وطني

الملك يوجه رسالة للمشاركين في الاحتفال الرسمي باليوم العالمي للصحة


كشـ24 | و.م.ع نشر في: 8 أبريل 2019

وجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس رسالة للمشاركين في فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للصحة، لسنة 2019، التي اختارت منظمة الصحة العالمية، المغرب هذه السنة، لاحتضانها تحت شعار "الرعاية الصحية الأولية : الطريق نحو التغطية الصحية الشاملة".وفي ما يلي نص الرسالة الملكية التي تلاها وزير الصحة، أناس الدكالي."الحمد لله، والصلاة والسلام عـلى مـولانا رسول الله وآلـه وصحبـه.أصحـاب المعـالـي والسعـادة،حضـرات السيـدات والسـادة،يطيـب لنـا فـي البـدايـة، أن نتـوجـه بعبـارات الشكـر لمنظمـة الصحـة العالميـة، عـلى اختيـارهـا للمملكـة المغـربيـة، ومدينـة الربـاط، لاحتضـان فعـاليـات تخليـد اليـوم العـالمـي للصحـة، لسنـة 2019.كمـا نـود بهـذه المنـاسبـة، أن نشيـد بـالمجهـودات الكبيـرة، التـي بـذلتهـا هـذه المنظمـة، وعـلى رأسهـا مـديـرهـا العـام، معـالـي الـدكتـور تيـدروس أدهـانـوم غيبـريسـوس، بتنسيـق مـع الحكـومـة المغـربيـة، لتـوفيـر الظـروف المـلائمـة لإنجـاح هـذه التظـاهـرة الـدوليـة البـارزة.ولا يسعنـا إلا أن نبـارك تخليـدكـم لهـذا اليـوم تحـت شعـار" الرعـايـة الصحيـة الأوليـة : الطريـق نحـو التغطيـة الصحيـة الشـاملـة"، نظـرا للعنـايـة الخـاصـة التـي مـا فتـئنـا نـوليهـا لمنظـومـة الحمـايـة الاجتمـاعيـة عمـومـا، ولصحـة المـواطنيـن والمـواطنـات عـلى وجـه الخصـوص.ذلـك أن الأهميـة البـالغـة التـي تكتسيهـا خـدمـات الـرعـايـة الصحيـة الأسـاسيـة بصفـة عـامـة، وفـي إطـار المنظـومـة الصحيـة عـلى وجـه الخصـوص، نـابعـة مـن كـونهـا نهجـا يشمـل كـل مكـونـات المجتمـع، ويتمحـور حـول احتيـاجـات وأولـويـات الأفـراد والأسـر والمجتمعـات، ويهتـم بصحتهـم، بجـوانبهـا البـدنيـة والنفسيـة والاجتمـاعيـة، الشـاملـة والمتـرابطـة، إرشـادا ووقـايـة وعـلاجـا، وإعـادة تـأهيـل.كمـا تـرتكـز الـرعـايـة الصحيـة الأوليـة، عـلى الالتـزام بـالعـدالـة الاجتمـاعيـة، والمسـاواة فـي الـولـوج إلـى الخـدمـات الصحيـة، وعـلى الاعتـراف بـالحـق الأسـاسـي فـي التمتـع بـأعلـى مستـوى ممكـن مـن الصحـة، كمـا ورد فـي المـادة 25 مـن الإعـلان العـالمـي لحقـوق الإنسـان، ونـص عـلى ذلـك دستـور المنظمـة العـالميـة للصحـة الصـادر فـي 1948.وإذا كـان تـوفيـر المـوارد المـاليـة والبشـريـة الصحيـة المـلائمـة، ضـروريـا لتـوفيـر الـرعـايـة الصحيـة الأوليـة، فـإن مـن الـواجـب التعـامـل بمنهجيـة مـع المحـددات الأوسـع للصحـة، بمـا فـي ذلـك العـوامـل الاجتمـاعيـة والاقتصـاديـة، والبيئيـة والسلـوكيـة.وهـو مـا يقتضـي بلـورة وإقـرار سيـاسـات وإجـراءات قطـاعيـة وبيـن- قطـاعيـة، تـأخـذ بعيـن الاعتبـار هـذه العـوامـل مجتمعـة، فـي إطـار المسؤوليـة المشتركـة بيـن كافـة المتدخليـن فـي الشـأن الصحـي، والتـي تملـي عليهـم جميعـا تضافـر الجهـود، وتـرشيـد المـوارد.أصحـاب المعـالـي والسعـادة،حضـرات السيـدات والسـادة،لا يخفـى عليكـم أن أكثـر مـن نصـف سكـان العـالـم، يفتقـرون حـاليـا إلـى الـرعـايـة الصحيـة الأسـاسيـة، رغـم أن التغطيـة الصحيـة الشـاملـة تكتسـي أهميـة بـالغـة بـالنسبـة للفـرد وللمجتمـع، وبـالنسبـة للمنظـومـات الصحيـة والمجتمـع الـدولـي.فتحقيـق التغطيـة الصحيـة الشـاملـة ليـس أمـرا بعيـد المنـال، كمـا أنـه ليـس حكـرا عـلى الـدول المتقـدمـة، فقـد أكـدت تجـارب عـديـدة وبشكـل ملمـوس، أنـه يمكـن بلـوغ هـذا الهـدف، كيفمـا كـان مستـوى نمـو الـدول.غيـر أن الـوفـاء بهـذا الالتـزام يتطلب تـوافـر بعـض الشـروط الأسـاسيـة فـي النظـام الصحـي، مـن بينهـا : نهـج سيـاسـة دوائيـة بنـاءة تـروم تـوفيـر الأدويـة الأسـاسيـة، التـي تعتمـد عليهـا البـرامـج الصحيـة العمـوميـة ذات الأولـويـة، وتشجيـع التصنيـع المحلـي لـلأدويـة الجنيسـة، والمستلـزمـات الطبيـة ذات الجـودة، مـن أجـل تحقيـق السيـادة الـدوائيـة.وبمـوازاة ذلـك، يتعيـن تعـزيـز الحمـايـة المـاليـة لـلأفـراد والأسـر لتحقيـق هـذا المبتغـى، حتـى لا يضطـر المـواطنـون، لاسيمـا ذوي الـدخـل المحـدود، إلـى تسـديـد معظـم تكـاليـف عـلاجـاتهـم مـن مـواردهـم الـذاتيـة. هـذا، وينبغـي تضـافـر الجهـود بيـن البلـدان، لضمـان نجـاعـة أكبـر فـي تحقيـق غـايـات الهـدف الثـالـث مـن بيـن أهـداف التنميـة المستـدامـة، أي ضمـان الحيـاة الصحيـة وتشجيـع الـرفـاه للجميـع مـن كـل الأعمـار فـي أفـق 2030، والـذي التـزم بـه المغـرب كبـاقـي أعضـاء المجتمـع الـدولـي.كمـا أن للتغطيـة الصحيـة الشـاملـة أولـويـات يجـب مـراعـاتهـا، مـن بينهـا الـرصـد الـوبـائـي والتصـدي لـلأوبئـة العـابـرة للحـدود ؛ وتعـزيـز المنظـومـات الصحيـة ؛ والمسـاهمـة فـي التنميـة الاجتمـاعيـة والاقتصـاديـة ؛ وتلبيـة احتيـاجـات وتـوقعـات السكـان، فيمـا يخـص صحتهـم وتكـاليفهـا.كمـا أنهـا ليسـت رهينـة التمـويـل فقـط، ولا تقتصـر عـلى مجهـودات قطـاع الصحـة وحـده، بـل يجـب اتخـاذ كـافـة التـدابيـر الكفيلـة بضمـان المسـاواة والإنصـاف، فـي الـولـوج إلـى الخـدمـات الصحيـة، وتحقيـق التنميـة المستـدامـة، والإدمـاج والتمـاسـك الاجتمـاعييـن.أصحـاب المعـالـي والسعـادة،حضـرات السيـدات والسـادة،تكتسـي الـرعـايـة الصحيـة الأوليـة، أهميـة بـالغـة فـي اتجـاه تحقيـق التغطيـة الصحيـة الشـاملـة، بـاعتبـارهـا تتجـاوب مـع التحول الكبيـر الـذي يجتـاح العـالـم، ويتحـدى المنظـومـات الصحيـة، وكيفيـة تمـويـل الـرعـايـة الصحيـة، عـن طـريـق اعتمـاد آليـات تعـاضـديـة وتضـامنيـة لمـواجهـة المخـاطـر والنفقـات الصحيـة المتـزايـدة.ولضمـان نجـاعتهـا، يتعيـن اعتمـاد تمـويـلات مبتكـرة للخـدمـات التـي تـوفـرهـا، خصـوصـا فـي وقـت يشهـد ارتفـاع التكـاليـف، وتـزايـد وتيـرة شيخـوخـة السكـان، وزيـادة الأمـراض المـزمنـة، وتـوافـر عـلاجـات جـديـدة ذات تكلفـة أكبـر. وهـو مـا يتطلـب البحـث أولا، عـن آليـات للحـد مـن جوانـب هـدر التمـويـل، وضعـف الفعـاليـة.لهـذا نـؤكـد عـلى ضـرورة خلـق دينـاميـة جـديـدة، لتجـاوز مختلـف الإكـراهـات والمعيقـات، يكـون إصـلاح منظـومـة الـرعـايـة الصحيـة الأوليـة أحـد أهـم مرتكـزاتهـا، بالمـوازاة مـع الالتـزام بالمضـي قـدمـا نحـو تحقيـق التغطيـة الصحيـة الشـاملـة، فـي أفـق 2030.هـذا الهـدف الـذي نسعـى جـاهـديـن لبلـوغـه، مـن خـلال تفعيـل وتعـزيـز سيـاسـات الحمـايـة الاجتمـاعيـة، ومـواصلـة التنفيـذ التـدريجـي للتغطيـة الصحيـة الأسـاسيـة لتشمـل جميـع المـواطنيـن بمختلـف شـرائحهـم وفئـاتهـم.لقـد خطـى المغـرب خطـوات واسعـة فـي إرسـاء نظـم التغطيـة الصحيـة الأسـاسيـة، بحيـث دخلـت التغطيـة الصحيـة الإجبـاريـة حيـز التنفيـذ سنـة 2005، كمـا تـم تعميـم نظـام المسـاعـدة الطبيـة أو مـا يسمـى بـ "الـراميـد" سنـة 2012. بـالإضـافـة إلـى ذلـك، تـم اتخـاذ مجمـوعـة مـن الإجـراءات فـي مجـال تـوسيـع الاستفـادة مـن أنظمـة التـأميـن عـن المـرض، لتشمـل طلبـة التعليـم العـالـي فـي القطـاعيـن العـام والتكـويـن المهنـي، والمهـاجـريـن وكـذلـك أمهـات وآبـاء الأشخـاص المـؤم نيـن.كمـا انخـرط المغـرب، فـي إجـراءات التـأميـن الإجبـاري الأسـاسـي عـن المـرض الخـاص بفئـات المهنييـن، والعمـال المستقليـن، والأشخـاص غيـر الأجـراء، بهـدف تكميـل مشـروع التغطيـة الصحيـة الشـاملـة وتحقيـق الـولـوج العـادل للعـلاجـات كمـا ينـص عليـه دستـور المملكـة المغـربيـة.إلا إننـا نهيـب بـالحكـومـة إلـى الإسـراع بـإصـدار النصـوص التشـريعيـة والتنظيميـة والتطبيقيـة، الخـاصـة بـإصـلاح الـرعـايـة الصحيـة الأوليـة، ومـواصلـة تـوسيـع التـأميـن الإجبـاري عـلى المـرض، بمـا يتيـح تعـزيـز الـولـوج إلـى خـدمـات صحيـة عـن قـرب، ذات جـودة عـاليـة، وبكلفـة معقـولـة، مـع إعطـاء مسـؤوليـة أكبـر للمستـوى التـرابـي، فـي إطـار الجهـويـة المـوسعـة والـلاتمـركـز الإداري.ولا يفـوتنـا هنـا، أن نتـوجـه بعبـارات الشكـر لمنظمـة الصحـة العـالميـة، عـلى دعمهـا المتـواصـل لجهـود المملكـة المغـربيـة، فـي سبيـل النهـوض بـالمنظـومـة الصحيـة الـوطنيـة، وتجـويـد الخـدمـات الصحيـة المقـدمـة للمـواطنيـن، ومحـاربـة الأمـراض، خصـوصـا فـي إطـار مشـروع إصـلاح الـرعـايـة الصحيـة الأوليـة، واتفـاقيـة استـراتيجيـة التعـاون، التـي أبـرمهـا المغـرب مـع المنظمـة للفتـرة مـا بيـن 2017 و2021.أصحـاب المعـالـي والسعـادة،حضـرات السيـدات والسـادة،نغتنـم هـذه المنـاسبـة لنثمـن عـاليـا الـدور الـريـادي، الـذي تضطلـع بـه المنظمـة فـي مجـال دعـم تحقيـق الـرعـايـة الصحيـة الشـاملـة.وإننـا نتطلـع بكـامـل الاهتمـام، إلـى مـا سيفـرزه هـذا الجمـع العـالمـي، مـن خـلاصـات وتـوصيـات بنـاءة، نتـوخـى منهـا مواكبـة الدينـاميـة الحاليـة التـي يشهـدهـا هـذا القطـاع الحيـوي.وختـامـا، نـرحب بكـم ضيـوفـا كـرامـا، ببلـدكـم الثـانـي المغـرب، متمنيـن لكـم طيـب المقـام بيننـا، وداعيـن الله تعـالـى أن يكلـل أشغـالكـم بكـامـل التـوفيـق.والسـلام عليكـم ورحمـة الله تعـالـى وبـركـاتـه".

وجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس رسالة للمشاركين في فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للصحة، لسنة 2019، التي اختارت منظمة الصحة العالمية، المغرب هذه السنة، لاحتضانها تحت شعار "الرعاية الصحية الأولية : الطريق نحو التغطية الصحية الشاملة".وفي ما يلي نص الرسالة الملكية التي تلاها وزير الصحة، أناس الدكالي."الحمد لله، والصلاة والسلام عـلى مـولانا رسول الله وآلـه وصحبـه.أصحـاب المعـالـي والسعـادة،حضـرات السيـدات والسـادة،يطيـب لنـا فـي البـدايـة، أن نتـوجـه بعبـارات الشكـر لمنظمـة الصحـة العالميـة، عـلى اختيـارهـا للمملكـة المغـربيـة، ومدينـة الربـاط، لاحتضـان فعـاليـات تخليـد اليـوم العـالمـي للصحـة، لسنـة 2019.كمـا نـود بهـذه المنـاسبـة، أن نشيـد بـالمجهـودات الكبيـرة، التـي بـذلتهـا هـذه المنظمـة، وعـلى رأسهـا مـديـرهـا العـام، معـالـي الـدكتـور تيـدروس أدهـانـوم غيبـريسـوس، بتنسيـق مـع الحكـومـة المغـربيـة، لتـوفيـر الظـروف المـلائمـة لإنجـاح هـذه التظـاهـرة الـدوليـة البـارزة.ولا يسعنـا إلا أن نبـارك تخليـدكـم لهـذا اليـوم تحـت شعـار" الرعـايـة الصحيـة الأوليـة : الطريـق نحـو التغطيـة الصحيـة الشـاملـة"، نظـرا للعنـايـة الخـاصـة التـي مـا فتـئنـا نـوليهـا لمنظـومـة الحمـايـة الاجتمـاعيـة عمـومـا، ولصحـة المـواطنيـن والمـواطنـات عـلى وجـه الخصـوص.ذلـك أن الأهميـة البـالغـة التـي تكتسيهـا خـدمـات الـرعـايـة الصحيـة الأسـاسيـة بصفـة عـامـة، وفـي إطـار المنظـومـة الصحيـة عـلى وجـه الخصـوص، نـابعـة مـن كـونهـا نهجـا يشمـل كـل مكـونـات المجتمـع، ويتمحـور حـول احتيـاجـات وأولـويـات الأفـراد والأسـر والمجتمعـات، ويهتـم بصحتهـم، بجـوانبهـا البـدنيـة والنفسيـة والاجتمـاعيـة، الشـاملـة والمتـرابطـة، إرشـادا ووقـايـة وعـلاجـا، وإعـادة تـأهيـل.كمـا تـرتكـز الـرعـايـة الصحيـة الأوليـة، عـلى الالتـزام بـالعـدالـة الاجتمـاعيـة، والمسـاواة فـي الـولـوج إلـى الخـدمـات الصحيـة، وعـلى الاعتـراف بـالحـق الأسـاسـي فـي التمتـع بـأعلـى مستـوى ممكـن مـن الصحـة، كمـا ورد فـي المـادة 25 مـن الإعـلان العـالمـي لحقـوق الإنسـان، ونـص عـلى ذلـك دستـور المنظمـة العـالميـة للصحـة الصـادر فـي 1948.وإذا كـان تـوفيـر المـوارد المـاليـة والبشـريـة الصحيـة المـلائمـة، ضـروريـا لتـوفيـر الـرعـايـة الصحيـة الأوليـة، فـإن مـن الـواجـب التعـامـل بمنهجيـة مـع المحـددات الأوسـع للصحـة، بمـا فـي ذلـك العـوامـل الاجتمـاعيـة والاقتصـاديـة، والبيئيـة والسلـوكيـة.وهـو مـا يقتضـي بلـورة وإقـرار سيـاسـات وإجـراءات قطـاعيـة وبيـن- قطـاعيـة، تـأخـذ بعيـن الاعتبـار هـذه العـوامـل مجتمعـة، فـي إطـار المسؤوليـة المشتركـة بيـن كافـة المتدخليـن فـي الشـأن الصحـي، والتـي تملـي عليهـم جميعـا تضافـر الجهـود، وتـرشيـد المـوارد.أصحـاب المعـالـي والسعـادة،حضـرات السيـدات والسـادة،لا يخفـى عليكـم أن أكثـر مـن نصـف سكـان العـالـم، يفتقـرون حـاليـا إلـى الـرعـايـة الصحيـة الأسـاسيـة، رغـم أن التغطيـة الصحيـة الشـاملـة تكتسـي أهميـة بـالغـة بـالنسبـة للفـرد وللمجتمـع، وبـالنسبـة للمنظـومـات الصحيـة والمجتمـع الـدولـي.فتحقيـق التغطيـة الصحيـة الشـاملـة ليـس أمـرا بعيـد المنـال، كمـا أنـه ليـس حكـرا عـلى الـدول المتقـدمـة، فقـد أكـدت تجـارب عـديـدة وبشكـل ملمـوس، أنـه يمكـن بلـوغ هـذا الهـدف، كيفمـا كـان مستـوى نمـو الـدول.غيـر أن الـوفـاء بهـذا الالتـزام يتطلب تـوافـر بعـض الشـروط الأسـاسيـة فـي النظـام الصحـي، مـن بينهـا : نهـج سيـاسـة دوائيـة بنـاءة تـروم تـوفيـر الأدويـة الأسـاسيـة، التـي تعتمـد عليهـا البـرامـج الصحيـة العمـوميـة ذات الأولـويـة، وتشجيـع التصنيـع المحلـي لـلأدويـة الجنيسـة، والمستلـزمـات الطبيـة ذات الجـودة، مـن أجـل تحقيـق السيـادة الـدوائيـة.وبمـوازاة ذلـك، يتعيـن تعـزيـز الحمـايـة المـاليـة لـلأفـراد والأسـر لتحقيـق هـذا المبتغـى، حتـى لا يضطـر المـواطنـون، لاسيمـا ذوي الـدخـل المحـدود، إلـى تسـديـد معظـم تكـاليـف عـلاجـاتهـم مـن مـواردهـم الـذاتيـة. هـذا، وينبغـي تضـافـر الجهـود بيـن البلـدان، لضمـان نجـاعـة أكبـر فـي تحقيـق غـايـات الهـدف الثـالـث مـن بيـن أهـداف التنميـة المستـدامـة، أي ضمـان الحيـاة الصحيـة وتشجيـع الـرفـاه للجميـع مـن كـل الأعمـار فـي أفـق 2030، والـذي التـزم بـه المغـرب كبـاقـي أعضـاء المجتمـع الـدولـي.كمـا أن للتغطيـة الصحيـة الشـاملـة أولـويـات يجـب مـراعـاتهـا، مـن بينهـا الـرصـد الـوبـائـي والتصـدي لـلأوبئـة العـابـرة للحـدود ؛ وتعـزيـز المنظـومـات الصحيـة ؛ والمسـاهمـة فـي التنميـة الاجتمـاعيـة والاقتصـاديـة ؛ وتلبيـة احتيـاجـات وتـوقعـات السكـان، فيمـا يخـص صحتهـم وتكـاليفهـا.كمـا أنهـا ليسـت رهينـة التمـويـل فقـط، ولا تقتصـر عـلى مجهـودات قطـاع الصحـة وحـده، بـل يجـب اتخـاذ كـافـة التـدابيـر الكفيلـة بضمـان المسـاواة والإنصـاف، فـي الـولـوج إلـى الخـدمـات الصحيـة، وتحقيـق التنميـة المستـدامـة، والإدمـاج والتمـاسـك الاجتمـاعييـن.أصحـاب المعـالـي والسعـادة،حضـرات السيـدات والسـادة،تكتسـي الـرعـايـة الصحيـة الأوليـة، أهميـة بـالغـة فـي اتجـاه تحقيـق التغطيـة الصحيـة الشـاملـة، بـاعتبـارهـا تتجـاوب مـع التحول الكبيـر الـذي يجتـاح العـالـم، ويتحـدى المنظـومـات الصحيـة، وكيفيـة تمـويـل الـرعـايـة الصحيـة، عـن طـريـق اعتمـاد آليـات تعـاضـديـة وتضـامنيـة لمـواجهـة المخـاطـر والنفقـات الصحيـة المتـزايـدة.ولضمـان نجـاعتهـا، يتعيـن اعتمـاد تمـويـلات مبتكـرة للخـدمـات التـي تـوفـرهـا، خصـوصـا فـي وقـت يشهـد ارتفـاع التكـاليـف، وتـزايـد وتيـرة شيخـوخـة السكـان، وزيـادة الأمـراض المـزمنـة، وتـوافـر عـلاجـات جـديـدة ذات تكلفـة أكبـر. وهـو مـا يتطلـب البحـث أولا، عـن آليـات للحـد مـن جوانـب هـدر التمـويـل، وضعـف الفعـاليـة.لهـذا نـؤكـد عـلى ضـرورة خلـق دينـاميـة جـديـدة، لتجـاوز مختلـف الإكـراهـات والمعيقـات، يكـون إصـلاح منظـومـة الـرعـايـة الصحيـة الأوليـة أحـد أهـم مرتكـزاتهـا، بالمـوازاة مـع الالتـزام بالمضـي قـدمـا نحـو تحقيـق التغطيـة الصحيـة الشـاملـة، فـي أفـق 2030.هـذا الهـدف الـذي نسعـى جـاهـديـن لبلـوغـه، مـن خـلال تفعيـل وتعـزيـز سيـاسـات الحمـايـة الاجتمـاعيـة، ومـواصلـة التنفيـذ التـدريجـي للتغطيـة الصحيـة الأسـاسيـة لتشمـل جميـع المـواطنيـن بمختلـف شـرائحهـم وفئـاتهـم.لقـد خطـى المغـرب خطـوات واسعـة فـي إرسـاء نظـم التغطيـة الصحيـة الأسـاسيـة، بحيـث دخلـت التغطيـة الصحيـة الإجبـاريـة حيـز التنفيـذ سنـة 2005، كمـا تـم تعميـم نظـام المسـاعـدة الطبيـة أو مـا يسمـى بـ "الـراميـد" سنـة 2012. بـالإضـافـة إلـى ذلـك، تـم اتخـاذ مجمـوعـة مـن الإجـراءات فـي مجـال تـوسيـع الاستفـادة مـن أنظمـة التـأميـن عـن المـرض، لتشمـل طلبـة التعليـم العـالـي فـي القطـاعيـن العـام والتكـويـن المهنـي، والمهـاجـريـن وكـذلـك أمهـات وآبـاء الأشخـاص المـؤم نيـن.كمـا انخـرط المغـرب، فـي إجـراءات التـأميـن الإجبـاري الأسـاسـي عـن المـرض الخـاص بفئـات المهنييـن، والعمـال المستقليـن، والأشخـاص غيـر الأجـراء، بهـدف تكميـل مشـروع التغطيـة الصحيـة الشـاملـة وتحقيـق الـولـوج العـادل للعـلاجـات كمـا ينـص عليـه دستـور المملكـة المغـربيـة.إلا إننـا نهيـب بـالحكـومـة إلـى الإسـراع بـإصـدار النصـوص التشـريعيـة والتنظيميـة والتطبيقيـة، الخـاصـة بـإصـلاح الـرعـايـة الصحيـة الأوليـة، ومـواصلـة تـوسيـع التـأميـن الإجبـاري عـلى المـرض، بمـا يتيـح تعـزيـز الـولـوج إلـى خـدمـات صحيـة عـن قـرب، ذات جـودة عـاليـة، وبكلفـة معقـولـة، مـع إعطـاء مسـؤوليـة أكبـر للمستـوى التـرابـي، فـي إطـار الجهـويـة المـوسعـة والـلاتمـركـز الإداري.ولا يفـوتنـا هنـا، أن نتـوجـه بعبـارات الشكـر لمنظمـة الصحـة العـالميـة، عـلى دعمهـا المتـواصـل لجهـود المملكـة المغـربيـة، فـي سبيـل النهـوض بـالمنظـومـة الصحيـة الـوطنيـة، وتجـويـد الخـدمـات الصحيـة المقـدمـة للمـواطنيـن، ومحـاربـة الأمـراض، خصـوصـا فـي إطـار مشـروع إصـلاح الـرعـايـة الصحيـة الأوليـة، واتفـاقيـة استـراتيجيـة التعـاون، التـي أبـرمهـا المغـرب مـع المنظمـة للفتـرة مـا بيـن 2017 و2021.أصحـاب المعـالـي والسعـادة،حضـرات السيـدات والسـادة،نغتنـم هـذه المنـاسبـة لنثمـن عـاليـا الـدور الـريـادي، الـذي تضطلـع بـه المنظمـة فـي مجـال دعـم تحقيـق الـرعـايـة الصحيـة الشـاملـة.وإننـا نتطلـع بكـامـل الاهتمـام، إلـى مـا سيفـرزه هـذا الجمـع العـالمـي، مـن خـلاصـات وتـوصيـات بنـاءة، نتـوخـى منهـا مواكبـة الدينـاميـة الحاليـة التـي يشهـدهـا هـذا القطـاع الحيـوي.وختـامـا، نـرحب بكـم ضيـوفـا كـرامـا، ببلـدكـم الثـانـي المغـرب، متمنيـن لكـم طيـب المقـام بيننـا، وداعيـن الله تعـالـى أن يكلـل أشغـالكـم بكـامـل التـوفيـق.والسـلام عليكـم ورحمـة الله تعـالـى وبـركـاتـه".



اقرأ أيضاً
جلالة الملك يراسل رئيس جمهورية جزر القمر
بعث صاحب الجلالة الملك محمد السادس برقية تهنئة إلى فخامة عثمان غزالي، رئيس جمهورية القمر الاتحادية، بمناسبة احتفال بلاده بعيدها الوطني. ومما جاء في برقية جلالة الملك "يسرني في غمرة إحياء جمهورية القمر الاتحادية لذكرى عيدها الوطني، أن أتوجه إلى فخامتكم، باسمي الخاص وباسم الشعب المغربي، بأحر التهاني مقرونة بأصدق المتمنيات للشعب القمري الشقيق بمزيد التقدم والازدهار". وأضاف جلالة الملك "ولا يفوتني بهذه المناسبة أن أجدد تقديري للعلاقات الأخوية الوطيدة التي تجمع المملكة المغربية وجمهورية القمر الاتحادية، مثمنا إرادتنا المشتركة والدائمة لتعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات".  
وطني

قناة الرياضية توضح ملابسات نشر اعلان بخريطة المغرب مبتورة
كشفت قناة الرياضية المغربية عن توضيحاتها بشأن بث وصلة إشهارية اثناء بث مباراة افتتاح كاس افريقيا للسيدات مشيرة الى انها صادرة عن الكاف. وحسب توضيح نشر بالصفحة الرسمية للقناة على موقع فيسبوك فإن ‏الوصلة المعنية هي جزء من الإشارة الدولية الرسمية التي تبثها الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم ضمن التغطية المباشرة لمباريات كأس أمم أفريقيا سيدات، وقناة الرياضية لا تتدخل إطلاقًا في محتوى هذه الإشارة المباشرة باعتبارها مجرد ناقل للبث كما توفره الجهة المنظمة لكل المحطات التي تبث الحدث. ‏وفور رصد هذا الخطأ تضيف قناة الرياضية، قدّمت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم اعتذارًا رسميًا للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة معترفة بمسؤوليتها الكاملة عن هذا الحادث المؤسف، كما تعهدت بتصحيح الوصلة الإشهارية المعنية وضمان عدم تكرار مثل هذه الأخطاء مستقبلاً.
وطني

إصلاح التقاعد..الحكومة تراهن على “الحوار” ونقابات تشهر ورقة الرفض
تتجه الحكومة لعقد جلسات حوار مع المركزيات النقابية الأكثر تمثيلية لإعادة فتح ملف إصلاح أنظمة التقاعد، فيما بدأت الأصوات ترتفع للتعبير عن رفض المساس بمكتسبات الطبقة العاملة وتدعو لما تسميه بإصلاح شامل. نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، جددت رفضها لمشروع قرار دمج الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي (CNOPS) مع الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (CNSS)، وقالت إنه يتضمن مقتضيات تشكل تهديدا واضحا لمكتسبات فئات واسعة من الموظفين والمستخدمين، ومساسا بمبدأ العدالة في التغطية الصحية، بما يمكن أن يحدثه من تراجع لسلة الخدمات الصحية المقدمة لموظفي القطاع العام، مع التأكيد على ضرورة الحفاظ على المكتسبات التي حققها المنخرطون بتمويل دام لسنوات من جيوب الموظفين. كما رفضت مقاربة الحكومة في تدبير ملف صناديق التقاعد، وعدم موافقتها على إجراءات ميكانيكية تروم الرفع الإجباري لسن التقاعد والزيادة في الاقتطاعات وتخفيض نسبة حساب قيمة المعاشات، واعتبرت ذلك مجرد تأجيل للإشكاليات الهيكلية لصناديق التقاعد لبضع سنوات أخرى، في مقابل المس بالقدرة الشرائية للأجراء وتحميلهم مسؤولية الخلل في حكامة وتوازن الصناديق لم يكونوا طرفا فيهما. وذهبت إلى أن أي إصلاح لأنظمة التقاعد يجب أن يكون في إطار شمولي ومنصف ومستدام، في اتجاه إقرار نظام تقاعد بثنائية قطبية، تشمل جميع المتقاعدين على أساس توحيد الأنظمة في قطبين عام وخاص، إضافة إلى نظامين تكميليين، انسجاما مع مبدأ التضامن الاجتماعي الوارد في الدستور، مع إمكانية إضافة صناديق تكميلية اختيارية. كما طالبت الحكومة باللجوء إلى حلول مبتكرة لإعادة التفكير في مصادر التمويل البديلة لسد العجز الهيكلي في تمويل أنظمة التقاعد، والرفع من مردودية الاستثمارات الخاصة باحتياطاتها واعتماد منهجية صارمة للتقييم والتتبع لضمان استدامة حقوق ومكتسبات المتقاعدين، بدل الاعتماد على الحلول الميكانيكية السهلة، والتي يمكن أن تمس بالاستقرار الاجتماعي. ويرتقب أن تعقد اللجنة الوطنية المكلفة بإصلاح أنظمة التقاعد يوم الخميس 17 يوليوز 2025، بمقر رئاسة الحكومة. ويتضمن العرض الحكومي مقترحات تشمل رفع سن الإحالة على التقاعد، ومراجعة شروط الاستحقاق. وترفض جل النقابات رفع سن التقاعد إلى 64 سنة أو زيادة المساهمات دون توافق اجتماعي شامل، وتؤكد على أنه لا يمكن تحميل الشغيلة تبعات الأخطاء التي ارتكبت في تدبير صناديق التقاعد.
وطني

خبير يكشف لـ”كشـ24″ أبعاد تكوين المغرب لـ200 جندي بوركينابي
في خطوة تعكس عمق الحضور المغربي في منطقة الساحل الإفريقي، أنهى 200 جندي بوركينابي تكوينهم الميداني في مجال القفز المظلي، بدعم وتنسيق ميداني من المغرب، ضمن برنامج عسكري موسع يندرج في إطار التعاون الأمني والدفاعي جنوب-جنوب، الذي تراكم المملكة خبرة طويلة فيه. وفي هذا السياق، اعتبر الأستاذ أحمد نور الدين، الخبير في شؤون الصحراء والعلاقات الدولية، أن هذا التكوين لا يندرج في خانة المبادرات العرضية أو الظرفية، بل يأتي في سياق استراتيجية مغربية شاملة تجاه القارة الإفريقية، تهدف إلى بناء شراكات متقدمة مع الدول الصديقة، ومواجهة التهديدات المشتركة، وفي مقدمتها التهديد الإرهابي المتصاعد. وأوضح نور الدين في تصريحه لموقع كشـ24، أن تكوين 200 جندي مظلي يعني إعداد قوات نخبة في الجيش البوركينابي، وهي وحدات ذات كفاءة عالية، تلعب دورا حاسما في مواجهة الهجمات المسلحة والعمليات الإرهابية، خصوصا في بلد مثل بوركينافاسو، الذي سجل خلال سنة 2023 فقط أزيد من ألفي قتيل بسبب أعمال إرهابية. وأشار المتحدث ذاته، إلى أن هذه الخطوة تسهم في دعم التحالف الثلاثي بين مالي، النيجر وبوركينافاسو، الذي أعلن عنه مؤخرا في إطار كونفدرالية لدول الساحل، تواجه تحديات أمنية وإنسانية واقتصادية جسيمة، في منطقة أصبحت ساحة لتقاطع النفوذ الدولي ومسرحا لعمليات الجماعات المسلحة. وأضاف نور الدين أن التعاون العسكري المغربي في هذه المنطقة يرتبط أيضا بأبعاد جيوسياسية مباشرة، حيث تعد منطقة الساحل عمقا استراتيجيا حيويا للمغرب، سواء على مستوى أمنه القومي أو في ما يتعلق بامتداداته الاقتصادية داخل القارة، وبالتالي فإن تقوية حلفاء الرباط هناك يعد جزءا من معادلة الحماية الاستباقية للمصالح المغربية. وفي تحليله للأبعاد الاستراتيجية الأعمق، شدد الخبير المغربي على أن بناء تحالفات قوية مع جيوش إفريقية وازنة، يعتبر استثمارا بعيد المدى في تهيئة شبكة دفاع إقليمية، قد تكون حاسمة في حالة وقوع نزاع مستقبلي يفرض على المملكة، مشيرا إلى أن الحدود الشاسعة لبعض خصوم المغرب قد تتحول، في مثل هذا السيناريو، إلى نقطة ضعف استراتيجية يمكن استثمارها لصالحه. وختم نور الدين تصريحه بالتأكيد على أن تكوين الضباط الأفارقة في المدارس والأكاديميات العسكرية المغربية ليس جديدا، بل يعود إلى فترة الستينيات، ويشمل إلى اليوم أكثر من ثلاثين دولة إفريقية، في تقليد يعكس رؤية المغرب القائمة على التضامن، وتبادل الخبرات، وتقوية الأمن الجماعي الإفريقي.
وطني

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الاثنين 07 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة