ترأس جلالة الملك بالقصر الملكي بالرباط، مجلسا وزاريا، خصص للمصادقة على مشروعي قانوني-إطار، ومشروع قانون، ومشروعي مرسومين، ومجموعة من الاتفاقيات الدولية، كما تم خلاله الاعلان عن إحداث هيئات نظيم الطائفة اليهودية المغربية تنفيذا للتعليمات الملكيةويتعلق الامر بهيئات جاءت في عرض قدمه وزير الداخلية خلال المجلس الوزاري أمام جلالة الملك، في إطار التدابير التي تم إعدادها تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، بشأن تنظيم الطائفة اليهودية المغربية، والتي تستمد روحها من الأمانة العظمى، التي يتولاها جلالة الملك، أمير المؤمنين، الضامن لحرية ممارسة الشؤون الدينية، لكل المغاربة على اختلاف عقائدهم الدينية، وتكريسا للرافد العبري كمكون للثقافة المغربية الغنية بتعدد روافدها.وقد عبرت مجموعة من الشخصيات اليهودية في تصريحات لـ "كشـ24" بهذه المناسبة، عن اعتزازها وافتخارها بهذه التدابير، وبإحداث هذه الهيئات التي تبرز مدى اهتمام جلالة الملك بالطائفة اليهودية، والمكون اليهودي الذي يعتبر احد الروافد المهمة للهوية المغربية.وقال جاكي كادوش رئيس الجماعة اليهودية لمدينة مراكش والصويرة والنواحي في تصريح لـ "كشـ24" بهذه المناسبة، ان الطائفة اليهودية سعيدة جدا بهذا الاهتمام، مشيرا ان تم الكشف عنه عبر العرض الذي قدمه وزير الداخلية ، يعتبر نتاجا لعمل دام سنتين يتنسيق مع ممثلي الطائفة اليهودية بالمغرب، حيث شرع في التخطيط لاحداث الهيئات المعلن عنها منذ التعليمات التي اعطاها جلالة الملك، بشأن ضرورة تنظيم انتخابات جديدة لتنظيم الشأن اليهودي بالمغرب.وأضاف كادوش ان المجلس للطائفة اليهودية المغربية الذي اعلن عنه امس الاربعاء يعتبر انجازا هاما وتاريخيا، على اعتبار انه يظفي الطابع الوطني المغربي الخاص بعدما كان المعتمد منذ 1945 هو الاسم الكولونيالي الذي يربط الطائفة اليهودية باسرئيل اكثر من ارتباطها بالمغرب، حيث كانت هناك رابطة الطوائف الاسرئيلية بالمغرب، والتي ستصير الان المجلس الوطني المغربي، بكل ما تعنيه التسمية من ارتباط بالوطن ، مشيرا ان الجميع الان ينتظر تعليمات وزارة الداخلية بشأن طريقة اجراء الانتخابات وموعدها، للمساهمة في هذا التحول التاريخي.وبخصوص لجنة اليهود المغاربة بالخارج، فقد اكد رئيس الجماعة اليهودية لمدينة مراكش والصويرة والنواحي في تصريحه لـ "كشـ24" انها جد مهمة على اعتبار ان الطائفة اليهودية بالمغرب لا تتجاوز 2700 شخص، فيما اليهود المغاربة المنتشرين في مختلف مناطق العالم في مقدمتها اسرائيل و الولايات المتحدة واورويا، يتجاوزن مليون مغربي ، وهو ما يبرز الدور الذي ستلعبه هذه اللجنة للحفاظ على الروابط المثينة بين المغرب و مواطنيه اليهود، فيما اعتبر كادوش ان مؤسسة الديانة اليهودية المغربية من شأن احداثها ان يساهم بشكل اكبر في الحفاظ على الموروث اليهودي، الذي يعتبر شيئا مقدسا لدى يهود العالم.من جهته اكد اسحاق واكنين وهو من الفاعلين السياحيين المغاربة في اسرئيل، ان خير احداث هيئات جديدة تعنى بالشأن اليهودي في المغرب، قوبل بارتياح كبير من طرف اليهود المغاربة في اسرائيل، خصوصا لجنة اليهود المغاربة بالخارج التي يعول عليها لتقوية اواصر ارتباط المغاربة في العالم بوطنهم الام، والذي يحظى باحترام اليهود في كل بقاع العالم، مؤكدا في تصريح ل، "كشـ24" في هذا الاطار، ان اليهود المغاربة في اسرئيل فخورين باهتمام جلالة الملك بهم.ويشار ان المنظومة المرفوعة للنظر السامي لجلالة الملك خلال المجلس الوزاري الذي انعقد امس الخميس، والتي تم إعدادها بعد مشاورات موسعة مع ممثلي الطائفة اليهودية وشخصيات منتسبة لها،شملت إحداث المجلس الوطني للطائفة اليهودية المغربية الذي من المنتظر ان يتولى السهر على تدبير شؤون الطائفة والمحافظة على التراث والإشعاع الثقافي والشعائري للديانة اليهودية وقيمها المغربية الأصيلة. وستنبثق عن المجلس لجان جهوية تقوم بتدبير القضايا والشؤون اليومية لأفراد الطائفة.كما تشمل هذه المنظومة، إحداث لجنة اليهود المغاربة بالخارج ، و التي من المنتظر ان تعمل على تقوية أواصر ارتباط اليهود المغاربة المقيمين بالخارج ببلدهم الأصلي، وتعزيز إشعاعهم الديني والثقافي، والدفاع عن المصالح العليا للمملكة ، فضلا عن ‘حداث مؤسسة الديانة اليهودية المغربية ، التي ستسهر على النهوض والاعتناء بالتراث اللامادي اليهودي المغربي والمحافظة على تقاليده وصيانة خصوصياته.