وطني

بوشارب تدعو الوكالات الحضرية من الصويرة للانخراط في تنمية المجالات


كشـ24 | و.م.ع نشر في: 21 مارس 2021

دعت وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، نزهة بوشارب، أمس السبت بالصويرة، الوكالات الحضرية إلى الانخراط في تنمية المجالات في سياق النموذج التنموي الجديد للمغرب.وحثت الوزيرة، التي كانت تتحدث خلال افتتاح لقاء لفيدراليات الوكالات الحضرية بالمغرب، منظم حول موضوع “الوكالات الحضرية في خدمة الابتكار من أجل مجالات ترابية مستدامة ومرنة”، بحضور مستشار جلالة الملك والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موكادور، أندري أزولاي، وعامل الإقليم عادل المالكي، الوكالات الحضرية على التعبئة من أجل بلوغ أهداف التنمية المستدامة، في إطار روح الفريق المنسجم، وعلى نسق الإبداع والابتكار.كما دعت إلى مواصلة الجهود، أكثر من أي وقت مضى، من أجل ضمان تموقع الوكالات الحضرية ليست فقط في مجال التهيئة والتدبير العمراني، بل كمؤسسات استراتيجية ذات نظرة استشرافية واضحة تضمن إطار عيش ملائم للساكنة، والمشاركة في تنزيل الجهوية المتقدمة وتسريع الإقلاع الاقتصادي.ولبلوغ هذه الغايات، تضيف بوشارب، يتطلب التركيز أكثر على اليقظة والابتكار والعمل الاستشرافي وبلورة تصورات عن مشاريع مندمجة تزاوج وتمزج بين تهيئة المجال وتحسين إطار عيش الإنسان، وتصون المشهد المعماري الأصيل والموروث الحضاري للأمة المغربية بمختلف أبعاده الثقافية وروافده الهوياتية.وبعد أن أشادت بالاختيار “جد الموفق” لمدينة الصويرة لاحتضان هذا اللقاء، بحكم المكانة التاريخية للمدينة وما تزخر به من تراث مادي ولا مادي في الوقت نفسه، أبرزت بوشارب أن التعمير يجب أن يراعي الحفاظ على الموروث الحضاري ويصون ذاكرة الأمة التي هي نتاج تلاقح الثقافات البشرية منذ أقدم العصور.وأشارت إلى أنه “من أجل تعمير منسجم، يجب الانفتاح على طاقات أخرى من خارج الميدان، مؤرخين، علماء الاجتماع والأنثروبولوجيا والآثار، لكي لا تفقد مجالاتنا خصوصياتها التي تشكل الروح النابضة”.كما أشارت إلى أن هذا اللقاء يشكل فرصة سانحة للتبادل وتقاسم الممارسات الجيدة في إطار فضاء عائلي ممتد متمثل في كافة مكونات وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، وهو الفضاء الذي يعتبر أيضا مشتلا للأفكار والإبداع، والمبني على تراكم يعود إلى قرابة 40 سنة، تمیز بالخبرة وبالتفاني وبالعطاء المتواصل في الميدان والاحتكاك والقرب من المواطن.وقالت “لقاؤنا اليوم هو أيضا مناسبة لاستحضار المبادئ والقيم التي تؤطر اشتغال الوكالات الحضرية، قيم الالتزام والتفاني في أداء الواجب والحرص على تنزيل تخطيط حضري ينمي المجالات ويساهم في تحسين إطار عيش الإنسان”.وأبرزت الوزيرة “صدق العزيمة” التي تراود مكونات الوكالات الحضرية، نساء ورجالا، من أجل خدمة الوطن، مؤكدة أن “ظرفية الأزمة الصحية الناتجة عن انتشار جائحة کوفید-19 كانت امتحانا واختبارا لهذه العزيمة وهذه الإرادة، ومناسبة لرفع التحديات الطارئة وغير المسبوقة”.كما أبرزت مساهمة مدراء الوكالات الحضرية في الصندوق الخاص بتدبير فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) من أجل التصدي لانعكاسات هذه الجائحة، وكذا تعبئة الموارد البشرية والمادية للوكالات لضمان استمرارية خدماتها لفائدة المستثمرين وعموم المرتفقين، مع الحرص على المحافظة على مناصب الشغل في القطاع، مستثمرة في ذلك ما راكمته من تجارب ناجحة في مجال الإدارة الالكترونية وتطوير الخدمات عن بعد.من جانبه، أكد رئيس فيدرالية الوكالات الحضرية بالمغرب (مجال)، أمين الإدريسي بلقاسمي، أن هذا اللقاء يندرج في إطار مبادرات الفيدرالية، المحدثة منذ 2006 كشبكة موحدة للوكالات الحضرية، مضيفا أنه عبر هذه المبادرات، تسعى الفيدرالية إلى أن تكون “قوة اقتراحية” بهدف إرساء “هندسة ترابية مبتكرة” عبر توحيد الممارسات الجيدة.وبعد أن ذكر باللقاء الثالث للوكالات الحضرية المنظم قبل 11 سنة بالصويرة، عبر بلقاسمي، الذي يشغل أيضا، منصب مدير الوكالة الحضرية لأكادير، عن أمله في أن يشكل هذا اللقاء لحظة قوية للنقاش وتقاسم المقاربات المبتكرة المنظمة من قبل الوكالات الحضرية على صعيد المجالات الترابية، لاسيما في مجالات تثمين الأنسجة التراثية واستخدام التكنولوجيات الجديدة في مجال التخطيط الحضري.وقال إن هذا اللقاء مناسبة لتجديد الالتزام الجماعي للوكالات الحضرية للحفاظ على روح التضامن والتعبئة العامة في سياق هذه الظرفية الصعبة، طبقا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مضيفا أن هذا الالتزام ليس ظرفيا بل سيكون مستداما ومتواصلا.وتميزت الجلسة الافتتاحية لهذا اللقاء بتقديم عرض حول موضوع “الوكالات الحضرية المبتكرة من أجل مؤسسات إنسانية صامدة”، من طرف مديرة التعمير بالوزارة، السيدة بدرية بنجلون، والتي توقفت عند الممارسات المبتكرة للوكالات الحضرية من أجل بناء مشترك لمؤسسات إنسانية صامدة، مع إبراز إنجازات الوكالات خلال سنة 2020، المتسمة بانتشار جائحة (كوفيد-19).كما تميزت بعرض فيلم مؤسساتي حول الجهود المبذولة والتدابير المتخذة من قبل الوزارة قصد تطوير وإنعاش القطاع ومحاربة الانعكاسات السلبية الناجمة عن فيروس كورونا، وكذا شريط مصور حول البوابة الجغرافية الوطنية لوثائق التعمير، باعتبارها منصة رقمية تفاعلية وخرائطية متاحة في وجه المواطنين والمهنيين.وتمكن هذه المنصة مجموع الوكالات الحضرية من نشر وثائق التعمير المصادق عليها، من أجل تمكن أفضل من التخطيط الحضري وتطوير المجالات

دعت وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، نزهة بوشارب، أمس السبت بالصويرة، الوكالات الحضرية إلى الانخراط في تنمية المجالات في سياق النموذج التنموي الجديد للمغرب.وحثت الوزيرة، التي كانت تتحدث خلال افتتاح لقاء لفيدراليات الوكالات الحضرية بالمغرب، منظم حول موضوع “الوكالات الحضرية في خدمة الابتكار من أجل مجالات ترابية مستدامة ومرنة”، بحضور مستشار جلالة الملك والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موكادور، أندري أزولاي، وعامل الإقليم عادل المالكي، الوكالات الحضرية على التعبئة من أجل بلوغ أهداف التنمية المستدامة، في إطار روح الفريق المنسجم، وعلى نسق الإبداع والابتكار.كما دعت إلى مواصلة الجهود، أكثر من أي وقت مضى، من أجل ضمان تموقع الوكالات الحضرية ليست فقط في مجال التهيئة والتدبير العمراني، بل كمؤسسات استراتيجية ذات نظرة استشرافية واضحة تضمن إطار عيش ملائم للساكنة، والمشاركة في تنزيل الجهوية المتقدمة وتسريع الإقلاع الاقتصادي.ولبلوغ هذه الغايات، تضيف بوشارب، يتطلب التركيز أكثر على اليقظة والابتكار والعمل الاستشرافي وبلورة تصورات عن مشاريع مندمجة تزاوج وتمزج بين تهيئة المجال وتحسين إطار عيش الإنسان، وتصون المشهد المعماري الأصيل والموروث الحضاري للأمة المغربية بمختلف أبعاده الثقافية وروافده الهوياتية.وبعد أن أشادت بالاختيار “جد الموفق” لمدينة الصويرة لاحتضان هذا اللقاء، بحكم المكانة التاريخية للمدينة وما تزخر به من تراث مادي ولا مادي في الوقت نفسه، أبرزت بوشارب أن التعمير يجب أن يراعي الحفاظ على الموروث الحضاري ويصون ذاكرة الأمة التي هي نتاج تلاقح الثقافات البشرية منذ أقدم العصور.وأشارت إلى أنه “من أجل تعمير منسجم، يجب الانفتاح على طاقات أخرى من خارج الميدان، مؤرخين، علماء الاجتماع والأنثروبولوجيا والآثار، لكي لا تفقد مجالاتنا خصوصياتها التي تشكل الروح النابضة”.كما أشارت إلى أن هذا اللقاء يشكل فرصة سانحة للتبادل وتقاسم الممارسات الجيدة في إطار فضاء عائلي ممتد متمثل في كافة مكونات وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، وهو الفضاء الذي يعتبر أيضا مشتلا للأفكار والإبداع، والمبني على تراكم يعود إلى قرابة 40 سنة، تمیز بالخبرة وبالتفاني وبالعطاء المتواصل في الميدان والاحتكاك والقرب من المواطن.وقالت “لقاؤنا اليوم هو أيضا مناسبة لاستحضار المبادئ والقيم التي تؤطر اشتغال الوكالات الحضرية، قيم الالتزام والتفاني في أداء الواجب والحرص على تنزيل تخطيط حضري ينمي المجالات ويساهم في تحسين إطار عيش الإنسان”.وأبرزت الوزيرة “صدق العزيمة” التي تراود مكونات الوكالات الحضرية، نساء ورجالا، من أجل خدمة الوطن، مؤكدة أن “ظرفية الأزمة الصحية الناتجة عن انتشار جائحة کوفید-19 كانت امتحانا واختبارا لهذه العزيمة وهذه الإرادة، ومناسبة لرفع التحديات الطارئة وغير المسبوقة”.كما أبرزت مساهمة مدراء الوكالات الحضرية في الصندوق الخاص بتدبير فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) من أجل التصدي لانعكاسات هذه الجائحة، وكذا تعبئة الموارد البشرية والمادية للوكالات لضمان استمرارية خدماتها لفائدة المستثمرين وعموم المرتفقين، مع الحرص على المحافظة على مناصب الشغل في القطاع، مستثمرة في ذلك ما راكمته من تجارب ناجحة في مجال الإدارة الالكترونية وتطوير الخدمات عن بعد.من جانبه، أكد رئيس فيدرالية الوكالات الحضرية بالمغرب (مجال)، أمين الإدريسي بلقاسمي، أن هذا اللقاء يندرج في إطار مبادرات الفيدرالية، المحدثة منذ 2006 كشبكة موحدة للوكالات الحضرية، مضيفا أنه عبر هذه المبادرات، تسعى الفيدرالية إلى أن تكون “قوة اقتراحية” بهدف إرساء “هندسة ترابية مبتكرة” عبر توحيد الممارسات الجيدة.وبعد أن ذكر باللقاء الثالث للوكالات الحضرية المنظم قبل 11 سنة بالصويرة، عبر بلقاسمي، الذي يشغل أيضا، منصب مدير الوكالة الحضرية لأكادير، عن أمله في أن يشكل هذا اللقاء لحظة قوية للنقاش وتقاسم المقاربات المبتكرة المنظمة من قبل الوكالات الحضرية على صعيد المجالات الترابية، لاسيما في مجالات تثمين الأنسجة التراثية واستخدام التكنولوجيات الجديدة في مجال التخطيط الحضري.وقال إن هذا اللقاء مناسبة لتجديد الالتزام الجماعي للوكالات الحضرية للحفاظ على روح التضامن والتعبئة العامة في سياق هذه الظرفية الصعبة، طبقا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مضيفا أن هذا الالتزام ليس ظرفيا بل سيكون مستداما ومتواصلا.وتميزت الجلسة الافتتاحية لهذا اللقاء بتقديم عرض حول موضوع “الوكالات الحضرية المبتكرة من أجل مؤسسات إنسانية صامدة”، من طرف مديرة التعمير بالوزارة، السيدة بدرية بنجلون، والتي توقفت عند الممارسات المبتكرة للوكالات الحضرية من أجل بناء مشترك لمؤسسات إنسانية صامدة، مع إبراز إنجازات الوكالات خلال سنة 2020، المتسمة بانتشار جائحة (كوفيد-19).كما تميزت بعرض فيلم مؤسساتي حول الجهود المبذولة والتدابير المتخذة من قبل الوزارة قصد تطوير وإنعاش القطاع ومحاربة الانعكاسات السلبية الناجمة عن فيروس كورونا، وكذا شريط مصور حول البوابة الجغرافية الوطنية لوثائق التعمير، باعتبارها منصة رقمية تفاعلية وخرائطية متاحة في وجه المواطنين والمهنيين.وتمكن هذه المنصة مجموع الوكالات الحضرية من نشر وثائق التعمير المصادق عليها، من أجل تمكن أفضل من التخطيط الحضري وتطوير المجالات



اقرأ أيضاً
أمير المؤمنين للحجاج المغاربة: احرصوا على أداء مناسككم بأركانها وواجباتها وسننها ومستحباتها
وجه أمير المؤمنين الملك محمد السادس، رسالة سامية إلى الحجاج المغاربة برسم موسم الحج لسنة 1446ه، بمناسبة سفر أول فوج منهم إلى الديار المقدسة. وفي ما يلي نص الرسالة الملكية السامية، التي تلاها أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، اليوم الأربعاء، قبل مغادرة أول فوج من الحجاج المغاربة الميامين مطار الرباط – سلا : ” الحمد لله، وحده والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه. حاجاتنا وحجاجنا الميامين، أمنكم الله ورعاكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد إنه لمن دواعي سعادتنا أن نتوجه إلى الفوج الأول من حجاجنا وحاجاتنا الميامين وإلى جميع الأفواج الأخرى، بالتهنئة والتبريك على ما من به الله عليهم من أداء فريضة الحج هذه السنة، مشاطرين إياكم مشاعركم وكلكم شوق إلى تلك البقاع المقدسة وزيارة الروضة النبوية الشريفة قبر جدنا المصطفى عليه أزكى الصلاة والسلام، سائلين الله العلي القدير أن يتقبل مناسككم، ويحقق رجاءكم ويستجيب دعواتكم ويتم نعمته عليكم، وأن تعودوا إلى وطنكم سالمين غانمين. إنه سميع مجيب. حاجاتنا وحجاجنا الميامين، إننا نخاطبكم من منطلق الأمانة العظمى التي أناطها الله تعالى بنا بصفتنا أمير المؤمنين وهي أمانة حماية شعائر الإسلام، وفي مقدمة هذه الحماية تمكين المؤمنين والمؤمنات من أداء واجباتهم الدينية لاسيما إذا تعلق الأمر بركن عظيم من أركان الإسلام، مثل الحج، ولقد يسرنا ذلك والحمد لله بما أصدرنا من تعليماتنا لوزيرنا في الأوقاف والشؤون الإسلامية من أجل التحضير لهذا الأمر تدبيرا وتنظيما وتأهيلا علميا وتوعية روحية، ذلك لأن أداء ركن الحج يستوجب الاستعداد للسفر والإقامة استعدادا روحيا يتوقف عليه الأداء المطلوب للمناسك وفق ما جاء من الشروط في الكتاب والسنة، وهذه مسؤولية كل حاجة وكل حاج منكم لا ينوب فيه أحد عن أحد ولا يعين عليها إلا الصبر والذكر والخشوع بحيث لا يغيب القصد ولو لحظة واحدة. فاحرصوا – رعاكم الله – وأنتم بالديار المقدسة خلال أيام الحج على أداء مناسككم بأركانها وواجباتها وسننها ومستحباتها، وعلى ألا يمر وقت من أوقاتكم الثمينة إلا وأنتم في دعاء واستغفار، وذكر وابتهال، لتفوزوا بما وعد الله به المؤمنين من جزاء على أداء الحج المبرور، مصداقا لقوله عليه الصلاة والسلام: “الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة.” حاجاتنا وحجاجنا الميامين، بعد هذه النصيحة بالحرص الدائم على استحضار الله تعالى في ما أنتم مقبلون عليه وأنتم ترددون ” لبيك اللهم لبيك “، نهيب بكم ألا يفوتكم استحضار حرصنا الدائم على رعاية المقدسات الدينية حرصا مقترنا بالحرص على صيانة هويتنا الوطنية لاسيما في سماتها الأخلاقية، وذلك بأن تكونوا متحلين بقيم الإسلام المثلى من أخوة صادقة وتسامح شامل وصبر جميل وتضامن فعال امتثالا لقوله تعالى : ((الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب.)) حاجاتنا وحجاجنا الميامين، تعلمون – رعاكم الله – أن أداء فريضة الحج بما تعنيه من أداء المناسك والوقوف بالمشاعر، والتنقل بين البقاع المقدسة يتطلب المعرفة بالأركان والواجبات والسنن، كما يتطلب منكم احترام الترتيبات والتوجيهات التي وضعتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، حرصا منها على توفير شروط راحتكم في الحل والترحال، وتمكينكم من الأداء الأمثل لمناسككم بفضل ما وفرته لأفواجكم في الديار المقدسة من أطر متعددة الاختصاص، ترافقكم منذ مغادرتكم أرض الوطن وإلى عودتكم، من فقيهات وفقهاء موجهين ومرشدين ومرشدات، وأطباء وطبيبات وممرضين ساهرين على صحتكم، ومن إداريين قائمين على مدار اليوم بتقديم الخدمات الضرورية التي يحتاج إليها حجاجنا في كل حين. وفي نفس السياق، لا يخفى عليكم ما يتطلبه القيام بفريضة الحج في تلك البقاع المقدسة من تقيد والتزام بالتدابير التنظيمية التي اتخذتها السلطات المختصة في المملكة العربية السعودية الشقيقة، موفرة لضيوف الرحمن كل أسباب الاطمئنان، لجعل موسم الحج يتم على ما يتعين أن يكون عليه من نظام وانتظام، وأمن وأمان، بتوجيهات سامية من أخينا الأعز الأكرم، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، عاهل المملكة العربية السعودية، متعه الله بالصحة وطول العمر، وشد أزره بولي عهده أخينا الأعز الأبر صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، رئيس مجلس الوزراء حفظه الله وأطال عمره. كما يطيب لنا في هذا المقام أن نعرب عن عميق اعتزازنا وبالغ إشادتنا بالعلاقات الأخوية التي تجمع بين مملكتينا وشعبينا الشقيقين. حاجاتنا وحجاجنا الميامين، لابد من تذكيركم والذكرى تنفع المؤمنين بأنه بقدر ما يتعين عليكم تمثيل قيم الإسلام المثلى في الاستقامة وحسن المعاملة والتضامن وإخلاص التوجه لله رب العالمين في هذا الموسم العظيم، بقدر ما يتعين عليكم أيضا تمثيل بلدكم المغرب، وتجسيد حضارته العريقة، التي اشتهر بها أسلافنا على مر التاريخ في الوحدة والتلاحم والتشبث بالمقدسات الدينية والوطنية القائمة على الوسطية والاعتدال، والوحدة المذهبية. فكونوا سفراء لبلدكم في الحفاظ على صورته الحضارية المضيئة، واعلموا أن هذه القيم والثوابت هي التي جعلت بلدنا ينعم بالأمن والاستقرار، ويواصل مسيرته الظافرة بقيادتنا الرشيدة نحو المزيد من التقدم والازدهار. وتذكروا في هذا المقام المهيب، وغيره من المقامات، ولاسيما عند الوقوف بعرفات ما عليكم من واجب الدعاء لملككم، الساهر على راحتكم وأمنكم ووحدة وطنكم، وتنمية مرافق حياتكم، فاسألوا الله تعالى لنا دوام النصر والتأييد وموصول العمل السديد، وموفور الصحة والعافية لنا ولأسرتنا الشريفة، وأن يرينا في ولي عهدنا صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن ما يسر القلب، ويقر العين، وأن يشمل برحمته ورضوانه كلا من جدنا المقدس ووالدنا المنعم جلالة الملك محمد الخامس، وجلالة الملك الحسن الثاني، أكرم الله مثواهما، وأن يحيط بلدنا بحفظه وعنايته، ويكلأه بعين رعايته. حاجاتنا وحجاجنا الميامين، لا شك في أنكم تتطلعون إلى تلبية أشواقكم الروحية في هذا الموسم العظيم بالقيام بزيارة المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة، والوقوف بكل توقير وخشوع أمام خير الأنام وخاتم الأنبياء والرسل الكرام، جدنا المصطفى عليه الصلاة والسلام. فاستحضروا – وفقكم الله – ما يقتضيه المقام من خشوع وابتهال، وتوقير وإجلال، لنبي الرحمة المهداة، والنعمة المسداة. رجاء الفوز بما وعد الله به كل من صلى وسلم عليه، حيث قال عليه السلام: “من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا”. وفي كل مقام تمرون به من تلك المقامات الشريفة، واللحظات الروحانية الخالصة لا تنسوا أن تدعوا خير الدعاء لملككم الساهر على أمنكم وازدهاركم، وعلى وحدة وطنكم وصيانة سيادته وكرامته، وإحلاله المكانة اللائقة به في محيطه الإقليمي وعالمه الإسلامي. وختاما نعرب لكم – معاشر الحجاج والحاجات الميامين عن تجديد دعائنا لكم بالحج المبرور، والسعي المشكور والجزاء الموفور، والعودة إلى دياركم سالمين غانمين. إنه تعالى على ما يشاء قدير، وبالإجابة جدير. والسـلام عليكـم ورحمـة الله وبركاتـه “.
وطني

بمناسبة الذكرى 69 لتأسيسها.. جلالة الملك يوجه الأمر اليومي للقوات المسلحة الملكية
وجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، اليوم الأربعاء، "الأمر اليومي" للقوات المسلحة الملكية، وذلك بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لتأسيسها.وفي ما يلي نص الأمر اليومي :" الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه.معشر الضباط وضباط الصف والجنود،تحتفل القوات المسلحة الملكية اليوم ومعها الشعب المغربي قاطبة بالذكرى التاسعة والستين لتأسيسها، وهي مناسبة وطنية متجددة، نستحضر فيها بمزيد من الامتنان والإجلال روح مؤسسها وواضع لبنتها الأولى أب الأمة جدنا الملك المجاهد، جلالة المغفور له محمد الخامس قدس الله روحه، ورفيقه في الكفاح والدنا المنعم جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، الذي سهر على ترسيخ أركان قواتنا المسلحة وتجهيزها، وتكوينها وتأهيلها للقيام بالمهام المنوطة بها.وستظل هذه الذكرى الغالية من المحطات البارزة في تاريخ وطننا معتزين بتخليدها، بصفتنا القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، مجددين لكم فيها، بمختلف رتبكم ضباطا وضباط صف وجنوداً، نساءً ورجالاً، وبكل انتماءاتكم البرية والجوية والبحرية والدرك الملكي، سابغ عطفنا ورضانا، على المجهودات العظيمة والتضحيات الجسام التي تبذلونها في سبيل الدفاع عن حوزة الوطن ووحدته الترابية.ولا يفوتنا في هذا السياق، أن نتوجه بعبارات التحية والتقدير الموصولة بأصدق مشاعر الفخر والاعتزاز، إلى كل أفراد قواتنا المسلحة الملكية والدرك الملكي والأمن الوطني والقوات المساعدة، الساهرين ليل نهار على مراقبة حدودنا البرية والجوية والبحرية، وكذا مختلف الوحدات المرابطة بصحرائنا المغربية، متفانين في أداء واجبهم المقدس في حماية وحدة الوطن وأمنه، مجسدين أخلص معاني التلاحم القوي الذي يميز كل المغاربة في الدفاع عن قضيتهم الوطنية الأولى.معشر الضباط وضباط الصف والجنودإننا إذ نفتخر بقواتنا المسلحة الملكية وبمستوى جاهزيتها واستعدادها الدائم لخدمة الوطن والمواطنين، فإننا نشيد بالعمل النبيل والمشرف ذو البعد الإنساني والتضامني الذي تضطلع به الوحدات العسكرية في مجال تدبير المخاطر والكوارث الطبيعية، من خلال التدخلات الميدانية وعمليات الإنقاذ والإغاثة وتقديم المساعدات والخدمات الطبية، التي تتسم دوما بالخبرة والفعالية وحسن التخطيط تنفيذاً لأوامرنا السامية في هذا الإطار.كما نغتنم هذه المناسبة، لننوه بما تحقق من إنجاز محمود في إطار الخدمة العسكرية، كورش وطني يتيح للشباب المغربي ذكوراً وإناثاً، أداء واجبهم الوطني مستفيدين مما توفره المؤسسة العسكرية من موارد مادية ومعنوية تتيح لهم التشبع بقيم الانضباط والمثابرة والتحمل ونكران الذات، فضلا عن تأهيلهم في ميادين وتخصصات متعددة تسمح لهم بولوج سوق الشغل والمساهمة في نهضة بلدهم ومجتمعهم، معتزين بانتمائهم وبمغربيتهم، مفاخرين بتاريخ وطنهم وأمجاده، وأوفياء لملكهم ولثوابت أمتهم.إن القوات المسلحة الملكية، وبموازاة مع مهامها في المجال الدفاعي والعسكري والإنساني، واصلت انخراطها الفعال بنفس الحماس والاقتدار في إطار عمليات حفظ الأمن والسلام التابعة للأمم المتحدة، من خلال العمل الجاد الذي تقوم به تجريداتنا العسكرية المنتشرة بكل من جمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية إفريقيا الوسطى، والذي يتعزز بإرسال أطر فنية وكوادر طبية متمرسة ضمن العديد من هيئات وبعثات حفظ السلام التابعة للمنظمة الأممية، مما يساهم في الإشعاع الدولي للمملكة، كشريك متميز وموثوق به في دعم واستتباب الأمن والسلم الدوليين.معشر الضباط وضباط الصف والجنودإن التطورات المتسارعة التي يعرفها العالم والتحديات المتزايدة التي تفرضها الظرفية الحالية، وما تفرزه من اضطرابات غير مسبوقة إقليميا ودوليا وإرهاصات أمنية وإجرامية عابرة للحدود، تستوجب من قواتنا المسلحة الملكية التسلح أولاً بالحكمة واليقظة وكذا المعرفة المعمقة من أجل التكيف المستمر مع هذه المستجدات، والاستعداد الدائم لمواجهتها بكل حنكة وحزم ومهنية.ولقد كان بديهياً أن ينصب اهتمام جلالتنا بشكل دائم ومركز من أجل مواكبة هذه التحولات، على تطوير وإغناء برامج التدريب العسكري وترقية مناهج التكوين العلمي نظريا وتطبيقيا، داخل معاهدنا العليا ومراكزنا التكوينية العسكرية.إن ما حققناه اليوم من تقدم ملموس في مجال تجهيز قواتنا المسلحة بأحدث المعدات والتقنيات، يواكبه اهتمام متزايد بأهمية الدور المحوري للعنصر البشري الذي كان دائما في صلب أولوياتنا، فبتأهيله وتمكينه من العمل في ظروف جيدة ومريحة تلبي كل متطلبات الحياة المهنية لفائدة منتسبي القوات المسلحة الملكية وتوفير المرافق الضرورية لمزاولة مختلف الأنشطة الرياضية والتثقيفية داخل الثكنات ومراكز التدريب، سنجعل من جنودنا الأداة الفضلى لبلوغ النجاعة والفعالية المطلوبة من أجل الاستخدام الأمثل لمختلف المعدات والمنظومات الدفاعية.وعلى مستوى آخر، وبنفس العزيمة والإصرار، سنواصل دعم برامج توطين الصناعات العسكرية كأحد الأوراش الوطنية الكبرى التي تحظى برعايتنا السامية والتي حرصنا على توفير كل الظروف المواتية من أجل إنجاحها وفق رؤية مستقبلية متبصرة تصبو إلى بلوغ الاستقلالية المنشودة في المجال الدفاعي، وذلك من خلال وضع إطار قانوني مساند وتحفيزات مهمة لفائدة المستثمرين والشركاء المغاربة والأجانب للنهوض بهذا المشروع الحيوي.معشر الضباط وضباط الصف والجنودإن المحافظة على المكتسبات التي حققناها، تستدعي منا مواصلة التعبئة بنفس العزيمة والإخلاص من أجل تعزيز قوة جيشنا ومناعته ومده بكل مقومات الحداثة ووسائل الجاهزية، مع تمكين أطره وأفراده من تجويد مكتسباتهم المادية والمعنوية، مع توفير وتقريب الخدمات الاجتماعية والطبية الضرورية لفائدة أسرهم وعائلاتهم.فكونوا رعاكم الله في مستوى الأمانة الملقاة على عاتقكم في الدفاع عن حوزة الوطن وسيادته، حريصين على مبادئ أمتنا وإرث أسلافنا، ملتزمين بواجب الوفاء والعرفان لهم بالجميل، وفي مقدمتهم الملكان الراحلان جلالة الملك محمد الخامس وجلالة الملك الحسن الثاني، طيب الله ثراهما، متضرعين إلى المولى عز وجل أن يشملهما بواسع رحمته، ويسكنهما فسيح جناته، ويجزيهما خير الجزاء على ما أسدياه للوطن من جليل الأعمال.كما نسأل الله العلي القدير أن يشمل برحماته شهداءنا الأبرار، الذين أبوا إلا أن يقدموا أرواحهم فداء لوحدة الوطن وعزته واستقلاله، مبتهلين إليه سبحانه وتعالى أن يعينكم على خدمة وطنكم والتضحية في سبيله، سائلين الله جل جلاله أن يوفقكم ويسدد خطاكم لما فيه الخير لبلدكم، ملتزمين بواجب الطاعة والامتثال لقائدكم الأعلى، منافحين دائما عن شعارنا الخالد : الله - الوطن – الملك ".
وطني

مغربي مهدد بالترحيل من فرنسا بعد عملية زراعة كبد مزدوجة
كريم كافوني، مواطن مغربي خضع لعملية زرع كبد مزدوجة ويخضع للمراقبة الطبية في فرنسا، منذ أكثر من 20 عاما، ويخضع منذ مارس 2023 لأمر بالترحيل. ويطالب كريم بإلغاء التزام بمغادرة فرنسا، لأن المسألة تتعلق بـ"حياة أو موت". وعاش كريم كافوني بمنطقة فيلنوف داسك منذ عام 2017، بعد عملية زرع كبد مزدوجة، لكن في مارس 2023، حصل على OQTF (التزام بمغادرة الأراضي الفرنسية).. "أنا لست في فرنسا لأسباب اقتصادية تتعلق بالهجرة، ولكن بسبب الضرورة، حياتي تعتمد على ذلك"، يقول كريم الذي يبلغ من العمر خمسين عاما. في عام 2002، أجريت أول عملية زرع لكريم بمستشفى جامعة ليل. وعند عودته إلى المغرب، لم تكن المتابعة الطبية مُرضية، ولذلك أمضى 15 عامًا يتنقل بين المغرب وفرنسا لشراء الأدوية وإجراء الفحوصات الطبية. وتغير كل شيء في عام 2017. رفض جسد كريم كافوني العضو المزروع. وتم إخلاؤه على وجه السرعة، وأصيب بنزيف على متن الطائرة ودخل في غيبوبة. في البداية، تم نقله إلى المستشفى في بروكسل لتلقي الرعاية لمدة خمسة أيام. وبعد ذلك تم نقله إلى ليل، حيث أجريت له عملية زرع كبد ثانية في ماي 2017. وانتقل المدير المالي السابق في ميناء الدار البيضاء إلى فيلنوف داسك للحفاظ على صحته وحياته، بينما بقيت زوجته وبناته الثلاث بالمغرب. ومنذ حصوله على OQTF، كان كريم يكافح من أجل البقاء في فرنسا. وقد استأنف الحكم لدى المحكمة الإدارية في ليل، لكن دون جدوى. وقد استأنف الحكم أمام محكمة الاستئناف في دويه، وقدم شهادات طبية "تؤكد ضرورة بقائي في فرنسا من أجل البقاء على قيد الحياة"، على حد قوله. وبحسب بيان لهيئة OQTF، فإن "الحالة الصحية للمريض جيدة ويمكنه الاستفادة من المراقبة الملائمة لحالته الصحية في بلده الأصلي". ولكن في نظر كريم فإن العودة إلى المغرب ستكون ضارة بالنسبة له. أتلقى علاجًا يناسب حالتي. أنا أيضًا مصاب بالسكري، ويتغير بروتوكولي بعد كل زيارة للطبيب. يقول: "أتناول أيضًا أدويةً مضادةً لرفض العضو المزروع، وهي غير متوفرة في المغرب". بعد حصوله على تصريح العمل المؤقت ومنذ انتهاء تصريح إقامته المؤقتة في 22 أبريل، وجد الرجل نفسه في وضع محفوف بالمخاطر: غير قادر على العمل، وفقدان المساعدة... ثم قام بإجراءات إدارية - طلب اجتماعًا طارئًا مع المحافظ، واتصل برئيس بلدية فيلنوف داسك - والتي باءت بالفشل. وهو يعتمد الآن على دعم الجمعيات لتجنب الطرد.
وطني

المغرب يخلد الذكرى التاسعة والستين لتأسيس القوات المسلحة الملكية
يخلد المغرب، غدا الأربعاء، بفخر واعتزاز الذكرى التاسعة والستين لتأسيس القوات المسلحة الملكية؛ المؤسسة الملتزمة بحزم بمسار التحديث، والتي تواصل تحت قيادة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، تجسيد القيم العليا للولاء والانضباط والتفاني. ويشكل هذا الحدث فرصة لتسليط الضوء على أوجه التقدم الكبرى التي حققتها القوات المسلحة الملكية، منذ تأسيسها سنة 1956 على يد جلالة المغفور له الملك محمد الخامس، لتصبح نموذجا للفعالية العملياتية والابتكار الاستراتيجي والإشعاع الدولي. وهكذا، فقد انخرطت القوات المسلحة الملكية، منذ سنوات عديدة، في برنامج واسع للتحديث يدمج تجديد المعدات وتقوية البنيات التحتية وتحسين الظروف الاجتماعية لعناصرها. وفي سنة 2025، قطعت القوات المسلحة الملكية شوطا كبيرا في عملية التحديث هاته، لا سيما من خلال تسلم الدفعة الأولى من المروحيات الهجومية من طراز أباتشي AH-64، والتي يندرج اقتناؤها من قبل المملكة في إطار التعليمات السامية لجلالة الملك الرامية إلى تزويد القوات المسلحة الملكية بقدرات متطورة أثبتت فعاليتها في الميدان. ويظهر هذا التطور استراتيجية تنويع الشراكات العسكرية التي ينتهجها المغرب، مع توجه حازم نحو السيادة الصناعية في مجال الدفاع. ولهذه الغاية، تعمل المملكة على بناء صرح صناعة عسكرية وطنية، تهدف إلى تعزيز صمودها الاستراتيجي. وعلى الصعيد الاجتماعي، تجلت الرعاية السامية التي يحيط بها جلالة الملك أسرة القوات المسلحة الملكية في إنجازات كبرى في مجال السكن والبنيات التحتية. فإلى غاية نهاية 2024، تم إنجاز حوالي 15 ألفا و700 وحدة للسكن الوظيفي المعد للكراء، و توفير 79 ألفا و500 وحدة سكنية موجهة للملكية، بإعانة مباشرة من الدولة استفاد منها أزيد من 47 ألفا من العسكريين وموظفي إدارة الدفاع الوطني. وعلاوة على ذلك، تم إطلاق عملية وطنية لمنح بقع أرضية مجانية لفائدة قدماء العسكريين أعضاء مؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية لقدماء العسكريين وقدماء المحاربين. وتعتزم وكالة المساكن والتجهيزات العسكرية، أيضا تنفيذ برنامج استثماري بقيمة 3,4 ملايير درهم خلال الفترة ما بين 2025 و2027، منها 1,4 مليار درهم في سنة 2025، لبناء 4300 مسكن جديد، ومواصلة تحديث البنيات التحتية العسكرية، وإطلاق عملية “الشهداء”. وتشمل هذه الدينامية أيضا الخدمة العسكرية، إذ تواصل إثارة شغف كبير لدى الشباب. وباعتبارها مدرسة حقيقية للمواطنة ولقابلية التشغيل، فإنها تتيح لآلاف الشباب المغاربة فرصة الاستفادة من تكوين مؤهل يعزز اندماجهم الاجتماعي والمهني. وعلى الساحة الدولية، ما فتئ المغرب يؤكد التزامه من أجل السلم وهو من المساهمين العالميين الأوائل في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام، بخبرة معترف بها في هذا المجال. وفي هذا السياق فإن مركز التميز لعمليات حفظ السلام بابن سليمان، يوفر تكوينات في عدة مجالات. كما يتجلى التعاون العسكري للمغرب على الصعيد الدولي، من خلال التمارين الكبرى المشتركة على غرار تمرين “الأسد الإفريقي”، الذي ينظم مع الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من البلدان الصديقة. وتدل هذه المبادرة التي توجد في دورتها الـ21، فضلا عن مبادرات أخرى، على الدور المتنامي للمملكة، كفاعل في الاستقرار الإقليمي وشريك استراتيجي رائد. وعلى المستوى الأكاديمي، شكل إعلان جلالة الملك في سنة 2023 عن إحداث المركز الملكي للدراسات وأبحاث الدفاع التابع للكلية الملكية للدراسات العسكرية العليا، خطوة نوعية، على اعتبار أن هذه المؤسسة ستساهم في ترسيخ المقاربة الاستراتيجية في معالجة إشكاليات وقضايا الدفاع والأمن بمختلف أبعادها. وتتميز القوات المسلحة الملكية، أكثر من أي وقت مضى، كمؤسسة وطنية راسخة الجذور في زمنها، ومنسجمة تماما إزاء التحديات المعاصرة، مع حرصها على البقاء وفية للقيم المؤسسة التي شكلت هويتها. فبين الكفاءة العملياتية، والابتكار التكنولوجي، والولاء للوطن، تواصل القوات المسلحة الملكية كتابة صفحات مجيدة من التاريخ العسكري المغربي، في خدمة مجد المملكة وأمن الوطن.
وطني

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأربعاء 14 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة