الخميس 23 مايو 2024, 18:13

مراكش

الملك محمد السادس يوجه رسالة إلى المشاركين في الندوة حول “ضوابط الفتوى الشرعية في السياق الإفريقي”


كشـ24 | و.م.ع نشر في: 8 يوليو 2023

وجه أمير المؤمنين الملك محمد السادس، رسالة إلى المشاركين في الندوة المنظمة من طرف مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة حول موضوع "ضوابط الفتوى الشرعية في السياق الإفريقي"، والتي تحتضنها مدينة مراكش من 8 إلى 10 يوليوز الجاري.

وفي ما يلي النص الكامل للرسالة الملكية السامية، والتي تلاها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق : " الحمد لله، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه.

أصحاب الفضيلة،

حضرات السيدات والسادة، إنه لمن دواعي اعتزازنا أن نتوجه إليكم بهذه الرسالة، وأنتم مجتمعون لتدارس موضوع طالما كانت له مكانة خاصة في نفسنا، ألا وهو موضوع الفتوى في أحكام الشريعة والنوازل المستجدة، وذلك من منطلق الأمانة التي طوقنا الله بها في حماية الدين من مختلف نزوعات التطرف والانغلاق وأسباب الفتنة.

ومما يزيد من اطمئناننا، أن دعوتكم لتدارس هذا الموضوع، قد صدرت من مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة. هذه المؤسسة التي ما لبثت، منذ أسسناها قبل ثماني سنوات، تحقق الأهداف التي رسمناها لها، ومنها توحيد وتنسيق جهود العلماء المسلمين من المغرب وباقي البلاد الإفريقية الإسلامية، للتعريف بقيم الإسلام السمحة ونشرها وترسيخها، والقيام بمبادرات من شأنها تفعيل قيم الوسطية والاعتدال والاجتهاد في كل إصلاح تتوقف عليه عملية التنمية في إفريقيا، سواء على مستوى القارة، أو على صعيد كل بلد من بلدانها. أيتها السيدات، أيها السادة،

لا يخفى عليكم أن منطلقنا في إنشاء مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، هو استيعاب التراث الغني، المتمثل فيما رسخه السلف الصالح، عبر القرون، من الروابط المتينة والمتعددة الأبعاد بين المملكة المغربية وبلدان إفريقيا جنوبي الصحراء.

هذه الروابط القائمة على الثوابت المشتركة بين المغرب وبين أشقائه الأفارقة في العقيدة وفي المذاهب السنية المعتدلة. وقد قامت هذه الثوابت على أسانيد السلوك التى رعتها الطرق الصوفية من جهة، وعلى أسانيد العلم الشرعي المروي عبر سلسلات المشايخ الثقات من جهة أخرى. فالسلوك والعلم الشرعي في فكرنا الديني وجهان لعملة واحدة.

وإذا كان التواصل بين إمارة المؤمنين في المغرب وبين مشيخات طرق التصوف في البلدان الإفريقية قد امتد عبر القرون، وما يزال، فقد وفقنا الله تعالى في هذا العصر لما أصبح ضرورة ملحة، وهو إنشاء إطار مؤسسي للتواصل بين العلماء والفقهاء والمفتين، وذلك إدراكا منا للتحديات المستجدة، المرتبطة بتطور الحياة الاجتماعية والحضارية في شتى مناحيها، وضرورة تنزيل الأحكام الشرعية عليها.

فالمسؤولية التي يتحملها علماء الدين على الدوام، مسؤولية عظمى، وقد ازدادت أهميتها وخطورتها في هذا العصر، وهي أمانة جسيمة أمام الله وإزاء الناس الذين ينظرون إلى العلماء على أنهم المرجعية الوثقى في تبليغ دين الله أولا، وفي حسن تنزيل مقاصده على أحوال الناس ثانيا.

ومرجع العلماء في تحمل هذه المسؤولية هو ما بلغنا من هدي جدنا المصطفى عليه الصلاة والسلام، في الحديث الشريف : " يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين". إن هذه الأصناف الثلاثة موجودة اليوم في زمرة الخائضين في شؤون الدين.

ومن ث م فالعلماء مطالبون بالتأثير الإيجابي في الناس، وذلك بأن يبينوا لهم محاسن الوسطية والاعتدال، وأن يقوموا مقابل ذلك بنفي التأثير السلبي للأصناف المتطرفة الجاهلة في عقول الأبرياء، لاسيما وأن هؤلاء المنحرفين يدرجون جل كلامهم عن الدين في صنف الإفتاء والفتوى، لما لها من القدسية في أذهان الناس.

وانطلاقا من هذا الواقع، ومن ضرورة حماية دين الله، قمنا في مملكتنا الشريفة بالواجب في مأسسة الفتوى، بأن جعلناها جماعية من ضمن اختصاصات المجلس العلمي الأعلى، الذي يستفتيه الناس في أمور الشأن العام ذات الصلة بالدين، بينما يقوم العلماء كأشخاص، بإرشاد الناس للأحكام الدينية التي لا تدخل في الفتوى ذات الصلة بالحياة العامة. ولربما كان هذا الشرط هو ما ينبغي الأخذ به في كل بلد من البلدان الإفريقية، وهو جعل الفتوى في الشأن العام موكولة لمؤسسة جماعية من العلماء العدول الوسطيين، الذين يلتزمون بثوابت بلدهم ومذهبهم الشرعي. أيتها العالمات الفضليات، أيها العلماء الأفاضل، إن لقاءكم المبارك هذا في موضوع الفتوى، حري بأن يعمق لدى المسلمين اليوم معنى الوسطية، امتثالا لقوله تعالى : "وكذلك جعلناكم أمة وسطا". وهذا التوجيه الإلهي يجسد اليوم مدى ضرورة تجنب التطرف والتفرقة، وهو دعوة الناس دعوة ملحة إلى الاعتدال، والحرص على طمأنة ضمائر الناس فيما يتعلق بالخلاف في بعض الجزئيات، والعزم الأكيد على التعاون والتشاور الدوري بين العلماء على الصعيد الإفريقي، لمتابعة المستجدات في باب الطلب والاستجابة في باب الفتوى، وحرص المفتين على الاجتهاد لإدماج السلوكات الثقافية المحلية في دائرة المقبول الشرعي، ما لم يكن فيها ما يناقض القطعيات.

وفي هذا الشأن - أي إدماج الواقع المعيش في الدين - يعتبر علماء مملكتنا الشريفة مثالا ي حتذى، حيث ابتكروا في الفقه، عبر القرون السالفة، مفهوم "ما جرى به العمل" ؛ أي مراعاة الممارسات الثقافية الفضلى للناس. وتمكنوا بذلك، تفعيلا لآليات الاجتهاد في المذهب المالكي، من الإفتاء بإدماج عدد من عوائد الناس الاجتماعية والثقافية في دائرة الأمور المنسجمة مع توجيهات الدين، ولاسيما من جهة ما يضمن المصالح الدنيوية، ومنها الاطمئنان النفسي.

كما يتعين على العلماء المفتين على الصعيد الإفريقي، تنمية المدارك وتبادل الأنظار، لاسيما فيما يتعلق بفقه الواقع، وتدوين نتائج بحوثهم على مختلف أنواع "الحوامل" الإلكترونية المتاحة، تعميما للنفع وتعزيزا للتأهيل.

ومما يعين على التوفيق في موضوع الفتوى، الاستعانة بالخبراء من خارج الاختصاص في العلوم الشرعية، وهو سلوك معروف في تاريخ الفقه والفتوى ببلادنا. حضرات السيدات والسادة،

إن البرنامج الذي اقترحتموه لندوتكم، حري بأن يحقق منطلقا رصينا لموضوع ضوابط الفتوى الشرعية في الفضاء الإفريقي، لأنه حرص على الاستقصاء من خلال السعي إلى تأصيل مفهوم الإفتاء وشرح ضوابطه وأهلية المفتين، وإشكال الاختلاف في بعض المرجعيات، والآفة التي يشكلها النزوع للعصبيات وتحدي التنزيل في سياق الأعراف والخصوصيات.

كما سيتناول التنبيه إلى ما هو واقع اليوم من الجرأة على الفتوى من غير أهلها، وما قد يؤدي إليه ذلك من نشر خطاب التطرف والتكفير والكراهية. وإن تحقيق نجاعة هذا البرنامج يفترض القدرة على التعامل مع مجتمع التواصل، في سياق التكنولوجيا المتطورة.

وفي هذا المقام، نهيب بكم إلى استغلال حسنات التواصل لضمان الاستمرار في التداول بينكم حول موضوع الندوة. ومن خلال هذا التواصل تجتهدون وتتبادلون التجارب، حيث تستفيد كل جماعة من العلماء، في بلد من البلدان، من علم مجموع علماء إفريقيا الملتزمين بهذه المبادرة، مع احتفاظ علماء كل بلد بحقهم في مراعاة خصوصيتهم.

حضرات السيدات والسادة،

لا يفوتنا أن ننبه إلى أن كمال مبادرتكم لضبط الفتوى يتوقف بالضرورة على إشراك النساء العالمات في كل جوانب هذه المبادرة. لأن النساء في ديننا شقائق الرجال في الأحكام. وللأمة الإسلامية أسوة في أم المؤمنين، سيدتنا عائشة رضي الله عنها، وهي التي أخذ عنها المسلمون شطرا مهما من أحكام الدين.

وانطلاقا من هذا الاقتناع في شأن الدين، فإننا في مملكتنا نؤطر النساء والرجال بعدد من العالمات والمرشدات، وللهدف نفسه تضطلع النساء بدور بارز في الإرشاد عبر الإعلام.

حضرات السيدات والسادة،

إن مؤتمركم هذا يدخل فيما أمر الله به من التعاون على البر والتقوى. وقد رأينا في هذا العصر أن كل بلد لا ي أم ن إلا بقدر ما يكون البلد الجار آمنا. كما نرى الفتنة تعبر الحدود كما تعبرها الزوابع والرياح.

وفي الأخير نهنئكم على هذا المجمع العلمي المبارك، المنعقد تحت رعايتنا السامية، لمناقشة موضوع في غاية الأهمية، وعلى رأسها جعل الفتوى في شؤون الدين عملا مؤسسيا لا مجال فيه للنزوعات المتطرفة، ولا للأهواء الضالة المضلة.

وفقكم الله وكلل بالنجاح أعمالكم،

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ".

وجه أمير المؤمنين الملك محمد السادس، رسالة إلى المشاركين في الندوة المنظمة من طرف مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة حول موضوع "ضوابط الفتوى الشرعية في السياق الإفريقي"، والتي تحتضنها مدينة مراكش من 8 إلى 10 يوليوز الجاري.

وفي ما يلي النص الكامل للرسالة الملكية السامية، والتي تلاها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق : " الحمد لله، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه.

أصحاب الفضيلة،

حضرات السيدات والسادة، إنه لمن دواعي اعتزازنا أن نتوجه إليكم بهذه الرسالة، وأنتم مجتمعون لتدارس موضوع طالما كانت له مكانة خاصة في نفسنا، ألا وهو موضوع الفتوى في أحكام الشريعة والنوازل المستجدة، وذلك من منطلق الأمانة التي طوقنا الله بها في حماية الدين من مختلف نزوعات التطرف والانغلاق وأسباب الفتنة.

ومما يزيد من اطمئناننا، أن دعوتكم لتدارس هذا الموضوع، قد صدرت من مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة. هذه المؤسسة التي ما لبثت، منذ أسسناها قبل ثماني سنوات، تحقق الأهداف التي رسمناها لها، ومنها توحيد وتنسيق جهود العلماء المسلمين من المغرب وباقي البلاد الإفريقية الإسلامية، للتعريف بقيم الإسلام السمحة ونشرها وترسيخها، والقيام بمبادرات من شأنها تفعيل قيم الوسطية والاعتدال والاجتهاد في كل إصلاح تتوقف عليه عملية التنمية في إفريقيا، سواء على مستوى القارة، أو على صعيد كل بلد من بلدانها. أيتها السيدات، أيها السادة،

لا يخفى عليكم أن منطلقنا في إنشاء مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، هو استيعاب التراث الغني، المتمثل فيما رسخه السلف الصالح، عبر القرون، من الروابط المتينة والمتعددة الأبعاد بين المملكة المغربية وبلدان إفريقيا جنوبي الصحراء.

هذه الروابط القائمة على الثوابت المشتركة بين المغرب وبين أشقائه الأفارقة في العقيدة وفي المذاهب السنية المعتدلة. وقد قامت هذه الثوابت على أسانيد السلوك التى رعتها الطرق الصوفية من جهة، وعلى أسانيد العلم الشرعي المروي عبر سلسلات المشايخ الثقات من جهة أخرى. فالسلوك والعلم الشرعي في فكرنا الديني وجهان لعملة واحدة.

وإذا كان التواصل بين إمارة المؤمنين في المغرب وبين مشيخات طرق التصوف في البلدان الإفريقية قد امتد عبر القرون، وما يزال، فقد وفقنا الله تعالى في هذا العصر لما أصبح ضرورة ملحة، وهو إنشاء إطار مؤسسي للتواصل بين العلماء والفقهاء والمفتين، وذلك إدراكا منا للتحديات المستجدة، المرتبطة بتطور الحياة الاجتماعية والحضارية في شتى مناحيها، وضرورة تنزيل الأحكام الشرعية عليها.

فالمسؤولية التي يتحملها علماء الدين على الدوام، مسؤولية عظمى، وقد ازدادت أهميتها وخطورتها في هذا العصر، وهي أمانة جسيمة أمام الله وإزاء الناس الذين ينظرون إلى العلماء على أنهم المرجعية الوثقى في تبليغ دين الله أولا، وفي حسن تنزيل مقاصده على أحوال الناس ثانيا.

ومرجع العلماء في تحمل هذه المسؤولية هو ما بلغنا من هدي جدنا المصطفى عليه الصلاة والسلام، في الحديث الشريف : " يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين". إن هذه الأصناف الثلاثة موجودة اليوم في زمرة الخائضين في شؤون الدين.

ومن ث م فالعلماء مطالبون بالتأثير الإيجابي في الناس، وذلك بأن يبينوا لهم محاسن الوسطية والاعتدال، وأن يقوموا مقابل ذلك بنفي التأثير السلبي للأصناف المتطرفة الجاهلة في عقول الأبرياء، لاسيما وأن هؤلاء المنحرفين يدرجون جل كلامهم عن الدين في صنف الإفتاء والفتوى، لما لها من القدسية في أذهان الناس.

وانطلاقا من هذا الواقع، ومن ضرورة حماية دين الله، قمنا في مملكتنا الشريفة بالواجب في مأسسة الفتوى، بأن جعلناها جماعية من ضمن اختصاصات المجلس العلمي الأعلى، الذي يستفتيه الناس في أمور الشأن العام ذات الصلة بالدين، بينما يقوم العلماء كأشخاص، بإرشاد الناس للأحكام الدينية التي لا تدخل في الفتوى ذات الصلة بالحياة العامة. ولربما كان هذا الشرط هو ما ينبغي الأخذ به في كل بلد من البلدان الإفريقية، وهو جعل الفتوى في الشأن العام موكولة لمؤسسة جماعية من العلماء العدول الوسطيين، الذين يلتزمون بثوابت بلدهم ومذهبهم الشرعي. أيتها العالمات الفضليات، أيها العلماء الأفاضل، إن لقاءكم المبارك هذا في موضوع الفتوى، حري بأن يعمق لدى المسلمين اليوم معنى الوسطية، امتثالا لقوله تعالى : "وكذلك جعلناكم أمة وسطا". وهذا التوجيه الإلهي يجسد اليوم مدى ضرورة تجنب التطرف والتفرقة، وهو دعوة الناس دعوة ملحة إلى الاعتدال، والحرص على طمأنة ضمائر الناس فيما يتعلق بالخلاف في بعض الجزئيات، والعزم الأكيد على التعاون والتشاور الدوري بين العلماء على الصعيد الإفريقي، لمتابعة المستجدات في باب الطلب والاستجابة في باب الفتوى، وحرص المفتين على الاجتهاد لإدماج السلوكات الثقافية المحلية في دائرة المقبول الشرعي، ما لم يكن فيها ما يناقض القطعيات.

وفي هذا الشأن - أي إدماج الواقع المعيش في الدين - يعتبر علماء مملكتنا الشريفة مثالا ي حتذى، حيث ابتكروا في الفقه، عبر القرون السالفة، مفهوم "ما جرى به العمل" ؛ أي مراعاة الممارسات الثقافية الفضلى للناس. وتمكنوا بذلك، تفعيلا لآليات الاجتهاد في المذهب المالكي، من الإفتاء بإدماج عدد من عوائد الناس الاجتماعية والثقافية في دائرة الأمور المنسجمة مع توجيهات الدين، ولاسيما من جهة ما يضمن المصالح الدنيوية، ومنها الاطمئنان النفسي.

كما يتعين على العلماء المفتين على الصعيد الإفريقي، تنمية المدارك وتبادل الأنظار، لاسيما فيما يتعلق بفقه الواقع، وتدوين نتائج بحوثهم على مختلف أنواع "الحوامل" الإلكترونية المتاحة، تعميما للنفع وتعزيزا للتأهيل.

ومما يعين على التوفيق في موضوع الفتوى، الاستعانة بالخبراء من خارج الاختصاص في العلوم الشرعية، وهو سلوك معروف في تاريخ الفقه والفتوى ببلادنا. حضرات السيدات والسادة،

إن البرنامج الذي اقترحتموه لندوتكم، حري بأن يحقق منطلقا رصينا لموضوع ضوابط الفتوى الشرعية في الفضاء الإفريقي، لأنه حرص على الاستقصاء من خلال السعي إلى تأصيل مفهوم الإفتاء وشرح ضوابطه وأهلية المفتين، وإشكال الاختلاف في بعض المرجعيات، والآفة التي يشكلها النزوع للعصبيات وتحدي التنزيل في سياق الأعراف والخصوصيات.

كما سيتناول التنبيه إلى ما هو واقع اليوم من الجرأة على الفتوى من غير أهلها، وما قد يؤدي إليه ذلك من نشر خطاب التطرف والتكفير والكراهية. وإن تحقيق نجاعة هذا البرنامج يفترض القدرة على التعامل مع مجتمع التواصل، في سياق التكنولوجيا المتطورة.

وفي هذا المقام، نهيب بكم إلى استغلال حسنات التواصل لضمان الاستمرار في التداول بينكم حول موضوع الندوة. ومن خلال هذا التواصل تجتهدون وتتبادلون التجارب، حيث تستفيد كل جماعة من العلماء، في بلد من البلدان، من علم مجموع علماء إفريقيا الملتزمين بهذه المبادرة، مع احتفاظ علماء كل بلد بحقهم في مراعاة خصوصيتهم.

حضرات السيدات والسادة،

لا يفوتنا أن ننبه إلى أن كمال مبادرتكم لضبط الفتوى يتوقف بالضرورة على إشراك النساء العالمات في كل جوانب هذه المبادرة. لأن النساء في ديننا شقائق الرجال في الأحكام. وللأمة الإسلامية أسوة في أم المؤمنين، سيدتنا عائشة رضي الله عنها، وهي التي أخذ عنها المسلمون شطرا مهما من أحكام الدين.

وانطلاقا من هذا الاقتناع في شأن الدين، فإننا في مملكتنا نؤطر النساء والرجال بعدد من العالمات والمرشدات، وللهدف نفسه تضطلع النساء بدور بارز في الإرشاد عبر الإعلام.

حضرات السيدات والسادة،

إن مؤتمركم هذا يدخل فيما أمر الله به من التعاون على البر والتقوى. وقد رأينا في هذا العصر أن كل بلد لا ي أم ن إلا بقدر ما يكون البلد الجار آمنا. كما نرى الفتنة تعبر الحدود كما تعبرها الزوابع والرياح.

وفي الأخير نهنئكم على هذا المجمع العلمي المبارك، المنعقد تحت رعايتنا السامية، لمناقشة موضوع في غاية الأهمية، وعلى رأسها جعل الفتوى في شؤون الدين عملا مؤسسيا لا مجال فيه للنزوعات المتطرفة، ولا للأهواء الضالة المضلة.

وفقكم الله وكلل بالنجاح أعمالكم،

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ".



اقرأ أيضاً
عاجل .. إدانة عبد الصادق بيطاري بالسجن
قضت المحكمة الابتدائية بمراكش، بالحكم على الاستقلالي عبد الصادق بيطاري عضو مجلس مقاطعة المدينة، بالحبس شهرين موقوفة التنفيذ وغرامة مالية قدرها 2000 درهم وتعويض قدره 5000 درهم لفائدة الطرف المدني. ووفق المعطيات التي حصلت عليها "كشـ24"، فإن المعني بالأمر توبع على خلفية شكاية تقدم بها محمد طوالة عضو اللجنة المركزية لحزب الاستقلال، يتهم فيها المشتكى به بالقذف والتشهير عبر حسابه الشخصي على مواقع التواصل الاجتماعي.   
مراكش

الفنانة كريمة غيث تمثل أمام القضاء بمراكش
تعقد المحكمة الإبتدائية بمراكش، اليوم الخميس 23 ماي الجاري، ثاني جلسات محاكمة الفنانة المغربية كريمة غيث، وذلك على خلفية متابعتها بتهمة “إهانة موظف عمومي أثناء مزاولة مهامه”. وكانت المحكمة الإبتدائية بمدينة مراكش قد قررت، يوم الخميس 2 ماي الجاري، تأجيل أولى جلسات المحاكمة من أجل إعداد الدفاع. وكانت المعنية بالأمر قد مثلت في 18 أبريل المنصرم، أمام النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بمراكش، لاشتباه تورطها في إهانة رجل أمن بمطار مراكش، ما أدى إلى توقيفها من طرف شرطة مطار المنارة الدولي بمراكش وتحرير محضر في المنسوب إليها. وقرر وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية متابعة المغنية المذكورة، في حالة سراح مقابل كفالة قدرها 5000 درهم . ويشار إلى أن المغنية المذكورة، كانت قد نفت خبر توقيفها جملة وتفصيلا في تصريح لـ "كشـ24"، وأكدت أنها قضت عطلة العيد رفقة أسرتها، والإشاعة التي اتضحت في ما بعد أنها حقيقة اعتبرتها المعنية بالامر، مجرد خبر مفبرك من طرف مواقع الكترونية لاتتعامل معها وتتحفظ عن التصريح لها.  
مراكش

استفحال ظاهرة الغش في امتحانات جامعة القاضي عياض يثير الاستياء
أعادت الامتحانات الجامعية التي تجرى في الفترة الحالية الجدل حول الانتشار الكبير لمظاهر الغش بين طلبة المؤسسات الجامعية المغربية. وفي هذا السياق، لاحظ العديد من طلبة جامعة القاضي عياض أن ثقافة الغش في الامتحانات أضحت منتشرة بين مجموعة ممن يعتبرون الغش حقا من حقوقهم التعليمية، رغبة منهم في تحقيق النجاح السهل والحصول على شهادة تفتح أمامهم أبواب سوق الشغل. وفي الوقت الذي يستعد فيه الطلبة بشكل حازم للامتحانات، ينصب تركيز آخرين على اكتشاف طرق الغش الناجعة التي ستمنكهم من اجتياز الاختبار دون القيام بأي جهد، متناسين أن الكفاءة والجدارة أهم بكثير من نقط الامتحان. ورغم المجهودات التي تبذلها إدارة جامعة القاضي عياض وبلاغاتها التهديدية، بالإضافة لتحذيرات المراقبين، إلا أن العديد من الطلاب يحرصون دوما على تسخير كامل جهدهم وطاقتهم من أجل ابتكار حيل وطرق جديدة للغش، مستعينين بالقصاصات الصغيرة أو سماعات البلوتوث والأقلام الضوئية، هذا إلى جانب قمصان متطورة موصولة بسماعات رقمية. وأشار مجموعة من الطلبة إلى أن تساهل بعض المراقبين مع حالات الغش يساهم في انتشار هذه الظاهرة بشكل كبير، مشيرين إلى أن حصول الطلبة "الغشاشين" على نقط جيدة في الامتحانات يثير استياء كل طالب علم اجتهد وحضر للامتحانات بشكل نزيه.    ويدعو طلاب جامعة القاضى عياض إلى ضرورة تشديد المراقبة خلال الامتحانات بشكل يضمن تكافؤ الفرص لجميع الطلاب، لأن هذه المسألة تتعلق بالمصير الأكاديمي والمهني للطلبة.
مراكش

موجة غلاء الخضر والفواكه تثير غضب ساكنة مراكش
أثار الارتفاع الصاروخي الذي عرفته أسعار الخضر والفواكه بمدينة مراكش، على غرار أغلب المدن المغربية، غضب الساكنة المراكشية التي أكدت أن هذا الارتفاع زاد الطين بلة بعد موجة الغلاء الذي عرفتها معظم المواد الغذائية. وأكد العديد من المواطنين أن أسعار مجموعة من الخضر والفواكه ارتفعت بشكل مفاجئ بعدما سجلت انخفاضا ملموسا طوال الأشهر الأخيرة، مبرزين أن سعر الطماطم تجاوز 11 درهما بينما كان سعرها في السابق قد وصل لـ 5 دراهم فقط.  وفي هذا الإطار عبرت الساكنة عن غضبها إزاء هذه الزيادات "غير المبررة" وفق تعبيرها، مشيرة إلى أن قدرتها الشرائية تضررت بشكل كبير خلال الأونة الأخيرة وأن أي زيادة في أسعار المواد الأساسية ستؤثر دون محالة على حياتها اليومية.  
مراكش

الخطوط النرويجية تطلق رحلات جوية مباشرة نحو مراكش
تعتزم شركة الخطوط الجوية النرويجية توسيع شبكة خطوطها من خلال إطلاق رحلات جوية جديدة نحو مدينة مراكش. وفي هذا الإطار، أعلنت الشركة عن إطلاق رحلات مباشرة من مطار ستوكهولم أرلاندا إلى مدينة أكادير والغردقة، بينما سيتم تسيير رحلات من مطار جوتنبرج لاندفيتر إلى  الغردقة ومراكش وتينيريفي. كما ستقوم الشركة باطلاق رحلات جوية انطلاقا من كوبنهاغن في اتجاه دبي والقاهرة والغردقة وأكادير ولانزاروت، بينما ستشرع الشركة أيضا في إطلاق رحلات متجهة من أوسلو نحو دبي وأكادير والغردقة، ومن هلسنكي في اتجاه أكادير والغردقة ومراكش.
مراكش

كشـ24 تكشف قرار النيابة العامة في قضية نصب ثلاث فتيات على أجنبي
أصدرت النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بمراكش، اليوم الأربعاء 21 ماي الجاري، قراراتها في حق الفتيات الثلاث المتهمات بالنصب والتحريض على الدعارة بعد شكاية تقدم بها سائح أجنبي، نهاية الاسبوع الماضي. وحسب المعطيات التي توصلت بها كشـ24 فقد قررت النيابة العامة متابعة فتاتين في حالة سراح، بينما جرت متابعة المتورطة الثالثة في حالة اعتقال مع إيداعها سجن الأوداية المحلي. وأضافت مصادر كشـ24 أنه جرى تحديد جلسة يوم الاثنين المقبل من أجل استكمال محاكمة المتهمات في هذه القضية. وتعود تفاصيل القضية، إلى تقدم سائح أجنبي نحو المعنيات بالأمر وسألهن عن مقهى يقدم الأرجيلة بمحيط جامع لفنا، لكن الأخريات عرضن عليه ممارسة الجنس معه مقابل مبلغ مالي، ونصبن له فخ مكنهن من الحصول على مبلغ 900 درهم، والهروب نحو وجهة غير معلومة، إلى أن تم اعتقالهن من طرف مصالح الشرطة القضائية.    
مراكش

أعضاء مجلس سيد الزوين يطالبون من جديد الوالي شوراق بالتدخل لعقد دورة استثنائية
راسل أغلبية أعضاء مجلس جماعة سيدي الزوين، والي جهة مراكش آسفي فريد شوراق، يطالبونه بالتدخل من أجل إدراج تسعة نقط في الدورة الاستثنائية لمجلس الجماعة المذكور. وأوضحت المراسلة التي تتوفر "كشـ24" على نسخة منها، أن الأعضاء المذكورين، المزاولين لمهامهم بمجلس جماعة سيد الزوين، تقدموا لدى الوالي شوراق بطلب عقد دورة استثنائية مرفقة بجدول الأعمال بناء على المادة 36 من مقتضيات القانون التنظيمي رقم 113.14 المتعلق بالجماعات، وذلك يوم 22 ماي الجاري.  وطالب أعضاء جماعة سيدي الزوين في مراسلتهم التي اطلعت "كشـ24" على نسخة منها، إدراج مجموعة من النقط، وتتعلق النقطة الأولى ببرمجة الفائض الحقيقي للسنة المالية 2023، وفي النقطة الثانية بإقالة منتدب جماعة سيد الزوين بمجموعة الجماعات الترابية مراكش أسفي للتوزيع، إقالة رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية والثقافية و الصحة و الرياضة في النقطة الثالثة. وبالنسبة للنقطة الرابعة فهي تتعلق بإقالة ممثل اللجنة الإدارية المكلفة بمراجعة اللوائح الانتخابية العامة بجماعة سيد الزوين، وتتعلق النقطة الخامسة بانتخاب رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية والثقافية و الصحة و الرياضة، طالب أعضاء جماعة سيدي الزوين في النقطة السادسة بانتخاب ممثل اللجنة الإدارية المكلفة بمراجعة اللوائح الانتخابية العامة بجماعة سيد الزوين، وتتعلق النقطة الأخيرة بانتخاب منتدب جماعة سيد الزوين بمجموعة الجماعات الترابية مراكش أو في للتوزيع. وتضمنت المراسلة، الدراسة والمصادقة على مشروع اتفاقية شراكة بين مجلس عمالة مراكش ومجلس جماعة سيد الزوين من أجل بناء خزانين مائيين بدوار سيدي علي مسعود ودوار قاشة، وطالب الأعضاء في النقطة التاسعة بإلغاء اتفاقية الشراكة المبرمة بين جماعة سيد الزوين وجمعية أمهات وآباء وأولياء تلاميذ الثانوية الإعدادية الماوردي التي تخص تسيير مرفق النقل المدرسي بتراب جماعة سيد الزوين. وقال الموقعون على المراسلة، أنه سبق وان راسلوا الوالي شوراق بمراسلة مماثلة خلال شهر مارس الماضي، لكن الرئيس بتعنته ضرب عرض الحائط ما جاء في جواب الوالي شوراق، وغير مبال بالقوانين المفروضة على المجالس ورؤسائها وأعضائها كما أنه بهذا التصرف يدحض مبدأ المراقبة المخولة لسيادة الوالي على الجماعات حسب تعبير المصدر ذاته.  
مراكش

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الخميس 23 مايو 2024
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة