إقتصاد

تقرير يكشف أسباب تراجع مبيعات السيارات الجديدة في المغرب


كشـ24 | و.م.ع نشر في: 23 أغسطس 2022

تظهر الأرقام المتعلقة بسوق السيارات برسم النصف الأول من سنة 2022، عند الاستيراد والتصدير، دينامية متذبذبة، على الرغم من أن هذا القطاع الأساسي بالنسبة للاقتصاد المغربي قد أبان عن بعض القدرة على الصمود خلال الأزمة الصحية.وبعد سنتين من الجائحة تميزتا بإغلاق العديد من المصانع حول العالم، تأتي السياقات الجيوسياسية والصحية العالمية، التي تسببت في التضخم العالمي، لتجبر الشركات المصنعة على إعادة تنظيم عملياتها، بسبب انقطاع المدخلات، وتسبب اضطرابا في آفاق نمو قطاع السيارات العالمي. اضطراب سلاسل التوريد حول العالم، ولاسيما النقص في أشباه الموصلات، التي ارتفع الطلب عليها بشكل كبير عند إعادة فتح المصانع، يفرض على الشركات المصنعة العديد من التحديات التنظيمية الموجهة نحو الإدماج العمودي لوسائل الإنتاج، وقد قررت بعض الشركات تطوير مساراتها الخاصة جنبا إلى جنب مع التصميم والتجميع.ووفقا للإحصائيات الشهرية الصادرة مؤخرا عن جمعية مستوردي السيارات بالمغرب، فإن مبيعات السيارات الجديدة على التراب الوطني انخفضت بنسبة 11.03 في المائة خلال الأشهر السبعة الأولى من العام لتستقر عند 95 ألف و544 وحدة.وأوردت الجمعية أنه حسب الفئة، بلغ عدد التسجيلات الجديدة للسيارات الخاصة 85 ألفا و771 وحدة عند متم يوليوز 2022، أي بانخفاض نسبته 9,68 في المائة، في حين أن عدد التسجيلات المتعلقة بالسيارات النفعية الخفيفة بلغ 9773 وحدة (ناقص 21.34 في المائة). ويرجع هذا الأداء السلبي أساسا إلى حقيقة تباطؤ خطوط الإنتاج، مما يؤدي إلى نقص على مستوى العربات نفسها. ذلك أن الطلب موجود بالفعل، باستثناء أن الإشكال غير المسبوق والمتواصل في أشباه الموصلات والزيادة في تكلفة المكونات الأخرى، بما في ذلك المواد الأولية، يؤخر آجال تسليم العربات الجديدة، ويقلص تلقائيا العرض في السوق.وفي هذا السياق، اعتمد بعض المصنعين، ذوي الإنتاج المحدود بسبب ندرة المدخلات، استراتيجية "بيع أقل وكسب أكبر". واختارت الشركات، عبر هذه السياسة، إعطاء الأولوية للمكونات الإلكترونية للعربات الفاخرة، مع تدبير نقص توفر العربات عبر التخلي على الأعمال الترويجية والخصومات.وبحسب جليل بناني، الصحافي مقدم برنامج "M Auto" على القناة الإخبارية M24 TV، تجلت آثار السياق العالمي الحالي الذي أعقب الأزمة الصحية، من خلال النقص في التزويد بالمكونات مقابل طلب على السيارات عند مستوى مستقر، مشيرا إلى أن الصناعات تنظم نفسها حاليا وفق تدفقات ضيقة. وأوضح بناني في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الظرفية الاستثنائية التي تواجهها صناعة السيارات العالمية تبرر ارتفاع أسعار السيارات، والتي تفاقمت بسبب التكاليف اللوجستيكية وغلاء قطع غيار ومعدات السيارات، والتي تتعرض للتضخم على غرار باقي السلع الاستهلاكية.وتوقف الصحافي المتخصص، في جوابه عن سؤال حول ما إذا كان الوقت قد حان لتتسلم السيارات الكهربائية المشعل، عند الحواجز النفسية لدى المستهلكين بشأن كيفية اشتغال هذه العربات البديلة، بما في ذلك قلة محطات الشحن و"السعر غير التنافسي" لتلك السيارات، مبرزا كذلك أن المعادن التي تدخل في تصنيع بطارياتها تشهد بدورها ارتفاعات هائلة في أسعارها.وبغية مجابهة أزمة هذه المواد الأولية الاستراتيجية والتخفيف من انعكاسات الصراع الروسي-الأوكراني على صناعة السيارات، أكد بناني أن عددا من الفاعلين في مجال التجهيز والشركات الدولية يتجه نحو نقل أنشطته، بما في ذلك نحو المغرب، باعتباره الوجهة التي اختارتها بعض المجموعات من أجل تصنيع الأسلاك الكهربائية، وكذا أشباه الموصلات. وفي هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى التدشين الأخير ببوسكورة (الدار البيضاء) لخط إنتاج جديد للمكونات الإلكترونية لشركة STMicroelectronics (ST)، الرائد العالمي في مجال كهرباء السيارات، بالإضافة إلى نقل القدرات الإنتاجية الأوكرانية لـ "Leoni" نحو المغرب، وهو المورد المرجعي لصناع السيارات الأوروبيين في مجال الأسلاك والموصلات الكهربائية.وبالموازاة مع ذلك، عكست المذكرة الأخيرة لمكتب الصرف حول المؤشرات الشهرية للمبادلات الخارجية برسم شهر يونيو، دينامية إيجابية لقطاع السيارات الوطني. إذ ارتفعت صادراته بـ30,1 في المائة إلى 52,84 مليار درهم خلال النصف الأول من سنة 2022، أي إلى أعلى مستوياته خلال السنوات الخمسة الأخيرة برسم نفس الفترة.وعلاوة على ذلك، تظل آفاق صناعة السيارات المغربية، والتي تعد أول القطاعات المصدرة في البلاد (27 في المائة من الصادرات في سنة 2019) تدعو للتفاؤل بفضل مخطط الإنعاش الصناعي 2021-2023، الذي يروم رفع معدل الاندماج من 60 إلى 80 في المائة. ومن جهة أخرى، فإن الظرفية الراهنة المتسمة بندرة الموارد والترابط الحاصل بين الصناعات العالمية، تطرح بقوة مسألة السيادة الصناعية الوطنية، وتنطوي بالتالي على الاختيار بين الأهداف الاقتصادية قصيرة المدى والطموحات البيئية على المدى المتوسط.

تظهر الأرقام المتعلقة بسوق السيارات برسم النصف الأول من سنة 2022، عند الاستيراد والتصدير، دينامية متذبذبة، على الرغم من أن هذا القطاع الأساسي بالنسبة للاقتصاد المغربي قد أبان عن بعض القدرة على الصمود خلال الأزمة الصحية.وبعد سنتين من الجائحة تميزتا بإغلاق العديد من المصانع حول العالم، تأتي السياقات الجيوسياسية والصحية العالمية، التي تسببت في التضخم العالمي، لتجبر الشركات المصنعة على إعادة تنظيم عملياتها، بسبب انقطاع المدخلات، وتسبب اضطرابا في آفاق نمو قطاع السيارات العالمي. اضطراب سلاسل التوريد حول العالم، ولاسيما النقص في أشباه الموصلات، التي ارتفع الطلب عليها بشكل كبير عند إعادة فتح المصانع، يفرض على الشركات المصنعة العديد من التحديات التنظيمية الموجهة نحو الإدماج العمودي لوسائل الإنتاج، وقد قررت بعض الشركات تطوير مساراتها الخاصة جنبا إلى جنب مع التصميم والتجميع.ووفقا للإحصائيات الشهرية الصادرة مؤخرا عن جمعية مستوردي السيارات بالمغرب، فإن مبيعات السيارات الجديدة على التراب الوطني انخفضت بنسبة 11.03 في المائة خلال الأشهر السبعة الأولى من العام لتستقر عند 95 ألف و544 وحدة.وأوردت الجمعية أنه حسب الفئة، بلغ عدد التسجيلات الجديدة للسيارات الخاصة 85 ألفا و771 وحدة عند متم يوليوز 2022، أي بانخفاض نسبته 9,68 في المائة، في حين أن عدد التسجيلات المتعلقة بالسيارات النفعية الخفيفة بلغ 9773 وحدة (ناقص 21.34 في المائة). ويرجع هذا الأداء السلبي أساسا إلى حقيقة تباطؤ خطوط الإنتاج، مما يؤدي إلى نقص على مستوى العربات نفسها. ذلك أن الطلب موجود بالفعل، باستثناء أن الإشكال غير المسبوق والمتواصل في أشباه الموصلات والزيادة في تكلفة المكونات الأخرى، بما في ذلك المواد الأولية، يؤخر آجال تسليم العربات الجديدة، ويقلص تلقائيا العرض في السوق.وفي هذا السياق، اعتمد بعض المصنعين، ذوي الإنتاج المحدود بسبب ندرة المدخلات، استراتيجية "بيع أقل وكسب أكبر". واختارت الشركات، عبر هذه السياسة، إعطاء الأولوية للمكونات الإلكترونية للعربات الفاخرة، مع تدبير نقص توفر العربات عبر التخلي على الأعمال الترويجية والخصومات.وبحسب جليل بناني، الصحافي مقدم برنامج "M Auto" على القناة الإخبارية M24 TV، تجلت آثار السياق العالمي الحالي الذي أعقب الأزمة الصحية، من خلال النقص في التزويد بالمكونات مقابل طلب على السيارات عند مستوى مستقر، مشيرا إلى أن الصناعات تنظم نفسها حاليا وفق تدفقات ضيقة. وأوضح بناني في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الظرفية الاستثنائية التي تواجهها صناعة السيارات العالمية تبرر ارتفاع أسعار السيارات، والتي تفاقمت بسبب التكاليف اللوجستيكية وغلاء قطع غيار ومعدات السيارات، والتي تتعرض للتضخم على غرار باقي السلع الاستهلاكية.وتوقف الصحافي المتخصص، في جوابه عن سؤال حول ما إذا كان الوقت قد حان لتتسلم السيارات الكهربائية المشعل، عند الحواجز النفسية لدى المستهلكين بشأن كيفية اشتغال هذه العربات البديلة، بما في ذلك قلة محطات الشحن و"السعر غير التنافسي" لتلك السيارات، مبرزا كذلك أن المعادن التي تدخل في تصنيع بطارياتها تشهد بدورها ارتفاعات هائلة في أسعارها.وبغية مجابهة أزمة هذه المواد الأولية الاستراتيجية والتخفيف من انعكاسات الصراع الروسي-الأوكراني على صناعة السيارات، أكد بناني أن عددا من الفاعلين في مجال التجهيز والشركات الدولية يتجه نحو نقل أنشطته، بما في ذلك نحو المغرب، باعتباره الوجهة التي اختارتها بعض المجموعات من أجل تصنيع الأسلاك الكهربائية، وكذا أشباه الموصلات. وفي هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى التدشين الأخير ببوسكورة (الدار البيضاء) لخط إنتاج جديد للمكونات الإلكترونية لشركة STMicroelectronics (ST)، الرائد العالمي في مجال كهرباء السيارات، بالإضافة إلى نقل القدرات الإنتاجية الأوكرانية لـ "Leoni" نحو المغرب، وهو المورد المرجعي لصناع السيارات الأوروبيين في مجال الأسلاك والموصلات الكهربائية.وبالموازاة مع ذلك، عكست المذكرة الأخيرة لمكتب الصرف حول المؤشرات الشهرية للمبادلات الخارجية برسم شهر يونيو، دينامية إيجابية لقطاع السيارات الوطني. إذ ارتفعت صادراته بـ30,1 في المائة إلى 52,84 مليار درهم خلال النصف الأول من سنة 2022، أي إلى أعلى مستوياته خلال السنوات الخمسة الأخيرة برسم نفس الفترة.وعلاوة على ذلك، تظل آفاق صناعة السيارات المغربية، والتي تعد أول القطاعات المصدرة في البلاد (27 في المائة من الصادرات في سنة 2019) تدعو للتفاؤل بفضل مخطط الإنعاش الصناعي 2021-2023، الذي يروم رفع معدل الاندماج من 60 إلى 80 في المائة. ومن جهة أخرى، فإن الظرفية الراهنة المتسمة بندرة الموارد والترابط الحاصل بين الصناعات العالمية، تطرح بقوة مسألة السيادة الصناعية الوطنية، وتنطوي بالتالي على الاختيار بين الأهداف الاقتصادية قصيرة المدى والطموحات البيئية على المدى المتوسط.



اقرأ أيضاً
حجيرة: صادرات المغرب نحو مصر ستبلغ 5 مليارات درهم
كشف كاتب الدولة لدى وزير الصناعة والتجارة المكلف بالتجارة الخارجية، عمر حجيرة، أمس الاثنين، أن أنه من المتوقع أن تشهد قيمة الصادرات المغربية نحو السوق المصرية ارتفاعا، لتنتقل من 755 مليون درهم حاليا إلى 5 مليارات درهم، في أفق 2027. وأوضح حجيرة، في معرض رده على سؤال شفهي حول " نتائج المباحثات مع جمهورية مصر العربية بشأن تعزيز الصادرات المغربية"، تقدم به فريق التجمع الوطني للأحرار خلال جلسة الأسئلة الشفوية، أن وفدا مغربيا هاما، يضم أزيد من 40 من رجال ونساء الأعمال والمصدرين، قام بزيارة عمل إلى جمهورية مصر العربية، نهاية الأسبوع المنصرم، مشيرا إلى أن هذه الزيارة "أثمرت نتائج أولية مهمة، من أبرزها عقد أكثر من 200 لقاء مباشر بين الفاعلين الاقتصاديين من الجانبين، توجت باتفاقات مرحلية في أفق تفعيلها بشكل موسع على المدى القريب". وأضاف أن هناك إرادة قوية لتحسين الميزان التجاري بين البلدين، مبرزا بخصوص قطاع صناعة السيارات "وجود تطور ملحوظ، حيث انتقل عدد السيارات المغربية المصدرة إلى مصر من 400 وحدة إلى 3000 وحدة حاليا، مع إمكانية بلوغ 5000 وحدة خلال السنة الجارية، و8000 وحدة في أفق سنة 2026". وأكد حجيرة أن العلاقات التجارية بين المملكة المغربية وجمهورية مصر العربية "تشكل نموذجا للتعاون العربي ، حيث أن البلدين الشقيقين تجمعها روابط تاريخية ومصالح اقتصادية متبادلة".
إقتصاد

احتضان المغرب “لمونديال 2030” يسيل لعاب الشركات التركية
كشفت تقارير إعلامية أن كأس العالم 2030 المنظم بين إسبانيا والبرتغال والمغرب يثير اهتمام العديد من الشركات التركية التي تطمح لتوسيع نشاطها التصديري وترسيخ حضورها في مشاريع البنية التحتية والإنشاءات. وأوضح موقع "Hürriyet Daily News" التركي أن الشركات التركية تسعى إلى تأمين حصة من الاستثمارات والنفقات الكبيرة التي يُخطط لها المغرب وإسبانيا والبرتغال استعداداً لكأس العالم 2030. وأضاف الموقع أن مجموعة من شركات البناء التركية أرسلت وفودا إلى إسبانيا، كما أقامت ورش عمل في البرتغال، إلا أن التركيز الأكبر موجه نحو المغرب. وأكد عدنان أصلان، رئيس رابطة مصدري الفولاذ، أن المغرب يشكل فرصة ذهبية للشركات التركية في ظل الاستعدادات الحثيثة لاستضافة المونديال، حيث يتم تمديد خط القطار فائق السرعة لمسافة 200 كيلومتر، كما يجري بناء ملاعب جديدة، ومن المتوقع البدء في إنشاء فنادق ومجمعات سكنية جديدة. وأشار المتحدث إلى أن تركيا صدرت 150 ألف طن من الفولاذ إلى المغرب في عام 2024، إلا أن هذا الرقم ارتفع بشكل كبير خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام ليصل إلى أكثر من 291 ألف طن، بفضل الزخم المرتبط بالتحضيرات لكأس العالم. ومن جهة أخرى، أبرز جتين تكدلي أوغلو من رابطة مصدري المعادن والمعادن في إسطنبول (İMMİB) أن هناك طلباً كبيراً من السوق المغربية على مواد البناء والتجهيزات والأدوات. وقال: "نقوم بإرسال شركات عاملة في مجال مواد البناء والأثاث والتجهيزات لاستكشاف الفرص المتاحة."
إقتصاد

بلحداد لكشـ24: الصحراء المغربية تتحول إلى مركز جذب استراتيجي للاستثمارات العالمية
تشهد الأقاليم الجنوبية للمملكة تطورا لافتا في جاذبيتها الاستثمارية، مدفوعة بالاستقرار السياسي والبنيات التحتية المتقدمة والرؤية الملكية الطموحة لتنمية الصحراء، ومؤخرا، عرفت مدينة العيون زيارة هامة لوفد فرنسي رفيع المستوى، تم خلالها الإعلان عن استثمار ضخم من شأته ان يساهم في تحويل المنطقة إلى قطب اقتصادي صاعد ومحط أنظار شركاء دوليين جدد. وفي هذا السياق، سلط نور الدين بلحداد، أستاذ باحث بمعهد الداراسات الافريقية التابع لجامعة محمد الخامس، خلال تصريح لكش24، الضوء على التداعيات السياسية والاقتصادية للزيارة الأخيرة التي قام بها المدير العام للوكالة الفرنسية للتنمية إلى مدينة العيون، والتي أعلن خلالها عن استثمار فرنسي ضخم بقيمة 150 مليون يورو في الأقاليم الجنوبية للمملكة. واعتبر بلحداد أن هذه الزيارة تحمل في طياتها دلالات استراتيجية، وتؤكد أن الرؤية الملكية السامية، التي بنيت على مبادئ التنمية والوحدة الترابية، قد بدأت تجني ثمارها، كما شدد على أن هذه الخطوة تعد محطة مفصلية في مسار التصالح الفرنسي مع التاريخ والجغرافيا. وفي هذا السياق، أشار المتحدث ذاته، إلى أن فرنسا، التي كانت فاعلا أساسيا في رسم حدود المنطقة خلال الحقبة الاستعمارية، تعود اليوم بثقل اقتصادي ملموس لتؤكد أنها باتت على قناعة راسخة بعدم جدوى تجاهل السيادة المغربية على الصحراء، كما اعتبر أن هذا الاستثمار الضخم سيمثل حافزا لباقي الدول الأوروبية والأجنبية من مختلف القارات، للانخراط في دينامية الاستثمار في الأقاليم الجنوبية، خاصة في ظل الاستقرار السياسي والأمني الذي تنعم به المملكة. وأضاف بلحداد أن هذه المبادرة الفرنسية تتكامل مع الرؤية الملكية الخاصة بالمبادرة الأطلسية، والتي ترمي إلى تحويل الصحراء المغربية إلى بوابة اقتصادية نحو إفريقيا جنوب الصحراء، في إطار شراكات رابح-رابح تعزز مكانة المغرب كجسر للتعاون جنوب-جنوب وشمال-جنوب. وأشار بلحداد، إلى أن حجم الاستثمارات العمومية التي ضخها المغرب في الصحراء على مدى خمسة عقود، إضافة إلى المشاريع المهيكلة والمبادرات الملكية، قد حولت الأقاليم الجنوبية إلى قطب تنموي متكامل يغري رؤوس الأموال الأجنبية بالاستقرار والاستثمار. واعتبر مصرحنا، أن ما يميز هذه الدينامية هو الانخراط الفعلي لأبناء المنطقة في تسيير شؤونهم السياسية والاقتصادية، من خلال المجالس المنتخبة والمؤسسات الدستورية، مما يعكس نضج النموذج الديمقراطي المحلي. وختم بلحداد، تصريحه بالتأكيد على أن هذه الخطوة الفرنسية ستفتح بابا واسعا أمام مبادرات مماثلة من دول أخرى مثل ألمانيا، إيطاليا، بلجيكا، الولايات المتحدة، وبريطانيا، داعيا إلى اعتبار هذا التحول لحظة مفصلية في مسار تأكيد مغربية الصحراء على المستويين السياسي والاقتصادي، ومناسبة لتأكيد وحدة المغرب الترابية والثقة الدولية في مناخه الاستثماري.
إقتصاد

تقرير: المغرب يسعى لجعل وقود الطيران المستدام أصلا صناعيا واستراتيجيا
قال تقرير لمجموعة بوسطن الاستشارية، أن المغرب يسعى لجعل وقود الطيران المستدام أصلا صناعيا واستراتيجيا على المستوى الإقليمي، وذلك بفضل إمكاناته الفريدة في مجال الطاقة ورؤيته الاستراتيجية القادرة على جعله رائدا إقليميا في مجال الطيران النظيف. وبحسب دراسة أجرتها مجموعة بوسطن الاستشارية، يهدف المغرب إلى ترسيخ نفسه كلاعب رئيسي في التحول البيئي للنقل الجوي في سياق تسعى فيه صناعة الطيران العالمية بشكل عاجل إلى تقليل البصمة الكربونية، نقلا عن مجلة أتالايار. وأضاف تقرير شركة الاستشارات الأمريكية، أن المغرب مؤهل للعب هذا الدور بالنظر إلى موارده المتجددة والوفيرة، والبنية التحتية المتقدمة للمطارات، والموقع الجغرافي المتميز القريب من أوروبا، بالإضافة إلى التزامه القوي بالهيدروجين الأخضر. ويقول إميل ديتري، المدير العام والشريك في مجموعة بوسطن الاستشارية، "الاستثمار في الوقود المستدام اليوم لن يساهم في إزالة الكربون من النقل الجوي فحسب، بل سيعزز أيضًا سيادة الدولة المغربية في مجال الطاقة، ويدفع النمو الأخضر المستدام، ويولد فرص العمل الماهرة في قطاعي التكنولوجيا والصناعة". ويسلط التقرير الضوء أيضًا على مفارقة مثيرة للقلق، فعلى الرغم من أن 80% من الشركات تقول إنها واثقة من قدرتها على تحقيق أهداف SAF بحلول عام 2030، فإن 14% فقط تعتبر نفسها مستعدة حقًا. وعلاوة على ذلك، فإن الاستثمارات الحالية غير متوازنة، ففي حين يلتزم المطورون والمصنعون، تظل شركات الطيران والمطارات مترددة. ويفتح هذا التفاوت نافذة من الفرص أمام الاقتصادات المرنة والمتطلعة إلى المستقبل . ومن خلال إنشاء نظام بيئي ملائم يرتكز على الحوافز الضريبية والتمويل الأخضر والشراكات الاستراتيجية، يمكن للمغرب أن يضع نفسه كوجهة مفضلة لاستثمارات مرافق الطاقة المستدامة والاستفادة من التأثير الصناعي. ولتحويل هذه الإمكانات إلى ميزة ملموسة، حددت مجموعة بوسطن الاستشارية ثلاثة روافع عمل أساسية : صياغة خارطة طريق مشتركة بين الجهات الفاعلة في القطاعين العام والخاص، على غرار الالتزامات الأوروبية التي تلزم بدمج الوقود المستدام في مصفوفة الطاقة في القطاع؛ إطلاق مشاريع صناعية رائدة، والاستفادة من مراكز الخدمات اللوجستية في البلاد وبالتعاون مع شركاء التكنولوجيا الدوليين؛ وخلق بيئة استثمارية جذابة من خلال آليات مثل تسعير الكربون، وعقود الشراء طويلة الأجل، والوصول المرن إلى التمويل المناخي. على الرغم من أن إنتاج الوقود المستدام، وخاصة تلك الذي يعتمد على الهيدروجين الأخضر والكربون المعالج، لا يزال مكلفًا، فإن اعتماده سيصبح أمرًا لا مفر منه بمرور الوقت. وبهذا المعنى، فإن البلدان التي تتمكن من وضع نفسها في وقت مبكر سوف تحصل على امتيازات مهمة. وخلصت الدراسة إلى أن المغرب، من خلال وضعه كدولة رائدة في إنتاج وتبني الوقود الحيوي المستدام، يمكنه أيضًا تعزيز استقلاليته في مجال الطاقة في قطاع استراتيجي وإبراز صورة حديثة ملتزمة بمستقبل الكوكب.
إقتصاد

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الثلاثاء 13 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة