ديانة ما، أو بالأحرى التخويف منها، يتحول إلى حالة كراهية لمظاهر هذه الديانة والحضارة المرتبطة بها، ثم إلى التحريض ضد ها، ثم إلى تمييز وأعمال عنف. ومع كامل الأسف فإن العديد من المؤسسات الإعلامية التي تحظى بالمتابعة، لا تكرس في خطابها التحريري سوى إنتاج دوامة التعصب والتعصب المضاد.

حضرات السيدات والسادة،

إننا نتطلع إلى أن ي تو ج مؤتمركم بخطط عمل تضطلع المكونات الثلاث التي تمثلونها بأدوار حاسمة في إعمالها، على صعيد كل بلد وعلى الصعيد الدولي. وفي هذا الصدد، نؤكد أهمية إحداث آلية مختلطة، ينسق أعمال ها الاتحاد البرلماني الدولي، وتسعى إلى جعل الحوار بين الأديان هدف ا ساميا مشتركا بين مكونات المجموعة الدولية، ينبغي الدفاع عنه في المحافل الدولية، واعتباره أحد معايير الحكامة الديموقراطية في الممارسة البرلمانية، ومن مؤشرات احترام التعددية والتنوع الثقافي.

وإذا كان منطلق العيش المشترك هو أن يكون الدين حصنا ضد التطرف وليس م طية له، فإن ترسيخ هذا المبدإ، إلى جانب احترام الأديان الأخرى، يحتاج إلى جهد بيداغوجي تربوي تضطلع به المدرسة والجامعة ووسائل الإعلام، والمؤسسات الدينية وفضاءات النقاش العمومي المسؤول. لذلك فإننا نأمل أن تتضمن الوثيقة التي ستتوج أعمالكم اقتراحات عملية لتحقيق هذا الهدف.

ولعلكم، حضرات السيدات والسادة، في مواقع تجعلكم ت قدرون التداعيات المدمرة لعدم احترام الأديان وازدرائها، وحجم الكوارث الداخلية والعابرة للحدود التي يمكن أن تتسبب فيها، وكلفتها البشرية والمادية على الاستقرار الدولي الذي يعد شرط ا أساسيا للبناء المؤسساتي والديموقراطي وللتنمية والازدهار.

حضرات السيدات والسادة،

تحرص المملكة المغربية على أن تظل نموذج ا للدولة التي يتعايش على أرضها، في أخوة وأمان، معتنقو الديانات السماوية، وذلك وفاء منها لتاريخها العريق في التنوع والتعددية الدينية والثقافية التي ميزت الكيان المغربي منذ ق رون. فعلى هذه الأرض تعايش ويتعايش المسلمون واليهود والمسيحيون منذ قرون. وأرض المغرب هي التي استقبلت آلاف الأشخاص من المسلمين واليهود الذين فروا من الاضطهاد الديني من شبه الجزيرة الإيبيرية، خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر، ووفرت لهم الحماية الكريمة.

ويذكر التاريخ المعاصر لجد نا جلالة المغفور له الملك محمد الخامس طيب الله ثراه، الرعاية والحماية التي أحاط بها آلاف الأشخاص من معتنقي الديانة اليهودية، الفارين من اضطهاد حكومة فيشي المتحالفة مع النازية.

وقد واصل والدنا المنعم، جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، طيب الله ثراه، طيلة فترة توليه عرش أسلافه المنعمين، نفس النهج بالعناية بالمواطنين المغاربة معتنقي الديانة اليهودية، وظل حريصا على ترسيخ قيم التعايش والإخاء بين كافة المغاربة من مسلمين ويهود.

ويسجل التاريخ لجلالته أيضا أنه بادر – رحمة الله عليه – باستقبال قداسة البابا يوحنا بولس الثاني عام 1985، في أول زيارة يقوم بها قداسته لبلد إسلامي. وبعد أربعة وثلاثين عاما على هذه الزيارة التاريخية، استقبلنا، في مارس 2019، قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتكان، الذي دعوناه إلى زيارة رسمية للمغرب، إيمانا منا بن بل الحوار بين الأديان، وبأهمية توجيه جهود السلطات الدينية لخدمة السلم والتعاون والأخوة البشرية.

ومن جهة أخرى، حرصنا منذ تولينا العرش، على تعزيز روح الأخوة والتعايش والتعاون والتلاحم بين المغاربة، يهود ا ومسلمين، باعتبار ذلك من الركائز الأساسية للحضارة المغربية. ويزخر النسيج العمراني للمدن المغربية بصور ذات دلالات عظيمة، حيث تنتصب المساجد والبي ع والكنائس غير بعيدة عن بعضها البعض. ولا يتعلق الأمر فقط بضرورات التعمير التي فرضت هذا الجوار، وإنما يتعلق بأبعاد روحية وإنسانية وحضارية متأصلة في المجتمع المغربي، وبقيمة التسامح التي تميز مجتمعنا.

حضرات السيدات والسادة،

إذا كان الإسلام دين الدولة، فإن دستور المملكة يؤكد على أن "الدولة تضمن لكل واحد حرية ممارسة شؤونه الدينية". وكما نؤكد دائما، وبصفتنا ملكا للمغرب وأميرا للمؤمنين، فإننا مؤتمنون على ضمان حرية ممارسة الشعائر الدينية، ومؤتمنون على حماية اليهود والمسيحيين المغاربة القادمين من الدول الأخرى الذين يعيشون على أرض المغرب.

وبالارتكاز على التميز المغربي في التعايش الديني والاعتدال، فإنه من الطبيعي أن تكون المملكة المغربية من بين البلدان المبادرة إلى تأسيس آليات دولية للحوار الحضاري، وأخرى للتصدي للإرهاب والتشدد والتطرف، كما هو الشأن بالنسبة للمنتدى العالمي لتحالف الحضارات الذي عقد دورته التاسعة في نونبر 2022 بمدينة فاس، بكل ما تجسده هذه المدينة التاريخية من عراقة حضارية وتعايش ديني.

وقد كان حرص نا كبير ا على أن تكون للمملكة المغربية المساهمة المتميزة في تأسيس وهيكلة هذا المنتدى، وضمان انتظام أشغاله، إيمان ا من ا بأنه إطار يؤسس للمستقبل وللوفاق الحضاري، ويتوخى إقامة السلام وتيسير العيش المشترك.

وبنفس العزم والت صميم، ساهم المغرب في تأسيس آليات أخرى، ويساهم في تعزيز مكانتها وأدوارها، ويحتضن ملتقياتها، كما هو الشأن بالنسبة للمؤتمر الدولي لحوار الثقافات والأديان، ومؤتمر "حقوق الأقليات الدينية من الديار الإسلامية".

ومن جهة أخرى، لا تخفى عليكم المساهمة الحاسمة والفعالة للمغرب في تأسيس وهيكلة المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، الذي تولت المملكة المغربية رئاسته المشتركة لثلاث فترات، من 2015 إلى 2022. ويتعلق الأمر بسياسات إرادية تمليها علينا مسؤولياتنا والتزاماتنا إزاء المجتمع الدولي بكل مكوناته.

حضرات السيدات والسادة،

بقدر ما نحن مقتنعون بأهمية التعايش والحوار، ومتشبثون بقيم الاعتدال والتسامح ونبذ كل أشكال التعصب والكراهية والتطرف، فإننا مقتنعون أيضا بضرورة إعمال سياسات تيسر بلوغ هذه الأهداف. وفي هذا الصدد، نعتز في المغرب بما حققناه في مجال تدبير الحقل الديني، وبأداء المؤسسات التي سهرنا على إحداثها لهذا الغرض، بما في ذلك تلك المنصوص عليها في الدستور، وعلى الخصوص منها المجلس العلمي الأعلى ؛ الجهة الوحيدة المؤهلة لإصدار الفتاوي، درئا لأي زيغ أو انحراف عن مقاصدها.

كما يحق لنا أن نعتز أيضا بما ت نجزه مؤسسات التأطير الديني التي أحدثناها من أجل نشر قيم الاعتدال والتسامح والعيش المشترك. ويتعلق الأمر، خاصة بالرابطة المحمدية للعلماء، أحد الشركاء الرئيسيين في تنظيم مؤتمركم هذا، ومعهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات، ومؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة التي تتولى توحيد وتنسيق جهود العلماء المسلمين الأفارقة للتعريف بهذه القيم، وذلك التزام ا منا بواجب التضامن والتعاون الروحي مع أشقائنا في باقي البلدان الافريقية.

وعلينا أن ندرك أننا بنجاحنا في ترسيخ حوار منتج بين الأديان والحضارات، سنقدم أجوبة على العديد من المعضلات والتحديات التي تهدد مستقبل كوكبنا ومصير العيش المشترك. إننا جميعا في سفينة واحدة تواجه مصيرا مشتركا. وعلينا، أمام هذه التحديات، ت م ث ل العالم الذي سن و ر ث ه للأجيال المقبلة. وتلك مسؤولية البرلمانات والمؤسسات الدينية والنخب المثقفة، كما هي مسؤولية الحكومات والمجتمع المدني والإعلام.

وختاما، فإننا نجدد الترحيب بكم، ضيوفا كراما ببلدكم الثاني المغرب، بلد التسامح والتعايش والتنوع والإخاء، وأرض اللقاءات المثمرة بشأن أمهات القضايا، الهادفة لخدمة الإنسانية ومستقبلها، متمنين لأشغالكم كامل التوفيق والنجاح.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".

وجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، رسالة إلى المشاركين في أشغال المؤتمر البرلماني الدولي حول "حوار الأديان : لنتعاون من أجل مستقبل مشترك"، الذي انطلقت أشغاله اليوم الثلاثاء بمراكش.

وفي ما يلي نص الرسالة الملكية السامية، التي تلاها راشيد الطالبي العلمي رئيس مجلس النواب :

"الحمد لله، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه.

صاحب المعالي رئيس الاتحاد البرلماني الدولي،

أصحاب السعادة رؤساء المؤسسات التشريعية،

السادة ممثلي المؤسسات والهيئات الدينية،

حضرات السيدات والسادة،

يطيب لنا، أن نعرب لكم في البداية عن سعادتنا وتقديرنا الكبير لاختياركم أرض المملكة المغربية لعقد هذا المؤتمر الدولي الهام، المتفرد من حيث موضوع ه، والمتميز من حيث نوعية المشاركين فيه ؛ حيث يجمع لأول مرة البرلمانيين، باعتبارهم مشرعين وممثلين لشعوبهم، وعددا كبيرا من القيادات الدينية ومن العلماء والخبراء والباحثين المرموقين من شتى بقاع العالم، لتدارس وتبادل الآراء حول موضوع يكتسي راهنية كبرى وأهمية خاصة، يعي الجميع أبعادها في ظل السياقات الدولية والإقليمية التي تعرفون جميعكم سم ات ها.

وإننا إذ نرحب بجميع المشاركين في هذا الملتقى، لنشيد بمبادرة البرلمان المغربي والاتحاد البرلماني الدولي لعقد هذا المؤتمر، منوهين ب"حوار الأديان" اختيارا وجيها لموضوعه، ومحورا هاما لمداخلاته ومناقشاته ومداولاته، التي نأمل أن تسهم، عبر مخرجاتها وخلاصاتها وتوصياتها، في تجديد مقاربات ومناهج التعاطي مع مطلب حوار الأديان، وتحديد طبيعة العلاقات التي ينبغي أن تجمع أتباع الديانات المختلفة، وما ينبغي أن يسودها من وئام وسلام واحترام متبادل.

وما من شك في أن الاتحاد البرلماني الدولي قد راكم من الخبرة والتجربة - المستفادتين من مختلف اللقاءات والمؤتمرات والمنتديات التي دأب على عقدها، حول مواضيع وقضايا ترتبط على نحو جدلي بموضوع مؤتمركم هذا - ما يكفي لإغناء نقاشاتكم ومداولاتكم، وتقديم إضافات نوعية بفضل القوة الاقتراحية للمقاربات الجديدة التي ستقدمها عروض المؤتمر حول العلاقات بين الأديان، والتي ينبغي أن ترتكز على الحوار الجاد والهادف والبناء.

حضرات السيدات والسادة،

تواجه البشرية تحديات جساما، وتعيش حالة تدافع بين أزمات أمنية واقتصادية وسياسية وصحية وبيئية، وبين إرادات صادقة تسعى بكل ما أوتي ت من آليات وأدوات وطاقات من أجل التدبير والاحتواء والمعالجة. ولاشك أن مؤتمركم اليوم، يشكل أحد تجليات هذه الإرادة الجادة والصادقة، باعتباره ينخرط في تفكير جماعي يسعى إلى بلورة خطة عمل للبرلمانيين والفاعلين الدينيين، وطنيا ودوليا، مستحضرا خطورة الظرفية التي يمر بها عالمنا اليوم وهو يواجه دعوات التطرف والأنانية والكراهية والانغلاق، والأعمال الإرهابية التي تستغل السياقات الخاصة لاستنبات المشاريع التخريبية باسم الدين، والدين منها بريء.

وهكذا يتم توهيم الرأي العام، هنا وهناك، بأن الأمر يتعلق بصراع الديانات والحضارات. والحال - كما أك دنا منذ أكثر من عشرين عام ا، في افتتاح الدورة السابعة بعد المائة لمؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي - أن ما يعرفه عالمنا اليوم، إنما هو صراع جهالات لا ص دام حضارات.

حضرات السيدات والسادة،

إنه لمن المؤسف أن نظل ن سمع بحوادث العنف والاضطهاد والقتل بسبب العقيدة الدينية أو المذهبية، أو الانتماء الحضاري، وأن يصبح العداء للأديان مادة مفضلة من طرف البعض في المزايدات الانتخابية.

كما نأسف أيضا، أن ت ط ب ع فضاءات النقاش العمومي، بما في ذلك عدد من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، ومنابر عمومية، مع وصم الآخر بسبب الدين أو اللون أو الأصل، مع كل المخاطر التي يحملها ذلك على وعي وثقافة الناس، وعلى تأليب الرأي العام. وتحتفظ الذاكرة العالمية بأعمال الإبادة الجماعية، والحروب المدمرة التي كانت بداياتها خطابات وإيديولوجيات التعصب للعقيدة الدينية، أو للطائفة أو للعرق.

وعلى النقيض من مواثيق حقوق الإنسان الدولية، التي توافقت بشأنها المجموعة الدولية، تزدهر اليوم إديولوجيات وخطابات "اللامساواة الطبيعية" التي تصنف الناس حسب دياناتهم، وحسب أصلهم ولون بشرتهم، ويتم الت نظير لها والترويج لها على أن ها نظرية عادية ومشروعة.

إن الأمر يتعلق بمؤشرات جد سلبية على مستقبل العلاقات بين الأديان والحضارات، تتطلب تعبئة جميع الطاقات المؤمنة بالمساواة بين الديانات والحضارات وبين أبناء آدم، لقلب هذه المعادلة، واعتماد السياسات التي من شأنها وقف هذا التراجع الخطير في الوعي البشري.

ومما لا شك فيه، أن المؤسسات التي يمثلها المشاركون في هذا المؤتمر ت وجد في صلب المعركة النبيلة من أجل التفاهم والت سامح والتعايش، من خلال العمل المؤسساتي والتوعوي والتربوي. إذ أن التعصب لا يوجد في الأديان أو في الكتب الدينية، وإنما تحكمه المصالح التي يخفيها هذا التعصب. وليس ثمة أ د ل من كلام على تعظيم وحدة الأديان من قوله تعالى : ﴿ ق ول وا آم ن ا ب الل ه و م ا أ نز ل إ ل ي ن ا و م ا أ نز ل إ ل ى إ ب ر اه يم و إ س م اع يل و إ س ح اق و ي ع ق وب و ال أ س ب اط و م ا أ وت ي م وس ى و ع يس ى و م ا أ وت ي الن ب ي ون م ن ر ب ه م ل ا ن ف ر ق ب ي ن أ ح د م ن ه م و ن ح ن ل ه م س ل م ون ﴾ (البقرة الآية 136).

حضرات السيدات والسادة،

إن الصورة القاتمة التي يعيشها العالم اليوم بخصوص صراع المعتقدات، لا يمكن أن تحجب عنا الجوانب الإيجابية والمضيئة، والمبادرات المقدامة التي تسعى إلى تعزيز جسور التواصل، وترسيخ قيم التسامح والتفاهم والعيش المشترك بين مكونات المجتمع الدولي وبين أتباع ومعتنقي الديانات المختلفة. فمما يبعث على الارتياح، أن هناك في الغرب كما في الشرق، وفي الجنوب كما في الشمال، رجالا ونساء، من أصحاب الضمائر الحية ومن صناع القرار السياسي العقلاء، ومن أصحاب الرأي الحر والفكر المتنور، من يتحمل مسؤولية التصدي للكراهية، ويمد جسور الحوار والتفاهم بين مختلف الديانات والحضارات والثقافات.

وإننا لجد س ع د اء بأن تكونوا، أنتم المشاركين في هذا المنتدى جميعكم، جزءا من هذه النخب السياسية، ومن القيادات الدينية ومن المثقفين والمفكرين، الذين يؤمنون بأن الاستخلاف في الأرض، كما أراد ه الله عز وجل، هو من أجل التعارف والتعاون والعيش المشترك، في إطار الاختلاف الديني والعقدي، الذي هو مسؤولية وأمانة تقع على عاتق البشرية جمعاء.

كما أننا مقتنعون، بأنه إذا تحالفت الإرادات لدى هذه النخب، فإن الحوار بين الأديان وتكريس التعايش الإيجابي في ما بينها، والتفاهم والتعاون حول أهداف إنسانية، سيكون رافعة أساسية لتجنيب البشرية شرور الفتن والأوجاع والمعاناة.

ولن يتسنى لنا ذلك – وهذا من رهانات مؤتمركم – إلا إذا ربطنا القول بالفعل، وحرصنا على تجديد مفهوم الحوار بين الأديان، وتحقيق نقلة نوعية في الوعي الجماعي بأهمي ة الحوار والتعايش، وبمخاطر الاستمرار في منطق الانغلاق والتعصب والانطواء.

كما نتطلع إلى أن يقدم مؤتمر مراكش رد ا عقلانيا ورزينا ومقنع ا على نزوعات التعصب والكراهية والازدراء بالأديان، ومعاملة الناس حسب ديانتهم أو مذهبهم أو عرقهم أو بشرتهم.

وإننا لعلى يقين بأن تنوع مواقعكم وخلفياتكم السياسية والفكرية والدينية، يشكل عاملا حاسم ا لتحقيق هذا الطموح. فإذا كان البرلمانيون منكم يملكون سلطة المصادقة على التشريعات التي ت ي س ر الحوار وتدرأ خطابات الانطواء والتعصب وتزجرها، فإن لمسؤولي المؤسسات والقيادات الدينية وظيفة التوجيه والتوعية، وإعمال سلطاتهم الروحية، للتأطير والتحذير من الانزلاقات التي تعصف بالتعايش والحوار المثمر بين الأديان.

وينبغي كذلك أن ندرك بأن الشعور بالخوف من ديانة ما، أو بالأحرى التخويف منها، يتحول إلى حالة كراهية لمظاهر هذه الديانة والحضارة المرتبطة بها، ثم إلى التحريض ضد ها، ثم إلى تمييز وأعمال عنف. ومع كامل الأسف فإن العديد من المؤسسات الإعلامية التي تحظى بالمتابعة، لا تكرس في خطابها التحريري سوى إنتاج دوامة التعصب والتعصب المضاد.

حضرات السيدات والسادة،

إننا نتطلع إلى أن ي تو ج مؤتمركم بخطط عمل تضطلع المكونات الثلاث التي تمثلونها بأدوار حاسمة في إعمالها، على صعيد كل بلد وعلى الصعيد الدولي. وفي هذا الصدد، نؤكد أهمية إحداث آلية مختلطة، ينسق أعمال ها الاتحاد البرلماني الدولي، وتسعى إلى جعل الحوار بين الأديان هدف ا ساميا مشتركا بين مكونات المجموعة الدولية، ينبغي الدفاع عنه في المحافل الدولية، واعتباره أحد معايير الحكامة الديموقراطية في الممارسة البرلمانية، ومن مؤشرات احترام التعددية والتنوع الثقافي.

وإذا كان منطلق العيش المشترك هو أن يكون الدين حصنا ضد التطرف وليس م طية له، فإن ترسيخ هذا المبدإ، إلى جانب احترام الأديان الأخرى، يحتاج إلى جهد بيداغوجي تربوي تضطلع به المدرسة والجامعة ووسائل الإعلام، والمؤسسات الدينية وفضاءات النقاش العمومي المسؤول. لذلك فإننا نأمل أن تتضمن الوثيقة التي ستتوج أعمالكم اقتراحات عملية لتحقيق هذا الهدف.

ولعلكم، حضرات السيدات والسادة، في مواقع تجعلكم ت قدرون التداعيات المدمرة لعدم احترام الأديان وازدرائها، وحجم الكوارث الداخلية والعابرة للحدود التي يمكن أن تتسبب فيها، وكلفتها البشرية والمادية على الاستقرار الدولي الذي يعد شرط ا أساسيا للبناء المؤسساتي والديموقراطي وللتنمية والازدهار.

حضرات السيدات والسادة،

تحرص المملكة المغربية على أن تظل نموذج ا للدولة التي يتعايش على أرضها، في أخوة وأمان، معتنقو الديانات السماوية، وذلك وفاء منها لتاريخها العريق في التنوع والتعددية الدينية والثقافية التي ميزت الكيان المغربي منذ ق رون. فعلى هذه الأرض تعايش ويتعايش المسلمون واليهود والمسيحيون منذ قرون. وأرض المغرب هي التي استقبلت آلاف الأشخاص من المسلمين واليهود الذين فروا من الاضطهاد الديني من شبه الجزيرة الإيبيرية، خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر، ووفرت لهم الحماية الكريمة.

ويذكر التاريخ المعاصر لجد نا جلالة المغفور له الملك محمد الخامس طيب الله ثراه، الرعاية والحماية التي أحاط بها آلاف الأشخاص من معتنقي الديانة اليهودية، الفارين من اضطهاد حكومة فيشي المتحالفة مع النازية.

وقد واصل والدنا المنعم، جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، طيب الله ثراه، طيلة فترة توليه عرش أسلافه المنعمين، نفس النهج بالعناية بالمواطنين المغاربة معتنقي الديانة اليهودية، وظل حريصا على ترسيخ قيم التعايش والإخاء بين كافة المغاربة من مسلمين ويهود.

ويسجل التاريخ لجلالته أيضا أنه بادر – رحمة الله عليه – باستقبال قداسة البابا يوحنا بولس الثاني عام 1985، في أول زيارة يقوم بها قداسته لبلد إسلامي. وبعد أربعة وثلاثين عاما على هذه الزيارة التاريخية، استقبلنا، في مارس 2019، قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتكان، الذي دعوناه إلى زيارة رسمية للمغرب، إيمانا منا بن بل الحوار بين الأديان، وبأهمية توجيه جهود السلطات الدينية لخدمة السلم والتعاون والأخوة البشرية.

ومن جهة أخرى، حرصنا منذ تولينا العرش، على تعزيز روح الأخوة والتعايش والتعاون والتلاحم بين المغاربة، يهود ا ومسلمين، باعتبار ذلك من الركائز الأساسية للحضارة المغربية. ويزخر النسيج العمراني للمدن المغربية بصور ذات دلالات عظيمة، حيث تنتصب المساجد والبي ع والكنائس غير بعيدة عن بعضها البعض. ولا يتعلق الأمر فقط بضرورات التعمير التي فرضت هذا الجوار، وإنما يتعلق بأبعاد روحية وإنسانية وحضارية متأصلة في المجتمع المغربي، وبقيمة التسامح التي تميز مجتمعنا.

حضرات السيدات والسادة،

إذا كان الإسلام دين الدولة، فإن دستور المملكة يؤكد على أن "الدولة تضمن لكل واحد حرية ممارسة شؤونه الدينية". وكما نؤكد دائما، وبصفتنا ملكا للمغرب وأميرا للمؤمنين، فإننا مؤتمنون على ضمان حرية ممارسة الشعائر الدينية، ومؤتمنون على حماية اليهود والمسيحيين المغاربة القادمين من الدول الأخرى الذين يعيشون على أرض المغرب.

وبالارتكاز على التميز المغربي في التعايش الديني والاعتدال، فإنه من الطبيعي أن تكون المملكة المغربية من بين البلدان المبادرة إلى تأسيس آليات دولية للحوار الحضاري، وأخرى للتصدي للإرهاب والتشدد والتطرف، كما هو الشأن بالنسبة للمنتدى العالمي لتحالف الحضارات الذي عقد دورته التاسعة في نونبر 2022 بمدينة فاس، بكل ما تجسده هذه المدينة التاريخية من عراقة حضارية وتعايش ديني.

وقد كان حرص نا كبير ا على أن تكون للمملكة المغربية المساهمة المتميزة في تأسيس وهيكلة هذا المنتدى، وضمان انتظام أشغاله، إيمان ا من ا بأنه إطار يؤسس للمستقبل وللوفاق الحضاري، ويتوخى إقامة السلام وتيسير العيش المشترك.

وبنفس العزم والت صميم، ساهم المغرب في تأسيس آليات أخرى، ويساهم في تعزيز مكانتها وأدوارها، ويحتضن ملتقياتها، كما هو الشأن بالنسبة للمؤتمر الدولي لحوار الثقافات والأديان، ومؤتمر "حقوق الأقليات الدينية من الديار الإسلامية".

ومن جهة أخرى، لا تخفى عليكم المساهمة الحاسمة والفعالة للمغرب في تأسيس وهيكلة المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، الذي تولت المملكة المغربية رئاسته المشتركة لثلاث فترات، من 2015 إلى 2022. ويتعلق الأمر بسياسات إرادية تمليها علينا مسؤولياتنا والتزاماتنا إزاء المجتمع الدولي بكل مكوناته.

حضرات السيدات والسادة،

بقدر ما نحن مقتنعون بأهمية التعايش والحوار، ومتشبثون بقيم الاعتدال والتسامح ونبذ كل أشكال التعصب والكراهية والتطرف، فإننا مقتنعون أيضا بضرورة إعمال سياسات تيسر بلوغ هذه الأهداف. وفي هذا الصدد، نعتز في المغرب بما حققناه في مجال تدبير الحقل الديني، وبأداء المؤسسات التي سهرنا على إحداثها لهذا الغرض، بما في ذلك تلك المنصوص عليها في الدستور، وعلى الخصوص منها المجلس العلمي الأعلى ؛ الجهة الوحيدة المؤهلة لإصدار الفتاوي، درئا لأي زيغ أو انحراف عن مقاصدها.

كما يحق لنا أن نعتز أيضا بما ت نجزه مؤسسات التأطير الديني التي أحدثناها من أجل نشر قيم الاعتدال والتسامح والعيش المشترك. ويتعلق الأمر، خاصة بالرابطة المحمدية للعلماء، أحد الشركاء الرئيسيين في تنظيم مؤتمركم هذا، ومعهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات، ومؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة التي تتولى توحيد وتنسيق جهود العلماء المسلمين الأفارقة للتعريف بهذه القيم، وذلك التزام ا منا بواجب التضامن والتعاون الروحي مع أشقائنا في باقي البلدان الافريقية.

وعلينا أن ندرك أننا بنجاحنا في ترسيخ حوار منتج بين الأديان والحضارات، سنقدم أجوبة على العديد من المعضلات والتحديات التي تهدد مستقبل كوكبنا ومصير العيش المشترك. إننا جميعا في سفينة واحدة تواجه مصيرا مشتركا. وعلينا، أمام هذه التحديات، ت م ث ل العالم الذي سن و ر ث ه للأجيال المقبلة. وتلك مسؤولية البرلمانات والمؤسسات الدينية والنخب المثقفة، كما هي مسؤولية الحكومات والمجتمع المدني والإعلام.

وختاما، فإننا نجدد الترحيب بكم، ضيوفا كراما ببلدكم الثاني المغرب، بلد التسامح والتعايش والتنوع والإخاء، وأرض اللقاءات المثمرة بشأن أمهات القضايا، الهادفة لخدمة الإنسانية ومستقبلها، متمنين لأشغالكم كامل التوفيق والنجاح.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".



اقرأ أيضاً
تقرير لليونيسكو لتقييم مستوى جاهزية المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي
أشرفت وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، غيثة مزور، يومهُ الجمعة 17 ماي 2024، بمدينة الرباط، على مراسم الإطلاق الرسمي لتقرير اليونيسكو الخاص بتقييم مستوى جاهزية المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي، وذلك على هامش الندوة الوطنية حول الاستعمال والتطوير المسؤوليَن للذكاء الاصطناعي بالمغرب، بحضور غابرييلا راموس، المديرة العامة المساعدة للعلوم الاجتماعية والإنسانية باليونسكو. في كلمتها بالمناسبة، ذكرت مزور بكون المغرب إحدى البلدان الأوائل التي تنفذ توصية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) المتعلقة بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي. كما سلطت مزور الضوء على الدينامية التي تشهدُها المملكة في عدد من مجالات التكنولوجيا والرقمنة، ومن بينها الذكاء الاصطناعي، مع ضرورة أهمية تحديد الفرص والتحديات التي يطرحها. جدير بالذكر أن المملكة المغربية هي أول دولة إفريقية وعربية تشهدُ إصدار هذا التقرير، الذي يشيدُ بتفوق المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي على مستوى إفريقيا. هذا التقرير هو ثمرة لسلسة من اللقاءات التي عرفت إشراك القطاعين العام والخاص والمجال الأكاديمي تحت إشراف وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة.  
وطني

وفد برلماني مغربي يجري مباحاثات هامة بجمهورية الصين الشعبية
أجرى راشيد الطالبي العلمي رئيس مجلس النواب والوفد النيابي رفيع المستوى يمثل فرق الأغلبية والمعارضة، يوم الخميس 16 ماي 2024 بالصين، مباحثات مع تشاو لجي  Leji Zhao  رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، وكذا مع وانغ هونينغ  Wang Yang رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني.  بالإضافة إلى رئيس مجلس النواب، يضم الوفد النيابي المغربي كلا من السيد محمد شوكي رئيس فريق التجمع الوطني للأحرار، و أحمد تويزي رئيس فريق الأصالة والمعاصرة، وعبد الرحيم شهيد رئيس الفريق الاشتراكي – المعارضة الاتحادية، ورشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية، والنائب حسن بنعمر.وأوضح راشيد الطالبي العلمي والوفد المرافق، أن الزيارة تدخل في إطار ترسيخ رؤية قائدي البلدين، وتعزيز الصداقة المغربية الصينية والدفع بالتعاون بينهما في كافة المجالات وخاصة على المستوى البرلماني. من جهته رحب الجانب الصيني، برئيس مجلس النواب والوفد النيابي المرافق، وأكد أن البلدين من الدول القليلة في العالم  التي لديها حضارة وثقافة  تمتد لآلاف السنين، كما  لديهما مصالح مشتركة ويتقاسمان ذات القيم المرتبطة بإقامة علاقات دولية مبنية على السلم والأمن، واحترام سيادة الدول ووحدتها الترابية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وتسخير إمكانيات الشعوب من أجل التنمية والازدهار في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتبادل طلابي،  ومد الجسور على المستوى السياحي. كما تطرق الجانبان لعدد من القضايا والمواضيع ذات الاهتمام المشترك، وبحثا سبل توطيد العلاقات البرلمانية بين المؤسستين التشريعيتين في إطار مذكرة التفاهم التي تم التوقيع عليها سنة 2021، كما أعربا عن الإرادة القوية لتعزيز التعاون والتشاور البرلماني بين المؤسستين التشريعيتين وتقوية مجموعتي الصداقة البرلمانية بالبلدين.أجرى الوفد النيابي المغربي في إطار هده الزيارة لقاءا مع كل من  وانغ شياو هوي أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني بمقاطعة سيتشوان رئيس اللجنة الدائمة لمجلس نواب الشعب بالمقاطعة، ومع تشاو بي ده أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني بمقاطعة شنسي رئيس اللجنة الدائمة لمجلس نواب الشعب بالمقاطعة،  تم التباحث خلال اللقاءين  بالخصوص حول العلاقات التاريخية المتينة بين المغرب والصين وآفاق تعزيزها لخدمة التنمية والمصالح المشتركة للبلدين وكذا تبادل التجارب وتقاسم الخبرات في المجالات ذات الانشغال المشترك. وتجدر الإشارة إلى أنه بدعوة من رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني بجمهورية الصين الشعبية، يقوم وفد نيابي من الأغلبية والمعارضة برئاسة رشيد الطالبي العلمي رئيس مجلس النواب، بزيارة عمل إلى جمهورية الصين الشعبية، وذلك بهدف تعزيز العلاقات البرلمانية الثنائية المغربية –الصينية وكذا التنسيق في مختلف المحافل البرلمانية الدولية، ومد جسور الحوار والتواصل البرلماني الدائم بين المؤسستين التشريعيتين خاصة في القضايا ذات الانشغال المشترك. وكان رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني السيد LEJI ZHAOK، قد قام  بزيارة رسمية للمملكة المغربية، شهر ماي 2023، على رأس وفد رفيع المستوى، وذلك بدعوة من رئيس مجلس النواب بالمملكة المغربية.
وطني

هذا موعد انطلاق أولى جلسات محاكمة الناصري وبعيوي
حددت محكمة الاستئناف بالدار البيضاء تاريخ 23 ماي الجاري كموعد لانطلاق أولى جلسات محاكمة سعيد الناصري وعبد النبي بعيوي في ملف "إسكوبار الصحراء". ويتابع سعيد الناصري، رئيس نادي الوداد البيضاوي، بتهم مرتبطة بـ"جنحة محاولة تصدير المخدرات بدون تصريح ولا ترخيص والمشاركة فيها، والمشاركة في اتفاق قصد مسك المخدرات والاتجار فيها ونقلها وتصديرها، ومحاولة تصديرها، والنصب ومحاولة النصب، واستغلال النفوذ من طرف شخص متوليا مركزا نيابيا، وتزوير شيكات واستعمالها". هذا وقد جرت متابعة الناصري كذلك بـ"حمل الغير على الإدلاء بتصريحات وإقرارات كاذبة عن طريق الضغط والتهديد، إخفاء أشياء متحصل عليها من جنحة، وجنحة المشاركة في استيراد عملات أجنبية بدون تصريح عندما يفوق ما يعادل مبلغ 100 ألف درهم، وجنحة المشاركة في تسديد مباشر بالعملة لبضائع او خدمات داخل التراب الوطني"، بالإضافة لتهم التزوير في محرر رسمي باصطناع اتفاقات واستعماله، طبقا للفصلين 354 و356 من القانون الجنائي، والمشاركة في اتفاق قصد مسك المخدرات والاتجار فيها ونقلها وتصديرها، ومحاولة تصديرها طبقا للفصلين 2 و 5 من ظهير 21 ماي 1974". وفي السياق ذاته، يتابع عبد النبي البعيوي بمجموعة من التهم من بينها التزوير في محرر رسمي باصطناع اتفاقات واستعماله، طبقا للفصلين 354 و 356 من القانون الجنائي؛ الإرشاء، طبقا للفصلين 248 و251 (الفقرة (2) من القانون الجنائي الحصول على محررين يثبتان تصرفا وإبراء تحت الإكراه، طبقا للفصل 537 من القانون المشاركة في تزوير سجل عمومي، طبقا للفصلين 129 و352 من القانون الجنائي.  
وطني

المغاربة في المركز الرابع في قائمة أكثر مواطني العالم طلبا لتأشيرات شنغن
كشف موقع "SchengenVisaInfo" أن المغاربة قدموا 591 ألفا و404 طلبا من أجل الحصول على تأشيرة شنغن خلال عام 2023، ليحقق هذا العدد زيادة بنسبة 39.7 في المائة مقارنة بالعام 2022. وأوضح الموقع المتخصص في أخبار تأشيرات منطقة شنغن، استناداً إلى بيانات للمفوضية الأوروبية، أن المغاربة احتلوا المركز الرابع ضمن أكثر مواطني العالم طلباً للتأشيرات، وذلك بعد الصين التي تصدرت القائمة بـ1.11 مليون طلب، وتركيا (1.05 مليون)، والهند (966.000)؛ بينما جاءت روسيا بعد المغرب بـ520 ألفا و387 طلبا. وحسب نفس المصدر، فقد تجاوز عدد طلبات التأشيرة المقدمة عام 2023 على الصعيد العالمي 10.3 ملايين، ما يمثل زيادة بنسبة 37 في المائة عن عام 2022، تم قبول 82 في المائة منها (8.49 مليون تأشيرة)، بينما بلغ معدل القبول 78.4 في المائة سنة 2022.
وطني

افتتاح الدورة الخامسة لأيام الأبواب المفتوحة للأمن الوطني بأكادير
انطلقت أمس الخميس بأكادير، الدورة الخامسة لأيام الأبواب المفتوحة للمديرية العامة للأمن الوطني، تحت شعار "الأمن الوطني: مواطنة، مسؤولية وتضامن". وتهدف هذه التظاهرة الممتدة إلى غاية 21 ماي الجاري، إلى إطلاع الجمهور على كافة المهام التي تضطلع بها مختلف الوحدات والتشكيلات الأمنية واستعراض مختلف التجهيزات والمعدات المتطورة التي تتوفر عليها المديرية العامة للأمن الوطني، من أجل ضمان سلامة الأشخاص والممتلكات والحفاظ على النظام العام. وترأس حفل افتتاح هذه التظاهرة، التي تتزامن مع الاحتفال بالذكرى الـ68 لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني، وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، والمدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي. وتميز حفل انطلاق هذه الفعالية، التي عرفت حضور على الخصوص، عدد من أعضاء الحكومة، رئيس المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول) أحمد ناصر الريسي، الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، محمد بن علي كومان، وشخصيات قضائية ومدنية وعسكرية، باستعراض الوسائل اللوجستية والعملياتية لمختلف الوحدات الأمنية، فضلا عن عرض فيديو حول ولادة مدينة أكادير من جديد بعد زلزال 1960 وتدبير زلزال الحوز، إضافة إلى تقديم عرض احترافي حول تقنيات التدخل والدفاع عن النفس. كما تابع الحضور عرضا لشريط فيديو حول منصة الإبلاغ عن المحتوى الرقمي غير المشروع "إبلاغ" التي تتيح لمستخدمي الفضاء الرقمي الإبلاغ عن أي محتوى غير لائق أو غير مشروع يتم تداوله على شبكة الإنترنت وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، وذلك في إطار ضمان احترام البيانات الشخصية للمستخدمين. إثر ذلك، جرى تقديم عرض احترافي لكوكبة الدراجين وشريط فيديو لتمرين محاكاة مشترك للقوات الخاصة وخبراء من الشرطة العلمية والتقنية لتفكيك خلية إرهابية. وتميز حفل إنطلاق الدورة الخامسة أيضا، بعرض احترافي حول كيفية التعامل مع الأسلحة، وعرض شريط فيديو يسلط الضوء على النموذج المغربي للتدبير الأمني ​​للأحداث الكبرى، بالإضافة إلى عرض فني بطائرات بدون طيار، علاوة على توزيع أوسمة ملكية على عدد من موظفي الشرطة. ويتضمن فضاء هذه التظاهرة عدة أروقة وعروض خاصة بشرطة الخيالة، وكوكبة الدراجين، والحماية المقربة ووحدات التدخل، والرياضة والدفاع الذاتي، والشرطة التقنية. من جهة أخرى، سيتم بالمناسبة، تنظيم عدة محاضرات حول "تجربة القوات العمومية خلال تدبير زلزال الحوز"، "الذكاء الاصطناعي والأمن"،"النموذج المغربي لتدبير الأحداث الكبرى"،"دور علم الوراثة في التحقيقات الجنائية". وقد انطلقت هذه التظاهرة التواصلية سنة 2016 بمدينة الدار البيضاء، قبل أن تصبح حدثا سنويا يمكن المواطنين من مختلف الأعمار والفئات من اكتشاف الجوانب المتعددة لمهنة الشرطة والسماح بالتواصل بشكل مباشر مع الشرطيات والشرطيين من مختلف المجالات والتخصصات.
وطني

عامل إقليم سطات يدعو للتجند من أجل تأطير عملية الإحصاء العام للسكان
ترأس عامل صاحب الجلالة على إقليم سطات، إبراهيم أبوزيد، اليوم الخميس 16 ماي 2024، بمقر العمالة، اجتماعا خصص لتدارس الجوانب المنهجية والتنظيمية للإحصاء العام للسكان والسكنى 2024. وأوضح العامل في كلمته، أن إنجاز الإحصاء العام للسكان والسكنى برسم سنة 2024، خلال شهر شتنبر المقبل، والذي سيكون الإحصاء السابع من نوعه بالمملكة، طبقا للاستراتيجية الإحصائية التي وضعها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، والمتمثلة في إنجاز الإحصاء العام للسكان والسكنى على رأس كل عشر (10) سنوات بما يتوافق مع توصيات هيئة الأمم المتحدة في هذا الميدان، حيث تم إنجاز آخر إحصاء سنة 2014.وأكد العامل على أهمية هذه العملية الوطنية الكبرى، من أجل توفير قاعدة معطيات أساسية ومحينة حول مختلف المجالات الديمغرافية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، تمكن من التقييم الموضوعي لأداء السياسات العمومية في مجال التنمية، كما تشكل آلية ضرورية لإعداد مخططات جديدة ومستقبلية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية في إطار التحولات الكبرى التي تعرفها بلادنا تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة حفظه الله في شتى الميادين.وفي هذا الصدد، فإن إنجاز هذه العملية الوطنية تتطلب تعبئة جميع الموارد البشرية والوسائل المادية واللوجستيكية اللازمة على مستوى الإقليم وتوفير تنسيق فعال بين مختلف المصالح الخارجية للدولة والجماعات الترابية لضمان شروط نجاح هذا الإحصاء وفقا للخطة والبرنامج الزمني الذي أعدته المندوبية السامية للتخطيط.وتنفيذا للتوجيهات الملكية السامية، فقد وجه رئيس الحكومة بتاريخ 26 أبريل 2024، دورية إلى مختلف القطاعات الوزارية والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية من أجل الترخيص للموظفين والموظفات من أجل المشاركة في الإحصاء، وكذا السماح لطلبة التعليم العالي ومؤسسات التكوين المهني بالمشاركة في الإحصاء، ووضع مؤسسات التعليم والتكوين المهني، ومراكز الإيواء رهن إشارة المسؤولين الإقليميين المكلفين بإنجاز الإحصاء في الوقت المناسب، هذا إلى جانب إمداد السلطة الإقليمية بلائحة سيارات الدولة والجماعات الترابية الممكن تعبئتها لهذه العملية، ووضعها مع السائقين رهن الإشارة ما بين 25 غشت و02 أكتوبر 2024.وبهذه المناسبة، دعا العامل السلطات المحلية للتجند من أجل تأطير مختلف العمليات الميدانية، وجرد وسائل النقل المتاحة لدى الجماعات المحلية الممكن تسخيرها لهذه العملية، وكذا العمل على التعبئة الشاملة لأعوان السلطة من شيوخ ومقدمين من أجل مؤازرة الباحثين في الميدان وتسهيل مأموريتهم في التواصل مع الأسر.وقد عرف الاجتماع تقديم عرض بخصوص الترتيبات والتحضيرات الجارية لإنجاز هذا الإحصاء، قدمه المدير الإقليمي للإحصاء، حول "التحضيرات وكذا تقييم الحاجيات الضرورية على مستوى إقليم سطات". يشار إلى أن الاجتماع حضره رئيس المجلس الإقليمي للسطات. ورئيس جامعة الحسن الأول. والكاتب العام. ورئيس قسم الشؤون الداخلية. والسادة رؤساء المصالح الأمنية. والسادة الباشوات ورؤساء الدوائر. والعميدة والسادة العمداء والمدراء بجامعة الحسن الأول. والسيدات والسادة رؤساء المصالح الخارجية.
وطني

المغرب يستعد لتسلم طائرة كنادير جديدة لمواجهة الحرائق +صور
من المرتقب أن تستلم القوات المسلحة الملكية، طائرة “كنادير”جديدة يوم غد الجمعة، حيث سترفع هذه الطائرة الجديدة الأسطول المغربي إلى 7 طائرات قاذفة مائية متخصصة في مكافحة حرائق الغابات.  وحسب منتدى التواصل الاجتماعي ’’فار ماروك’’، المتخصص في القضايا العسكرية والدفاعية، فإن الطائرة، والتي هي من طراز ’’Canadair CL-215T’’ تحمل رمز التسجيل المغربي ’’CN-ATT’’، عبرت المحيط الأطلسي لتتوقف في مطار بجزر الأزور، بالبرتغال، قبل مواصلة الرحلة إلى المغرب.وأضاف المصدر ذاته، أن هذه الطائرة، التي ستكون القاذفة المائية السابعة للأسطول المغربي، من المقرر أن تهبط يوم الجمعة 17 ماي على مدرج القاعدة الجوية الثالثة للقوات الجوية الملكية بالقنيطرة.وباعتباره محورا أساسيا في مكافحة حرائق الغابات في المملكة، يضع المغرب أيضا أسطوله في خدمة البلدان الصديقة والحليفة التي تواجه هذا النوع من الكوارث.وكانت الشركة الكندية المصنعة للطائرة قد أعلنت في شهر أبريل الماضي، أنها ستقوم بإجراء التعديلات النهائية قبل تسليم “كنادير” للمغرب. وتعتبر هذه هي الطائرة الثانية في سلسلة من ثلاث طائرات كنداير التي طلبها المغرب، حيث كان لدى المملكة خمس طائرات من طراز ’’Canadair CL-415’’ خلال سنة 2022، ومنذ ذلك الحين، اتخذت المملكة استراتيجية طموحة لتحديث أسطولها، حيث أتى هذا النهج بثماره، نظرا لتزايد حرائق الغابات بالبلاد.
وطني

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

السبت 18 مايو 2024
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة