

وطني
بنزاكور لكشـ24: عيد الأضحى تحول من شعيرة دينية إلى سلوك اجتماعي لدى المغاربة
مع اقتراب عيد الأضحى يتجدد الجدل حول مدى ارتباط المغاربة بهذه الشعيرة الدينية خاصة وأن هذه الأخيرة تأتي هذه السنة في ظروف خاصة يطبعها انهيار القدرة الشرائية للمواطنين وغلاء الأسعار بسبب الجفاف الذي تشهده المملكة.
وكشفت المندوبية السامية للتخطيط في تقريرها الأخير، أن ممارسة شعيرة عيد الأضحى تنخفض مع ارتفاع مستوى المعيشة والمستوى التعليمي لرب الأسرة، إذ أن 25.1% من الأسر الأكثر يسرا لا تقوم بممارسة شعيرة عيد الأضحى، مقابل 7.8% بين الأسر الأقل يسرا.
وأبرزت ورقة للمندوبية بعنوان “نفقات وممارسة شعائر عيد الأضحى”، أن نسبة عدم الممارسة تنتقل من 20.1% بالنسبة لأرباب الأسر الذين يتوفرون على مستوى تعليم عالي إلى 11.7% بالنسبة للذين ليس لديهم أي مستوى تعليمي. وتنخفض نسبة الأسر الأكثر يسرا التي لا تقوم بممارسة شعيرة عيد الأضحى إلى 7.8% بين الأسر الأقل يسرا.
وتعكس هذه المعطيات بجلاء الواقع المغربي، حيث لا يخفى عن الجميع أن أغلب الناس الذين ينتمون لطبقة اجتماعية متوسطة أو هشّة يحرصون بشدة على الاحتفال بالعيد من خلال ممارسة جميع تفاصيله، مسخرين جميع جهدهم ومالهم لشراء الأضحية ولاقتناء ملابس وأواني جديدة، كما يلجأ العديد منهم إلى الاقتراض أو بيع الأثاث المنزلي من أجل تأمين ثمن الكبش الذي سيتباهون به أمام الأهل والجيران.
ومن جهة أخرى، نرى أن أغنياء المغرب يستغلون عطلة العيد من أجل السفر خارج البلاد أو التوجه نحو أحد الفنادق المصنفة من أجل الاحتفال بهذه الشعيرة، رغم أنهم يملكون القدرة على شراء كبش العيد.
وفي هذا السياق، أكد أنس، 37 سنة مقاول مغربي، أن عطلة عيد الأضحى تعتبر فرصة مناسبة للسفر والابتعاد عن صخب المدينة، حيث قال : "في الواقع لا تجذبني تقاليد العيد، وأرى أن العطلة هي فرصة مناسبة للتوجه نحو أحد السواحل المغربية من أجل الاستمتاع بسحر شواطئ المملكة التي تكون خاوية على عروشها خلال هذه الفترة".
وأضاف أنس : "أنا أتقرب من الله عن طريق إدخال الفرحة على قلوب المساكين والفقراء، حيث أشتري لهم أضاحي العيد التي يعجزون على إقتناءها، أما بالنسبة لي فكبش العيد لا يعني لي أي شيء".
ومن جهة أخرى، أكدت بشرى، 33 سنة موظفة مغربية، أنها تعتبر عيد الأضحى شعيرة ضرورية لا يجب التخلي عنها تحت أي ظرف كان، فهي وسيلة للتقرب من الله، كما أنها فرصة مناسبة للم شمل العائلة من خلال تبادل التهاني والهدايا.
وتابعت بشرى: "غلاء الأسعار ليس سببا يمكن أن يمنعني من شراء أضحية العيد، أنا أحيانا ألجأ إلى الإقتراض من أحد الأقارب لشراء الخروف".
من جانبه، أكد محمد عامل بسيط، أنه يحرص على إقامة هذه الشعيرة الدينية تقربا من الله، لكن دون أن يكلف نفسه فوق طاقتها حيث قال "العيد عندي الهدف الأسمى منو هو نتقرب من الله ماشي نتباهى قدام الجيران، داكشي علاش دائما كنحاول نشري الكبش على قد جيبي، وآخر همي شنو غادي يقولو الناس، حيث للأسف هذ القيل والقال هو لي حرّف المعنى ديال هذه المناسبة وخلاها عبئ على كتاف بزاف ديال الناس".
وفي هذا الإطار، أكد الدكتور محسن بنزاكور أن قراءة عيد الأضحى تختلف من شخص إلى آخر مع اختلاف طبقاتهم الاجتماعية، مؤكدا أن الطبقة الميسورة ليست الوحيدة التي لها قراءة مختلفة لهذه الشعيرة عن ما يتطلبه الدين.
وأوضح أستاذ علم النفس الإجتماعي في تصريح خص به "كشـ24" أن المواطنين الميسورين يعتبرون عطلة العيد فترة راحة يستغلونها للإبتعاد عن ضغوط العمل بدل شغل أنفسهم بأنشطة العيد، وهذا الإشكال يعتبر عسكيا بالنسبة للأفراد الذين ينحدرون من الطبقة المتوسطة، الذين يرتبطون بالعيد ارتباطا اجتماعيا وليس دينيا.
وأضاف المتحدث ذاته: أغلب المواطنين ذوي الدخل المحدود يولون اهتمام كبيرا لرأي الناس عنهم وعن أضحيتهم، مشيرا إلى أن هذا لا ينم بتاتا عن فكرة الأضحية في سبيل الله.
وتابع محسن بنزاكور أننا أصبحنا نرى العديد من الأشخاص الذين تحول لديهم العيد من شعيرة دينية إلى سلوك اجتماعي مما يبرز بوضوح انحراف العديد من المواطنين سواء كانوا أغنياء أو فقراء عن الغاية من عيد الأضحى.
مع اقتراب عيد الأضحى يتجدد الجدل حول مدى ارتباط المغاربة بهذه الشعيرة الدينية خاصة وأن هذه الأخيرة تأتي هذه السنة في ظروف خاصة يطبعها انهيار القدرة الشرائية للمواطنين وغلاء الأسعار بسبب الجفاف الذي تشهده المملكة.
وكشفت المندوبية السامية للتخطيط في تقريرها الأخير، أن ممارسة شعيرة عيد الأضحى تنخفض مع ارتفاع مستوى المعيشة والمستوى التعليمي لرب الأسرة، إذ أن 25.1% من الأسر الأكثر يسرا لا تقوم بممارسة شعيرة عيد الأضحى، مقابل 7.8% بين الأسر الأقل يسرا.
وأبرزت ورقة للمندوبية بعنوان “نفقات وممارسة شعائر عيد الأضحى”، أن نسبة عدم الممارسة تنتقل من 20.1% بالنسبة لأرباب الأسر الذين يتوفرون على مستوى تعليم عالي إلى 11.7% بالنسبة للذين ليس لديهم أي مستوى تعليمي. وتنخفض نسبة الأسر الأكثر يسرا التي لا تقوم بممارسة شعيرة عيد الأضحى إلى 7.8% بين الأسر الأقل يسرا.
وتعكس هذه المعطيات بجلاء الواقع المغربي، حيث لا يخفى عن الجميع أن أغلب الناس الذين ينتمون لطبقة اجتماعية متوسطة أو هشّة يحرصون بشدة على الاحتفال بالعيد من خلال ممارسة جميع تفاصيله، مسخرين جميع جهدهم ومالهم لشراء الأضحية ولاقتناء ملابس وأواني جديدة، كما يلجأ العديد منهم إلى الاقتراض أو بيع الأثاث المنزلي من أجل تأمين ثمن الكبش الذي سيتباهون به أمام الأهل والجيران.
ومن جهة أخرى، نرى أن أغنياء المغرب يستغلون عطلة العيد من أجل السفر خارج البلاد أو التوجه نحو أحد الفنادق المصنفة من أجل الاحتفال بهذه الشعيرة، رغم أنهم يملكون القدرة على شراء كبش العيد.
وفي هذا السياق، أكد أنس، 37 سنة مقاول مغربي، أن عطلة عيد الأضحى تعتبر فرصة مناسبة للسفر والابتعاد عن صخب المدينة، حيث قال : "في الواقع لا تجذبني تقاليد العيد، وأرى أن العطلة هي فرصة مناسبة للتوجه نحو أحد السواحل المغربية من أجل الاستمتاع بسحر شواطئ المملكة التي تكون خاوية على عروشها خلال هذه الفترة".
وأضاف أنس : "أنا أتقرب من الله عن طريق إدخال الفرحة على قلوب المساكين والفقراء، حيث أشتري لهم أضاحي العيد التي يعجزون على إقتناءها، أما بالنسبة لي فكبش العيد لا يعني لي أي شيء".
ومن جهة أخرى، أكدت بشرى، 33 سنة موظفة مغربية، أنها تعتبر عيد الأضحى شعيرة ضرورية لا يجب التخلي عنها تحت أي ظرف كان، فهي وسيلة للتقرب من الله، كما أنها فرصة مناسبة للم شمل العائلة من خلال تبادل التهاني والهدايا.
وتابعت بشرى: "غلاء الأسعار ليس سببا يمكن أن يمنعني من شراء أضحية العيد، أنا أحيانا ألجأ إلى الإقتراض من أحد الأقارب لشراء الخروف".
من جانبه، أكد محمد عامل بسيط، أنه يحرص على إقامة هذه الشعيرة الدينية تقربا من الله، لكن دون أن يكلف نفسه فوق طاقتها حيث قال "العيد عندي الهدف الأسمى منو هو نتقرب من الله ماشي نتباهى قدام الجيران، داكشي علاش دائما كنحاول نشري الكبش على قد جيبي، وآخر همي شنو غادي يقولو الناس، حيث للأسف هذ القيل والقال هو لي حرّف المعنى ديال هذه المناسبة وخلاها عبئ على كتاف بزاف ديال الناس".
وفي هذا الإطار، أكد الدكتور محسن بنزاكور أن قراءة عيد الأضحى تختلف من شخص إلى آخر مع اختلاف طبقاتهم الاجتماعية، مؤكدا أن الطبقة الميسورة ليست الوحيدة التي لها قراءة مختلفة لهذه الشعيرة عن ما يتطلبه الدين.
وأوضح أستاذ علم النفس الإجتماعي في تصريح خص به "كشـ24" أن المواطنين الميسورين يعتبرون عطلة العيد فترة راحة يستغلونها للإبتعاد عن ضغوط العمل بدل شغل أنفسهم بأنشطة العيد، وهذا الإشكال يعتبر عسكيا بالنسبة للأفراد الذين ينحدرون من الطبقة المتوسطة، الذين يرتبطون بالعيد ارتباطا اجتماعيا وليس دينيا.
وأضاف المتحدث ذاته: أغلب المواطنين ذوي الدخل المحدود يولون اهتمام كبيرا لرأي الناس عنهم وعن أضحيتهم، مشيرا إلى أن هذا لا ينم بتاتا عن فكرة الأضحية في سبيل الله.
وتابع محسن بنزاكور أننا أصبحنا نرى العديد من الأشخاص الذين تحول لديهم العيد من شعيرة دينية إلى سلوك اجتماعي مما يبرز بوضوح انحراف العديد من المواطنين سواء كانوا أغنياء أو فقراء عن الغاية من عيد الأضحى.
ملصقات
