إقتصاد

تحديات عدة أمام تعافي المقاولات في المغرب من آثار كورونا…وخبراء يكشفون الأولويات


كشـ24 - وكالات نشر في: 13 فبراير 2022

فندت دراسة رسمية مغربية حجم تأثر العديد من القطاعات إثر الأوضاع التي فرضتها جائحة كورونا في معظم أنحاء العالم.وبحسب تقرير للمندوبية السامية للتخطيط لرصد وتقييم التأثير السوسيو-اقتصادي لجائحة "كوفيد-19" في المغرب، فإن العديد من المقاولات وجدت صعوبة في استئناف النشاط خلال سنة 2021.وأوضحت الدراسة أن "28% من القطاعات اضطرت إلى تعليق نشاطها لمدة 143 يوما في المتوسط خلال عام 2021".وتوقفت 30% من المقاولات متناهية الصغر، حيث بلغ 158 يوما في المتوسط، مقابل 116 يوما لـ 27%من المقاولات الصغرى والمتوسطة و107 أيام بالنسبة لـ14% من المقاولات الكبرى.وبحسب الخبراء، فإن "تأثير جائحة كورونا على المقاولات المغربية يحتمل أن يستمر حتى عام 2023، في حين أن العديد من المقاولات تسعى لإطلاق مشاريع عملاقة خلال العام الجاري".أرقام وإحصاءات من ناحيته قال أوهادي سعيد، الخبير الاقتصادي المغربي، إنه "حسب التقرير الأخير للمندوبية السامية للتخطيط فإن 28% من المقاولات المغربية اضطرت توقيف نشاطاتها لمدة 143 يوما خلال سنة 2021".وأضاف سعيد في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن "المعدل تفاقم في قطاعات أكثر تضررا منها السياحة والفن، كما خفضت 43% من المقاولات المغربية من نشاطها بنسبة 50% فأكثر.انخفاض نسبة السيولة وأوضح سعيد أن "نسبة السيولة انخفضت لدى 50% من المقاولات المغربية، فيما عمد 49% من المقاولات إلى تخفيض نسبة العمال، الأمر الذي انعكس على نسب البطالة.وأضاف أن "كل النتائج التي ترتبت على الوضع جاءت رغم المجهودات التي بذلتها الحكومة لتخفيف الأضرار المترتبة عن الجائحة والتزام 76% من المقاولات المغربية بالإجراءات الاحترازية، فإن الوضع لا زال مقلقا في غياب رؤية واضحة للوضعية الوبائية".مشروعات عملاقة وأشار سعيد إلى أنه "رغم الوضعية الصعبة تسعى بعض المقاولات المغربية الكبرى لإطلاق مشاريع استثمارية، وخلق شواغر عمل مهمة خلال سنة 2022"، ويرى الخبير أن تأثير "الجائحة حتى نهاية 2023"."الحكومة تواجه صعوبات جمة لمواصلة دعم المقاولات المتضررة في ظل مؤشرات زراعية سلبية، بحكم تأخر هطول الأمطار، واستمرار أزمة السيولة".أولويات التعافي ولفت سعيد إلى أن "الوضع الحالي يتطلب إجراءات شجاعة من الحكومة، ورغبة صريحة لمسيري المقاولات المغربية في اعتماد نماذج اقتصادية تأخذ بعين الاعتبار السياق الجديد، فيما يبقى اعتماد تقنيات حديثة لتدبير الأزمة هو السبيل للتحكم في النفقات، وذلك بالنقص الحاد للتكاليف غير الضرورية والتركيز على أنشطة تدر قيم مضافة جيدة".وقال الخبير الاقتصادي رشيد ساري، إن "التقرير يرصد تحصيل حاصل لحجم الضرر الذي لحق بمجموعة من المقاولات بجميع أحجامها، وفي جل القطاعات بنسب متفاوتة رغم أن قطاعات بعينها تضررت بشكل كبير كقطاع البناء والسياحة".وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن "تقرير المندوبية السامية للتخطيط تحدث عن قطاع الإيواء، في حين أن أنشطة منها الصناعة التقليدية ووكالات الأسفار والنقل السياحي أعلنت عن إفلاس شبه تام".ويرى الخبير الاقتصادي أن "الواقع لم تمنعه مجهودات الدولة في إنقاذ مجموعة من المقاولات بجميع أطيافها وأنشطتها عبر برنامج منح قروض بنكية من خلال برنامجي أوكسجين"."التعافي ممكن تدريجيا لاعتبارات عدة أولها عدم التخلص النهائي من جائحة كورونا، التي تعيش آخر أيامها، إضافة إلى مجموعة من المقاولات في حاجة لمواكبة مادية من خلال منح وقروض بفوائد مشجعة".ولفت ساري إلى أنه "ضمن عوامل التعافي أيضا مواكبة المقاولات، خاصة المتوسطة والصغرى بمجموعة من التكوينات، والتأطير وإيجاد منافذ للخروج من حالة الصدمة".ويرى ساري أن "التعافي لن يستغرق وقتا كبيرا خاصة بوجود المناخ المتفائل الذي يسود داخل البيت المقاولاتي، حيث عبر مجموعة من المقاولين وأرباب في مجملهم على رغبة كبيرة في استعادة أنشطتهم، وتوسيع الاستثمارات والمحافظة كذلك على اليد العاملة دون اللجوء لتسريحها".تغير النظاموقال الباحث الاقتصادي المغربي، عبد الفتاح الصادقي، إن "جائحة كورونا تسببت في تغيير النظام الإنتاجي بصدمة مزدوجة للعرض والطلب في المغرب وعلى الصعيد العالمي أيضا".وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن تداعيات الجائحة يمكن أن تستمر على النسيج المقاولاتي في المستقبل المنظور.وأوضح أن "المغرب استطاع تعويض جميع الخسائر المسجلة ومستوى الركود القياسي البالغ 6.3% سنة 2020، إلا أن التوقعات الاقتصادية، يغلب عليها القلق وعدم اليقين المرتبط بالجائحة التي لم تنته بعد مع تداعيات متحوراتها". حجم التأثير يختلف حسب الأقاليم والجهات، حيث أن التوزيع الإقليمي للصدمة ليس موحدًا، وهو أكبر بالمناطق التي ينتشر فيها القطاع غير المنظم.وأشار الصادقي إلى أن "الوضع دفع نحو مليون شخص إلى الفقر وحوالي 900 ألف آخرين تحت خط الهشاشة، فيما أثرت الجائحة بشكل سلبي على حوالي 57% من الشركات في النسيج الاقتصادي المغربي بسنة "2020.وشدد على "ضرورة إدراك مؤسسات الدولة المختصة الحاجة إلى بلورة مخطط وطني لتوقع وإدارة المخاطر والأزمات، وأن تسارع إلى بلورة التدابير القادرة على التكيف مع تحول وتطور قطاعات الأنشطة الاقتصادية وتلبية مختلف احتياجاتها الضرورية، وفي مقدمتها المساهمة في الحصول على التمويل والتوفر على فضاءات العمل الملائمة، والرفع من الطلب عبر تحسين وتقوية سلاسل التسويق الداخلية والخارجية".نسب البطالة وتسببت الجائحة، بانخفاض عدد العاملين في المقاولات، حيث عرفت 39% من المقاولات انخفاضا في عدد العاملين لديها خلال سنة 2021 مقارنة بالفترة التي سبقت الأزمة الصحية وكانت المقاولات الكبرى الأكثر لجوءا إلى تسريح العاملين لديها وتقليص عددهم، حيث صرحت 24% من المقاولات الكبرى بتقليص عدد عمالها، مقابل 34% من المقاولات الصغرى والمتوسطة و43% من المقاولات الصغيرة جدا.

فندت دراسة رسمية مغربية حجم تأثر العديد من القطاعات إثر الأوضاع التي فرضتها جائحة كورونا في معظم أنحاء العالم.وبحسب تقرير للمندوبية السامية للتخطيط لرصد وتقييم التأثير السوسيو-اقتصادي لجائحة "كوفيد-19" في المغرب، فإن العديد من المقاولات وجدت صعوبة في استئناف النشاط خلال سنة 2021.وأوضحت الدراسة أن "28% من القطاعات اضطرت إلى تعليق نشاطها لمدة 143 يوما في المتوسط خلال عام 2021".وتوقفت 30% من المقاولات متناهية الصغر، حيث بلغ 158 يوما في المتوسط، مقابل 116 يوما لـ 27%من المقاولات الصغرى والمتوسطة و107 أيام بالنسبة لـ14% من المقاولات الكبرى.وبحسب الخبراء، فإن "تأثير جائحة كورونا على المقاولات المغربية يحتمل أن يستمر حتى عام 2023، في حين أن العديد من المقاولات تسعى لإطلاق مشاريع عملاقة خلال العام الجاري".أرقام وإحصاءات من ناحيته قال أوهادي سعيد، الخبير الاقتصادي المغربي، إنه "حسب التقرير الأخير للمندوبية السامية للتخطيط فإن 28% من المقاولات المغربية اضطرت توقيف نشاطاتها لمدة 143 يوما خلال سنة 2021".وأضاف سعيد في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن "المعدل تفاقم في قطاعات أكثر تضررا منها السياحة والفن، كما خفضت 43% من المقاولات المغربية من نشاطها بنسبة 50% فأكثر.انخفاض نسبة السيولة وأوضح سعيد أن "نسبة السيولة انخفضت لدى 50% من المقاولات المغربية، فيما عمد 49% من المقاولات إلى تخفيض نسبة العمال، الأمر الذي انعكس على نسب البطالة.وأضاف أن "كل النتائج التي ترتبت على الوضع جاءت رغم المجهودات التي بذلتها الحكومة لتخفيف الأضرار المترتبة عن الجائحة والتزام 76% من المقاولات المغربية بالإجراءات الاحترازية، فإن الوضع لا زال مقلقا في غياب رؤية واضحة للوضعية الوبائية".مشروعات عملاقة وأشار سعيد إلى أنه "رغم الوضعية الصعبة تسعى بعض المقاولات المغربية الكبرى لإطلاق مشاريع استثمارية، وخلق شواغر عمل مهمة خلال سنة 2022"، ويرى الخبير أن تأثير "الجائحة حتى نهاية 2023"."الحكومة تواجه صعوبات جمة لمواصلة دعم المقاولات المتضررة في ظل مؤشرات زراعية سلبية، بحكم تأخر هطول الأمطار، واستمرار أزمة السيولة".أولويات التعافي ولفت سعيد إلى أن "الوضع الحالي يتطلب إجراءات شجاعة من الحكومة، ورغبة صريحة لمسيري المقاولات المغربية في اعتماد نماذج اقتصادية تأخذ بعين الاعتبار السياق الجديد، فيما يبقى اعتماد تقنيات حديثة لتدبير الأزمة هو السبيل للتحكم في النفقات، وذلك بالنقص الحاد للتكاليف غير الضرورية والتركيز على أنشطة تدر قيم مضافة جيدة".وقال الخبير الاقتصادي رشيد ساري، إن "التقرير يرصد تحصيل حاصل لحجم الضرر الذي لحق بمجموعة من المقاولات بجميع أحجامها، وفي جل القطاعات بنسب متفاوتة رغم أن قطاعات بعينها تضررت بشكل كبير كقطاع البناء والسياحة".وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن "تقرير المندوبية السامية للتخطيط تحدث عن قطاع الإيواء، في حين أن أنشطة منها الصناعة التقليدية ووكالات الأسفار والنقل السياحي أعلنت عن إفلاس شبه تام".ويرى الخبير الاقتصادي أن "الواقع لم تمنعه مجهودات الدولة في إنقاذ مجموعة من المقاولات بجميع أطيافها وأنشطتها عبر برنامج منح قروض بنكية من خلال برنامجي أوكسجين"."التعافي ممكن تدريجيا لاعتبارات عدة أولها عدم التخلص النهائي من جائحة كورونا، التي تعيش آخر أيامها، إضافة إلى مجموعة من المقاولات في حاجة لمواكبة مادية من خلال منح وقروض بفوائد مشجعة".ولفت ساري إلى أنه "ضمن عوامل التعافي أيضا مواكبة المقاولات، خاصة المتوسطة والصغرى بمجموعة من التكوينات، والتأطير وإيجاد منافذ للخروج من حالة الصدمة".ويرى ساري أن "التعافي لن يستغرق وقتا كبيرا خاصة بوجود المناخ المتفائل الذي يسود داخل البيت المقاولاتي، حيث عبر مجموعة من المقاولين وأرباب في مجملهم على رغبة كبيرة في استعادة أنشطتهم، وتوسيع الاستثمارات والمحافظة كذلك على اليد العاملة دون اللجوء لتسريحها".تغير النظاموقال الباحث الاقتصادي المغربي، عبد الفتاح الصادقي، إن "جائحة كورونا تسببت في تغيير النظام الإنتاجي بصدمة مزدوجة للعرض والطلب في المغرب وعلى الصعيد العالمي أيضا".وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن تداعيات الجائحة يمكن أن تستمر على النسيج المقاولاتي في المستقبل المنظور.وأوضح أن "المغرب استطاع تعويض جميع الخسائر المسجلة ومستوى الركود القياسي البالغ 6.3% سنة 2020، إلا أن التوقعات الاقتصادية، يغلب عليها القلق وعدم اليقين المرتبط بالجائحة التي لم تنته بعد مع تداعيات متحوراتها". حجم التأثير يختلف حسب الأقاليم والجهات، حيث أن التوزيع الإقليمي للصدمة ليس موحدًا، وهو أكبر بالمناطق التي ينتشر فيها القطاع غير المنظم.وأشار الصادقي إلى أن "الوضع دفع نحو مليون شخص إلى الفقر وحوالي 900 ألف آخرين تحت خط الهشاشة، فيما أثرت الجائحة بشكل سلبي على حوالي 57% من الشركات في النسيج الاقتصادي المغربي بسنة "2020.وشدد على "ضرورة إدراك مؤسسات الدولة المختصة الحاجة إلى بلورة مخطط وطني لتوقع وإدارة المخاطر والأزمات، وأن تسارع إلى بلورة التدابير القادرة على التكيف مع تحول وتطور قطاعات الأنشطة الاقتصادية وتلبية مختلف احتياجاتها الضرورية، وفي مقدمتها المساهمة في الحصول على التمويل والتوفر على فضاءات العمل الملائمة، والرفع من الطلب عبر تحسين وتقوية سلاسل التسويق الداخلية والخارجية".نسب البطالة وتسببت الجائحة، بانخفاض عدد العاملين في المقاولات، حيث عرفت 39% من المقاولات انخفاضا في عدد العاملين لديها خلال سنة 2021 مقارنة بالفترة التي سبقت الأزمة الصحية وكانت المقاولات الكبرى الأكثر لجوءا إلى تسريح العاملين لديها وتقليص عددهم، حيث صرحت 24% من المقاولات الكبرى بتقليص عدد عمالها، مقابل 34% من المقاولات الصغرى والمتوسطة و43% من المقاولات الصغيرة جدا.



اقرأ أيضاً
ارتفاع سعر الدرهم مقابل الأورو والدولار
أفاد بنك المغرب بأن سعر صرف الدرهم ارتفع بنسبة 0,6 في المائة مقابل الأورو، وبنسبة 0,5 في المائة مقابل الدولار الأمريكي، خلال الأسبوع الممتد من 2 إلى 7 ماي الجاري. وأوضح بنك المغرب، في نشرته الأخيرة حول المؤشرات الأسبوعية، أنه لم يتم خلال هذه الفترة إجراء أي عملية مناقصة في سوق الصرف. وأضاف المصدر ذاته، أن الأصول الاحتياطية الرسمية بلغت، بتاريخ 2 ماي، ما مجموعه 400,7 مليار درهم، مسجلة ارتفاعا بنسبة 3,5 في المائة مقارنة بالأسبوع السابق، وبنسبة 7,1 في المائة على أساس سنوي. وبخصوص تدخلات بنك المغرب، فقد بلغ حجمها، خلال الأسبوع الماضي، ما مجموعه 127,6 مليار درهم في المتوسط اليومي. ويتوزع هذا الحجم بين تسبيقات لمدة 7 أيام بمبلغ 49,1 مليار درهم، وعمليات لإعادة الشراء طويلة الأجل (41,3 مليار درهم)، وقروض مضمونة (37,2 مليار درهم). وعلى مستوى السوق بين الأبناك، بلغ متوسط حجم التداول اليومي 3,1 مليار درهم، واستقر المعدل بين الأبناك في حدود 2,25 في المائة. وخلال طلب العروض ليوم 7 ماي (تاريخ التسوية 8 ماي)، ضخ بنك المغرب مبلغ 43 مليار درهم على شكل تسبيقات لمدة 7 أيام. أما في سوق البورصة، فقد ارتفع مؤشر "مازي" بنسبة 1,3 في المائة خلال الفترة من 2 إلى 7 ماي، ليصل أداؤه منذ بداية السنة إلى 19,2 في المائة. ويعزى هذا التحسن، بالأساس، إلى ارتفاع مؤشرات "البناء ومواد البناء" بنسبة 1,5 في المائة، و"المشاركة والتطوير العقاري" بـ 4,4 في المائة، و"الموزعين" بـ 6,3 في المائة، و"شركات التأمين" بـ 5,4 في المائة. وفي المقابل، سجل قطاع "الاتصالات" تراجعا بنسبة 1,3 في المائة. أما الحجم الأسبوعي للمبادلات، فقد بلغ 822,4 مليون درهم، مقابل 3 مليارات درهم خلال الأسبوع الذي سبقه، تم إنجاز معظمها على مستوى السوق المركزي للأسهم.
إقتصاد

تربع المغرب على صدارة الدول الأقل تكلفة في صناعة السيارات عالمياً
تربع المغرب على صدارة الدول الأقل تكلفة في صناعة السيارات عالمياً، بحسب تقرير صادر عن شركة “أوليفر وايمان” للاستشارات الصناعية والمالية. التقرير كشف أن تكلفة اليد العاملة لإنتاج مركبة واحدة في المغرب لا تتعدى 106 دولارات، ما يجعل المملكة تتفوق على أكثر من 250 مصنعاً حول العالم.في المقابل، وصلت التكلفة في دول مثل رومانيا والمكسيك إلى أكثر من الضعف، فيما سجلت تركيا والصين أرقاماً أعلى بكثير. هذا الفارق يعكس ميزة تنافسية بارزة جعلت من المغرب وجهة مفضلة لعمالقة صناعة السيارات، خاصة الشركات الفرنسية التي وجدت في المملكة بديلاً استراتيجياً لأوروبا. من جهة أخرى، لا يُعزى انخفاض التكلفة في المغرب فقط إلى الأجور المتدنية، بل يرتبط أيضاً بارتفاع الإنتاجية وحداثة المصانع واستقرار سلاسل التوريد. هذه العوامل مجتمعة مكّنت المملكة من تأمين بيئة إنتاجية مرنة تسهم في تقليص عدد ساعات العمل الهندسي، وتخفيض الكلفة النهائية لكل مركبة. بالإضافة إلى ذلك، أشار التقرير إلى أن المغرب يعتمد نماذج إنتاجية متوسطة وبسيطة تقلل تعقيد التصاميم، وهو ما ينعكس إيجاباً على استقرار المصاريف. كما تستفيد البلاد من بنية لوجستية متطورة، ما يعزز سلاسة عمليات التوريد والإنتاج، على عكس ما تعانيه مصانع أوروبية وأمريكية من ضغوط بسبب ارتفاع أسعار الطاقة وتعقيد النماذج الصناعية. المغرب حقق نمواً ملحوظاً بنسبة 29% في إنتاج السيارات بين 2019 و2024، في وقت شهدت فيه دول كبرى مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا تراجعاً في معدلات الإنتاج. هذه الدينامية الجديدة تدفع نحو توسيع الحضور المغربي في سلاسل القيمة العالمية، خاصة المرتبطة بالسيارات الكهربائية والهجينة. رغم التحديات العالمية في قطاع السيارات، يواصل المغرب ترسيخ مكانته كوجهة تصنيعية منافسة، مستفيداً من موقعه الجغرافي وتكلفته المنخفضة وقدرته على التكيف مع متغيرات السوق الدولية.
إقتصاد

المغرب يتصدر إفريقيا في واردات اللحوم الأمريكية بتجاوز الألف طن شهرياً
شهدت صادرات اللحوم الحمراء الأميركية إلى المغرب قفزة قياسية خلال شهر مارس الماضي، مسجلة مستويات غير مسبوقة من حيث الحجم، وفقاً لما أفاد به الاتحاد الأميركي لتصدير اللحوم (USMEF) استناداً إلى بيانات وزارة الزراعة الأميركية (USDA). وحسب البيان، فقد بلغت واردات المغرب من لحوم الأبقار المعالجة، لا سيما “اللحوم المتنوعة” كأكباد الأبقار، حوالي 1,146 طناً مترياً، وهو أعلى حجم شهري يتم تسجيله منذ بدء تتبع الصادرات الأميركية إلى المملكة، مما يبرز التحول اللافت في نمط الطلب داخل السوق المغربي. هذا النمو يأتي ضمن اتجاه توسعي ملحوظ نحو أسواق القارة الإفريقية، إذ أشار الاتحاد إلى أن دولاً مثل كوت ديفوار والغابون سجلت بدورها ارتفاعاً في واردات اللحوم الأميركية. في المجمل، وصلت صادرات لحوم الأبقار الأميركية إلى إفريقيا خلال شهر مارس إلى 1,550 طناً مترياً، بزيادة سنوية بلغت 73%، بينما تخطّت القيمة الإجمالية 2.9 مليون دولار، أي نمواً بنسبة 123% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وخلال الربع الأول من سنة 2025، بلغ إجمالي صادرات لحوم الأبقار الأميركية إلى القارة 3,658 طناً مترياً، محققة بذلك عائدات قاربت 5.8 مليون دولار، وهو ما يمثل ارتفاعاً سنوياً بنسبة 15% في الكمية و34% في القيمة. ويرجع هذا الأداء المتميز بالأساس وفق موقع ديتافور الاقتصادي، إلى ارتفاع الطلب على “اللحوم المتنوعة”، التي تشكل الأكباد الحصة الأكبر منها، ما يرسّخ مكانة المغرب كأحد الأسواق الواعدة لهذا النوع من الصادرات الأميركية. وتأتي هذه النتائج ضمن جهود أوسع يبذلها الاتحاد الأميركي لتوسيع رقعة أسواقه وتنويع منافذه التجارية، حيث نظم مؤخراً بعثة تجارية إلى غرب إفريقيا شملت ندوة في العاصمة الغانية أكرا، وجمعت مستوردين من 12 دولة إفريقية، في مسعى لتعزيز الروابط التجارية وتوسيع الحضور الأميركي في المنطقة.
إقتصاد

قطاع البناء في المغرب يتجه نحو تسجيل نمو ملحوظ خلال 2025
يستعد قطاع البناء في المغرب لتسجيل نمو ملحوظ بنسبة 3.9% في عام 2025، مدعوماً بمؤشرات إيجابية واستثمارات كبرى، في ظل توقعات بالحفاظ على معدل نمو سنوي متوسط يبلغ 3.8% بين 2026 و2029، وفقاً لتقرير حديث أصدرته شركة Research and Markets. يشهد المغرب انتعاشاً واضحاً في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، حيث أعلن رئيس الحكومة في نونبر 2024 عن ارتفاع بنسبة 50.7% خلال الأشهر التسعة الأولى من العام، لتصل إلى أكثر من 16.2 مليار درهم (حوالي 1.6 مليار دولار). ويُعزى هذا النمو إلى التحسينات الجارية في البنية التحتية، وخصوصاً المشاريع المرتبطة باستضافة المملكة لمجموعة من الفعاليات الرياضية القارية والعالمية، وعلى رأسها كأس العالم لكرة القدم 2030. في هذا الإطار، وقع البنك الإفريقي للتنمية اتفاقية تمويل مع المغرب تشمل قرضاً بقيمة 3.8 مليار درهم، بالإضافة إلى مشروع تكميلي بقيمة 7 مليارات درهم، لتطوير البنية التحتية المرتبطة بالمونديال. وتشمل المشاريع تحسين الحوكمة الاقتصادية، تطوير أنظمة المياه، وإحداث منطقة صناعية كبرى في ميناء الناظور غرب المتوسط. وفي سياق الاستعدادات للمونديال، يُخطط المغرب لتحديث ستة ملاعب قائمة وبناء مجمع رياضي جديد في بنسليمان قرب الدار البيضاء. كما تشمل المشاريع إعادة هيكلة واسعة لـشبكات النقل البري والجوي والسككي، لتتماشى مع المعايير الدولية لاستضافة الحدث الرياضي الأضخم. أعلنت وزارة النقل واللوجستيك في يناير 2025 عن خطة طموحة بقيمة 96 مليار درهم (نحو 9.5 مليار دولار) لتوسيع وتحديث الشبكة الوطنية للسكك الحديدية بحلول عام 2030. وتشمل الخطة: 53 مليار درهم لتطوير قطارات فائقة السرعة 29 مليار درهم لاقتناء 150 قطاراً جديداً 14 مليار درهم لإنشاء 40 محطة حديثة تتوقع الدراسة أن يستمر قطاع البناء المغربي في الاستفادة من هذه المشاريع الوطنية الكبرى، لاسيما في مجالات الإسكان، الكهرباء، والمرافق الرياضية، مما يعزز موقع المغرب كوجهة مفضلة للاستثمار في منطقة شمال إفريقيا.
إقتصاد

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الاثنين 12 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة