دولي

بعد عجزه عن حسم الحرب في أوكرانيا.. هل يشعل بوتين فتيل الحرب العالمية الثالثة؟


كشـ24 | ا.ف.ب نشر في: 28 أبريل 2022

فتح النزاع في أوكرانيا الباب على مصراعيه أكثر من أي وقت مضى، لاندلاع حرب عالمية ثالثة قد تكون نووية لا تبقي ولا تذر، كما جاء على لسان المسؤولين الروس والغربيين على حد سواء. وفي ظل عجز القوات الروسية عن إسقاط الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي والسيطرة على العاصمة كييف، تتفاقم المخاوف من لجوء فلاديمير بوتين إلى استخدام أسلحة نووية أقله التكتيكية منها والمعروفة بإحداثها دمارا شاملا في نطاق جغرافي محدود، لكن مع عواقب لا تحمد عقباها.والاثنين، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من خطر نشوب حرب عالمية ثالثة وقال: "إنه أمر حقيقي، لا يمكنك التقليل من شأنه". وحذر لافروف الغرب من الاستهانة بالمخاطر المتزايدة لحدوث صراع نووي، وقال إنه يرى أن إمداد حلف الناتو لأوكرانيا بالأسلحة يعني "في جوهره" أن التحالف الغربي ضالع في حرب بالوكالة مع روسيا. في المقابل، اعتبرت الخارجية الأمريكية الثلاثاء تصريحات لافروف حديثا فضفاضا هو "قمة اللامسؤولية".أحداث ترانسدنيستريا الانفصاليةوفي تطور لافت، شهدت ترانسدنيستريا المنطقة الانفصالية في مولدافيا الثلاثاء وقوع انفجارين، وأبلغت السلطات عن هجوم بقاذفات قنابل يدوية على وزارة في العاصمة تيراسبول. وعزز الحادث المخاوف من تمدد النزاع في أوكرانيا المجاورة. وفي كييف قال مستشار الرئاسة ميخايلو بودولياك إن "روسيا تسعى لزعزعة استقرار منطقة ترانسدنيستريا، ما يعني أن على مولدافيا أن تتوقع وصول 'زوار'"، في إشارة إلى القوات الروسية. مضيفا: "إذا سقطت أوكرانيا، ستكون القوات الروسية غدا على أبواب كيشيناو"، داعيا إلى "العمل سويا" من أجل أن تضمن كييف "الأمن الاستراتيجي للمنطقة".أسلحة غربية ومرحلة جديدةوحشدت الولايات المتحدة الحلفاء من نحو 40 دولة في ألمانيا الثلاثاء لتعزيز قدرات كييف العسكرية. ويهدف الاجتماع إلى تسريع تزويد أوكرانيا عتادا عسكريا تطالب به كييف لصد الغزو الروسي.وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا: "أستطيع أن أقول شيئا واحد: الجيش الأوكراني سيكون لديه شيء يقاتل من أجله.. لقد دخلنا مرحلة جديدة لم يكن أحد يفكر فيها قبل شهرين. تجري عملية نقل أسلحة إلى القوات الأوكرانية من حلف شمال الأطلسي وفقا لمعايير الناتو".وبعدما تحفظت أولا عن تزويد أوكرانيا بأسلحة هجومية، أقدمت واشنطن شأنها في ذلك شأن بريطانيا وفرنسا وبلجيكا على هذه الخطوة. حتى ألمانيا أعلنت أنها ستأذن بتسليم عربات مصفحة من طراز "غيبارد" إلى كييف، وأكدت هولندا أنها سترسل مدافع "هاوتزر" المدرعة لكييف.تهديدات روسية لليابانوفي أقصى الشرق، حذرت روسيا الثلاثاء اليابان من أنها ستضطر إلى "اتخاذ إجراءات انتقامية" إذا تم توسيع المناورات البحرية الأمريكية اليابانية على الحدود الشرقية لروسيا.وقال نائب وزير الخارجية الروسي إيغور مورغولوف: "نحن نرى أن مثل هذه الإجراءات من قبل الجانب الياباني تشكل تهديدا لأمن بلدنا. نحذر طوكيو بشكل مباشر من ذلك من خلال القنوات الدبلوماسية". مضيفا أن المناورات تصعد التوترات لأنها "ذات طبيعة هجومية محتملة".فماذا وراء تلويح روسيا مرارا بالسلاح النووي والتحذير من خطر اندلاع حرب عالمية ثالثة؟ وهل يتكرر السيناريو الأوكراني في مولدافيا؟ وما تداعيات الحشد الغربي العسكري الداعم لأوكرانيا؟ والتهديدات الروسية الأخيرة لليابان؟ أسئلة يجيب عنها عمر الرداد وهو خبير استراتيجي ومحلل سياسي، ورمضان أبو جزر خبير الشؤون الأوروبية ومدير مركز بروكسل الدولي للبحوث.ما خلفية التحذيرات الروسية من خطر نشوب حرب عالمية ثالثة؟يرى د. عمر الرداد أن هذه التحذيرات تأتي في إطار التحولات الاستراتيجية العسكرية واستراتيجية إدارة الحرب من قبل القيادة الروسية. ويقول: "أعتقد أن جدية التهديد بحرب عالمية ثالثة ليست واضحة لكنها إحدى الأوراق التي تلوح بها روسيا. عمليا، الفكرة ليست واردة وفقا للمعطيات في أوكرانيا، وإن كانت هناك بعض الملامح الاستراتيجية بما فيها الدعم الغربي. تتطلب الحرب العالمية وجود حلفاء وتشكيلات عسكرية وتنسيق بين العديد من الدول والقوى التي تنضوي في إطار هذا الحلف أو ذاك مثلما جرى في الحرب العالمية الأولى والثانية. روسيا وحيدة وليس لها حلفاء وهذا التهديد لا يعدو كونه ورقة، لكنه سيأخذ من الغرب على محمل الجد".في المقابل، اعتبر د. رمضان أبو جزر أن روسيا على استعداد الآن للقيام بعمليات عسكرية تأخذ شكل بداية مواجهة شاملة مع الغرب. وقال إن "عدم حدوث تقدم عسكري واضح أو مقنع للقوات الروسية في معظم الجبهات والخسائر الناجم عن الدعم غير المتوقع من الدول الغربية، وحزمة العقوبات، بدأت تقلق القيادة في روسيا لذلك أعتقد أن تصريحات لافروف باننا أمام حرب عالمية ثالثة يجب أخذها على محمل الجد".التحذير الروسي من احتمال نشوب حرب نووية.. تهديد للغرب أم خطر محدق؟قال الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي عمر الرداد إنه وبالنسبة إلى "التهديد النووي فلم يرد إلا على لسان القيادة الروسية مرة تلو الأخرى وهو جزء من التلويح بأن روسيا لديها قوة نووية وتستطيع أن تستخدمها ضد الغرب وفق محددات مثل تأكد الروس من أن هناك تهديدا وجوديا لا نراه اليوم". وأضاف الرداد: "قضية النووي غير واردة في المدى المنظور إلا إذا تطورت الحرب باتجاهات وجدت روسيا نفسها لا محالة أمام خيار لا ثاني له. علاوة على أن القيادات الأوروبية ردت بالجملة الشهيرة: يجب أن تتذكر روسيا بأنها ليست وحدها من يملك السلاح النووي".من جانبه، قال رمضان أبو جزر إن "احتمال نشوب حرب عالمية نووية صرح به الرئيس الروسي في اليوم الثالث من المعارك بعد أن أمر بوضع القواعد والأسلحة النووية على أهبة الاستعداد. كانت هذه رسالة للغرب البعض اعتبرها ضغطا على الغرب ولإطلاق يد روسيا في أوكرانيا. ولكن لأن الآلة العسكرية الروسية لم تكن بالكفاءة التي اعتقدها الروسي، يبدو أننا أمام سيناريوهات أصعب ويجب أن يأخذ المجتمع الدولي هذه التهديدات على محمل الجد وأن الخطر ليس بعيدا".مولدافيا: أحداث ترانسدنيستريا الانفصالية.. تكرار للسيناريو الأوكراني؟يرى عمر الرداد بأن الحراك الانفصالي في مولدافيا يأتي ضمن الرسائل التي توجهها روسيا. ويضيف أن "قيادات الانفصاليين في إقليم ترانسدنيستريا اتهمت أوكرانيا بأنها ضربت مراكز متفجرات ومخازن أسلحة في المنطقة التي تعيش منذ فترة شبه حكم ذاتي ويتواجد فيه حوالي 1500 جندي روسي. الرئيس الأوكراني حذر من أن روسيا لن تتوقف بل تتجه إلى دول أخرى في أوروبا وربط الحرب بالرئيس بوتين شخصيا. لا أعتقد أن الأمور ستتطور في مولدافيا لكن هي رسالة بضرورة ضبط الأمور وعدم الدخول في المعارك لا سيما وأن الخطة الروسية هي بالاستيلاء على الجنوب الأوكراني التي تشكل امتدادا للإقليم الانفصالي ترانسدنيستريا وربما تريد أن تضمه. وجاءت هذه الأحداث بعد الضربات المتتالية داخل روسيا. اليوم تعرضت مدينة بيلغورود الروسية التي تقع على بعد 40 كلم من الحدود الأوكرانية إلى ضربات. هذه العمليات في العمق الروسي هي جزء من استراتيجية الحرب في المرحلة الثانية للرد على موسكو التي تؤكد أن لها خيارات تحريك الحرب خارج روسيا وأوكرانيا".بدوره، اعتبر د. رمضان أبو جزر بأن أحداث مولدافيا هي تكرار للسيناريو الأوكراني وتأكيدا للرواية الغربية في بداية الحرب على أوكرانيا عندما قال بعض المسؤولين الأوروبيين بأن أوكرانيا لن تكون المحطة الأخيرة. وقال مدير مركز بروكسل الدولي للبحوث: "يجب وقف هذه الحرب بأي ثمن ومواجهة طموح الرئيس بوتين. سيناريو أوكرانيا يمكن أن يتمدد إلى عدة رقع جغرافية في دول البلطيق والجوار والاتحاد السوفياتي السابقة وأحداث مولدافيا تلقي بظلالها على السيناريو الأسوأ".الغرب يسلح أوكرانيا.. دخول غير معلن للحرب؟قال رمضان أبو جزر خبير الشؤون الأوروبية إن "الغرب يسلح أوكرانيا علنا ولكن معظم الأسلحة التي وصلت هي أسلحة دفاعية باعتراف زيلينسكي نفسه. لكن كان لهذه الأسلحة تأثير كبير في عرقلة التقدم الروسي وتأخير ومنع الانتصار الساحق لروسيا كما كان يعتقد الرئيس بوتين أو المحللين العسكريين في بداية الحرب".المناورات اليابانية الأمريكية والتهديدات الروسية بـ"إجراءات انتقامية".. حرب باردة أم دق لطبول الحرب العالمية؟يعتبر عمر الرداد بأن "المناورات اليابانية الأمريكية هي جزء من مخطط كبير من الولايات المتحدة والناتو لفتح جبهات عديدة في كل الأماكن لمواجهة روسيا والضغط على الصين. إذ أن قضية جزر الكوريل تفتح في هذه المرحلة في إطار تحالف يتعزز جنوب شرق آسيا بين اليابان وكوريا الجنوبية مقابل الصين وروسيا. غير واضح إلى أين سيمضي هذا التهديد والتصعيد في شرق آسيا لكن الأمور أيضا غير بعيدة عن قضية تايوان". مضيفا "هو تذكير لبوتين أن هناك العديد من الجبهات التي يمكن أن تفتح في مناطق مختلفة من العالم ضد روسيا. كل ما يحدث يرجع إلى مرجعيتين، الأولى أن روسيا ترى أنها دولة عظمى وأن لها حقوق ولها مطالب دولية من بينها الحيلولة دون وصول الناتو إلى حدودها ومخاوفها من نصب صواريخ نووية على حدودها مع أوروبا. والمرجعية الثانية هي أن الغرب لا يرى في روسيا دولة عظمى ويستهدف استفزاز الجيش الروسي في أوكرانيا لذلك جاء هذا الدعم العسكري والمالي الضخم لصفقات الأسلحة التي يبدو أنها وصلت وتفعل فعلها بالقوات الروسية".ويختم الرداد بأن مسألة الحرب العالمية الثالثة والحرب النووية مرتبطتان في إطار التهديد الروسي للغرب، لكن هذه التصريحات تعكس أيضا ضعفا وارتباكا روسيا في اتخاذ الخطوات القادمة تجاه الغرب.بدوره، يرى رمضان أبو جزر أن "اليابان هي جغرافيا أمريكية بامتياز منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وأي تحركات عسكرية أمريكية أو مناورات أمريكية يابانية في هذه المنطقة في هذا التوقيت بالذات يمكن أخذها على أنها مناورات لتحسين الدفاعات الأمريكية أو لمحاولة إرسال رسائل لروسيا بأن الولايات المتحدة الأمريكية عسكريا متواجدة حول الجغرافيا الروسية من كل النواحي". مضيفا: "يمكن الحديث عن حرب باردة متقدمة ويمكن القول إننا على أبواب حرب عالمية ثالثة نظرا لأن القوات الأمريكية تتدفق إلى ما حول روسيا من اتجاه أوروبا وحلف الناتو واليابان".واختتم مدير مركز بروكسل الدولي للبحوث: "لا يجب إغفال أو إهمال زيارة وزير الدفاع والخارجية الأمريكيين إلى كييف ومن ثم إلى ألمانيا حيث اجتمع مع ممثلي أكثر من 50 إلى 60 دولة أعضاء في حلف الناتو وممثلي دول لديها اتفاقيات مع الناتو. كان الاجتماع داخل قاعدة عسكرية أمريكية وبمستوى رفيع ما يؤشر إلى أن الولايات المتحدة والغرب يأخذون على محمل الجد التهديدات الروسية. يبدو أن هناك قرارا بالتحرك لتفعيل الوضعيات الدفاعية. طبول الحرب تدق وإن كان البعض يأمل بأن تبقى نافذة الحل الدبلوماسي مفتوحة لكن ما يحدث من إجراءات مؤخرا والوضع السيء الذي تمر به روسيا، يمكن أن يجعلها تقفز إلى الأمام وتصعد الأمور إلى مواجهة غير محسوبة". 

فتح النزاع في أوكرانيا الباب على مصراعيه أكثر من أي وقت مضى، لاندلاع حرب عالمية ثالثة قد تكون نووية لا تبقي ولا تذر، كما جاء على لسان المسؤولين الروس والغربيين على حد سواء. وفي ظل عجز القوات الروسية عن إسقاط الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي والسيطرة على العاصمة كييف، تتفاقم المخاوف من لجوء فلاديمير بوتين إلى استخدام أسلحة نووية أقله التكتيكية منها والمعروفة بإحداثها دمارا شاملا في نطاق جغرافي محدود، لكن مع عواقب لا تحمد عقباها.والاثنين، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من خطر نشوب حرب عالمية ثالثة وقال: "إنه أمر حقيقي، لا يمكنك التقليل من شأنه". وحذر لافروف الغرب من الاستهانة بالمخاطر المتزايدة لحدوث صراع نووي، وقال إنه يرى أن إمداد حلف الناتو لأوكرانيا بالأسلحة يعني "في جوهره" أن التحالف الغربي ضالع في حرب بالوكالة مع روسيا. في المقابل، اعتبرت الخارجية الأمريكية الثلاثاء تصريحات لافروف حديثا فضفاضا هو "قمة اللامسؤولية".أحداث ترانسدنيستريا الانفصاليةوفي تطور لافت، شهدت ترانسدنيستريا المنطقة الانفصالية في مولدافيا الثلاثاء وقوع انفجارين، وأبلغت السلطات عن هجوم بقاذفات قنابل يدوية على وزارة في العاصمة تيراسبول. وعزز الحادث المخاوف من تمدد النزاع في أوكرانيا المجاورة. وفي كييف قال مستشار الرئاسة ميخايلو بودولياك إن "روسيا تسعى لزعزعة استقرار منطقة ترانسدنيستريا، ما يعني أن على مولدافيا أن تتوقع وصول 'زوار'"، في إشارة إلى القوات الروسية. مضيفا: "إذا سقطت أوكرانيا، ستكون القوات الروسية غدا على أبواب كيشيناو"، داعيا إلى "العمل سويا" من أجل أن تضمن كييف "الأمن الاستراتيجي للمنطقة".أسلحة غربية ومرحلة جديدةوحشدت الولايات المتحدة الحلفاء من نحو 40 دولة في ألمانيا الثلاثاء لتعزيز قدرات كييف العسكرية. ويهدف الاجتماع إلى تسريع تزويد أوكرانيا عتادا عسكريا تطالب به كييف لصد الغزو الروسي.وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا: "أستطيع أن أقول شيئا واحد: الجيش الأوكراني سيكون لديه شيء يقاتل من أجله.. لقد دخلنا مرحلة جديدة لم يكن أحد يفكر فيها قبل شهرين. تجري عملية نقل أسلحة إلى القوات الأوكرانية من حلف شمال الأطلسي وفقا لمعايير الناتو".وبعدما تحفظت أولا عن تزويد أوكرانيا بأسلحة هجومية، أقدمت واشنطن شأنها في ذلك شأن بريطانيا وفرنسا وبلجيكا على هذه الخطوة. حتى ألمانيا أعلنت أنها ستأذن بتسليم عربات مصفحة من طراز "غيبارد" إلى كييف، وأكدت هولندا أنها سترسل مدافع "هاوتزر" المدرعة لكييف.تهديدات روسية لليابانوفي أقصى الشرق، حذرت روسيا الثلاثاء اليابان من أنها ستضطر إلى "اتخاذ إجراءات انتقامية" إذا تم توسيع المناورات البحرية الأمريكية اليابانية على الحدود الشرقية لروسيا.وقال نائب وزير الخارجية الروسي إيغور مورغولوف: "نحن نرى أن مثل هذه الإجراءات من قبل الجانب الياباني تشكل تهديدا لأمن بلدنا. نحذر طوكيو بشكل مباشر من ذلك من خلال القنوات الدبلوماسية". مضيفا أن المناورات تصعد التوترات لأنها "ذات طبيعة هجومية محتملة".فماذا وراء تلويح روسيا مرارا بالسلاح النووي والتحذير من خطر اندلاع حرب عالمية ثالثة؟ وهل يتكرر السيناريو الأوكراني في مولدافيا؟ وما تداعيات الحشد الغربي العسكري الداعم لأوكرانيا؟ والتهديدات الروسية الأخيرة لليابان؟ أسئلة يجيب عنها عمر الرداد وهو خبير استراتيجي ومحلل سياسي، ورمضان أبو جزر خبير الشؤون الأوروبية ومدير مركز بروكسل الدولي للبحوث.ما خلفية التحذيرات الروسية من خطر نشوب حرب عالمية ثالثة؟يرى د. عمر الرداد أن هذه التحذيرات تأتي في إطار التحولات الاستراتيجية العسكرية واستراتيجية إدارة الحرب من قبل القيادة الروسية. ويقول: "أعتقد أن جدية التهديد بحرب عالمية ثالثة ليست واضحة لكنها إحدى الأوراق التي تلوح بها روسيا. عمليا، الفكرة ليست واردة وفقا للمعطيات في أوكرانيا، وإن كانت هناك بعض الملامح الاستراتيجية بما فيها الدعم الغربي. تتطلب الحرب العالمية وجود حلفاء وتشكيلات عسكرية وتنسيق بين العديد من الدول والقوى التي تنضوي في إطار هذا الحلف أو ذاك مثلما جرى في الحرب العالمية الأولى والثانية. روسيا وحيدة وليس لها حلفاء وهذا التهديد لا يعدو كونه ورقة، لكنه سيأخذ من الغرب على محمل الجد".في المقابل، اعتبر د. رمضان أبو جزر أن روسيا على استعداد الآن للقيام بعمليات عسكرية تأخذ شكل بداية مواجهة شاملة مع الغرب. وقال إن "عدم حدوث تقدم عسكري واضح أو مقنع للقوات الروسية في معظم الجبهات والخسائر الناجم عن الدعم غير المتوقع من الدول الغربية، وحزمة العقوبات، بدأت تقلق القيادة في روسيا لذلك أعتقد أن تصريحات لافروف باننا أمام حرب عالمية ثالثة يجب أخذها على محمل الجد".التحذير الروسي من احتمال نشوب حرب نووية.. تهديد للغرب أم خطر محدق؟قال الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي عمر الرداد إنه وبالنسبة إلى "التهديد النووي فلم يرد إلا على لسان القيادة الروسية مرة تلو الأخرى وهو جزء من التلويح بأن روسيا لديها قوة نووية وتستطيع أن تستخدمها ضد الغرب وفق محددات مثل تأكد الروس من أن هناك تهديدا وجوديا لا نراه اليوم". وأضاف الرداد: "قضية النووي غير واردة في المدى المنظور إلا إذا تطورت الحرب باتجاهات وجدت روسيا نفسها لا محالة أمام خيار لا ثاني له. علاوة على أن القيادات الأوروبية ردت بالجملة الشهيرة: يجب أن تتذكر روسيا بأنها ليست وحدها من يملك السلاح النووي".من جانبه، قال رمضان أبو جزر إن "احتمال نشوب حرب عالمية نووية صرح به الرئيس الروسي في اليوم الثالث من المعارك بعد أن أمر بوضع القواعد والأسلحة النووية على أهبة الاستعداد. كانت هذه رسالة للغرب البعض اعتبرها ضغطا على الغرب ولإطلاق يد روسيا في أوكرانيا. ولكن لأن الآلة العسكرية الروسية لم تكن بالكفاءة التي اعتقدها الروسي، يبدو أننا أمام سيناريوهات أصعب ويجب أن يأخذ المجتمع الدولي هذه التهديدات على محمل الجد وأن الخطر ليس بعيدا".مولدافيا: أحداث ترانسدنيستريا الانفصالية.. تكرار للسيناريو الأوكراني؟يرى عمر الرداد بأن الحراك الانفصالي في مولدافيا يأتي ضمن الرسائل التي توجهها روسيا. ويضيف أن "قيادات الانفصاليين في إقليم ترانسدنيستريا اتهمت أوكرانيا بأنها ضربت مراكز متفجرات ومخازن أسلحة في المنطقة التي تعيش منذ فترة شبه حكم ذاتي ويتواجد فيه حوالي 1500 جندي روسي. الرئيس الأوكراني حذر من أن روسيا لن تتوقف بل تتجه إلى دول أخرى في أوروبا وربط الحرب بالرئيس بوتين شخصيا. لا أعتقد أن الأمور ستتطور في مولدافيا لكن هي رسالة بضرورة ضبط الأمور وعدم الدخول في المعارك لا سيما وأن الخطة الروسية هي بالاستيلاء على الجنوب الأوكراني التي تشكل امتدادا للإقليم الانفصالي ترانسدنيستريا وربما تريد أن تضمه. وجاءت هذه الأحداث بعد الضربات المتتالية داخل روسيا. اليوم تعرضت مدينة بيلغورود الروسية التي تقع على بعد 40 كلم من الحدود الأوكرانية إلى ضربات. هذه العمليات في العمق الروسي هي جزء من استراتيجية الحرب في المرحلة الثانية للرد على موسكو التي تؤكد أن لها خيارات تحريك الحرب خارج روسيا وأوكرانيا".بدوره، اعتبر د. رمضان أبو جزر بأن أحداث مولدافيا هي تكرار للسيناريو الأوكراني وتأكيدا للرواية الغربية في بداية الحرب على أوكرانيا عندما قال بعض المسؤولين الأوروبيين بأن أوكرانيا لن تكون المحطة الأخيرة. وقال مدير مركز بروكسل الدولي للبحوث: "يجب وقف هذه الحرب بأي ثمن ومواجهة طموح الرئيس بوتين. سيناريو أوكرانيا يمكن أن يتمدد إلى عدة رقع جغرافية في دول البلطيق والجوار والاتحاد السوفياتي السابقة وأحداث مولدافيا تلقي بظلالها على السيناريو الأسوأ".الغرب يسلح أوكرانيا.. دخول غير معلن للحرب؟قال رمضان أبو جزر خبير الشؤون الأوروبية إن "الغرب يسلح أوكرانيا علنا ولكن معظم الأسلحة التي وصلت هي أسلحة دفاعية باعتراف زيلينسكي نفسه. لكن كان لهذه الأسلحة تأثير كبير في عرقلة التقدم الروسي وتأخير ومنع الانتصار الساحق لروسيا كما كان يعتقد الرئيس بوتين أو المحللين العسكريين في بداية الحرب".المناورات اليابانية الأمريكية والتهديدات الروسية بـ"إجراءات انتقامية".. حرب باردة أم دق لطبول الحرب العالمية؟يعتبر عمر الرداد بأن "المناورات اليابانية الأمريكية هي جزء من مخطط كبير من الولايات المتحدة والناتو لفتح جبهات عديدة في كل الأماكن لمواجهة روسيا والضغط على الصين. إذ أن قضية جزر الكوريل تفتح في هذه المرحلة في إطار تحالف يتعزز جنوب شرق آسيا بين اليابان وكوريا الجنوبية مقابل الصين وروسيا. غير واضح إلى أين سيمضي هذا التهديد والتصعيد في شرق آسيا لكن الأمور أيضا غير بعيدة عن قضية تايوان". مضيفا "هو تذكير لبوتين أن هناك العديد من الجبهات التي يمكن أن تفتح في مناطق مختلفة من العالم ضد روسيا. كل ما يحدث يرجع إلى مرجعيتين، الأولى أن روسيا ترى أنها دولة عظمى وأن لها حقوق ولها مطالب دولية من بينها الحيلولة دون وصول الناتو إلى حدودها ومخاوفها من نصب صواريخ نووية على حدودها مع أوروبا. والمرجعية الثانية هي أن الغرب لا يرى في روسيا دولة عظمى ويستهدف استفزاز الجيش الروسي في أوكرانيا لذلك جاء هذا الدعم العسكري والمالي الضخم لصفقات الأسلحة التي يبدو أنها وصلت وتفعل فعلها بالقوات الروسية".ويختم الرداد بأن مسألة الحرب العالمية الثالثة والحرب النووية مرتبطتان في إطار التهديد الروسي للغرب، لكن هذه التصريحات تعكس أيضا ضعفا وارتباكا روسيا في اتخاذ الخطوات القادمة تجاه الغرب.بدوره، يرى رمضان أبو جزر أن "اليابان هي جغرافيا أمريكية بامتياز منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وأي تحركات عسكرية أمريكية أو مناورات أمريكية يابانية في هذه المنطقة في هذا التوقيت بالذات يمكن أخذها على أنها مناورات لتحسين الدفاعات الأمريكية أو لمحاولة إرسال رسائل لروسيا بأن الولايات المتحدة الأمريكية عسكريا متواجدة حول الجغرافيا الروسية من كل النواحي". مضيفا: "يمكن الحديث عن حرب باردة متقدمة ويمكن القول إننا على أبواب حرب عالمية ثالثة نظرا لأن القوات الأمريكية تتدفق إلى ما حول روسيا من اتجاه أوروبا وحلف الناتو واليابان".واختتم مدير مركز بروكسل الدولي للبحوث: "لا يجب إغفال أو إهمال زيارة وزير الدفاع والخارجية الأمريكيين إلى كييف ومن ثم إلى ألمانيا حيث اجتمع مع ممثلي أكثر من 50 إلى 60 دولة أعضاء في حلف الناتو وممثلي دول لديها اتفاقيات مع الناتو. كان الاجتماع داخل قاعدة عسكرية أمريكية وبمستوى رفيع ما يؤشر إلى أن الولايات المتحدة والغرب يأخذون على محمل الجد التهديدات الروسية. يبدو أن هناك قرارا بالتحرك لتفعيل الوضعيات الدفاعية. طبول الحرب تدق وإن كان البعض يأمل بأن تبقى نافذة الحل الدبلوماسي مفتوحة لكن ما يحدث من إجراءات مؤخرا والوضع السيء الذي تمر به روسيا، يمكن أن يجعلها تقفز إلى الأمام وتصعد الأمور إلى مواجهة غير محسوبة". 



اقرأ أيضاً
ترامب يؤكد عزمه مواصلة العمل مع موسكو وكييف لإنهاء الحرب
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد، أنه يعتزم "مواصلة العمل" مع موسكو وكييف سعيا للتوصل إلى تسوية لإنهاء الحرب، مشيدا بما قد يكون "يوما عظيما" للطرفين بعد اقتراح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إجراء مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا. وكتب ترامب على منصته تروث سوشال "قد يكون هذا يوما عظميا لروسيا وأوكرانيا" من دون أن يحدد السبب المباشر لذلك. وأضاف الرئيس الأمريكي "فكروا بمئات الآلاف من الأرواح التي سيتم إنقاذها مع اقتراب "حمام الدم" اللامتناهي هذا من نهايته... سأواصل العمل مع الطرفين لضمان حصول ذلك".
دولي

إسرائيل تستعد لـ”هجوم ضخم” في غزة وتستدعي آلاف الجنود
في تطور لافت لحرب غزة، بدأ الجيش الإسرائيلي استدعاء الآلاف من قوات الاحتياط، وسط مؤشرات على تصعيد بري وجوي وبحري غير مسبوق منذ أشهر. وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الأحد، بتجنيد 5 ألوية احتياط في إطار الاستعدادات الجارية لتوسيع العملية العسكرية في قطاع غزة. كما نقل موقع "والا" الإسرائيلي عن هيئة الأركان العامة، قولها إن الجيش يعتزم تنفيذ عملية تعبئة منظمة تهدف إلى ضمان التزود بالمعدات اللازمة والاستعداد لكافة السيناريوهات المحتملة، بما في ذلك "ممارسة ضغوط عسكرية تهدف إلى دفع حركة حماس نحو طاولة المفاوضات" بشأن الرهائن. وبحسب التقرير ذاته، فإن العمليات العسكرية المرتقبة ستشمل هجمات من البر والبحر والجو، ويتوقع أن تكون "الأعنف منذ أشهر".وفي سياق متصل، يتوقع أن يجري الجيش الإسرائيلي تقييما للأوضاع نهاية الأسبوع، لبحث إمكانية تطبيق نموذج رفح في مناطق أخرى من القطاع، بما يشمل توزيع المساعدات الإنسانية في مناطق "خالية من حماس". وفي وقت سابق، قررت إسرائيل توسيع نطاق عملياتها العسكرية والسيطرة على غزة، بينما تحذر الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة من كارثة إنسانية، مع عودة شبح المجاعة بعد أكثر من شهرين من الحصار الإسرائيلي المطبق على القطاع. جدير بالذكر أن سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون شخص نزحوا تقريبا مرة واحدة على الأقل، خلال الحرب التي اندلعت في أكتوبر 2023.
دولي

للمرة الأولى في التاريخ.. امرأة تترأس الاستخبارات البريطانية
كشفت صحيفة "تايمز" البريطانية أن جهاز الاستخبارات (MI6) يستعد لتولي امرأة منصبه القيادي لأول مرة في تاريخه. وجاء في التقرير أن إدارة الجهاز تدرس حاليا اختيار إحدى المرشحات الثلاث اللواتي وصلن إلى المرحلة النهائية من المقابلات. وأوضحت الصحيفة أن جميع المرشحين النهائيين للمنصب هم من النساء، بينهم ضابطتان تعملان حاليا في جهاز MI6. ولفتت إلى أن المقابلات النهائية جرت الأسبوع الماضي، في خطوة غير مسبوقة في تاريخ الجهاز الاستخباري العريق. وعلى صعيد متصل، كشفت "تايمز" هوية إحدى المرشحات الثلاث، وهي الدبلوماسية المخضرمة باربرا وودوارد التي شغلت منصب السفير البريطاني في الصين سابقا، وتعد الآن أعلى مسؤولة في وزارة الخارجية البريطانية. لكن التقرير أشار إلى أن ترشيح وودوارد يواجه انتقادات بسبب مواقفها التي يراها البعض متعاطفة مع الصين. ويأتي هذا التطور في وقت يستعد فيه رئيس MI6 الحالي ريتشارد مور لمغادرة منصبه مع حلول خريف هذا العام، بعد أن قاد الجهاز لمدة خمس سنوات.   نوفوستي
دولي

اكتشاف أنفاق سرية تحت مبنى الكابيتول الأمريكي
كشف النائب الأمريكي تيم مور عن وجود شبكة سرية من الأنفاق تحت مبنى الكابيتول في واشنطن، واصفا إياها بـ"الممرات المخفية" التي ظلت مجهولة لعقود.وفي مقطع فيديو نشره على منصة "اكس"، رفع مور لوحا من الأرضية ليظهر تحته سلم حاد يؤدي إلى نفق قديم، حيث ظهرت كتابات وجداريات على الجدران والأدراج. وأشار إلى أن بعض هذه الأنفاق قد يعود تاريخها إلى حرب 1812، عندما اجتاحت القوات البريطانية واشنطن وأحرقت مبنى الكابيتول. وقال مور: "هذه من الأشياء المثيرة في مبنى الكابيتول، الذي بدأ بناؤه في القرن الثامن عشر. هناك العديد من الممرات السرية التي لا يعرفها الكثيرون". وتستخدم هذه الأنفاق حاليا من قبل أعضاء الكونغرس للتنقل بين أجزاء المبنى، لكنها تظل منطقة محظورة على الزوار. ولا يزال الغموض يحيط بالاستخدامات التاريخية الكاملة لهذه الأنفاق، مما يثير فضولا حول ما تخفيه تحت قلب العاصمة الأمريكية.
دولي

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأحد 11 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة