وطني

النفايات.. “ذهب جديد” لخلق الثروة وانتاج الطاقة بمراكش


كشـ24 نشر في: 12 فبراير 2018

في البدء كان يصعب علينا تقبل فكرة تقول أن النفايات تنتج الثروة والمال، لكن في المقابل نسلم بكل بساطة وسذاجة بالقول أن الكثير من الأشخاص يصابون بالتقزز لمجرد الاقتراب من شاحنة النفايات، ويسارعون إلى إغلاق أنوفهم عندما يصادفون كومة من الأزبال. 

وحين تنظر إلى عمال فرز النفايات يترفعون عن مثل هذه التصرفات ويقومون يوميا بجمع قمامة تسيل منها الرواسب وتزكم روائحها الكريهة الأنوف، مع ما يمثله ذلك من مخاطر إصابتهم بأجسام حادة، وحين تعلم جيدا أن هذا العمل منتج ويساهم على الحفاظ البيئة سترفع لهم القبعة احتراما لعمل يعتبره البعض "مقززا".

يمارس هؤلاء العمال عملهم  في كثير من الأحيان بوسط غير مهيكل، بدءا بعملية فرز واستعادة المواد القابلة لإعادة التدوير أو القابلة لإعادة الاستخدام، وذات قيمة تجارية، وذلك على مستوى صناديق القمامة المنزلية أو على مستوى مطارح النفايات، مرورا بعملية بيع المواد المخصصة لإعادة التدوير. 

أمام هذا العمل غير المنظم، والذي يشغل أزيد من 7000 عاملا، تفكر السلطات في حلول ناجعة من خلال استيراد بعض النماذج البيئية لتدبير أحسن لعملية تدوير النفايات، كما هو بالنسبة لمشروع ضخم في طور الانجاز بمراكش. 

مراكش.. جبل "الزبل" يتحول إلى منطقة خضراء
أكوام من النفايات، أحيانا عالية كالجبال تحولت بفضل سياسة بيئية عمومية إلى مساحات خضراء التي يمكن تطويرها لتصبح أماكن للتجوال العائلي ولمتنفس سياحي.

في مراكش، المطرح البلدي للنفايات، أو جبل "الزبل"، كما يحب أن يسميه مسؤول بالمجلس الجماعي لمدينة مراكش. هذا الجبل الذي كان ينتج الروائح الكريهة  تملأه اليوم النباتات الخضراء، وفي الجزء السفلي آلة كهربائية تحول الغازات الناتجة عن النفايات إلى طاقة كهربائية تستعمل في بعض المنشآت العامة.

لم يكن سهلا تحويل جبل من "النفايات" إلى منطقة خضراء، لكن بفضل التدوير، الذي يقصد به  تحويل النفايات إلى منتجات جديدة، أو طاقة بديلة، استطاعت جماعة مراكش أن تطور من أسلوبها البيئي وجعلها مدينة ترتقي في صف المدن البيئية عالميا.

لكن بالنسبة لبلد فقير مثل المغرب لا تزال تجربة التدوير محتشمة، رغم وجود مبادرات خاصة من هنا وهناك لأفراد حاول انشاء مقاولات خاصة لإعادة تدوير النفايات، لكن ظلت تواجه تحديات كثيرة خصوصا في ظل معاناة المقاولة المغربية.

هامش مراكش ينتج الثروة
"تجربة مراكش" في تدوير النفايات، حديثة العهد وتشير المعطيات الميدانية التي استقاها موقع "لكم" من خلال زيارته الميدانية لمركز الثمر والتدوير بمنطقة "المنابهة"، نواحي المدينة الحمراء، إلى أن المخطط البيئي المعتمد من شأنه أن يساهم في تشجيع السياحة البيئية ويخلق فرص شغل مهمة.

توجد منطقة "المنابهة" على بعد 30 كلم شرقا عن مراكش، يبدو المكان خاليا من السكان ومن البهائم، ففي زيارتنا للمنطقة لم نشاهد سوى مبنى جديد، وسياج طويلة تحاصر مكان التدوير الجديد.

 تتجلى وظيفة المركز في الطمر وتسمين النفايات المنزلية والمشابهة لها المنتجة على مستوى مراكش ونواحيها والتي تبلغ مساحته 181 هكتار، وهو مشروع قيد الانجاز في إطار اتفاقية شراكة تجمع بين مجلس المدينة مع كتابة الدولة المكلفة بالبيئة والماء والتنمية المستدامة بتكلفة 54 مليون درهم.
نستقبل يوميا 800 طن وقد تصل إلى 1000 طن من النفايات والتي ستوفر الآلاف من مناصب الشغل في عملية التدوير، يقول عبد الغني أوشن رئيس قسم البيئة داخل المجلس الجماعي لمدينة مراكش.

مراحل عملية التدوير، تبدأ بالفرز عبر تثمين المواد القابلة للتدوير من ورق وزجاج وغير ذلك، ومستوى ثان من خلال تحويل جميع المواد العضوية إلى أسمدة أو ما يسمى بـ"التثمين العضوي"، والمستوى الثالث يتجلى في التثمين الطاقي من خلال عزل عينة تتوفر على طاقة عالية والتي يمكن تحويلها إلى كهرباء تستعمل في بعض المعامل.

رغم التهميش.. "عمال غير نظاميين" يساهمون في الحفاظ على البيئة

وعلى الرغم من التهميش الذي يعاني الكثير من عمال النظافة غير النظاميين أو جامعي النفايات، فإن المشروع البيئي يجمع بين هدفين، الأول من خلال توفير فرص شغل بشكل منظم.

في السابق كنا نعمل بشكل عشوائي، لكن بفضل مثل هذه المبادرات تحسنت وضعيتنا وأصبحنا نعمل بشكل منظم" يقول "م.ن"، أحد العمال في تصريح للموقع.

وتابع في ذات التصريح بالقول إن "النفايات كنز ونسعى للاهتمام بها وتوفير ظروف أحسن لكل عامل في هذا القطاع، لأن بالاهتمام نحيا نحن العمال وتحيا الطبيعة من خلال المحافظة على البيئة".

 تكنولوجيا في خدمة البيئة

"المنابهة"، المنطقة التي يعهد عليها تخفيف الأثار السلبية للتلوث البيئي الذي يهدد الغلاف الجوي للمدينة، والتي تبعد عن مراكز الاتصال وحتى الشبكة جد ضعيفة هنا، كأنها صحراء خالية من الحياة العادية، كل شيء هناك ثقيل حتى الوقت لا يمضي بالسرعة التي ولفناها في الوسط الحضري.

ندخل عبر باب كبير محاط من جوانبه بسياج طويل لا نكاد نرى حدوده، بعد أن تخطينا السياج مشينا لأزيد من 20 دقيقة نصل إلى محطة الطمر التي تسيرها شركة خاصة.

تصل إلى مركز الطمر، في البدء ستعتقد أنها ثكنة عسكرية أو مركزا للتدريب على الأسلحة، حيث تحي طريقة بناءه، لكن ستتفاجأ أن ضجيج الآلات يملأ المكان، التي يتم تسييرها من أعلى شرفة من طرف تقني متخصص.

ويهدف مشروع "المنابهة" إلى تقليص الآثار السلبية للنفايات، حسب تصريح مسؤول عن المشروع، عبر إحداث حفر لطمر النفايات ووضع نظام لمنع تسرب النفايات إلى الفرشة المائية، وحوضين للتخزين ومنشآت أخرى ويدخل في إطار البرنامج الجديد للتدبير المندمج والمستدام للنفايات التي تعد مصدرا لإنتاج الطاقة، إذ أن نسبة 60 في المائة من النفايات المنزلية، بحسب مدير المركز، عضوية، ذات حمولة مائية كبيرة، وأن عدم إخضاعها للمعالجة بالكيفية الناجعة والمتجددة، يحمل سلبا على المناخ بنسبة 5.7 في المائة، ويرفع نسبة الاحتباس الحراري إلى 7.5 في المائة .

للغاية ذاتها، استعان المشروع بتقنيات حديثة، منها آلة تمسى " L’ouvre sec" التي تقوم بتقطيع الأكياس البلاستيكية للنفايات، ليأتي بعدها دور آلة أخرى تقوم بتقسيم النفايات حسب النوعية من خلال الفرز الميكانيكي للقطع المعدنية، مع فرز القطع الكارطونية.

مطرح قديم.. ينتج كهرباء

نعود إلى المطرح القديم حيث هناك نفايات مكونة من مواد عضوية تخمر وتتحول إلى "بيوغاز"، عبارة عن مجموعة الغازات، خصوصا غاز البيتان الذي يتوفر على مفعول قوي يمكن من انتاج الطاقة.

بالمحاذاة مع المطرح توجد مضخة البيوغاز، التي تستطيع تحويل  1000 متر مكعب من ترسبات النفايات خلال ساعة واحدة  ما مقداره  2 ميغاوات، يعني في 24 ساعة يمكن الحصول على 48 ميغاوات. 

وما تبقى من تلك الغازات المتبقية يتم حرقها تحت درجة مرتفعة تحت ضغط سلبي.

فمن جهة سوف تتمكن مراكش الطاقة الكهربائية بأقل كلفة ممكنة، ومن جهة أخرى سوف تساهم المضخة، في التقليل من المخاطر البيئية الناتجة عن عدم معالجة النفايات.

يقول المهندس المسؤول على المشروع إن هذه " الآلة تنتج كثيرا من الضجيج، آلة ضخ الغاز، تقوم بإيداع الغاز الحيوي من موقع دفن النفايات عبر 11 بئرا،  "كما تبين الصورة اسلفه"، من خلال استغلال 3 مليون طن من النفايات لصالح الاقتصاد الطاقي.

ويضيف في تصريح للصحافة إن "هذه الالية وفق ما عاينه الطاقم الصحفي، من تقليص حجم الأضرار البيئية التي يتسبب بها مطرح النفايات القديم بمراكش وستساعد في التقليص من 60 ألف طون من أكسيد الكربون في السنة.

الوجه السلبي لمطرح النفابات

زيارتنا للمطرح القديم، قادتنا للالتقاء بفعاليات من المجتمع المدني بجماعة "اسعادة" بمراكش، الذين يطالبون بالتدخل العاجل لرفع الضرر عن ساكنة تجزئتي الآفاق ودار السلام، بسبب مطرح للنفايات يتهدد صحة المواطنين.

فمطرح النفايات الذي يستقبل أزيد من 20 طنا من الأزبال يوميا، يوجد بالقرب من تجزئة الآفاق ودار السلام، مما يمثل نقطة سوداء في المجال البيئي بـ"اسعادة" منذ سنوات، والذي لا زال يشكل ضررا كبيرا على الساكنة. 

 في المنطقة المذكورة تخيم عليها الروائح الكريهة، والبعوض بكل أنواعه وأشكاله مما يهدد بكارثة بيئية كبيرة سيكون لها أثر على صحة المواطنين وعلى الفرشة المائية للمنطقة كلها، مما دفع بعض السكان لمغادرة بيوتهم . 

لهذه الأسباب ولغيرها تطالب جمعيات المجتمع المدني بالتدخل العاجل لإنقاذ ما يمكن انقاذه والعمل على رفع الضرر الذي أصبح يتهدد صحة المواطنين، وذلك رأفة ورحمة بالسكان وضمانا لصحتهم.

مراكش حين تتشبه بموسكو وهلنسكي

تعرف مراكش باستعمال مفرط للدرجات النارية وسيارات الأجرة والعربات الخاصة، مما جعل حركة المرور تعرف اكتظاظا خانقا كانت له تداعيات مقلقة، لاسيما من حيث حجم التلوث والسلامة الطرقية، والغازات الدفيئة، وهي المؤشرات التي تعد دليلا على الازدحام الحضري الحالي والتوسع في حظيرة السيارات، فضلا عن الكثير من المساوئ البيئية والاجتماعية التي تؤثر على واقع المدينة الحمراء. 

للتخفيف من حدة الخسائر البيئية عمد مجلس المدينة إلى وضع الدراجات الهوائية للخدمة الذاتية، وذلك في إطار مبادرة بيئية واسعة للمدينة تهدف إلى تعزيز تأمين تنقل ذي انبعاثات منخفضة لثاني أوكسيد الكربون. 

300 دراجة موزعة على 10 محطات، بمبادرة من كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة والجماعة الحضرية لمراكش ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية بشراكة مع شركة " ميدينا بايك "، تنتظر إقبال من الساكنة.

لكن واقع الحال غير ذلك، فرغم عدم تمكننا من زيارات تلك المحطات إلى أن أراء عدة استقيناه من المواطنين ومسؤولين أجمعوا على أن المبادرة لا تزال محتشمة ولا تتلقى إقبالا من لدن الساكنة وحتى السياح يفضلون المشي على ركوبها.

فبعد إطلاق العديد من برامج الدراجات الذاتية الخدمة في مدن هلسنكي وشيكاغو وموسكو وفانكوفر، اختارت الشركة المدينة الحمراء كوجهة لها، بعد فوزها بطلب العروض الذي أطلقته منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية لإطلاق هذا المشروع. 

وتخضع الدراجات ال300 التي تم توزيعها على 12 موقعا في المدينة، مثل مسجد الكتبية الشهير أو الحديقة النباتية "ماجوريل"، لجدولة تعريفية بما في ذلك تسهيل استخدام هذه الدراجات من قبل كافة فئات المجتمع، خاصة الطلبة، والسياح المغاربة والأجانب، والموظفين والمواطنين ذوي الدخل المحدود. 

وتنضاف "ميدينا بايك" إلى مشاريع أخرى مهمة أطلقتها المدينة، من قبيل محطة بيوغاز بمراكش، والتي تحاول دخول مغامرة تخفيض الفاتورة الطاقية المتعلقة بإضاءة شوارع المدينة بـ8 مليون درهم سنويا، ومركز التخلص وتثمين النفايات المنزلية والمشابهة لها والذي سيمكن من فرز وإعادة تدوير 1000 طن من النفايات يوميا، كما سيساهم في الخفض من التكلفة الطاقية المتعلقة بتوفير الإنارة بالمدينة وغيرها من المشاريع التي توجد قيد الإنجاز.

عن موقع لكم

في البدء كان يصعب علينا تقبل فكرة تقول أن النفايات تنتج الثروة والمال، لكن في المقابل نسلم بكل بساطة وسذاجة بالقول أن الكثير من الأشخاص يصابون بالتقزز لمجرد الاقتراب من شاحنة النفايات، ويسارعون إلى إغلاق أنوفهم عندما يصادفون كومة من الأزبال. 

وحين تنظر إلى عمال فرز النفايات يترفعون عن مثل هذه التصرفات ويقومون يوميا بجمع قمامة تسيل منها الرواسب وتزكم روائحها الكريهة الأنوف، مع ما يمثله ذلك من مخاطر إصابتهم بأجسام حادة، وحين تعلم جيدا أن هذا العمل منتج ويساهم على الحفاظ البيئة سترفع لهم القبعة احتراما لعمل يعتبره البعض "مقززا".

يمارس هؤلاء العمال عملهم  في كثير من الأحيان بوسط غير مهيكل، بدءا بعملية فرز واستعادة المواد القابلة لإعادة التدوير أو القابلة لإعادة الاستخدام، وذات قيمة تجارية، وذلك على مستوى صناديق القمامة المنزلية أو على مستوى مطارح النفايات، مرورا بعملية بيع المواد المخصصة لإعادة التدوير. 

أمام هذا العمل غير المنظم، والذي يشغل أزيد من 7000 عاملا، تفكر السلطات في حلول ناجعة من خلال استيراد بعض النماذج البيئية لتدبير أحسن لعملية تدوير النفايات، كما هو بالنسبة لمشروع ضخم في طور الانجاز بمراكش. 

مراكش.. جبل "الزبل" يتحول إلى منطقة خضراء
أكوام من النفايات، أحيانا عالية كالجبال تحولت بفضل سياسة بيئية عمومية إلى مساحات خضراء التي يمكن تطويرها لتصبح أماكن للتجوال العائلي ولمتنفس سياحي.

في مراكش، المطرح البلدي للنفايات، أو جبل "الزبل"، كما يحب أن يسميه مسؤول بالمجلس الجماعي لمدينة مراكش. هذا الجبل الذي كان ينتج الروائح الكريهة  تملأه اليوم النباتات الخضراء، وفي الجزء السفلي آلة كهربائية تحول الغازات الناتجة عن النفايات إلى طاقة كهربائية تستعمل في بعض المنشآت العامة.

لم يكن سهلا تحويل جبل من "النفايات" إلى منطقة خضراء، لكن بفضل التدوير، الذي يقصد به  تحويل النفايات إلى منتجات جديدة، أو طاقة بديلة، استطاعت جماعة مراكش أن تطور من أسلوبها البيئي وجعلها مدينة ترتقي في صف المدن البيئية عالميا.

لكن بالنسبة لبلد فقير مثل المغرب لا تزال تجربة التدوير محتشمة، رغم وجود مبادرات خاصة من هنا وهناك لأفراد حاول انشاء مقاولات خاصة لإعادة تدوير النفايات، لكن ظلت تواجه تحديات كثيرة خصوصا في ظل معاناة المقاولة المغربية.

هامش مراكش ينتج الثروة
"تجربة مراكش" في تدوير النفايات، حديثة العهد وتشير المعطيات الميدانية التي استقاها موقع "لكم" من خلال زيارته الميدانية لمركز الثمر والتدوير بمنطقة "المنابهة"، نواحي المدينة الحمراء، إلى أن المخطط البيئي المعتمد من شأنه أن يساهم في تشجيع السياحة البيئية ويخلق فرص شغل مهمة.

توجد منطقة "المنابهة" على بعد 30 كلم شرقا عن مراكش، يبدو المكان خاليا من السكان ومن البهائم، ففي زيارتنا للمنطقة لم نشاهد سوى مبنى جديد، وسياج طويلة تحاصر مكان التدوير الجديد.

 تتجلى وظيفة المركز في الطمر وتسمين النفايات المنزلية والمشابهة لها المنتجة على مستوى مراكش ونواحيها والتي تبلغ مساحته 181 هكتار، وهو مشروع قيد الانجاز في إطار اتفاقية شراكة تجمع بين مجلس المدينة مع كتابة الدولة المكلفة بالبيئة والماء والتنمية المستدامة بتكلفة 54 مليون درهم.
نستقبل يوميا 800 طن وقد تصل إلى 1000 طن من النفايات والتي ستوفر الآلاف من مناصب الشغل في عملية التدوير، يقول عبد الغني أوشن رئيس قسم البيئة داخل المجلس الجماعي لمدينة مراكش.

مراحل عملية التدوير، تبدأ بالفرز عبر تثمين المواد القابلة للتدوير من ورق وزجاج وغير ذلك، ومستوى ثان من خلال تحويل جميع المواد العضوية إلى أسمدة أو ما يسمى بـ"التثمين العضوي"، والمستوى الثالث يتجلى في التثمين الطاقي من خلال عزل عينة تتوفر على طاقة عالية والتي يمكن تحويلها إلى كهرباء تستعمل في بعض المعامل.

رغم التهميش.. "عمال غير نظاميين" يساهمون في الحفاظ على البيئة

وعلى الرغم من التهميش الذي يعاني الكثير من عمال النظافة غير النظاميين أو جامعي النفايات، فإن المشروع البيئي يجمع بين هدفين، الأول من خلال توفير فرص شغل بشكل منظم.

في السابق كنا نعمل بشكل عشوائي، لكن بفضل مثل هذه المبادرات تحسنت وضعيتنا وأصبحنا نعمل بشكل منظم" يقول "م.ن"، أحد العمال في تصريح للموقع.

وتابع في ذات التصريح بالقول إن "النفايات كنز ونسعى للاهتمام بها وتوفير ظروف أحسن لكل عامل في هذا القطاع، لأن بالاهتمام نحيا نحن العمال وتحيا الطبيعة من خلال المحافظة على البيئة".

 تكنولوجيا في خدمة البيئة

"المنابهة"، المنطقة التي يعهد عليها تخفيف الأثار السلبية للتلوث البيئي الذي يهدد الغلاف الجوي للمدينة، والتي تبعد عن مراكز الاتصال وحتى الشبكة جد ضعيفة هنا، كأنها صحراء خالية من الحياة العادية، كل شيء هناك ثقيل حتى الوقت لا يمضي بالسرعة التي ولفناها في الوسط الحضري.

ندخل عبر باب كبير محاط من جوانبه بسياج طويل لا نكاد نرى حدوده، بعد أن تخطينا السياج مشينا لأزيد من 20 دقيقة نصل إلى محطة الطمر التي تسيرها شركة خاصة.

تصل إلى مركز الطمر، في البدء ستعتقد أنها ثكنة عسكرية أو مركزا للتدريب على الأسلحة، حيث تحي طريقة بناءه، لكن ستتفاجأ أن ضجيج الآلات يملأ المكان، التي يتم تسييرها من أعلى شرفة من طرف تقني متخصص.

ويهدف مشروع "المنابهة" إلى تقليص الآثار السلبية للنفايات، حسب تصريح مسؤول عن المشروع، عبر إحداث حفر لطمر النفايات ووضع نظام لمنع تسرب النفايات إلى الفرشة المائية، وحوضين للتخزين ومنشآت أخرى ويدخل في إطار البرنامج الجديد للتدبير المندمج والمستدام للنفايات التي تعد مصدرا لإنتاج الطاقة، إذ أن نسبة 60 في المائة من النفايات المنزلية، بحسب مدير المركز، عضوية، ذات حمولة مائية كبيرة، وأن عدم إخضاعها للمعالجة بالكيفية الناجعة والمتجددة، يحمل سلبا على المناخ بنسبة 5.7 في المائة، ويرفع نسبة الاحتباس الحراري إلى 7.5 في المائة .

للغاية ذاتها، استعان المشروع بتقنيات حديثة، منها آلة تمسى " L’ouvre sec" التي تقوم بتقطيع الأكياس البلاستيكية للنفايات، ليأتي بعدها دور آلة أخرى تقوم بتقسيم النفايات حسب النوعية من خلال الفرز الميكانيكي للقطع المعدنية، مع فرز القطع الكارطونية.

مطرح قديم.. ينتج كهرباء

نعود إلى المطرح القديم حيث هناك نفايات مكونة من مواد عضوية تخمر وتتحول إلى "بيوغاز"، عبارة عن مجموعة الغازات، خصوصا غاز البيتان الذي يتوفر على مفعول قوي يمكن من انتاج الطاقة.

بالمحاذاة مع المطرح توجد مضخة البيوغاز، التي تستطيع تحويل  1000 متر مكعب من ترسبات النفايات خلال ساعة واحدة  ما مقداره  2 ميغاوات، يعني في 24 ساعة يمكن الحصول على 48 ميغاوات. 

وما تبقى من تلك الغازات المتبقية يتم حرقها تحت درجة مرتفعة تحت ضغط سلبي.

فمن جهة سوف تتمكن مراكش الطاقة الكهربائية بأقل كلفة ممكنة، ومن جهة أخرى سوف تساهم المضخة، في التقليل من المخاطر البيئية الناتجة عن عدم معالجة النفايات.

يقول المهندس المسؤول على المشروع إن هذه " الآلة تنتج كثيرا من الضجيج، آلة ضخ الغاز، تقوم بإيداع الغاز الحيوي من موقع دفن النفايات عبر 11 بئرا،  "كما تبين الصورة اسلفه"، من خلال استغلال 3 مليون طن من النفايات لصالح الاقتصاد الطاقي.

ويضيف في تصريح للصحافة إن "هذه الالية وفق ما عاينه الطاقم الصحفي، من تقليص حجم الأضرار البيئية التي يتسبب بها مطرح النفايات القديم بمراكش وستساعد في التقليص من 60 ألف طون من أكسيد الكربون في السنة.

الوجه السلبي لمطرح النفابات

زيارتنا للمطرح القديم، قادتنا للالتقاء بفعاليات من المجتمع المدني بجماعة "اسعادة" بمراكش، الذين يطالبون بالتدخل العاجل لرفع الضرر عن ساكنة تجزئتي الآفاق ودار السلام، بسبب مطرح للنفايات يتهدد صحة المواطنين.

فمطرح النفايات الذي يستقبل أزيد من 20 طنا من الأزبال يوميا، يوجد بالقرب من تجزئة الآفاق ودار السلام، مما يمثل نقطة سوداء في المجال البيئي بـ"اسعادة" منذ سنوات، والذي لا زال يشكل ضررا كبيرا على الساكنة. 

 في المنطقة المذكورة تخيم عليها الروائح الكريهة، والبعوض بكل أنواعه وأشكاله مما يهدد بكارثة بيئية كبيرة سيكون لها أثر على صحة المواطنين وعلى الفرشة المائية للمنطقة كلها، مما دفع بعض السكان لمغادرة بيوتهم . 

لهذه الأسباب ولغيرها تطالب جمعيات المجتمع المدني بالتدخل العاجل لإنقاذ ما يمكن انقاذه والعمل على رفع الضرر الذي أصبح يتهدد صحة المواطنين، وذلك رأفة ورحمة بالسكان وضمانا لصحتهم.

مراكش حين تتشبه بموسكو وهلنسكي

تعرف مراكش باستعمال مفرط للدرجات النارية وسيارات الأجرة والعربات الخاصة، مما جعل حركة المرور تعرف اكتظاظا خانقا كانت له تداعيات مقلقة، لاسيما من حيث حجم التلوث والسلامة الطرقية، والغازات الدفيئة، وهي المؤشرات التي تعد دليلا على الازدحام الحضري الحالي والتوسع في حظيرة السيارات، فضلا عن الكثير من المساوئ البيئية والاجتماعية التي تؤثر على واقع المدينة الحمراء. 

للتخفيف من حدة الخسائر البيئية عمد مجلس المدينة إلى وضع الدراجات الهوائية للخدمة الذاتية، وذلك في إطار مبادرة بيئية واسعة للمدينة تهدف إلى تعزيز تأمين تنقل ذي انبعاثات منخفضة لثاني أوكسيد الكربون. 

300 دراجة موزعة على 10 محطات، بمبادرة من كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة والجماعة الحضرية لمراكش ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية بشراكة مع شركة " ميدينا بايك "، تنتظر إقبال من الساكنة.

لكن واقع الحال غير ذلك، فرغم عدم تمكننا من زيارات تلك المحطات إلى أن أراء عدة استقيناه من المواطنين ومسؤولين أجمعوا على أن المبادرة لا تزال محتشمة ولا تتلقى إقبالا من لدن الساكنة وحتى السياح يفضلون المشي على ركوبها.

فبعد إطلاق العديد من برامج الدراجات الذاتية الخدمة في مدن هلسنكي وشيكاغو وموسكو وفانكوفر، اختارت الشركة المدينة الحمراء كوجهة لها، بعد فوزها بطلب العروض الذي أطلقته منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية لإطلاق هذا المشروع. 

وتخضع الدراجات ال300 التي تم توزيعها على 12 موقعا في المدينة، مثل مسجد الكتبية الشهير أو الحديقة النباتية "ماجوريل"، لجدولة تعريفية بما في ذلك تسهيل استخدام هذه الدراجات من قبل كافة فئات المجتمع، خاصة الطلبة، والسياح المغاربة والأجانب، والموظفين والمواطنين ذوي الدخل المحدود. 

وتنضاف "ميدينا بايك" إلى مشاريع أخرى مهمة أطلقتها المدينة، من قبيل محطة بيوغاز بمراكش، والتي تحاول دخول مغامرة تخفيض الفاتورة الطاقية المتعلقة بإضاءة شوارع المدينة بـ8 مليون درهم سنويا، ومركز التخلص وتثمين النفايات المنزلية والمشابهة لها والذي سيمكن من فرز وإعادة تدوير 1000 طن من النفايات يوميا، كما سيساهم في الخفض من التكلفة الطاقية المتعلقة بتوفير الإنارة بالمدينة وغيرها من المشاريع التي توجد قيد الإنجاز.

عن موقع لكم


ملصقات


اقرأ أيضاً
تقرير يضع المغرب ضمن أكثر الدول المستوردة لمواد التجميل المزورة
كشف تقرير دولي مشترك صادر عن منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD) ومكتب الاتحاد الأوروبي للملكية الفكرية (EUIPO) أن المغربي جاء ضمن قائمة أكثر ثلاثين دولة في العالم من حيث ازدهار تجارة السلع المقلدة، مع تركيز خاص على استيراد مستحضرات التجميل المزيفة القادمة من الصين. ووفق التقرير الذي يحمل عنوان "رسم خريطة التجارة العالمية في السلع المقلدة 2025: الاتجاهات العالمية وتحديات التنفيذ"، فقد جاء المغرب في المرتبة 24 عالميا من حيث عدد وقيمة البضائع المقلدة التي تم ضبطها خلال سنة 2020، بينما جاءت دول مثل الصين وتركيا ولبنان في مراكز أكثر تقدما باعتبارها مراكز رئيسية لهذا النوع من التجارة غير المشروعة. وأشار التقرير إلى أنه وعلى الرغم من أن حصة المغرب لم تتجاوز 2% من إجمالي السلع المقلدة المضبوطة على مستوى العالم، إلا أن البلاد تعتبر وجهة غير معتادة ولكن متنامية لاستقبال مستحضرات التجميل المقلدة من الصين، حيث تم تصنيف العلاقة بين البلدين ضمن أقوى 15 مسارا تجاريا لهذا النوع من السلع خلال سنتي 2020 و2021. وجاء المغرب كذلك في المرتبة العاشرة على الصعيد العالمي كوجهة لمواد التجميل المزيفة الصينية، الشيء الذي يطرح العديد من علامات الاستفهام حول أثر هذه التجارة على صحة المستهلكين، خاصة أن مستحضرات التجميل المقلدة تنتج غالبا في ظروف تفتقر لأبسط معايير السلامة، وقد تحتوي على مواد سامة أو غير معروفة المصدر. ومن جهة أخرى، حلت المملكة المغربية مجددا في المركز 24 ضمن الدول المصدرة للسلع المقلدة نحو الاتحاد الأوروبي، حسب ما تم ضبطه من شحنات مزورة، إلا أن المؤشر الأكثر دقة في تقييم المخاطر المرتبطة بالمغرب هو ما يعرف بـ"مؤشر GTRIC-e"، الذي يقيس احتمال أن تكون السلع المصدرة مقلدة، إذ تراوح تقييم المغرب بين 0.15 و0.25 في ما يخص قطاعات الملابس والأحذية، ما يضعه في الربع الثاني عالميا، إلى جانب دول كالهند وكولومبيا، وأقل خطورة من دول مثل لبنان والبحرين.
وطني

تقرير حقوقي: أكثر من 400 بناية سكنية مهددة بالانهيار في الحي الحسني بفاس
قالت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بفاس، إن أغلب البنايات بالحي الحسني، والذي شهد حادث انهيار عمارة عشوائية، ليلة الخميس/ الجمعة، آيلة للسقوط. وذكرت في بيان لها بأن عدد هذه البنايات يقدر بأكثر من أربعمائة وحدة آيلة للسقوط، مضيفة بأن هذه البنايات مكونة من عدة طوابق. وتساءلت الاجراءات التي اتخذتها السلطة المحلية والمصالح المختصة.واهتزت مدينة فاس ليلة الخميس / الجمعة 09 ماي 2025 على وقع فاجعة انسانية راح ضحيتها عشرة أشخاص بالحي الحسني بندباب مقاطعة المريينين ، وذلك إثر سقوط بناية قديمة مكونة من ستة طوابق وتضم ما يناهز ثلاثة عشر عائلة.وكانت البناية موضوع اشعارات بالإخلاء منذ سنة 2018 ، لكن أمام غياب حلول حقيقية تراعي الوضع الاجتماعي والاقتصادي للمتضررين اضطر أغلبهم إلى الاستمرار في السكن بها رغم الخطر الذي كان يطاردهم حتى حلت الفاجعة.وتساءلت الجمعية عن ملابسات تحول بناية مهترئة هي في الأصل لا تتحمل طابقين إلى عمارة بستة طوابق أمام أعين السلطة المخول لها السهر على سلامة المواطنين ومحاربة البناء غير القانوني.وطالبت الجمعية بفتح تحقيق دقيق وجدي في الكارثة لتحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات. كما انتقدت ما وصفته بالتقصير الملحوظ من طرف مختلف المصالح بدءً من السلطة المحلية التي غضت الطرف لسنوات أمام تكاثر البناء غير القانوني، و الاكتفاء بتوجيه انذارات الاخلاء عوض ايجاد حلول حقيقية تراعي ظروف المتضررين وتحفظ لهم كرامتهم الإنسانية.
وطني

قرود المكاك المغربية تباع بشكل غير قانوني في فرنسا
تنتشر تجارة الحيوانات البرية على نطاق واسع على المستوى الدولي، وبالإضافة إلى الذئاب والثعابين التي يتم اصطيادها، يتم بيع قرود المكاك البربرية من المغرب مقابل 2500 يورو في فرنسا عبر وسائل التواصل الاجتماعي. "قرود مكاك بربرية صغيرة، ذات عيون زرقاء، من المغرب، من نوع نادر، متوفر واحد فقط بسعر 2500 يورو". هذا أحد العروض التي يقدمها تجار الحيوانات البرية على الإنترنت، وفقًا لقناة TF1 . "مشكلة الاتجار بالحيوانات ليست جديدة، ولكن من المؤكد أنها تفاقمت في السنوات الأخيرة بفعل ظاهرة منصات التواصل الاجتماعي". يقول كريستوف ماري، مدير الشؤون الوطنية والأوروبية في مؤسسة "30 مليون صديق". وأضاف المتحدث ذاته : "ظهر العديد من المشاهير مع حيوانات برية.. ونعلم أيضًا الموجة التي شهدتها دبي وغيرها من المدن حيث ظهر المشاهير مع حيوانات برية". وأدرج الاتحاد الدولي لصون الطبيعة سنة 2009 المكاك البربري على القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض، ونقل من الملحق الثاني إلى الملحق الأول لاتفاقية "سايتس" (معاهدة التجارة العالمية لأصناف الحيوان والنبات البري المهدد بالانقراض) سنة 2016 بطلب من السلطات المغربية. وتماشى هذا الإجراء مع إعلان السلطات المغربية منع الاتجار في هذا النوع من القردة، ووضع تدابير صارمة على مستوى الحدود البرية، خاصة على الحدود مع مليلية وسبتة المحتلتين لمنع تهريبها إلى الدول الأوروبية. والمكاك البربري هو الصنف الوحيد من فصيلته الذي يعيش في أفريقيا، إذ إن كل الأصناف الأخرى والمقدرة بنحو عشرين صنفا، تعيش في آسيا. وتتميز من الناحية الفيزيولوجية عن باقي الأنواع بكونها لا تتوفر على ذيل، ولها أخدود على مستوى الأنف.
وطني

أشغال تجهز على مواقع أثرية وفعاليات مدنية بإقليم كلميم تطالب بفتح تحقيق
دعت عشر جمعيات إلى الوقف الفوري لأشغال تجري بمواقع أثرية بإقليم كلميم، وفتح تحقيق محايد من أجل تحديد المسؤوليات والكشف عمن يقف وراء ما أسمته بمسلسل التدمير الممنهج للآثار بجهة كلميم واد نون.وأشارت الجمعيات، في بيان توصلت الجريدة بنسخة منه، إلى تخريب سبق أن طال موقع نول لمطة الأثري، قبل أن يطال الاعتداء، بحر الأسبوع الماضي، موقع أمتضي وموقع أدرار ن زرزم المقيد في عداد الآثار.وحملت البيان المشترك المسؤولية في هذه الإعتداءات للمجالس الجماعية، "وفي ظل صمت مريب من الوزارة الوصية"، التي قامت بتنقيل المحافظ الجهوي للتراث الثقافي. وظل هذا المنصب شاغرا، ما فتح الباب أمام آليات تقلب الصخر المنقوش وتمحو معه صفحات من الذاكرة الجمعية للمغاربة وتحرم بذلك الأجيال القادمة من حقوقهم الثقافية.وقالت الجمعيات إن هذه الآليات خربت موقع النقوش الصخرية بأمتضي التي تعود لعهود ما قبل التاريخ، وتضم أشكال البقريات والنعام وتؤرخ لفترة قيام الإنسان بتدجين الحيوان.ودعت الجمعيات إلى فرض احترام دور وزارة الثقافة ومصالحها المحلية والمركزية باعتبارها السلطة الحكومية الوصية على كل المتدخلين في قطاع التراث الذين باشروا أشغالهم دون أي اعتبار للقانون، وفي ضرب بعرض الحائط لكل أخلاقيات العمل والمواثيق الدولية.
وطني

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأحد 11 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة