دولي

تفاصيل محاكمة الرجل الذي تسبب بأزمة بين أميركا وتركيا


كشـ24 نشر في: 20 أغسطس 2018

في خضم الأزمة الواقعة الآن بين تركيا وأميركا، يبرز أسم الرجل الذي تسبب في توتر العلاقات بين الحلفيين التاريخيين في «الناتو».. إنه القس أندرو برانسون. القس الأنجيلي الذي تتهمه أنقرة بالإرهاب، وهو يؤكد أنه جاء إلى تركيا من أجل «تنشئة أتباع يسوع»، في إشارة إلى عملية التبشير التي يقوم بها. ثمة عدة أسئلة هامة عن الرجل وما يدور في التحقيقات حوله، والبحث عن إجابتها، في هذا التقرير.متى اعتُقل برانسون؟ عندما وقعت عينا القس برانسون على إخطار الاستدعاء من الشرطة، على باب بيته، أواخر صيف 2016، اعتقد أنه لقاء عادي لحل مشكلة أوراق إقامته في تركيا، التي يعيش فيها منذ ما يقرب من ربع قرن. وعندما توجَّه إلى مركز الشرطة في السابع من أكتوبر 2016، تم احتجازه ووُجِّهت إليه تهمة الضلوع في محاولة انقلاب.ولا يزال القس محتجزاً، وأصبح الآن محور أزمة دبلوماسية، غذَّى وقودها أخطر أزمة عملة تواجهها تركيا منذ نحو 20 عاماً.وقال محاميه إسماعيل جيم هالافورت لـ»رويترز»، في مقابلةٍ يوم الجمعة 17غشت 2018: «من الواضح أن ما شعر به كان يفوق الدهشة». كان برانسون يعيش ويمارس نشاطه التبشيري في إزمير، المدينة التركية الواقعة على ساحل بحر إيجة بالقرب من بعض التجمعات العمرانية الأولى في تاريخ الديانة المسيحية.وقال برانسون في أولى جلسات محاكمته التي حضرها، إنه يعمل على «تنشئة أتباع يسوع» في بلد يكنُّ له حباً شديداً. وفي يوليوز 2018 وبعد قضاء قرابة عامين بالسجن، نُقل برانسون إلى الإقامة الجبرية.ويوم الجمعة 17غشت 2018، رفضت محكمة استئناف إطلاق سراحه، وقالت إن عملية جمع الأدلة لا تزال جارية، وإنه من المحتمل أن يفر من البلاد، وذلك وفقاً لما ورد في نسخة من قرار المحكمة.وقد طالب الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، بالإفراج عن برانسون دون قيد أو شرط، ووصفه بأنه «رهينة وطني عظيم»، وفرض عقوبات ورسوماً جمركية على تركيا، الأمر الذي كان له دوره في توتر العلاقات بين البلدين على خلفية هذا الأمر.أردوغان: لديكم قس أيضاً أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فربط إطلاق سراح برانسون بمصير فتح الله غولن الداعية الإسلامي التركي الذي يعيش في الولايات المتحدة، وتتهمه السلطات التركية بالوقوف وراء محاولة الانقلاب التي وقعت في يوليوز 2016.وردَّ أردوغان بزيادة الرسوم الجمركية على ما تستورده بلاده من الولايات المتحدة من سيارات ومشروبات كحولية وتبغ. وقال الرئيس التركي، بخطاب ألقاه في سبتمبر 2017، لضباط الشرطة بأنقرة، موجهاً حديثه للولايات المتحدة: «أنتم أيضاً لديكم قس (غولن). سلِّموه لنا… ثم نحاكمه (برانسون) ونسلمه لكم».وقد رفضت واشنطن هذا الاقتراح. ودفع تدهور العلاقات بين البلدين، العضوين في حلف شمال الأطلسي، بقضية برانسون إلى صدارة المسرح الدولي، وجعل القس الأميركي، البالغ من العمر 50 عاماً، محور اهتمام غير متوقع في أزمة العملة التي هزت الأسواق الناشئة على المستوى العالمي. ورفضت المحاكم التركية الالتماس تلو الالتماس للإفراج عن برانسون والسماح له بمغادرة تركيا. وقال مسؤول تركي كبير، رداً على سؤال عن القضية، إن القضاء مستقل، والفصل في الأمر يرجع إلى المحاكم.وقال المحامي هالافورت إن القس برانسون، القادم من نورث كارولينا، لم يكن منزعجاً عندما ذهب إلى مركز الشرطة أول مرة. وكان أسوأ ما توقعه أن تمنحه السلطات مهلة أسبوعين لمغادرة البلاد، وهو الإجراء المعتاد في حالة مخالفة قوانين الإقامة، ثم العودة إلى تركيا عندما تتم تسوية أوراقه. وبدلاً من ذلك، تم حبسه في مركز احتجازٍ شهرين، قبل القبض عليه رسمياً في التاسع من ديسمبر 2016.التهم الموجَّهة إلى القس وتُبيِّن قائمة اتهامات أن السلطات وجَّهت إليه تهمة ارتكاب جرائم لحساب حزب العمال الكردستاني، الذي يشن حملة تمرد على الدولة التركية منذ عشرات السنين ولحساب شبكة غولن. وحزب العمال الكردستاني وشبكة كولن ضمن قائمة المنظمات الإرهابية في تركيا. كما اتهمت السلطات برانسون بالكشف عن معلومات تخص الدولة «على سبيل التجسس السياسي أو العسكري».ونفى برانسون كل الاتهامات الموجهة إليه. يتضح من قائمة الاتهام ومقابلات مع محاميه و3 جلسات من المحاكمة حضرها مراسل وكالة رويترز، أن الاتهامات الموجهة إلى برانسون تتركز حول دعم الأكراد الانفصاليين، وإجراء اتصالات مع من تقول السلطات إنهم دبروا الانقلاب الفاشل.وقال برانسون للقاضي، بأولى جلسات المحاكمة في أبريل 2018: «جئت إلى تركيا عام 1993؛ لأحكي للناس عن يسوع المسيح». كان يرتدي بذلة سوداء وقميصاً أبيض ويتحدث بطلاقة باللغة التركية، متجاهلاً المترجمَين الاثنين اللذين كلفتهما المحكمة ترجمة أقواله. قال: «لم أفعل شيئاً في الخفاء قط خلال وجودي بتركيا. كانت الحكومة تراقبنا طوال الوقت، لكني لم أفعل شيئاً ضد تركيا».وقال له القاضي إنه لا يحاكَم للقيام بأنشطة تبشيرية؛ بل عن الاتهامات الموجهة إليه. وتساءل ممثلو الادعاء عن سبب سفره مئات الأميال من كنيسته على الساحل الغربي في تركيا إلى الجنوب الشرقي الذي يغلب عليه الأكراد وينشط فيه حزب العمال الكردستاني.ومن الأدلة الداعمة للاتهامات رسائل على هواتفه، وتفاصيل عن سفرياته، وشهادة من المترددين على كنيسته، كما يشير قرار الاتهام إلى 3 شهود سريين يشار إليهم رمزاً بأسماء «صلاة» و»نار» و»شهاب». كما تستند قائمة الاتهامات إلى بيانات تحركاته عبر نظام تحديد المواقع والتي تبين قيامه برحلات إلى سوروك قرب الحدود السورية وإلى مدينة ديار بكر الكردية، وإلى اجتماع عقده في 2010 مع رجل، وصفه أحد الشهود السريين بأنه جندي من القوات الخاصة الأميركية.وقال برانسون إن رحلاته إلى المناطق الكردية كانت تهدف إلى مساعدة اللاجئين الهاربين من الحرب في سوريا. وأضاف: «أنا لا أقبل (ما يقال) أنني تصرفت بما يتفق مع أهداف حزب العمال الكردستاني… كنا نريد تنصير اللاجئين السوريين القادمين إلى إزمير. فأنا لا أفرق بين هوياتهم العرقية».«له علاقات مع رجال غولن» ونقلت قائمة الاتهام عن الشاهد السري «صلاة» قوله إن هناك صِلات بين برانسون وأشخاص يُعتقد أنهم أفراد بارزون في شبكة غولن. وقال هالافورت إن الشاهد فشل في تقديم أدلة ملموسة على أي من هذه الاتصالات. وقال الادعاء في قائمة الاتهامات، إن تسجيلات هاتفية لبرانسون وشهادة الشاهد تؤكد هذه الاتصالات.وقد ألقت تركيا القبض على الآلاف منذ محاولة الانقلاب الفاشل، ووجهت اتهامات رسمية إلى نصفهم تقريباً، واحتجزتهم في السجون خلال محاكماتهم. ولم يكن برانسون بتركيا في أثناء محاولة الانقلاب، لكن محاميه يقول إنه عجَّل بالعودة بعدها. وفي إحدى الرسائل الواردة في قائمة الاتهامات، وصف محاولة الانقلاب بأنها «صدمة».وجاء في الرسالة المؤرخة بتاريخ 21 يوليوز 2016 والموجهة إلى قس آخر: «كنا ننتظر بعض الأحداث التي تهز الأتراك وتمهد الظروف لعودة يسوع… أعتقد أن الوضع سيزداد سوءاً. سننتصر في النهاية». ولم ينفِ برانسون إرسال تلك الرسالة، لكنه قال إنها أسيء فهمها. «لم نكن نعرفه»بحي السنجق في إزمير، والذي كان برانسون يعيش فيه، وصفه صاحب صيدلية هو وزوجته بأنهما «هادئان». وقالت صاحبة متجر يبعد شارعين عن بيته، إنها لم تلتقه قط. وأضافت: «أنا أعرف الجميع في هذا الحي، وليست لدي أدنى فكرة أن هؤلاء الناس كانوا يعيشون هنا»وتقول الحكومة التركية إنها كذلك لم تكن تعلم شيئاً عن برانسون إلى أن أثارت القنصلية الأميركية قضيته. وقال وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، هذا الشهر، إن القضية بدأت بشكوى جنائية قدَّمها مترجم عمل لحساب برانسون، ونفى القبض على القس لاستخدامه كورقة سياسية.وقال جاويش أوغلو في اجتماع للحزب الحاكم، بمدينة ألانيا الساحلية الجنوبية: «ما الفائدة المحتملة التي يمكن أن تعود علينا من هذا الشخص؟». وقال المسؤول التركي الكبير إن مفاوضات جرت مع الجانب الأميركي «بأشكال مختلفة»، لكنه امتنع عن الإدلاء بمزيد من التعليقات.وفي قمة عقدها حلف شمال الأطلسي ببروكسل الشهر الماضي يوليوز 2018، بحث ترمب وأردوغان قضية برانسون. وقال مصدران أميركيان إن ترمب اعتقد أنه اتفق ونظيره التركي على صفقة لإطلاق سراح القس الأميركي. ونفت تركيا التوصل إلى اتفاق.وكان أردوغان طلب مساعدة أميركية في إقناع السلطات الإسرائيلية بالإفراج عن تركية كانت محتجزة في إسرائيل بتهمة وجود صِلات بينها وبين حركة حماس الفلسطينية. وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض إنه كان من المنتظر أن تطلق أنقرة في المقابل سراح برانسون.وقامت إسرائيل بترحيل المعتقلة التركية إبرو أوزكان في 15 يوليوز 2018، وأكدت فيما بعد أن ترمب طلب إخلاء سبيلها. ونفت أنقرة أنها وافقت على إطلاق سراح برانسون في المقابل.وقال المسؤول الأميركي إن واشنطن اعتبرت إخراج برانسون من السجن إلى الإقامة الجبرية بعد ذلك بـ10 أيام مقابلاً ضئيلاً جاء متأخراً، «ولم تسِر على ما يرام» مكالمة هاتفية بين الزعيمين في 26 يوليوز 2018. وبعد ساعات، أعلن ترمب فرض عقوبات على اثنين من وزراء الحكومة التركية.وقال ترمب للصحافيين في البيت الأبيض يوم الجمعة 10 غشت 2018، في إشارة إلى برانسون: «كان يجب أن يسلِّموه لنا منذ فترة طويلة. تركيا تصرفت في رأيي بطريقة سيئة جداً جداً». ومن المقرر أن تُعقد جلسة محاكمة برانسون المقبلة في أكتوبر 2018. 

عربي بوست

في خضم الأزمة الواقعة الآن بين تركيا وأميركا، يبرز أسم الرجل الذي تسبب في توتر العلاقات بين الحلفيين التاريخيين في «الناتو».. إنه القس أندرو برانسون. القس الأنجيلي الذي تتهمه أنقرة بالإرهاب، وهو يؤكد أنه جاء إلى تركيا من أجل «تنشئة أتباع يسوع»، في إشارة إلى عملية التبشير التي يقوم بها. ثمة عدة أسئلة هامة عن الرجل وما يدور في التحقيقات حوله، والبحث عن إجابتها، في هذا التقرير.متى اعتُقل برانسون؟ عندما وقعت عينا القس برانسون على إخطار الاستدعاء من الشرطة، على باب بيته، أواخر صيف 2016، اعتقد أنه لقاء عادي لحل مشكلة أوراق إقامته في تركيا، التي يعيش فيها منذ ما يقرب من ربع قرن. وعندما توجَّه إلى مركز الشرطة في السابع من أكتوبر 2016، تم احتجازه ووُجِّهت إليه تهمة الضلوع في محاولة انقلاب.ولا يزال القس محتجزاً، وأصبح الآن محور أزمة دبلوماسية، غذَّى وقودها أخطر أزمة عملة تواجهها تركيا منذ نحو 20 عاماً.وقال محاميه إسماعيل جيم هالافورت لـ»رويترز»، في مقابلةٍ يوم الجمعة 17غشت 2018: «من الواضح أن ما شعر به كان يفوق الدهشة». كان برانسون يعيش ويمارس نشاطه التبشيري في إزمير، المدينة التركية الواقعة على ساحل بحر إيجة بالقرب من بعض التجمعات العمرانية الأولى في تاريخ الديانة المسيحية.وقال برانسون في أولى جلسات محاكمته التي حضرها، إنه يعمل على «تنشئة أتباع يسوع» في بلد يكنُّ له حباً شديداً. وفي يوليوز 2018 وبعد قضاء قرابة عامين بالسجن، نُقل برانسون إلى الإقامة الجبرية.ويوم الجمعة 17غشت 2018، رفضت محكمة استئناف إطلاق سراحه، وقالت إن عملية جمع الأدلة لا تزال جارية، وإنه من المحتمل أن يفر من البلاد، وذلك وفقاً لما ورد في نسخة من قرار المحكمة.وقد طالب الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، بالإفراج عن برانسون دون قيد أو شرط، ووصفه بأنه «رهينة وطني عظيم»، وفرض عقوبات ورسوماً جمركية على تركيا، الأمر الذي كان له دوره في توتر العلاقات بين البلدين على خلفية هذا الأمر.أردوغان: لديكم قس أيضاً أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فربط إطلاق سراح برانسون بمصير فتح الله غولن الداعية الإسلامي التركي الذي يعيش في الولايات المتحدة، وتتهمه السلطات التركية بالوقوف وراء محاولة الانقلاب التي وقعت في يوليوز 2016.وردَّ أردوغان بزيادة الرسوم الجمركية على ما تستورده بلاده من الولايات المتحدة من سيارات ومشروبات كحولية وتبغ. وقال الرئيس التركي، بخطاب ألقاه في سبتمبر 2017، لضباط الشرطة بأنقرة، موجهاً حديثه للولايات المتحدة: «أنتم أيضاً لديكم قس (غولن). سلِّموه لنا… ثم نحاكمه (برانسون) ونسلمه لكم».وقد رفضت واشنطن هذا الاقتراح. ودفع تدهور العلاقات بين البلدين، العضوين في حلف شمال الأطلسي، بقضية برانسون إلى صدارة المسرح الدولي، وجعل القس الأميركي، البالغ من العمر 50 عاماً، محور اهتمام غير متوقع في أزمة العملة التي هزت الأسواق الناشئة على المستوى العالمي. ورفضت المحاكم التركية الالتماس تلو الالتماس للإفراج عن برانسون والسماح له بمغادرة تركيا. وقال مسؤول تركي كبير، رداً على سؤال عن القضية، إن القضاء مستقل، والفصل في الأمر يرجع إلى المحاكم.وقال المحامي هالافورت إن القس برانسون، القادم من نورث كارولينا، لم يكن منزعجاً عندما ذهب إلى مركز الشرطة أول مرة. وكان أسوأ ما توقعه أن تمنحه السلطات مهلة أسبوعين لمغادرة البلاد، وهو الإجراء المعتاد في حالة مخالفة قوانين الإقامة، ثم العودة إلى تركيا عندما تتم تسوية أوراقه. وبدلاً من ذلك، تم حبسه في مركز احتجازٍ شهرين، قبل القبض عليه رسمياً في التاسع من ديسمبر 2016.التهم الموجَّهة إلى القس وتُبيِّن قائمة اتهامات أن السلطات وجَّهت إليه تهمة ارتكاب جرائم لحساب حزب العمال الكردستاني، الذي يشن حملة تمرد على الدولة التركية منذ عشرات السنين ولحساب شبكة غولن. وحزب العمال الكردستاني وشبكة كولن ضمن قائمة المنظمات الإرهابية في تركيا. كما اتهمت السلطات برانسون بالكشف عن معلومات تخص الدولة «على سبيل التجسس السياسي أو العسكري».ونفى برانسون كل الاتهامات الموجهة إليه. يتضح من قائمة الاتهام ومقابلات مع محاميه و3 جلسات من المحاكمة حضرها مراسل وكالة رويترز، أن الاتهامات الموجهة إلى برانسون تتركز حول دعم الأكراد الانفصاليين، وإجراء اتصالات مع من تقول السلطات إنهم دبروا الانقلاب الفاشل.وقال برانسون للقاضي، بأولى جلسات المحاكمة في أبريل 2018: «جئت إلى تركيا عام 1993؛ لأحكي للناس عن يسوع المسيح». كان يرتدي بذلة سوداء وقميصاً أبيض ويتحدث بطلاقة باللغة التركية، متجاهلاً المترجمَين الاثنين اللذين كلفتهما المحكمة ترجمة أقواله. قال: «لم أفعل شيئاً في الخفاء قط خلال وجودي بتركيا. كانت الحكومة تراقبنا طوال الوقت، لكني لم أفعل شيئاً ضد تركيا».وقال له القاضي إنه لا يحاكَم للقيام بأنشطة تبشيرية؛ بل عن الاتهامات الموجهة إليه. وتساءل ممثلو الادعاء عن سبب سفره مئات الأميال من كنيسته على الساحل الغربي في تركيا إلى الجنوب الشرقي الذي يغلب عليه الأكراد وينشط فيه حزب العمال الكردستاني.ومن الأدلة الداعمة للاتهامات رسائل على هواتفه، وتفاصيل عن سفرياته، وشهادة من المترددين على كنيسته، كما يشير قرار الاتهام إلى 3 شهود سريين يشار إليهم رمزاً بأسماء «صلاة» و»نار» و»شهاب». كما تستند قائمة الاتهامات إلى بيانات تحركاته عبر نظام تحديد المواقع والتي تبين قيامه برحلات إلى سوروك قرب الحدود السورية وإلى مدينة ديار بكر الكردية، وإلى اجتماع عقده في 2010 مع رجل، وصفه أحد الشهود السريين بأنه جندي من القوات الخاصة الأميركية.وقال برانسون إن رحلاته إلى المناطق الكردية كانت تهدف إلى مساعدة اللاجئين الهاربين من الحرب في سوريا. وأضاف: «أنا لا أقبل (ما يقال) أنني تصرفت بما يتفق مع أهداف حزب العمال الكردستاني… كنا نريد تنصير اللاجئين السوريين القادمين إلى إزمير. فأنا لا أفرق بين هوياتهم العرقية».«له علاقات مع رجال غولن» ونقلت قائمة الاتهام عن الشاهد السري «صلاة» قوله إن هناك صِلات بين برانسون وأشخاص يُعتقد أنهم أفراد بارزون في شبكة غولن. وقال هالافورت إن الشاهد فشل في تقديم أدلة ملموسة على أي من هذه الاتصالات. وقال الادعاء في قائمة الاتهامات، إن تسجيلات هاتفية لبرانسون وشهادة الشاهد تؤكد هذه الاتصالات.وقد ألقت تركيا القبض على الآلاف منذ محاولة الانقلاب الفاشل، ووجهت اتهامات رسمية إلى نصفهم تقريباً، واحتجزتهم في السجون خلال محاكماتهم. ولم يكن برانسون بتركيا في أثناء محاولة الانقلاب، لكن محاميه يقول إنه عجَّل بالعودة بعدها. وفي إحدى الرسائل الواردة في قائمة الاتهامات، وصف محاولة الانقلاب بأنها «صدمة».وجاء في الرسالة المؤرخة بتاريخ 21 يوليوز 2016 والموجهة إلى قس آخر: «كنا ننتظر بعض الأحداث التي تهز الأتراك وتمهد الظروف لعودة يسوع… أعتقد أن الوضع سيزداد سوءاً. سننتصر في النهاية». ولم ينفِ برانسون إرسال تلك الرسالة، لكنه قال إنها أسيء فهمها. «لم نكن نعرفه»بحي السنجق في إزمير، والذي كان برانسون يعيش فيه، وصفه صاحب صيدلية هو وزوجته بأنهما «هادئان». وقالت صاحبة متجر يبعد شارعين عن بيته، إنها لم تلتقه قط. وأضافت: «أنا أعرف الجميع في هذا الحي، وليست لدي أدنى فكرة أن هؤلاء الناس كانوا يعيشون هنا»وتقول الحكومة التركية إنها كذلك لم تكن تعلم شيئاً عن برانسون إلى أن أثارت القنصلية الأميركية قضيته. وقال وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، هذا الشهر، إن القضية بدأت بشكوى جنائية قدَّمها مترجم عمل لحساب برانسون، ونفى القبض على القس لاستخدامه كورقة سياسية.وقال جاويش أوغلو في اجتماع للحزب الحاكم، بمدينة ألانيا الساحلية الجنوبية: «ما الفائدة المحتملة التي يمكن أن تعود علينا من هذا الشخص؟». وقال المسؤول التركي الكبير إن مفاوضات جرت مع الجانب الأميركي «بأشكال مختلفة»، لكنه امتنع عن الإدلاء بمزيد من التعليقات.وفي قمة عقدها حلف شمال الأطلسي ببروكسل الشهر الماضي يوليوز 2018، بحث ترمب وأردوغان قضية برانسون. وقال مصدران أميركيان إن ترمب اعتقد أنه اتفق ونظيره التركي على صفقة لإطلاق سراح القس الأميركي. ونفت تركيا التوصل إلى اتفاق.وكان أردوغان طلب مساعدة أميركية في إقناع السلطات الإسرائيلية بالإفراج عن تركية كانت محتجزة في إسرائيل بتهمة وجود صِلات بينها وبين حركة حماس الفلسطينية. وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض إنه كان من المنتظر أن تطلق أنقرة في المقابل سراح برانسون.وقامت إسرائيل بترحيل المعتقلة التركية إبرو أوزكان في 15 يوليوز 2018، وأكدت فيما بعد أن ترمب طلب إخلاء سبيلها. ونفت أنقرة أنها وافقت على إطلاق سراح برانسون في المقابل.وقال المسؤول الأميركي إن واشنطن اعتبرت إخراج برانسون من السجن إلى الإقامة الجبرية بعد ذلك بـ10 أيام مقابلاً ضئيلاً جاء متأخراً، «ولم تسِر على ما يرام» مكالمة هاتفية بين الزعيمين في 26 يوليوز 2018. وبعد ساعات، أعلن ترمب فرض عقوبات على اثنين من وزراء الحكومة التركية.وقال ترمب للصحافيين في البيت الأبيض يوم الجمعة 10 غشت 2018، في إشارة إلى برانسون: «كان يجب أن يسلِّموه لنا منذ فترة طويلة. تركيا تصرفت في رأيي بطريقة سيئة جداً جداً». ومن المقرر أن تُعقد جلسة محاكمة برانسون المقبلة في أكتوبر 2018. 

عربي بوست



اقرأ أيضاً
ترمب يُعلن عن صفقة بقيمة 200 مليار دولار بين «بوينغ» وقطر
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، إن هناك «أنباء طيبة» بشأن محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا اليوم أو غدا أو ربما يوم الجمعة. وأعرب الرئيس الأميركي خلال زيارته دولة قطر عن أمله في نجاح مساعيه الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، وذلك بعد محادثاته مع أمير قطر. وقال ترمب خلال مؤتمر صحافي مشترك مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني في الدوحة: «لدي شعور بأن الأمر سينجح». ووقّعت قطر، الأربعاء، اتفاقا لشراء طائرات من شركة «بوينغ» الأميركية لصالح «الخطوط الجوية القطرية» خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للبلاد. وقال ترمب إن قيمة الصفقة تبلغ 200 مليار دولار وتشمل 160 طائرة «بوينغ».
دولي

ماكرون يدعو إلى مزيد من الضغط على إسرائيل بشأن غزة
حث الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، «الاتحاد الأوروبي» على تكثيف الضغط على إسرائيل بشأن الوضع الإنساني في غزة. ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، الأربعاء، عن ماكرون القول إن مسألة «مواصلة المناقشات واتفاقيات التعاون مع إسرائيل كما هي، تظل سؤالاً مطروحاً على الأوروبيين». وجاءت تصريحات الرئيس الفرنسي خلال مقابلة مطولة أجراها مع محطة «تي إف1»، ناقش فيها قضايا خارجية وداخلية. واستشهد ماكرون بالتعليقات الأخيرة الصادرة عن الحكومة الهولندية، التي دعت إلى إعادة تقييم جماعي للعلاقات التجارية بين «الاتحاد الأوروبي» وإسرائيل. يذكر أن هولندا لطالما كانت من أقرب حلفاء إسرائيل في أوروبا. وقال الرئيس الفرنسي، رداً على سؤال من أحد المشاهدين بشأن سبب عدم فرض فرنسا عقوبات على إسرائيل: «لا يمكننا التظاهر بأن شيئاً لم يحدث، لذلك؛ فإنه نعم... سيتعين علينا تكثيف الضغط بشأن تلك القضايا». ومع ذلك، أشار ماكرون إلى أن الولايات المتحدة فقط هي القادرة على إحداث فارق حقيقي على أرض الواقع، وذلك عبر وضع شروط لمساعداتها العسكرية إلى إسرائيل. كما اتهم الرئيسُ الفرنسي رئيسَ الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، باتباع سلوك «غير مقبول» و«مخز» بمنع إدخال المساعدات للفلسطينيين في غزة. وتمثل التصريحات مثالاً على التوتر المتنامي بين إسرائيل وبعض حلفائها المقربين خلال الحرب التي اندلعت قبل نحو 19 شهراً، والتي أسفرت عن تدمير جزء كبير من غزة.
دولي

نتنياهو يشن هجوما حادا على ماكرون
شن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هجوما حادا على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء، بعد تصريحات أدلى بها الأخير بخصوص حرب غزة. وقال بيان صادر عن مكتب نتنياهو: "مرة أخرى اختار ماكرون الوقوف إلى جانب منظمة إرهابية قاتلة ويردد دعايتها الكاذبة، متهما إسرائيل بارتكاب افتراءات دموية". وتابع البيان: "بدلا من دعم المعسكر الديمقراطي الغربي الذي يحارب المنظمات الإرهابية ويدعو إلى إطلاق سراح الرهائن، يطالب ماكرون مرة أخرى إسرائيل بالاستسلام ومكافأة الإرهاب. إسرائيل لن تتوقف أو تستسلم". وأكد أن "رئيس الوزراء نتنياهو عازم على تحقيق جميع أهداف الحرب الإسرائيلية: إطلاق سراح جميع رهائننا، وهزيمة حماس عسكريا وحكوميا، والوعد بأن غزة لن تشكل تهديدا لإسرائيل". وجاء البيان ردا على تصريحات سابقة أدلى بها ماكرون، وصف فيها ما تقوم به حكومة نتانياهو حاليا في غزة بأنه "غير مقبول ومخز". ولدى سؤاله عما إذا كان يمكن وصف ما يحدث في غزة بالإبادة، قال: "ليس من شأن رئيس الجمهورية أن يصف الأمر بالإبادة، بل من شأن المؤرخين". وقال ماكرون خلال مقابلة مع محطة "تي إف 1" التلفزيونية الفرنسية، إن "الأزمة الإنسانية هي الأكثر خطورة" منذ السابع من أكتوبر 2023، حيث تمنع إسرائيل دخول أي مساعدات منذ الثاني من مارس الماضي. وتابع الرئيس الفرنسي: "إنها مأساة إنسانية غير مقبولة". وذكر ماكرون بأنه كان "أحد القادة القلائل الذين توجهوا إلى الحدود" بين مصر وغزة، واصفا ذلك بأنه كان "من أسوأ ما رآه". وندد ماكرون بـ"منع الإسرائيليين دخول كل المساعدات التي أرسلتها فرنسا وغيرها من البلدان"، كذلك لفت إلى أن إعادة النظر في "اتفاقات التعاون" بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل "مطروحة". طلبت هولندا من المفوضية الأوروبية النظر في ما إذا كانت حكومة نتنياهو ملتزمة بالمادة 2 من اتفاق الشراكة مع إسرائيل، وذلك تحت طائلة إعادة النظر بالاتفاقية. وتنص المادة على أن العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل تستند إلى احترام حقوق الإنسان والمبادئ الديموقراطية. وفي وقت سابق من الثلاثاء، قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أمام الجمعية الوطنية الفرنسية "إنه طلب مشروع وأدعو المفوضية الأوروبية إلى دراسته". وقال ماكرون: "جاهدنا بلا كلل من أجل إنهاء هذا النزاع. واليوم نحن بحاجة إلى الولايات المتحدة"، معتبرا أن "الرافعة بيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب".
دولي

إدانة الرئيس الموريتاني السابق بـ15 سنة سجنا نافذا
 أدانت محكمة الاستئناف المختصة بالفساد، اليوم الأربعاء، الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز بخمسة عشر عاما نافذة بعدما واجهته بتهم لها علاقة باستغلال النفوذ وسوء استخدام الوظيفة وإخفاء العائدات الاجرامية. وقضت المحكمة أيضا بتغريم الرئيس السابق بمليار أوقية، أي نحو أربعة ملايين دولار أمريكي. وأيدت المحكمة أيضا مصادرة ممتلكات ولد عبد العزيز، الذي حكم البلاد بين عامي 2008 و2019، مع تجريده من حقوقه المدنية. وتثير هذه القضية جدلا كبيرا في الشارع الموريتاني، وشهدت  قاعة المحكمة احتجاجات لأنصار الرئيس السابق بعد النطق بالحكم، ما دفع قوات الأمن للتدخل لإخراجهم. وقضت المحكمة أيضا بسجن صهر الرئيس السابق والمدير العام لشركة الكهرباء عامين نافذين لكل منهما بتهم استغلال النفوذ. وقررت المحكمة حل هيئة الرحمة الخيرية والتي كان يديرها نجل الرئيس السابق ومصادرة أملاكها بتهمة غسل الأموال.  
دولي

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الخميس 15 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة