تأخر سن الزواج لدى شباب مراكش .. بين ظروف قاهرة وحميمية حرة
كشـ24
نشر في: 28 أبريل 2017 كشـ24
في مدينة كمراكش، تأخر سن الزواج لدى الشباب أصبح سمة بارزة في الوسط المراكشي، حتى أنه بات "يسهل ايجاد شيء ثمين ملقى في الطريق على مصادفة رجل مقبول" تقول حفصة بغيظ، قبل أن تضيف العاملة في فندق سياحي بالمدينة الحمراء، أنها في التاسعة والعشرين من عمرها، ولا زالت تعيش مع والديها في بيت واحد، ورغم أن لها بعض العلاقات، غير أنها تعيش الضغط، بسبب قلق والدتها، ونظرة قريباتها.
حفصة ليست إلا واحدة من بين كثيرات، اعتبرن أن المدة التي ينبغي على الفتاة أن تتزوج فيها، وتنجب فيها أولادا قد ولت، وعموما فإن الزواج لم يعد رهينا بفترة ما بعد الطفولة مباشرة، وإنما أصبح يمتد إلى مراحل عمرية متأخرة.
وترى المندوبية السامية للتخطيط أن المغاربة إجمالا أصبحوا يقبلون على الزواج في سن متأخرة، ذلك أن متوسّط سنّ الزواج الأول لدى المغاربة، ارتفع بشكل كبير، حيث بلغ معدّل الزواج عند المغربيات 26.6 سنة، خلال سنة 2010، وهو ما يمثّل تأخرا في حدود 9.3 سنوات، مقارنة مع سنة 1960، حيث كان المعدل 17.3 سنوات.
"لقد أصبح الشباب ينتظر أكثر فأكثر إنهاء الدراسة، وإيجاد عمل قار ومسكن، قبل التفكير في الزواج"، الذي يمثل حسب كمال طالب عالم الاجتماع، علامة من علامات الامتثالية الاجتماعية، وإذا كان 44.1% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 سنة، يقولون إنهم يفكرون في دخول القفص الذهبي. فإنَّ أرقام المندوبة السامية للتخطيط عام 2001، كشفت أن نسبة النساء البالغة 57.6% تفوق نظيرتها عند الرجال التي تصل إلى 34.1%. حيث أن 62.3% من الشباب المستجوب ترى أن الأسباب المشجعة على الزواج هي الاستقرار وتكوين أسرة، بينما ربطها 34.1% منهم بالواجب الديني.
وفي هذا الصدد يقول كمال، إن كل الفتيات اللائي التقى بهن، كن راغبات في التسلية لا الارتباط بشكل جدي، أما جميلة، في ربيعها الثامن والعشرين، والمخطوبة منذ ثلاث سنوات، فتعتبر أن معرفة شريك العمر تتم أولا قبل الزواج، فعدم الاقبال على الزواج عند الشباب هو محاولتهم عيش قدر كافي من التجارب، حتى أصبحت الفتيات أولات حق في أن يلتقين بالشباب. وعليه فإن الاختيار الحر للشريك يضحي مسألة يتوافق عليها الجنسان، لكن جميلة تتدارك قولها بأن" هناك حدودا تعرفها الفتيات جميعهن".
وحسب نظرة علم الاجتماع، فإن العزوف عن الزواج في الغالب الأعم يعود لأسباب مالية ومادية أكثر من رجوعها إلى ما هو إيديلوجي. ذلك أن الشباب لم يعد بوسعهم توفير تكاليف الزواج في ظل ارتفاع نسب البطالة وغلاء المعيشة وارتفاع المهور، إضافة إلى عوامل محددة تقف وراء تأخر الزواج من منظور علم الاجتماع كالتغيرات المتسارعة التي يمر بها المجتمع نحو التغريب والقيم المبثوثة بقوة عبر ثورة الاتصالات وحرية السوق والخصخصة مرورا بتدني القيم الدينية ووصولا إلى تسيد القيم الفردية.
في مدينة كمراكش، تأخر سن الزواج لدى الشباب أصبح سمة بارزة في الوسط المراكشي، حتى أنه بات "يسهل ايجاد شيء ثمين ملقى في الطريق على مصادفة رجل مقبول" تقول حفصة بغيظ، قبل أن تضيف العاملة في فندق سياحي بالمدينة الحمراء، أنها في التاسعة والعشرين من عمرها، ولا زالت تعيش مع والديها في بيت واحد، ورغم أن لها بعض العلاقات، غير أنها تعيش الضغط، بسبب قلق والدتها، ونظرة قريباتها.
حفصة ليست إلا واحدة من بين كثيرات، اعتبرن أن المدة التي ينبغي على الفتاة أن تتزوج فيها، وتنجب فيها أولادا قد ولت، وعموما فإن الزواج لم يعد رهينا بفترة ما بعد الطفولة مباشرة، وإنما أصبح يمتد إلى مراحل عمرية متأخرة.
وترى المندوبية السامية للتخطيط أن المغاربة إجمالا أصبحوا يقبلون على الزواج في سن متأخرة، ذلك أن متوسّط سنّ الزواج الأول لدى المغاربة، ارتفع بشكل كبير، حيث بلغ معدّل الزواج عند المغربيات 26.6 سنة، خلال سنة 2010، وهو ما يمثّل تأخرا في حدود 9.3 سنوات، مقارنة مع سنة 1960، حيث كان المعدل 17.3 سنوات.
"لقد أصبح الشباب ينتظر أكثر فأكثر إنهاء الدراسة، وإيجاد عمل قار ومسكن، قبل التفكير في الزواج"، الذي يمثل حسب كمال طالب عالم الاجتماع، علامة من علامات الامتثالية الاجتماعية، وإذا كان 44.1% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 سنة، يقولون إنهم يفكرون في دخول القفص الذهبي. فإنَّ أرقام المندوبة السامية للتخطيط عام 2001، كشفت أن نسبة النساء البالغة 57.6% تفوق نظيرتها عند الرجال التي تصل إلى 34.1%. حيث أن 62.3% من الشباب المستجوب ترى أن الأسباب المشجعة على الزواج هي الاستقرار وتكوين أسرة، بينما ربطها 34.1% منهم بالواجب الديني.
وفي هذا الصدد يقول كمال، إن كل الفتيات اللائي التقى بهن، كن راغبات في التسلية لا الارتباط بشكل جدي، أما جميلة، في ربيعها الثامن والعشرين، والمخطوبة منذ ثلاث سنوات، فتعتبر أن معرفة شريك العمر تتم أولا قبل الزواج، فعدم الاقبال على الزواج عند الشباب هو محاولتهم عيش قدر كافي من التجارب، حتى أصبحت الفتيات أولات حق في أن يلتقين بالشباب. وعليه فإن الاختيار الحر للشريك يضحي مسألة يتوافق عليها الجنسان، لكن جميلة تتدارك قولها بأن" هناك حدودا تعرفها الفتيات جميعهن".
وحسب نظرة علم الاجتماع، فإن العزوف عن الزواج في الغالب الأعم يعود لأسباب مالية ومادية أكثر من رجوعها إلى ما هو إيديلوجي. ذلك أن الشباب لم يعد بوسعهم توفير تكاليف الزواج في ظل ارتفاع نسب البطالة وغلاء المعيشة وارتفاع المهور، إضافة إلى عوامل محددة تقف وراء تأخر الزواج من منظور علم الاجتماع كالتغيرات المتسارعة التي يمر بها المجتمع نحو التغريب والقيم المبثوثة بقوة عبر ثورة الاتصالات وحرية السوق والخصخصة مرورا بتدني القيم الدينية ووصولا إلى تسيد القيم الفردية.