لم يعد بمقدور السياح الأجانب أن يتمشوا في محيط جامع الكتبية بمراكش، على سجيتهم، ولم يعودوا قادرين على التجول في الحدائق المجاورة للكتبية بحرية، دون أن يعكر صفو استمتاعهم بالمكان، بائع متجول يحاول بيع منتوجات تقليدية ولو بالإكراه.
مع طلوع شمس كل يوم يفد على محيط الكتبية عدد من الباعة المتجولين، يملؤون الرصيف جيئة وذهابا، ويرابطون، بالأساس، أمام حديقة للا حسناء خلف جامع الكتبية، وكلما لاح لهم سائح يهبون نحوه بسرعة، ويعرضون عليه ما يحملون من سلع بسيطة، عبارة عن تذكارات وإكسسوارات وحلي وملابس تقليدية.
الباعة المتجولون بمحيط الكتبية لا يكتفون فقط بعرض "سلعهم" على السياح الأجانب، بل يستوقفونهم ويلحون عليهم بالشراء، وعاينت كشـ24 عددا من هذه المشاهد، ومنها مشهد سائحون أجانب قصدهم مجموعة من الباعة المتجولين وهم بالكاد نزلوا من حافلة سياحية قاصدين جامع الكتبية لرؤيته عن قرب.
وعاينت كشـ24، عددا من المشاهد المعبرة عن المضايقات التي يتعرض لها السياح الأجانب. في الجهة الخلفية لجامع الكتبية، كان سياح يابانيون يلتقطون الصور، فجاء بائع جائل يبيع "حليا"، وحاول الترويج لسلعته، وبعد لحظات التحق به بائع ثان يبيع أثوابا، ثم بائع ثالث يبيع إكسسوارات.
البائع الثالث كان حظه عاثرا، إذ بمجرد شروعه في "الترويج" لسلعته لدى السياح اليابانيين باغته شرطيان بالزي المدني كانا يمتطيان دراجة نارية، فناداه أحدهما، وبدأ في توبيخه لأنه يضايق السياح الأجانب.
حين ارتفع صوت الشرطي والبائع المتجول الذي احتج على توبيخه، صارخا "ماشي غير أنا لي كاين" اضطر السياح اليابانيون الذين كانوا يتابعون المشهد في صمت إلى الانسحاب من المكان، وكانوا يلتفتون لمتابعة أطوار المشهد. "ما تعوج عليّا فمّك"، يقول الشرطي الغاضب للبائع المتجوّل، فرد هذا الأخير: "انتوما كاتعرفوني مزيان"؛ وبعد شد وجذب غادر الشرطيان تاركين البائع المتجول، بعد تدخل زميل له في الحرفة.
هذا المشهد ليس سوى جزء بسيط من الفوضى التي يشهدها محيط الكتبية بمراكش على مدار اليوم، حسب عدد من الفاعلين السياحيين، ويؤكد ذلك ما عاينته كشـ24، فلم تمض سوى دقائق قليلة حتى عاد البائع المتجول الذي أوقفه الشرطيان ليثير انتباه قاصدي جامع الكتبية، حين دخل في مشادات كلامية مع بائع متجول آخر، فتعالى السباب والكلام النابي، وكادا أن يتعاركا، لولا تدخل بائعين آخرين قاموا بفض النزاع.