دولي

تايمز تكشف عن أرشيف تفاصيل “فظائع” نظام بشار الأسد


كشـ24 نشر في: 15 ديسمبر 2024

كشف تقرير نشرته صحيفة تايمز البريطانية عن أرشيف من 1.3 مليون وثيقة رسمية، تفصل "الفظائع" الممنهجة والجرائم التي ارتكبها نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد ووالده حافظ الأسد بحق السوريين.

ويعتبر الأرشيف، الذي جمعه المحامي والمحقق الكندي في جرائم الحرب بيل وايلي لـ13 عاما بمساعدة فريق من السوريين، محوريا في تحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات المنظمة التي ما زالت تتكشف بسوريا، حسب التقرير.

وتم تهريب الوثائق بالكيلوغرامات خارج البلاد إلى مدينة أوروبية لم يكشف التقرير عنها، ليتم تصويرها رقميا وتحليلها من قبل منظمة وايلي، واسمها لجنة العدالة والمساءلة الدولية، بدعم من الحكومات البريطانية والأميركية والألمانية.

وللحصول على المواد، كان أعضاء الفريق السوريون، البالغ عددهم 43، يتخفون بزي الرعاة والتجار، ويستخدمون كل ما يتوفر -من الشاحنات إلى الطوافات- لنقل خزائن كاملة من الأوراق عبر نقاط التفتيش.

وقد قتل النظام أحد أفراد الفريق، بينما أصيب آخر واختطف ثالث، واضطر بعضهم لترك أوراق في مخابئهم لما ينطوي على نقلها من مخاطر.

وقد استخدمت وثائق لجنة العدالة والمساءلة الدولية بالفعل في 13 قضية في جميع أنحاء العالم ضد مسؤولي النظام.

بشار الأسد الآمر الناهي

وقال وايلي إن الوثائق تثبت دون أدنى شك أن بشار الأسد لم يكن مجرد رئيس شكلي، بل إنه كان يدير الأمور، واستدل على ذلك بمحاضر من خلية إدارة الأزمة المركزية التي أنشأها الأسد في مارس 2011 للتعامل مع الثورة.

وكانت هذه الخلية تجتمع كل ليلة تقريبا وتناقش إستراتيجيات لسحق المعارضة، وفق التقرير، كما كانت الإدارة على تواصل باللجان الأمنية وعناصر المخابرات في كل محافظة، تتلقى منها أحدث نتائج وسائل القمع الممنهجة، وترسل لها أوامر جديدة.

وأكد وايلي دور الأسد الرئيسي بالعملية، إذ "كانت المحاضر تؤخذ إلى مكتبه الشخصي وينتظره أحد الموظفين بينما يراجعها، ونرى دليلا على ذلك في الهوامش أوامر تقول افعلوا كذا وكذا، لا تفعلوا كذا، وحينها تأكد لنا أنه لم يكن مجرد رئيس شكلي".

"بيروقراطية الموت"

وقام نظام الأسد بتوثيق عمليات التعذيب والإعدام واستخدام الأسلحة الكيميائية وحالات الاختفاء الجماعي على نطاق واسع، وأشرفت سلسلة من القيادات برئاسة الأسد على "بيروقراطية الموت" هذه، وفق تعبير البعض بالتقرير.

وقال وايلي: "هذا هو القمع الأكثر توثيقا في التاريخ"، وأضاف، مشيرا للملفات المخزنة بـ406 صناديق، والتي تضم جرائم حرب لحزب البعث المخلوع: "وكأنهم نازيون بأجهزة حاسوب".

وكثفت لجنة وايلي جهودها بعد سقوط الحكومة، خصوصا أن سرعة انهيار النظام لم تسمح له بتدمير الدلائل الورقية، وعينت 10 باحثين إضافيين في الأيام السابقة، وأكد المحقق: "نحن نعيش حالة نادرة تاريخيا، مثل ألمانيا في 1945 والعراق في 2003 ووسط وشرق أوروبا بين 1990 و1991، حين يمكن جمع مواد من مصادر أولية".

أذرع حزب البعث أعمق من نورمبرغ

وعدّد التقرير الأفراد المتورطين بـ"جرائم" نظام الأسد، مشيرا إلى كثرتهم، فهناك الآلاف من الضباط وعناصر الأمن الفارين هربا من المساءلة.

وخص التقرير ماهر الأسد شقيق بشار وقائد الفرقة الرابعة، وهو مسؤول عن سياسة "القمع الهمجي" وتهريب الكبتاغون، وعلي مملوك رئيس مكتب الأمن الوطني السابق وأحد أبرز قادة الأجهزة الأمنية، وجميل حسن رئيس استخبارات القوات الجوية، وهو متهم بإدارة عمليات تعذيب وقتل واسعة.

ويظهر أرشيف وايلي العدد الهائل من الأشخاص المتورطين، وعلق بهذا الصدد بأن المسألة "في سوريا تتعلق بـ50 عاما من الإرهاب على يد الدولة، والكثير من القتلى والمعذبين، وهذا يحتاج إلى هيكل أمني وعسكري واستخباراتي ضخم".

وأضاف: "سيكون ملف سوريا أكبر بكثير من محاكمة نورمبرغ"، وتخصصت المحاكمة التاريخية بمحاسبة قادة النظام النازي.

ونوه التقرير بأن الأمن الذي أعطته روسيا لبشار وعائلته لن يدوم طويلا، فروسيا، كما ذكر وايلي، قد تضحي بالأسد وتسلمه لتحقيق مصالحها الإستراتيجية مع أي حكومة سورية جديدة، كما فعلت سابقا مع دكتاتوريين آخرين كشارلز تايلور (من ليبيريا)، ولوران غباغبو (من ساحل العاج)، ولن يأخذ تسليمه أكثر من 3 سنوات.

المصدر : تايمز

كشف تقرير نشرته صحيفة تايمز البريطانية عن أرشيف من 1.3 مليون وثيقة رسمية، تفصل "الفظائع" الممنهجة والجرائم التي ارتكبها نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد ووالده حافظ الأسد بحق السوريين.

ويعتبر الأرشيف، الذي جمعه المحامي والمحقق الكندي في جرائم الحرب بيل وايلي لـ13 عاما بمساعدة فريق من السوريين، محوريا في تحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات المنظمة التي ما زالت تتكشف بسوريا، حسب التقرير.

وتم تهريب الوثائق بالكيلوغرامات خارج البلاد إلى مدينة أوروبية لم يكشف التقرير عنها، ليتم تصويرها رقميا وتحليلها من قبل منظمة وايلي، واسمها لجنة العدالة والمساءلة الدولية، بدعم من الحكومات البريطانية والأميركية والألمانية.

وللحصول على المواد، كان أعضاء الفريق السوريون، البالغ عددهم 43، يتخفون بزي الرعاة والتجار، ويستخدمون كل ما يتوفر -من الشاحنات إلى الطوافات- لنقل خزائن كاملة من الأوراق عبر نقاط التفتيش.

وقد قتل النظام أحد أفراد الفريق، بينما أصيب آخر واختطف ثالث، واضطر بعضهم لترك أوراق في مخابئهم لما ينطوي على نقلها من مخاطر.

وقد استخدمت وثائق لجنة العدالة والمساءلة الدولية بالفعل في 13 قضية في جميع أنحاء العالم ضد مسؤولي النظام.

بشار الأسد الآمر الناهي

وقال وايلي إن الوثائق تثبت دون أدنى شك أن بشار الأسد لم يكن مجرد رئيس شكلي، بل إنه كان يدير الأمور، واستدل على ذلك بمحاضر من خلية إدارة الأزمة المركزية التي أنشأها الأسد في مارس 2011 للتعامل مع الثورة.

وكانت هذه الخلية تجتمع كل ليلة تقريبا وتناقش إستراتيجيات لسحق المعارضة، وفق التقرير، كما كانت الإدارة على تواصل باللجان الأمنية وعناصر المخابرات في كل محافظة، تتلقى منها أحدث نتائج وسائل القمع الممنهجة، وترسل لها أوامر جديدة.

وأكد وايلي دور الأسد الرئيسي بالعملية، إذ "كانت المحاضر تؤخذ إلى مكتبه الشخصي وينتظره أحد الموظفين بينما يراجعها، ونرى دليلا على ذلك في الهوامش أوامر تقول افعلوا كذا وكذا، لا تفعلوا كذا، وحينها تأكد لنا أنه لم يكن مجرد رئيس شكلي".

"بيروقراطية الموت"

وقام نظام الأسد بتوثيق عمليات التعذيب والإعدام واستخدام الأسلحة الكيميائية وحالات الاختفاء الجماعي على نطاق واسع، وأشرفت سلسلة من القيادات برئاسة الأسد على "بيروقراطية الموت" هذه، وفق تعبير البعض بالتقرير.

وقال وايلي: "هذا هو القمع الأكثر توثيقا في التاريخ"، وأضاف، مشيرا للملفات المخزنة بـ406 صناديق، والتي تضم جرائم حرب لحزب البعث المخلوع: "وكأنهم نازيون بأجهزة حاسوب".

وكثفت لجنة وايلي جهودها بعد سقوط الحكومة، خصوصا أن سرعة انهيار النظام لم تسمح له بتدمير الدلائل الورقية، وعينت 10 باحثين إضافيين في الأيام السابقة، وأكد المحقق: "نحن نعيش حالة نادرة تاريخيا، مثل ألمانيا في 1945 والعراق في 2003 ووسط وشرق أوروبا بين 1990 و1991، حين يمكن جمع مواد من مصادر أولية".

أذرع حزب البعث أعمق من نورمبرغ

وعدّد التقرير الأفراد المتورطين بـ"جرائم" نظام الأسد، مشيرا إلى كثرتهم، فهناك الآلاف من الضباط وعناصر الأمن الفارين هربا من المساءلة.

وخص التقرير ماهر الأسد شقيق بشار وقائد الفرقة الرابعة، وهو مسؤول عن سياسة "القمع الهمجي" وتهريب الكبتاغون، وعلي مملوك رئيس مكتب الأمن الوطني السابق وأحد أبرز قادة الأجهزة الأمنية، وجميل حسن رئيس استخبارات القوات الجوية، وهو متهم بإدارة عمليات تعذيب وقتل واسعة.

ويظهر أرشيف وايلي العدد الهائل من الأشخاص المتورطين، وعلق بهذا الصدد بأن المسألة "في سوريا تتعلق بـ50 عاما من الإرهاب على يد الدولة، والكثير من القتلى والمعذبين، وهذا يحتاج إلى هيكل أمني وعسكري واستخباراتي ضخم".

وأضاف: "سيكون ملف سوريا أكبر بكثير من محاكمة نورمبرغ"، وتخصصت المحاكمة التاريخية بمحاسبة قادة النظام النازي.

ونوه التقرير بأن الأمن الذي أعطته روسيا لبشار وعائلته لن يدوم طويلا، فروسيا، كما ذكر وايلي، قد تضحي بالأسد وتسلمه لتحقيق مصالحها الإستراتيجية مع أي حكومة سورية جديدة، كما فعلت سابقا مع دكتاتوريين آخرين كشارلز تايلور (من ليبيريا)، ولوران غباغبو (من ساحل العاج)، ولن يأخذ تسليمه أكثر من 3 سنوات.

المصدر : تايمز



اقرأ أيضاً
احتجاز 79 متظاهرا في مواجهات مع الشرطة بصربيا
أعلنت الشرطة الصربية احتجاز 79 شخصا انتهكوا تشريعات التظاهر خلال احتجاجات ضد حكومة الرئيس ألكسندر فوتشيتش، نظمتها المعارضة الليلة الماضية. ووقعت المواجهات بين المتظاهرين والشرطة في وقت متأخر من أمس الأربعاء وصباح اليوم الخميس في العاصمة بلغراد ومدينة نوفي ساد في شمال البلاد والمدينتين الجنوبيتين نيس ونوفي بازار. وقال طلاب جامعيون يقفون وراء الاحتجاجات إن الشرطة "أصابت العديد من المتظاهرين السلميين وضربت المتظاهرين بالهراوات، حيث نقل 4 مصابين إلى المستشفى". وأعلنت وزارة الداخلية أن 4 رجال شرطة أصيبوا وتضررت سيارة تابعة للشرطة، وأن رجال الأمن "تصرفوا وفقا للقانون في مواجهة الاضطرابات". يذكر أن الرئيس فوتشيتش رفض إجراء انتخابات مبكرة رغم استمرار المظاهرات لأكثر من 8 أشهر. وبدأت الاحتجاجات المدعومة والممولة غربيا في نوفمبر 2004، حيث استغل منظموها حادث انهيار مظلة خرسانية بمحطة القطارات في مدينة نوفي ساد ومقتل 16 شخصا، للتأجيج ضد حكومة فوتشيتش الموالية لروسيا والمتمسكة بالعلاقات التاريخية والعرقية والدينية بين البلدين.
دولي

جرحى في حادث طعن بتامبيري الفنلندية
أعلنت الشرطة الفنلندية، الخميس، أن عدة أشخاص تعرضوا للطعن في مركز للتسوق بمدينة تامبيري الفنلندية. وأضافت الشرطة في بيان، أنها ألقت القبض على أحد الأشخاص وأن الوضع لم يعد يشكل خطراً على الآخرين. وأشارت إلى أن المصابين يتلقون إسعافات أولية.
دولي

إصابة 4 أشخاص جراء هجوم بفأس داخل قطار في ألمانيا
أعلنت الشرطة الألمانية أن رجلاً هاجم الخميس، أربعة أشخاص في قطار متجه من هامبورغ إلى فيينا وأصابهم بجروح طفيفة قبل أن يتم اعتقاله.وذكرت صحيفة بيلد أن السلاح المستخدم كان فأساً. وقالت الشرطة المحلية في بيان: «قرابة الساعة 13:55 هاجم رجل عدة أشخاص على متن قطار ICE (إنتر سيتي إكسبريس) الذي كان متجها إلى فييناً أثناء وجوده في بافاريا (جنوب شرق)».وأضافت الشرطة: «إن أربعة أشخاص أصيبوا بجروح طفيفة وألقت قوات الأمن القبض على المشتبه به». ووفقاً لصحيفة بيلد سيطر ركاب على المعتدي المفترض المسلح بفأس.وأضافت الصحيفة أن الركاب شغلوا نظام الطوارئ وتمكن القطار من التوقف على خط خال، لافتة إلى أن المعتدي نُقل بعد ذلك إلى المستشفى بمروحية لمعالجة إصابته.والخط الذي استخدمه القطار مغلق حالياً وفقا للشرطة التي وصلت إلى موقع الحادث مع فرق إطفاء وإنقاذ وطوارئ تابعة لشركة السكك الحديد الألمانية (دويتشه بان).وقالت دويتشه بان المملوكة للدولة في بيان: «تحقق السلطات حالياً في ملابسات الحادث». وفي الأشهر الأخيرة، شهدت ألمانيا عدة هجمات طعن بالإضافة إلى هجمات جهادية وأعمال عنف من اليمين المتطرف مما أحيا المخاوف الأمنية.
دولي

محكمة جزائرية تقضي بسجن مؤرخ 5 سنوات
قضت محكمة جزائرية اليوم الخميس بسجن المؤرخ محمد الأمين بلغيث خمسة أعوام بتهمة الاعتداء على رموز الأمة، وفقاً لمحاميه، وذلك بعد إدلائه بتصريحات شكك فيها بوجود الثقافة الأمازيغية. وأثار بلغيث غضباً في الجزائر عندما قال خلال مقابلة تلفزيونية أخيراً إن "اللغة الأمازيغية مشروع أيديولوجي صهيوني - فرنسي"، مضيفاً "لا وجود للثقافة الأمازيغية". وأفادت النيابة العامة آنذاك بأنه اعتقل في الثالث من ماي الماضي بتهمة "القيام بفعل يستهدف الوحدة الوطنية بواسطة عمل غرضه الاعتداء على رموز الأمة والجمهورية ونشر خطاب الكراهية والتمييز". واليوم أعلن توفيق هيشور، محامي بلغيث، على "فيسبوك" أن محكمة خارج العاصمة الجزائر قضت بسجن بلغيث خمسة أعوام نافذة، إذ طلب المدعي العام السجن سبعة أعوام وغرامة مقدارها 700 ألف دينار (5400 دولار). وفي عام 2016 تبنى البرلمان الجزائري بغالبية ساحقة مراجعة دستورية تنص على اعتبار الأمازيغية "لغة وطنية ورسمية" في الجزائر، وأضيف عام 2017 احتفال رأس السنة الأمازيغية "يناير" إلى قائمة الأعياد الرسمية الجزائرية. وكثيراً ما أثارت تصريحات بلغيث، الأستاذ الجامعي والباحث في التاريخ، استهجاناً، كما اتهمه نقاد بتحريف التاريخ والعداء للأمازيغ.
دولي

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الجمعة 04 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة