تمكنت المصالح الأمنية بمراكش،من نزع القناع عن الوجه الحقيقي لنشاط بعض السياح الرومانيين، الذين ظلوا يتحركون ضمن شبكة متخصصة في ترويج المخدرات على الصعيد الدولي، ما جعلهم في مرمى استهدافات الأنتربول الدولي،قبل أن يتعثر حمار أنشطتهم بعتبات مدينة سيدي بلعباس.
بداية نهاية نشاط العناصر المذكورة، انطلقت حين كان ركاب الرحلة الجوية رقم أب980 المتوهجة
صوب العاصمة الاسبانية مدريد ، يستعدون لإنهاء الإجراءات الروتينة قبل ولوج الطائرة ، حين توقفت بوصلة أمن مطار المنارة امام الأمتعة الخاصة بسائح من جنسية رومانية.
التذكارات والهدايا التي وقع عليها اختيار المعني، لتكون عنوانا لزيارته للمملكة الشريفة،كانت من صميم المطبخ المغربي ، وبالتالي انتقاء عدد من " القصعات" الطينية التي يتم اعتمادها في تقديم وجبة الكسكس على طريقة " تامغرابيت ".
خبرة امن المطار لم تنطل عليها العملية، فقررت اخضاع هذه الأواني للتفتيش الدقيق، حيث كان في انتظارها مفاجئة من العيار الثقيل، بعد ان انفتحت القصعات على كمية كبيرة من المخدرات تم تحديدها في 6 كيلوغرام، تمت تعبئتها في شكل كبسولات وصفائح.
حكمة " كفي القصعة على فمها ، البنت تطلع لامها" اقتضت خطة الروماني تغيير مفرداتها لتطابق أهدافه القائمة على أساس " كفي القصعة على اختها، تخبي الحشيش تحتها" ومن تمة حشو بعض هذه الأواني بكميات المخدرات وحجبها بإناء آخر.
باءت الخطة بالفشل الذريع، وتم حجز كل الكمية المذكورة، مع إحالة السائح المتورط على الشرطة القضائية لتعميق البحث وتحديد مصدر كل هذه الكمية وباقي الجهات المتورطة.
أكدت التحقيقات أن المعني قد حل بمدينة سبعة رجال،واتخذ له مقرا ومستقرا، غرفة متواضعة بفندق شعبي بحي سيدي بولوقات بساحة جامع الفنا ، إلى ان انصرمت مدة الزيارة وقرر العودة صوب دياره.
أما عن مصدر تزوده بكل هذه الكمية، فقد اعترف بأن بعض مواطنيه الذين يعملون معه ضمن نفس الشبكة، سهروا على توفير الكمية في إطار خطة متفق عليها، تعتمد سياسة توزيع الأدوار، وأن الدور المنوط به يبقى في حدود "الناقل" وتمرير الكمية بعيدا عن عيون الرقباء والأجهزة المختصة.
إقرار الظنين بأن مواطنيه المتورطين يتواجدون بمدينة الحمامة البيضاء، تطلب تجنيد فرقة أمنية خاصة، انتقلت صوب المدينة المحددة تحت إرشاداته، ومن تمة السهر على نصب فخ محكم، نجح في الإيقاع بمتهمين اثنين من جنسية رومانية، وبرفقتهما فتاة مغربية.
الإنطلاق في تحقيق هوية الموقوفين والبحث في سجلاتهم الشخصية،بينت أن الرومانيين موضوع بحث دولي،وأنهم في مرمى استهدافات الانتربول الدولي،الذي سيجهم بمذكرات بحث دولية، لضلوعهم في عمليات تهريب وترويج المخدرات بالعديد من دول المعمور، قبل أن يقعوا في شر أعمالهم، ويحيطهم أمن مراكش بسياج"كل ما جرات المعزة فقرون الجبال، تخلصو فدار الدباغ".