على الهواء مباشرة، وأمام مئات الآلاف من المشاهدين بالولايات المتحدة ودول الجوار، ممن كانوا يتابعون مؤتمراً صحافياً عقده أمس الثلاثاء، قام الملياردير الأميركي دونالد ترامب، الحالم بالرئاسة خلفاً لأوباما، وبإيماءة من عينيه، بإذلال وطرد نجم تلفزيوني شهير كمحطته التي يمثلها، فقط لأنه أراد طرح سؤال وهو واقف.
المطرود بأمر من ترامب الذي تعهد بطرد المهاجرين غير الشرعيين من الولايات المتحدة فيما لو انتخبوه، وهم فيها بالملايين، هو جورج راموس، الصحافي والإعلامي والكاتب المكسيكي المعروف، والمقيم في ميامي، ممثلا لمحطةUnivisión الشاملة تغطيتها التلفزيونية الولايات المتحدة وكندا ودول أميركا اللاتينية، وغيرها من الناطقة بالبرتغالية والإسبانية بإفريقيا وأوروبا، وهي أميركية تأسست في 1963 ومقرها بنيويورك.
بدأ الحادث حين وقف راموس، المولود في 1958 بالمكسيك، والمعروف بانتقاداته التلفزيونية لتعهد ترامب بطرد غير الشرعيين، راغباً بطرح سؤال، فنهره ترامب باستفزاز مشهود، وقال له: "لم تتم دعوتك. اجلس، اججلس. اججججلس" ممدوة بأسلوب استصغاري، طبقاً لما نسمعه ونراه بالفيديو، الذي تعرضه "العربية.نت" نقلا عن قناة FOX 10 الأميركية. لكن راموس تابع سؤاله، لشعوره ربما أنه لم يكن هناك ما يمنع حضوره للمؤتمر كسواه، فتجاهله ترامب بوضوح.
راموس، الحائز على "جائزة إيمي" الدولية 8 مرات، إضافة إلى جائزة Maria Moors Cabot للصحافيين، بحسب ما طالعت "العربية.نت" في سيرته، كإعلامي بخبرة 30 سنة، وأشهر نجم بمحطة "يونيفيجين" وكمؤلف لكتب عدة في شؤون متنوعة، عاند وأصر وقال لترامب: "لي الحق بطرح سؤال" فعاجله المرشح للرئاسة الأميركية ورد عليه: لم يتم الإذن لك.. عد إلى يونيفيجين" في إشارة إلى المحطة.
ولما تابع راموس إصراره، التفت ترامب إلى يساره، وبإيماءة من عينيه دعا مسؤولا عن أمن المؤتمر، ففهم الإشارة وأقبل نحو الإعلامي الذي اختارته مجلة "تايم" الأميركية هذا العام "بين 100 مؤثر وصانع للرأي العام"، طالبا منه الخروج مطرودا، ونراه يدفعه خطوة يليها بأخرى، وراموس يحاول الدفاع عن موقفه، إلى أن انتهى المشهد على ترامب يقول: "لست ضده في شيء.. لم يكن في مكانه"، مقدماً بذلك نموذجاً عما سيفعله بالمهاجرين غير الشرعيين والمكسيكيين منهم بشكل خاص.